
شبكة النبأ: فيما تقف روسيا عاجزة عن
التصدي وهي ترى حليفتها التاريخية صربيا تتقسم، تُصر الولايات المتحدة
بدورها، على عدم السماح بتقسيم الدولة الوليدة كوسوفو وهو ما يسعى اليه
الصربيون الذين اصبحوا بدورهم الجديد "الأقلية" في الدولة الجديدة، حيث
اعلن الرجل الثالث في وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز ان
الولايات المتحدة "تعارض بشكل مطلق" تقسيم كوسوفو "اكان كأمر واقع او
بشكل تدريجي".
وقال بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية خلال مؤتمر صحافي "نعارض
بشكل مطلق تقسيم كوسوفو".
واضاف ان "القسم الاكبر من دول العالم لن يدافع عن هذا النوع من
الامور".
وردد بيرنز كلام الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي في كوسوفو بيتر فيث
الذي طمأن الخميس في فيينا انه لن يكون هناك تقسيم لكوسوفو. بحسب ا ف
ب.
وقال بيرنز "لقد قال اننا لن نوافق ولن نتسامح مع اية حركة نحو
التقسيم سواء اكان تقسيم أمر واقع او تقسيما بشكل تدريجي (...) او
تقسيما "قانونيا (...) لن ندعمه ابدا".
وكان فيث اعلن للصحافيين ان "الخطة التي وضعها مبعوث الامم المتحدة
مارتي اهتيساري اعتمدت اللامركزية مع تشكيل بلديات جديدة لصالح
المجموعات الصربية".
واضاف في ختام اجتماع تاسيسي لفريق العمل الدولي المكون من 15 دولة
اعترفت جميعها باستقلال كوسوفو الذي سيتولى مهمة الاشراف على انتقال
كوسوفو تدريجيا الى الاستقلال "لكن لن يكون هناك تقسيم للبلد هذا ليس
مقررا".
وتشكل هذا الفريق انفاذا لخطة اهتيساري التي قدمها في نيسان/ابريل
الماضي ولم يقرها مجلس الامن الدولي بسبب رفض موسكو استقلال الاقليم
الصربي ذي الغالبية الالبانية والاقلية الصربية.
من جهة ثانية هاجم بيرنز القوميين الصرب معتبرا انهم "لم يتوصلوا
الى نسيان التاريخ ما حصل في البلقان في التسعينات" في اشارة الى حملة
التطهير الاتني التي قادتها القوات الصربية ضد البان كوسوفو. وتابع
"بسبب هذا التاريخ سحبت الامم المتحدة كوسوفو من صربيا في حزيران/يونيو
1999".
ومضى يقول "اليوم الولايات المتحدة واوروبا باسرها مع بعض
الاستثناءات النادرة تدعم دعما مطلقا استقلال كوسوفو" معتبرا ان هذا
الدعم وراءه "سبب منطقي فنحن لم ننس التاريخ".
وحتى اليوم اعترفت 21 دولة بينها 12 بلدا عضوا في الاتحاد الاوروبي
باستقلال كوسوفو.
امريكا: كوسوفو لن تصبح مرة أخرى
جزءا من صربيا
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية توم كيسي يتحدث بعد
زيارة رئيس روسيا المتوقع ديمتري ميدفيديف لبلجراد لاظهار تأييد موسكو
للسيادة الصربية على كوسوفو بالرغم من دعم الغرب لاستقلالها المعلن.
وقال كيسي للصحفيين "سنواصل محاولة العمل مع كل من روسيا والصرب حول
هذا لكني اعتقد انه ينبغي ان يكون واضحا امام كل شخص في هذه المرحلة ان
كوسوفو لن تصبح على الاطلاق جزءا من صربيا مرة اخرى."بحسب رويترز.
وقال كيسي ان الولايات المتحدة التي اعترفت باستقلال كوسوفو ليست
لديها مشكلة مع المظاهرات السلمية حول هذه المسألة ما لم تتحول الى
العنف.
وفي الاسبوع الماضي هوجمت السفارة الامريكية في بلجراد واضرمت فيها
النيران على ايدي مثيري الشغب الغاضبين من اعلان كوسوفو الاستقلال يوم
17 فبراير شباط وتأييد الولايات المتحدة له.
وقال كيسي ان عائلات العاملين في السفارة والموظفين غير الضروريين
غادروا بلجراد حتى تتحسن الظروف الامنية هناك لكن السفير الامريكي
كاميرون مونتر موجود في العاصمة الصربية مع غيره من المسؤولين
الامريكيين.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس انحت باللائمة في
الاسبوع الماضي على السلطات الصربية لعدم حماية السفارة واعربت صربيا
عن اسفها الرسمي للحادث.
وقال كيسي ان جميع الاطراف ينبغي ان تتحرك الان الى الامام نحو
تنفيذ خطة استقلال كوسوفو التي طورها مبعوث الامم المتحدة مارتي
اهيتساري.
وقال "اننا لا نريد عزل صربيا" مضيفا ان الولايات المتحدة ترغب في
ان تصبح صربيا قادرة على تحقيق طموحها بان تكون جزءا من اوروبا. وقال
"نعتقد أن هذ هو مستقبل هذا البلد ونأمل ان يكون هذا هو الاتجاه الذي
تريده قيادته."
صربيا تحاول الفصل بين الصرب
والالبان في كوسوفو
من جهة ثانية اتهم مبعوث الاتحاد الاوروبي إلى كوسوفو صربيا بمحاولة
قطع العلاقات بين الأغلبية الالبانية في الدولة التي اعلنت استقلالها
مؤخرا والأقلية الصربية في تحرك قال إنه يقترب من التقسيم.
وقال بيتر فيث الممثل المدني الدولي الجديد في كوسوفو خلال مؤتمر
صحفي مشترك مع هاشم تاجي رئيس وزراء كوسوفو "هناك محاولة لقطع
الاتصالات بين الصرب والحكومة المركزية."
وقال ردا على سؤال بشأن ما اذا كانت صربيا تحاول تقسيم كوسوفو التي
كانت اقليما تابعا لها في السابق "أعتقد أنها تقترب بشدة من ذلك."بحسب
رويترز.
ويرفض أفراد الشرطة الصرب تلقي الأوامر من الحكومة المركزية التي
يهيمن عليها الالبان كما هوجمت مواقع حدودية في الشمال الذي يهيمن عليه
الصرب ويحاول الصرب الهيمنة على المحكمة الرئيسية التابعة للامم
المتحدة في الشمال بمنع الموظفين الالبان فيها من العمل.
وكان رئيس وزراء صربيا فويسلاف كوستونيتشا قد صرح هذا الاسبوع بأن
صربيا ستحكم مناطق في كوسوفو حيث يواصل "مواطنون موالون" التطلع إلى
بلجراد.
بوتين: استقلال كوسوفو سابقة رهيبة
سترتد على الدول الغربية
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ان استقلال كوسوفو
يشكل "سابقة رهيبة سترتد" على الدول الغربية.
وقال بوتين خلال لقاء مع قادة رابطة الدول المستقلة (دول الاتحاد
السوفياتي السابق باستثناء دول البلطيق) ان استقلال "كوسوفو يشكل سابقة
رهيبة. عمليا انه ينسف نظام العلاقات الدولية برمته القائم ليس منذ
عشرات السنين فحسب بل منذ مئات السنين". بحسب ا ف ب.
وبالحديث عن الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو اعتبر الرئيس الروسي
ان الوضع ستكون له "تداعيات لا يمكن توقعها".
واضاف "انهم لا يفكرون بعواقب ما فعلوه. في النهاية انه كسيف ذي
حدين ويوما ما سيرتد احد هذين الحدين عليهم".
يشار الى ان روسيا العضو في مجلس الامن الدولي والحليف التقليدي
لبلغراد تعارض بشدة استقلال اقليم كوسوفو.
وكان ممثل روسيا في حلف شمال الاطلسي دميتري روغوزين حذر الجمعة من
ان روسيا قد "تستخدم القوة" اذا ما "تحدى" الحلف او الاتحاد الاوروبي
الامم المتحدة بشأن كوسوفو.
وقال روغوزين في تصريحات ادلى بها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة
من بروكسل ونقلتها وكالة انترفاكس "اذا تبنى الاتحاد الاوروبي اليوم
موقفا موحدا او تخطى الحلف الاطلسي تفويضه في كوسوفو فان هاتين
الهيئتين ستتحديان الامم المتحدة".
واضاف "سننطلق نحن ايضا من انه علينا استخدام قوة وحشية هي القوة
المسلحة لفرض احترامنا".
ونقلت عنه وكالة ايتار تاس قوله "ليس لدينا اي شك بان قواعد عسكرية
للحلف الاطلسي ستنشر قريبا في اقليم كوسوفو".
واضاف "هذا الامر ليس من ضمن مهمتهم. وفي حال تأكدت هذه المعلومات
فسيكون هناك حوار صعب مع شركائنا كما ان تطورا دراماتيكيا في المحادثات
بين روسيا والحلف الاطلسي ممكن الحصول".
ومن جهة اخرى اعربت روسيا عن "اسفها" لاعمال العنف التي وقعت الخميس
في بلغراد ولكنها حملت مسؤوليتها للدول التي اعترفت ب"شكل احادي"
باستقلال كوسوفو.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين لوكالة
انترفاكس "ما جرى في بلغراد يثير فقط الاسف (...) ولكن القوات التي
دعمت الاعتراف الاحادي بكوسوفو يجب ان تعي نتائج مثل هذه الخطوة".
التوتر يتصاعد
وتصاعد التوتر في شكل ملحوظ بعد اعمال عنف في بلغراد دانها الغربيون
بشدة واسفرت عن قتيل ونحو مئة جريح بعد تجمع حاشد احتجاجا على استقلال
كوسوفو.
ودان رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا اعمال العنف التي
شهدتها بلغراد معتبرا انها "تضر مباشرة" بجهود صربيا للتصدي لاستقلال
كوسوفو.
وعثر على جثة محترقة لم تحدد هوية صاحبها في السفارة الاميركية التي
استهدفتها اعمال الشغب. واوضحت السفارة ان الجثة لا تعود الى احد
موظفيها. بحسب ا ف ب.
واسفرت المواجهات التي استمرت ساعات عدة عن 118 جريحا بينهم ثلاثون
شرطيا فيما قالت مصادر طبية ان ثلاثة جرحى لا يزالون في المستشفى.
وكان متظاهرون غاضبون اضرموا النار في السفارة الاميركية ثم هاجموا
مقار بعثات دبلوماسية غربية ومطاعم لشبكة ماكدونالدز وحطموا واجهات
عدة.
وسارعت واشنطن وبروكسل الى ادانة اعمال العنف ومثلها مجلس الامن
الدولي الذي ذكر بمبدأ تحييد البعثات الدبلوماسية.
وحذر الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا
الجمعة من ان المفاوضات حول اتفاق شراكة بين صربيا والاتحاد الاوروبي
لن تستأنف في اجواء العنف.
ومن شأن هذا التحذير ان يحرج الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي لا
يزال يؤيد انضمام بلاده الى الاتحاد الاوروبي رغم معارضته استقلال
اقليم كوسوفو.
ودعا تاديتش الذي غاب عن تظاهرة الخميس الى التهدئة بعد عودته من
زيارة لرومانيا احدى دول الاتحاد الاوروبي التي ترفض الاعتراف بالدولة
الكوسوفية الجديدة.
لكن الغضب الصربي من استقلال كوسوفو احدث توترا بالغا في البلقان
وخصوصا ان صرب البوسنة اعلنوا ان من حقهم الانفصال في حال اعترفت الامم
المتحدة وغالبية دول الاتحاد الاوروبي باستقلال كوسوفو.
وتساءل عدد قليل من السياسيين الصرب حول رد الفعل المتأخر للشرطة
التي لم تعمد الى حماية السفارات الغربية سلفا علما ان المشاغبين سبق
ان استهدفوها.
المواجهة بين واشنطن وموسكو ستزداد
حدّة
ويرى مدير معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم
الروسية سيرغي روغوف أن المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة ستتصاعد
بعد تغير الادارة الأمريكية.
ونقلت وكالة نوفستي عن روغوف قوله في المؤتمر الصحفي مكرس للذكرى
الأربعين لتأسيس معهد الولايات المتحدة وكندا، انه »توجد في يومنا
الراهن اختلافات كبيرة في مواقف روسيا والولايات المتحدة على الساحة
الدولية. وأنا أعتقد، أن هذا قد يتمخض بعد تغير الادارة هناك عن نموذج
مواجهة جديد بين البلدين«.
ووصف الخبير الوضع الحالي للعلاقات بين البلدين بأنه أسوأ وضع منذ
»الحرب الباردة«. وأشار روغوف بشأن آفاق التعاون بين البلدين، الى
»احتمال استمرار ترديه«. واعتبر روغوف عدم وجود شراكة اقتصادية بين
البلدين السبب الرئيسي للمستوى الواطئ للعلاقات الروسية الأمريكية
المعاصرة.
ويرى الخبير أنه يوجد أيضا الكثير من المشاكل التي ترتبط باستئناف
سباق التسلح عالميا. وقال روغوف انه »لا شك في أن الولايات المتحدة
بدأته، اذ ان قسط بلد واحد في النفقات الحربية العالمية يزيد على %50
مما يشكل وضعا فريدا. ومن المهم لروسيا جدا عدم التورط في هذا السباق«.
17 دولة اعترفت باستقلال كوسوفو
وعشر دول تعارضه
بعد عدة ايام على اعلان استقلال اقليم كوسوفو اعلنت 17 دولة بينها
عشر من بلدان الاتحاد الاوروبي اعترافها به، بينما اكدت عشرة بلدان
بينها روسيا وصربيا وثلاث من دول الاتحاد الاوروبي انها تعارض هذه
الخطوة.
ولم تتخذ الدول الاخرى قرارا في هذا الشأن بعد، بحسب ا ف ب.
-- الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفو:
- الولايات المتحدة - البانيا - افغانستان - تركيا - السنغال -
استراليا - تايوان
- الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي:
- المانيا - النمسا - فرنسا - بريطانيا - لاتفيا - ايطاليا -
الدنمارك - استونيا - لوكسمبورغ - سلوفينيا
-- الدول التي اعلنت استعدادها للاعتراف بالاستقلال:
- كرواتيا - النروج - اليابان
- اعضاء الاتحاد الاوروبي:
- هولندا - بلجيكا - ايرلندا - فنلندا - السويد - المجر - بولندا -
سلوفينيا - بلغاريا - ليتوانيا
-- دول عبرت عن تحفظات:
- اندونيسيا - مونتينيغرو
- الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي:
- اليونان - سلوفاكيا - البرتغال - الجمهورية التشيكية - مالطا
-- الدول التي تعارض استقلال كوسوفو:
- الصين - جورجيا - مولدافيا - روسيا - صربيا - سريلانكا - فنزويلا
- الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي:
- اسبانيا - قبرص - رومانيا |