اغتيال حرية الصحافة العراقية: وفاة نقيب الصحفيين العراقيين متاثرا بجراحه

شبكة النبأ: قال امين سرنقابة الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي ان نقيب الصحفيين شهاب التميمي توفي في بغداد، الاربعاء، متأثرا بجروح اصيب بها في هجوم شنه مسلحون مجهولون السبت الماضي. وقال اللامي ان التميمي"توفي في الساعة الرابعة من عصر اليوم في مستشفى ابن البيطار ببغداد الذي نقل له من مستشفى ابن سينا لاجراء جراحات متخصصة له".

وكان مسلحون فتحوا النار على التميمي في منطقة الوزيرية السبت الماضي بعد دقائق قليلة من خروجه من مقر نقابة الصحفيين العراقيين لحضور تجمع ثقافي ما تسبب في اصابته ونجله البكر (ربيع) في ظهره.

والتميمي البالغ من العمر 75 عاما أنتخب نقيبا للصحفيين العراقيين في دورتين متعاقبتين بعد سقوط النظام السابق عام 2003  وله العديد من الكتابات الساخرة الاقتصادية والاجتماعية، وسبق ان تعرض لتهديدات بالقتل عام 2005  اجبرته على التواري عن الانظار، لكنه عاود نشاطه  في مجلس النقابة بعد حصوله على ضمانات من السلطات في حماية الصحفيين العراقيين من عمليات القتل العشوائي.

هذا وقدم الشيخ مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام والصحفيون العاملون في هذه المؤسسة خالص التعازي الى اسرة الفقيد والى الاسرة الصحفية العراقية بهذا المصاب الاليم.

وقد شيع مئات الصحفيين العراقيين، الخميس، جثمان نقيب الصحفيين شهاب التميمي من مبنى النقابة في حي الوزيرية وسط بغداد، ولم يحضر الجنازة أي مسؤول حكومي سوى وكيل وزارة الثقافة. 

وقال رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين إبراهيم السراجي، الذي شارك في مراسم التشييع، لوكالة ( أصوات العراق) إن جثمان التميمي "شيع، صباح اليوم (الخميس)، من غرفته الخاصة في مقر النقابة, ثم إلى الشارع العام."

وأضاف "سار خلف الجنازة أكثر من (200) صحفي عراقي, حتى نهاية الشارع العام, ليودعوه إلى مثواه الأخير في (مقبرة السلام) في مدينة النجف، حيث نقل جثمانه بعد مراسم الجنازة."

وأوضح السراجي أن عائلة التميمي "رافقت جثمانه في التشييع، وفي مقدمتهم نجله (ربيع), كما رافقه إلى النجف عدد من الصحفيين."

وأشار إلى أنه كان في مقدمة المشيعين جبار طراد النائب الأول لنقيب الصحفيين، ومؤيد اللامي أمين سر النقابة العراقية وعدد من أعضاء مجلس النقابة، ومن دون حضور " أي مسؤول حكومي رفيع لمراسم التشييع، سوى وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر."

وذكر السراجي أن عائلة التميمي "أبلغت الصحفيين بأن مجلس العزاء للفقيد الراحل سيقام في بلدته ( الشطرة) بمحافظة الناصرية (380 كلم جنوب بغداد), ويستمر لثلاثة أيام, حيث يوجد أهله وأعمامه في تلك المدينة التي ولد فيها."

بدوره وجه رئيس الجمهورية جلال الطالباني برقية تعزية إلى عائلة نقيب الصحفيين العراقيين شهاب التميمي الذي توفي، الأربعاء،  متأثراً بجراح أصيب بها إثر تعرضه لمحاولة اغتيال قبل أيام. مشيرا إلى أن زملاء التميمي لن تثنيهم " الجريمة الإرهابية" عن نشر كلمة الحق والإنصاف.

وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، نقلته ( أصوات العراق) إن الطالباني وجه، (الأربعاء)، برقية تعزية إلى عائلة نقيب الصحفيين العراقيين شهاب التميمي، قال فيها " تقبلوا أصدق مشاعر المواساة والعزاء لفقدان الراحل شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين، الذي توفي إثر عمل إرهابي جبان."

وأضاف " إن هذه الجريمة النكراء هي دليل على إن الإرهابيين تخيفهم الكلمة الصادقة والإعلام الحر، وهم يسعون إلى إشاعة البلبلة وزعزعة الاستقرار."

وتابع رئيس الجمهورية قائلا "كلنا ثقة بان زملاء التميمي، من أعضاء نقابة الصحفيين ورجال العلم كافة، لن تثنيهم هذه الجريمة عن نشر كلمة الحق والإنصاف التي لطالما نادى بها ودافع عنها الراحل."

كما نعت الامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب الخميس نقيب الصحفيين العراقيين شهاب التميمي وقال بيان اصدرته الامانة العامة لاتحاد الصحفيين ،الخميس ، بحسب (أصوات العراق) ان " اتحاد الصحفيين العرب ينعى باسم عشرات الآلاف من الصحفيين في الدول العربية المختلفة الشهيد النقيب الاستاذ شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين ، الذي توفى ببغداد بعد ثلاثة ايام من جريمة اطلاق الرصاص عليه، ومحاولة اغتياله يوم السبت الماضي."

وطبقا للبيان فان الامانة اذ تنعى الزميل الشهيد، فانها تؤكد من جديد ان انفلات الاوضاع في العراق في ظل الاحتلال الامريكي هو المسؤول عن اغتيالات الصحفيين ، وعن مطاردتهم وكبت حرياتهم في اداء مهامهم الصحفية ، الامر الذي يعد اسوأ انتهاك لحريات الصحافة والرأي والتعبير."

واوضح البيان انه " سبق للامانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب ان طالبت الامم المتحدة بتفعيل قرارها الخاص بتوفير الحماية للصحفيين في مناطق الحروب والصراعات والآن في ظل اغتيال النقيب العراقي، تطالب الامانة العامة ايضا المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته الحكومية والمدنية، بسرعة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين."

وتابع "اننا باسم الصحفيين العرب جميعا نتقدم بخالص العزاء والمواساة في وفاة الشهيد النقيب شهاب التميمي الى اسرته وابنائه ، والى اسرة الصحافة العراقية ، ونقابة الصحفيين العراقيين ، ونؤكد لهم ان اتحاد الصحفيين العرب يقف الى جوارهم في هذه الظروف القاسية ، ولن يتوانى عن اتخاذ كل الاجراءات القانونية لمطاردة مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء." 

بدورهم أبن صحفيو وأعلاميو اربع محافظات نقيب الصحفيين شهاب التميمي، ففي مقر نقابة الصحفيين في البصرة أقامت النقابة مجلس عزاء لوفاة نقيب الصحفيين العراقيين شهاب التميمي برعاية محافظ البصرة يستمر لثلاثة أيام .

وقال احمد عبد الصمد عضو الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين العراقيين في البصرة لوكالة (أصوات العراق) ان" مجلس العزاء هو يجسد تعبيرنا عن الحزن والأسى لفقدان الزميل شهاب التميمي وتحديا للجهات التي تريد ان تقتل الكلمة الحرة والصادقة باستهدافها للصحفيين العراقيين ".

وشدد عبد الصمد أن "محاولات استهداف الصحفيين المتكررة والتي طالت نقيب الصحفيين العراقيين تتطلب ايجاد إجراءات فعالة من قبل الجهات الحكومية لحماية هذه الكوادر وتحقيق الحرية الصحفية التي بات مهددة نتيجة هذه الاعمال ".

وأشار الى ان نقابة الصحفيين العراقيين في البصرة تلقت العديد من الاتصالات وبرقيات التعاز من قبل العديد من المسؤوليين المحليين في المحافظة اعربوا خلالها عن مواساتهم.

وفي بابل شيع صحفيو بابل بمشاركة العديد من المسؤولين الحكوميين جثمان نقيب الصحفيين شهاب التميمي خلال مروره بمدينة الحلة في طريقه الى مثواه الأخير في النجف . وطالب صحفيو بابل الحكومة بالتدخل لمنع استهدافهم والتحقيق الفوري في مقتل النقيب.

 وأعتبر ثامر الربيعي رئيس فرع بابل لنقابة الصحفيين أن "اليوم يعد يوما وطنيا للصحافة العراقية لان فقدان شهيد الحقيقة شهاب التميمي رسالة الى كل الاحرار في العالم ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان".

وأضاف في كلمة القاها في موكب التشييع أن "الصحفي العراقي هو مشروع استشهاد في اية لحظة وعلى الحكومة أن تكشف من وصفهم "بالارهابيين" المسؤولين عن اغتيال نقيب الصحفيين".

 وفي كربلاء أعرب أمين سر نقابة الصحفيين فرع كربلاء نعمة عبد الكريم عن حزن وألم الصحفيين والاعلاميين في كربلاء برحيل نقيبهم شهاب التميميي.

 وقال لـ(أصوات العراق) إن "اغتيال التميمي هو اغتيال للكلمة الحرة الصادقة التي يزرعها العاملون في الحقل الإعلامي في العراق الجديد".

وأشار إلى أنه لولا انشغال الكثير من الزملاء الصحفيين بتغطية زيارة أربعينية الإمام الحسين لجهاتهم الإعلامية لكانت هناك تظاهرة واعتصام وحداد.

وقال الصحفي عبد الأمير الكناني رئيس تحرير جريدة كربلاء اليوم التي تصدر في محافظة كربلاء أن"اغتيال التميمي يعبر عن المعاناة التي يتعرض لها الصحفيون في العراق والتي لا تنتهي في بعض الحالات إلا بالموت".

فيما أقام صحفيو ميسان مجلس فاتحه على روح نقيب الصحفيين امام مقر النقابه في شارع بغداد. 

وقال عبد الأمير درويش رئيس فرع النقابة لـ(أصوات العراق) إن "اقامتنا لهذا المجلس هو من باب الوفاء لهذا الرجل الذي نذر نفسه للدفاع عن الصحفيين العراقيين والمطالبة بحقوقهم في كافة المحافل المحلية والدولية".

واضاف الدرويش "نحمل الحكومة العراقية مسؤولية ماحدث وذلك بالتراخي  في تطبيق الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والمتمثلة بإيجاد آلية مناسبة لحماية الصحفيين العراقيين كونهم يمثلون السلطة الرابعة في المجتمع".

وأشار إلى أن الصحفيين العراقيين يعملون بلا غطاء امني منذ خمس سنوات وتعرضوا الى حالات قتل واختطاف "دون أن تحرك الحكومة ساكنا"

وقتل أمين سر النقابة مطلع 2006 على أيدي مسلحين مجهولين.

وقال مركز الحريات الصحفية العراقي ان 122 صحفيا على الاقل و41 من العاملين في المجال الاعلامي قتلوا في العراق منذ الغزو عام 2003.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1 آذار /2008 - 22/صفر/1429