إسرائيل تضيق الخناق على حماس والثمن يدفعه الغَزّيون

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: تعهد الاسرائيليون بتصعيد حربهم وتضييق الحصار ضد (حماس) وتوقعوا ان تنتهي سيطرة الحركة على قطاع غزة خلال أشهر كنتيجة متوقعة في ظل عجزها عن تقديم الخدمات والايفاء بالالتزامات المالية وادامة البنى التحتية للفلسطينيين ضحايا الصراع من سكان غزة.

وتعهد وزير الدفاع ايهود باراك بتصعيد الحملة العسكرية في غزة بعد يومين من هجوم صاروخي أسفر عن اصابة صبي اسرائيلي.

وقال رئيس الوزراء ايهود أولمرت ان اسرائيل في حالة "حرب" وتوقع نائبه حاييم رامون أن تسقط حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران خلال العام. بحسب رويترز.

وقال رامون للصحفيين "اعتقد ان مجموعة خطوات ضد حماس في غزة ستضع نهاية لنظام حماس في غزة... الامر سيستغرق بضعة أشهر ربما عاما."

وذكرت مصادر في حماس أن قادة الحركة يحدون من تنقلاتهم لتفادي محاولات الاغتيال على ما يبدو. وسئل الوزير شاؤول موفاز من الذي يمكن أن تستهدفه اسرائيل فقال "الجميع بلا استثناء."

ويتعرض أولمرت لضغوط من الرأي العام لتشديد الضربات الانتقامية للنشطاء الفلسطينيين في غزة بعد أن أصيب صبي اسرائيلي في الثامنة من عمره في هجوم صاروخي واضطر الاطباء لبتر جزء من ساقه. وأصيب شقيقه (19 عاما) أيضا في الهجوم على بلدة سديروت.

وقال أولمرت للصحفيين خلال زيارة لبرلين "قواتنا الامنية حصلت على موافقة لاتخاذ... كل ما ترى أنه اجراءات ضرورية.. بموافقتنا.. حتى يمكن تغيير الوضع."

ويقصف النشطاء في قطاع غزة بلدات في جنوب اسرائيل بالصواريخ وقذائف المورتر يوميا فيما تقول حماس انه رد على الهجمات الاسرائيلية. وأسفرت مئات الهجمات عن مقتل اسرائيليين اثنين في العام الاخير.

ويقول مسؤولون في غزة ان اسرائيل تنفذ عمليات متواترة ضد نشطاء غزة وقتلت زهاء 700 فلسطيني بينهم مدنيون في الاشهر الاثني عشر الماضية.

وشددت اسرائيل العقوبات الاقتصادية على غزة منذ أن سيطرت حماس على القطاع في يونيو حزيران بعد أن تغلبت على قوات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لكن القلق يساور أولمرت بشأن شن هجوم بري كبير في القطاع الساحلي المكتظ بالسكان خوفا من وقوع خسائر بشرية كبيرة في الجانبين.

كما يمكن أن تعقد عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق محادثات السلام التي يأمل الرئيس الامريكي جورج بوش أن تفضي الى ابرام اتفاق لاقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل انتهاء ولايته.

وذكرت حكومة عباس في بيان أن توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة قد يهدد تحركات السلام ويفجر أعمال عنف متبادلة. ودعت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لحث اسرائيل على ضبط النفس.

وأبدى أولمرت أقوى علامة حتى الان على أن اسرائيل قد تستأنف العمل بسياسة الاغتيال. وردد رامون تصريحات مماثلة قائلا انه يتعين على الجيش أن يستهدف جميع زعماء حماس الضالعين "بشكل مباشر أو غير مباشر" في هجمات على الاسرائيليين.

وأضاف أنه يتعين على اسرائيل أن ترد على الهجمات الصاروخية بأن تهاجم فورا المناطق التي أطلقت منها الصواريخ وتشدد القيود على امدادات الكهرباء والوقود وهي سياسة نددت بها المنظمات الدولية بصفتها "عقابا جماعيا".

وهونت حماس من شأن تصريحات رامون واصفة اياها بأنها مجرد تمنيات وقالت ان اسرائيل تتعاون بشكل وثيق مع عباس الذي يسعى لاحلال السلام معها بدعم من الولايات المتحدة. وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس ان المراهنة على الحصار والعدوان للاطاحة بحماس مالها الفشل الذريع.

وأكد رامون أن اسرائيل قد توافق على وقف اطلاق النار اذا أوقفت حماس الهجمات الصاروخية من قطاع غزة. وأضاف أن التحرك ضد حماس في غزة ينبغي أن يسير جنبا الى جنب مع تكثيف مفاوضات السلام مع عباس.

لكنه قال أيضا ان اسرائيل تتوقع أن تتمكن من التوصل الى "اعلان مباديء" عام مع عباس هذا العام وليس التسوية الشاملة للصراع التي يريدها الفلسطينيون. وقال رامون ان رأي بوش يماثل رأي اسرائيل في هذا الصدد برغم أن الرئيس الامريكي قال خلال زيارة للضفة الغربية الشهر الماضي انه يتوقع ابرام "معاهدة سلام" هذا العام.

مقتل قائد كبير بحركة الجهاد في غزة

وفي سياق متصل قال متحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ورجال اسعاف محليون إن ثمانية اشخاص من بينهم أحد قادة الحركة قتلوا كما أصيب 40 شخصا عندما دمر انفجار منزلا في قطاع غزة في ساعة متأخرة مساء الجمعة.

ونفى الجيش الاسرائيلي اي دور له في هذه العملية. وقالت حركة الجهاد الاسلامي ان هجوما جويا سبب هذا الانفجار الذي اسفر ايضا عن مقتل ثلاثة نشطين آخرين بالاضافة الى زوجة هذا القائد واسمه ايمن فايد والمعروف باسم ابو عبد الله وطفليه الصغيرين.

وقال ابو احمد المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي "نحن سنرد على هذه المجزرة الصهيونية بشكل مؤلم وسنضرب العدو في كل مكان."بحسب رويترز.

وربطت شخصية كبيرة في الحركة بين هذه الواقعة وتهديدات اسرائيلية بقتل نشطين كبار تحملهم مسوؤلية الصواريخ التي تطلق على اسرائيل . كما ربطت بينها وبين مقتل قائد كبير في حزب الله اللبناني هذا الاسبوع في انفجار في دمشق .

ونفت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي اي دور للجيش في انفجار غزة قائلة ان " المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي يعلن ان الجيش ليس له صلة بهذا الامر."

وقال اقارب فايد البالغ من العمر 41 عاما ان ابنا له يبلغ عمره ست سنوات وبنتا له تبلغ من العمر خمس سنوات قتلا . واصيب ثلاثة من ابنائه الآخرين.

وعثر رجال الانقاذ الذين كانوا ينقبون بين الانقاض في الظلام على جثة بعد ثلاث ساعات من الانفجار الذي الحق ايضا اضرارا بالمنازل المجاورة.

وقال بعض سكان مخيم البريج انهم يعتقدون انه كانت هناك ضربة جوية. وقال اخرون انهم لم يسمعوا ازيز اي طائرات او اي اشارات اخرى قبل الانفجار.

وقال شهود في الموقع انهم رأوا بين الانقاض بقايا ما يبدو انها صواريخ محلية الصنع تطلقها حركة الجهاد الاسلامي والجماعات الاخرى على البلدات الاسرائيلية.

وقال خالد البطش الزعيم السياسي الكبير في حركة الجهاد الاسلامي ايضا ان اسرائيل وراء تفجير المنزل وربط بينه وبين تفجير السيارة في دمشق يوم الثلاثاء الذي قتل فيه عماد مغنية القائد الكبير في حزب الله والذي نفت اسرائيل مسؤوليتها عنه ايضا.

وقال البطش لرويترز "هذا التصعيد من قبل اسرائيل لن يجلب امنا للمستوطنين ولن يجلب امنا للصهاينة في كل مكان."نحن لن نقابل هذا التصعيد بالورود وانما بمزيد من المقاومة والجهاد."

وفي اشارة الى مقتل مغنية الذي نفت اسرائيل رسميا المسؤولية عنه قال البطش ان اسرائيل قررت فيما يبدو تصعيد عدوانها ضد "المقاومة في فلسطين ولبنان."

أمتار من الواقع وأميال من العداء بين الأطفال ضحايا الصراع في غزة

يرقد الصبيان الصغيران على بعد عدة أمتار من بعضهما بعضا في المستشفى تملأ جسديهما الرضوض والضمادات فيما يسعيان للبقاء على قيد الحياة في الصراع الذي سقطا ضحيته.

وأصيب الصبيان وأحدهما فلسطيني والاخر اسرائيلي، على جانبي الحدود في الصراع الذي يدور يوميا بين اسرائيل ونشطاء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذين يسيطرون على قطاع غزة.

فقبل أسابيع كان الطفل يعقوب نطيل (ستة اعوام) يرقص في عرس أحد أقاربه في مدينة غزة عندما تسببت أنقاض من ضربة جوية اسرائيلية في سحق ساقيه وصدره. بحسب رويترز.

وبترت ساق أوشير تويتو (ثمانية أعوام) الاسبوع الماضي عندما سقط صاروخ أطلقه نشطاء فلسطينيون على شارع قرب منزله في بلدة سديروت الاسرائيلية.

ويرقد الصبيان اللذان وضعا على أجهزة التنفس الصناعي في قسم الطواريء بمستشفى سافرا للاطفال قرب تل أبيب. وليس من المستغرب أن تعالج المستشفيات الاسرائيلية المجهزة بمعدات أفضل من المستشفيات الفلسطينية المرضى من الضفة الغربية المحتلة وحتى من قطاع غزة الذي أغلقت اسرائيل كل حدوده عندما سيطرت عليه حماس العام الماضي.

ويحترم كثيرون من الجانبين السلوك المهذب من الاطباء والمرضى العرب واليهود الذين يعملون ويتعافون معا في المستشفيات الاسرائيلية كنموذج للشكل الذي يمكن أن يكون عليه المجتمعان. لكن حتى الاطباء المعتادين على مثل هذا التعاون صدموا بسبب مدى قسوة قصتي الصبيين.

وقال مدير المستشفى جيدي باريت "الامر الغير مألوف هو أنهما من العمر ذاته تقريبا واصاباتهما متشابهة...انها القصة الحقيقية للحياة هنا."

لكن رغم كل ذلك التماثل فالناس على الجانبين يجسدون مدى الاختلاف. فسكان غزة يقولون انهم تكبدوا ضحايا ومشاق أكثر بكثير من الاسرائيليين. في حين تقول أسرة تويتو واسرائيليون اخرون ان الصواريخ التي يطلقها النشطاء تسقط دون تمييز على شوارع المدنيين في حين تحاول القوات الاسرائيلية اصابة المقاتلين فحسب.

وفاة فلسطينية منعها جنود اسرائيليون من الإسعاف

 وفي سياق متصل قال طبيب فلسطيني ان امرأة فلسطينية منعت من الوصول الى سيارة اسعاف عند نقطة تفتيش للجيش الاسرائيلي توفيت في قريتها بالضفة الغربية.

وقال شهود محليون ان زوج فوزية قب، توسل الي الجنود عند نقطة تفيتش الجاروشية قرب بلدة طولكرم للسماح لزوجته بالوصول الى سيارة اسعاف لنقلها الي مستشفى فلسطيني.

وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان الجنود عند نقطة التفتيش لم يكن لديهم علم بحالة المرأة لان أُسرتها لم تبلغ مكتب التنسيق العسكري المحلي للحالات الانسانية بوصول سيارة الاسعاف.

وقال المصدر لرويترز، ان جنود الجيش كانوا أغلقوا المنطقة الواقعة في شمال الضفة الغربية مع خشيتهم هجوما محتملا لنشطاء فلسطينيين.

وقال أقارب لقب وهي من قرية دير الغصون قرب طولكرم انهم استدعوا سيارة الاسعاف لكن الجنود الاسرائيليين لم يسمحوا لها بالمرور عبر نقطة التفتيش لنقل المرأة التي توفيت عن 67 عاما.

وقال الزوج محمود يوسف قب "طلبت من الضابط ان يسمح لنا بالعبور لكنه رفض."

واضاف انه بعد فشله في اقناع الجنود لحوالي 20 دقيقة أخذ زوجته الى طبيب القرية الذي فشلت محاولاته لإنقاذ حياتها.

أرنب تلفزيوني يحرض أطفال غزة ضد إسرائيل والدنمركيين

وفي سياق تداعيات الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي محمد، ظهر أرنب ناطق في حجم الإنسان على التلفزيون في غزة لإدانة الصحف الدنمركية بشأن رسوم كاريكاتورية للنبي محمد اغضبت المسلمين.

ويعتبر الأرنب "اسود" الأحدث في سلسلة من الشخصيات المستمدة من الرسوم المتحركة لتوصيل رسالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الأطفال الفلسطينيين.

وانتقد الممثل الذي يرتدي ثيابا على هيئة أرنب "دنس الصهاينة" وسيطرة إسرائيل على القدس.

ويظهر البرنامج التلفزيوني "رواد الغد" يوم الجمعة على قناة الأقصى التابعة لحماس وأصبح عنصر جذب اسبوعيا للفتيان والفتيات قبل سن المراهقة منذ وقت قليل قبل سيطرة حماس على قطاع غزة العام الماضي.

وأثارت شخصية فأر على نمط شخصيات ميكي ماوس احتجاجا في إسرائيل وادينت في أماكن اخرى باعتبار انها تحرض على الكراهية بين الصغار. وظهر الفأر في نهاية الأمر يتعرض للضرب حتى الموت بيد إسرائيلي وظهرت بعده نحلة ناطقة وفي الوقت الحالي هناك الأرنب "اسود".

وبعدما أدانت مقدمة البرنامج الطفلة سراء الصحف الدنمركية لاعادتها نشر الرسوم بعدما اتهمت الشرطة عدة رجال بالتخطيط لقتال رسام أشار الأرنب إلى المشاهدين وقال "اريد ان يسمع هؤلاء الغرب.. هؤلاء الدنمركيون الذين يسيئون للنبي العظيم."

وقالت سراء التي كانت ترتدي حجابا وتتحدث بفصاحة مبكرة "أين انتم يا مسلمين.. اين أنتم يا عرب..

"كلنا فداك يا رسول الله. جنود رواد الغد سيفدوك بكل ما يملكون."

وفي وقت سابق تظاهر عدة الاف من أنصار حماس في غزة بشأن الرسوم المسيئة التي نشرت أول مرة عام 2005.

ولدى العودة إلى الفقرة المفضلة في البرنامج والخاصة بشرح هدف حماس إقامة دولة إسلامية في كل المنطقة المقسمة حاليا بين إسرائيل والفلسطينيين قال الأرنب للمشاهدين انهم سيستعيدون أقدس مكان لدى المسلمين في القدس ومدنا اخرى في إسرائيل. وقال الأرنب "سنحرر يافا وعكا.. سنحرر الوطن كله."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23 شباط/2008 - 15/صفر/1429