ملف الإرهاب: عددهم يتضاعف وخطرهم بات يؤرق العالم

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: من الاقتتال القبلي إلى الصراع الداخلي بين فرقة وأخرى أو قبيلة وشبيهتها، تحول الأمر إلى إستراتيجية واسعة النطاق ليشمل العنف الذي يبشرون به أجزاء واسعة من العالم وليكون لهم اليد الخفية وراء الاقتتال العالمي. إنهم ينسلون عبر حدودهم إلى دول آمنة، لإنجاز مآربهم، الإرهاب خلاياه وتنظيماته في تقرير تعده لكم (شبكة النبأ):

القضاء على الولايات المتحدة وبريطانيا

أظهر تقرير عسكري سنوي أن نحو 400 جماعة متشددة تعمل الان في مختلف أنحاء العالم وأكثر انتشار لها عند المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان والهند.

ويشير تقرير التوازن العسكري لعام 2008 الذي يصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الى تنامى عدد الجماعات التي لا ترتبط بدولة بنسبة عشرة في المئة في العام الماضي. بحسب (رويترز).

وأكثر دولتين فيهما جماعات متشددة هما العراق والهند حيث يزيد عدد هذه الجماعات في كل منهما على 30 جماعة نشطة. ومنطقة الحدود الافغانية والباكستانية ومنطقة كشمير بين الهند وباكستان هما أكثر المناطق المتأثرة بهذا التصاعد حيث يعمل فيهما ما مجمله 65 جماعة.

وقال نايجل انكستر مدير قسم التهديدات العابرة للحدود والمخاطر السياسية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: ان ذلك يجسد الطبيعة المتغيرة للصراعات على مدى الاعوام العشر أو 15 الماضية.

وأضاف، إننا نشهد عددا أقل فأقل من الصراعات داخل الدول وأكثر فأكثر من الصراعات غير المرتبطة بدول تخوضها جماعات متنوعة.. العدد في ازدياد مضطرد.

وقال انكستر وهو مدير سابق للعمليات مع المخابرات البريطانية إن التهديد الاسرع نموا لا يأتي من القاعدة أو أجنحتها في العراق ولكن ربما من حركة طالبان في باكستان.

وللجماعة التي يقودها بيت الله محسود الزعيم القبلي البشتوني قاعدة في وزيرستان وهي منطقة على الحدود الباكستانية الافغانية. وتوسعت في الاونة الاخيرة بحيث صار لها ضلع في صراعات عالمية.

وأردف انكستر، أن لديها جذور في قضايا محلية ولكن في الاونة الاخيرة أظهرت توجها يميل للارتباط بأجندة أوسع.

وأشار إلى أنه نتيجة للاستتباعات الأوسع للاضطرابات في المنطقة فان طالبان الباكستانية الجديدة -كما يسمونها- صارت أكثر فاعلية وتشكل تهديدا متناميا.

وأضاف: ربط محسود نفسه رسميا بطالبان الافغانية ونسبت اليه تصريحات بشأن الحاجة للقضاء على الولايات المتحدة وبريطانيا.. وبالتالي فقد تبنى أجندة سياسية أوسع.

ويرى انكستر أن محسود وأتباعه هم المشتبه بهم الاساسيون في اغتيال الزعيمة المعارضة بينظير بوتو. ومن المعتقد أنهم نفذوا عدة تفجيرات انتحارية أخرى في باكستان.

ولان الجماعة محلية وقائمة على البناء القبلي فان عدد أفرادها غير محدد فيزيدون حينما يكون هناك تهديد وبسرعة شديدة في ولاية وزيرستان. وأوضح انكستر أنهم يمتلكون في جنوب وزيرتان أقدام راسخة في واقع الامر ولا يمكن للجيش الباكستاني ان يواجههم.

وتضم بريطانيا والولايات المتحدة أيضا عددا من الجماعات المتنوعة غير المرتبطة بدول ولديها أهداف أيديولوجية أو سياسية وقد تلجأ للعنف من أجل تنفيذها.

وبالإضافة إلى بقايا الجيش الجمهوري الايرلندي فان في بريطانيا جماعة المهاجرون الاٍسلامية التي تأسست في عام 1996.

وفي الولايات المتحدة تشمل التهديدات عصابة الشارع رقم 18 وهي عصابة اجرامية أعضاؤها من أصول من أمريكا اللاتينية تأسست في ستينيات القرن الماضي. وهناك منظمة مارا سافاتروتشا العنيفة التي تعود بأصولها لامريكا اللاتينية وتأسست في ثمانينيات القرن الماضي ويبلغ عدد أعضائها عشرة الاف.

باكستان.. خطر الإرهاب والترسانة النووية

يقول محللون في شؤون الأمن ان جماعات المتشددين اليائسة تكثف التنسيق في إطار تمردها بينما تبدو السلطات التي ينبغي أن تتصدى لاتساع نفوذها خائفة ومعنوياتها ضعيفة.

وقاتل المتشددون قوات الأمن في عدة مناطق في الشمال الغربي في الاسابيع الأخيرة واستولوا على نفق على طريق رئيسي على بعد 50 كيلومترا من مدينة بيشاور في اواخر يناير كانون الثاني لفترة قصيرة.

وقتل مهاجمون انتحاريون المئات في العام الماضي وشنوا هجمات في جميع المدن الرئيسية في البلاد واغتالوا زعيمة المعارضة بينظير بوتو في 27 ديسمبر كانون الاول.

وأثارت الهجمات مخاوف بشأن استقرار باكستان التي تمتلك أسلحة نووية. ورغم ما يبدو من ضعف فرصة دحر الجيش على أيدي المتشددين أو سيطرتهم على اراض خارج جيوب نائية على الحدود الأفغانية فان العنف يبدو في سبيله لأن يشتد.

وقال البريجادير المتقاعد محمود شاه مدير الأمن السابق بمناطق البشتون الحدودية إن اتفاقات السلام التي ابرمت مع المتشددين في المناطق الحدودية في وزيرستان جاءت بنتائج عكسية.

وصرح شاه من مدينة بيشاور الشمالية الغربية: لسوء الحظ ان السياسات المتبعة في السنوات القليلة الماضية ساهمت في اعادة ترسيخ أقدامهم (المتشددين) وتنظيم صفوفهم مرة اخرى وتسليحهم من جديد. لذا بات من الصعب تغيير الاوضاع.

ويجند المتشددون معظم محاربيهم من الشباب الحانقين من قبائل البشتون. وانضم متشددون من السنة ومقاتلون أجانب كثيرون منهم من اسيا الوسطى إلى الجماعات القبلية. ويتحالف المتشددون في باكستان مع القاعدة.

وقال شاه إن المتشددين يشنون معظم الهجمات لكنه يرى يدي القاعدة وراء بعض الهجمات الانتحارية بأساليب متطورة على قوات الأمن واغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو.

وتقول الحكومة ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ان بيت الله محسود أحد زعماء المتشددين الباكستانيين وراء اغتيال بوتو وكان قد نصب في ديسمبر الماضي زعيما لحركة طالبان الباكستانية.

ويقول محللون إن الحركة ليست سوى اسم في الوقت الحالي ولكن المزيد من التنسيق قد يثير المشاكل.

ويقول مسؤول حكومي بارز عمل في مناطق القبائل: حركة طالبان الباكستانية مسألة نظرية بنسبة 95 في المئة وواقع ملموس بنسبة خمسة بالمئة. بحسب (رويترز)

وأضاف المسؤول الذي رفض نشر اسمه: لا توجد آلية ملموسة منظمة ولكن الامور تسير في هذا الاتجاه مما يشكل وضعا شديد الخطورة.

ويمكن أن يطرد الجيش المتشددين من مناطق مثل النفق القريب من بيشاور ووادي سوات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ولكن ما لم يتدخل المسؤولون ويساعدوا الناس فلن ينتهي التمرد.

وتابع يمكنك فقط تحويل تعاطف الناس بعيدا عن هؤلاء المتمردين باتاحة ما ينبغي أن تقدمه الحكومة.. العدل والأمن والمستشفيات النظيفة.

ليس بالأمر المعقد. لا يوجد حل آخر.

وتشتد حالة الاستياء في سبع مناطق قبلية معزولة عانت من الاهمال طويلا.

ويقول عبد الكريم محسود وهو محام في اقليم جنوب وزيرستان: لا تأتي الحكومة للقبائل سوى بالقوات والصواريخ والطائرات الهليكوبتر.

ويقول شاه انه رغم الحاجة لتحرك حاسم من الحكومة فان السلطات خائفة عقب مقتل بوتو. وتوقع وزير الداخلية السابق افتاب أحمد خان شرباو أن تشتد أعمال العنف قبل الانتخابات العامة في. وقال إن الهجمات على الشرطة اضعفت المعنويات بينما فشل المحققون في القبض على أي من مدبري الهجمات الانتحارية.

وقال عن الانفجارات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي في العام الماضي لم يكشف النقاب عن مدبري أي منها من بينها محاولتان لاغتياله راح ضحيتهما العشرات. وتابع ان مدبري الهجوم الأول قاموا بتدبير الثاني ولم يقبض عليهم بعد.

وزرعت قوات الأمن جماعات المتشددين في الثمانينات والتسعينات واستغلتها في ذلك الحين لتحقيق أهداف في أفغانستان وفي النزاع بين باكستان والهند على منطقة كشمير.

يقول افراسياب ختاك زعيم حزب قومي للبشتون ينافس الأحزاب الإسلامية في انتخابات الاقليم الحدودي الشمالي ان الوكالات فقدت سيطرتها على رعاياها.

ويضيف للمتشددين توجهات خاصة. انه بركان زرع في الجبال يلقي بحممه على جانبي الحدود.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16 شباط/2008 - 8/صفر/1429