محاولات التاثير خارج العملية السياسية: المسلحين السنّة يقلدون المسلحين الشيعة

شبكة النبأ: يبدو ان المسلحين السّنة قد اختاروا طريق بعض نظرائهم الشيعة في محاولة التاثير المباشر والفعال على الجيش الامريكي وآلياته المصفحة حيث قال مسؤولون عسكريون أمريكيون ان مسلحين من السنة العرب في العراق طوروا نسخا بدائية خاصة بهم شبيهة بذخيرة إيرانية المنشأ تخترق الدروع والتي كانت سمة مميزة لهجمات يشنها مسلحون شيعة على القوات الأمريكية باستخدام قنابل تزرع على الطرق.

والمتفجرات التي طورها السنة هي أحد أشكال الأسلحة التي تعرف باسم المتفجرات الخارقة للدروع التي مكنت المسلحين الشيعة من امتلاك قوة نيران قادرة على اختراق أقوى المدرعات الأمريكية. وتنفي إيران تأكيدات أمريكية بأنها زودت شيعة مناهضين للولايات المتحدة بهذه المتفجرات. بحسب رويترز.

وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن نسخ المتفجرات الخارقة للدروع التي طورها السنّة واكتشفت لأول مرة في عام 2007 لا تزال إلى الآن نسخا بدائية محلية الصنع لا تباري النسخ الإيرانية.

لكن المسؤولين يخشون من أن المتفجرات الخارقة للدروع التي يستخدمها السنة قد تصبح أشد فتكا اذا ساروا على نفس درب التحسين مثلما حدث مع النسخ الأكثر شيوعا من القنابل التي تزرع على جوانب الطرق وتعرف باسم المتفجرات المحسنة والتي كثيرا ما استخدمت ضد القوات الأمريكية في الحرب.

وقال ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية "انه مسار نمطي إلى حد ما.. اتوقع أن تتطور" المتفجرات الخارقة للدروع.

ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن المتفجرات الجديدة الخارقة للدروع من صنع تنظيم القاعدة في العراق أو دولة العراق الإسلامية وهما شبكتان مرتبطتان للمسلحين الإسلاميين السنة الذين تعرضوا في الآونة الأخيرة للهجوم في إطار عملية عراقية أمريكية مشتركة ضد التنظيمات المسلحة.

وظهرت تلك الذخيرة في مناطق سنية في وقت تنكشف فيه الجماعات الإسلامية بشكل خاص بعد طردها من الملاذات الامنة بأيدي قوات أمريكية وعراقية وبمساندة من رجال العشائر السنية المتحالفة مع الولايات المتحدة. 

لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون انه من الثابت إلى الآن أن نسخ المتفجرات الخارقة للدروع التي طورها السنة غير مؤثرة خلافا للنسخ الشيعية.

وقال الميجر جنرال مارك هرتلينج قائد القوات الأمريكية في شمال العراق حيث عثر على ما يصل إلى عشرة من هذه المتفجرات التي طورها السنّة، ان تكوينها رديء جدا.

وقال لرويترز في مقابلة أجريت معه مؤخرا في العراق، انها مصنعة محليا ومن المؤكد انها ليست مستوردة.

ورفض المسؤولون الأمريكيون أن يكشفوا عما اذا كانت هذه المتفجرات التي طورها السنة استخدمت ضد قوات أمريكية أو تسببت في وقوع خسائر بشرية.

ودفع التأثير القاتل للنوع الأكثر شيوعا للمتفجرات المحسنة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى بدء برنامج تبلغ تكلفته 22.4 مليار دولار لتزويد القوات الأمريكية في العراق بشاحنات وحاملات جنود وسيارات دورية مصممة لمقاومة شدة الانفجار.

لكن السيارات الأمريكية المجهزة لحمايتها من الألغام لا تزال معرضة للتأثر بالمتفجرات التي تخترق الدروع المصممة لدفع مقذوفات معدنية داخل العربات المدرعة.

وتزايدت الهجمات بالمتفجرات الخارقة للدروع في أول أسبوعين من يناير لكنها عادت بعدئذ إلى مستوياتها المتدنية التي كانت عليها في أواخر عام 2007.

وقال الميجر وينفيلد دانيلسون المتحدث باسم القوات الدولية في العراق، لا يزال أكبر خطر للمتفجرات الخارقة للدروع يأتي من المتفجرات الإيرانية المنشأ التي لا تزال تستخدمها عناصر شيعية.

توتر أمني وحظر للتجوال في بعقوبة

واعلنت الشرطة العراقية حظرا للتجوال في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى شمالي بغداد وقالت مصادر رسمية في المحافظة ان الاعلان يأتي اثر قيام مجاميع الصحوة في المحافظة بتعليق نشاطاتها وايقاف كافة انواع التعاون مع القوات الامنية العراقية والامريكية.

وقال النقيب زيد عامر من شرطة بعقوبة ان قيادة الشرطة في المحافظة "اعلنت الجمعة اعلانا مفتوحا لحظر شامل للتجوال في مدينة بعقوبة منذ صباح اليوم (الجمعة) وحتى اشعار اخر.

ورفض عامر اعطاء تفاصيل اخرى لكنه قال ان، هذا الاعلان اتخذ بسبب الوضع الامني المتأزم الذي تشهده المدينة حاليا.

وتقع بعقوبة على مسافة 65 كيلومترا الى الشمال من بغداد وهي عاصمة محافظة ديالى. وتعتبر المحافظة احدى مناطق التوتر الشديد في البلاد بسبب العديد من العمليات المسلحة الدامية التي شهدتها. 

ورغم التحسن الامني الذي شهدته المحافظة والتي يسكنها خليط من السكان يشكل السنة العرب النسبة الاكبر فيهم الا انها مازالت تشهد بين الحين والاخر مثل هذه العمليات.

وكشفت مصادر للشرطة ان اعلان حظر التجوال ياتي بعد اعلان مجاميع قوات الصحوة في المحافظة "وقف نشاطاتها وكافة انواع تعاونها مع القوات الامريكية والعراقية."

واضافت هذه المصادر ان هذا التعليق ياتي اثر رفض السلطات في المحافظة تلبية عدة مطالب تقدمت بها اللجان الشعبية لمجالس الصحوة اهمها المطالبة باقالة مدير الشرطة في المحافظة وخلق توازن في القوات الامنية.

وشكلت مجالس الصحوة قبل عدة اشهر من قبل ابناء عشائر غالبيتهم من السنة العرب وبدعم من السلطات العراقية والجيش الامريكي.

وتمكنت هذه المجالس وخلال فترة قصيرة من ان تكون قوى فاعلة على الارض في اماكن مختلفة من البلاد واستطاعت ان تؤدي دورا حاسما في استتباب الامن في العديد من المحافظات العراقية ومنها محافظة ديالى.

وانضمت المجاميع المسلحة الشعبية لمجالس الصحوة الى الحملة العسكرية التي قادتها قوات امريكية وعراقية في محافظة ديالى قبل عدة اشهر والتي استهدفت اماكن تواجد عناصر تنظيم القاعدة في المحافظة ولعبت هذه المجاميع دورا كبيرا في السيطرة على العديد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة جماعات القاعدة وتولت مهمة الامن في العديد من هذه المناطق والتي كانت عصية على القوات العراقية والامريكية.

وقال مصطفى القيسي احد قادة اللجان الشعبية في مجالس الصحوة في محافظة ديالى لرويترز، مجالس الصحوة تقدمت بعدة مطالب الى السلطات في محافظة ديالى منها طلب اقالة مدير الشرطة في المحافظة وضرورة خلق توازن في القوات الامنية العراقية للمحافظة.

واضاف القيسي ان هناك ادلة تثبت تورط قائد الشرطة لمحافظة ديالى اللواء غانم القريشي بعمليات مسلحة وانه يترأس مجموعة مسلحة خاصة متهمة بتنفيذ عمليات خطف وقتل.

هل تنقلب مجموعات الصحوة على حكومة بغداد بعد رحيل الأمريكيين!

وفي مقال للكاتب والمحلل برايان بينيت جاء فيه: ثمة قلق متزايد من احتمال ان توجه الميلشيات المحلية المتحالفة الآن من الولايات المتحدة بنادقها ضد بعضها بعضا مع استعداد القوات الامريكية للانسحاب من العراق.

وكان الامريكيون قد كلفوا هذه الميلشيات بالمحافظة على الامن والسلام في بعض اكثر مناطق العراق اضطراباً، ونجحت هذه الميلشيات في مهمتها هذه بدرجة كبيرة مما جعل البلاد تنعم بقدر ملحوظ من الاستمرار خلال الاشهر القليلة الماضية.

يقول لورنس كورب من »مركز التقدم الامريكي« حول شركاء امريكا الجدد هؤلاء الذين كان اكثرهم من المتمردين المسلحين سابقاً: اننا ندفع لهم ونعمل على تدريبهم حتى يتمكنوا من القيام باعمالهم على نحو فعّال.

ويضيف الكاتب برايان بينيت، لكن ثمة مؤشرات تبين ان هذه المجموعات من الميلشيات، التي يطلق عليها الامريكيون »المواطنون المحليون المعنيون«، ويسميها السكان المحليون بـ »رجال مجالس الصحوة« بدأت تتحول للعمل ضد بعضها بعضا في التنافس على مناطق النفوذ.

اذ يقول جون جونز، قائد فريق اعادة البناء في وزارة الخارجية الامريكية والمسؤول عن محافظة ديالي: لابد من الاعتراف ان هناك قتالاً داخلياً بين مجموعات هذه الميلشيات. ويضيف جونز، الذي زار واشنطن الشهر الماضي: حتى الآن والى حد كبير لم تستهدف هذه المجموعات قوات التحالف في اعمالها العدائية، لكن ما يقلقنا هو ما اذا كانت ستبقى منضبطة وتحافظ على الهدوء مع تقليص الوجود الامريكي.

ويُذكر ان الرئيس جورج بوش كان قد قال خلال القائه خطاب حالة الاتحاد مؤخراً ان واشنطن سوف تسحب 20 الف جندي من العراق في الاشهر المقبلة. وحول هذا، يقول مسؤول امريكي يعمل في العراق: سوف ينشأ فراغ بعد خروج الجنود الامريكيين، ومن المؤكد ان هذه الميلشيات سوف تتسابق لملئه، واعتقد ان ما سيحدث عندئذ لن يكون امرا طيباً بالتأكيد.

لكن يبدو ان الامريكيين يعّولون على نجاح الحكومة العراقية في ملء هذا الفراغ، فطبعاً لما يقوله جنرال امريكي مسؤول عن تدريب القوات العراقية، سوف تقوم الحكومة بدور اكبر في ادارة وتوجيه برنامج مجالس الصحوة، وذلك لانها هي نفسها جزء من هذا البرنامج ما يعني انها سوف تكون في مرحلة ما مسؤوله عن نجاحه.

ويضيف الكاتب، وفي هذا السياق يلاحظ الليفتنانت، جنرال جيمس دوبيك، رئيس القيادة الانتقالية الامنية المتعددة الجنسيات في العراق، ان هناك الآن حوالي 70 الف عراقي من رجال مجالس الصحوة تسلحهم وتمولهم الولايات المتحدة، وان الحكومة العراقية وافقت على ان تتولى تدريجياً ادارة البرنامج من خلال خطة تستوعب حوالي %30 من هؤلاء الرجال في جهاز الشرطة او الجيش العراقي.

وماذا عن حوالي 50 الف رجل منهم سيصبحون عاطلين عن العمل؟

يقول دوبيك: سوف يذهب هؤلاء للعمل في بعض الوظائف المدنية والتدريب المهني او الى اعمال اخرى ترتبط بالمهنة التي يحبذها كل منهم. بيد ان هذه العملية لم تتطور بعد. لذا يتساءل كورب: هل سيحتفظ رجال مجالس الصحوة غير المندمجين في اجهزة الدولة باسلحتهم لتنقلب الاوضاع راسا على عقب؟ وهل يمكن ان يوجه هؤلاء بنادقهم الى الحكومة المركزية في مرحلة ما؟ هنا من المفيد الاشارة الى ان بعض رجال مجالس الصحوة كانوا من افراد عصابات الشوارع سابقا يقوم بعضهم بالهجوم على مناطق البعض الآخر، بل وهناك الكثير من الحالات التي نفذ بعض هؤلاء فيها مثل هذه الاعمال في اطار التنافس على النفوذ والسيطرة، وبالرغم من هذا ساعدت مجالس الصحوة في اضفاء الهدوء على مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالي التي كانت من اكثر مناطق العراق اضطراباً وهذا ليس بالامر السهل اذا تذكرنا ان هذه المدينة كانت مقراً للقاعدة في العراق حتى العام الماضي.

والآن، وعلى ضوء انسحاب اربعة ألوية مقاتلة وكتيبتين من مشاة البحرية الامريكية من العراق خلال الاشهر القليلة المقبلة، وفقا لجدول زمني مقرر، يحذر قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس من اللجوء لتنفيذ انسحاب سريع لما له من عواقب سيئة منها: تمزق قوات الامن العراقية، واستعادة القاعدة ما خسرته من مناطق وزيادة العنف على نحو ملحوظ.

لقد قال الرئيس بوش خلال خطابه عن حالة الاتحاد ان القوات الامريكية تتحول الان من مهمة قيادة العمليات الى الشراكة مع القوات العراقية.

ويختم الكاتب، لكن عندما تبدأ قوات الحكومة بالتعامل مع مجموعات الصحوة لن يكون مثل هذا التعامل سهلا كما يتصور البعض، وذلك لان حكومة بغداد المركزية لا تثق اصلا بهذه المجموعات التي كان افرادها من المتمردين المسلحين سابقاً. وما يزيد الامر سوءاً هو ان هذه المجموعات تبادل الحكومة الشعور نفسه أيضا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 11 شباط/2008 - 3/صفر/1429