امريكا وايران..الجري نحو المصالح لإثبات الجدارة

شبكة النبأ: فيما هَوَنت ايران من اهمية اجتماع دولي لمناهضة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب عُقد في باريس وحضَرَته مع الولايات المتحدة قال مسؤولون امريكيون ان مسؤولا مهما في وزارة الخزانة الأمريكية اجتمع مع اعضاء في الوفد الايراني في اطار الاجتماع المذكور لبحث "تمويل الارهاب"، في خروج عن سياسة واشنطن المعتادة تجاه طهران. وفي ظل تزايد قاعدة الملتقيات بين الخصمين اللدودين تبقى المصالح هي الفيصل في استمرار تدهور الوضع في العراق والشرق الاوسط او استتباب الأمن والسلام فيهما.

فقد حصل دانييل جلاسر المسؤول الرفيع بوزارة الخارجية الامريكية على إذن من إدارة بوش بحضور الاجتماع بما يتسق والسياسة الأمريكية لان الاتصالات مع ايران محظورة في الأحوال المعتادة.

فيما قال وزير الاقتصاد الايراني داود دانيش الجعفري لرويترز، ان المسؤولين الايرانيين وجهت لهم الدعوة لحضور اجتماع مجموعة فريق العمل المالي وهي مجموعة تتألف من 34 دولة هدفها مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب.

وأضاف للصحفيين على هامش اجتماع بشأن نظام البنوك الاسلامي في طهران "لقد وجهوا الدعوة للمسؤولين الايرانيين لمعرفة ما يجري في ايران فيما يتعلق بهذه القضية (غسيل الاموال).. كان هناك تبادل للاراء بشأن هذه القضية."

وتابع دانيش الجعفري قوله ان مسؤولين ايرانيين حضرا الاجتماع أحدهما من البنك المركزي والآخر من وزارته.

وأشار الى أن ذلك "لم يكن اجتماعا خاصا.. ولم يكن الاجتماع على مستوى رفيع.. كان من المفترض أن تكون هناك حلقة نقاش أخرى في الشهر أو الشهرين التاليين وربما نشارك فيها."ولم يشر لوجود مسؤولين أمريكيين.

وقال مسؤول أمريكي في واشنطن أنه "لحد علمي لم تجر اجتماعات مقتصرة على الجانبين الأمريكي والايراني."

وفي أكتوبر تشرين الأول قالت المجموعة انها قلقة من "عدم وجود نظام شامل خاص بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الارهاب" في ايران ودعت طهران الى التعامل مع المشكلة. وتنفي ايران الاتهامات الأمريكية بأنها ترعى الارهاب. وقطعت واشنطن علاقاتها مع ايران بعد وقت قصير من الثورة الايرانية عام 1979.

وهناك أزمة بين البلدين خاصة باتهام ايران بتطوير أسلحة للدمار الشامل من خلال برنامج نووي. وتنفي ايران هذه الاتهامات وتقول ان برنامجها النووي لا يهدف الا الى توليد الكهرباء.

الميليشيات..عود على بدء  

وقال الجيش الامريكي ان لديه أدلة على أن ميليشيات شيعية تدعمها ايران في العراق تستخدم بشكل متزايد مخازن سرية للاسلحة لمهاجمة القوات الامريكية والعراقية.

ويأتي الاتهام بعد أيام من إرجاء ايران محادثات مع الولايات المتحدة بشأن تحسين الأمن في العراق "لأسباب فنية" في تحرك دفع بعض المسؤولين الأمريكيين لانتقاد الجمهورية الاسلامية.

وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي الاميرال جريجوري سميث للصحفيين " خلال الاسبوع المنصرم فحسب كشفت القوات العراقية وقوات التحالف 212 مخبأ للأسلحة في جميع أنحاء العراق بينها اثنان داخل بغداد مما زاد شكوك بصلتها بجماعات خاصة مدعومة من ايران."

ويستخدم الجيش الامريكي مصطلح "جماعات خاصة" للإشارة الى عناصر مارقة عن ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وتقول ان هؤلاء المقاتلين يحصلون على أسلحة وتمويل وتدريب من ايران. بحسب رويترز.

وكان سميث يتحدث خلال مؤتمر صحفي أشاد فيه بالمكاسب الأمنية التي تحققت في الآونة الاخيرة في العراق. واضاف أن الهجمات تراجعت في بعض الايام الى أقل من 40 هجوما في اليوم وهو أدنى مستوى منذ 2004. وأضاف أن مسلحين قتلوا اثنين من جنوده في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد.

وقال سميث انه لا يوجد أدلة على تزايد شحنات الأسلحة من ايران الى العراق لكنه أضاف أن الجماعات التي تدعمها طهران تستخدم بشكل متزايد مخازن سرية للأسلحة من أجل شن هجمات.

وقال "ما نشهده هو تزايد استخدام الجماعات الخاصة المدعومة من ايران للاسلحة" مضيفا أن عدد مخابيء الاسلحة التي عُثر عليها في يناير كانون الثاني كان الأكبر خلال عام.

والمحادثات بين واشنطن وطهران بشأن أمن العراق هي واحدة من المنابر القليلة التي تتيح لمسؤولين من الخصمين اللدودين التواصل بشكل مباشر. وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ نحو ثلاثة عقود.

وقالت وزارة الخارجية الايرانية دون الخوض في تفاصيل ان أسبابا فنية وراء إرجاء المحادثات بين مسؤولين ايرانيين وأمريكيين في بغداد. وأرجأت ايران يوم الخميس ما كانت ستصبح رابع جولة من المحادثات.

وقال ديفيد ساترفيلد منسق شؤون العراق بوزارة الخارجية الامريكية ان ايران "عازمة على مواصلة تأجيج العنف داخل العراق."

ومن العوامل التي ساهمت في تحسن الامن قرار زعماء العشائر العربية السنية محاربة تنظيم القاعدة وتشكيل وحدات لطرد مقاتليه.

وانضم الى هذه الوحدات المعروفة باسم مجالس الصحوة والتي يدعمها الجيش الامريكي نحو 80 ألف رجل. وتقوم مهمتهم على الاشراف على نقاط التفتيش وتقديم معلومات عن مخابيء المسلحين. لكن بدأ الشقاق يدب في العلاقات بين هذه الوحدات والقوات الامريكية والعراقية.

وقال أحد مجالس الصحوة انه سيوقف أنشطته بعد مقتل ثلاثة من أفراده في حادث قرب بلدة جرف الصخر جنوبي بغداد الجمعة الماضي. وألقى المجلس مسؤولية مقتل أفراده على جنود أمريكيين. وذكر الجيش الامريكي أن طائرات هليكوبتر ردت باطلاق صواريخ بعد أن تعرضت القوات الامنية لاطلاق نار من أسلحة صغيرة.

وقال سميث انه يجري التحقيق في أي حوداث. وأضاف "قوات التحالف تعمل مع مجالس الصحوة لتحقيق الامن وحتما لا تستهدف مجالس الصحوة."

قنبر: الهجمات في بغداد انخفضت 80 في المئة

وعن الوضع على الارض في بغداد قال ضابط كبير بالجيش العراقي إن الهجمات التي يشنها مسلحون وميليشيات طائفية متنافسة انخفضت بما يصل الى 80 في المئة في بغداد وان الجدران الخرسانية التي تقسم المدينة وتحمي من الانفجارات يمكن ازالتها قريبا.

وقال الفريق عبود قنبر القائد العسكري لخطة فرض القانون، ان النجاح الذي حققته عملية فرض القانون المستمرة منذ عام ساهم في كبح العنف المستعر بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي كانت لها الهيمنة في عهد الدكتاتور صدام.

وقال قنبر للصحفيين انه في الوقت الذي لم يكن يسمع فيه سوى دوي الانفجارات واطلاق الاعيرة النارية وصراخ الامهات والاباء والابناء وترى الجثث المحروقة والمشوهة كان سكان بغداد في انتظار عملية فرض القانون.

واشار قنبر الى عدد الجثث التي يعثر عليها في شوارع العاصمة كل يوم على انها مؤشر على نجاح العملية.

وخلال الاسابيع الستة التي سبقت نهاية عام 2006 كان يعثر على ما يقارب  43 جثة كل يوم ملقاة في المدينة عندما كان القتال الطائفي العنيف يهدد بالتحول الى حرب اهلية شاملة.

وقال قنبر الذي ترأس العملية التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي ان عدد الجثث انخفض الى اربعة فقط يوميا حتى الثاني عشر من فبراير شباط هذا العام.

واضاف ان انشطة معادية مختلفة انخفضت ايضا بما يتراوح بين 75 و80 في المئة منذ تطبيق الخطة الامنية. بحسب رويترز.

وكان من اسباب نجاح الخطة اقامة جدران خرسانية يصل ارتفاعها الى 3.5 متر عبر قطاعات واسعة من المدينة.

وشيدت الجدران لمنع استخدام السيارات الملغومة التي ينحى باللائمة فيها على تنظيم القاعدة والتي حولت الاسواق والمناطق المكشوفة الى ساحات للقتل. وقال سكان محليون في بغداد انه في حين حققت هذه الجدران الامن الا ان بعضها عزل مناطق باكملها وحولها الى سجون كبيرة.

وقال قنبر انه يمكن ازالة الجدران في الشهور القادمة وتوقع ان يؤدي تحسن الوضع في بغداد الى تحقيق الامن على نطاق اكبر في اماكن اخرى.

واضاف ان استمرار الامن في بغداد سيزيد بشكل مباشر الامن في المحافظات لا سيما تلك الواقعة حول بغداد. وقال انه اذا كان القلب سليما يكون الجسم سليما ايضا.

وقال قنبر ان على الجميع ان يعلم ان قوات الامن الرسمية هي التي تمثل البلاد وانها الجهة التي تملك الحق في حمل السلاح وفرض الامن.

وقال صباح الجنابي رئيس مجلس الصحوة شمالي الحلة ان قوات مجالس الصحوة فقدت 19 من رجالها خلال الشهر الماضي نصفهم في حوادث انحي باللائمة فيها على القوات الامريكية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 20 شباط/2008 - 12/صفر/1429