
شبكة النبأ: تختلف العادات والتقاليد
الموروثة مجتمعيا بين كل أمة واخرى ولكن تبقى مقاييس مثل جدوى تلك
العادات وموقعها في منحنى الأخلاق والقيم الانسانية النبيلة التي تشدد
على الانسان في احترام انسانيته وعدم تجريدها مما وهبها الخالق من
العفة والكرامة، تبقى تلك المقاييس فيصلا يحدد نزاهة العادات وسموّها
او انحطاطها نحو الانحلال المجتمعي. فهل يمثل عيد الحب المزعوم عيدا
للحب والرحمة والسلام ام هو مجرد دعوة للمزيد من الاباحية والتحلل من
القيود الاجتماعية والدينية.
كما ان الشركات التجارية الكبرى تروج لهذا العيد المزعوم من اجل
تسويق منتجاتها وترويج بضائعها، فقد اصبح كل شيء في عالم اليوم
الاستهلاكي يخضع لماكنة التسويق والبزنس.
ففي استراليا تسابق العشاق في عيد الحب ليحتل كل اثنين أريكة على
شاطيء بوندي يتناجيان عليها اما اليابانيات فلم يقعدهن الجليد عن البحث
عن الرومانسية بينما أخذ الفلبينيون يرددون أغاني الحب التي تقطر
كلماتها عذوبة.
أما كوريا الجنوبية فعيد الحب بالنسبة لعشاقها يعني الشيكولاتة
وعشاء رومانسيا وهاتفا محمولا جديدا يرصد درجة سخونة العواطف في صوت
الحبيب.
فقد طرحت شركة للهواتف المحمولة خدمة "مقياس الحب" التي تحلل الصوت
لتحدد ما إذا كان المحب يتحدث بحرارة وصدق. ويحصل المشترك في هذه
الخدمة تحليلا دقيقا لاحقا مكتوبا عن المكالمة يقيس العاطفة والدهشة
والتركيز ومدى صدق المتحدث. بحسب رويترز.
وفي عيد الحب سجل أكثر من 2000 شخص اسماءهم لحضور 16 حفلة تعارف
تقام في عدد من المدن الاسترالية ليختار كل منهم رفيقه على أن تذهب
الأرباح للعمل الخيري.
واستعدت شبكات الهواتف المحمولة الاسترالية لموجة اغراق بمناسبة عيد
الحب وتوقعت كبرى الشركات ارتفاع الرسائل المصورة بنسبة 60 في المئة
والاتصالات المصحوبة بلقطات فيديو بنسبة 50 في المئة.
وحرص مسؤولو تنظيم النسل في ولاية نيو ساوث ويلز أكثر الولايات
الاسترالية ازدحاما بالسكان على نصيحة المحبين بالاكتفاء بالورود وان
لزم فعليهم ألا ينسوا استخدام العوازل الطبية.
وكان احتفال الفلبين بعيد الحب أكثر تقليدية بورود حمراء ووردية
وكروت على شكل قلوب وأغاني الحب العذبة.
لكن لم يفت جوادينسيو روساليس كبير اساقفة العاصمة مانيلا أن يحذر
من "الخلوة" بين غير المتزوجين.
وقال في مقابلة مع إذاعة تابعة للكنيسة "ننصح الكل بالحذر خاصة حين
يقضي الوقت مع صديقته أو صديقها. في أحيان الاحتفال بهذا اليوم.. وهو
شيء غير سيء في واقع الأمر.. ينتهي بالخطيئة."
وفي تايلاند خلافا للسمعة الملتصقة بها كسوق لبائعات الهوى كلفت
السلطات الشرطة و"مفتشي المدارس" القيام بمداهمات للفنادق والمتاجر
الكبرى والحدائق للتأكد من أن الشبان يلتزمون باداب السلوك بعد أن
اظهرت استطلاعات الرأي أن الكثير من المراهقين يفقدون عذريتهم في هذا
اليوم.
أما في الصين فقد نظمت مدينة شيانج ماي حملة تحت شعار "لنفقد قطرة
دم بدلا من العذرية" لتشجيع الشبان على اجراء تحاليل دم في إطار مكافحة
الأمراض التي تنتقل بممارسة الجنس. وحتى عام 2001 كانت الصين تعتبر
المثلية ضربا من الجنون.
وقبل يوم من حلول عيد الحب تحدت أكثر من 500 يابانية البرد وأبحرن
في بحيرة اشينو كو عند سفح جبل فوجي ثم شققن طريقهن وسط غابة يغطيها
الجليد وصولا إلى معبد كوزوريو الشهير الذي تجري فيه لقاءات للباحثين
عن الحب.
وترجع جذور هذا العيد إلى قديس من الأيام الاولى للمسيحية وأيضا إلى
عيد للخصوبة في روما القديمة لكن الشاعر الانجليزي جيفري تشوسر كان أول
من ربط بين هذا العيد والحب في قصيدة كتبها عام 1381.
الشوارع والمحلات تتشح بالأحمر
وطغى اللون الأحمر على كل شيء، الزهور والقلوب وحتى الوجنتين في
محال بيع الزهور والهدايا في ليلة الاحتفال بعيد الحب (Valentine's
Day)، وأزدحمت المحلات المزدانه باللون الاحمر بالمتبضعين من كل
الاعمار، فيما تزينت واجهات كثير من المطاعم بما يرمز لهذه المناسبة.
وتقول ديانا وليم طالبة جامعية كانت تحمل وردة حمراء "اشتريت الوردة
لأهديها لحبيبي البعيد الذي لن احتفل معه بسبب بعد المسافات واختلاف
العادات".
وأضافت ديانا لوكالة (أصوات العراق) "منذ سنوات ونحن نرسل لبعضنا
الهدايا والاحتفال لا يفرض علينا أن نكون مع بعض، إنما تلتقي مشاعرنا
حتى لو باعدت بيننا المسافات".
ومن جانبه، قال سمير مصلح إن "العولمة التي فرضها الغرب علينا تظهر
بأشكال مختلفة من خلال ثقافات وعادات تدخل إلى مجتمعاتنا، على الرغم من
كونها تناقض عادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ، وهذا العيد هو احد هذه
المظاهر التي يمكن أن نقول انها فرضت على المجتمع بعد أن تم تزيينها
بشكل يجعلها جذابة لبعض الفئات".
أما أبو وفاء الموظف الذي تجاوز الخمسين من عمره له رأي مخالف ويقول
"الحب ليس شيء جديد فنحن مجتمع يتميز بأنه عاطفي جداً والفالانتاين هو
مجرد رمز دخل ولا ضير في أن نجد فيه رمزا للحب، وأن نجتمع مع العالم في
هذا الاحتفال النبيل".
ويقول الشاب سعد محمد وهو يشتري هدية لحبيبته " لو يعرف الناس معنى
هذه المناسبة لانتهت كل المشاكل، لان الحب يجعلنا نتجاوز كل الخلافات،
ومعرفتنا بهذا العيد جاءت نتيجة اختلاط المجتمعات وانفتاح بعضها على
البعض من خلال وسائل الاتصال الحديثة وشيء جميل أن نأخذ من المجتمعات
الأخرى الأشياء الجميلة مثل الفالانتاين عيد الحب".
وكل شخص يحتفل بهذا العيد على طريقته الخاصة، إلا أن الجميع يرون
فيه مناسبة لإحياء الذكريات الجميلة بين المحبين سواء كانت تربطهم
علاقة زوجية أم لا.
مارلين سركيس 50 سنة تقول "لقد أخذت وردة حمراء من الكنيسة لكونها
مباركة لأعطيها لزوجي الذي هو في بغداد وسيأتي اليوم لنحتفل معا بعد أن
حرمنا من الاحتفال في الثلاث سنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية".
وأضافت "تزوجت وعمري 25 سنة، وأنا متزوجة منذ 25 عاما، ولكننا نحتفل
كل عام بعيد الحب".
وأوضحت سركيس أن "الحب مشاعر نبيلة وتحق لكل الناس ليس فقط للمغرمين
والعشاق ومن حق الجميع أن يحتفل بهذه الشعور الجميل".
ويقول بطرس هرمز، وهو رجل مسن، "الحب لا يحد بعمر، وهو إحساس جميل
لكل الأعمار، وما أجمل الاحتفال به حتى لو كنا في نهاية العمر".
وتقول الشابة شبيو كسبر "ليس بالضرورة أن يكون العيد فقط للعشاق
أنما هو من حق كل الناس، ولو كان بإمكاني لاشتريت الهدايا لجميع الناس،
لكني اكتفي الآن بشراء هدايا لأقرب الناس على قلبي وهما أختي وزوجها
اللذان تزوجا منذ فترة قصيرة".
ويقول يوسف غمبار (سائق تاكسي) "أعجبت بفتاة منذ فترة وهي تبادلني
نفس الشعور، ولكن الظروف لم تسمح لنا بالالتقاء والتعبير عن مشاعرنا،
لذا اتفقنا أن نلتقي اليوم لتكون مناسبة لقائنا الأول عيد يحتفل به كل
العالم وسوف أقدم لها وردة حمراء واعبر لها عن مشاعري".
تونسي يحرق حبيبته وينتحر حرقا
بمناسبة "عيد الحب"
ويتفنن العشاق أينما كانوا في أشكال التعبير عن مشاعرهم للحبيب
بمناسبة عيد الحب (فالانتين) لكنهم يجمعون كلهم على اهداء الحبيب أحلى
المشاعر وأرقها..
غير ان عاشقا تونسيا تميز بطريقة تعبير بشعة قد تكون الاسوأ في هذه
المناسبة عندما احرق نفسه وحبيبته تعبيرا عن حبه الاعمى. بحسب رويترز.
وقالت صحيفة الشروق المحلية ان شابا تونسيا تعمد اضرام النار في
حبيبته قبل ان ينتحر هو ايضا بعد ان أحرق نفسه اثر خلاف دب بينهما في
مدينة قابس الواقعة جنوب البلاد.
وأوضحت الصحيفة ان سبب الخلاف ناتج عن فتور العلاقة بين الحبيبين
المخطوبين لتتطور الى غيرة من قبل الحبيب الذي لم يقبل تعرف حبيبته على
شخص ثان.
وقام الشاب في عيد الحب بصب مادة ملتهبة على حبيبته ثم اضرم فيها
النار وبينما كانت تحترق وتستغيث سكب على نفسه نفس المادة ليشتعل جسده
الى جوارها ويفارق الحياة بسبب الحب.
قالت الصحيفة ان بعض المارة تمكنوا من انقاذ الفتاة ونقلوها الى
مستشفى بقابس حيث لاتزال ترقد في العناية المركزة.
عيد الحب في السعودية!
حظرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية
السعودية الزهور الحمراء قبل عيد الحب الذي يحل في الرابع عشر من الشهر
الجاري.
وقالت صحف ان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمرت بائعي
الزهور وملاك متاجر الهدايا في الرياض بازالة أي زهور أو سلع لونها
أحمر قرمزي الذي ينظر اليه بشكل كبير على أنه يرمز للحب.
ونقلت صحيفة سعودي جازيت عن بائع زهور لم تنشر اسمه قوله "زارونا
الليلة الماضية."
وأضافت الصحيفة أن هذه الاجراءات معتادة من هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر قبل عيد الحب الذي تنظر اليه الهيئة على أنه يشجع على
إقامة علاقات بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج.
سكان غزة..مشاعر متضاربة في عيد
الحب
وبالنسبة لزارعي الزهور الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان عيد الحب هو يوم الجهد الضائع لعدم
استطاعتهم شحن زهورهم إلى اوروبا في عيد الحب بسبب قيود التصدير التي
تفرضها اسرائيل.
لقد اضطروا إلى التخلص من حمولة شاحنتين من الزهور عند نقطة عبور
صوفا الحدودية مع الدولة اليهودية يوم الخميس والقوا باقي المحصول
للخراف لتأكلها. بحسب رويترز.
وقال المزارع ماجد حدايد "انه يوم عيد حب أسود " مقدرا خسائره
الموسمية بنحو 2.5 مليون دولار.
وشددت اسرائيل من قيودها على حركة الفلسطينيين والبضائع عبر حدودها
مع قطاع غزة بعدما سيطرت حماس على القطاع بعد اقتتال مع حركة فتح
التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في يونيو حزيران.
وعلى الرغم من ان كثيرين من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون
نسمة لا يحتفلون بعيد الحب ويرون انه عطلة غربية ومسيحية إلا أن بعض
المحال تعرض الورود الحمراء وهدايا على شكل قلوب.
ويقول البائع هيثم قلجة مشيرا إلى الحصار الاسرائيلي "أبيع دببة
وقلوبا .. دع الناس يرفهون عن انفسهم بعض الشيء تحت الحصار". |