
مقتطفات مما نشرته الصحف الغربية عن اخر
المستجدات على الساحة العراقية:
شبكة النبأ: تباينت القضايا التي ركزت
عليها الصحف الغربية، لكن كانت في مجملها تتحدث عن العراق، وحظي موضوع
اتهام القاعدة باستخدام نساء مريضات نفسيا في عمليات انتحارية في
التفجيرين اللذين حدثا في العراق بتغطية بارزة. إضافة إلى موضوع اليهود
في العراق،بينما تحدثت صحيفة عن إيرادات نفطية إضافية للعراق وتحذير من
الفساد، وذكرت أخرى موضوعا عن حقول نفط تنتج نحو ثلث النفط العراقي.
وموضوعا آخر عن حرب العراق. كما هناك موضوعا آخيرا تناولته أحدى الصحف
يتحدث عن مسرحية "المغدور" التي تجسد معاناة المترجمين العراقيين.
سلام هش
السلام الهش في بغداد قد تحطم حين انفجر حزامان ناسفان ترتديهما
امرأتان تعانيان من مرض "الداء المنغولي" في سوقين مزدحمين لبيع
الطيور، وذلك في أسوا هجوم شهدته العاصمة العراقية منذ شهور. حسب قول
صحيفة التايمز.
وتشير الصحيفة إلى اتهامات العراقيين والأمريكيين لتنظيم القاعدة في
المسؤولية عن هذا الانفجار، وتنقل عن كوندليزا رايس وزيرة الخارجية
الأمريكية قولها إن استخدام القاعدة للنساء المريضات نفسيا لتفجير
قنابل يظهر أن ليس لها (للقاعدة) برنامج سياسي يقبله المجتمع المتحضر،
وأنها أشد الحركات وحشية وإفلاسا".
وتقول الصحيفة إن استخدام القاعدة للنساء قد تزايد في الآونة
الأخيرة لكن هذه أول مرة يتم فيها تفجيرعن طريق جهاز للتحكم عن بعد.
اليهود في العراق
صحيفة الجارديان تنشر مقالا لإيان بلاك يستعرض فيه أحوال اليهود في
العراق قبل قيام إسرائيل، من خلال عرض لكتاب سيصدر أواخر الشهر باسم
ذكريات عن الجنة لفيوليت شمش.
وفيوليت شمش سيدة عراقية يهودية كانت قد غادرت العراق مع أسرتها عام
1941 وتوفيت في لندن قبل عامين عن 94 سنة.
يعرض الكتاب ـ كما يقول بلاك ـ ذكريات شمش عن الحياة التي عاشتها في
بغداد كما كتبتها في مذكراتها وأوراق خلفتها، وجمعها في كتاب بعد موتها
ابنتها وصهرها.
ويحكي بلاك في مقاله رؤيته لحياة اليهود في العراق من خلال استعراض
للأوضاع السياسية التي عاشها العراق بعد سقوط الامبراطورية العثمانية.
ويقول إن العراق عاش مرحلة فيها انسجام وتعدد ثقافات، هي منعدمة
الآن في الشرق الأوسط، وإن الوضع كان سيختلف بالتأكيد عما هو عليه الآن
لولا النفط الذي يصفه بالتفاحة المسمومة.
عروق الحياة
صحيفة التايمز كتبت بعنوان: تحت رمال الصحراء تجري عروق الحياة
للازدهار الاقتصادي، مقرونة بصورة لجندي امريكي وفي الكادر حقول كركوك،
تقول الصحيفة ان تلك الحقول تحتوي على نحو 11 مليار برميل من النفط،
وتنتج نحو ثلث النفط العراقي.
ويقول مراسل الصحيفة ان النجاحات في الحراسة المشددة لحقول وانابيب
نقل النفط العراقي لم تصب فقط في منفعة العراقيين، بل في منفعة العالم
ايضا.
واضاف ان وحدات الهندسة في الجيش الامريكي تبني مشروعا كلفته نحو 30
مليار دولار لحماية تلك الانابيب التي تنقل النفط إلى مصفاة بيجي،
الاكبر في العراق، ومنها إلى ميناء جيهان التركي متجها إلى اسواق الغرب
الاستهلاكية النهمة.
وتقول الصحيفة ان تلك النجاحات انعكست عبر ظهور علامات ومؤشرات
انتعاش اقتصادي يشهده العراق لاول مرة منذ غزوه عام 2003، حيث ارتفعت
صادرت العراق النفطية لنصل إلى معدلات ما بعد الغزو مباشرة.
وتقول انها اخبار جيدة بالنسبة لبغداد، التي تملك احتياطيا مثبتا
يبلغ قرابة 113 مليار برميل من النفط، وهو ثالث اكبر احتياطي نفط في
العالم بعد السعودية وايران.
لكن الصحيفة تنقل عن خبراء توقعاتهم بان احتياطي العراق قد يكون ضعف
هذا الرقم، اذ لا تعرف على وجه الدقة حتى الان كميات النفط غير
المستكشفة في هذا البلد حتى الآن.
وتشير الصحيفة إلى ان الانتاج العراقي من النفط بلغ في الاسابيع
الاخيرة نحو 2,4 مليون برميل يوميا، لكنه اقل بكثير من ذروته التي وصلت
عام 1979 إلى نحو 3,5 مليون برميل، واقل من انتاج ما بعد الغزو مباشرة
والبالغ نحو 2,6 مليون برميل.
ايرادات نفطية اضافية للعراق وتحذير
من الفساد
من جانب آخر قال تقرير حكومي امريكي ان العراق سيحصل، وبفضل ارتفاع
اسعار النفط العالمية، على ايرادات اضافية يمكن ان تستخدم في جهود
اعادة البناء، لكن التقرير حذر من الفساد المستشري داخل دوائر الدولة
العراقية والذي قد يأكل هذه الايرادات.
وقال التقرير الخاص الصادر من مكتب المفتش الامريكي العام ستيوارت
بوين جونير ان العراق سيحصل على ما يقرب من 15 مليار دولار اضافية من
ايرادات النفط لعام 2008.
لكن المفتش العام دعا إلى بذل المزيد من الجهود لمعرفة مسار عملية
انفاق هذه الاموال، ومكافحة الفساد الذي ينخر في عوائد النفط العراقية.
يذكر ان ايرادات النفط تشكل نحو 84 في المئة من اجمالي الدخل القومي
العراقي.
وينتج العراق ما يقرب من 2,38 مليون برميل يوميا خلال الاشهر
الثلاثة الاخيرة من العام الماضي، حسب التقرير، وهو اعلى معدل انتاج
منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003، لكنه اقل من معدلات الانتاج قبل
الغزو.
ويقول التقرير انه مع ارتفاع اسعار النفط، التي وصلت خلال الاسابيع
الماضية إلى حاجز المئة دولار للبرميل "خلقت فرصة لاستثمارات اقتصادية
مهمة" في العراق.
واضاف التقرير ان "ارتفاع ايرادات العراق يضع تركيزا اكثر على حاجة
الحكومة العراقية للعمل على مكافحة الفساد بعزيمة اقوى واشد".
استمرار العنف
وكان مكتب المفتش الامريكي العام قد حدد تهماً مثل الرشوة وتهريب
النفط والفساد، واعتبرها "تمردا آخر يهدد التنمية في العراق".
واعتبقر التقرير ان العنف في العراق ما زال يعد "تهديدا مميتا"
لعمليات اعادة الاعمار، حيث ما زالت الهجمات على البنى التحتية، ومنها
قطاع النفط، مشكلة قائمة.
واوضح التقرير انه "على الرغم من التحسن الطارئ على الاجواء
الامنية، يستمر العنف في عرقلة جهود الوكالات التي تعمل لاغاثة العراق
واعادة اعماره".
وبلغ مجموع ما انفق على العراق حتى نهاية ديسمبر/ كانون الاول
الماضي قرابة 113,95 مليار دولار، منها 47,5 مليار دولار من الولايات
المتحدة و 50,6 مليار دولار من موازنة العراق نفسه، والباقي من المجتمع
الدولي.
تباينت القضايا التي ركزت عليها الصحف البريطانية، لكن كانت في
مجملها بعيدة عن قضايا الشرق الأوسط وإن حظي موضوع اتهام القاعدة
باستخدام نساء مريضات نفسيا في عمليات انتحارية قد التفجيرين اللذين
حدثا في العراق بتغطية بارزة.
جنود يقتلون أسيرا
وفي شأن عراقي آخر خرجت صحيفة الديلي ميل بعنوان يقول: جنود
بريطانيون "يقتلون اسيرا عراقيا ويمثلون بجثث متمردين عراقيين"، وتشير
إلى ان تلك الاتهامات وجهت في قضية مرفوعة في المحاكم البريطانية، حيث
سمحت المحكمة العليا بنشر معلومات عنها، ومنها ان جنودا بريطانيين
عذبوا واساؤوا إلى معتقلين عراقيين، عقب مواجهة مسلحة معهم في جنوبي
العراق عام 2004.
وتقول الصحيفة ان تلك الاتهامات من الاخطر التي وجهت لجنود
بريطانيين في العراق، وان اقارب القتلى العراقيين يسعون إلى الحصول على
تعويضات، اضافة إلى مسعاهم لفتح تحقيق في الموضوع.
والحادث موضوع القضية تمثل في تعرض جنود بريطانيين إلى كمين من قبل
مسلحين عراقيين في احد المناطق الساخنة في الطريق الذي يربط مدينتي
العمارة والبصرة جنوبي العراق، في مايو/ ايار من عام 2004، وما تلاه من
وقائع.
ومن الجانب العسكري والامني إلى الجانب الاقتصادي، حيث تخرج صحيفة
التايمز بتغطية موسعة في صفحاتها الدولية عن العراق خصصت لها صفحتان.
وحدات الهندسة في الجيش الامريكي تبني مشروعا كلفته نحو 30 مليار
دولار لحماية تلك الانابيب التي تنقل النفط إلى مصفاة بيجي، الاكبر في
العراق، ومنها إلى ميناء جيهان التركي متجها إلى اسواق الغرب
الاستهلاكية النهمة.
حرب العراق
من جانب آخر نشرت الجارديان تقريرا إخباريا بعنوان "لوردات خبراء
بشؤون القانون يحكمون فيما إذا كان قرار غزو العراق يسوغ إجراء تحقيق
أم لا.
يتناول التحقيق القضية التي رفعتها مجموعة "أمهات الجنود القتلى"
أمام المحكمة العليا البريطانية التي يتوقع أن تبت الأسبوع المقبل في
أمر قانونية قرار رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بالانضمام
إلى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في قراره بخوض الحرب على العراق
عام 2003.
تنقل الصحيفة عن محامي أمهات الجنود، فيل شاينر، قوله: "إن أهم سؤال
لم تتم الإجابة عنه في جيلنا الحالي هو ما إذا كان غزو العراق أمرا
قانونيا أم لا."
مسرحية "المغدور" تجسد معاناة
المترجمين العراقيين
من أكثر اللحظات المؤلمة التي ستعرضها مسرحية "المغدور" في مدينة
نيويورك حول مجموعة من المترجمين العراقيين الذين التحقوا للعمل مع
الأميركيين، حسب وصف صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ، تقدمها شخصية
انتصار التي يتم تعيينها من قبل السفارة الأميركية في بغداد.
الصحيفة تقول إن انتصار شأنها شأن مئات العراقيين، كانت عملت مع
الأميركيين بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في أبريل/ نيسان 2003، بعد أن
أفنت شبابها وهي تحلم بأميركا ورأت في الغزو تجددا للوعد من أجلها ومن
أجل بلادها.
ثم تتلاشي تلك الأحلام في ظل الفوضى العارمة كما هو الحال في واقع
بغداد نفسها، بعد أن يسقط حي انتصار تحت هيمنة "المتمردين" الذين قد
يقتلونها إذا ما اكتشفوا أين تعمل.
إلا أن انتصار تمضي في عملها في تحد لمناشدات والديها بترك العمل
واستخفاف "بالإسلاميين" عبر رفضها تغطية رأسها.
هذه المسرحية كما تقول الصحيفة استوحاها مراسلها الصحفي والروائي
جورج بيكر من مقالة كتبها في السابق، ليوضح فيها المتاعب التي يواجهها
المترجمون العراقيون من اعتقال وتعذيب وقتل من قبل "المتمردين".
كما أظهر كيف واجهت مناشداتهم للأميركيين لمساعدتهم باللامبالاة،
حتى إنهم-أي المترجمين- لم يحظوا بأدنى مستوى من الحماية، بما فيها
الحصول على تأشيرات للولايات المتحدة.
وعلق بيكر على المسرحية قائلا "أردت أن أقوم بشيء حيال المادة التي
بحوزتي لا يمكن للصحافة أن تقوم بها، وهو الدخول إلى أعماق تجارب
العراقيين، واكتشافهم كبشر ضمن هذا الوضع المعقد جدا".
واقتبست الصحيفة بعضا من أقوال الشخصيات التي تمثلت في ثلاثة أصدقاء
هم انتصار وعدنا وليث، حيث قال أحدهم "أشعر أنني بين الجنة والنار"
مضيفا "الأميركيون لا يريدونني، والعراقيون لا يريدونني، إذا أين أذهب؟
اخدم نفسك بنفسك، هذا هو السبيل الوحيد، ولكن لا أرى أي حل ممكن".
*المركز الوثائقي والمعلوماتي
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
www.annabaa.org
Arch_docu@yahoo.com |