الحصاد الثقافي الشهري- ك ثاني 2008

(الجزء3-3)

المسرح الجزائري ينطق بالعربي الفصيح والجمهور يتحمّس

ظاهرة جديدة تفرض نفسها بقوة 

شبكة النبأ: ظاهرة جديدة تخترق المسرح الجزائري بقوة، انها ظاهرة اللغة العربية الفصحى، التي باتت لغة الممثلين المفضلة كما هي مطلب الجماهير الذين يأتونها مستمتعين ومصفقين. أمر كان يبدو غريباً، في مرحلة بدا وكأن العامية هي سيدة الخشبة وسرّها. لماذا هذه العودة الحماسية للفصحى؟ وكيف؟

عاش المسرح الجزائري العام المنصرم أزهى أيامه مع العروض التي لم تنقطع، غير أن ظاهرة لافتة بدأت قبل سنين وترسخت أكثر في السنة الأخيرة وهي التمثيل باللغة العربية الفصحى، بنجاح لافت في الأداء، وتجاوب ملحوظ من الجمهور، الذي صفق كثيرا لعروض من هذا القبيل رغم «نخبويتها» ولغتها التي توصف أحيانا بالقاموسية.

مسرحية «هاملت بلا هاملت» التي كتبها العراقي خزعل الماجدي، تحولت مع فرقة «النوارس» المسرحية بمدينة بوقرة ضاحية مدينة البليدة (50 كيلومترا من الجزائر العاصمة)، إلى «صرخة أوفيليا»، وهي تنطلق من لحظة موت هاملت في مسرحية شكسبير الشهيرة، لتصبح حبيبته أوفيليا المحور الذي تدور حوله الأحداث. والمسرحية التي أنتجت هذه السنة حسب مخرجها كمال عطوش تدخل في سياق عمل تجريبي شاق سوف يشمل الكثير من المدارس والاتجاهات الفنية يقوم به أعضاء الفرقة وهم بالأساس طلبة جامعيون ينتمون إلى بلدة، كانت في سنوات التسعينيات من القرن العشرين مسرحا للمعارك بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية. وكانت الحياة بالبلدة شبه منعدمة، لكنها استطاعت أن تعود كمركز فني مهم، في ظرف وجيز، مع هذه الفرقة. والشيء اللافت في المسرحية أنها قدّمت باللغة العربية الفصحى، بتدقيق لغوي للدكتور بوجمعة والي. واستطاع أعضاء الفرقة تقديم ذلك النص بلغة عربية جميلة أمتعت الحاضرين في الحفلات المتعددة للفرقة، التي ساهمت في ترسيخ ظاهرة جديدة هي التمثيل باللغة العربية الفصحى. والمسرح الوطني الجزائري بعد سلسلة من العروض باللغة الفصحى يستعد هذه الأيام لتقديم مسرحية أخرى في هذا السياق هي «انسوا هيروسترات» للكاتب الروسي غريغوري غورين. وهي المسرحية الشهيرة التي يربي فيها البطل «هيروسترات» ديكا يصارع به بقية الديكة في حلبة مصارعة مخصصة لها. وفعلا يصبح ديك هيروسترات هو «بطل الديكة» قبل أن يتم هزمه بطرق ملتوية «غير شرعية» من خلال انهاكه بأن يصارع الكثير من الديكة في حلبة واحدة، ظناً من صاحبه أنه يخاصم ديكا واحدا. والمهم في هذه المسرحية التي ينتجها المسرح الوطني الجزائري وتعرض قريبا، أنها تمثل بالفصحى بعد سلسلة من العروض الناجحة بالفصحى أيضاً للمسرح نفسه، بدءا من عرض «الحكواتي الأخير» في بداية سنة 2007 للكاتب المغربي عبد الكريم برشيد وإخراج التونسي المنجي بن إبراهيم وتمثيل الفنان الجزائري عبد الحليم زريبيع - والتي اعتبرت أول محاولة في «المسرح المغاربي» المشترك - وليس انتهاء بـ «انسوا هيروسترات»، التي يقوم بالتدقيق اللغوي فيها الشاعر الجزائري المعروف عبد الرزاق بوكب. وعلى ذكر التدقيق اللغوي، فالملاحظ أن المسرح الجزائري أصبح يولي أهمية كبيرة للموضوع بالاستعانة بكتّاب معروفين مثل الشاعر بوزيد حرز الله الذي دقق لغويا مسرحية «لغة الأمهات». وهي من انجح العروض لهذه السنة، وقدمت لمرات كثيرة بتحكم لغوي ودرامي ملحوظ، ومثلت المسرح الجزائري في «مهرجان قرطاج» الأخير. وهي من إخراج الفنانة «صونيا» عن نص ألكسيس دارنيس واقتباس الفنان العراقي قاسم محمد، ومدعمة بقصائد ليانيس ريتوس وصياغة شعرية لبوزيد حرز الله.

ومن المفارقات أن المسرح الجزائري الذي لم يتأسس في السنين الأولى من القرن العشرين رغم محاولات التمثيل بالفصحى حينها، وإنما تأسس فعليا مع تجسيد نص بالعامية الجزائرية هو «جحا» للفنان الراحل علالو سنة 1927 التي اعتبرت أول مسرحية جزائرية. ولكن ها هي الفصحى تعود بقوة ومعها تسقط أكذوبة أن التمثيل بها لا ينجح في الجزائر. فقد تعددت أمثلة النجاح وأصبح ما يسمى "المسرح الفصيح" يشكل ظاهرة حقيقية، ومن أبرز امثلة نجاحه تلك الادوار التي جسدها الفنان عبد الحليم زريبيع، القادم من مدينة تندوف بأقصى الجنوب الغربي في الجزائر، الذي ورغم تجربته الطويلة فهو متخصص بالفصحى ولم يمثل بغيرها لحد الآن. وهذا الفنان الذي بدأ هاديا في الصحراء الجزائرية استطاع أن يتحول إلى واحد من أبرز الفنانين المحترفين بالمسرح الوطني الجزائري. وأدى هذه السنة، الدور الرئيسي بالعربية الفصحى في خمس مسرحيات وهي: «الحكواتي الأخير» للمنجي بن ابراهيم، و«أبوليوس» عن نص لأحمد حمدي، «مدونات المنشود بين الموجود والمنشود» للعراقي قاسم محمد، أخيرا «انسوا هيروسترات» التي لم تعرض بعد، وكلها لصالح المسرح الوطني الجزائري، ومسرحية «هاملت» عن نص لشكسبير لمسرح تندوف. وعن جذور هذه التجربة الفنية بالفصحى يقول الفنان عبد الحليم زريبيع لـ «الشرق الأوسط» أن «الفضل يرجع إلى الأستاذ عادل عزت من مصر الذي كان يدّرسنا بثانوية أبي الحسن الأشعري بمدينة بشار، ولتلك المدرسة التي كانت تبعد عن بيتي مسافة 800 كيلومتر كاملة. وكانت أقرب ثانوية لمقر سكني البعيد في الصحراء، وقد حبّب إلينا فن المسرح بالفصحى. وكانت أول تجربة هي إعادة تمثيل نص «المهزلة الأرضية» ليوسف إدريس، ثم توالت المسرحيات واشتغلنا على نصوص لتوفيق الحكيم وسعد الله ونوس وغيرهم». وعن نجاح التمثيل بالفصحى في المسرح يضيف الفنان زريبيع قائلا، ان التمثيل بالفصحى لم يكن ناجحا لاعتبارات كثيرة «لكننا نجحنا في «الحكواتي الاخير» التي جلبت جمهورا واسعا، واستطعنا رفقة شباب من أبناء المدرسة الجزائرية أن نؤسس لهذه التجربة المستمرة». ويرى زريبيع أن النجاح مؤكد بسبب الممارسة والإصرار، خاصة مع الحرص على التدقيق اللغوي للمختصين، وهو ما أصبح تقليدا جميلا. ويؤكد زريبيع على النجاح من خلال مسرحية «نهاية اللعبة» المأخوذة عن نص للراحل صموئيل بيكيت، فرغم حداثية النص وعبثيته وصعوبته إلا أنه استطاع أن يجلب جمهورا صفق طويلا.

المسرح الجزائري الذي تأسس عندما طلّق الفصحى واعتمد العامية، عاد إلى الفصحى وبقوة من خلال الكثير من التجارب الناجحة التي أصبحت تشكل ظاهرة حقيقية. ولا يبدو الأمر عرضا مع تعدد النجاحات في هذا السياق وتقبل الجمهور لتجربة، مرشحة للتجذر مع توفر الأرضية لها.  

10 مليارات دولار الإيرادات المحلية للإنتاج السينمائي الأميركي 

أظهرت الأرقام النهائية أن شركات الإنتاج السينمائي بعاصمة السينما العالمية هوليوود بالولايات المتحدة حققت إيرادات قياسية خلال 2007 بلغت 9.62 مليارات دولار بالسوق المحلية.

وزادت إيرادات الأفلام الأميركية العام الماضي بنسبة 5% عن 2006 وبنسبة 4%عن الرقم القياسي السابق المسجل عام 2002. كما ارتفعت مبيعات تذاكر السينما العام الماضي مقارنة بعام 2006 لتصل إلى 1.41 مليار تذكرة بزيادة نسبتها 1%، وهو أعلى عدد تذاكر يباع سنويا منذ عام 2004.

وكانت مبيعات التذاكر عام 2004 قد بلغت 1.48 مليار تذكرة أو بزيادة نسبتها 5% عن 2007 قبل أن يتراجع الرقم عام 2005 إلى 1.38 مليار.

وبلغ متوسط سعر تذكرة السينما الأميركية العام الماضي 6.82 دولارات بزيادة نسبتها 4% عن 2006، وتصدرت أفلام سبايدر مان (الرجل العنكبوت) وقراصنة الكاريبي وهاري بوتر قائمة أفضل الأفلام.

وقال مدير التوزيع الداخلي بشركة وارنر للإنتاج السينمائي دان فيلمان "أعتقد أنها مساهمة عظيمة للصناعة أن نسجل عاما قياسيا جديدا رغم أنه لم يمر وقت طويل على ترديد الحديث عن انتهاء صناعة الصورة المتحركة بالشكل المعروف" وذلك في إشارة إلى تأثير الوسائط الجديدة على صناعة السينما التقليدية.

وفي الوقت نفسه نجحت شركات الإنتاج السينمائي الأميركية الست الكبرى في كسر حاجز المليار دولار بالنسبة للإيرادات المحلية خلال العام الماضي حيث بلغت إيرادات بارامونت 1.49 مليار بزيادة نسبتها 55% عن 2006، فيما بلغت إيرادات وارنر براذرز 1.42 مليار بزيادة نسبتها 34% عن 2006. 

أما شركة ديزني فبلغت إيراداتها 1.36 مليار دولار بينما حققت سوني 1.24 مليار ثم شركة يونيفرسال 1.1 مليار وأخيرا حصدت شركة فوكس مبلغ 1.01 مليار.  

فيلم حين ميسرة يثير جدلا واسعا في مصر 

أشعل فيلم حين ميسرة لمخرجه خالد يوسف جدلا واسعا بشان قيمته الفنية ورؤيته الفكرية، وذلك على خلفية الطريقة التي تناول من خلالها مسألة الأحياء العشوائية في القاهرة ودلالاتها داخل المجتمع المصري.

يتطرق الفيلم الى حياة سكان العشوائيات استنادا إلى أربعة محاور، أولها الفقر من خلال عائلة عمرو سعد وهالة فاخر، والثاني يتعلق بالفتاة الريفية (سمية الخشاب) التي ترغم على العمل بائعة هوى وراقصة.

والمحور الثالث حياة أطفال الشوارع من خلال الطفل الذي أنجبته سمية الخشاب من علاقة بعمرو سعد وألقت به إلى الشارع لضيق ذات اليد، والمحور الرابع تعامل رجال الأمن مع أهالي العشوائيات في صراعهم مع الجماعات الإرهابية وتعذيبهم المواطنين دون وجه حق.

فقد اعتبر النقاد أن الفيلم قدم رؤية جيدة لقسوة الواقع، فيما رأى آخرون أنه تناول بشكل فج موضوع العشوائيات مركزا على الجوانب السوداوية وليس على البعد الإنساني لسكان هذه المناطق الفقيرة.

الناقد السينمائي سمير فريد اعتبر فيلم (حين ميسرة) "من أهم الأفلام التي أخرجها خالد يوسف كعمل يقدم الصورة الواقعية للحالة التي تناولها".

كذلك رأى المخرج السينمائي دواد عبد السيد أن "الفيلم أفضل من غيره من الأفلام من حيث تطرقه لموضوع العشوائيات"، مشيرا إلى أهمية لفت الانتباه للأزمات الاجتماعية التي يعانيها المجتمع المصري بدلا من الأفلام التي لا تحمل أي مضمون.

صورة نمطية

غير أن نقادا آخرين رأوا صورة مختلفة، ومنهم طارق مصباح الناقد في أسبوعية العربي الناصرية، وأخذ على الفيلم فشله في تجسيد واقع الشخصيات المعاش وأحلامها المؤجلة، مشيرا إلى أن الفيلم قدم "صورة نمطية للبطل" الذي يدفعه الفقر والإذلال على يد الأجهزة الأمنية للانضمام الى الجماعات الإسلامية، كما أجبرت هذه الظروف الفتاة الريفية البسيطة على الاستسلام للانحراف.

واعتبر مصباح أن الفيلم استغل حالة إنسانية قدمها بشكل فج وعلى أساس تجاري منتقدا المشاهد ذات الإيحاءات الجنسية وغيرها التي تطرقت للعلاقات الشاذة.

وشاركته الرأي الناقدة منى الغازي التي تحدثت عن وجود فشل في النص السينمائي من حيث "القفزات الزمنية المفككة للحدث الدرامي وضعف روابطها إلى جانب تدني لغة الحوار التي تتناسب مع شخصيات مثل الشخصيات التي كتبها المؤلف".

في حين رفض الناقد سيد محمود "التسلسل التاريخي الذي اتخذه الفيلم من ربطه العشوائيات بالفترة الزمنية الأخيرة من حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات وخليفته حسني مبارك، مشيرا إلى أن العشوائيات وإضفاء الطابع الريفي على القاهرة كانت مسؤولية عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

من جانبها انتقدت الناقدة علا الشافعي "الرقابة على المصنفات الفنية لعرض فيلم بمثل هذه الفجاجة دون تحديد الفئة العمرية التي يمكن لها أن تحضره".

بيد أن مخرج الفيلم خالد يوسف اعتبر "حين ميسرة" من أهم أفلامه بل فيلمه الأول رغم اعتزازه بأعماله السابقة، فيما رأى كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن هذا العمل "بداية ثنائي يقترب من تجربة المخرج الراحل عاطف الطيب والكاتب بشير الديك"، في إشارة إلى أحد أهم التجارب الناجحة في السينما الواقعية في مصر. 

ملتقى المسرح العربي يسلم الراية للهيئة العربية للمسرح 

  انتهت فعاليات الملتقى الخامس للمسرح العربي في الشارقة بتقديم ثلاث ندوات فكرية الأولى بعنوان «ورشة التكوين المسرحي الأكاديمية» للدكتور عصام اليوسفي من المغرب والثانية الرقص المسرحي الحديث «مناهج وأساليب وإعداد» من تقديم الفنان اللبناني المعروف وليد عوني والثالثة «تقنيات الغروتسك في الورشة المسرحية بين كفاءة الجسد والتأويل السينمائي» للدكتور محمد أعراب.  

وكان اليوم الثاني من الفعاليات الفكرية التي تقدم سنوياً في الشارقة تحت عنوان (ملتقى الفكر العربي) قد تضمن أربع ندوات فكرية وعرضاً مسرحياً.  

الندوة الأولى كانت بعنوان «التعبير الحركي في لغة الجسد تمرين وأداء» للدكتور هاني المتناوي من مصر تحدث فيها عن دور الجسد والتمرين خلال الورشة في شحذ همة الممثل وحضوره وتكثيف أفعاله على الخشبة وتقديمها بأقل قدر ممكن من الافتعال مؤكدا أن الممثل يجب أن تكون لديه أداة جسدية تعمل بإحساس من السلاسة ولكنها قادرة على التوتر حينما يريد لها الممثل أن توتر وقادرة على ألا تتوتر عندما يريد لها الممثل ذلك. .وما بين تلك الإرادتين ثمة مساحة للتدريب والتمرين اليومي والبروفة ضمن خطة الورشة.  

وأبرز الدكتور فاضل الجاف «دور المعاهد المسرحية في الدول الأوروبية في تطوير الفعل المسرحي» من خلال ندوته التالية التي حققت رصدا فاعلا لأهمية الدراسة الأكاديمية في العالم الأوروبي مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنهجية في تلك المعاهد تعتمد على التطوير الدائم لمفردات التواصل مع المشاهد بما يضمن تطوير الخبرات والملكات تباعا وفقا لأساليب ومناهج مسرحية لا تقدم حرفيا بل بما ينسجم ويتلاءم مع حركة الواقع.  

وبعد استراحة قصيرة أطل الفنان السوري جهاد سعد في تقديم ورقته الارتجالية «من النص الأجنبي - ورشة عرض مسرحي» متحدثا عن سيرته الذاتية وعلاقته مع المسرح محملا الذاكرة جهدا إضافيا في العودة إلى تفاصيل العرض المسرحي الأول الذي قدمه كخلاصة تجربة شاقة من الدورات والدراسات المتلاحقة.  

وانتهت ندوات اليوم الثاني بندوة أخرى قدمها المخرج المصري خالد جلال بعنوان من الورشة إلى العرض، وخالد جلال هو رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ومدير مسرح مركز الإبداع الفني منذ العام 2002 وهذا المركز كان حاضرا في حديث جلال عن موضوعه اذ تحدث مطولا عن تكون هذا المركز والنشاط الذي يمارسه والجهود التي يقدمها كأحد أهم المراكز الفنية المسرحية في القاهرة والمكان الذي يقدم خبرات مسرحية هامة للوسط الفني المصري مسرحيا.  

روح الأسطورة  

العرض المسرحي المستضاف ضمن فعاليات الملتقى كان جلجامش من تأليف وإخراج الدكتور سعدي يونس من العراق وتمثيله أيضا وهو عبارة عن مونودراما تحكي عن أسطورة جلجامش التي سبق وقدمت في قراءات إبداعية كثيرة منذ أن تم اكتشاف تلك الأسطورة.  

وإذا كانت الملحمة الأم تبين صفحات خالدة ورائعة في حياة شعوب بلاد الرافدين والمنطقة المحيطة بها فإن العرض الذي قدمه الدكتور سعدي لا ينطوي على التقاط روح تلك الأسطورة لجهة القبض على النتائج وتقديمها جاهزة على خشبة المسرح مما جعل الفعل المسرحي يضيع بين النتيجة والتمهيد له وحسبي ان الدكتور سعدي المنظر المسرحي المتميز خلال الندوات الفكرية، لم يقدم قراءة جديدة لتلك الأسطورة.

«سوبر ماركت» كوميديا ناقدة اختلفت حولها الآراء 

  افتتح موسم المسرح القومي السوري للعام 2008 بالعرض الكوميدي سوبر ماركت تأليف داريو فو وترجمة نبيل الحفار وإعداد وإخراج أيمن زيدان وذلك على مسرح الحمراء بدمشق، والنص مقتبس عن مسرحية «لا تدفع الحساب» للكاتب الايطالي داريو فو، حيث لائحة الأسعار الجهنمية في الـ «سوبر ماركت» التي لا يتحملها أصحاب الدخل المحدود فتضطر النساء لنهب حاجياتهن اليومية من الغذاء دون دفع أسعارها لكنهن يدفعن أثمانها غاليا مع توالي الأحداث.  

والمسرحية تعالج الكثير من قضايا المجتمع في إطار كوميدي شعبي يزاوج بين الأدب الراقي الذي يعري الكثير من شرائح المجتمع في قالب شعبي بهدف تقديم المسرح لشريحة واسعة من الجمهور. يذكر أن عرض سوبر ماركت قدمه زيدان ثلاث مرات على المسرح وعرض مرتين في تسعينات القرن الماضي فيما قدمته بعض المسارح الرديفة بإعداد مختلف.  

عرض هذه المسرحية جاء متزامنا مع احتفالية دمشق للعاصمة الثقافية العربية 2008، وكذلك مع تصريح للدكتور عجاج سليم مدير المسارح والموسيقى في سوريا قال فيه ان 40 بالمئة من ميزانية مديرية المسارح في سوريا تذهب للفنانين النجوم الموظفين في المديرية، دون أن يقوم هؤلاء بأي نشاط مسرحي خلال العام.  

وكان سليم قد استعرض خلال مؤتمر صحافي عقده سابقا في مسرح القباني بدمشق، خطة المسرحي القومي لعام 2008 والتي تبدأ بمسرحية «سوبر ماركت»، وتتضمن 12 مهرجانا مسرحيا موزعة على أغلب المحافظات السورية، تحوي حوالي 30 عرضا جديدا، إضافة إلى 22 ورشة عمل مسرحي في مختلف المجالات (إعداد ممثل- ديكور-إضاءة).  

وأكد سليم ضرورة تطوير القوانين الخاصة بالمسرح السوري، وخاصة فيما يتعلق بزيادة رواتب العاملين في المسرح، وتقديم الدعم المادي للفرق المسرحية الخاصة، إضافة إلى تحويل مديرية المسرح إلى هيئة عامة، تلافيا للمعوقات الإدارية التي تحول دون إنتاج بعض العروض المسرحية.  

وأعلن عن تشكيل مجموعة أصدقاء دعم المسرح من الكتاب والصحافيين والمهتمين بالمسرح بدعم من جمعيات المجتمع الأهلي، داعيا إلى تشكيل لجنة تعمل على دراسة سوسيولوجية للجمهور السوري، والسبل الكفيلة بإعادته للمسرح.  

وفي رسالة قوية للقائمين على المسرح في سوريا وجه أيمن زيدان خطاباً نارياً ضد المؤسسة الثقافية الرسمية. مطالبا المسرحيين بألا يراهنوا على الحماسة بعد الآن، لأنه رهان لم يعد كافياً ولا ممكناً، معتبراً أن مشكلة بعضهم تكمن في تعنّتهم تجاه رؤاهم، في وقت يسود الجهل المطبق بالصيغ القادرة على إعادة الجمهور إلى الصالات. لكنه لم يلبث أن انفجر، وكأن ما قاله لم يثلج صدره.  

وكشف زيدان أن مسرحيته كادت تتوقف، إذ قرر مع بقية الممثلين قبل وقت قصير من افتتاحها، الاستنكاف بعدما علموا أن الموازنة المرصودة لحملتها الإعلانية هي50 ألف ليرة سورية (ألف دولار تقريباً). استهجن كيف يحدث ذلك في حين أن أجر موظف في مهرجان سينما، وفي بلد ليس فيه سينما، يصل إلى مليون ليرة ! لكن بعد تدخل وزير الثقافة، سوّيت الخلافات وارتفعت موازنة الحملة الإعلانية.  

وفي سياق هجومه، اعتبر زيدان أن طريقة تعاطي المؤسسات الرسمية مع الفنان (محزنة)، مشيراً إلى أن شروط العمل في التلفزيون ليست أكثر إنسانية. ويقول عن ذلك: دخلت والممثل الكبير سلوم حداد إلى التلفزيون السوري، وخرجنا منه، كقطين في محل جزّار، في إشارة إلى مقابلة تلفزيونية معهما حيث قوبلا بمعاملة غير لائقة من المسؤولين هناك، في وقت تتباهى فيه هذه المؤسسة وغيرها بانجازات الدراما السورية مع أن لا يد لهم بها ولا بما تحققه. لم يبتعد أيمن زيدان في مسرحية سوبر ماركت عن سياقات عمله السابقة.  

فقد عاد إلى المسرح ليعدّ مسرحية كوميدية ويقدمها، مصطحباً ممثلين أساسيين عملوا معه في التلفزيون (شكران مرتجى ومحمد حداقي وفادي صبيح ومعهم أسيمة أحمد وحازم زيدان وطالب عزيز). فاختلفت حول مسرحيته الآراء ولكن البعض اعتبرها بداية مشجعة لمسرح يعاني من الكبوات والنهوض المتعثر والطموح الدائم.   

الإسرائيلي آفي مغربي يعرض فيلمه في رام الله ... «لأجل عين من عيني»... ثنائية الجلاد والضحية  

مئة دقيقة كانت كافية للمخرج الاسرائيلي آفي مغربي ليقدم فيلمه الوثائقي «لأجل عين من عيني» الذي يطرح فيه مجموعة كبيرة من القضايا التي قد تثير كثيرين حول الفكر الذي ينشأ عليه الاطفال اليهود في اسرائيل وما يتعرض له الفلسطينيون من اذلال وقهر. وعرض الفيلم في قاعة المركز الثقافي الفرنسي - الالماني في رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

أهدى مغربي المعروف بمواقفه المناوئة لسياسة حكومته فيلمه الذي عرض للمرة الاولى امام جمهور فلسطيني على رغم انه انتج قبل 3 سنوات لابنه الذي رفض الخدمة في الجيش لئلا يقتل. ويعرض الوثائقي ما يتعرض له الفلسطينيون من اذلال على الحواجز وعلى بوابات الجدار الذي بنته اسرائيل حتى يسمح لهم بالوصول الى ارضهم.

ويزخر الفيلم بمواقف انسانية صعبة ترى فيها امراة عجوزاً تنظر عند احدى البوابات المقامة على الجدار المشيد على الاراضي الفلسطينية وتقول: «منذ أربع ساعات وأنا اقف هنا بانتظار ان يفتح جنود الاحتلال البوابة لأذهب لزيارة ابنتي في الجهة الاخرى من الجدار». ويواصل مغربي تصوير هذه المرأة من دون ان يذكر اسمها والى جانبها عدد من الرجال بانتظار فتح البوابة. تزداد اللحظة تأثيراً عندما تبدأ المرأة في البكاء وهي تقول: «الموت احسن من هذه الحياة، القبر افضل من هذه الحياة». يمزج المخرج الاسرائيلي بطريقة معبّرة بين تنشئة الاطفال اليهود وما يستمعون اليه من اساطير حول قصة جبل المسادا وشمشون العملاق وما يتعرض له الفلسطينيون. ويعرض الفيلم قصة المسادا اكثر من مرة من خلال دروس يستمع اليها الاطفال الاسرائيليون في المكان ذاته الذي يعتبر اليهود ان القصة حدثت فيه على جبل مطل على البحر الميت.

يستمع الاطفال باهتمام كبير في كل مشهد تستحضر فيه القصة التي تتلخص في ان مجموعة من اليهود لجأوا الى هذا الجبل عام سبعين ميلادية وبعدما حاصرهم الرومان لمدة عامين فضلوا الانتحار على تسليم انفسهم. ويقدم المدرسون في تلك المشاهد التسجيلية عرضاً مفصلاً لهذه القصة وكيف قرر اليعازر بن يائير، كما تروي القصة، الموت على الاستسلام. ينتقل المخرج بين تلك المشاهد التي يتلقى فيها الاطفال الاسرائيليون شرحاً حول بطولة اليهود الذين حوصروا في المسادا وقصة شمشون صاحب القوة الخارقة الذي كان يقتل ثلاثة آلاف شخص بضربة واحدة وكيف هدم المعبد الذي لجأ اليه على نفسه وعلى الفلسطينيين البالغ عددهم ثلاثة آلاف ليموتوا جميعاً وبين ما يتعرض له الفلسطينيون على الحواجز الاسرائيلية.

ويرافق مغربي الفلسطينيين في اكثر من موقف ويتحدى الجنود الاسرائيليين ويواصل التصوير، ولأنه اسرائيلي يساعده ذلك في ما يبدو في كثير من المواقف على تحدي الجنود ليظهروا له قراراً قانونياً بمنعه من التصوير.

ومن بين تلك المواقف الكثيرة التي يقدمها مغربي في فيلمه مجموعة من الشبان محتجزين على احد الحواجز في مدن الضفة الغربية: اثنان منهما يقفان على حجر عقاباً لهما، وعندما يسألهما لماذا يقفان هكذا؟ يقول احدهما: «لانه نظر الى الخلف». فالنظر الى الخلف بحسب تعليمات الجنود ممنوع.

ويترك المخرج الاسرائيلي مساحة واسعة لصديق فلسطيني له لا تظهر صورته في الفيلم بل يسمع صوته عبر اكثر من مكالمة هاتفية بينه وبين المخرج وقال في احداها: «الاجراءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين تدفعهم نحو التطرف فيصلون الى حد لا يصبح هناك من فارق بين الموت والحياة». مشاهد كثيرة يقدمها المخرج... تارة لمستوطنين يهود يحتفلون في كهف شمشون ودروس لاطفال عن المسادا وأخرى حول معاناة الفلسطينيين المستمرة.

وينتهي الفيلم بلقطة يظهر فيها مدرّس اسرائيلي وهو يشير الى علم اسرائيل ويقول: «انظروا ها هو علم اسرائيل يرفرف. اين ذهب الرومان؟ ابحثوا عنهم في كتب التاريخ».

مليون دولار لإنتاج أفلام ترتقي بعلاقة المسلمين بالغرب 

قالت هيئة ترعاها الأمم المتحدة وتدعم التعريف بالحضارات إنها ستنشئ صندوقا برأس مال قدره 100 مليون دولار لإنتاج أفلام تعزز الوئام بين الغرب والعالم الإسلامي، وسط شكوك -لدى أعضاء بالهيئة- حول قدرة الثقافة على تحقيق ذلك. 

وكانت إسبانيا وتركيا أسستا الهيئة التي أطلق عليها "تحالف الحضارات" بعد عام من تفجيرات قطارات مدريد بهدف الارتقاء بالحوار بين الحضارات والأديان، لكن التحالف تعرض لانتقادات وصفته بأنه لا يفعل شيئا عدا الكلام. 

وقال التحالف في أول اجتماع يعقده منذ إنشائه عام 2005 إنه سينتقل من الكلام إلى الفعل من خلال إنشاء صندوق لتمويل إنتاج وتوزيع أفلام تسعى للنهوض بالتفاهم والاحترام بين الحضارات. 

ومن بين هؤلاء الداعمين رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون وموقع "يوتيوب" لتبادل ملفات الفيديو على شبكة المعلومات الدولية "إنترنت" والشركة التي أنتجت فيلم آل غور التسجيلي "حقيقة مزعجة".

لكن بعض المندوبين في التحالف -الذي يضم أكثر من 80 عضوا ويعمل تحت رعاية الأمم المتحدة- عبروا عن شكوك بشأن مدى التأثير الذي قد تحدثه الجماعة من خلال التركيز على الثقافة وحدها.

وفي هذا الخصوص قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن "الصراعات تاريخيا كانت دائما بسبب المياه والأرض والموارد الطبيعية والفقر، لا يمكننا حل الصراعات من خلال النقاش والحوار الثقافيين". 

ورأى آخرون أن تغيير السياسة الخارجية الأميركية وإتاحة مجال أوسع لنجاح مساعي تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي من شأنهما أن يكونا أكثر فعالية في النهوض بالوئام بين الإسلام والغرب من أي أفلام تتسم بحسن النية. 

وقال وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس "للأمم المتحدة ركيزة تتعلق بالسلام والأمن وأخرى خاصة بالتنمية الاقتصادية وثالثة معنية بحقوق الإنسان، لكنها تحتاج أيضا ومنذ فترة طويلة لركيزة ثقافية تقوم على الحوار والتسامح ويمكننا توفير تلك الركيزة".  

بعد عامين من المنع ... مصر تجيز عرض مسرحية «بلاد في المزاد» لجلال الشرقاوي

أخيراً وبعد عامين كاملين من المدّ والجزر، أجازت اللجنة العليا للتظلمات في المجلس الأعلى للثقافة المصرية، عرض مسرحية «بلاد في المزاد».

وهي المسرحية التي سبق أن رفضتها جهتان دفعة واحدة، جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والبيت الفني للمسرح (مسرح الدولة) الذي رفض إجازة العرض بسبب فكرته الجريئة وموضوعه الذي ينتقد نظام الحكم في مصر في شكل غير مسبوق في أي عمل مسرحي.

وتندرج مسرحية «بلاد في المزاد»، من تأليف محسن الجلاد وإخراج جلال الشرقاوي، تحت خانة الكوميديا السياسية. ويدور موضوعها كما يؤكد مؤلفها حول دولة تعاني من الفقر والظلم والمجاعة، بل ومن ديكتاتورية الحاكم، بسبب كثرة السرقة والاختلاسات، فتتراكم عليها الديون وتعلن هذه الدولة إفلاسها، فيعرض الحاكم الجزء الشمالي منها للبيع في مزاد علني وبالفعل يتم بيعها.

وفي الوقت الذي يتوقع الجميع منه تسديد الديون المتراكمة على الدولة، يستولــي على الأموال لنفسه ويوزع منهــــا علــى الفاسدين من المسؤولين الذين يحيطون به ولا يتورعون عن نهب أموال هذا البلد وظلم أهله بكل السبل والوسائل...

ويؤكد جلال أنه عرض نص المسرحية على «البيت الفني للمسرح»، ففوجئ بعدم إجازة عرضها. وفي الوقت ذاته ظلت حبيسة أدراج الرقابة شهوراً طويلة. وتضاعفت دهشته بعد معرفته بأن سبب عدم إجازتها يعود الى ما اعتبره البعض إساءة الى النظام الحاكم في مصر، على رغم ان موضوعها كما يقول: «لا علاقة له بمصر أو نظام الحكم فيها».

ويضيف أنه «من المستحيل وجود وجه تشابه بين الموضوع والاحداث الحقيقية»، وهو ما دفعه للتقدم بها الى لجنة التظلمات التي أنصفت المسرحية بالفعل.

الجعايبي يخوض رحلة وجودية علاجية في فيلم 'جنون'

 تم  بقاعة السينما "افريكار" بالعاصمة تقديم العرض الأول لفيلم "جنون" للمخرج الفاضل الجعايبي بحضور عدد كبير من الإعلاميين والفنانين وأحباء الفن السابع. هذا الفيلم هو النسخة المصورة سينمائيا للمسرحية التي تحمل نفس العنوان والمقتبسة من قبل جليلة بكار والفاضل الجعايبي عن "يوميات خطاب فصامي" لناجية الزمني يتعلق الأمر بفيلم روائي يستغرق 105 دقيقة من إنتاج مؤسسة فاميليا سنة 2006 بمساهمة مؤسسة الإذاعة و التلفزة التونسية ومساندة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث.

يروى الفيلم قصة لقاء استثنائي يجمع بين أخصائية في العلاج النفساني و"نون" وهو شاب منحرف وأمي فضلا عن انه مصاب بانفصام ومنحدر من عائلة وفيرة العدد.

يعرض الفيلم حالة التسكع الذهني للمريض والتي تحيل فجأة على واقع من الانفصام الاجتماعي لازم "نون" فهل تستطيع أخصائية العلاج النفسي مساعدته على إعادة تركيب كيان شخصيته المدمرة وتحقيق المصالحة بينها وبين الحياة.

وتتطور أحداث الفيلم بشكل سريع ويصبح "نون" مادة حية تشتغل عليها هذه الأخصائية في جهدها الرامي الى مقاومة سوء المعاملة التي يعاني منها المصابون بالأمراض العقلية.

الفيلم هو عبارة عن رحلة علاجية ووجودية خارجة عن المعتاد تدفع بحياتين عاديتين الى مصير تراجيدي الإخراج ظل ممسرحا كما هو الشأن بالنسبة للديكور ومع ذلك فان فيلم " جنون" هو أكثر من مسرحية وقع تحويلها الى فيلم حيث توفق الثنائي جليلة بكار والفاضل الجعايبي الى استغلال التأثير القوى للسينما من اجل تصوير حالة "الفرد" تحت وطأة التأثيرات الاجتماعية المتنوعة.

وقد اختار المخرج الفاضل الجعايبي العمل مع فريقه المعتاد على غرار الممثلين جليلة بكار ومحمد على بن جمعة وفاطمة بن سعيدان الى جانب صالحة النصراوى وعواطف الجندوبي وبسمة العشي وقيس العويديدي وكريم الكافي فضلا عن مشاركة رؤوف بن عمر ومحمد كوكة وصلاح مصدق.

يذكر أن هذا الفيلم وقع عرضه لأول مرة خلال أيام قرطاج السينمائية سنة 2006 ولاحقا في فرنسا وألمانيا سنة 2007.

مسرحية تحت الصفر تبث الأمل بقلوب العراقيين 

عرضت على خشبة المسرح الوطني في بغداد  مسرحية "تحت الصفر" للمخرج الشاب عماد محمد، التي تحض العراقيين على إذابة جليد اليأس والإحباط والتمسك بالأمل والحياة للخروج من آثار الحرب التي ألقت بظلالها القاتمة عليهم منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003. 

وتعتبر المسرحية أول عمل فني يعرض  منذ أكثر من ثلاثة أعوام بعد أن كان تقديم العروض يقتصر على الفترات الصباحية بسبب تردي الأوضاع الأمنية. وفي مؤشر على تحسن الوضع الأمني حضر العرض أكثر من 200 متفرج من المهتمين بالشأن المسرحي. 

وقال مخرج المسرحية "لا يمكن أن تبقى الحياة مجمدة تحت طائلة العوامل النفسية, ورسالة هذا العمل الدعوة إلى المضي قدما بسلاح الأمل لبناء الحياة بدلا من الاستسلام للإحباط النفسي والمعنوي". 

وأضاف "من المؤكد أن على الفنان أن يتعاطى مع الوضع الحالي الذي سببته ظروف الاحتلال وتقع عليه مسؤولية إبراز جوانبه السلبية, وبات عليه أن يقدم في الوقت نفسه البدائل والتوقعات عبر العمل المسرحي ليمنح الآخرين جرعة من الأمل للمضي بالحياة". 

كشف المعاناة

ويهتم المخرج الشاب عماد محمد بأن تكشف أعماله التي قدمها خلال الأعوام الأربعة الماضية معاناة العراقيين وانعكاس الأوضاع التي خلفتها الحرب عليهم ودفعتهم إلى العزلة والانزواء خوفا من المجهول والمخاطر. 

وعن سبب إطلاق تسمية "تحت الصفر" على هذا العمل أوضح محمد أن "حالة الجمود تشل حركة الإنسان وتفقده الأمل وتدفعه في الوقت نفسه إلى التشبث بالحياة والبحث عن عوامل التحدي والجرأة لكي تستمر الحياة دون توقف, هذه هي رسالة المسرحية". 

وقدم محمد -خريج كلية الفنون الجميلة عام 1999 وحاصل على دبلوم في الإخراج المسرحي من جامعة بغداد- أربعة أعمال مسرحية منذ العام 2003 هي "عودة أشيلوس" و"البيادق" و"مكانك أيها السيد" و"تحت الصفر". 

وقدم أدوار تحت الصفر الفنان المعروف عبد الستار البصري والشاب يحيى إبراهيم عضوا الفرقة القومية للتمثيل. ويجسد البصري شخصية رجل تقدم في السن حتى أصابه اليأس من الحياة وفضل العزلة بسبب الأوضاع السائدة, في حين يسعى إبراهيم الذي يجسد دور شاب لإخراج الرجل العجوز من عزلته. 

واعتبر المسؤول الإعلامي لدائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة عباس الخفاجي هذا العمل "خطوة مهمة نأمل أن تشق الطريق أمام عروض لاحقة تقدم في أوقات تكسر التقليد المتبع بتقديم العروض صباحا". 

وأعرب الخفاجي عن أمله بأن تشجع هذه المسرحية الفنانين على تقديم أعمال جديدة, "لكي يسترد المسرح العراقي عافيته بعد سنوات من الغياب والركود الذي شهدته خشبة المسرح العراقي". 

ويعتبر المسرح الوطني أكبر قاعة مسرحية في بغداد, تأتي بعده قاعة الرشيد التي دمرها الغزو الأميركي في أبريل/ نيسان 2003.  

 تحويل روايتين لبهاء طاهر الي افلام سينمائية

اعلن تحالف بين شركتي افلام باول انتاج سينمائي لهما بشراء حق تحويل روايتان للروائي المصري بهاء طاهر الي افلام سينمائية.

وقالت مديرة اعلام التحالف نجوي عبد الحميد ان "الشركتان وقعتا عقد شراء رواية (خالتي صفية والدير) ورواية (نقطة نور) وسيتم اعداد السيناريو للروايتين علي ان يبدأ تصويرهما خلال العام الحالي". واشارت الي ان "هذا يأتي ضمن الاهتمام بانتاج افلام مأخوذة عن روايات ادبية وهي التجربة التي انتجت ابدع افلام السينما المصرية في الستينات والخمسينات والسبعينات".

واكدت ان "كاتب السيناريو بلال فضل استطاع ان ينهي كتابة سيناريو الفيلم الذي يستند الي رواية +نقطة نور+ الذي رشحت لاخراجه المخرجة هالة جلال في اول فيلم روائي طويل لها".

وسيقوم كاتب السيناريو ناصر عبد الرحمن الذي عمل مع المخرجين يسري نصر الله ويوسف شاهين وخالد يوسف بكتابة سيناريو رواية "خالتي صفية والدير". وكانت هذه الرواية قدمت قبل عشرة اعوام في مسلسل تلفزيوني حمل الاسم نفسه وقام ببطولته ممدوح عبد العليم وبوسي. ومن المتوقع ان تقوم المخرجة اسماء البكري باخراج هذا الفيلم.

معارض فنية

فن تطويع الخردة بطريقة الانتخاب والجمع 

  شهدت صالة «السيد» للفنون التشكيلية بدمشق معرضاً عربياً لفن تطويع المعادن، شارك فيه 23 فناناً وفنانة ينتمون لأربع دول عربية هي: سورية، السعودية، الأردن.. وفلسطين.  

ضم المعرض 48 عملاً فنيا مجسماً (كتلة في فراغ) ومسطحاً نافرا منفذة جميعها من المعادن والخردة، بطريقة الانتخاب والتطويع والجمع بوساطة اللحام، وهي مختلفة الحجوم، متعددة الصيغ، متباينة الأسلوب. فبينها التشخيصي التمثيلي، والتعبيري الإيمائي، والسوريالي، والتجريدي، وجلها نفذ بطريقة إعادة التدوير للنفايات الصناعية المعدنية الصلبة والخردة، في تشكيل أعمال فنية متفاوتة القيمة الفنية التشكيلية والتعبيرية.  

ذلك لان بين الأعمال المعروضة ما هو مدروس، وفق أسس وقوانين العمل النحتي، كالتوازن الجيد، والحركة المعبّرة في الفراغ، وتوافق وانسجام العناصر والأشكال، وقوة الإيحاء. ومنها ما هو بدائي وعفوي، ينزع نحو التمثيل الحركي البسيط، دون تمثيل سليم وصحيح، يقيم العمل الفني ومقوماته وخصائصه، اذ اكتفى أصحاب هذه الأعمال، بتجميع ما وصلت إليه أيديهم من الخردة، ثم قاموا بتجميعها على هيئات واقعية تمثيلية، دون الاهتمام بالبناء التشكيلي، أو البناء الجمالي التعبيري.  

لاشك أن هذا المعرض، يجمعه لكل هذه الأعمال المنفذة من مادة واحدة، ولكل هذا العدد من الفنانين التشكيليين العرب، يشكل ظاهرة لافتة، غير أن استخدام النفايات الصلبة والخردة وتدويرها في أعمال فنية، فهو أمر معروف ومطروح منذ عقود طويلة، في الحركات الفنية التشكيلية العالمية.  

وهي إحدى التقانات الصعبة والشائكة، إذ يلزمها إلى جانب الموهبة، الخبرة والمقدرة الجسدية، فالفنان هنا يتعامل مع مادة عنيدة، ما يجعل الخيارات أمامه قليلة وصعبة، وبحاجة إلى كثير من البحث والتأمل والدراسة، قبل الشروع باستنهاض تشكيلات فراغية منها: منسجمة ومتوافقة شكلاً ومضموناً.  

المكتبة العامة الاسترالية تقيم معرضا عن مساهمة المسلمين في تشكيل استراليا 

اقامت المكتبة العامة الاسترالية  ولأول مرة معرض صور عن رعاة الابل والجمال المسلمين الذين قدموا الى استراليا في القرن التاسع عشر تحت عنوان (رواد الداخل..جمالو استراليا المسلمون) ..

ومن المعروف تاريخيا ان حوالي 2000 جمال و 15 ألف جمل قدموا من افغانستان وباكستان الى استراليا في منتصف القرن التاسع عشر.

ورغم ان هؤلاء الجمالين قدموا من عدة بلدان مسلمة فانهم عرفوا عموما ب (الجمالين الافغان) الذين ساهموا في كشف اسرار الصحراء ومد خطوط اتصال بين المدن الاسترالية الداخلية والسياحية وبين المستعمرات والمناجم.

وقال المسؤولون عن المعرض ان مشاركة الجمالين المسلمين اغفلت بشكل كبير ولم تنل الاهتمام الذي تستحقه وهو ما يعتبر السبب الاساسي وراء اقامة المعرض.

وقال مدير المعرض فيليب جونز ان الجمالين ساهموا في أبراز حملات استكشاف الاراضي الاسترالية البكر بدءا من حملة بيرك آند ويلس عام 1860 وفي اغناء التطور الحضاري والاقتصادي في استراليا.

وقال جونز ان ذكر الجمالين لم يرد بشكل كبير في الوثائق التي كتبت في تلك الفترة ولم ينل الجمالون المسلمون ما يستحقون من الثناء على مساهماتهم في فترة الاكتشافات البطولية رغم ان المذكرات التي كتبت خلال تلك الرحلات تؤكد ان ما انجزه هؤلاء الرجال يضعهم في مصاف المستكشفين.

وأضاف ان المسلمين الذين قدموا الى هنا في تلك الفترة قدموا حياتهم وجهدهم لهذا البلد مبينا ان المعرض سيمكن الجمهور من معرفة العلاقات التاريخية بين استراليا والدول الاسيوية.

وتزايدت اعداد المسلمين الافغان تدريجيا حتى وصل تعدادهم عام 1881 الى ما يقارب الستة الاف شخص وكانت مدينة (ادلايد) في جنوب استراليا مركز تجمع لهم حيث اسسوا هناك اقدم المساجد الاسلامية المعروفة حتى الآن ومنها مسجد (بيرث) الذي اسس عام 1910.

وشارك هؤلاء الافغان في مد السكك الحديدية داخل استراليا ولا يزال الخط الذي يربط بين اديلايد في الجنوب واليس سبرينغ يسمى (غان) نسبة الى الافغان الذين اسهموا في بنائه.

كما ساهم هؤلاء في مد خطوط التلغراف الهاتفية بين ادلايد وداروين.

معرض تشكيلي ببغداد يستعيد الذاكرة العراقية 

نظمت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في العاصمة بغداد معرضا يعيد إلى الذاكرة حقبة زمنية شكلت ذروة هذا الفن، وذلك بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس هذه الهيئة على يد نخبة من الرواد مطلع العام 1956. وتشارك أعمال حوالي مائتي فنان في المعرض.

وقال قاسم السبتي -نائب رئيس الجمعية- إن العدد الكبير من الفنانين من رواد وشبان مشاركين في هذا المعرض يعتبر دليل عافية الفن التشكيلي في العراق وتواصل أجياله وإصرار الفنان على تحدي كل أوجه العنف الذي دفع بالكثير إلى مغادرة البلاد ودفع ثمنه البعض الأخر حياتهم حسب تعبيره.

وكان الفنان الراحل خالد الجادر وراء انبثاق هذه الجمعية في إطار نقل الفن العراقي إلى الأفاق العالمية لإخراجه من الإطار المحلي، وأيد الفكرة كل من الفنانين عالية القرغولي ونزيهة سليم ومحمد مكية وزيد صالح ورفعت الجادرجي وفرج عبو وآخرون.

وأكد السبتي أن "المشاركة الكبيرة واللافتة في المعرض تعكس عافية الفن العراقي وتحديه لكل أوجه الدمار والعنف". وأضاف "صحيح أننا شعرنا بالاختناق خلال الأعوام القليلة الماضية التي تلت الاحتلال بسبب الأوضاع السائدة لكننا تمكنا من إخراج أنشطة فنية عدة توجت بهذا المعرض".

ورأى السبتي في تنوع التجارب المختلفة للفنانين المشاركين بالمعرض ووقوف الشباب إلى جانب الأسماء التاريخية "خطوة حيوية لا سيما أن بعض الشبان اثبت قدرات إبداعية نالت إعجاب الكبار". ومن الأسماء الواعدة باقر الشيخ وأسعد الصغير وأحمد نصيف وإيمان الشوك وغيرهم. 

توثيق مسيرة

وكشف السبتي -الذي تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة عام 1980- أن الشهرين المقبلين سيشهدان ظهور أول كتاب يوثق مسيرة أكثر من مائة فنان عراقي ويقع في 250  صفحة سيصدر باللغتين العربية والإنجليزية وهو الأول من نوعه الذي يتطرق إلى فرسان الفن وإرثهم الإبداعي.

وشكلت البيئة والتراث مرجعا لغالبية الأعمال المعروضة، كما عكست بعض الأعمال الأخرى المخزونات الشخصية لدى الفنان باستنادها إلى الذاكرة. وبرزت أيضا بين أعمال الرسم لوحات للفنانين الراحل جميل حمودي ورافع جاسم.

وضم المعرض 132 لوحة تنوعت فيها التجارب والمخزونات الشخصية للفنانين في مقدمتهم نوري الراوي وسعد الكعبي ونوري بهجت وسعد الطائي وسالم الدباغ وإسماعيل الخياط وبهيجة وأسماء أخرى لها ثقلها الفني على الساحة التشكيلية في العراق.

وضم أحد أجنحة المعرض 55 عملا نحتيا أنجزت في فترات مختلفة للفنانين طالب مكي ومحمد غني حكمت وقاسم الغريري وموفق مكي وغسان الفلوجي والراحل فريد حسين الذي قضى نحبه العام الماضي نتيجة تفجير انتحاري استهدف أحد مقاهي بغداد. 

أربعون عاما 

ولفت التشكيلي نوري الراوي بعمله الفني الجديد وأسلوبه التجريدي الانتباه إذ جسدت لوحته ما تعانيه مسقط رأسه راوة بعد أن أبرز دلالاتها الجمالية في أعماله السابقة على امتداد أكثر من أربعين عاما. 

ويعد الراوي ذو الأربعة والثمانين عاما أحد كبار الفنانين التشكيليين في العراق.

وحضرت الأعمال الخزفية في المعرض الذي ضم 18 تركيبة لفنانين عدة بينهم سعد شاكر وماهر السامرائي وشنيار عبد الله وأكرم ناجي وأحمد الهنداوي ورجاء حداد وآخرون.

يذكر أن مطلع خمسينيات القرن العشرين شهد ظهور بعض التجمعات الفنية بينها جماعة "الرواد" لمؤسسها الراحل فائق حسن و"بغداد للفن الحديث" للراحل جواد سليم وجماعة  "الانطباعيين" لحافظ الدروبي.

وكانت هذه التجمعات تندرج ضمن محاولة إبراز الفن العراقي لتخطي الحدود المحلية إلى الآفاق الخارجية. وتعرض مقر الجمعية الحالي الواقع في ناحية الكرخ لعمليات نهب وتخريب احتلال العراق عام 2003 وأتلف الكثير من الأعمال المعروضة والوثائق الخاصة بفنانين عراقيين.   

عرض كنوز افغانية

تعرض في واشنطن في شهر ايار (مايو) المقبل مجموعة من الكنوز الفنية القديمة الخاصة بأفغانستان، من مقبض خنجر محفور عليه دب من سيبيريا إلي نقود معدنية يونانية عثر عليها في مدينة تدعي إمرأة القمر. من المتوقع أن يتنقل المعرض في جولة وطنية علي مدي17 شهراً، حسبما أعلنت الجمعية الجغرافية الوطنية والمعرض الوطني للفنون.

يهدف هذا المعرض الذي يستمرّ عرضه في واشنطن حوالي أربعة أشهر قبل الانتقال إلي متاحف في نيويورك وسان فرانسيسكو وهيوستن، إلي تقديم لمحة نادرة عن حضارة أفغانستان التي كانت مزيجاً إبداعياً من الثقافات علي مدي قرون قبل تحولها إلي ساحة قتال ضروس خلال الحرب الباردة بين الغرب وضحيةً لقمع حكم طالبان.

وتعد الأشغال اليدوية النفيسة تثقيفية بقدر ما هي جميلة وتمتد هذه الآثار التي استخرجت من أربعة مواقع مختلفة علي فترة ثلاثة آلاف عام، بدءاً من العام 2500 قبل الميلاد خلال العصر البرونزي وتضم تصميمات ومخطوطات وصورا من ثقافات متعددة بعيدة كالهند والصين وروما.

وتطغي علي المعرض التحف المصنوعة من الذهب، كأوعية مزينة بزخارف خاصة في أفغانستان وبلاد الرافدين ونقود معدنية مسبوكة في العصر اليوناني الباكتري التي تعود إلي القرنين الأول والثاني قبل المسيح وتاج علي شكل أزهار مع أوراق متداعية وحزام يزن أربعة باوندات عليه تصاميم لرجل يمتطي ظهر وحش أسطوري. كما يضم عروشاً وأرجل طاولات مصنوعة من العاج الهندي المزين بالنقوش وقطعاً زجاجية من روما وحليّ مصنوعة من أحجار الفيروز الأفغانية المحلية.

إبراهيم غزالة يتجول في طبيعة «البر الغربي»

  أقيم في قاعة بيكاسو بحي الزمالك في القاهرة معرض للفنان إبراهيم غزالة بعنوان «الأقصر وأسوان» والذي اعتاد فيه على الرسم من الطبيعة مباشرة متخذاً الأماكن والبلدان موضوعاً لمعارضه، فعبر عن اليمن، البوسنة، تونس، أوكرانيا، ودول أخرى بريشته، وتبرز مجمل لوحاته الجمال بإحساس صادق، وفى معرضه الأخير تأثر بالطبيعة الخلابة الموجودة في منطقتي «البر الغربي» و«القرنة»، وقرية غرب سهيل النوبية بأسوان.  

وحول جديده قال غزالة: أتبنى مشروعاً بعنوان «مصر في عيون مصرية» مع مجموعة من الفنانين ونقوم بتسجيل انطباعاتنا في أعمال فنية، سيتم طباعتها في كتيبات وبوسترات ستكون في متناول جميع أفراد الشعب، من خلال ارتياد الأماكن التاريخية والجغرافية المتميزة في مصر بأكملها شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، كما سنقوم بعمل معارض جوالة يمكن أن يشاهدها معظم أفراد الشعب في جميع المحافظات.  

وحول تأثير الطبيعة على تجربته قال: إنني أحب الطبيعة جداً، ورسالتي هي السعادة والتفاؤل ولفت نظر الجمهور إلى جماليات الطبيعة والحياة، وعندما أكون بداخلها أكون أكثر سعادة وتفاؤلاً وتألقاً، فهي أكثر طاقة سعادة في الدنيا. وأرسم اسكتشات أيضاً سريعة من الطبيعة، ومن أهم الأماكن التي تأثرت بها جنوب مصر واليمن. وطبيعتهما متشابهة، بينما الضوء هو أكثر ما جذبني في الأقصر.  

ملتقى دولي في الكويت لابراز عراقة الفنون الاسلامية والنهوض بها 

احتضنت الكويت (ملتقى الكويت الدولي الثالث للفنون الاسلامية) في مسجد الدولة الكبير سعيا منها الى النهوض بالفنون الاسلامية ورعايتها وجعلها جزءا مهما من حياة المجتمع.

كما ان ملتقى الكويت يبدي اهتماما بالجانب الفني والجمالي للفنون الاسلامية الذي يتجلى في الخط العربي والزخرفة الاسلامية والتطبيقات العملية للفنون الاسلامية.

وفي هذا السياق قال رئيس مركز الكويت للفنون الاسلامية الفنان التشكيلي فريد العلي ان 23 دولة عربية واسلامية شاركت في معرض الملتقى لهذا العام من خلال 15 ركنا عرضت اعمال قرابة سبعين خطاطا ومزخرفا وحرفيا وباحثا.

واضاف ان مؤسسات عالمية عدة متخصصة في مجال الفنون الاسلامية اسهمت في الملتقى باعمال فنية متنوعة مثل الخط العربي والزخرفة الاسلامية على الخشب والسيراميك والرسم على الماء (الابرو) اضافة الى كتابة الخط العربي باسلوب صيني وهي الكتابة بطريقة اشبه ما تكون بالخط الصيني.

واوضح ان ما تميز به المعرض لهذا العام هو وجود جناح عائلي للاطفال والنشء يهدف الى تنمية مهارات الخط عند النشء وتحفيزهم على الاهتمام بالخط والفن الاسلامي ورعاية المتميزين منهم اضافة الى ركن للخط العربي بأنامل نسائية تنفرد به دولة الكويت اذ شهد هذا الركن مشاركات من شتى انحاء العالم.

واشار الى ان ركن الرسم على الماء (الابرو) لاقى اهتماما ملحوظا واقبالا كبيرا من الزوار اضافة الى الرسم باسلوب صيني مشيرا الى ان المعرض لاقى اقبالا من ضيوف البلاد من كل من دولة قطر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الذين اتوا خصيصا للاطلاع على محتويات المعرض.

حوار بين ثلاث مدارس لفن البورتريه في سويسرا 

يعتبر فن البورتريه أحد أنواع الرسم التي ينظر إليها الفنانون على أنها معقدة، لاعتمادها على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه.

ويرى النقاد أنه كلما برع الرسام في توضيح تفاصيل الشخصية وفهمها المشاهد، كلما كان العمل ناجحا، ويتبارى الرسامون لتقديم أفكار جديدة لإثراء هذا الفن الذي يعود إلى بدايات التاريخ.

ويقدم متحف الفن في لوغانو جنوبي سويسرا في موسمه الشتوي، مقارنة بين ثلاث مدارس تخصصت في فن البورتريه، قال إنها "تمثل توجهات مختلفة أثرت مسيرة هذا النوع من الرسم في القرن العشرين" حيث جمع أعمال أربعة من الفنانين الذين لعبوا دورا في تطوير البورتريه في القرن الماضي.

المدرسة الأولى من أعمال الروسي ألكسي فون غافلينسكي (1864-1941) والثانية للوحات الفرنسي هنري ماتيس (1869–1954)  والثالثة تضم أعمالا لكل من السويسري فرديناند هودلر (1853-1918) والألماني وليام ليمبروك (1881- 1919).

خطوط سحرية

ويقول مؤرخو الفن أن غافلينسكي "ظهر كأحد المبدعين في فن البورتريه، إذ جاء في فترة كانت المدرسة الكلاسيكية التعبيرية هي الغالبة على هذا المجال، حيث حرص كبار الرسامين في القرن التاسع عشر على تجسيد ملامح الوجه والشخصية بالتركيز بدقة على الملامح بواسطة الألوان والظلال". 

في حين اختار غافلينسكي أن يستخدم الخطوط الأساسية في الوجه، التي توضح سماته وبعض خصوصياته بقلم الرصاص من دون ظلال، فالبنسبة له لا يهم أن تعرف من هو صاحب الصورة، بقدر ما يمكنك التعرف على شخصيته، إن كان سعيدا أو حاد الطباع، رجلا كان أو امرأة.

وفي المرحلة الثانية من مسيرة غافلينسكي مع البورتريه، بدأ باستخدام الألوان، ولكن في مساحات كبيرة على الوجه، دون أن تكون أداة لتفصيل الملامح، وإنما لتحديد زوايا الضوء وإعطاء الأبعاد الدرامية المناسبة على اللوحة، فنجح بالخطوط ومساحات الألوان في توضيح سمات الوجه الأفريقي والآسيوي والقوقازي على سبيل المثال.

بورتريه متحرك

في المقابل كانت مدرسة البورتريه تتطور بريشة رسامين آخرين، مثل السويسري هودلر، حيث تشير اللوحات المعروضة له أنه كان يفضل ربط تفاصيل الوجه مع حركة الجسم، وهو ما يجعل أعماله بين البروتريه والجسم الكامل أثناء الحركة، مع الاهتمام بالمجال المحيط به.

وعلى الرغم من ظهور مدارس التكعيبية والتجريدية ومراحل من الفن التشكيلي في النصف الأول من القرن العشرين، ودخول تلك التوجهات على فن البورتريه، مثلما هو الحال في لوحات بيكاسو وغيرهم، إلا أن التوجهات التي اختارها المعرض للمقارنة بين تطور فن البورتريه، ركزت على تلك التي تعنى بالشخصية بشكل مباشر وليس عن طريق السريالية مثلا. 

ففي اللوحات التي قدمها المعرض بريشة ماتيس، يجد الزائر استخداما واضحا للألوان في تعابير الوجه، ولكن دون التركيز على التفاصيل الدقيقة، وتلعب الألوان هنا دورا هاما في تحديد بعض سمات الشخصية، لا سيما في منطقة العيون.

أما لوحات ليمبروك، فكانت مزيجا من البورتريه الكلاسيكي، مع التجديد في انسيابية الخطوط التي كانت العامل الأساسي في جميع لوحاته المعروضة، والتي كان يستعين بها حتى في الظلال وتصوير خلجات الوجه، بدلا من المساحات الملونة. 

برلين تستضيف معرضا مجريا لروائع الفنون الإسلامية

يتواصل بنجاح المعرض المقام حتى السابع عشر من فبراير/شباط الحالي بمتحف الفنون الإسلامية في العاصمة الألمانية برلين لمجموعة من المقتنيات النادرة للمستشرق المجري الشهير وخبير التحف الأثرية العالمي أدموند أونغا. 

ويضم المعرض 112 قطعة فريدة من مجموعة أونغا المقدرة بأكثر من 1500 قطعة مسجلة في معظم دوائر المعارف الدولية، وتعد من أشهر المجموعات الشخصية للفنون الإسلامية في العالم. 

وقد ولد أدموند أونغا في بودبست عام 1918، وتعود منذ طفولته على الاستمتاع بمشاهدة الرسومات الموجودة على قطع نفيسة من السجاد الشرقي، جلبها والده الذي كان من أشهر خبراء وتجار السجاد الشرقي في المجر وأوروبا. 

وسافر أونغا في سن العشرين إلى لندن حيث تخصص في دراسة الفنون والآثار الإسلامية وبدأ من هناك طريقة علمية منظمة في تكوين مجموعته خلال خمسين عاما بشرائها من أسواق ومعارض التحف العالمية ومن الأفراد.

وشارك أونغا المقيم حاليا في بريطانيا بأجزاء من مجموعته في عدد كبير من المعارض العالمية المتخصصة في الآثار الإسلامية، وتم إدراج المجموعة كاملة في معظم المجلدات المصورة الصادرة عن عدد كبير من كبريات المتاحف العالمية.

ديوان عثماني

وتمثل مقتنيات المعرض أهم القطع الموجودة في مجموعة أدموند أونغا، وتقدم صورة متكاملة لجماليات فنون الحضارة الإسلامية في دوراتها المختلفة خلال الفترة من القرن الأول الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري. 

ويضم المعرض مجموعة من المصاحف والمخطوطات والمسكوكات، وقطعًا معدنية ومنمنمات وتحفًا من السيراميك والكريستال الجبلي تعود إلى مراحل مبكرة من التاريخ الإسلامي، ولوحات نادرة رسمها فنانون عرب وإيرانيون قبل عدة قرون، وقطعًا نفيسة من المنسوجات والأقمشة صُنعت في عصري الخلافتين الأندلسية والعثمانية. 

ومن أبرز المقتنيات المعروضة مصحف كبير كُتب عام 1330م في عصر الدولة المملوكية بمصر، ومجلد للقصائد العثمانية صدر عام 1600 هدية للسلطان أحمد الأول وكتب بحروف عربية مائلة ومذهبة، وفاقت رسومات الزينة الموجودة في صفحاته النصوص الشعرية. 

 ولفتت الأنظار بالمعرض لوحات صغيرة لفنانين عرب وأتراك من القرن الخامس عشر الميلادي من أبرزها لوحة من كتاب الملوك الإيراني (الشهنامة) تصور الهجوم على قلعة جانغ جيسها الأفغانية عام 1539م. 

كما ضم المعرض سلسة من التحف المعدنية بينها إبريق صُنع في العراق عام 800م من عدد من المعادن النفيسة وله فوهة على هيئة عصفور، وجاور هذا الإبريق آخر من النحاس المطلي بالفضة جاء من مدينة الموصل العراقية عام 1242م. 

وضمن مجموعة أونغا بالمعرض برز عدد من القطع المصنوعة من الكريستال الجبلي المصري مثل تحفة على شكل أرنب وزجاجة للعطور يعود تاريخهما إلى القرن الحادي عشر الميلادي. 

فنون عالمية

واعتبر مدير متحف برلين للفنون الإسلامية كلاوس بيتر هازا أن مقتنيات المعرض أظهرت محبة مالكها أدموند أونغا للفنون الإسلامية وخبرته الكبيرة فيها. 

 وأشار في تصريح له إلى أن مجموعة أونغا من الأنسجة والأقمشة الأندلسية والعثمانية تسد ثغرة موجودة في متحف الفنون الإسلامية في هذا المجال. 

وقال إن المعروضات دلت على البعد العالمي للفنون الإسلامية وأظهرت بشكل عام التقدم السياسي والإداري في دول الإسلام الكبرى التي جاءت منها.  

معرض يوثق لمحاولات رضا بهلوي نزع حجاب الإيرانيات 

يوثق معرض "كشف الحجاب بداية الغزو الثقافي"  لإجراءات حكومة الشاه رضا بهلوي في ثلاثينيات القرن الماضي في نزع حجاب المرأة الإيرانية.

ويخرج المعرض للعلن وثائق ومستندات لأول مرة توضح الأساليب التي انتهجت لدفع الإيرانيين رجالا ونساء بالقوة لتغيير طرق لباسهم والتوجه نحو الطراز الغربي. 

وكان الشاه رضا خان بهلوي يرى أن الحجاب الذي يطلق عليه الشادور باللغة الفارسية "سبب لتخلف الإيرانيات". وفي عام 1934 زار تركيا وعاد معجبا بمظهر النساء السافرات في الشوارع والأماكن العامة، وأصدر في العام نفسه قانونا ينص على نزع الحجاب وجعل من ذلك التاريخ يوما أسماه "يوم حرية المرأة".

فترة قاسية

وقالت مديرة الشؤون النسائية في محافظة طهران فرح ناز قندفروش إن المعرض الذي استمر أسبوعا جاء ليوثق للمرة الأولى "ما ارتكبه الشاه رضا خان من جرائم في حق النساء الإيرانيات".

وأوضحت أن المعروضات تشتمل على مستندات تاريخية وقرارات إدارية وتقارير حكومية تكشف عن فترة قاسية من تاريخ الحياة العامة في إيران، وأكدت قندفروش في افتتاح المعرض أن بعض الوثائق يحكي قصصا مؤلمة عن "وقاحة الشرطة في تطاولهم على النساء المحجبات".

وأشارت إلى مشاركة يهود ومسيحيين وزرادشتيين قدموا في المعرض أبحاثا حول لباس المرأة والعفة في الأديان المختلفة، واعتبرت ذلك ميزة تقوي نجاح المعرض.

وتظهر تماثيل ومجمسات على مساحة المعرض التي تصل إلى ألفي متر، الطرق التي كانت تتبع في نزع حجاب النساء في الشوارع والأسواق على أيدي رجال الشرطة. 

معارضة كبيرة

وتؤكد وثائق مؤسسة مطالعات تاريخ إيران المعاصر أن قانون رضا خان لنزع الحجاب لاقى معارضة كبيرة، وكانت السلطات تعمد لمعاقبة المسؤولين الذين يرفضون تطبيق القرار أو يرفضون اصطحاب زوجاتهم بدون حجاب لحضور الحفلات والمناسبات المختلفة.

ويشير الباحث حميد بصيرت منش إلى أن التصميم على نزع حجاب الإيرانيات اتخذ بداية شعارا لحرية المرأة. ثم بدأت تصدر إشارات إلى أن الحجاب يقف أمام تحررها، حتى وصل الأمر إلى إصدار القانون الذي يفرض نزعه بالقوة وما تلاه من إجراءات، ولكن هذا القانون قوبل بمواجهة واسعة من رجال الدين وعارضه مسؤولون في الدولة وصحف انتهى بها الأمر إلى الإغلاق.

فرق الإرشاد

وفي المقابل أفردت في المعرض مساحة خاصة بفرق الإرشاد التابعة للأمن العام في الجمهورية الإسلامية للدفاع عن خطة "الأمن الاجتماعي" والتصدي لمظاهر "الحجاب السيئ".

وتدافع الشرطة الإيرانية عن إجراءاتها هذه بالقول إن عدم الالتزام باللباس الشرعي يقف وراء الكثير من "التجاوزات والتحرشات" التي تتعرض لها النساء في الشوارع ويزيد من نسبة الجريمة. 

مصر تشارك فى مهرجان الفنون المعاصرة بمدريد

تشارك معارض فنية من مصر و33 دولة مختلفة فى الدورة السابعة والعشرين من مهرجان الفنون المعاصرة الدولى بمدريد المقام فى الفترة من 13 إلى 18 شباط/فبراير المقبل.

وصرحت مديرة المهرجان لورديس فيرنانديث فى تقديم مهرجان الفنون المعاصرة لعام 2008 أن البرازيل هى ضيفة الشرف لهذه الدورة والتى تبلغ ميزانيتها 7 مليون يورو.

وحسب المصادر المنظمة للمهرجان فإن 295 معرضاً فنياً من 34 دولة سوف تشارك فى المهرجان بزيادة 24 معرضاً عن العام الماضى ، وتشارك إسبانيا بـ 73 معرضاً.

وأضافت فيرناندث أن إدارة المهرجان قد تلقت 600 طلباً من كافة أرجاء العالم واختارت منها المعارض المشاركة التى تستوفى الشروط المطلوبة.

وتعتمد المعايير المطبقة لاختيار المعارض الفنية المشاركة على خمسة معايير أساسية وهى قيمة المعارض ومشروعاتها وفنانيها، وبرامجها التى نظمتها خلال العام ومستوى الأعمال المشاركة وقيمة المعرض داخل السوق الدولية.

وبدوره صرح ممثل معارض البرازيل الفنية فى مهرجان عام 2008 باولو سيرخيو دوارتى فى مؤتمر صحفى أن "المهرجان" يمنح آفاقاً جديدة" لمستقبل الفن المعاصر" على مستوى العالم.

وأضاف أن أن اختيار الفنانين لم "يتأثر بأى اتجاهات فنية أو لغات" مما سوف يسمح للجمهور بالإطلاع على "فنون متنوعة".

ويمثل مصر فى مهرجان الفنون المعاصرة بمدريد مركز الصورة المعاصرة بالقاهرة وهو مبادرة مستقلة لمجموعة من الفنانين وبدأ أنشطته عام 2006. 

معرض رام الله تحت الحصار، حضرت اللوحات وغاب الرسامون 

افتتح في رام الله بالضفة الغربية معرض الفن التشكيلي "غزة تدور حول نفسها" بمشاركة عشرة فنانين من قطاع غزة لم يتمكن أي منهم من الحضور بسبب الحصار المفروض على القطاع.

وقال فيليب بولونيي مدير المركز الفرنسي الالماني الذي عمل على احضار اللوحات من غزة في حفل الافتتاح هذا المعرض في رام الله ضمن مشاركة غزة في مهرجان الليلة البيضاء الذي يقام سنويا في باريس الى جانب اربعين مدينة في العالم غزة واحدة منها".

وتقيم باريس ومعها اربعون مدينة اخرى في العالم مهرجانا سنويا تفتح فيه المتاحف والمعارض مجانا امام الجمهور اضافة الى حفلات فنية تقام في هذه المناسبة. وقال بولونيي "يظهر اسم غزة بشكل بارز على الملصق الذي يضم اسماء المدن المشاركة في هذه المهرجان".

وتشارك غزة في هذا المهرجان هذا العام للسنة الثالثة على التوالي بالعديد من الاعمال الفنية.

واضاف "وبسبب الحصار المفروض على غزة قررنا هذا العام وللمرة الاولى ان ننقل المعرض الى الناس هنا في رام الله ونابلس والقدس وبيت لحم حتى يتمكنوا من رؤية الاعمال الفنية لفنانين من غزة".

وتجسد عشر لوحات تقرر ان تكون جميعها دائرية رؤية كل فنان من هؤلاء للواقع الذي يعيش فيه ونظرته الى العالم.

وقالت الفنانة التشكيلية مها الداية التي تشارك بلوحة في المعرض وهي عبارة عن قطع من القماش المختلفة الاحجام يصل بين اثنتين منها خيط "هذه اللوحة تحاول الربط بين مدينة الازياء (باريس) من خلال الاقمشة وبين خلفية اللوحة التي تمثل بحر غزة".

واضافت "انني اشعر بالحزن لعدم تمكني من المشاركة علما اننا نشارك في بعض المعارض من خلال الفيديو كونفرنس (الدوائر التلفزيونية المغلقة) الذي يتيح التواصل بشكل اكبر ولكن ان نتمكن من عرض لوحاتنا في مدن الضفة الغربية فهذا انجاز كبير".

وتبرز في المعرض لوحة كتبت عليها احرف مبعثرة باللون الابيض على خلفية سوداء ووسطها كلمتي الحياة والموت والتي قال عنها الفنان التشكيلي محمد الحواجري عبر الهاتف إن "اللونان الاسود والابيض يعكسان التناقض بين الحياة والموت والشكل الدائري يمثل ان الموت والحياة معا يدوران في هذه الدائرة".

واضاف "شعوري غير مكتمل وانا لا استطيع المشاركة في افتتاح معرض اشارك فيه بلوحاتي".

وفيما يتعلق بعنوان المعرض "غزة تدور حول نفسها" قال "نريد ان نترك لكل زائر للمعرض ان يحلق في هذا الفضاء وينظر الى غزة التي يعرف الجميع اوضاعها من حيث يريد".

ويعكس المعرض ابداعات فنية فهناك لوحات تتحدث عن الامومة والطفولة واخرى عن التناقض في المجتمع من خلال رسمين لامرأة متبرجة واخرى تضع النقاب اضافة الى لوحة قسمت الى نصفين اسود وابيض ويتوسطها خط كتبت عليه غزة.

وقال الفنان التشكيلي محمد مسلم الذي يشارك بلوحات تبدو فيها خطوط الوان كثيرة يبرز فيها اللون الابيض "هذه اللوحة شيء من عالم التجريد".

واضاف "هذا المعرض رسالة ان غزة تشهد حركة فنية شابة تحاول ان تجد لها مكانا في عالم الفن ولدينا مشاركات في معارض دولية".

وقال محمود ابو هشهش مدير برامج الثقافة في مؤسسة عبد المحسن القطان "جزيل الشكر للمركز الثقافي الفرنسي الالماني الذي يتيح هذا التواصل مع ما ينتجه جيل الفنان الجديد في غزة. هذا يشكل ادنى نوع من التواصل".

 اعمال لبنانية متنوعة بين الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي

  افتتح معالي في خيمة الضيافة بمركز دبي المالي العالمي معرض الفن التشكيلي «حكايات لبنانية ... رحلة فنية عبر الزمن»،  بمشاركة ثلاثة آلاف عمل فني تمثل كافة المدارس والتيارات الفنية الحديثة والمعاصرة في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي، ويعد واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والفنية الفريدة من نوعها التي تنظم في الإمارات والمنطقة.  

وأخذ المعرض متذوقي الفن الراقي في رحلة عبر عقود من الفن التشكيلي اللبناني الحديث والمعاصر من خلال لوحات نادرة ومتنوعة بريشة فنانين كبار أمثال صليبا الدويهي، وإيلي كنعان، وإيفيت أشقر، وهرير، وحسن جوني المدرجة أسماؤهم في قاموس الفن العالمي «بينيزيت» ومن الرسامين المشاركين في المعرض أيضاً يوسف عون، ومنصور هبر وراشد بحصلي.  

يذكر أن معرض «حكايات لبنانية ... رحلة عبر الزمن» يعد البداية التي اختارتها تمارا إنجا لإطلاق سلسلة من العروض تحت عنوان «حكايات عربية» والتي تنقل مراحل عدة من مسيرة الفن التشكيلي العربي. وبمناسبة إقامة المعرض تعلق إنجا قائلة: «أنا سعيدة وفخورة جداً لأنني استطعت أن أنقل للمجتمع الفني في دبي أعمال عدد من أهم الرسامين اللبنانيين. وأنا واثقة بأنني سأنشر عبر سلسلة «حكايات عربية» الفن العربي التشكيلي في مجتمعنا العربي، على أمل أن أرقى به نحو المنطقة وبقية العالم.  

وتضيف إنجا قائلة: «يلقى الفن العربي الحديث والمعاصر رواجا كبيراً في الفترة الراهنة متصدراً العناوين على الساحة الفنية العالمية، حتى باتت منطقة الشرق الأوسط ساحة لسباق محموم - بين دور المزادات العلنية الرائدة أمثال كريستيز وسوذبيز - لتنظيم المزادات والمعارض والدورات التدريبية.  

والفنانون التشكيليون اللبنانيون على اختلاف مدارسهم هم من ابرز الفنانين العرب وأكثرهم انتشارا عبر العالم. وذلك يعود إلى الدور الذي لعبه لبنان كجسر بين الشرق والغرب، كما أن جغرافية لبنان الخاصة تركت أثرا كبيرا في لوحات رساميها فتمكنوا من نقل الروح العربية في أشكال وألوان أهم ما فيها أنها مفهومة ومقبولة عالميا».  

ويضم المعرض نحو 75 لوحة تشكل رحلة عبر الزمن تنطلق من بداية القرن الماضي مع أعمال الرسام إيلي كرم، الحائز على جوائز عديدة لتحلق مع لوحات حسن جوني الواقعية التي تنقل نبض حياة المدينة اللبنانية في القرن التاسع عشر، ثم تنتهي مع ملصقات (كولاج) راشد بحصلي وأسلوب تعبيره المتموج والهش.  

هذا إلى جانب مجموعة نادرة وثمينة تضم ثماني لوحات بريشة الراحل صليبا الدويهي الذي يعد رائد الفنانين التشكيليين العرب من دعاة الحداثة والذي تعرض لوحاته بشكل منتظم في متاحف عالمية كمتحف الفن الحديث في نيويورك MOMA ومجموعة الروكفيللير الخاصة.

«تحية إلى جواد سليم».. معرض تشكيلي في معهد الشارقة للفنون 

  افتتح في معهد الشارقة للفنون بمنطقة الشويهين معرض (تحية إلى جواد سليم) للفنانة رشا عدنان الحسيني وهي إحدى طالبات المعهد المواظبات على الاشتغال الإبداعي.  

وفي هذا المعرض تعكس رشا الحسيني إلى جانب الوفاء لشخصية إبداعية كبيرة في التشكيل العربي، التطورات التي حصلت في تجربتها والمقدرة التقنية التي تبرزها هذه الأعمال الخزفية المستوحاة من تجربة الفنان العراقي الرائد جواد سليم وبخاصة نصب الحرية الذي حاول جواد أن يمزج فيه المأساة بالتطلع إلى المستقبل والانفعال بالحياة عبر فن يمثل جوهر حضارة الإنسان في تلك المنطقة والاستناد إلى فن النحت المستمد من صرامة وقوة الشكل السومري الممتلئ بهدوء الطبيعة السومرية، مولداً في السطح النحتي إلى جانب الذاكرة الثقافية الملامح المعاصرة للإنسان المعاصر في مواجهة قضاياه.  

وتستلهم رشا الحسيني الكثير من مفردات جواد سليم لحاجتها الروحية للتعبير عما يمر به بلدها، وبصورة فنية غاية في التركيز تعود إلى جوهر انتمائها للفن بهذه المجموعة من الأعمال التي تمتلك لغة تبشر بمولد فنانة تضيف إلى الإبداع إبداعاً، وللتواصل طريقاً يمر عبر بلاغة التعبير وحكاية الإنسان إلى ملحمة الحرية. يذكر أن جواد سليم (1921 ـ 1961) يعتبر من أشهر النحاتين في تاريخ العراق الحديث، ولد في أنقرة لأبوين عراقيين واشتهرت عائلته بالرسم فقد كان والده الحاج سليم وأخوته سعاد ونزار ونزيه فنانين تشكيليين.  

نال جواد وهو بعمر 11 عاماً الجائزة الفضية في النحت في أول معرض للفنون في بغداد سنة 1931. درس النحت في باريس عام 1938 ـ 1939 وفي روما عام 1939 ـ 1940 وفي لندن عام 1946 ـ 1949. رأس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة ببغداد حتى وفاته في 22 يناير 1961. أسس جماعة بغداد للفن الحديث. كما أنه أحد مؤسسي جمعية التشكيليين العراقيين.

 وضع عبر بحثه الفني المتواصل أسس مدرسة عراقية في الفن الحديث. فاز نصبه (السجين السياسي المجهول) بالجائزة الثانية في مسابقة نحت عالمية، وكان المشترك الوحيد من الشرق الأوسط، وتحتفظ الأمم المتحدة بنموذج مصغر من البرونز لهذا النصب.  

في 1959 شارك مع المعماري رفعت الجادرجي والنحات محمد غني حكمت في تنفيذ نصب الحرية القائم في ساحة التحرير ببغداد وهو من أهم النصب الفنية في الشرق الأوسط، ولجسامة المهمة ومشقة تنفيذ هذا العمل الهائل تعرض إلى نوبة قلبية شديدة أودت بحياته في 23 يناير عام.

افتتاح معرض (عبقرية ليوناردو دافنشي) في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي   

 خمسة قرون وأكثر مضت على وفاة الفنان الايطالي ليوناردو دافنشي بينما آثاره الفنية والعلمية لا تزال وجهة أنظار العلماء والفنانين والباحثين باعتباره عبقرية فذة مرت على تاريخ الانسانية.

ولم يكن دافنشي (1452-1519) فنانا ورساما صاحب خيال فني وحسب انما كان ملما بعلوم الرياضيات والهندسة والفيزياء وكان مبتكرا لكثير من المخترعات الحديثة وواضع لبناتها الأولى ولعل اختراع الطائرة الحديثة كان ثمرة رسوماته لشكل الطائر التي رسمها على طريقة تحاكي حركة الطير.

وتتجلى هذه العبقرية في معرض (عبقرية ليوناردو دافنشي) الذي افتتح  في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي برعاية السفير الايطالي لدى الكويت جورجيو دي بيتروجياكومو وحضور وكيلة وزارة التعليم العالي الدكتورة رشا الصباح ورئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري عبدالعزيز البابطين.

وأعربت الدكتورة رشا عن سعادتها لمشاهدة هذا المعرض الجوال على أرض دولة الكويت متوجهة بالشكر الى السفير الايطالي والى مكتبة البابطين على احضار المعرض الى الكويت.

وأشارت الى العبقرية الايطالية في اثراء تاريخ البشرية في كثير من الابداعات العلمية والفنية والأدبية على مدى عصور عدة.

وقالت "أثناء دراستي للغة الايطالية في جامعة بارما في ايطاليا تمعنت كثيرا بالسير الذاتية لعباقرة ايطاليا سواء في عصر النهضة أو في العصور الأخرى ممن اسهموا بشكل كبير في حياة البشرية ".

وان كانت لوحتا (الموناليزا) و (العشاء الأخير) حظيتا بشهرة واسعة لدى كثير من الناس اضافة الى أعماله الفنية الأخرى فان أعمال دافنشي لاسيما العلمية والهندسية والفيزيائية لم تنل شهرتها ان لم تكن قد نسبت الى غيره.

واشتمل المعرض على مجسمات وشاشات عرض لاختراعات دافنشي ومخطوطاته في مجالات عديدة والتي كان لها الأثر في الاكتشافات العلمية المختلفة مثل (الباراشوت) و الطائرات المروحية وغيرها.

  تقارير

على المثقفين أن يتوقفوا عن ممارسة رغباتهم الذاتية التي تثير الغثيان

جوزيف حرب : الفصحى لا تزال لغة المعاني الأدق و المشاعر الأعمق 

  الشاعر جوزيف حرب من ألمع الشعراء العرب المعاصرين الذين يملكون حساً مرهفاً وحدساً صادقاً.. عرفته عامة الشعب العربي من خلال كلماته العذبة الرقيقة التي شدت بها ساحرة الغناء الفنانة الكبيرة فيروز، وعرفته الخاصة من خلال أعماله الشعرية التي رفعته الى مصاف كبار الشعراء العرب المحدثين.  

ومن هذه الأعمال: «شجرة الأكاسيا» عام 1984 و«مملكة الخبز والورد» عام 1991 و«الخصر والمزمار» عام 1994 و«السيدة البيضاء» عام 2000، وله ديوانان بالمحكية اللبنانية هما: «مقص الحبر» عام 1995 و «سنونو تحت شمسية بنفسج» عام 2004. وبعد انقطاع طويل عن النشر، صدر له ديوان شعري بعنوان «رخام الماء»، وهناك ديوان جديد قيد الطبع.. التقت «البيان» الشاعر جوزيف حرب في القاهرة، وكان الحوار التالي:  

ـ لماذا هذا الانقطاع الطويل عن نشر دواوينك ؟  

ـ بالإضافة إلى ديوان «رخام الماء» هناك قصائد عن لبنان أفكر في نشرها الآن، ولي منطقي الخاص في تأخير نشرها، فالشعر يجب أن يستمر عندما تتوقف البنادق عن الكلام، والمثقفون يجب أن يتوقفوا عن ممارسة رغباتهم الذاتية، فكل هذه الممارسات تثير الغثيان..  

ـ ترأست اتحاد الكتاب اللبنانيين .. فما رأيك في الاتحادات العربية عامة، ودورها الذي يشير إليه ويتهمه البعض بأنه تعجيز الكتاب والأدباء لا تعزيزهم؟  

ـ أولاً: اتحاد الكتاب اللبنانيين ليس اتحادا رسميا، وإنما اتحاد حر لا علاقة له بالسلطة، ثانيا: إن اتحادات الكتاب في الدول العربية مرجعها هو السلطة لأن إنشاء هذه الاتحادات، وطبيعة ممارساتها تعود إلى مفهوم كونها مؤسسة رسمية، أما اتحاد الكتاب اللبنانيين فلا يأخذ إذنا من السلطة في كل ما يفعله، وليس بكاتب تقارير.  

وأعتقد أن أهم صيغة لاتحاد الكتاب هو الاتحاد نفسه بحيث يكون مستقلا، وفي نفس الوقت مدعوما من الدولة بدون أن يكون لها الحق في التدخل في أنشطة الاتحاد، أيضا يكون للاتحاد حرية التصرف في الأموال بما فيها أن ينفق ماديا ما تقدمه الدولة على نقد السلطة.  

ولكن هذا الاتجاه غير موجود، ونحن في لبنان نعاني غياب القدرة المادية على تنشيط دور الاتحاد كاتحاد مستقل، ولسوء الحظ تدخلت في مصيره أحزاب كثيرة فكثفت من وجود مثقفيها، فأصبح الاتحاد مهمشا وخرج منه الكثير من الكتاب والشعراء بسبب هذا التدخل الحزبي، وكانت المرحلة التي ترأست فيها الاتحاد شاهدا على ذلك.  

ـ قصائدك تبقى مسرحا للأسئلة الوجودية .. كيف ولماذا؟  

ـ الأسئلة الوجودية من طبيعة الشعر، فالشعر مسرح للسؤال لا الجواب، والشاعر في حيرة دائمة، وحالة من الاكتشاف الدائم والسفر الدائم أيضا، ولا يستقر على شاطئ، ولعله الصورة التي تعبر بشكل حقيقي عن الروح البشرية، كما إن هذه الروح مصابة تاريخيا بحالة من القلق، وتظل أسئلتها بإجابات ليست نهائية، وهنا الفرق بين الشعر والدين، فالدين أوجد لنفسه أجوبته النهائية .. أما الشعر فلم يزل في حالة السؤال.  

ـ هناك صراع دائم بين الفصحى واللهجات المحلية، لكنك انتصرت للهجة اللبنانية (المحكية) حيث ظهر هذا جليا من خلال قصائدك الأخيرة .. فهل سيدوم هذا الانتصار على حساب الفصحى؟  

ـ أنا أكتب الفصحى والمحكية، وأعتقد أنني لم أنتصر للهجة اللبنانية على الفصحى فقد لازمت بينهما منذ بداية كتاباتي، وربما انصرفت للفصحى وجاءت طباعة دواويني بالمحكية متأخرة قليلاً، وهناك قلة من الشعراء يتقنون الكتابة الشعرية بالفصحى والمحكية.  

بينما الأكثرية تكتب إما بالفصحى وإما بالمحكية فقط ، وعندما أكتب الفصحى تصاب المحكية لديّ بحالة هجاء، وكذلك تمحو المحكية الفصحى عندما أمارس الكتابة بها، لكنني أرى أن الفصحى لا تزال لغة المعاني الأدق والمشاعر الأعمق، وكثيرا ما تنعكس صيغة الكتابة الجمالية في الفصحى على صيغة الكتابة الجمالية في المحكية فتبدوان وجهين لعملة واحدة.  

ـ المطالع لقصائدك يشعر فيها بالحزن والشجن، لماذا هذه السوداوية ولماذا هذا الألم والشجن؟  

ـ ليس هناك ما يسمى بالشجن أو غير الشجن بل هناك الحياة وانعكاسها على روح الشاعر، وإذا كان الشاعر بجزء منه ينتمي إلى بيئة ما فأنا بصراحة أنتمي إلى بيئة مصابة بمرارات كثيرة وحسرات وهزائم.  

تبين لنا أن ليالي هذه الأمة إنما هي ليال طوال، وعندما يشعر أي شخص والشاعر تحديدا بكل هذا فليس معناه أنه مصاب بالشجن، وإنما بانعكاس هذه الحالات على روحه الشعرية، والتي تحول هذه الحالات إلى خلفية غير مرئية للكتابة الشعرية، فتارة فلسطين ممزقة وتارة العراق والصومال ولبنان، والأمة إما أنها في حالة انتصار أو أنها في حالة ضعف .. فأين مدعاة السرور والتفاؤل والفرح؟  

المواقع الثقافية الالكترونية الجزائرية في فخ النمطية 

لم تعرف الساحة الثقافية في الجزائر انفجاراً «أنترنتياً» إن صح التعبير، في المعنى الذي اكتسح العالم بأكمله وتحول فجأة ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة شأنه شأن التلفزيون والراديو وأكثر. جاء الانترنيت بطيئاً وكأنه يزحف في البداية، تهيّب منه الجميع وحذر منه البعض كصيغة من صيغ الغزو الثقافي، مثلما كان الشأن مع الهوائيات المقعرة. ولكن في فترة قصيرة جداً صار المجال الأكثر حيوية وانتشاراً في أواسط شرائح كبيرة من المجتمع، خصوصاً الشباب الذين تعاطوا معه في شكل طبيعي كواحد من إفرازات مرحلة العولمة الجديدة التي تقرّب المسافات وتوسع من مجالات الحرية في التعبير والتأمل.

لم يخترق الكاتب والمثقف الجزائري هذا المجال بسرعة كما كان منتظراً منه، ربما لأنه تهيب من صورته الافتراضية، أي غير الواقعية في المعنى المادي، وظل متحفظاً من حيث لم يشعر بأهميته الواقعية ومدى تأثيره في عدد ممكن من القراء والناس. ولكن في السنوات الأخيرة بدأت تظهر بعض المحاولات المحتشمة لدى بعض الكتاب مثل الطاهر وطار الذي كان أول كاتب جزائري يؤسس موقعاً لجمعيته «الجاحظية». وعلى رغم أنه لم يجتهد فيه كثيراً على مستوى التصميم والشكل الجمالي، إلا أنه قدم فيه مادة تعريفية مهمة في ما يخص الأدب الجزائري المعاصر.

وخلال أزمة النشر المستفحلة منذ بداية التسعينات في الجزائر حتى على مستوى الصحف الجزائرية التي لم تكن تهتم كثيراً بالمادة الثقافية، مركزة اهتمامها على المادة الأمنية، نتاج المرحلة العصيبة التي عرفها البلد، برزت فرصة مواتية ليبحث الكاتب الجزائري عن طرائق لتصريف مادته الأدبية على بعض المواقع الأدبية العربية من دون التفكير في إنشاء مواقع محلية.

وحتى الساعة لم تظهر إلا بضعة مواقع تعد على أصابع اليد الواحدة مثل «أصوات الشمال» التي يديرها الصحافي مهدي ضربان أو «شظايا أدبية» التي يشرف عليها الأستاذ الجامعي حسن بن خليفة أو موقع «الراوي» المتخصص في السرد القصصي... والمؤكد أنه كلما زادت شريحة «الأنترنتيين» في الجزائر ازداد معها الاهتمام بالمواقع، بحيث تقدم معظم دور النشر على انجاز مواقع خاصة بها في هذا المجال. غير أن الملاحظة الأساسية تبقى في أن شكل المواقع يكاد يختلف في بعض «الرتوش» الصغيرة على مستوى التصاميم فقط، أما من حيث الجوهر فهي تقريباً تتشابه إن محلياً أو عربياً، من حيث ان مادتها الأساسية تبقى مادة منقولة من الصحف، ونادراً ما تكون مادة مخصصة لهذا الموقع أو ذاك، إلا في حالات قليلة جداً. والأمر يتعلق خصوصاً بالأسماء الأدبية الكبيرة التي ما زالت تؤثر الصحافة على الفضاءات «الانترنتية» ربما لأنها نشأت على ثقافة المكتوب والقراءة على الورق وليس على شاشة الكومبيوتر.

إنه هامش الحرية طبعاً وغياب الاكراهات السياسية، ما يجعل المواقع الثقافية اليوم تحتل مرتبة مهمة. وبقدر ما لهذه المسألة من أهمية، فهي سيف ذو حدين، إذ نجد الكثير من المواقع التي تفتح الباب واسعاً للتعليق على النصوص والمقالات، إلا أن التعليقات تغيب عنها روح المسؤولية وتتحول الحرية خطاباً للكراهية والحقد وتصفية الحسابات أكثر منها نقاشاً ثقافياً هادئاً وحواراً عقلانياً حراً.

تلعب المواقع الثقافية اليوم دوراً في أرشفة النصوص الأدبية والفكرية والفنية وتعطي الكاتب موقعاً رمزياً مهماً، وتحول البعض أيقونات حقيقية، وتميط اللثام عن مواهب أدبية همشت لسبب أو لآخر. وصار لها دور إعلامي بالغ التأثير، ولكن تبقى مع كل فوائدها الجمة في حاجة إلى تنظيم واختراق للتصور النمطي السائد اليوم، الذي أخذ شكلاً واحداً منذ البداية حتى الآن.

جرأة النشر وحرية التناول في الصحافة الإلكترونية 

عندما أطلق على الصحافة لقب "السلطة الرابعة" كان هذا اعترافاً وتصريحاً بأن الصحافة تقوم بدور أساسي في الوعي السياسي للشعوب، فقد تم وضعها في وضع المساواة مع كل من السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية، رغم أنها لا تقوم بأي دور من أدوار الثلاثة، إلا أن دورها هنا هو دور رقابي بالإضافة إلى تنمية الوعي لدى الناس بأمور حياتهم المختلفة، والتي تعتبر السياسة جزءاً أساسياً لا يتجزأ منها.

واستمر هذا الدور للصحافة منذ أن نشأت وإلى الآن، وإن كان هذا الدور يختلف من وقت لآخر ومن بلد لآخر، على حسب الظروف السياسية المحيطة والقوانين التي قد تحجم أو تكبل الحريات أو تمنحها، كما أن هذا الدور يختلف حسب الأنظمة العربية الحاكمة، ومدى تقبلها لحرية الصحافة ومقدار إتاحة المعلومات التي تمنحها للعاملين في هذه المهنة الذين يعانون كثيراً، خاصة داخل الدول العربية للحصول على المعلومات مما يضطرهم أحياناً للجوء إلى مصادر غير موثوق فيها، ومن ثم تأتي دائماً الأمور بما لا تشتهي الأنفس وتتسبب في نهايات ليست سعيدة في معظم الأحوال.

وتلعب الحكومات العربية دائماً لعبة الجذب والشد مع الصحفيين، فأحياناً ترخي لهم الحبل ليكتبوا ما يريدون وينتقدون دون أي خطوط حمراء أو خضراء، وخاصة مع الصحف الخاصة والمستقلة، ثم تتراجع مرة واحدة لتشد هذا الحبل مرة أخرى متوعدة ومهددة بأن القوانين لا تسمح بمثل هذا التعدي وأنه بموجب القانون يمكن أن يسجن أي صحفي تعدي أو تطاول بما لا يخدم النظام ويؤيده، وهو ما يحيلنا إلى الرجوع إلى القوانين أنفسها التي لابد أن تعدل قبل أن تنطلق الأقلام في حرية وتكتب وتقول ما تريد.

ورغم هذا الشد والجذب، ورغم وجود بعض الدول العربية التي تعاني من كبت الحريات الصحفية، ومنع أي كتابات ضد نظامها الحاكم، إلا أن التكنولوجيا والتطور الحادث في وسائل الإعلام استطاع التغلب على هذه الأزمة بشكل لم يكن يخطر على بال أي من العاملين في هذا المجال، أو من الأنظمة العربية الحاكمة نفسها.

تمثلت هذه التكنولوجيا الحديثة في إنشاء شبكة الإنترنت، ومن ثم استخدامها للعامة في منتصف التسعينات. هذه الشبكة استطاعت أن تحدث انقلاباً بكل المقاييس في عالم صاحبة الجلالة. لقد فتحت الأبواب المغلقة. تسللت إلى الأماكن الممنوعة. قفزت على القوانين واللوائح. استطاعت أن تكشر عن أنيابها لأي سلطة سياسية. استطاعت أن تعطي دوراً تعليمياً للعاملين في هذا المجال. تمكنت من تطوير الصحافة التقليدية بمفهومها الشائع. ولا أبالغ إن قلت إنها استطاعت أن تطور الصحافة المطبوعة نفسها رغم التنافس الرهيب بينهما.

تمثل ذلك في المواقع الصحفية والصحف الإلكترونية الموجودة على شبكة الإنترنت التي تمكنت من الجرأة في التناول وحرية النشر دون رقيب، بل والأهم أن القوانين العربية لم تكن مهيأة لهذه النقلة التكنولوجية الهائلة، وبالتالي لم تكن مستعدة لها بقوانين تكبل حرياتها، فكثير من القوانين العربية لا يمكن أن تطبق على المواقع الإلكترونية نظراً لأنها ذات كينونة جديدة ولابد من إصدار تشريعات خاصة بها.

حتى الرقابة التي تتم على المواقع الإلكترونية هي رقابة أمنية غير مسئولة وغير قانونية، بل إن إصدار المواقع الإلكترونية الصحفية وغير الصحفية لا يخضع لقوانين أو لوائح، بل إن الأمر في غاية السهولة حيث يمكن لأي فرد في العالم إنشاء موقعه الخاص بمجرد أن يدفع الدومين الخاص به ويحجز اسم الموقع ثم يبدأ في تصميمه بنفسه أو بالاستعانة بمتخصص، وبعدها يضع عليه المحتوى الذي يريده، ورغم أن هذه السهولة كان لها سلبياتها ومساوئها في الشبكة العنكبوتية إلا أن إيجابياتها أكثر بكثير في وجهة نظري.

الانقلاب الذي أحدثته المواقع الإخبارية الإلكترونية في نقل الأخبار السياسية وجرأتها دون وجود رقابة

لا شك أن المواقع الإلكترونية الصحفية أحدثت انقلاباً كبيراً فى عالم الصحافة، وأدخلت تطويراً فنياً وعملياً ليس فقط على مستوى القارئ بل على مستوى الصحفي نفسه، وفي مصادره الصحفية وكذلك في شكل الصحيفة وتناول المادة الصحفية بأشكالها المتعددة، ويمكن أن نقسم هذا التطور إلى عدة أقسام:

* تطور خاص بالصحفي

أصبح الصحفي مطالباً بتمكنه من الأدوات الحديثة من معرفة جيدة بالحاسب الآلى، وبقدرته على الكتابة بشكل جيد على أحد برامج الكتابة على الكمبيوتر، وعلى استخدام الإنترنت بشكل جيد، وأحياناً ببعض برامج الجرافيك لاستخدامها في إدخال صورة على الكمبيوتر وتعديلها من حيث الحجم والشكل لتناسب النشر على الإنترنت.

كما أنه يجب أن يكون لديه بريد إلكتروني يفتحه بصفة منتظمة ليطلع على رسائل القراء، وفي حالة عدم انتظامه في فتح هذا الإيميل غالباً يتم غلقه بشكل تلقائي من الشركات التي تعطي هذه الخدمة مثل الياهو والهوتميل ومكتوب وغيرها. وقد يخسر الصحفي الذي لا يرد على رسائل القراء على شبكة الإنترنت كثيراً حيث يفقد مصداقيته لدى القارئ، على العكس في الصحيفة المطبوعة حيث تصل أحياناً مئات الرسائل ولا يوجد الوقت لدى المحرر للرد عليها، والقارئ غالباً ما يكون قد نسي أنه أرسل رسالة بعد فترة من الزمن.

وهذا التفاعل مع القارئ يعد من أهم سمات الصحفي الذي يعمل على الإنترنت، حيث يكون على استعداد لتلقي أي رسائل تحمل آراءً مضادة لما كتب وتهاجمه، وعليه أن يتحمل بصدر رحب التنوع في الأفكار وحرية الرأي والرأي الآخر.

كما يتميز الصحفي الذي يعمل على الإنترنت بسرعة نقله للأخبار عكس الصحفي في جريدة مطبوعة حتى لو كانت يومية، فهو يقوم ببث الخبر بمجرد معرفته لينشر في لحظات معدودة لملايين من القراء، كما تعطيه التقنية الفرصة لتجديد الخبر كل فترة زمنية: ساعة أو نصف ساعة - حسب الظروف - وكتابة المزيد وتطورات الحدث أولاً بأول، مزوداً تقريره بالصور وقد تكون بلقطات الفيديو أحياناً، وإن كانت هذه السرعة أثرت على جودة الصياغة الخبرية وعلى التدقيق في صحة الإملاء وأخطاء النحو وخلافه، على حساب نشر الخبر ونقل الحدث باعتبار أن القارئ يريد أن يتعرف على ما يحدث دون اهتمام بالصياغة الجميلة وصحة اللغة.

وقد ظهر حالياً ما يسمى بالصحفي (الإنترنتي)، وهو الصحفي الذى يحرر الأخبار على شبكة الإنترنت فقط، ولا يعمل أصلاً في صحيفة مطبوعة، وهذا الصحفي أو الكاتب بشكل عام يعاني من مشاكل عديدة، فقد يكون على كفاءة مهنية عالية، ولديه مهارات لا تتواجد في صحفيين يعملون بالصحف الورقية، إلا أنه غير معترف به من جانب النقابات الصحفية أو الاتحادات لأنها كلها كيانات ما زالت لم تتواءم مع هذا التقدم والتقنيات الحديثة التي فرضت نفسها على كل شئ إلا على هذه الكيانات الروتينية الصماء.

ومن ضمن المزايا الهامة للصحفي على الإنترنت استطاعته القيام بحملة صحفية بشكل سريع ومؤثر جداً تبدأ بخبر وتتطور بعدها بمجموعة متتالية من الأخبار والتقارير من خلال ردود الفعل التي تأتي له تعقيباً على ما نشر سواء كانت هذه الردود من القراء أو من مسئولين أو غيرها، والحملة هنا قد لا تكون من خلال موقع إلكتروني واحد، ولكن يمكن أن تكون من عدة مواقع، بينما تظل الصحيفة الورقية تنشر في ملف صحفي عدة أسابيع من أجل إثارة قضية معينة قد لا تؤتي ثمارها، وهو ما حدث مع المدون المصري وائل عباس، عندما أثار قضية التحرش الجنسي التي حدثت في أيام عيد الفطر لعام 2006 وانطلقت على أثرها حملة صحفية على كل المواقع الإلكترونية تدين ما حدث، ثم بدأت بعدها الصحافة الورقية بعد أن استهلك الموضوع بحثاً على المواقع الإلكترونية لتتحدث عن هذه القضية.

* تطور خاص بالقارئ

اتفقت معظم الدراسات أن معظم مستخدمي الإنترنت من الشباب، وبالتالى فإن القارئ لدينا هنا غالباً من الشباب - مع عدم إغفالنا لباقي الفئات - فسوف نجد أن هناك تطورا حدث لقارئ الأخبار من حيث تلقيه للخبر، حيث أصبح لدى القارئ الفرصة لتمرير الخبر الذي يريده إلى العديد من أصدقائه بمجرد الضغط على زر واحد وهو "forward"، كما أن لديه الفرصة للتعليق بشكل مباشر على الموضوع، وينشر رده في نفس اللحظة، حيث تتيح العديد من المواقع كتابة التعليق على المكتوب في أسفل المقال أو الموضوع، وينشر الرد آلياً دون الخضوع لأى رقابة.

وتقوم بعض المواقع بتمرير الرد أولاً على مسئول التحرير حتى لا يتم نشر شتائم أو كلام منافٍ للآداب فقط، بينما تفضل مواقع أخرى النشر حتى لو به ما يخالف الآداب من أجل الحرية وعدم وضع رقابة بأي صورة من الصور.

ولأن الشباب غالباً يريدون الخبر السريع والملخص فقد وفرته هذه المواقع الإلكترونية، حيث دائماً ما ينشر الخبر بعنوان وفقرة واحدة أسفل العنوان تلخص الخبر مع كتابة كلمة (المزيد) لمن يريد الإطلاع على التفاصيل، وقد فتحت هذه الطريقة الباب لإرسال الرسائل الإخبارية على الموبيل SMS لتقدم كخدمة إخبارية من بعض المواقع الإخبارية أو من وكالات الأنباء، وهي وسيلة تجذب الشباب كثيراً لأنهم يقرأون عنوان الخبر فقط ويعرفون ما يحدث من حولهم دون الحاجة لخوض تفاصيل وقراءة الكثير من التقارير والتحقيقات.

كما أصبح القارئ لديه الفرصة أحياناً في نقل الخبر عندما يشاهد مظاهرة مثلاً أو موقف معين أو يطلع على حادثة رآها وصوَّرها بكاميرته الخاصة، فيقوم بنقل ما رأى بالصور وإرساله ليبث على الإنترنت، وهو ما يحدث كثيراً في فلسطين والعراق خاصة أثناء الحروب، حيث تعتمد المواقع الإلكترونية على الهواة في نقل الأخبار وبثها بثاً حياً.

وكثيراً ما تم نقل وقائع لأحداث فلسطينية أو عراقية من داخل الحرب من مشاهد لديه كمبيوتر محمول "لاب توب" وكاميرا رقمية "ديجيتال" قام بتصوير الحدث وكتبه ثم أرسله على الفور وتم نشره، كل ذلك في دقائق معدودة ليقرأه الملايين من كل أنحاء العالم.

ويتضح الفرق بين طبيعة التقنية الإلكترونية عن الورقية، حيث لا يزال قارئ الصحيفة الورقية ينتظر نشر تعليقه أو رده على مقال بالأيام أو الأسابيع، وقد لا ينشر في النهاية.

* تطور خاص بالخبر

لا شك أن سرعة تناول الخبر وبثه هي أهم ما ميز التطور الذي حدث مع مواقع الإنترنت الصحفية، إلا أن هناك ميزة هامة أخرى وهي إمكانية وضع لقطات فيديو معبرة عن الخبر، وهي ميزة لن تتوافر بأي حال في الصحافة المطبوعة، بل تتفوق على القنوات الفضائية الإخبارية، نظراً لإمكانية الإطلاع على الخبر في أي وقت، بينما ينتهي الخبر في القناة الفضائية بإذاعته، كما يمكن للقارئ الاطلاع عليه من الأرشيف حتى بعد مرور أيام أو شهور عليه، فالخبر لا يموت في الصحافة الإلكترونية، ويتميز النشر أيضاً على المواقع الإلكترونية بإمكانية تعديل الخبر وتصحيحه في حالة وجود أي أخطاء، وإضافة روابط له لها علاقة بالموضوع يمكن لمن يريد الإطلاع عليها.

ولا شك أن تناول الخبر على الإنترنت يتميز بحرية أكثر كثيراً من تناوله في الصحف الورقية، فلا يوجد أي رقيب يمنع أو يراجع، وحتى في حالة عمل (فلترة) أو حجب الموقع، كما تقوم بذلك بعض الدول العربية لبعض المواقع الإلكترونية، يتم عمل وسائل بديلة لتوصيل الخبر لقراء هذه الدولة، بوسائل عديدة ومنها إرساله من خلال الإيميل، أو وضعه على المنتديات، أو بثه من خلال المجموعات البريدية، وفي النهاية يتم تداول الخبر رغماً عن أي رقابة.

* تطور خاص بالمصادر الصحفية

لم تعد المصادر الصحفية هي فقط تصريحات الوزير أو وكيل الوزارة أو حتى أى مسئول، بل إن المواطن العادى أصبح مصدراً صحفياً، وهو تطور خطير أظنه أحدث انقلاباً في عالم الصحافة، فالمواطن هو المصدر، لأنه هو الذي يشارك في المظاهرة، أو لأنه هو صاحب الشكوى والمتضرر من مشكلة ما، بل قد يكون شاهد عيان على حدث معين.

لم تعد هناك مصادر محددة للصحفي يستقي منها أخباره، فقد تكون رسالة جاءت على الإيميل للمحرر يبدأ في البحث وراءها واستخراج قصة خبرية رائعة منها، وقد تكون تجربة شخصية لمواطن يتم بناء تقرير خبري عليها، وقد يتم الاستعانة بكتابة أخبار من بعض المدونات وذكر المدونة كمصدر.

* تطور خاص بالصحافة نفسها

خلقت المواقع الإلكترونية بتقنياتها المتعددة ما يسمى بصحافة (الميديا) حيث يرفق الخبر أو الموضوع بالصور وملفات الصوت، وملفات الفيديو، إضافة إلى تعليقات القراء كما ذكرنا، وإضافة الروابط ذات الصلة، مما جعل الصحافة تختلف كوسيلة إعلامية في مفهومها ليتوسع هذا المفهوم ويحتوي على عدد من الوسائل الإعلامية الأخرى، وهو ما لم يستفد منه أصحاب الصحف الورقية عندما صمموا مواقع لصحفهم على الإنترنت، فقاموا بنقل الصحيفة الورقية كما هي أو بعضها على شبكة الإنترنت دون استغلال التقنيات الهائلة على الشبكة، وكأنهم أرادوا مسايرة الموضة بأن يكون لصحيفتهم موقع على الإنترنت.

وقد جعل هذا التطور القنوات الفضائية تلجأ إلى عمل مواقع إخبارية على الإنترنت تسير بالتوازي مع القنوات الفضائية، وتقدم خدمة متوازية لا تقل أهمية للجمهور بل قد يتسع جمهورها عن الفضائيات التي قد لا تتمكن من الوصول إلى أماكن معينة في أنحاء العالم، تصل إليها شبكة الإنترنت.

كذلك سهولة تلقي ردود الفعل والتعليق من المشاهدين على الموقع، عنها في القناة الفضائية، وقد لجأت معظم الفضائيات الآن لكتابة (لمزيد من التفاصيل، وللتعليق على الأحداث يمكن زيارة موقع القناة على الإنترنت) مع كتابة عنوان الموقع، كما استطاعت استطلاعات الرأي أن تجذب المشاهدين إلى المواقع الإخبارية للإدلاء بآرائهم تجاه قضية من القضايا.

تقدم معظم المواقع الخبرية على الإنترنت خدمتها بلغتين العربية والإنجليزية، وفي بعض الأحيان بالفرنسية، مما يتيح نقل الخبر لقارئ الإنجليزية والعربية في نفس الوقت، وهى ميزة لا يمكن أن تتوافر في الصحافة المطبوعة أو حتى في الفضائيات.

ولا شك أن كل هذه التطورات المتعددة التي ذكرناها أثرت بشكل كبير في مستخدمي شبكة الإنترنت، وفي وعيهم السياسي. لقد قدمت لهم التنوع الذي يعشقه الشباب، وأعطتهم الفرصة للتواصل والتعبير عن أنفسهم والتعليق على الأحداث بلغتهم السهلة السريعة، والتقنيات اللازمة، فجعلت الشباب ليس فقط متابعاً بل مفكراً ثم مشاركاً في الأحداث من حوله، وقد ظهرت هذه المشاركات في التعليقات والمناقشات داخل المواقع، ثم تصاعدت في إرسال الأخبار ولقطات الفيديو، ووصلت للذروة عندما بدأ الشباب يتفاعل ويشارك في تكوين صحيفته الخاصة به من خلال (المدونات) التي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهو موضوع له حديث مستقل.

لقد كشفت شبكة الإنترنت أن جيل الشباب ليس جيلاً ساذجاً أو متخلفاً عن سابقيه كما يظن البعض، بل إنه يريد الفرصة ليثبت نفسه ويعبر عنها، لديه وعي وفكر ولكن لا يجد من يتبنى هذا الفكر وينمي هذا الوعي.

لقد أكد جيل الشباب من خلال وضعهم الحالي على شبكة الإنترنت أنهم الأجدر على القيادة التي لا يريد الأجيال السابقة أن تتركها لهم، لأنهم يملكون القدرة على مواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذي لا يستوعبه الكثير من الأجيال السابقة.

لقد كشفت شبكة الإنترنت عن محللين سياسيين، وعن كتاب مقالات ومعلقين على الأحداث الجارية، لم تكن ستتاح لهم الفرصة أن يظهروا لولا شبكة الإنترنت.

لقد كان عليهم أن ينتظروا دورهم كالعادة من أجل الحصول على فرصة، إلى أن تتعرض عقولهم للصدأ، ومن ثم يكتفون في جميع الحالات بالمشاهدة وبالجلوس على المقهى يخرجون كبتهم في أنفاس سجائرهم وتدخين الشيشة، أو بالهروب إلى دول أخرى أوروبية أو أميركية للحصول على الفرصة المناسبة التي لم تتح لهم في بلادهم.

التحرير على الإنترنت

يجب أن نلفت النظر إلى أن الصحافة الإلكترونية استطاعت أن تحدث انقلاباً ليس فقط في نوعية الصحافة، وفي سرعة تناقل الخبر، ولكن أيضاً في صياغة الخبر وشكله وطريقة تحريره من خلال:

- التركيز والاختصار: وهما السمة المميزة للخبر على الإنترنت.

- أهمية وجود الصورة الموضوعية بعيداً عن الصور الشخصية فقط.

- استخدام الجمل القصيرة في صياغة الخبر لأن قارئ الإنترنت دائماً يريد الانتهاء من القراءة بسرعة ولا وقت لديه للجمل الطويلة.

- طريقة عرض التفاصيل: وليس معنى الاختصار والتركيز أن الخبر لا يورد التفاصيل بل على العكس، فقد يعطي الخبر على الإنترنت تفاصيل كثيرة جدا ولها علاقة بأحداث سابقة أكثر مما يعطي الخبر المنشور في الصحيفة المطبوعة، ولكن يتم هذا على الإنترنت من خلال الروابط أسفل الخبر والتي يفتحها ويقرأها من يريد الاستزادة بالمعلومات.

- مع وجود صور كثيرة يتم وضع صورة واحدة معبرة، ويتم وضع باقي الصور في رابط مستقل يمكن لمن يريد أن يفتحه وينتظر خاصة أن الصور تأخذ وقتاً طويلاً في التحميل.

- إمكانية إضافة الصوت والفيديو مع الخبر لتضيف خدمة إذاعية، وأحياناً بثا حيا للأحداث مثلها مثل الفضائيات، وهو ما تطور فيما بعد وأوجد إذاعات الإنترنت وهو موضوع له حديث مستقل.

- التميز بوجود رد فعل سريع وفوري منشور من خلال القارئ الذي يمكنه في بعض الأحيان أن يكتب التعليق وينشر لحظياً أسفل الخبر أو المقال، مما يعطي ميزة هائلة لنشر الخبر إلكترونياً.

- عمل مقاييس لعدد قراء كل خبر أو موضوع على حدة، فمن خلال عداد القراءة يتعرف الكاتب الصحفي على اتجاهات قرائه، وأي من الأخبار يتم قراءتها أكثر، ومن ثم يمكن تعديل اتجاهات الصحيفة لتناسب قرائها.

- قياس الرأي العام وتحليله في عدد كبير من القضايا من خلال الاستطلاعات التي يقوم بها عدد كبير من المواقع وهى تتم بشكل إلكترونى فورى.

مواصفات الصحفي الإلكتروني

أقصد بالصحفي الإلكتروني من يقوم بتحرير أو المساعدة في تحرير الصحيفة الإلكترونية مهما كان شكلها ومكانها.

ومثلما أحدثت الصحافة الإلكترونية انقلاباً في الصحافة وتحرير الخبر، قامت بنفس الشئ مع صانعي الأخبار ومحرريها، فقد أصبح هناك الصحفي الإلكترونى وهو الصحفي الذى يستطيع التعامل والكتابة في الصحيفة الإلكترونية، وأصبح هذا الصحفي له أيضاً مواصفات بدونها لا يمكنه التعامل مع مثل هذه النوعية من الصحف الإلكترونية مثل:

1- التمكن من استخدام الحاسب الآلي وبرامجه، خاصة برنامج الكتابة وبرنامج الصور لزوم إدخال الصور على الكمبيوتر وإرسالها إلكترونياً للصحيفة.

2- التعامل مع شبكة الإنترنت، فيعرف كيف يبحث على الإنترنت، وكيف يتجول على مواقع الإنترنت المختلفة.

3- يكون له بريد إلكتروني يرسل منه للصحيفة ويستقبل من خلاله الرسائل من المصادر المختلفة، ولابد أن يكون مدركاً لحجم بريده الإلكتروني وسعته حتى لا يتسبب جهله في منع وصول رسالة بها خبر هام لصحيفة في الوقت المناسب.

4- لديه خبرة بطرق حماية وأمن الحاسب الآلي مثل البرامج المضادة للفيروسات والبرامج المضادة للتجسس، وما إلى ذلك حتى يتمكن من التعامل مع أي طارئ يسيطر على جهازه.

5- متابعة ما يقوم بنشره وردود الفعل حتى يمكنه الرد عليها إن احتاج الأمر أو نشرها على حسب طبيعة صحيفته.

صحافة التطوع (المنتديات، المجموعات البريدية)

بدون شك استطاعت الصحافة الإلكترونية أن تخلق جيلاً من الصحفيين الهواة أو المتطوعين الذين ينقلون الأخبار ويصورونها وينشرونها لحظياً، وهم صحفيون ليسوا محترفين وليس لهم علاقة بالصحافة بشكل مباشر، ولكن لديهم الهواية والرغبة في نقل وقائع قد تغيب عن الناس أو يجهلونها، من خلال بعض المواقع، والمنتديات والبلوجَّات، وهي كلها أنواع منتشرة على شبكة الإنترنت ومتاحة للجميع أن يكتب فيها ما يريد بمجرد الاشتراك الذي لن يكلف سوى كتابة الإيميل وكلمة سر خاصة به، ويصبح عضوا مشتركاً في هذه المجموعة أو المنتدى.

أما المدونات (البلوجَّات) فهي صفحات شخصية يمكن لأي فرد أن يصممها بنفسه ويكتب فيها ما يريد أيضاً مجاناً، وهي خدمة تتيحها بعض المواقع الكبيرة مثل ياهو ومكتوب وجيران وغيرها، فأصبحت صحافة البلوجرز من أهم أنواع الصحافة حالياً على مستوى العالم دون مبالغة، ويكفى أن الأستاذ محمد حسنين هيكل استدل في برنامجه الأسبوعي بموقع من مواقع البلوجرز مؤكداً أنه يتابعه يوميا ويتعرف على أحداث عديدة من خلاله.

بل إن هذه المواقع أحدثت بلبلة للعديد من الصحف بنشرها وقائع لا يريد أحد نشرها، ولبعض الأجهزة الحكومية التي تريد إخفاء معلومات بعينها عن الناس، قامت هذه المواقع بنشرها بالصور التي لا تكذب دائماً.

كما أصبحت المجموعات البريدية وسيلة أيضاً لنشر الخبر قد تكون أسرع وأهم عند البعض من المواقع الإخبارية الكبيرة على الإنترنت، والمجموعة البريدية تتكون من عدد معين من المشتركين يصلهم رسائل متعددة بصفة منتظمة قد تحتوي على معلومات أو أخبار أو مقالات أو طرائف وغيرها، وإن كان دور المجموعات البريدية برز بشدة في عمل الحملات الإلكترونية مثل الحملة التي قامت بها مجموعتا القلوب وحوار ضد الشركة المصرية للاتصالات.

أما المنتديات فهي النادى الذي يجمع مجموعة من الأعضاء لهم اهتمامات مشتركة، وكل فرع من فروع هذه الاهتمامات له قسم خاص به يكتب فيه بحرية دون أي رقابة.

وقد استطاعت صحافة (التطوع) كما أطلق عليها أن تنتشر بشكل مذهل على مستوى العالم كله والعالم العربي أيضاً، وأن تحرك المياه الراكدة في سوق الصحافة العربية بصفة خاصة، وهي نوع من الصحافة لم يكن ليظهر أبداً لولا وجود الإنترنت وانتشار الصحافة الإلكترونية.

مزايا وسلبيات الصحافة الإلكترونية

بسبب الانقلاب الهائل الذي أحدثته الصحافة الإلكترونية أصبحت تتفرد بمزايا عديدة عن الصحافة المطبوعة مثل:

1- قدرتها في التغلب على القوانين والتراخيص واللوائح التي تحاصر إصدار صحيفة وخاصة في العالم العربي.

2- انخفاض تكلفتها المادية بشكل كبير عن الصحافة المطبوعة.

3- سرعتها في نقل الخبر بالصور وأحياناً نقل الحوار بالصوت أو تصوير الحدث بالفيديو.

4- سرعة انتشارها: حيث يمكن أن تحصد قراء بالملايين بكل سهولة طالما تقدم خدمة إخبارية جيدة وحقيقية.

5- معرفة المستخدم من أي دولة والوقت الذي استغرقه في كل صفحة وما هي الصفحات التي أطلع عليها، مما يساعد في عمل إحصائيات عن اهتمام القراء وميولهم للمادة المكتوبة ومعرفة أكبر الأخبار نسبة في القراءة، وهو ما يقوم به عدد كبير من المواقع بشكل يومي مثل إيلاف وإسلام أون لاين، وميدل إيست أونلاين.

إلا أن الصحافة الإلكترونية لها سلبيات أيضاً مثل:

1- صعوبة التسويق وجلب الإعلانات: وهي سلبية ما زالت موجودة في العالم العربي فقط، وأعتقد أنها سوف تتغير إلى حد كبير خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن هذه السلبية تؤثر بشكل قوي على عدم وجود تمويل لهذه الصحف، مما يجعل التركيز على المتطوعين أكثر وأكبر، ولكن بدون شك احتياج الصحف الإلكترونية إلى الصحفي المحترف ضرورة لا غنى عنها والذي لا يقبل أن يعمل ويكتب دون أن يأخذ مقابلاً مادياً.

2- عدم تميز بعض الصحف الإلكترونية، وخاصة التي تعتمد على الصحفيين المتطوعين بصياغة جيدة للأخبار والموضوعات فهي تنشر ما يأتي لها، دون وجود دليل أو التأكد من مصداقيته أو حقيقته، وهو ما يفتح المجال لنشر الإشاعات وترويجها.

3- أيضاً يلجأ بعض المشرفين على المنتديات والمجموعات البريدية بصفة خاصة بنشر عناوين لفضائح لا وجود لها أو استخدام مصطلحات جنسية بالعنوان لمجرد أن يدخل الزائر للمنتدى ويشترك به، وهى ما أُطلق عليه المنتديات والمجموعات الصفراء نسبة إلى الصحافة الصفراء التي تهتم بنشر الفضائح.

4- لا زلنا غير قادرين على الاستثمار في مجال الصحافة، وهي مشكلة تقابلنا في الإعلام بصفة عامة، وفي الصحافة بصفة خاصة، فحتى الآن – على حد علمي - لم نجد صحيفة عربية لها أسهم بالبورصة، أو أن هناك مستثمراً يريد استثمار أمواله من خلال عمل صحيفة، وهو نوع من الاستثمار لو وجد سيكون أكبر فائدة للصحافة الإلكترونية.

5- ما زال عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربى ضعيفاً فهو يتراوح حول 12 مليون مستخدم حسب أحدث إحصائية عن 2007 نشرها موقع http://www.internetworldstats.com حيث كان عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط 33 مليون ونصف المليون – إيران وحدها 18 مليونا، وإسرائيل 3 ملايين- كما بلغ عدد المستخدمين للإنترنت في مصر 6 ملايين، وهي أرقام ضعيفة جدا بالنسبة إلى أوروبا (338 مليونا) والولايات المتحدة الأميركية (215 مليونا).

وهذه الأرقام بدون شك تؤثر سلبياً على انتشار الصحف الإلكترونية بين القارئ العربي داخل الدول العربية حتى لو كان عدد قراء الصحيفة يصل لمليون، لأنه لو زادت أرقام المستخدمين للإنترنت يمكن أن نسمع يوماً أن صحيفة إلكترونية يقرأها 10 ملايين قارئ يومياً مثلاً، وهو شئ ليس بعيد المنال ويمكن تحقيقه فى المستقبل القريب.

باولا كاريدي: المدونون العرب هم أفضل من يصفون الواقع العربي المعقد

مستعربة إيطالية تكتب عن «العرب الذين لا نعرفهم والذين ليسوا إرهابيين»

في كتابها الذي يحمل عنوانا تهكميا هو «العرب المخفيون- كتالوج تحليلي للعرب الذين لا نعرفهم والذين ليسوا إرهابيين»، تقدم المؤرخة والكاتبة الإيطالية باولا كاريدي طرحاً مغايراً عن كثير من الكتب التي تتحدث عن العرب والمسلمين، يتميز بالواقعية والوضوح، وتحاول فيه كسر الصورة النمطية التي تشكلت تاريخياً، وتعززت إلى حد كبير بعد 11 سبتمبر. وحول هذا الكتاب وأفكاره الأساسية وأصدائه على الساحة الإيطالية كان هذا الحوار معها خلال زيارتها أخيرا للقاهرة.

> ما هي الأفكار الأساسية التي تناولها كتابك؟

- الفكرة الأساسية لهذا الكتاب هي أننا في الغرب نعرف القليل عن تركيبة العالم العربي اليوم، نعرف الكثير في أوروبا عن ما يعرف بالإرهاب الموجه ضد الغرب بشكل عام. لكننا لا نعرف الكثير عن هذا الإرهاب داخل العالم العربي. نعرف أشياء قليلة للغاية عن الحياة اليومية للعرب في بلدانهم، كيف يعملون كيف يستخدمون الانترنت؟ ماذا يفعل الأدباء والكتاب العرب؟ ماذا عن فناني السينما ورسامي الكاريكاتير؟ وكيف تسير حركة التدوين على الانترنت بوصفها تأريخا جديدا وتعبيرا واقعيا عن العالم العربي اليوم. كل ما لدينا عن العرب أنماط تقليدية جامدة لا تخرج عن الرؤية الاستشراقية القديمة التي تسود الفكر الأوروبي منذ سنوات كثيرة. ولذلك أردت رصد حركة العالم العربي اليوم وتقديمها للقارئ الإيطالي بشكل مبسط وواضح.

> هل ولدت فكرة الكتاب بعد زيارتك بعض البلدان العربية؟

- عشت في القاهرة منذ شهر مايو عام 2001 وأنجبت طفلي الوحيد هنا. كنت أشعر طيلة الوقت بأنني لدى عائلة تنتمي للمجتمع القاهري. سرت كثيرا في الشوارع واستفدت من كوني صحافية أجريت مقابلات كثيرة مع أشخاص مختلفين. انتقلت بعدها إلى القدس كمراسلة صحافية لوكالة أنباء إيطالية. عايشت الأحداث الفلسطينية الكبرى وانتقلت إلى غزة ورام الله لمشاهدة الواقع الفلسطيني عن كثب. إضافة إلى سفري الدائم عبر العواصم العربية. كل ذلك وفر لي فرصة لمعرفة هذا العالم واقعيا ومن ثم نقله إلى القارئ الإيطالي. أردت إعطاء الإيطاليين فرصة لفهم الجانب الآخر من القصة، الجانب المظلم من حياة العرب.

> عايشت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في القاهرة. كيف رأيت القاهرة والقاهريين آنذاك؟

- كانت الشوارع خالية والذهول يخيم على سكانها. بعد أيام قليلة كانت جميع فنادق القاهرة تقريبا خالية من النزلاء. حتى منطقة الأهرام والمناطق السياحية الأخرى كانت بدورها خاوية. الأهم هو إحساس القاهريين بأنهم أبرياء مما حدث، رغم توجيه آلة الإعلام الغربي أصابع الاتهام لهم جميعا. واعتبر الغرب أن بن لادن هو المتحدث الرسمي باسم كل العرب والمسلمين.

> لماذا يحمل عنوان كتابك لغة ساخرة بل مستفزة بعض الشيء؟

- هذا صحيح. لقد تعمدت اختيار عناوين مستفزة ومتهكمة لأن الإيطاليين تستفزهم السخرية ولأنهم أيضا لا يعرفون 99% من العالم العربي، أي 99% من حوالي 200 مليون عربي. بينما الإعلام هناك وفي عموم أوروبا يركز طوال الوقت اهتمامه على القلة القليلة الإرهابية التي تبرر استخدام العنف والإرهاب ضد الغرب ويتعامل معهم بوصفهم كل العرب متناسيا الأغلبية الكبيرة المسالمة.

> خرجت بانطباع أنك تحاولين طرح ما يمكن تسميته بـ«نموذج التماثل» لإقناع أوروبا بقبول العرب.. أنهم يشبهوننا تماما أنهم يأكلون ويغنون ويلعبون كرة القدم مثلنا تماما؟

- لم أحاول أفعل ذلك. لم أرغب في إظهار العرب كقريبين منا أو يشبهوننا تماما من ناحية السلوك والأداء الإنساني، بل فقط أردت طرح حقيقة العالم العربي كما يعيش الآن. وهي حقيقة مركبة ومعقدة للغاية، وتنطوي على كل المتناقضات مثل أي مكان آخر في العالم. على سبيل المثال نحن نعتبر في أوروبا أن بعض الدول العربية معتدلة ومستنيرة نسبة إلى سياق معين، فأردت إظهار أن التفسير الغربي للاعتدال لا يماثل بالضرورة المفهوم العربي أو لدى قطاع كبير من سكانه. فالواقع أعقد بكثير من هذه التعميمات.

هناك إسلاميون كثيرون ليسوا بجهاديين ولا يروجون لاستخدام العنف مثل جماعة الاخوان المسلمين التي أفردت لها فصلا خاصا في كتابي، واعتبرها جماعة مسالمة لا تستخدم العنف على الأقل منذ 40 عاما. وهناك في مصر أعضاء من الجماعة ممثلون في البرلمان وكذلك في الأردن. ورغم حظرها في سورية إلا أن الجماعة في النهاية جزء من المجتمع. وهناك في المقابل قطاع علماني في المجتمع العربي، يحاول التعاطي مع الاخوان المسلمين مثل سعد الدين إبراهيم الذي يدعو إلى دمج الاخوان في المشهد السياسي العربي.

> ماذا عن القضايا المجتمعية التي تثير الاهتمام في أوروبا.. كيف عالجها الكتاب؟

- نعم هناك قضايا أخرى تناولتها في كتابي، من أبرزها قضية الحجاب، إذ صارت هذه الإشكالية تمثل أولوية في النقاش الأوروبي وتحظى باهتمام بالغ. لكن في حقيقة الأمر المسألة أيضا أعقد من أن تناقش بهذه السطحية التي تطرح بها أوروبا الموضوع. الفهم الاوروبي للمرأة العربية لم يزل يتموقع داخل النظرة الكلاسيكية لمستشرقي أوروبا قبل عدة قرون، أي مفهوم الحريم والمرأة العربية المقهورة الذليلة في مجتمع ذكوري قاس، وأن الحجاب مرادف للعبودية النسوية وليس خيارا حرا للمرأة العربية.

في أوروبا لا يعرفون حتى الآن أن الحجاب ليس النقاب، وأن النقاب ليس البرقع. أعني أن هذه المعاني المختلفة للحجاب لا يستطيع الغرب رؤيتها ولا التمييز بينها. أوردت أمثلة لنساء محجبات وناجحات مثل مذيعة الجزيرة خديجة بن قنة وأستاذة السياسة والاقتصاد المصرية هبة رؤوف وغيرهما. هل مثل هؤلاء النسوة ارتدين الحجاب نتيجة إكراه وتعسف ذكوري أم برغبتهن وعن قناعة دينية! هذا ما حاولت تصويره. كما أردت أن أقول للإيطاليين أيضا إن الحجاب هنا في العالم العربي لا يحتل قمة جدول الاولويات كما هو الحال في أوروبا. بل المشاكل العديدة التي تعتري الأسرة العربية والإشكاليات الثقافية التي تواجهها. هذا هو الأهم في اعتقادي. المرأة العربية كانت قاسما مشتركا في كتابي بسبب كثرة المفاهيم المغلوطة والنمطية التقليدية التي تغلف رؤية أوروبا لها.

وخصصت فصلا في كتابي عن المطربات العربيات وقسمتهن إلى قسمين: المطربات الكلاسيكيات مثل أم كلثوم وفيروز، والمطربات المعاصرات والشابات. أردت من هذا التقسيم والتناول أن أبين للقارئ الإيطالي مدى ارتباط مطربات العرب بقضايا الوطن ودعمهن لأوطانهن وقت الأزمات. في الماضي قدمت أم كلثوم وفيروز وغيرهما الدعم والمساندة في المواقف العربية المختلفة. وبالأمس القريب شاهدت مطربة مثل اللبنانية جوليا بطرس تساند المقاومة إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006، ونانسي عجرم التي رفضت أن تغادر بلدها أثناء الحرب وقدمت مساعدتها للاجئي الجنوب اللبناني. تحدثت أيضا عن فن الكاريكاتير في العالم العربي إذ إن هناك صورة نمطية أخرى يعتقد بها الأوروبيون إثر اندلاع قضية الرسوم المسيئة في الدانمرك وهي أن العرب لا يعرفون فن الكاريكاتير ولا يوجد لديهم هذا النوع من الفن ولا حتى رسامين. أردت أن أوضح أن فن الكاريكاتير العربي قوي ولاذع ومؤثر وأوردت عدة أمثلة لفناني كاريكاتير عرب مثل الفنانة الفلسطينية أمية جحا والتي برهنت أيضا أن المرأة يمكنها العمل بالرسم وهذا في حد ذاته تحطيم لصورة نمطية أخرى. لذا أعود فأقول إن رؤية أوروبا لهذا العالم رؤية (أبيض وأسود) فقط.

> قلت إن المدونين العرب في الوقت الحالي هم أفضل من يصفون الواقع العربي المركب. كيف ذلك؟

- لقد خصصت فصلا كاملا عن المدونين والتدوين عبر الانترنت بوصفه موجة جديدة يعيشها العالم العربي. حاولت أن اصف طبيعة عملهم ونشاطهم الذي يذكرني بنشاط الشباب الأوروبي في شرق أوروبا قبل عام 1989 إبان الحكم الشيوعي. ولم يكن الانترنت موجودا في العالم آنذاك. غير أن هؤلاء الشباب كانوا يستخدمون الأوراق والآلة الكاتبة في طبع ونسخ المنشورات والكتب في منازلهم ثم يقومون بتوزيعها بعد ذلك على أفراد الشعب. أعتقد أن العالم العربي يشهد ظاهرة مماثلة على اختلاف مستوياتها وأدواتها. إن المدونين العرب يستخدمون الانترنت في محاولة منهم لتغيير الواقع المعاش، كما يحاولون إظهار الوجه الإنساني للعالم العربي في مواجهة النمطية الأوروبية عن الشرق المسلم. فهؤلاء المدونون يدركون تماما كيف ينظر الغرب إليهم ويحاولون تغيير هذه الرؤية عبر استخدام لغة محتليهم السابقين، فهناك عشرات المدونات العربية التي تستخدم اللغتين الإنجليزية والفرنسية على شاشة الانترنت.

> هل يمكن القول أن هناك تيارا استشراقيا جديدا يحاول طرح نقيض للنمطية الأوروبية فيما يتعلق بالعالم العربي؟

- نعم بالتأكيد، هذا التيار موجود في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن كتابي هو الأول من هذه النوعية في ايطاليا، إلا أن كتّابا كثيرين من دول أخرى سبقوا بالكتابة في نفس الاتجاه الذي لا يهتم بالسياسي فقط. بل بالواقع الثقافي والاجتماعي والحياة اليومية للناس العاديين في الشارع. إن اهتمامهم منصب على طرح الواقع كما هو دون رتوش.

> لماذا تندر مثل هذه الكتابات في ايطاليا؟

- لأنه من اليسير على المرء أن يخترع عدوا! ومن السهل جدا أن يكتب شخص ما كتابا يعرض فيه سلبيات العالم العربي وسيجد له قراء كثيرين خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001. لقد نسي الإيطاليون تقريبا (المغطس)- البحر المتوسط -الذي يجمعنا بالعرب - كما نسوا التاريخ الطويل المشترك.

> لماذا هذا التغير خاصة في السنوات الأخيرة؟

- نعم أعترف انه قد حصل تغير، بل إن هناك الآن تيارا خطيرا في الإعلام، حيث يحاول قسم من زملائي الصحافيين أن يصوروا العرب والمسلمين بوصفهم مصدرا دائما للخطر. الإسلام يعني في قواميسهم الإرهاب. وأرى أن ذلك يعود إلى الجهل أولا. فهم يجهلون في الغالب عمن يتحدثون، ومن ناحية أخرى يبحثون دوما عن عدو كما قلت سابقا لأنه من الأفضل سياسيا أن تجد عدوا، خاصة في السياسة الداخلية حتى تبدأ بمواجهته. وهذا ما يفعله الإعلام الآن.

> كيف استقبل الإيطاليون كتابك؟

- بشكل جيد، حيث أفردت صحف ايطاليا الصفحات المتخصصة لعرضه ومناقشته. وتلقيت دعوات كثيرة لمحاضرات وحلقات نقاشية حول الكتاب. لكن الشيء الأهم تمثل في التعليقات التي وصلتني من أدباء ومفكرين وصحافيين وطلاب إيطاليين يتعلمون اللغة العربية أو أولئك الذين يتعاطفون مع العالم العربي، حيث وجده كثيرون منهم وسيلة يمكن للطلاب أن يدخلوا عبره إلى العالم العربي.

«نايبول» يفتح النار على كتاب العالم و«والكوت» يتهمه بالعنصرية وعقدة الاضطهاد 

اثنان من الكتاب، كلاهما يحمل جائزة نوبل، وكلاهما ينتمي إلى منطقة الكاريبي، ولكنهما يختلفان، فكرياً، اختلافاً كبيراً. على صفحات الصحف العالمية كانت هذه المنازلة التي مثل أحد طرفيها كاتب هو «نايبول»، والطرف الثاني شاعر هو «والكوت». هاجم نايبول كعادته بضراوة ودافع والكوت برقة لا تقل ضراواة.

القرية الصغيرة التي في وست أنغلاند التي يعيش فيها نايبول، لا تظهر على أية خارطة من خرائط العالم، حتى أكثرها تفصيلا، وليست هناك أية علامات على الطريق تشير إلى مكانها، فلا بد إذا أردت الوصول إليها أن تذهب برفقة شخص يعرف مكان وجودها. ورغم هذا، فإن نايبول يعتبر في هذه القرية الصغيرة غريبا، يعيش في بيت صغير يشبه الأكواخ.

في بداية ستينات القرن الماضي، عندما ذهب نايبول لأول مرة إلى الهند كان يعتبر أيضا غريبا، وهو يقول: «يعتبرونني غريبا في أية قرية ريفية أزورها»، وهو يقول: «عندما كنت أدخل أي محل كانوا يتعاملون معي على أنني غريب، وعندما أدرك أنني لست كذلك تصيبني خيبة أمل. في تلك الحالة فقط أحس بأنه أصبح يتوجب علي أن أعيد فحص شخصيتي». اسمه بالكامل فيديادهار سوراجبراساد نايبول، مولود عام 1932 من أسرة بها 7 أولاد، في جماعة هندية متجذرة الأصول الهندية في أرياف ترينيداد. أصبح وقد أكمل خمسة وسبعين عاما من عمره أكثر وداً ووداعة، ولا يكف عن الابتسام كلما دخلت زوجته «نادرة» الغرفة.

في الخمسينيات كتب لأمه رسالة من أكسفورد يقول: «هذا البلد مليء بالأحكام العنصرية المسبقة». كانت هذا الرسالة رداً على رسالة من أمه قالت له فيها: «لا تتزوج فتاة بيضاء إذا سمحت».

من بين الكتاب الملونين كان نايبول، الأول بين معاصريه الذي رفض منصبا سياسيا يعتمد على مسائل عنصرية. في كتابه «اغتيالات في ترينيداد»، وهو عمل رائع راق عن مايكل دي فريتاس المعروف باسم «مايكل X» والذي أصبح في الستينيات رمزاً لزعماء السود في لندن، انتقد نايبول الليبراليين البيض من أصحاب الحظوة الذين يحتقرون المجتمع الذي يمنحهم هذه الحظوة. كان مايكل يذهب إلى ضواحي لندن لكي يحصل الإيجارات لصالح الملاك وذهب إلى ترينيداد لكي يكون جماعة، تم اغتيال بعض أفرادها فيما بعد. الآن يقول نايبول إن «رجال عالم الموضة في لندن يلهون باللعب مع الصبية السود». الدراسة التي نشرت عام 1974، ارتكز عليها نايبول في كتابه روايته «العصابات المسلحة» والذي مثلت فيه شخصية «جيمي» مايكل إكس. يقول نايبول: «الناس تحب أن تحس بأنها ضحية، بدلا من أن تفكر بعمق في الموقف ككل، في التاريخ، في الجماعة العرقية التي تنتمي إليها، في سلوك كل فرد. عندما نحس بأننا ضحايا نظن أننا قطعنا نصف الطريق، من وجهة النظر الفكرية».

ورغم أن نايبول يعتبر نفسه رجلا بلا وطن، إلا أنه يحاول أن يعثر لنفسه على جغرافيا خاصة به. وهو يعترف بأنه كان من المحظوظين عندما بدأ كاتبا ضمن مجموعة كتاب الكاريبي الذين وصلوا إلى ذروة شهرتهم في خمسينات وستينات القرن الماضي (من بينهم جورج لامنج الذي انتقل من باربادوس إلى إنجلترا في نفس عمر نايبول، وصمويل سيلفون من ترنيداد ودريك والكوت من سانتا لوتشيا). وهو يحس بأنه محظوظ تحديدا لانتمائه إلى «هذا الشيء الجديد». ولكن هؤلاء الكتاب كما يقول، فقدوا شيئا فشيئا شعبيتهم وأصبحوا معزولين من جديد.

يستثنى من هؤلاء والكوت الذي خصص له أولى الدراسات الخمس التي ضمها كتابه الأخير «شعب الكاتب». هذه هي المرة الأولى التي يكتب فيها نايبول عن رفيقه الكاتب الكاريبي الشهير. في دراسته يتحدث نايبول عن ديوان يضم 25 قصيدة نشرها والكوت عام 1949 على نفقته في دار نشر من باربادوس. يبدأ نايبول بتذكر الحماس الذي يثيره نشر كتاب من أديب محلي في جزر الهند الغربية. ووالكوت هو النموذج الذي يقدره نايبول أفضل تقدير في الأدب، فهو كما يقول «طريقة جديدة للرؤية». يقول نايبول عن والكوت: «لقد تأثرت بشدة عندما قرأت مناظر طبيعية وصفها قلم موهوب موهبة كبيرة. إنني عندما قرأت هذه القصائد أدركت لماذا كان بوشكين على هذا القدر من الأهمية بالنسبة للروس».

إن نايبول يعتبر هذا الديوان الصغير عزيزاً على قلبه، لأنه يمثل له ذكريات لا تنسى لفترة من فترات حياته.

ولكن في منتصف الدراسة يقرر نايبول إن الشاب المتألق قد تحول إلى شيء أقل تألقا من وجهة نظره: «صوت أسود جديد جميل في الولايات المتحدة.. نقلوه من الجزر لكي يدرس في الجامعات الأمريكية». وبعد إعادة تحليل هذا العمل لوالكوت وصل نايبول إلى نتيجة مؤداها أنه أصبح ينضم إلى تراث أدب «الشكوى» و«الغضب» ضد البيض، وهو التعبير المهذب عن عقدة الاضطهاد التي يتهم بها الكتاب الذين لا يكفون عن الشكوى من العنصرية. فجأة انضم والكوت إلى جيش الكتاب الذي ينهلون من «الأفكار نفسها المتواترة عن السود، عن العذابات التي يغرقون فيها دائما».

في كتاب نايبول يذكر عددا كبيرا من الكتاب، من كامي إلى كويتزي، والذين «وقعوا جميعا في فخ القضايا العنصرية مع ما يترتب على ذلك من الميل إلى الظهور بالمظهر المثالي».

ولم يسكت والكوت على هذا الهجوم، ورد عليه، برقة شاعر، وبضراوة ملاكم، إذ أنه يثني عليه ثناء كبيرا، وعلى أسلوبه الجميل في الرواية، ولكنه كما فعل صديقه الكاريبي ينتفض فجأة ليسدد له لكمة انتقادية صميمة، فهو يتهمه صراحة بالعنصرية، ويدين «خصومته للزنوج» ويصفها بأنها «مثل جميع الأحكام المسبقة، موقف جسدي يدين قائله أكثر مما يصم المقصود به».

ويرد نايبول عليه بعد تأمل قائلا: «إنها مسألة حساسة. عندما تولد في بلد مثل ترينيداد، حيث توجد مجموعتان أساسيتان، آسيوية وزنجية، فلا بد من أن تصنف على أساس عنصري. ولابد أن تقبل هذا التصنيف. إن رفض الهوية العنصرية لا معنى له. أعتقد أنني في كل كتاباتي يوجد هذا القبول للهوية مهما كانت. لم أتكلم مطلقا بشكل سيئ عن أي شيء آخر». في الأعوام الأخيرة كان نايبول مثار ضجة في الصحف العالمية، بسبب هجومه على كتاب مثل فورستر وباول، وغيرهم، والسبب المتكرر لنقده العنيف للأعمال الأدبية التي ظهرت مؤخراً لكبار الكتاب، هو عجزهم عن التجديد وانغلاقهم في أطر جاهزة يسجنون فيها إبداعهم.

ويطلق نايبول النار على رواية شينوا اتشيبي الشهيرة «الأشياء تتداعى» التي يقول عنها «رواية مريعة، إنها نوع من الكتب التي يتحدث الناس عنها كثيرا من دون أن يتفكروا فيها. عمل بدائي عن أناس بدائيين.. عمل محدود جداً.. كل هذه الأشياء، مثل وصف تعاقب الفصول والطقوس يمكن أن يتم مرة واحدة، ولكن ليس باستمرار».

يرى نايبول أنه «لم يصدر حتى الآن كتاب عن أفريقيا يمكنه أن يصف أفريقيا حقا، أن يقدم حقيقتها، أن يشرح كيف وصلت إلى هذا الحد من الفوضى؟ لقد توقف الجميع عند «السحر الأفريقي القديم».

ناييول يرفض أن يكون متأثرا بأي كاتب آخر، ويقول إنه اعتمد على نفسه فقط في تكوينه الأدبي، ولم يأخذ من غيره شيئاً، وكل ما قدمه كان جديدا. أما الكاتب الأثير لديه الآن فهو غي دو موباسان، وقد اكتشفه متأخرا كما يقول، فقد قرأه قبل عدة سنوات أثناء فترة كان فيها مريضا. ورغم أنه كان مبهورا به إلا أنه لم يؤثر عليه في شيء.

ويحكي نايبول أنه في عام 1955 عندما حمل أولى رواياته للناشر، كان قد اشترى كتابا لسومرست موم «لكي أعرف ماذا يمكن أن يعلمني أستاذ الرواية بحيث تكون لدي إمكانية أن أعيد كتابة روايتي قبل تسليمها للناشر. ولكن لم يحدث أي شيء».

أخيرا يؤكد نايبول على أنه «رجل يطفو»، والرجل الذي يطفو ينبغي أن يبحث لنفسه عن أرض، وبما أن الكتاب الأوروبيين لديهم مادتهم الخاصة، فإنه يجب أن يجعل السؤال الماثل أمامه دائما، باعتباره كاتبا مهاجراً طامحاً، من بلدة بعيدة ومختلفة: «ما هي المادة الخاصة بي أنا؟».

ف. س. نايبول، ولد في شاجواناس بترينيداد عام 1932. مؤلف العديد من الدراسات والروايات منها «أشباه السحرة» و«بيت للسيد بيزواس» و«أوفياء للغاية» و«جو من العتمة» و«شارع في العالم»، وفاز عام 2001 بجائزة نوبل.

ديريك والكوت، ولد في كاستريس بسانتا لوتشيا عام 1930 ثم انتقل إلى بوسطن للتدريس في هارفارد. في عام 1992 فاز بجائزة نوبل للآداب. من بين كتبه «هوميروس» و«خارطة العالم الجديد».

فن الأبرو.. لوحات تركية عرشها على الماء 

بينما غاص الفنان التركي فؤاد باشار ليحدد مسارات واتجاهات قطرات أصباغ على صفحة ماء، وقف جمهور بين يدي المشهد في انتظار ولادة لوحة تشكيلية فنية من حوض مائي، وذلك في إطار فعاليات معرض مركز قطر الثقافي الإسلامي الذي اقيم في المدة بين 13 و23 يناير/كانون الثاني الماضي بالعاصمة الدوحة. 

وبينما يرسم الفنان فؤاد باشار لوحته على الماء، تحدث عن علاقة وجد وهيام شرعية تربطه بفن الأبرو أو فن الرسم على الماء. فمنذ سنوات عديدة خلت لا يزال باشار يسرد حكاياته ويفشي أسراره وأحلامه لوحاتٍ فنية تحمل معاني الحياة والحب والعطاء. 

علاقة باشار الوجدانية تلك لم تولد صدفة بل هي امتداد في نحو ثلاثين عاما من عشق آخر للخط العربي زوّق به آيات قرآنية بأنامل وملامح تركية خالصة، بل إنه يقول إن علاقاته هي امتداد عريق في الزمان والمكان وإرث يحفظه بعد أن نقله التجار المسلمون منذ ما يناهز الألف سنة من آسيا وبالضبط من تركمانستان إلى إيران ثم إلى تركيا. 

الأبرو كلمة فارسية تعني الغيوم أو السحاب، وباللغة التركية تعني حاجب العين أو الورق الملون والمجزع، أو الورق والقماش الملون بألوان مختلفة بشكل مموج يشبه حاجب العين، كما تجيء في التركية مرادفا لمعنى الورق أو القماش الملون الذي يستخدم في تغليف الكتب والدفاتر. 

إبداع تشكيلي

أما فن الأبرو فإبداع تشكيلي يدوي تقليدي آسيوي الأصل، اكتشفه التجار المسلمون منذ أكثر من ألف عام في تركمانستان شمالي الصين ونقلوه إلى إيران، وهناك من يقول إنهم نقلوه إلى تركيا حيث اهتمت به الدولة العثمانية ومن ثم انتشر في باقي بلدان العالم خاصة في أوروبا الغربية، حسب رأي أستاذ الخط والأبرو فؤاد باشار. 

ما يميز هذا الفن هو بساطته في كل تفاصيله. فقبل تنفس صبح لوحاته، يحتاج الفنان إلى "تكنة" وهي حوض مائي من الزنك مستطيل الشكل، حوافه ملساء تمكن من انسياب أي ورقة من الحوض دون خدوش، ويحتاج إلى ماء يخلط بمادة "الخفرة" وهناك من يطلق عليها "الكثيرا" وهي مادة تؤخذ من حرج جذور الأشجار وأغصانها الكبيرة وتترك المادة السائلة منها حتى تتصلب ثم تطحن لتستعمل في تقوية كثافة الماء. 

هذا الفن لا يقبل الأصباغ الكيمياوية، إذ تستخلص أصباغه -يقول باشار- من الأكاسيد المعدنية الطبيعية من الطين، فتصفى وتطحن لتشكل أصباغا مختلفة. ولتحضير لون ما تخلط كمية من مسحوق اللون ببعض الماء وتسحن حتى يذوب المسحوق تماما ويصبح اللون على شكل رائب ويحفظ في زجاجة مع إضافة مادة الأكسيد إليها ليساعد ذلك في تمدد الصبغ على لوحة الماء أو ما تسمى "تكنة".

أدوات الفن

هذه البساطة تنسحب أيضا على باقي أدوات فن الأبرو، حيث يستعمل الفنان "الفراشي" وهي فرشاة يتكون رأسها من شعر ذيل الحصان، ولا يقبل في هذا الفن رؤوس فرشاة من مادة بلاستيكية أو غيرها. كما يستعمل عدة إبر بأشكال متعددة وذات أسنة مختلفة، فهناك "السنبلة" و"الإبرة" و"خطيب الأبرو" و"المشط" وغيرها. 

هذه الأدوات تساعد الفنان على تمديد قطرات الأصباغ التي يلقيها على صفحة لوحته المائية من أجل تأليف أشكال متعددة لسمات لوحات الأبرو، ثم إن نوعية الورق الذي يستخدم في العمل يجب أن تكون ذات قدرة عالية على الامتصاص وخالية من الأحماض، ويمنع استخدام الورق المصقول واللماع. 

بعد ذلك يضع الفنان الأصباغ التي سيستعملها في صنع لوحته، ثم يدخل "الفراشي" أو الفرشاة في زجاجة لون ويهزها قليلا لتقليل كمية الصبغ في الفرشاة ثم يمسك طرفها الخشبي باليد اليمنى ويضع الفرشاة على الإصبع الثاني لليد اليسرى، ويبدأ بالطرق على الإصبع فوق "التكنة" أو لوحة الماء بشكل متأن لرشّ اللون على شكل نقاط، وهذه العملية نفسها تتكرر مع باقي الألوان. 

يشكل الفنان أرضية لوحته الأولى ثم يضيف إليها قطرات أصباغ أخرى، ويمرر إحدى الإبر على النقطة التي يريد تمديدها على اللوحة لجهتي اليمين والشمال ولأعلى ولأسفل حتى يتم الحصول على الشكل المطلوب وحتى تعبر في النهاية عن ملامح طبيعية مستقاة من حياة الحقول والبساتين على شكل زهرة "اللالة" والياسمين أو السنبلة أو القرنفل أو غيرها من أشكال الزهور والورود.    

وبعد هذه العمليات يضع الفنان ورقة على صفحة لوحته المائية، ثم يرفعها من أطرافها من الحوض بلطف، وتترك لتجفّ حيث يظهر بعدها الشكل المرغوب فيه من فن الأبرو. ويشتهر هذا الفن بأسماء تصميمات خاصة به منها الصخري والرخامي والشال والممشط والطاووس وعش العندليب والمتردد وتعريق الزهولا. 

هذه التصميمات تعبر عن المدرسة التقليدية في هذا الفن، الذي أصبح هو الآخر يعاني من انعدام الرؤية والجمال، إذ صارت لوحات "المدرسة الجديدة مثل كابوس النوم، لا يوجد فيها أساس ولا جمال، بل تنعدم فيها الرؤية حسب قول الفنان فؤاد باشار 

متفرقات

الصندوق العربي للثقافة يقدم 29 منحة لدعم الثقافة في الوطن العربي

وافق مجلس أمناء الصندوق العربي للثقافة والفنون الذي يرأسه غسان سلامة علي تقديم 29 منحة مالية قيمتها الاجمالية نصف مليون دولار لدعم مشروعات فنية و ثقافية في العالم العربي.. وقد حصل علي المنحة في الادب مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي (فلسطين)، مؤسسة الشرق (اليمن)، مريم بوسالمي (تونس)، مهند مبيضين (الاردن). كما ذهبت المنحة في السينما إلي المخرج الفلسطيني ايليا سليمان، والمصري تامر السعيد، وذهبت في المسرح إلي روجية عساف، اما في النشاطات الثقافية فذهبت إلي موقع كيكا الالكتروني، اما في الموسيقي فذهبت إلي مؤسسة الكمنجاني (فلسطين) ومركزي المصطبة ومكان من مصر.   

باحثون فرنسيون ومغاربة يكتشفون مواقع اثرية تعود الى ما قبل التاريخ 

 اعلنت وزارة الثقافة المغربية  عن اكتشاف مواقع اثرية جديدة يجنوبي المغرب تعود الى فترة ما قبل التاريخ.

وذكر بيان اصدرته الوزارة ان "باحثين وعلماء فرنسيين ومغاربة في مجال التراث اكتشفوا مغارات كثيرة استخدمها الانسان القديم سكنا له" وذلك بمنطقتي (جبل الحديد وواد القصب) في ضواحي مدينة الصويرة الجنوبية (370 كيلومترا عن الرباط).

واضاف البيان ان ابحاث العلماء بواد (القصب) اكتشفت ايضا جزءا من فك سفلي لانسان قديم يعود الى العصر الحجري ويقدر عمره ما بين خمسة الاف الى ستة الاف سنة قبل الميلاد.

واوضح ان هذه الحفريات اظهرت بان الانسان القديم قام بصنع ادواته الحجرية من صخور (الصوان) التي توجد بوفرة في تلك المنطقة كما استهلك لحوم حيوانات انقرضت الان.

واشار الى عثور الباحثين كذلك في (جبل الحديد) على ادوات حجرية تعود الى ما قبل التاريخ والتي يقدر عمرها بنحو 40 الف عام قبل الميلاد.

وذكر البيان ان هذا الاكتشاف الذي يندرج في اطار ابحاث علمية تقام بعدد من المناطق المغربية قام به فريق من باحثي المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث بالرباط بالتعاون مع المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا.

تدشين المركز الوطنى للترجمة فى تونس

يبدو أن المشاريع الثقافية الكبرى لا ترى النور ولا يكتب لها النجاح والاستمرار إلا إذا رعتها السلطة السياسية، لا سيما إذا تعلق الأمر بدخول غمار المشاريع الضخمة مثل القيام بترجمة العلوم والآداب والفنون من اللغة العربية إلى لغات أخرى ونقل معارف وثقافات بلغات أخرى إلى اللغة العربية، ذلك العمل الشاق والصعب الذى تتولد عنه فوائد جمة منها التواصل الحضارى ومنها نقل منتجات "الذات الكاتبة" وترجمة إبداعات "الآخر"..

وبتدشين المركز الوطنى للترجمة العاصمة التونسية، تعطى الإشارة رسميا لانطلاق المشروع الكبير الذى طالما حلم به المبدعون والباحثون والقراء على السواء.. ومن المنتظر أن يدعم المركز الوطنى للترجمة جهود الترجمة التى تقدمها مؤسسة بيت الحكمة فى قرطاج "ضواحى العاصمة التونسية" وعديد الجامعات والمدارس والمعاهد التى تعنى بترجمة الكتب.

ولا نعلم إن كانت للمشروع فروع فى الولايات التونسية "المحافظات"، فالمركز يتطلب فروعا أو أطرافا.. إلا أن المركز الوطنى للترجمة يتكون من هياكل علمية بالاضافة إلى الهياكل الادارية وعلى رأسها الأستاذ محمد محجوب "قسم الفلسفة فى الجامعة التونسية"، فاللجان الفنية ثلاث:

- لجنة استراتيجية الترجمة من أجل تعزيز الحضور الثقافى التونسى فى المشهد الثقافى العالمى ويترأسها الاستاذ خليفة الشاطر. وتتكون اللجنة الفنية من ثلاثة فرق وهي: فريق ترجمة روائع الأدب التونسى وينسّق الفريق الشاعر محمد الغزي، وفريق ترجمة المصنفات حول تاريخ تونس وفى العلوم الإنسانية والاجتماعية ويتولى التنسيق أستاذ التاريخ الهادى التيمومي، أما الفريق الثالث فهو فريق الدراسات الفكرية والحضارية التونسية وتنسقه الاستاذة آمال قرامي.

- لجنة استراتيجية الترجمة من أجل التحديث الفكرى والثقافى ويترأسها الأستاذ حمادى صمود، وتتفرع إلى أربعة فرق متخصصة وهي: فريق روائع الآداب العالمية "تنسيق الأستاذ كمال الدين قحة" – فريق ترجمة الآثار الفلسفية "تنسيق الأستاذ جلال الدين سعيد" – فريق ترجمة أمهات المراجع فى مجال الفكر اللسانى والمعجمى والمصطلح يتنسيق الأستاذ هشام الريفي" – فريق ترجمة مصنفات العلوم الانسانية والاجتماعية والدراسات الحضارية "وهو فريق بصدد التكوين".

- لجنة استراتيجية الترجمة من أجل مواكبة تطور المعارف العلمية والتكنولوجية ورهانات العلاقات الدولية وتتفرع إلى ثلاثة فرق متخصصة وهي: فريق ترجمة أمهات المراجع فى مجال العلوم والتكنولوجيات – فريق الدراسات البيوإثيقية – فريق ترجمة العلاقات الدولية.

ورصد المركز الوطنى للترجمة قائمة نهائية تحتوى على 50عنوانا مبرمجة للترجمة لسنة 2008 وهى المؤلفات التالية من روايات ودواوين شعرية من الأدب التونسي: "دار الباشا" لحسن نصر – "سهرت منه الليالي" لعلى الدوعاجى – "برومسبور" لحسن بن عثمان ـ "وداعا روزالي" لحسونة المصباحى – "خرافات" لعز الدين المدنى - "مراتيج" لعروسية النالوتى - "فهرست الحيوان" لمنصف الوهايبى

"ما أكثر ما أعطى" لمحمد الغزى – "حركات" لمصطفى الفارسى ـ "محاكمة كلب" لعبد الجبار العش - مختارات من كتاب "ورقات" للمؤرخ حسن حسنى عبد الوهاب ـ وكتاب تونس "1956-1987" للهادى التيمومي.

أما الكتب باللغة الأعجمية "الفرنسية والانجليزية والألمانية..." فهي: La retournée لفوزية الزوارى ـ le verger des poursuites لمجيد الحوسى ـ Monsieur L لعزة فيلالى ـ la régence de Tunis لهنرى دونان Invitation à la prospective لهوغ دو جوفينال

- Histoires du Futur de St Augustin au XXIè siécle لبلرنار كازاس - lignes de failles لنانسى هوستون - Histoire de l’art et esthétique ـ L’islam et l’art muslman لبابادوبولو - L’histoire de l’art est elle finie "عن الأصل الألماني" لهانس بلتينغ The location of culture لهوميك باهباها - L’espace public "عن الأصل الألماني" ليورغن هابرماس - Introduction à une science du langage لملنير - Introduction à la lexicologie explicative et combinatoire لمجموعة من المؤلفين - Dictionnaire encyclopédique de pragmatique لمجموعة من المؤلفين - La modernité et le mal ليورغ سيبرون.

كما سينظم المركز الوطنى للترجمة بعض الأيام الدراسية وعدة ندوات دولية طيلة سنة 2008.

فرنسا تفتح متاحفها مجانا... لجذب الناس للثقافة

 تفتح المتاحف الوطنية الفرنسية وعلى رأسها اللوفر أبوابها مجانا خلال الأشهر المقبلة بهدف تسهيل تعرف عدد أكبر من الناس على الثقافة الراقية.

وقالت كريستين اندرى رئيسة هيئة المتاحف بوزارة الثقافة "إن المتاحف الفرنسية مستعدة لاستقبال المزيد من الزوار ونأمل فى جذب جماهير جديدة خاصة الشباب..إنها مسألة مال بالنسبة لبعض الناس."

وحتى الثلاثين من يونيو- حزيران المقبل تفتح بعض المتاحف الوطنية ابوابها مجانا بالنسبة لمجموعاتها الفنية الدائمة فيما تفتحها بعض المتاحف لمن تحت سن 26 عاما مرة اسبوعيا.

وسيستفيد السائحون الأجانب من النظام الجديد مثل الفرنسيين ولكن الهدف منه هو دفع المزيد من المحليين إلى زيارة 18 متحفا منها متحف سنتر بومبيدو وكواى برانلى ومتحف مارين فى تولون.

وفتحت بريطانيا متاحفها للزوار مجانا فى عام 2001 بعد نزاع طويل بين الحكومة ومديرى المتاحف. وأدى برنامج الحكومة لارتفاع بنسبة 62 فى المئة فى زيارات المتاحف فى العام الأول بزيادة 2.7 مليون زائر.

إعلاميون برزوا في 2007

> آلان جونستون: كان الان جونستون، مراسل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في غزة، نجم العام 2007 بلا منازع، بعد ان سجل رقما قياسيا تعدى الـ 100 يوم في الاحتجاز بعد ان تم اختطافه في غزة في الثاني عشر من شهر مارس (آذار) الماضي. وكانت جماعة «فتح الاسلام» قد تبنت عملية الاختطاف، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية والمظاهرات المنددة، بقي جونستون معتقلا الى ان اطلق سراحه اخيرا مطلع شهر يوليو.

> لاري كينغ: احتفلت شبكة «سي إن إن» الاخبارية الاميركية في مطلع إبريل الماضي بمرور 50 عاماً على عمل مذيعها ومقدم برامجها الشهير لاري كينغ، الذي بدأ مشواره الاعلامي قبل ولادة القناة نفسها بنحو 25 عاما. وأجرت القناة مقابلات مع شخصيات سياسية وإعلامية وفنية معروفة، كما عرضت برنامجا خاصا عن مسيرة كينغ الذي لا ينوي التقاعد في أي وقت قريب. > سوسن درويش: منتصف يونيو وفي خضم التوتر الذي يعيشه لبنان منذ مدة، عكست مراسلة محطة «إن بي إن» «رأيها الشخصي» من خلال خطأ غير مقصود في بث مباشر لدى تغطيتها جريمة اغتيال النائب وليد عيدو. اذ سمع المشاهدون صوت المذيعة وهي تقول «أعطوني الهواء»، وقبل أن تعلم أن الهواء قد أصبح تحت تصرفها، قالت «مرحبا، العوض بسلامتكم، ليش تعوقوا (تأخروا) لقتلوه». ورد صوت آخر عليها «نحن لا نشمت» فأجابت «مش شماتة بس هلكونا. بعد في أحمد فتفت (الوزير في فريق الموالاة). أنا عم عدّن (انا احصيهم)». واوردت صحيفة «النهار» اللبنانية «أن الوزير فتفت أجرى اتصالا بمرجع سياسي كبير، وقد تبلغ منه أن المذيعة طردت فورا من المؤسسة». والمعروف ان الـ«إن بي إن» تابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد اعتذرت القناة واعلنت انها تخلت عن خدمات درويش.

> ميكا بريجنسكي: سابقة مثيرة تلك التي نفذتها مذيعة قناة «إم.إس.إن.بي.سي» الأميركية، ميكا بريجنسكي، عندما رفضت في يوليو الماضي قراءة خبر متعلق بالنجمة الأميركية باريس هيلتون، ومن ثم تقطيع النص على الهواء بعد ان فشلت في حرقه بولاعة استعارتها من زميل لها على النشرة. بريجنسكي ابدت امتعاضا كبيرا «اعتذر بالنسبة للموضوع الرئيسي (في النشرة). اكره هذا الموضوع. لا اعتقد انها (قاصدة باريس هيلتون) يجب ان تكون الموضوع الرئيسي». واوضحت بريجنسكي كذلك انها تفضل البدء بقراءة الخبر الثاني على النشرة وهو المتعلق بالجنود الأميركيين. > بيار الضاهر: سلطت الاضواء على بيار الضاهر في أغسطس (اب) الماضي عندما أعلنت انه سيكون مشرفا على مجموعة القنوات التي ستشكل باندماج شبكة «روتانا» التلفزيونية الفضائية مع قناة «ال.بي.سي» الفضائية اللبنانية، وذلك بحسب بيان صادر عن شركة «المملكة» القابضة التي يرأسها رجل الأعمال الملياردير، الأمير الوليد بن طلال، الذي تملك شركته كذلك حصة 49% من القناة الفضائية التابعة لمؤسسة البث اللبنانية (ال.بي.سي). وقد نقلت وكالات الأنباء عن الأمير الوليد بن طلال قوله إنه يتطلع الى «رؤية الضاهر وهو يثري سجله المشرف، بالمزيد من الإنجازات من موقعه رئيساً للكيان الإعلامي الجديد». > ضياء الكواز: صحافي عراقي أثار جدلا من نوع آخر عندما ادعى مقتل افراد من اسرته على ايدي مسلحين عراقيين، فما كاد خبر «مقتل افراد عائلة صحافي عراقي يدير موقعا الكترونيا من المانيا» ينتشر حتى تسارعت ردود الفعل المتضامنة والشاجبة والراغبة في المساعدة، «مراسلون بلا حدود» استنكرت ما جرى فورا... إلا ان موجة التضامن هذه سرعان ما تغيرت، عندما افادت تقارير اعلامية بأن اسرة الكواز بخير، وانها لم تقتل بدليل ظهورها على قناة «الحرة» التلفزيونية لتكذيب ما ادعاه ضياء نفسه. وذكرت «مراسلون بلا حدود» في بيان لها انها مذهولة وغاضبة لاكتشاف أن ادعاء مقتل افراد عائلة الكواز كان خاطئا. > خالد حسن: الصحافي العراقي الذي كان يعمل مراسلا ومترجما بمكتب صحيفة «نيويورك تايمز» في بغداد قتل في يوليو (تموز) الماضي برصاص مسلحين في أحد أكثر أحياء العاصمة العراقية خطورة. خالد لم يكن أول صحافي عراقي يقتل في بلده، فنحو 85% من اجمالي الصحافيين الذين قتلوا في العراق منذ أن بدأت الحرب كانوا من أهلها، بحسب ما تقول «لجنة حماية الصحافيين» (سي.بي.جي).

> كونراد بلاك: انشغل الوسط الإعلامي نهاية السنة بخبر إبلاغ محكمة أميركية لامبراطور الاعلام السابق كونراد بلاك أنه من الممكن أن يقضي عقوبة في السجن تتراوح بين ست سنوات ونصف السنة وثماني سنوات. واتهم بلاك الى جانب عددٍ من معاونيه بسرقة ملايين الدولارات من شركائه في شركة «هولينغر انترناشيونال» التي كانت تملك بحلول عام 1990 أكثر من 400 صحيفة في أميركا الشمالية، اضافة الى امتيازات صحف في بريطانيا وإسرائيل وأماكن أخرى من العالم.

> جيمس مردوخ: على الرغم من ان المعروف عنه ابتعاده عن الاضواء، الا ان النجل الاصغر لامبراطور الاعلام العالمي، روبرت مردوخ، تصدر الاضواء الاعلامية بشكل كبير مع نهاية العام، عندما اعلن والده تسليمه مهمة رئاسة إمبراطوريته الإعلامية في أوروبا وآسيا، وسط تكهنات بأن جيمس البالغ من العمر 34 عاما سوف يتولى بعد فترة وجيزة مهام منصب تنفيذي كبير في مؤسسة «نيوز كورب» العملاقة في مجال الإعلام.

اضطراب مواعيد البث يفقد أيه آر دي الألمانية جماهيريتها

أجرت القناة الأولي شبه الرسمية في التلفاز الألماني (أيه آر دي) مع بداية العام الجديد تعديلا محدودا في شكل ومضمون نشرة أخبارها الليلية الرئيسية تاجستيمين (أحداث اليوم) لجعلها أكثر جاذبية للمشاهدين.

وأصبح ملاحظا زيادة وقت بث التقارير الأساسية بالنشرة وتكثيف معلوماتها  واجتهاد المذيعين في الابتعاد عن النمطية في الأداء، واهتمامهم بإضفاء مزيد من الحيوية والتشويق علي مقدمة كل خبر.

ومثلت تاجستيمين عند إطلاقها في الثاني من يناير/كانون الثاني 1978 أول خدمة إخبارية مفصلة في التلفاز الألماني الذي كان وقتها قاصرا علي القناتين الأولي والثانية ولم يكن به قنوات خاصة. 

وجاء هذا التغيير في نشرة تاجستيمين بعد تأكيد نتائج دراسة ميدانية أصدرتها إدارة قناة أيه آر دي علي حدوث تراجع حاد في معدلات مشاهدة النشرة وخسارتها لتميزها علي نشرات أخبار القنوات الألمانية المختلفة في السنوات الأخيرة.

مواعيد مضطربة

وذكرت الدراسة أن نسبة مشاهدة تاجستيمين من إجمالي مشاهدة نشرات الأخبار في قنوات التلفزة الألمانية العامة والخاصة أنخفضت من 12.9% عام 1995 إلي 10% في أيام الجمعة والسبت والأحد و9.9% من يوم الأثنين إلي الخميس خلال عام 2007.

ولفتت الدراسة إلي محافظة نشرة الأخبار الليلية الرئيسية (هويتا جورنال) بالقناة الثانية شبه الرسمية زد  دي أف علي انتشارها الجماهيري في العام الماضي، وتحقيقها معدلا مرتفعا للمشاهدة وصل إلي 12% من إجمالي مشاهدة الأخبار في التلفاز الألماني.

وقالت الدراسة إن تقديم موعد نشرة تاجستيمين ربع ساعة لتذاع في العاشرة والربع أعقب بثها في مواعيد مختلفة خلال خمسة أيام من الأسبوع طوال العام الماضي، ولفتت إلي أن عدم ثبات موعد بث النشرة صرف عنها شريحة كبيرة من الجمهور الألماني المطبوع علي دقة المواعيد والنظام. 

ورأت الدراسة أن توقف المذيعين الشهيرين أورليش فيكرت وآنا فيل عن تقديم تاجستيمين لعب دورا في تراجع الاهتمام الشعبي بهذه النشرة، ودفع المشاهدين للمقارنة بين المقدمين السابقين وتوم بورو وكارين ميوسجا اللذان توليا تقديم تاجستيمين مؤخرا.

مصطلحات غامضة

وامتدح 29% فقط ممن الذين شاركوا في الاستطلاع نشرة تاجستيمين بشكل عام، وتمني 60% منهم تقديمها في وقت مبكر و26% زيادة مدة تقاريرها الرئيسية وتكثيف معلوماتها وتحليل ما تناقشه من قضايا، وأتفق معظم المشاركين علي مطالبة النشرة بمتابعة قضايا لم تثر في القنوات الأخرى.

وانتقد فريق من المستطلعين استخدام مقدمي تاجستيمين لمصطلحات متخصصة وغير مفهومة بكثرة، و تمني فريق ثاني تضمين أفلام تقارير النشرة لقطات مختلفة عما يرد في نشرة الثامنة مساء الموجزة.

وحث المستطلعون المذيعين توم بورو وكارين ميوسجا علي الابتعاد عن التصنع والبرود و استخدام مفردات بسيطة تظهر تفاعلهم مع أحداث الأخبار.

أولوية للسياسة

وفي تعليق علي نتائج الدراسة قال توماس هينريشس نائب رئيس تحرير الأخبار في قناة أيه آر دي إن القناة تتعامل بمعايير مهنية لا يمكن تخفيض سقفها بمنافسة أخبار القنوات الخاصة في الإثارة والأخبار السطحية.

ورفض  تخفيض مساحة الأخبار السياسية في نشرة تاجستيمين لزيادة عدد المشاهدين.

وأوضح أن القناة ستبذل جهدها لتلبية ما عبر عنه المشاهدون في الدراسة وتثبيت موعد بث النشرة، وأشار إلي أن اضطراب مواعيد البث حدث بسبب تجاوز مواد سابقة للنشرة للوقت المحدد سلفا. 

ساقية الصاوي بمصر تختار العقول محورا لأنشطتها في 2008 

اختارت ساقية الصاوي -وهي مركز ثقافي واجتماعي غير حكومي يتخذ من العاصمة المصرية مقرا له- موضوع العقول محورا لأنشطتها وفعالياتها ومسابقاتها طوال عام 2008.

وقال مدير المركز محمد عبد المنعم الصاوي في مؤتمر صحفي  إنه بعد نجاح تجربة اختيار 2006 عاما للغة العربية, و2007 عاما للحقوق المدنية والإنسانية, اخترنا "العقول" لتكون محور فعالياتنا وندواتنا في العام الجديد.

وفي ذلك اللقاء أشار الصاوي -وهو مهندس معماري- إلى أن استخدام البشر لعقولهم لا يزال محدوداً جداً, مستشهدا بدراسات علمية أثبتت أن متوسط استخدام العقل في التفكير والتصرف, على المستوى الدولي, لا يزيد عن 12% وبالتالي هناك 88% من إمكانات وقدرات العقل غير مستغلة وفي حاجة إلى تنمية واستفادة. 

فعاليات وندوات

ويحفل برنامج ساقية الصاوي بالكثير من الفعاليات والندوات الأسبوعية التي تدور حول العقل وتهدف للتعرف على وظائف العقل, وعلاقة الذكاء بالسلوك البشري, وكيفية تنمية الذكاء الإنساني, ومهارات التفكير من خلال الاستخدام والممارسة, والقدرة على التعامل مع نعمة العقل.

وقد اختارت ساقية الصاوي شعارات عدة لبرنامجها خلال عام 2008 منها:  "عقلك أفضل مما تتصور"، "عادة التفكير تكتسب منذ الصغر"، "فكر كثيراً تعش سعيداً"، "فكر تجد حلاً".

وقال الصاوي  إنه يأمل نجاح المشروع الثقافي والفكري لهذا العام, أسوة بالعامين الماضيين, ويتمنى أن يساهم المركز في تحسين طرق التفكير واستخدام العقل لدى أوسع شريحة في المجتمع المصري يمكن الوصول إليها.

دلالة وأهداف

واختار المركز اسم الساقية في إحالة إلى رواية "الساقية" التي ألفها عبد المنعم الصاوي وهو رجل سياسة وصحفي تولى نقابة الصحفيين دورتين متتاليتين, وأسس اتحاد الصحفيين الأفارقة وتولى وزارتي الثقافة والإعلام في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

ويقول محمد الصاوي إنه اختار اسم الساقية للمركز لأنها لا تتوقف إلا لتدور, ولأنها تروي الأرض بالماء لتنتج الخير, وختم قائلا "فلتكن الساقية الثقافية رواءً للعقول والأفهام".

وتضم ساقية الصاوي التي افتتحت مطلع عام 2003 قاعات للأنشطة ومكتبة عامة ومكتبة للأطفال ومكتبة إلكترونية وأخرى موسيقية, بالإضافة لمجموعة أقسام لتعليم مبادئ الفنون الموسيقية والتشكيلية.

وتقوم أنشطة ساقية الصاوي على التبرعات والاشتراكات السنوية لأعضائها الذين يتجاوز عددهم عشرة آلاف. ويتردد على المركز شهرياً أكثر من 20 ألف زائر, ولها موقع إلكتروني يتردد عليه نحو 150 ألفاً شهرياً. 

جائزة العويس للإنجاز الثقافي والعلمي لجمعة الماجد وسلمى الجيوسي 

  أعلنت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية  عن منح جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لجمعة الماجد رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث والشاعرة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي تقديراً واعترافاً بالدور الريادي لكل منهما في خدمة العلم والثقافة ونشرهما في الوطن العربي والعالم.   

وأعرب جمعة الماجد عن سعادته لمنحه الجائزة وعن شكره لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تشجع على بناء مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة العويس وغيرها... ودعا الدول الخليجية خاصة والعربية والإسلامية عامة أن تحذو حذوها، وتسمح لأصحاب رؤوس الأموال أن يستثمروا أموالهم في مؤسسات خاصة تسهم في تطوير الثقافة والمجتمع وتحافظ على التراث وتشارك في التقدم الحضاري.. جاء ذلك لدى تلقي سعادته من «البيان» خبر فوزه بالجائزة، وأضاف رداً على أسئلتها إن سلطان العويس رجل خير، وقدم الكثير لدولة الإمارات على كل الأصعدة، من بناء للسدود ومساهمة في تجارة اللؤلؤ ودعم البنوك.. إلى تأسيس هذه الجائزة الثقافية التي يجب أن تكبر وتتوسع لتصل إلى العالمية في المستقبل. وعن اختياره لجائزة الانجاز الثقافي والعلمي قال الماجد إن هذا يرجع إلى اللجان القائمة على الجائزة والتي تتعامل بإنصاف مع الجميع، وعبر عن فخره واعتزازه بسلطان العويس الذي كانت تربطه به علاقات قديمة ومتينة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من أصحاب رؤوس الأموال الذين يمكنهم المساهمة في تطوير الثقافة والمجتمع، لكن لا توجد الأرضية المناسبة لهم، ودعا كل الدول العربية والإسلامية الا تقف في طريق بناء مؤسسات المجتمع المدني، بل تراقبها وتشجعها كما تفعل دولة الإمارات العربية المتحدة.  

جائزة خالية من الشطط...

 كان خبر فوز الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي بجائزة العويس للإنجاز العلمي مفاجئاً لها، فإضافة إلى أنها كانت تعتقد أن جائزة العويس تم الإعلان عنها كاملة قبل نحو الشهر، أيقظها الهاتف من نومها، وعلقت على ذلك قائلة، إنها المرة الثانية التي تستيقظ من نومها على خبر سار كهذا، والمرة الأولى كانت حين أخبرها صديق أميركي عن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، وكانت سعادتها كبيرة لأنها ساهمت في ترشيحه وعملت على نشر أعماله في الخارج. وأوضحت الدكتورة الجيوسي أن جائزة العويس خالية من الشطط، ركزت نفسها من البداية لخدمة الثقافة بشكل موضوعي وعادل، فكل الذين نالوا الجوائز في كل المجالات يستحقونها. وتحدثت الدكتورة سلمى عن لقائها بسلطان علي العويس في الإمارات، وعن بداية تأسيس الجائزة وفوز فدوى طوقان أجمل النساء الكبيرات في العمر، وعن الجائزة بمنحاها المعنوي والمادي، وكيف يمكنها الإسهام بالمشاريع الثقافية الكبيرة ، كالمشروع التي تقوم به الآن، وهو كتاب ضخم يضم نحو 56 دراسة تبحث في «المدينة في العالم الإسلامي» سيسهم في تعريف الغرب بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية.  

أحقية الفوز  

وأوضح عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في بيان صحافي، إن مجلس أمناء المؤسسة قرر منح الجائزة في جلسته المنعقدة تاريخ 30 /12/ 2007 بعد عدة مداولات واجتماعات لاختيار الفائزين في هذه الدورة، وبعد استعراض لأعمال وإنجازات 140 مرشحاً أجمع على أحقية الفائزين بالجائزة في هذه الدورة.  

وقال إن جمعة الماجد ساهم ولا يزال يساهم في خدمة العلم ونشر الثقافة من خلال تأسيس المدارس الأهلية والكليات التعليمية في عدد من الإمارات التي يتلقى فيها أكثر من 10 آلاف طالب العلوم الأساسية والجامعية بالمجان، إسهاماً منه في تمكين المحتاجين من الحصول على حقهم في التعليم، إضافة إلى إنشائه مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة الذي يقوم بجمع الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالتراث والتاريخ العربي والإسلامي وصيانتها وترميمها وحفظها من التلف والضياع.  

أما الدكتورة سلمى الجيوسي، فعلاوة على دورها الشعري والنقدي في الوطن العربي، فإن ريادتها غير مسبوقة في التصدي منفردة للتعريف بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية في الغرب، وإعادة الاعتبار لهذه الثقافة سواء من خلال نقل وترجمة الأعمال العربية الفكرية والأدبية إلى اللغة الإنجليزية أو من خلال مشروعاتها البحثية والدراسية كمشروع «بروتا» و«رابطة الشرق والغرب» وإسهاماتها في نشر الموسوعات والبحوث المتعلقة بالحضارتين العربية والإسلامية وبالأدب العربي المعاصر.  

الباحث العراقيأحمد مطلوب الناصري ينال جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة والأدب

نال البروفسور العراقي أحمد مطلوب الناصري جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والادب ..ونال مطلوب الجائزة مناصفة مع التونسي محمد رشاد الصالح حمزاوي استاذ اللغة العربية ورئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة سلطنة عمان سابقا

ومنحت جائزة اللغة العربية والادب وموضوعها "قضايا المصطلحية في اللغة العربية"، لاستاذ البلاغة والنقد ورئيس المجمع العلمي العراقي بالوكالة، تقديرا لجهوده المتميزة في خدمة المصطلح العربي من خلال عمله الغزير واحاطته بالمصطلحات البلاغية والنقدية ومعرفته الدقيقة بالنصوص الاساسية والثانوية من حيث خصائصها وطريقة انتظامها وترابط مكوناتها المصطلحية واعماله التي تمثل انجازا مرجعيا مهما واصيلا في رصد تلك المصطلحات وتطورها التاريخي مع تنظيمها وعرضها وفق قواعد علمية راسخة وواضحة المعالم. وولد الدكتور أحمد مطلوب في محافظة صلاح الدين بمدينة تكريت يوم الأحد الخامس والعشرين من تشرين الأول (اكتوبر) عام 1936.

ونال البكالوريوس من كلية الآداب والعلوم ببغداد (قسم اللغة العربية) سنة 1956. ودرجة الماجستير في البلاغة والنقد من جامعة القاهرة سنة 1961. والدكتوراه في البلاغة والنقد من جامعة القاهرة سنة 1963م.

وتقلد مطلوب مواقع في الدولة العراقية من بينها مدير عام الثقافة (وزارة الثقافة والإرشاد) ومدير عام الصحافة (وزارة الثقافة والإرشاد) وعميد كلية الآداب بالوكالة ورئيس قسم الصحافة (الإعلام) في كلية الآداب ووزير الثقافة والإرشاد سنة 1967 وعميد كلية الآداب - جامعة بغداد 1984-1986.والأمين العام للهيئة العليا للعناية باللغة العربية 1986-1992.ورئيس هيئة العناية باللغة العربية 1992-1999.والأمين العام للمجمع العلمي العراقي 1996-2003ورئيس دائرة علوم اللغة العربية في المجمع العلمي 1996-2003 وصدرت للدكتور مطلوب 45 كتابا فيما دفع للمطبعة ثلاثة كتب جديدة ومن بينها البلاغة عند السكاكي - القزويني وشروح التلخيص - النقد الأدبي الحديث في العراق - الرصافي - آراؤه اللغوية والنقدية مصطلحات بلاغية - مناهج بلاغية - عبد القاهر الجرجاني - بلاغته ونقده -1393هـ - 1973م.اتجاهات النقد الأدبي في القرن الرابع للهجرة -فنون بلاغية - دعوة إلي تعريب العلوم في الجامعات أساليب بلاغية -دراسات بلاغية ونقدية البلاغة العربية - البحث البلاغي عند العرب -1402هـ- البلاغة والتطبيق (بمشاركة الدكتور كامل حسن البصير) -البلاغة عند الجاحظ -الأرقام العربية - حركة التعريب في العراق معجم المصطلحات البلاغية وتطوّرها بثلاثة أجزاء -الصورة في شعر الأخطل الصغير -القروي شاعر العروبة في المهجر - صور عربية من المهجر الجنوبي -بحوث لغوية - الشعر في زمن الحرب - ضياء الدين بن الأثير (سيرة ومنهج) -معجم النقد العربية القديم في جزئين -عيون مضيئة - قراءة في شعر كمال الحديثي - المدينة في التراث -.معجم الملابس في لسان العرب - بحوث بلاغية -.فصول في الشعر -.الملامح الاقتصادية في رحلة ابن بطوطة

معجم النسب بالألف والنون - عاشق بغداد - بحوث تراثية - في المصطلح النقدي -1423هـ-

في الشعر العربي الحديث - معجم النحت في اللغة العربية - عبد الخالق فريد - شاعر الحب والجمال - فصول في العربية - العارف عبد الغني النابلسي - غربة الروح - قراءة في شعر إبراهيم السامرائي -

8 دول جديدة على لائحة جائزة سمير قصير لحرية الصحافة

أعلن سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران من مقر المفوضية الاوروبية في بيروت اطلاق «جائزة سمير قصير لحرية الصحافة» في سنتها الثالثة والتي تمنحها بعثة المفوضية الاوروبية في لبنان بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، في مسابقة مفتوحة امام المرشحين من الصحافيين والباحثين الشباب حتى تاريخ 30 آذار(مارس) المقبل.

واشار السفير لوران الى ان المفوضية الاوروبية قررت توسيع نطاق الجائزة ليشمل 8 بلدان اخرى اضافة الى لبنان وهي: الامارات العربية المتحدة، البحرين، العراق، قطر، الكويت، ليبيا والمملكة العربية السعودية واليمن. اما الجائـــزة التـــي ستمنح في الثاني من حزيران (يونيو) المقبل في بيروت فهــــي مخصصـــة لصحافـــي من الاعلام المكتوب (الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية والشهرية والمنشورات الالكترونية) سبق ان نشر عمله (تحقيق او تعليق صحافي) في الفترة بين 15آذار(مارس) 2007 ولغاية 15 آذارالمقبل على ان يتناول مضمونه «دولة القانون» كموضوع معالجة، وتبلغ قيمة الجائزة 15000 يورو. اضافة الى باحث شاب لم يتعد سن الخامسة والثلاثين، يتناول في بحثه الذي يجب ان يكون قد انجزه خلال العام الدراسي 2007، موضوعاً يتعلق بدولة القانون او بحرية الصحافة وتبلغ قيمة الجائزة 10,000 يورو. يذكــــر ان الصحافـــي والكاتب الراحل سمير قصير اغتيل في بيروت، في سياق اغتيال شخصيات سياسية واعلامية لبنانية. واعربت زوجته جيزيل خوري عن ارتياحها لأن «الجائزة بيد المفوضية الأوروبية».

دورة 2008 تحتفي بأدب الهند الحديث ... جائزة «غرينتزاني كافور» الايطالية إلى أدونيس

منح الشاعر العربي الكبير أدونيس  جائزة «غرينتزاني كافور». الاحتفال بتسليم الجائزة سيجري في «بلاتسو ريالي - القصر الملكي» بتورينو في إطار الدورة السنوية لأعرق جائزة إبداعية إيطالية كانت على الدوام محطة رئيسة لعبور الأسماء الإبداعية العالمية للفوز بنوبل الآداب.

وإلى أدونيس سيُمنح المترجم الإيطالي جورجو آميترانو جائزة الترجمة عن مجمل عمله في ترجمة الأدب الياباني. وكانت مؤسسة «غرينتزاني كافور» احتفت قبل عامين بالأدب النسوي العربي من خلال ندوة بعنوان «الكتابة غير المُحجّبة» استضافت فيها أربع عشرة كاتبة عربية من بينهن جمانة حدّاد (لبنان) وبدرية البشر (السعودية) وآمال موسى (تونس) وعالية ممدوح (العراق) ورضوى عاشور (مصر) وليانة بدر (فلسطين).

ومنحت جائزة الدورة الخاصة إلى الكاتبة الجزائرية آسيا جبّار فيما مُنحت جائزة الترجمة إلى البروفسورة إيزابيلا كاميرا دافليتّو أستاذة الأدب العربي في جامعة روما والمشرفة على ترجمة غالبية الإبداع العربي إلى اللغة الإيطالية.

دورة هــذه السنـــة من الجائزة تُقــام تحـــت عنــــوان «عبق الهند – كتابات وقصص» وتستضيـــف خمســـة عشر كاتباً من شبه القـــارة الهندية يمثلون شعوب الهند وتنوّعاتها العرقية واللغوية إضافة إلى تمثيلهــم الجيل الذي ولد ما بعد استقلال الهند من ربقة الاستعمار البريطاني وأطلّ علـــى عالم الكتابة بعد الجيل الأول الذي مثلته الأصوات التي برزت في ثمانينات أو تسعينات القرن الماضي وحازت حضوراً عالمياً واعترافاً كبيراً كسلمان رشدي وآرونديهاتي روي وآنيتا ديساي وأميتاف غـــوش وفيكرام سيث وفيكرام تشاندرا. وساهـــم هـــذا التيــار في ميلاد مجموعة أخرى من المبدعين الشباب الذين ستكون غالبيتهم من ضيوف الدورة الراهنة من المسابقة وهم الكاتب والباحث إم جي أكبر وسوداهير كاكار وبهاغوان داس موروال وآنيتا ناير وأوداي براكاش ولافانيا سانكارانا وفيكاس سواروب وتارون جي تيجبال وشاشي تهارّور وألطاف تيريوالا وتيهريتي أومريغار.

عدد من هؤلاء المبدعين يكتب باللغة الإنكليزية إلاّ أن آخرين اختاروا الإنجاز باللغتين الهندية والبنغالية ويمثلون بمجملهم تنويعات أصوات «القارة السادسة».

اللقاء سيكون مناسبة للاستماع إلى كلماتهم ليرسموا ماهية المتغيّرات التي تشهدها شبه القارة الهندية سواء في الواقع أو في عين العالم. شعر وقصص وروايات تعبر عن بلد مثل الهند وهو يعيش اليوم متناقضاته الأعمق عبر الصراع بين الحداثة والتقاليد فيما يبدو هذا البلد في بحث دؤوب عن الهوية الضائعة.

انطلاق احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 

انطلقت فعاليات احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 بافتتاح شعبي اقيم في ساحة الامويين ..

وتضمن الافتتاح الشعبي اطلاق الالعاب النارية من ساحة (الامويين) اكبر ساحة واشهرها في العاصمة السورية وجبل (قاسيون) المطل على دمشق بالتزامن والتي انارت سماء العاصمة وحفزت سكانها بالنزول الى الشوارع والصعود على اسطح وشرفات المنازل للاستمتاع بهذا المشهد رغم برودة الجو الشديدة.

كما تخللت فعاليات الافتتاح عروضا لافلام على شاشتين كبيرتين احداهما قماشية والاخرى مائية وعروض بهلوانية اضافة الى مشاهد اخرى رائعة.

وكانت الامينة العام للاحتفالية حنان حسن قد اعلنت في تصريحات سابقة ان برنامج الاحتفالية خلال الاشهر الثلاثة من العام الحالي سيتضمن عروضا للفن التشكيلي وفعاليات غنائية وموسيقية واقامة معرض للكتاب ومهرجان للسينما والمسرح وامسيات شعرية اضافة الى اقامة ندوات ادبية وفكرية وثقافية.

وتعد مدينة دمشق التي تحتفل على مدار هذا العام كعاصمة للثقافة العربية أقدم مدينة مأهولة في التاريخ فقد اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ بنائها فهناك من يقول ان النبي ابراهيم عليه السلام ولد بعد بنائها بخمس سنوات.

ويرى مؤرخون اخرون ان الفضل في بناء دمشق يعود الى اليونانيين بسبب معرفتهم لحركات الكواكب وحسن اختيارهم لموقعها فقالوا انهم وضعوا الارصاد وتكلموا عن حركات الكواكب واتصالاتها وبنوا دمشق في طالع سعيد واختاروا هذه البقعة الى جانب الوارد بين جبلين.

وعلى امتداد التاريخ تعاقبت على دمشق دول وعهود وأزمان حيث سكنها العموريون والكنعانيون في الالف الثالث قبل الميلاد ثم تعرضت للغزو الاشوري وبعده للنفوذ الفرعوني في عهد تحتمس الثالث في النصف الثاني من الالف الثالث قبل الميلاد وسكنها الاراميون وأسسوا ممكلة ارام دمشق ثم حكمها الاشوريون ومن بعدهم الفرس اليونانيون والرومانيون وسموها داماسكس ثم ظفرت بمكانة سامية في ظل الحكم الاسلامي العربي.

 وتشتهر دمشق بأبوابها فهناك باب شرقي ويرمز الى كوكب الشمس وهو الباب الوحيد في جهة الشرق عند بداية الشارع المستقيم الذي كان يحوي قوس النصر ومنه دخل خالد بن الوليد فاتحا دمشق.

وباب جنيق او باب السلامة ويرمز الى كوكب القمر وهو احد الابواب الشمالية للسور واطلق عليه هذا الاسم لانه محمي بمجري نهر العقرباني وباب توما ويرمز الى كوكب الزهرة وينسب الى أحد العظماء الروم وقد دخل منه عمرو بن العاص.

ومن ابواب دمشق باب كيسان ويرمز الى كوكب زحل وهو باب قديم رغم نسبته الى كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان ودخل منه المسلمون بقيادة يزيد بن أبي سفيان ثم أغلقه السلطان نور الدين الزنكي وأعاد فتحه الملك الاشرف ناصر الدين في العام 1363 .

وباب الفراديس ويرمز الى كوكب عطارد ويحمل اسم قرية الفراديس وقد حاصره المسلمون بقيادة عمرو بن العاص حتى استسلمت الحامية البيزنطية وباب الجابية ويرمز الى كوكب المشترى وسمي بهذا الاسم لانه كان يؤدي الى معسكر للجند مكلفين بجباية الضرائب ومنه دخل جيش المسلمين بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح لتحرير دمشق وباب الصغير ويرمز الى كوكب المريخ وهو أصغر أبواب السور.

كما أن هناك أبوابا أخرى لدمشق هي باب جيرون وهو الباب الشرقي لمعبد جوبيتير الدمشقي ويقع في حي النوفرة وباب البريد.

ومن معالم دمشق القديمة الجامع الاموي الذي كان معبدا رومانيا للاله جوبيتير ثم اصبح كنيسة ثم جامعا في زمن الخليفة الوليد بن عبدالملك الذي اراد له ان يكون اية ساطعة من الفن والجمال وتبلغ مساحته 15700 .

كما يوجد في دمشق القديمة الكثير من قبور الصحابة والقادة الاسلاميين والاثار المهمة مثل البيمارستان النوري والمدرسة العادلية وجامع التوبة والمدرسة الظاهرية والجقمقية ومئذنة جامع هشام وقصر العظم والمتحف الوطني.

مؤسسة ساويرس الثقافية» وزعت جوائزها للعام الثالث

أعلنت في المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية جوائز مؤسسة «ساويرس الثقافية» في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو، وفاز الروائي المصري يوسف القعيد بجائزة أفضل عمل روائي لكبار الأدباء عن نصه الأدبي «قسمة الغرباء»، وفي مجال القصة القصيرة حصل على الجائزة مناصفة كل من محمد كمال عن مجموعته «أقاصيص مصرية» وجمال زكي مقار عن مجموعته «سفر الطفولة ونصري والحمار». وفاز بجائزة السيناريو لكبار المخرجين والكتاب مناصفة المخرج السينمائي المتميز داوود عبد السيد عن فيلمه «رسائل البحر» وجمال صدقي عن سيناريو فيلم «الحياة حلوة»، أما في مجال الرواية للشباب حصل الكاتب أحمد أبو خنيجر على الجائزة الأولى عن نصه «العمة أخت الرجال»، وفاز في المركز الثاني ايهاب عبد الحميد عن نصه «عشاق خائبون».

أما القصة القصيرة للشباب فذهبت جائزتها الأولى مناصفة بين محمد عكاشة عن مجموعته «أصداء بلا أصوات» وإيمان عبد الحميد عن مجموعتها «محاولات للتخفي»، والمركز الثاني لعلاء أحمد أبو زيد عن مجموعة «الحافة»، وفاز بالجائزة الأولى في جوائز الشباب للسيناريو مناصفة السيناريت مريم نعود عن سيناريو «واحد صفر» ولين أحمد عبد الله عن سيناريو «مصر الجديدة».

ورأس لجان التحكيم في مجال الرواية صلاح فضل وضمت في عضويتها ماري تريز عبد المسيح وأحمد عثمان ورمضان بسطويسي، وضمت لجنة التحكيم في مجال السينما كوكبة من نجومها منهم المخرج سمير سيف والناقد سمير فريد وعلي أبو شادي. ودأبت مؤسسة ساويرس الثقافية منذ ثلاث سنوات على تخصيص جوائز للمبدعين في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسينما في إطار دعمها المتواصل للثقافة والفنون في مصر. 

المتحف الوطني لايفتح أبوابه للجمهور

اعلنت المديرة العامة للمتاحف العراقية ورئيسة هيئة الاثار والتراث غيداء الذهبي اعادة تاهيل قاعتي المعروضات الاشورية والاسلامية لكنها اكدت ان فتح ابوابهما امام الجمهور امر غير وارد حاليا. واوضحت الذهبي لوكالة الصحافة الفرنسية ان ادارة المتحف ورغم اعادة تاهيل القاعتين، وهما من كبريات قاعات المتحف، لا تنوي في الوقت الحاضر فتحهما امام الزوار "نظرا لعدم وجود ضمانات كافية لكي لا يتعرض المتحف الي ما حدث العام 2003" في اشارة الي عملية السرقة والنهب في ظل سقوط النظام السابق اثر الاجتياح الاميركي. ويضم المتحف الوطني اربع عشرة قاعة. وكانت اضرار جسيمة لحقت بقاعات المتحف الكائن في وسط بغداد ناحية الكرخ نتيجة النهب والسلب وتحطيم واجهات الخزائن وسرقة معروضاتها وموجودات اخري بلغ عددها حوالي 15 الف قطعة. ورأت الذهبي ان" اعادة القاعتين المخصصتين لقطع غير قابلة للسرقة في الوقت الحاضر هو الحل المناسب لتجنيبهما اي محاولات للسرقة في المستقبل (...) وما يزال هناك اكثر من احدي عشرة الف قطعة مفقودة نامل باستعادة عدد كبير منها مستقبلا". وكشفت ان "جميع القطع التي تم استردادها وعددها نحو اربعة الاف تم تخزينها في عنابر خاصة خاضعة لاجراءات صارمة يمنع الدخول اليها (...) الي حين التاكد من اعادتها الي العرض مجددا". وتضم القاعة الاسلامية اثارا من العصر العباسي بينها محارب قديمة عليها نقوش حجرية بعبارات اسلامية وآيات قرانية وكتابات بالخط الكوفي، ويتوسطها صندوق خشبي كبير خصص لدفن الشيخ عبد الله العاقولي يعود تاريخ صناعته الي 1327 ميلادية. وهناك ايضا قاعدة لاعمدة مصنوعة من مادة الجص تستخدم في البناء القديم تعود للقرن الخامس او السادس الهجري جلبت من منطقة عانة في محافظة الانبار (غرب)، وتعلو القاعة اكثر من لوحة جصية عملاقة مزخرفة. ويلفت الانتباه قطعة حجرية كانت تستخدم للوضوء في احد مساجد محافظة نينوي فيها خمسة ثقوب لخروج الماء وتعود للقرن الرابع عشر ميلادي والي جانبها باب خشبي عملاق صنع ابان زمن السلطان بدر الدين لؤلؤ الاتابكي في القرن الثالث عشر ميلادي.

الموناليزا زوجة تاجر أقمشة في فلورنسا 

أكد خبير ألماني الهوية الحقيقية للموناليزا بعد قرون من التكهنات بشأن المرأة التي رسمها ليوناردو دافنشي في لوحته الشهيرة. 

وقال مدير مكتبة جامعة هايدلبرغ فيت بروبست إنها ليزا غيرارديني زوجة تاجر أقمشة في فلورنسا اسمه فرانشيسكو ديل جيوكوندو. 

وأكد بروبست في تقرير بثه تلفزيون ألماني أن الاكتشاف تم منذ عامين ونصف العام من قبل رئيس إدارة المخطوطات بالجامعة. 

وعثر الخبير على إشارة عن هوية الموناليزا مكتوبة بخط اليد على وثائق تعود إلى مالك الوحة الذي عاصر دافنشي وكان على اتصال به بصفة منتظمة، وفقا لما ذكره التقرير التلفزيوني. 

وثارت تكهنات كثيرة بشأن شخصية المرأة الجالسة في اللوحة التي رسمها دافنشي في فلورنسا في الفترة بين 1503-1506 والموجودة حاليا في متحف اللوفر في باريس. 

واعتقد معظم الخبراء أنها زوجة ديل جيوكوندو، لذا حملت اللوحة عنوانا بديلا وهو "الجيوكوندا" على الرغم من أن هذا الأمر لم يثبت بشكل قاطع.  رحيل التشكيلي عبد العزيز القرجي

- فقدت تونس أحد رموز الفن التشكيلي في البلاد بوفاة عبد العزيز القرجي اشهر الفنانين التشكيليين أمس في تونس عن عمر يناهز 80 عاما بعد مشوار حافل بالابداعات الفنية.

ونعت وزارة الثقافة القرجي ووصفته بانه من أبرز رواد الحركة التشكيلية في تونس واحد مؤسسي مدرسة تونس للفن التشكيلي واكثرهم سعيا الي الابتكار والتجديد.

ووجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي برقية الي عائلة القرجي أعرب فيها عن مشاعر التعاطف مشيدا بابداعاته الفنية المتميزة واسهاماته الرائعة في اثراء الفن التشكيلي في تونس.

واقام الراحل عدة معارض في تونس وخارجها ابرزها بالولايات المتحدة عام 1951 وميلانو بايطاليا عام 1954 وجنيف عام 1973 وبروكسل عام 1982.

كما تميز بمساهمته في رسم عديد اللوحات الجدارية التي تزين حاليا واجهات بعض المؤسسات الحكومية.

ونال القرجي عام 1999 (الصنف الاكبر من وسام الاستحقاق الثقافي) اضافة لجائزة رئيس الجمهورية للابداع الثقافي عام 2000.

تأسيس أول نقابة للصحفيين في تونس 

أسس الصحفيون التونسيون أول نقابة لهم الأحد، مؤملين أن تسهم تلك الخطوة في الرقي بأوضاع المهنة والعاملين فيها بمختلف أنحاء البلاد حيث تخضع الصحافة لرقابة حكومية صارمة.

ويحل المولود الجديد الذي يحمل اسم "النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين" محل جمعية الصحفيين التونسيين التي أنشئت قبل نحو أربعين عاما، اعتبر معظم قيادتها بأنهم وثيقي الصلة بالأجهزة الحكومية وموالين لها.

وأعرب رئيس الفدرالية الدولية للصحافة جم بيوميللا عن أمله في أن يصبح الاتحاد بداية لمرحلة جديدة للصحافة التونسية.

وتقدم نحو أربعين صحفيا للترشيح لشغل مواقع قيادية بالنقابة الجديدة نصفهم مقيد مستقل والنصف الآخر مرتبط بالحكومة.

ووصف المستقل عبد الحق طرشوني المرشح لشغل أحد مناصب اللجنة التنفيذية الصحافة التونسية بأنها متردية.

وقال صحفي آخر مستقل هو ناجي بغوري "إن وضعية الصحافة التونسية يرثى لها فهي لا تلبي طموحاتنا أو طموحات المواطنين".

يُذكر أن منظمات حقوقية غربية وجهت انتقادات كثيرة للسلطات التونسية بسبب ما تعتبره تقييدا لحرية الصحافة في البلاد.  

قضى معظم حياته في بيروت ... رحيل المستشرق الايطالي مارتينيانو رونكاليا

شيع  في بيروت المستشرق الايطالي المؤرخ مارتينيانو رونكاليا الذي توفي  عن 85 سنة قضى معظمها في لبنان.

ولد مارتينيانو بيليغرينو رونكاليا في ريجيولو (شمال ايطاليا) عام 1923، وتابع دراساته العليا في باريس (جامعة السوربون) حيث نال الدكتوراه في التاريخ ودكتوراه اخرى في الآداب والآثار، يتقن لغات عدة قديمة كاللاتينية والفينيقية والعبرية وحديثة كالايطالية والفرنسية والانكليزية والاسبانية والألمانية.

عمل استاذاً في جامعات عدة وأسس في القاهرة مركز الدراسات الشرقية المسيحية، واقام في لبنان منذ خمسينات القرن الماضي وتزوج من لبنانية وكان حتى العام 1986 مدير المكتبة في المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت.

شارك في إعداد موسوعات وكتب واعتنى بتراث المسيحيين الشرقيين، خصوصاً في مصر ولبنان، ومن مؤلفاته في هذا الشأن «تاريخ الكنيسة القبطية» و «على خطى المسيح في فينيقيا – لبنان» الذي نقل أخيراً الى اللغة العربية، وتنبع أهمية هذا الكتاب في تحديده علمياً الأماكن التي جال فيها السيد المسيح في لبنان، ويتضمن توثيقاً يفيد ان بلدة قانا في جنوب لبنان هي نفسها قانا الجليل في السيرة المسيحية.

رحيل المؤرخ المصري يونان لبيب رزق 

توفي  في القاهرة المؤرخ المصري يونان لبيب رزق عن 74 عاما.

وقال د. عماد أبو غازي المشرف على اللجان بالمجلس الأعلى للثقافة إن رزق الذي كان عضوا بلجنة التاريخ بالمجلس توفي، وكان يمارس نشاطه العلمي بشكل معتاد حتى قبل يومين من اعلان وفاته، حيث كان يكتب لأكثر من عشر سنوات صفحة أسبوعية عنوانها (الأهرام: ديوان الحياة المعاصرة) بصحيفة الأهرام المصرية.

ولم يعانِ المؤرخ الكبير من أي أمراض معضلة أو يشتكي من شئ بالتحديد.

والدكتور يونان لبيب رزق من مواليد 27 أكتوبر/تشرين الأول 1933، رأس قسم التاريخ الحديث في كلية الآداب جامعة عين شمس، وحصل على ليسانس الآداب قسم تاريخ من الكلية نفسها سنة 1955 ثم ماجستير التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1963 ودكتوراه التاريخ الحديث من الجامعة نفسها سنة 1967.

وقد أثرى الراحل الحياة الفكرية بالعديد من المؤلفات من بينها: الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني 1970، وحرية الصحافة في مصر من عام 1778 وحتى عام 1924 وصدر عام 1973، والأحزاب المصرية قبل الثورة عام 1977، ومصر والحرب العالمية الثانية عام 1977، والوفد والكتاب الأسود عام 1978، والأصول التاريخية ومسألة طابا (دراسة وثائقية) عام 1983، وطابا قضية العمر عام 1989، وقراءات تاريخية على هامش حرب الخليج عام 1991، مذكرات فخرى عبد النور عام 1992، ومذكرات عبد الرحمن فهمى عام 1993، والأهرام ديوان الحياة المعاصرة عام 1995.

وقد منح الراحل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004.

معرض لفنان عراقي شاب في اتحاد السورياليين العالميين

افتتح الفنان العراقي محمد سامي معرضه المشترك مع الفنانان الالمانيان اولريخ فيلهلم روبكه، والمهندس المعماري راينهارد فروتشر، بعنوان ( حقبات مؤثرة ) وذلك علي الصالة الكبري لمبني المحكمة في مدينة شتوتغارت الالمانية /اتحاد السورياليين العالميين، ويعد الفنان الشاب محمد سامي من مواليد العراق- بغداد 1984 وله عدة معارض شخصية ومشاركات في في عدد من بلدان العالم، حائز علي العديد من الجوائز والشهادات التقديرة.

أقام معرضه الشخصي الاول عام 2000 في جامعة بغداد والمعرض الشخصي الثاني في قاعة الواسطي 2005 أما المعرض الشخصي الثالث فانتقل فيه الي قاعة الخانجي بمدينة حلب السورية 2006.

وله معرض مشترك علي قاعة مدارات 2006 - بغداد مع الفنانين"فادية محمد ياس" ونادية محمد ياس" قبل عضواً في اتحاد السوريالين / المانيا هذا العام.. حاز علي الجائزة الاولي لبيت العرب/ الجامعة العربية - مصر عام 1999 والجائزة الاول في مسابقة جنوب سيناء/ مصر 1999 والجائزة الاولي في مسابقة منظمة"نساء من أجل نساء العالم" أيلول العام 2006

والفنان والمهندس المعماري راينهارد فروتشر من مواليد 1939 المانيا، له يد كبيرة في تطوير الحركة التشكيلية الالمانية، فائز بالجائزة الاولي في امريكا الجنوبية لسنتين علي التوالي.

الدكتور اولريخ فيلهلم روبكة مواليد 1959 المانيا، له عدة معارض في مختلف بلدان العالم، حائز علي العديد من الجوائز، يعيش ويعمل في مدينة كولونيا الالمانية .

تحالف ثقافي بين معهد العالم العربي ومكتبة الإسكندرية 

اتفقت مكتبة الإسكندرية بمصر ومعهد العالم العربي بفرنسا على قيام تحالف دولي بينهما للتعاون في عدة مجالات بهدف نشر الثقافة العربية، والتعاون في عدة مشاريع. 

وينص اتفاق "التحالف الدولي" الذي وقعه مدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين ومدير معهد العالم العربي دومينيك بودي على إقامة معارض مشتركة، وتنظيم ندوات وتبادل الزيارات والخبرات المتعلقة بالحفظ الرقمي للمعلومات. 

واعتبر بودي أن ما حدث اتفاق إستراتيجي بين قطبين كبيرين من أقطاب الثقافة العربية، وقال "نريد إنشاء محور دائم للحوار ليكون بمثابة رابط ثقافي بين باريس والإسكندرية". 

وتم تحديد عدة مشاريع تعاون بين الجانبين لتنظيم معارض متبادلة، بينها معرض كبير العام المقبل حول حملة بونابرت على مصر بمناسبة مرور مائتي عام على نشر كتاب "وصف مصر". 

يُذكر أن معهد العالم العربي الذي احتفل بمضي عشرين عاما على تأسيسه يعتبر منارة للثقافة العربية بأوروبا، ويجذب مليون زائر سنويا بمقره الحديث على الضفة اليسرى لنهر السين في باريس. 

أما مكتبة الإسكندرية فقد استطاعت خلال خمس سنوات فرض نفسها في المشهد الثقافي بالضفة الجنوبية لحوض المتوسط، من خلال مكتبتها الغنية ومراكزها الأكاديمية المتخصصة ومركزها للمؤتمرات.  

تصدعات في نصب الحرية أبرز معالم بغداد 

تثير تصدعات وتشققات في القاعدة الكبيرة لتمثال نصب الحرية في العاصمة العراقية بغداد مخاوف وقلقا لدى المهتمين بفن النحت الذين تتعد آراؤهم حول أسباب هذا التصدع. 

وقد نحت الفنان الراحل جواد سليم هذا الأثر الفني عام 1961، ويعد أحد أبرز معالم الثقافة العراقية، وهو موجود في ساحة التحرير أشهر ميادين بغداد.

ويتألف هذا النصب التاريخي من 41 تركيبا تتوزع على قاعدة طولها 50 مترا. لكن جواد سليم لم يشاهد هذا النصب بسبب نوبة قلبية أدت إلى وفاته قبل إنجازه.

وتتعدد الآراء حول الأسباب التي تقف وراء تصدع أجزاء من القاعدة العلوية التي يستند إليها النصب، من الانفجارات إلى أكثر من حادث وقع قربه، في حين يرى النحات نداء كاظم أن أعمال تنظيف النصب تقف وراء ذلك.

وقال كاظم وهو أحد تلامذة سليم وكان قريبا منه في مراحل عمل النصب إن "الطريقة التي اتبعتها أمانة بغداد في عملية التنظيف تكاد تكون خاطئة وأساءت إلى هذا العمل الفني التاريخي".

وأضاف أن "فرق أمانة بغداد تعتمد عادة على خراطيم مياه كبيرة تستخدم في سيارات الإطفاء لدفع المياه بقوة، مما أدى إلى تصدع طبقات من المرمر الذي يغلف قاعدة النصب،  بمرور الوقت".

وأكد كاظم أنه ليست هناك مخاوف حقيقية على مستقبل نصب الحرية داعيا أمانة بغداد ووزارة الثقافة إلى الاستعانة بمهندسين معماريين متخصصين للقيام بأعمال صيانة لهذه الأجزاء.

وتابع يقول إن "النصب يستند إلى قاعدة تمتد أكثر من عشرين مترا في عمق الأرض وهذا يمنحها قوة دائمة ولا يثير أي قلق. لكن طبقات المرمر التي تغلف القاعدة بدأت تتأثر، وعلى المعنيين التعامل معها أثناء التنظيف بطريقة علمية".

من جهته أكد المسؤول الإعلامي في أمانة بغداد عادل العرداوي استعداد دائرته للتعاون مع وزارة الثقافة لإجراء مسح للأعمال التي يتطلبها هذا النصب.  

وأبدى الاستعداد للتعاون بخصوص مستلزمات الصيانة. 

ذاكرة العراقيين "

ويروي نصب الحرية وهو من أهم معالم الذاكرة لدى العراقيين، مسيرة هذا الشعب ويجسد رموز التنمية والخصوبة والأمومة والطفولة التي احتلت أولوية اهتمامات الفنان منذ بداياته.

يذكر أن الفنان جواد سليم ولد في مدينة أنقرة لأبوين عراقيين عام 1919 ودرس النحت في باريس وروما ولندن وتخصص في تدريس مادة النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد.

وتوفي في الأيام الأخيرة من يناير/كانون الثاني عام 1961 نتيجة نوبة قلبية بسبب الإجهاد الذي أصابه جراء تنفيذ نصب الحرية الذي أزيح الستار عنه في يوليو/تموز 1961.

وأبدى سليم اهتماما عكسته لوحاته الفنية مطلع الأربعينيات بالأمومة والطفولة المعذبة، فحملت بعض لوحاته عناوين "الابن المقتول" و"الطفل الميت" و"أطفال في الطريق" وعناوين أخرى للوحات رسمها بأشكال هندسية تعبر عن رؤيته.

وتعد جدارية الموكب الآشوري من أبرز أعمال جواد النحتية، وهي موجودة في واجهة المتحف الوطني للفن الحديث، وله تمثال الأمومة في حديقة الأمة على مقربة من نصب الحرية، وكانت تعرف بحديقة الأمير غازي إبان العهد الملكي.

وتعكس أعمال سليم الموروث الحضاري والإبداعي للتاريخ العربي والإسلامي برؤية معاصرة، ويعد من أهم المجددين في الفن المعاصر حيث أثرت آراؤه النظرية وأعماله التشكيلية على جيل كامل من الفنانين العراقيين. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10 شباط/2008 - 2/صفر/1429