صحوة الكهرباء في مجلس النواب

سعد البغدادي

من الطبيعي ان يكون ملف الكهرباء حاضرا في مجلس النواب بعدما ضاق العراقيون به ذرعا وبعدما غرقت بغداد لاشهر في ظلام دامس  خاصة وان وزيرها لم يستجوب ولا مرة واحدة لحديث الصحافة ولا لهموم المواطنين.

حديث النائبة جنان  في مجلس النواب لجلسة يوم 24/1/2008 كان كفيلا ان يضع النقاط على الحروف فهي قالت بصراحة ان وزير الكهرباء يكذب علينا حينما يقول اننا اضفنا كذا ميكا واط واستوردنا كذا ميكا واط فالكهرباء في تراجع منذ خمس سنوات وهي في تدني مستمر في الاعوام القادمة ولا امل في اصلاحها لان هناك تخمة من المفسدين في الوزارة. وهناك عدم وضوح رؤية لوزير الكهرباء فهو لايعرف ماذا يفعل. دعت  وحملت النائبة مجلس النواب  واعضائه يوم الوقوف امام رب الارباب حينما يسالهم عن الكهرباء فلا مجيب؟

 تصوروا ان عضو مجلس النواب يرفع شكوى الكهرباء الى الله سبحانه تعالى. فاي درجة من  الظلم وصلنا له. ودعت النائبة جزاها الله خير الجزاء الى تشكيل صحوة حكومية في مجال الكهرباء تتالف من غرفة عمليات بين رئيس الوزراء  وبين متخصصين في مجال الكهرباء بعد ان تعبنا من كريم وحيد الوزير الحالي للكهرباء المفقودة وطالبت باستجواب هذا الوزير الذي يجيد فن الكذب. من خلال طرحها لدراسة كشفت فيه مقدار الفساد الاداري والمغالطات التي يتبناها الوزير فهو لم يضيف للكهرباء ولا ميكا واحدة من الميكات التي يتحدث عنها كثيرا  بل بالعكس فان الايام القادمة ستشهد تدهور في مجال تزويد المواطنين في الكهرباء لتقادم المكائن.

ان صحوة مجلس النواب في ملف الكهرباء ضرورية جدا خاصة واننا  نقترب من عام الاعمار الذي اطلقه رئيس الوزراء ونحسب ان لا اعمار ولاهم يحزنون بدون قطاع الكهرباء. فهي كما قالت النائبة اخطر من ملف الارهاب بل هي الداعمة والممول الرئيس لحاضنات الارهاب. فالانقطاعات الدائمية تولد لنا حلقة مغلقة، فانقطاع التيار الكهربائئ  يؤدي الى استمرار التذمر ويؤدي الى ارتفاع البطالة ويؤدي الى تنامي الارهاب، او انقطاع التيار الكهربائي المستمر يؤدي الى انخفاض مستوى المعيشة يؤدي الى تنامي الارهاب.

 كل ما لدينا من مشاكل سببه الكهرباء وهذه حقيقة تجاهلها السابقون.

الامر الاخر الذي اثارته النائبة في مجلس النواب ان الاعوام القادمة لم تشهد تحسنا في مجال الكهرباء لان الوزير كذب علينا في الميكاواط الاضافية وهي اشارت وامام اعضاء مجلس النواب انه لم يضف اي ميكا الى منظومة الطاقة الكهربائية التي اورثناها من النظام السابق؟

الحقيقة بعد خمس سنوات كان يفترض ان نفتتح اليوم اكبر المحطات الكهربائية وليس ذلك ببعيد فقد استطاع الاتحاد السوفيتي السابق خلال الخطة الخمسية الاولى من عمر ثورة اكتوبر ان يبني اكبر المنشات والمحطات الكهربائية مع كل ظروف ذلك الزمان. ومع فقدان الاتحاد السوفيتي للتكنلوجيا معتمدا على الاستثمار البشري. نحن الان لا نملك خطة خمسية لاقامة اي مشروع كهربائي كل مالدينا هو تصريحات من وزير  يجد ان الشعب العراقي جاهل وغافل عما يعمل. ويعتقد هذا الوزير ان الجهات التي جلبته الى منصب الوزارة قادرة على الحفاظ عليه بمنصبه كوزير ما دام هو يجيد فن الكلام.

 فما احوجنا اليوم الى صحوة حقيقية ترتكز على مبدء الاطاحة بوزير الكهرباء وبطاقمه الفاسد وتوفير الكهرباء للشعب العراقي قبل ان نرفع الشكوى كما طالبت النائبة الى الله يوم يقوم الحساب ؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28 كانون الثاني/2008 - 19/محرم/1429