
شبكة النبأ: في ظل تصاعد الصراعات
الدولية والاقليمية في الشرق الاوسط تطرح قضية مقتل المسؤول العسكري
لحزب الله اللبناني نفسها بقوة من حيث ان امريكا تعتبر مغنية "ارهابيا"
لانه مسؤول عن العديد من اعمال التفجيرات الضخمة وهجمات الخطف والقتل
الجماعية في اكثر من دولة، بينما يعتبره محور حزب الله وسوريا وايران
"شهيدا" لدوره القوي في اثبات وجهة نظرهم ازاء السياسة الامريكية
والغطرسة الصهيونية.
وأعلن حزب الله اللبناني مقتل عماد مغنية القائد البارز في الحزب
وأحد أبرز المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة واسرائيل في انفجار
سيارة ملغومة في دمشق يوم الثلاثاء الماضي.
واتهم حزب الله اسرائيل باغتيال مغنية الذي كان يرأس شبكته الامنية
خلال الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 في انفجار ناجم عن
قنبلة زرعت في سيارته. وحملت ايران اسرائيل مسؤولية قتله ونددت بالهجوم
بوصفه من أعمال "ارهاب الدولة" فيما رحبت واشنطن بمقتله.
غير أن اسرائيل نفت أي دور لها في الاغتيال الذي ينظر اليه باعتباره
ضربة لحزب الله الذي خاض قتالا مع اسرائيل استمر 34 يوما في العام
2006.
وكان مغنية (45 عاما) الذي قتل ليل الثلاثاء الماضي منذ فترة طويلة
على قائمة المطلوبين الاجانب في اسرائيل التي كانت تطالب اما بقتلهم او
القاء القبض عليهم كما كان على رأس قائمة المطلوبين في الولايات
المتحدة قبل ظهور اسامة بن لادن كعدو اول للولايات المتحدة.
وقال ماجنوس رانستروب خبير مكافحة الارهاب بالجامعة السويدية للدفاع
القومي بستوكهولم لرويترز "ان مقتله يشكل ضربة قوية لحزب الله. وهو في
غاية الدلالة."
والقيت عليه اللائمة في الهجوم على السفارة الامريكية وعلى ثكنة
لمشاة البحرية الامريكية وكذلك الهجوم على قاعدة قوات حفظ سلام فرنسية
في بيروت عام 1983 مما أسفر عن سقوط اكثر من 350 قتيلا.
كما وجه الاتهام لمغنية فيما يتصل بتفجير السفارة الاسرائيلية في
العاصمة الارجنتينية عام 1992 وخطف غربيين في لبنان في الثمانينيات.
واصدرت الولايات المتحدة لائحة اتهام ضده بالتخطيط والمشاركة في خطف
طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية (تي.دبليو.ايه) في 14 يونيو
حزيران عام 1985 وقتل امريكي.
واضاف رانستروب "بالنسبة للادارة الامريكية فان عماد كان اكثر
الارهابيين المطلوبين اهمية قبل ظهور اسامة بن لادن. ولسنوات طويلة
كانت فرق مخابرات عدة تبحث عنه وتحاول ان تجعله يدفع ثمن الهجمات
المنسوبة اليه."
وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان "العالم صار
مكانا أفضل من دون وجود هذا الرجل. لقد كان قاتلا شرسا وارتكب أعمال
قتل جماعية وهو ارهابي مسؤول عن قتل عدد لا حصر له من الابرياء."بحسب
رويترز.
ونعى حزب الله المدعوم من سوريا وايران مغنية ودعا انصاره الى
المشاركة في تشييعه الخميس.
وجاء في بيان حزب الله "بكل اعتزار وفخر نعلن التحاق قائد جهادي
كبير من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان بركب الشهداء الابرار. فبعد
حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والانجازات وفي شوق جديد للقاء الاحبة
قضى القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الاسرائيليين
الصهاينة."
وأضاف حزب الله "لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا
للصهاينة والمستكبرين ولطالما سعوا للنيل منه خلال اكثر من عشرين عاما
الى ان اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة انبيائه والمفسدين في ارضه
الذين يعرفون ان معركتنا معهم طويلة جدا وان دماء الشهداء القادة كانت
دائما وابدا ترتقي بمقاومتنا الى مرحلة اعلى واسمى واقوى."
وسجي جثمان مغنية ملفوفا بعلم حزب الله في قاعة سيد الشهداء في
ضاحية بيروت الجنوبية بين اربعة رجال من حزب الله يرتدون زيا عسكريا
فيما كانت عائلته وقادة الحزب يتقبلون التعازي.
وكانت الحرب بين حزب الله واسرائيل اندلعت في صيف عام 2006 عقب خطف
جنديين اسرائيليين في غارة على الحدود.
وحسب تقديرات المخابرات الاسرائيلية فان مغنية كان له دور في
التخطيط لعملية خطف الجنديين الاسرائيليين. وكان ايضا يتولى شبكة الامن
في حزب الله التي برزت في اوائل الثمانينيات خلال الحرب الاهلية.
كما تتهم اسرائيل مغنية بالضلوع بالتخطيط في تفجير مركز يهودي في
بوينس ايرس في العام 1994 في هجوم ادى الى مقتل 87 شخصا وتفجير السفارة
الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 مما ادى الى مقتل 28
شخصا.
وقال داني ياتوم المدير السابق للموساد الاسرائيلي لراديو اسرائيل
ان مغنية لم يكن فقط هدفا لاسرائيل ولكن للامريكيين وجهات اخرى عدة.
اضاف انه كان من بين "الارهابيين" الذين تلاحقهم اجهزة مخابرات كثيرة.
وقال ياتوم انه كان من الصعب ملاحقته ووصف قتله بالضربة القوية لحزب
الله مشيرا الى انه كان يتصرف بحذر شديد لسنوات طويلة وكان من المستحيل
حتى الحصول على صورته ولم يظهر او يتكلم امام الاعلام وكانت هويته سرية
وكذلك خطواته مما ادى الى صعوبة الوصول اليه خلال هذه السنوات الكثيرة.
حزب الله يتلقى ضربة قوية بمقتل اسطورته
وقال محللون ومصادر سياسية ان حزب الله تلقى ضربة موجعة بمقتل عماد
مغنية لكن الحزب لا يرجح ان يرد بشكل فوري.
واتهم حزب الله المدعوم من سوريا وايران اسرائيل باغتيال مغنية لكن
الدولة العبرية نفت اي دور لها.
ويعتبر مغنية اسطورة من قبل انصاره والعقل المدبر لعمليات ارهابية
من قبل اعدائه. وكان مغنية على رأس قائمة المطلوبين في الولايات
المتحدة قبل ظهور اسامة بن لادن كعدو أول للولايات المتحدة.
وقال تيمور جوكسل المحاضر في الشؤون الامنية في الجامعة الامريكية
في بيروت لرويترز "انها ضربة اساسية لانه كان اسما كبيرا. كان اسطورة
في حزب الله واكثر من ذلك انها ضربة للهيبة."
واتسمت حركة مغنية بالسرية التامة لاكثر من عقدين من الزمن وانحصرت
حركته بشكل اساسي بين بيروت ودمشق وطهران. وكانت تحركاته تحاط بسرية
حتى عن المسؤولين البارزين في حزب الله.
كتبت عنه اساطير وقال البعض انه خضع لعمليات جراحية لتغيير ملامحه
وقال اخرون انه لم تلتقط له صورة منذ 25 عاما. لكن حزب الله نشر يوم
الاربعاء صورته التي تظهر الرجل البالغ 45 عاما بشعره الابيض يرتدي زيا
قتاليا. بحسب رويترز.
طيردبا مسقط راس عماد مغنية تتشح
بالسواد
واتشحت بلدة طير دبا مسقط راس القيادي البارز في حزب الله عماد
مغنية الذي اغتيل في حادث تفجير في دمشق الاربعاء بالسواد على ابنها
الذي كان ملاحقا من جهاز المخابرات الاسرائيلي وكذلك اجهزة مخابرات
معظم الدول الغربية.
وتقول فايزة مغنية (51 عاما) عمة عماد وقد ارتدت ثيابا سوداء وحملت
بيدها مصحفا وهي تقف باكية مام منزلها "فوجئنا بمقتله في سوريا كنا
نعتبره محميا هناك. غريب ان يقتل في دمشق". وتضيف "منذ ان برز اسمه وهو
يقيم خارج لبنان متنقلا بين ايران وسوريا". بحسب فرانس برس.
واغتيل مغنية ابرز المسؤولين العسكريين في حزب الله الملاحق من
الانتربول والولايات المتحدة في قضايا ارهاب في عملية تفجير وقعت مساء
الثلاثاء في دمشق واتهم حزب الله اسرائيل بتدبيرها.
وتؤكد فايزة التي درج اهالي القرية على تسميتها ام علي ان سنينا
طويلة مضت دون ان تشاهد ابن شقيقها. وتقول "لم اشاهده خلال هذه الفترة
الا مرة واحد عندما توفيت والدته منذ نحو سنتين". وتضيف "جاء خلسة الى
القرية ودع جثمانها وقراء الفاتحة عن روحها".
ولعماد في القرية عمة اخرى. وكان اهل عماد والده ووالدته وشقيقيه
جهاد وفؤاد قد تركوا القرية عندما انتشر اسمه وانتقلوا للاقامة في
ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله. وحتى اليوم بقي منزلهم المتواضع
الذي يقع قرب جبانة البلدة مقفلا تتفقده من حين لاخر فايزة وشقيقتها.
تسلق محمد (22 عاما) عامودا للكهرباء في ساحة البلدة ليعلق علما
اسود. ويقول "نسمع به وبانجازاته ضد اسرائيل لكننا لا نعرفه. هو
كالاسطورة بنظرنا. الان كلنا اصبحنا مغنية". ويضيف "هجر البلدة باكرا.
سمعنا انه غير ملامح وجهه لان كل مخابرات العالم تطارده".
وفيما غابت صورة عماد عن البلدة ارتفعت على اعمدة الكهرباء وشرفات
المنازل صور جهاد وفؤاد شقيقيه اللذين اغتيلا في ضاحية بيروت الجنوبية
عامي 1984 و1993. ومن حسينية طير دبا تعالت الاصوات بتلاوة الايات
القرانية في ارجاء البلدة التي تعد نحو اربعة الاف نسمة وتبعد 5 كلم عن
مدينة صور الساحلية.
ورفرفت الاعلام السوداء ورايات حزب الله الصفراء من مدخل البلدة
مرورا بكل طرقاتها الى جانب صور امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله
وصور "شهداء البلدة" خلال حرب صيف عام 2006 التي شنتها اسرائيل على
لبنان.
واحتضنت ضاحية بيروت الجنوبية الاربعاء جثمان مغنية "القائد الجهادي
الكبير" الذي قضى على "يد الاسرائيليين الصهاينة" والتي وصلها داخل نعش
وضع على منصة اقيمت في مجمع سيد الشهداء التابع لحزب الله. ووقف نائب
الامين العام لحزب الله نعيم قاسم ووالد مغنية وعدد من قيادات الحزب
ونوابه ووزرائه يتقبلون التعازي على وقع الآيات القرآنية.
وتوالت الوفود الشعبية والشخصيات السياسية الى المجمع لتقديم
التعازي وبينهم ممثل حركة حماس في لبنان اسامة حمدان. ورفعت في القاعة
الواسعة لافتة كتب عليها "كل العزاء لسيد المقاومة ومجاهدها باستشهاد
القائد المجاهد عماد مغنية".
وانتشر عناصر الانضباط التابعين لحزب الله ينظمون السير في شوارع
الضاحية الجنوبية ويرافقون الاعلاميين حتى مجمع سيد الشهداء ويجرون
عمليات التفتيش اللازمة قبل دخول الصحافيين والمعزين الى المجمع.
ردود الافعال: ايران تتهم اسرائيل
بالاغتيال
من جانبها اتهمت ايران اسرائيل بالمسؤولية في اغتيال عماد مغنية احد
القادة البارزين في حزب الله الشيعي اللبناني على ما افاد موقع
التلفزيون الايراني على الانترنت.
ونقل التلفزيون عن المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي
الحسيني ان ايران "تندد بشدة بالعملية الارهابية التي ادت الى استشهاد
عماد مغنية وتعتبر هذه الفعلة مثالا واضحا للارهاب المنظم للنظام
الصهيوني". بحسب فرانس برس.
ونفت اسرائيل اي تورط لها في اغتيال مغنية الذي قتل مساء الثلاثاء
في انفجار سيارة مفخخة في دمشق بحسب مسؤول في حزب الله.
حماس: اغتيال مغنية "عربدة صهيونية"
ورأت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان اغتيال عماد مغنية القيادي
العسكري في حزب الله اللبناني يشكل "مثالا للعربدة الصهيونية واستباحة
للساحة العربية".
وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حركة حماس لوكالة فرانس برس، ان
"حركة حماس تستنكر جريمة اغتيال عماد مغنية وتعتبرها مثالا للعربدة
الصهيونية واستباحة للساحة العربية".
ودعا ابو زهري "الامة العربية والاسلامية" الى "التحرك الفاعل
لمواجهة هذا الاخطبوط الصهيوني الذي بدأت جرائمه تتجاوز الساحة
الفلسطينية الى الساحة العربية والاسلامية". واضاف ان "ما يجري يعبر عن
العقلية الاجرامية الصهيونية التي لم تكتف بالقتل في الساحة الفلسطينية
بل باتت توسع الى الساحة العربية و الاسلامية".
وفي دمشق اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة بقيادة
احمد جبريل والتي تتخذ من دمشق مقرا لها الموساد الاسرائيلي بتنفيذ
عملية الاغتيال.
وقال بيان للجبهة تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه بالفاكس "ندرك ان
الذين خططوا وتآمروا للنيل من الشهيد القائد الحاج رضوان (عماد مغنية)
يعلمون تماما مكانة الشهيد العالية ودوره الجهادي المميز". واضاف ان
مغنية "كان الهدف الاهم على قائمة التصفية لجهازي السي اي ايه (وكالة
الاستخبارات المركزية الاميركية) والموساد والشهيد القائد الحاج مغنية
مدرسة جهادية باتت متجذرة في ثقافة شعب لبنان المقاوم بقيادة حزب
الله".
واضافت الجبهة في بيانها متوعدة "ليعلم القتلة الصهاينة وادواتهم
العميلة التي تطاولت على انتصارات المقاومة وقامت باغتيال القائد
المجاهد مغنية وغيره من الشهداء الذين ذهبوا على يد الغدر والحقد
والنازية الصهيونية ان يد المقاومة سترد الرصاصات والمتفجرات القاتلة
الى رأس وصدر قادة ورؤوس الارهاب الصهيوني وادواته".
واكدت "اننا في الجبهة الشعبة لتحرير فلسطين-القيادة العامة نقول
لاخواننا في حزب الله وعلى رأسهم القائد المجاهد السيد حسن نصر الله ان
شعب فلسطين سيظل الحليف الميداني في الفكر والسياسة والجهاد لحزب الله
حزب فلسطين والامة".
اسرائيل تنفي اي ضلوع لها في اغتيال
مغنية
ونفت من جانبها اسرائيل رسميا اي ضلوع لها في اغتيال عماد مغنية احد
كبار قادة حزب الله اللبناني في دمشق كما اتهمها الحزب اللبناني لكن
عددا من المسؤولين السياسيين عبروا عن سرورهم بتصفية احد الد اعدائهم.
بحسب فرانس برس.
وقال مكتب رئيس رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في بيان ان
"اسرائيل ترفض محاولات منظمات ارهابية ان تنسب اليها اي تورط في هذه
القضية وليس لدينا اي شيء لنضيفه". وكان مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس
الوزراء الاسرائيلي امتنع في وقت سابق عن الرد قائلا "لا ندلي باي
تعليق".
كذلك رفضت اوساط وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي ينهي
اليوم الاربعاء زيارة رسمية الى تركيا الادلاء باي تعليق حول اغتيال
مغنية. واتهم حزب الله اسرائيل بقتل مغنية. وقال مسؤول في الحزب
اللبناني انه قتل في انفجار سيارة مفخخة ليل الثلاثاء الاربعاء قرب
دمشق.
ولم يخف مسؤولون سابقون في اجهزة الاستخبارات ووزراء اسرائيليون
ارتياحهم لمقتل مغنية. وقال داني ياتوم الرئيس السابق لجهاز
الاستخبارات الموساد (1996-1998) انه "لا يعرف من قام بتصفية عماد
مغنية لكنه نجاح لاجهزة الاستخبارات. كان احد ابرز الارهابيين على
مستوى اسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة.
ورأى الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي (شين بيت) والوزير بلا
حقيبة عامي ايالون في حكومة ايهود اولمرت انه "من الافضل التزام الصمت
بدلا من اطلاق التكهنات". لكنه اضاف "انه نجاح كبير في الحملة الدولية
لمكافحة الارهاب. انها رسالة موجهة الى الارهابيين لافهامهم ان ايا
منهم لا يحظى بحصانة".
وعبر جدعون عزرا وزير البيئة وعضو الحكومة الامنية ونائب رئيس الشين
بيت عن ارتياحه لتصفية مغنية الذي وصفه بانه "كارلوس اللبناني" في
اشارة الى الارهابي الفنزويلي المسجون حاليا في فرنسا. وقال للاذاعة
الاسرائيلية العامة "آمل في نهاية المطاف ان يدرك كل ارهابي انه يمكن
الوصول اليه". واضاف "اشعر بالارتياح لما حدث لمغنية". واضاف "آمل في
ان ينال اولئك الذين قاموا بذلك التهاني التي يستحقونها". من جهته
اعتبر سيلفان شالوم وزير الخارجية السابق ان مغنية "كان يستحق هذا
الموت لانه مسؤول عن مقتل العديد من الابرياء".
وبحسب خبراء اسرائيليين فانه كان العدو الاول على لائحة
"الارهابيين" الذين تلاحقهم اسرائيل. وفي العام 1985 وبحسب وسائل اعلام
اجنبية فان الموساد حاول اغتياله لكن العملية فشلت وقتل شقيقه. ودبرت
محاولة ثانية من قبل الاسرائيليين لتصفية مغنية خلال تشييع شقيقه لكن
لم يكن حاضرا.
وفي اسرائيل قطعت محطات التلفزة والاذاعات برامجها فور الاعلان عن
مقتل مغنية وقدمته على انه "الارهابي الاخطر في الشرق الاوسط منذ 30
عاما". وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" على موقعها على الانترنت "لقد
تمت تصفية الحساب: مقتل مغنية في دمشق". وتعتبر وسائل الاعلام
الاسرائيلية بمجملها ان حزب الله قد يسعى للثأر لهذا الاغتيال.
واشنطن: العالم "افضل" بعد مقتل
عماد مغنية
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان "العالم بات افضل بدون" عماد
مغنية احد القادة البارزين في حزب الله الشيعي اللبناني الذي قتل في
انفجار سيارة مفخخة الثلاثاء في دمشق.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين "العالم بات افضل بغياب
هذا الرجل عنه" مضيفا "كان قاتلا بدم بارد". بحسب رويترز.
وقال ماكورماك ردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تفضل اعتقال مغنية
واحالته امام محكمة "لقد احيل الى المحكمة بطريقة ما".
واضاف ان مغنية وحزب الله مسؤولان عن عمليات تفجير نفذت في لبنان في
الثمانينات بينها هجوم على السفارة الاميركية في بيروت اوقع عشرين
قتيلا واعتداء بالقنبلة على مقر مشاة البحرية الاميركية (مارينز) في
لبنان قتل فيه 260 من المارينز.
وتابع ان مغنية مسؤول ايضا في الفترة ذاتها عن عملية خطف طائرة
تابعة لشركة تي دبليو ايه قتل فيها غطاس في البحرية الاميركية.
المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في
سوريا تتهم اسرائيل
ومن جانبها اتهمت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا اسرائيل
بالوقوف وراء اغتيال القيادي في حزب الله الشيعي اللبناني عماد مغنية
امس في دمشق.
وقالت المنظمة في بيان ان "اغتيال احد قيادي حزب الله المواطن
اللبناني عماد فايز مغنية في حي كفرسوسة بدمشق اثر تهديد رئيس الوزراء
الاسرائيلي ايهود اولمرت وقادة الاحزاب الاسرائيلية باغتيال قادة حزب
الله وحركة حماس اينما وجدوا ليؤكد اصرار الحكومة الاسرائيلية على
انتهاك القانون الدولي".
واضاف البيان الموقع من رئيس المنظمة عمار قربي ان "فعل الحكومة
الاسرائيلية هذا يرقى الى مستوى ارهاب الدولة الذي تدينه القوانين
والاعراف الدولية وشرعة حقوق الانسان". وقال قربي ان "اسرائيل سبق
واعترفت باغتيال المواطن الفلسطيني عز الدين صبحي شيخ خليل احد قيادات
حركة حماس الفلسطينية" في ايلول/سبتمبر 2004. وقتل المسؤول العسكري في
حزب الله عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة مساء الثلاثاء في دمشق بحسب
مسؤول في الحزب اللبناني. بحسب فرانس برس.
جمعية الوفاق البحرينية تدين
الاغتيال
ونددت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تمثل التيار الرئيسي وسط
الشيعة في البحرين باغتيال عماد مغنية احد القادة البارزين في حزب الله
الشيعي اللبناني الذي قتل في انفجار سيارة مفخخة الثلاثاء في دمشق.
وقالت الجمعية التي تملك 17 مقعدا في مجلس النواب البحريني في بيان
"ان العدو الصهيوني الحاقد لن ينال من عزيمة المقاومة ولا من جمهورها
العملاق من خلال هذا الاستهداف القذر والجبان". واضاف بيان الوفاق "هذه
العملية لن تزيد جمهور المقاومة الا صمودا واصرارا على نهج المقاومة ضد
الاحتلال الصهيوني الغاصب". وتابع "ان أي مساس أو استهداف هو استهداف
لكل العرب وكل المسلمين وكل الأحرار في العالم".
واعلن حزب الله مقتل عماد مغنية احد ابرز مسؤوليه العسكريين الملاحق
من الانتربول والولايات المتحدة في سلسلة اعتداءات وعمليات خطف في
تفجير الثلاثاء في دمشق متهما اسرائيل باغتياله. ونفت اسرائيل رسميا
الاربعاء اي ضلوع لها في اغتيال مغنية الذي كان يعيش في السرية منذ
نهاية الثمانينات فيما اكتفت السلطات السورية بالاعلان عن سقوط قتيل لم
تحدد هويته في انفجار سيارة في دمشق. بحسب فرانس برس.
من هو عماد مغنية؟
وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية عن مغنية، بحسب رويترز:
- كان مغنية رئيسا للجهاز الامني لحزب الله وكان على قائمة مكتب
التحقيقات الاتحادي الامريكي لابرز الارهابيين المطلوبين. وحددت واشنطن
مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه أو ادانته.
- وقامت منظمة الجهاد الاسلامي وهي جماعة موالية لايران يعتقد على
نطاق واسع ان لها صلات بحزب الله بخطف عشرات الغربيين واحتجازهم كرهائن
ومنهم أمريكيون في بيروت في منتصف ثمانينات القرن الماضي في وقت كان
يعتقد فيه أن مغنيه هو قائد الجماعة.
وقتلت الجماعة بعض الرهائن وبادلت آخرين بأسلحة أمريكية لايران فيما
عرف بعد ذلك بفضيحة ايران-كونترا. وكان من ضحايا الجهاد الاسلامي مسؤول
الشرق الاوسط بوكالة المخابرات المركزية الامريكية.
- ووجهت اللائمة الى عناصر من الجهاد الاسلامي مرتبطة بحزب الله في
الهجوم على ثكنة لمشاة البحرية الامريكية في بيروت عام 1983 مما أسفر
عن سقوط 241 قتيلا وتفجير سفارة الولايات المتحدة في نفس العام مما أدى
الى مقتل 63 شخصا وكذلك الهجوم على قاعدة فرنسية مما أودى بحياة 58
مظليا فرنسيا.
- واتهم مغنية كذلك بالمشاركة في تخطيط وتنفيذ خطف طائرة أمريكية
يوم 14 يونيو حزيران عام 1985.
واختطف أربعة من أعضاء حزب الله طائرة تابعة لشركة الطيران العالمية
تي. دبليو. ايه مسافرة بين اثينا وروما الى بيروت لتبدأ مأساة دامت 17
يوما قامت خلالها الطائرة برحلتين الى الجزائر. وقتل الخاطفون روبرت
دين ستيثين بالبحرية الامريكية في بيروت.
- ووجه الاتهام لمغنية فيما يتصل بتفجير مركز يهودي في بوينس ايرس
في العام 1994 في هجوم ادى الى مقتل 85 شخصا وصدر امر باعتقاله فيما
يتعلق بتفجير السفارة الاسرائيلية في العاصمة الارجنتينية عام 1992 مما
ادى الى مقتل 29 شخصا.
- وفي أكتوبر تشرين الاول عام 2001 وضع مكتب التحقيقات الاتحادي
مغنية واثنين من اللبنانيين الشيعة هما حسن عز الدين وعلي عطوي على
قائمة من 22 شخصا مطلوبن في أعمال "ارهابية."
ومثل ادراجه في القائمة عودته للظهور من جديد كعدو معلن للولايات
المتحدة. وواصلت واشنطن ملاحقة مغنية وإن كانت ملاحقة أسامة بن لادن
زعيم تنظيم القاعدة قد طغت على هذه الجهود. |