مجالس الصحوة حصان طروادة لتنظيمات القاعدة

اعداد/ صباح جاسم

 شبكة النبأ: رغم ما حققته مجالس الصحوة العشائرية من أمان مناطقي جالبةً السلام لأنحائها فان هذه القوات لا تزال سلاح ذو حدّين، يمكن ان تنقلب على الحكومة العراقية والقوات الامريكية في اية لحظة مالم يصار الى تنقيتها وتنظيمها عسكريا واحتواء الفائض منها في مجالات الإعمار المختلفة بحيث لا يبقى شبح البطالة يجر هذه العناصر للعودة الى القاعدة او الانضمام الى العصابات والتنظيمات المسلحة الاخرى. وقد اثبت بعض مجالس الصحوة التي شكلتها القوات الامريكية انها كانت حصان طروادة لتنظيمات القاعدة، كما انها اصبحت مليشيات طائفية تمارس التطهير والقتل على الهوية.

وقال قائد شرطة الفلوجة بمحافظة الأنبار، إن قوات الصحوة التابعة لعشائر الفلوجة "مخترقة أمنيا" من قبل عناصر تنظيم القاعدة.

وذكر العميد فيصل الزوبعي لوكالة  أصوات العراق أن "قوات صحوة العشائر في الفلوجة مخترقة أمنيا من قبل تنظيم القاعدة، خاصة في ضواحي المدينة، إذ تعرضت قوات الشرطة العراقية وقوات الصحوة خلال الشهرين الأخيرين لعدة هجمات مسلحة، كان سببها الرئيس الخروقات الأمنية داخل تشكيلات عناصر الصحوة مما يشكل فجوة أمنية خطيرة".

وأضاف الزوبعي "نحن في قيادة شرطة الفلوجة اشرنا لوجود نواح سلبية في قبول المتطوعين لصفوف قوات الصحوة وأولها عدم التأكد من وفرة المعلومات الكافية ومجهولية مصداقيتها حول من يرومون الإنضمام إليها لذا يسهل اختراقها من قبل عناصر تنظيم القاعدة"، مشيرا إلى أن التفجيرات الأخيرة التي وقعت في ناحية الصقلاوية وعامرية الفلوجة وأدت لمقتل أكثر من 15 عنصرا امنيا من أفراد الشرطة والصحوة.

ودعا الزوبعي "قوات الصحوة لتنسيق عملها مع القوات الأمنية العراقية من خلال التحري بشكل دقيق عن منتسبيها وتقديم هذه المعلومات للشرطة العراقية للتحقق من صحة المعلومات".

وشدد على "ضرورة إجراء عملية تطهير واسعة بين قوات الصحوة منعا لحدوث أية اختراقات أخر".

وإنتشرت في عدد كبير من مدن ومحافظات ومناطق العراق، خاصة في الأنبار وديالى وصلاح الدين والموصل وبعض مناطق العاصمة بغداد، مجالس الصحوة التي تشكلها العشائر وانضم إليها المئات من أبنائها، الذين تسلحهم القوات الأمريكية بالتعاون مع الحكومة العراقية، بهدف محاربة التنظيمات المسلحة التي تنشط في تلك المناطق، خاصة تنظيم القاعدة.

وتزايد، مؤخرا، حديث عدد من المسؤولين العراقيين ومن القوات المتعددة الجنسيات عن النجاح الذي حققته مجالس الصحوة في طرد عناصر تنظيم القاعدة من عدد كبير من المدن والمناطق العراقية، أولها كان في محافظة الأنبار.

وتقع مدينة الفلوجة كبرى مدن محافظة الأنبار على بعد 45 كم غرب بغداد، فيما تقع مدينة الرمادي مركز المحافظة على مسافة 110 كم غرب العاصمة.

وحدات الصحوة توقف العمل في محافظة ديالى

من جهة ثانية قال مسؤولون عراقيون وامريكيون ان آلافاً من اعضاء مجالس الصحوة توقفوا عن العمل في واحدة من اخطر محافظات العراق.

وقالت وحدات مجالس الصحوة انها حلت نفسها فيما يمثل ضربة كبيرة لجهود امريكية وعراقية لاشاعة السلام في محافظة ديالى.

وتراجعت اعمال العنف في انحاء العراق بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران بعد ارسال قوات امريكية اضافية قوامها 30 الف جندي ونمو وحدات مجالس الصحوة التي شكلت في محافظة الانبار بغرب البلاد في اواخر عام 2006 .

وقال الجيش الامريكي ان هذه الوحدات في محافظة ديالى التي يعيش فيها مزيج من الطوائف والاعراق توقفت عن العمل بسبب الأجور وخلافات مع قائد الشرطة المحلي.

وقال زعيم الحركة التي تضم مجالس الصحوة في ديالى ان هذه الوحدات تم حلها لان شرطة ديالى خطفت امرأتين ولن يعيدوا تنظيم انفسهم الى ان يتم تغيير قائد الشرطة الذي يتهمونه بالطائفية.

ونفى اللواء غانم القريشي قائد الشرطة في المحافظة الاتهامات في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست هذا الاسبوع. بحسب رويترز.

وقال ابو طالب الذي يرأس ما وصفه بأنه حركة مجالس الصحوة التي تضم 20 الف عضو في ديالى لرويترز، انه انتقاما لشرف المرأتين المخطوفتين فانهم قاموا بحل اللجنة الشعبية في المحافظة.

وقال ان جماعته تطالب بتغيير القريشي وبتوازن بين السنة والشيعة في قوات الشرطة والجيش العراقيين.

وقال الجيش الامريكي انه يوجد 4326 من اعضاء مجالس الصحوة المسجلين في ديالى وان عددا كبيرا منهم بدأوا اضرابا عن العمل لمدة ثلاثة اسابيع لاسباب اهمها الاجور. ويحصل العضو المسجل على نحو 300 دولار شهريا من الجيش الامريكي.

وقال الميجر مايك جارسيا وهو متحدث عسكري امريكي في ديالى "انهم يضربون لانهم يريدون اجورهم ولن يحصلوا على اجورهم قبل ان يستأنفوا العمل مرة اخرى."

وقال ان مطالب مجالس الصحوة تشمل تغيير القريشي.

وديالى من بين اربع محافظات في شمال العراق اعاد اعضاء تنظيم القاعدة ومسلحون اخرون تجميع انفسهم فيها بعد طردهم من معاقل سابقة في الانبار وحول بغداد.

وقال الناطق الرسمي باسم اللجان الشعبية في ديالى إنه تقرر، حل جميع تلك اللجان وإلغاء جميع مقراتها في المحافظة.

وأضاف الناطق باسم اللجان، المكنى بـ ( أبو علي)، أن قيادة اللجان الشعبية في ديالى "قررت حل جميع اللجان، وإلغاء كل المقرات التابعة لها في المحافظة."

وأوضح أن القرار، الذي اصدرته قيادة اللجان الشعبية، تتضمن "ثمانية أسباب للإنسحاب"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وتطلق تسمية (اللجان الشعبية) في محافظة ديالى على الفصائل المسلحة التي شاركت القوات العراقية والأمريكية المشتركة في تصديها لتنظيم القاعدة خلال عملية (السهم الخارق)، التي شنتها تلك القوات منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي.

وشهدت الأشهر الأخيرة مواجهات ساخنة بين اللجان الشعبية وعناصر القاعدة، خاصة في مناطق: التحرير وبهرز وحي الأمين وجبينات في مدينة بعقوبة، على خلفية مشاركة أفراد اللجان مع القوات المشتركة في الحرب ضد التنظيم.

وتقع مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، على مسافة (57 كلم) إلى الشمال الشرقي من العاصمة بغداد.

بعد ساعات من حلها.. نجاة قائد الصحوة في ديالى من الاغتيال

وقال مصدر مسؤول في محافظة ديالى إن قائد اللجان الشعبية في المحافظة نجا من محاولة اغتيال بهجوم مسلح وسط قضاء بعقوبة بعد ساعات من قرار حل اللجان. بحسب اصوات العراق.

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "مجموعة مسلحة هاجمت احدى مقرات اللجان الشعبية في حي التحرير وسط قضاء بعقوبة مستهدفة قائد اللجان صباح بشير، دون اصابته بأي أذى".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3 آذار/2008 - 24/صفر/1429