يثير ردود افعال متفاوتة: الشكل الجديد للعلم العراقي مؤقت ايضا!!؟

 شبكة النبأ: رغم انه جاء استجابة للمطالب الكردية الا ان تغيير العلم العراقي تغييرا جزئيا وعدم الاتفاق على تغييره بالكامل افرز تفاعلات جديدة وانقسام آراء بين شرائح العراقيين كافة بحيث تباينت الاراء حول جدوى التغيير المؤقت او عدم المبالاة بنوعية التغيير مهما كانت.

وقال بيان لمجلس النواب العراقي إن شكل العلم الجديد للبلاد الذي أقره البرلمان سيعمل به فقط لحين إصدار قانون العلم العراقي الجديد، خلال مدة لا تتجاوز سنة واحدة.

وذكر البيان، إن مجلس النواب صوت على مقترح قانون بتعديل العلم العراقي، حيث عرضت لجنة الثقافة والإعلام في المجلس أربعة مقترحات بقوانين لتعديل قانون علم العراق رقم 33 لسنة 1986، وتعديله (الذي حدث لاحقا) بقانون تعديل قانون علم العراق رقم 6 لسنة 1991.

واضاف البيان أنه، بعد قراءة المقترحات الأربعة واطلاع النواب عليها، تم التصويت على المقترح الأول بأغلبية 110 صوتا من مجموع 165 صوتا (حضروا الجلسة)، والقاضي بحذف النجوم الثلاث ودلالاتها، وأن ألوان العلم العراقي تمثل ألوان الرايات الإسلامية.

وأوضح أنه وفقا لهذا التعديل، أصبحت المادة الثانية من القانون الجديد كالتالي: (تحذف من المادة "1" من القانون رقم "6" لسنة 1991، الإشارة إلى النجوم الثلاث.. وعبارة بخط الرئيس السابق صدام حسين وتحل بدلا عنها عبارة ( الله أكبر) بالخط الكوفي، وتشغل الثلث الأوسط من المستطيل الأبيض طولا.. والربعين الأوسطين عرضا.

يذكر أن العلم العراقي السابق يتكون من ثلاثة ألوان رئيسية، هي: الأحمر والأبيض والأسود، ويتوسط الأبيض ثلاث نجوم خضراء.. وعبارة (الله أكبر) التي اضافها رئيس النظام السابق صدام حسين إلى العلم قبيل حرب الخليج الثانية في العام (1991).

وصوت لصالح مشروع القرار 110 أعضاء من بين 165 عضوا حضروا الجلسة. وكان مجلس النواب شهد، خلال الأسبوعين الماضيين، القراءة الأولى والثانية لمقترح بقانون بشأن تغيير العلم العراقي.

واعلن رئيس البرلمان محمود المشهداني، عقب الجلسة، أن العلم الجديد سيرفع اعتبارا من (الثلاثاء) الماضي فى جميع ربوع العراق، وعلى جميع السفارات والمؤسسات العراقية.

واشار بيان مجلس النواب إلى أن التعدبل، الذي أقره البرلمان اليوم، نص أيضا على أن تعدل كافة الأنظمة والتعليمات ذات الصلة، وأن يعمل بالعلم الجديد لغاية إصدار قانون العلم العراقي، وخلال مدة لا تتجاوز سنة واحدة. من تاريخ إقرار القانون.

الأكراد يرحبون بالعلم الجديد

وكان محمد ملا قادر، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان، قال إن العلم العراقي الجديد سيرفع في جميع ربوع كردستان، مشيرا إلى أن القيادة الكردية راضية عن التعديلات التي أجريت على العلم.

وأتى تصريح قادر لـ( أصوات العراق)، كأول رد فعل كردي على إقرار مجلس النواب لقانون تغيير العلم العراقي الحالي، والذي كان يمنع رفعه في كردستان بقرار رسمي من رئيس الإقليم.

وأشار القيادي الكردي إلى أن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني قرر، قبل عامين، عدم رفع العلم العراقي القديم في الإقليم لأن آلافا من الكرد قتلوا تحت ظله، موضحا أن البارزاني طلب من الحكومة ومجلس النواب العراقيين تغيير العلم القديم.

وكان البارزاني قرر، في شهر أيلول/سبتمبر من العام (2006)، إنزال العلم العراقي من جميع المؤسسات الحكومية في مدينة أربيل.. والإكتفاء برفع علم الإقليم، معتبرا أن العلم العراقي رفع خلال حملة الأنفال وارتكاب الجرائم ضد الاكراد من قبل النظام السابق، في إشارة إلى الحملات العسكرية التي قام بها النظام السابق ضد المواطنين الأكراد في ثمانينات القرن الماضي.

ودعا رئيس إقليم كردستان الحكومة المركزية، مؤخرا، إلى الإسراع بتغيير علم  العراق قبل انعقاد مؤتمر البرلمانيين العرب في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، خلال شهر شباط/ فبراير المقبل. وقال البارزاني، في رسالة وجهها إلى الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة ومجلس النواب)، إن الاكراد  لن يرفعوا العلم الحالي الذي يحمل شعار حزب البعث بالنجوم الثلاث.

محلل قانوني: اقرار تعديل العلم لايحتاج الى استفتاء 

وقال محلل قانوني ودستوري ان اقرار مجلس النواب لتعديل تغيير العلم العراقي لايحتاج الى استفتاء شعبي.

وأوضح طارق حرب ، في اتصال هاتفي مع وكالة ( أصوات العراق )، صوت مجلس النواب وبالاغلبية على مقترح تعديل العلم، والامر لايحتاج الى استفتاء او موافقة الشعب لان مجلس النواب وفي كل القرارات التي يصدرها لايحتاج الى موافقة الشعب الا في موضوع التعديلات الدستورية.

وأشار إلى أن مقترح تعديل العلم شأنه شأن قانون المساءلة والعدالة الذي اقر مطلع هذا العام ولم يحتج الى استفتاء شعبي. وقال حرب إن، البرلمان منتخب من الشعب وبالتالي مايقره لايحتاج الى استفتاء شعبي.

فنانون تشكيليون ينتقدون تغيير العلم 

وانتقد فنانون تشكيليون تغيير العلم العراقي بشكل مؤقت معتبرين اقرار البرلمان لتغيير العلم برفع النجوم الثلاثة والابقاء على عبارة الله اكبر باللون الاخضر "امرا غير مهم".

وقال علي المندلاوي، لاارى ان التغيير مهم. متسائلا، اذا لم يتفق البرلمان والحكومة على علم يمثل العراق، فعلى ماذا سيتفقون..؟.

وأضاف المندلاوي، هل من المعقول ان تقوم الحكومة بطبع علم جديد، وترفعه في المحافل الدولية كالأمم المتحدة والجامعة العربية لمدة عام، ثم تعود لتقول (لقد غيرنا العلم مرة أخرى).

واقترح المندولاي ان يتم اعتماد علم الجمهورية في عهد عبد الكريم قاسم، وقال لقد كان احلى وتعلمنا عليه ثم هناك قبول عليه.

وأوضح، اذا لم يرحبوا بعلم الجمهورية، فوزارة الثقافة اعلنت أكثر من مرة عن مسابقة للعلم وفيها نماذج عدة ليختاروا واحدا منها، أو ليعلنوا عن مسابقة لتصميم علم جديد.

ومن جانبه، رأى عضو جمعية التشكيليين العراقيين صلاح عباس أن العلم الذي اقر والعلم الذي سبقه، هو علم ولاءات قومية وطائفية مشيد على دماء. مبينا أن العلم في معناه الحقيقي تعبير عن الحروب والاقتتال.

وتابع عباس، ان النجوم الثلاثة فيها دلالات على الوحدة العربية الفاشلة في زمن الرئيس عبد السلام عارف، وقد انتهى دورها كما انتهى دور العلم الذي كان يرفع سابقا.

وأضاف عضو الجمعية التشكيلية، أن كان العلم الذي سيرفع بالجديد، هو ضرب من المصالحة سأقبل به لهذا السبب فقط.

مبينا، هناك جهات تعتبر العلم في حقيقته الحالية رمزا لبقائهم ومكابرتهم لكن حين تترسخ الديمقراطية في العراق لابد ان يبدل العلم بالكامل؛ لان المرحلة السياسية الحالية المرعبة لا تتيح تغييره بشكل كامل.

وأضاف الفنان التشكيلي كريم الربيعي، انا اكره العلم الذي كان موجودا والعلم الذي سيرفع لانه يبقى العلم الذي رفرف فوق الموتى والابرياء من العراقيين سنوات طوال. متسائلأ، هل من المعقول ن لايكون بديل لهذا العلم بالكامل.

الربيعي قال، ان كلمة الله واكبر تحولنا في العراق إلى دولة دينينة والعراق يجب ان لايتأثر بدين واحد أو انتماء واحد لان فيه قوميات عديدة واتجاهات فكرية كثيرة وكلمة الله اكبر تحيل إلى دولة دينية صرفة.

وتابع، لابأس بأن نعود الى علم ثورة 1958، للخلاص من كل الاشكاليات، ومن دون اثارة اي زوابع العراق بغنى عنها.

وفي الوقت نفسه، تساءل صحفي وفنان تشكيلي قائلا، لوكان قدر للذين صنعوا الثورة أو وقفوا خلف التغيير شأن في ذلك لابد ان يعوا ان العلم الحالي لاحاجة له ولابد من تغيير كامل في جمالية هذا العلم لانه يرمز إلى هوية المواطن العراقي.

وتابع فهد الصكر، العلم يدل عن عمق الحضارة في البلد، وأرى ان التغيير الذي حصل لم يقدم ولم يؤخر اي شيء بل بقيت بصمات الطاغوت على اخطر مهمة يجب ان يقوم  بها الثوري بعد التغيير.

ودعا في ختام قوله إلى التضامن مع قول الكاتب العالمي (ماركوز) في ان الفن في اعمق مستوياته احتجاج ضد كل ماهو كائن.

نظرة العراقيين إلى العلم الجديد   

وأبدى مواطنون تأييدهم لتعديل العلم العراقى الذى صوت عليه البرلمان وأعتبروه أفضل من العلم السابق، فى حين رأى آخرون أنه كان من الأفضل الإبقاء العلم العراقي على ماهو عليه.

ورأى ستارالمحمداوي ( 44) عاما من اهالي مدينة الصدر شرقي بغداد ان الابقاء على العلم العراقي على ماهو عليه افضل كونه يمثل كل اطياف الشعب العراقي وتاريخ العراق وحضارته، ولابأس من تغيير عبارة (الله اكبر) من الخط الحالي الى الخط الكوفي.

وأضاف لوكالة (أصوات العراق) أنه كان من الاولى بمجلس النواب أن يسرع في إقرار قوانين مهمة تهم الشعب العراقي أفضل من تغيير العلم أو تغيير اجزاء منه.

فيما قال ميثم الجنابي ( 52) من اهالي حي الجامعة غربي بغداد إن العراق بلاد الرافدين، صاحب أعرق حضارة عرفها التاريخ زاخرة بمنجزات خالدة في مجالات العلم والفن والمعمار والتشريع والفلك، والعراق متعدد في كل شيء، في هويات أهله، وفي حضاراته، وفي توجهاتهم السياسية، والمطلوب أن يرضي العلم العراقي كل هؤلاء.

وقال حسين الهاشمي ( 46 ) عاما من اهالي الاعظمية شمالي بغداد أنه  على الرغم من قناعتي المطلقة بأن العلم الوطني هو رمز للبلاد ولايرتبط بنظام سياسي معين او ايدلوجية معينة، الا أن تغيير العلم الذي صوت عليه مجلس النواب لايخل بمعاني هذا الرمز مادام ان كلمة (الله أكبر) قد اتفق على تثبيتها عليه.

فيما قال فراس الحمداني ( 39) عاما من اهالي حي الدورة جنوبي بغداد، اذا كان حل مشاكل البلد مقرون بتغيير العلم فلا بأس من رفع النجوم الثلاثة ، لكن الاصرار على طرح هذا الموضوع في هذا الوقت يعكس العقلية المبطنة بالثأئر بماضي هذا البلد. وأضاف، على هذا البلد السلام، لانه يفكر بهذه العقلية السطحية.

وقال اسماعيل خليل (58) عاما من اهالي حي الشعب شمال شرقي بغداد انه مع تغيير العلم الحالي ومع ابقاء عبارة (الله أكبر)عليه لأنه كان يرمز للنظام السابق، وكانت النجوم الثلاثة تمثل اهداف حزب البعث المنحل، وهى (الوحدة والحرية والاشتراكية )، وطيلة 35 عاما لم تتحقق هذه الاهداف، فهي مجرد اهداف اتخذها الحزب المنحل.

وقال هيوا ابراهيم (33) عاما من حي جميلة شرقي بغداد، انا مع تغييرالعلم بالكامل، مع اضافة اللون الاصفر الذي يرمز للشمس وكردستان، لان العلم السابق ارتكبت تحت مظلته ابشع الجرائم بحق الاكراد العراقيين في الانفال وحلبجة وغيرها من جرائم النظام السابق.

وأضاف، أعتقد أن العلم الذي اقره مجلس النواب سيتغير في وقت لاحق ،بعد مطالبات بتغييره كليا.     

انقسام اراء المواطنين الأكراد

انقسمت اراء المواطنين في مدينة اربيل حول تغيير العلم العراقي بين مرحب بالعلم الجديد وغير مكترث بقرار التغيير لاسباب تراوحت بين اعتباره غير مؤثر على الاحوال المعيشية وبين عده غير كاف.

فبالرغم من ان تغيير العلم جاء تلبية لدعوة كردية اطلقها رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني لانه يمثل برأيه علم حقبة البعث الا ان ثمة كردا يرون الامر من زاوية اخرى.

فقد بدا احمد سعيد (كاسب) متذمرا من المعاناة من نقص الكهرباء والوقود فيما البرلمان يناقش تغيير العلم على حد رأيه.

وقال، ماذا سنفعل بالعلم ان تغير او لم يتغير فمنذ زمن لم نره يرفع في كردستان.. نحن بحاجة الى تحسين الخدمات ..ولدينا علمنا، في اشارة الى العلم الكردي الذي يرفع حاليا في اقليم كردستان الذي رفع فوق الاقليم بامر البارزاني بدل علم العراق.

ويؤيده في هذا الاتجاه عزيز هاجي (كاسب) الذي يرى ان من الاولى ان يتم الاهتمام بتغيير الاوضاع التي يعيشها المواطنون بدلا من الاهتمام بتغيير العلم.

ويتساءل، هل تغيير العلم سيؤدي الى تغيير الاوضاع الصعبة التي نمر بها.. هل سيوفر لنا الكهرباء او يمدنا بالوقود..

الا ان ذلك لا يمنع ان للبعض الآخر اعتراضات أخرى...من نوع آخر..

يقول الاعلامي نوزاد بولص ان المهم تبديل العلم الحالي وليس اجراء تغييرات فيه لانه لايمثل جميع مكونات الشعب العراقي..فحتى لو رفعوا النجوم فان الالوان الاخرى لاتمثل مكونات الشعب العراقي الاخرى الموجودة في العراق؛ مشيرا الى قرار البرلمان رفع النجوم الثلاثة الخضراء من العلم العراقي ذو الالوان الرباعية والابقاء على عبارة " الله أكبر" ولكن باللون الاخضر وسط العلم.

ويرى بولص ان من الضروري تغيير العلم الحالي لانه يمثل حزب البعث وسياسته ونحن نريد علما جديدا يعبر عن مكونات الشعب العراقي بكل اطيافه.

ويقترب منه في المنظور نفسه، عمر عزيز (موظف حكومي) معتبرا ان التغير الذي طرأ على العلم، لايعني شيئا لنا بالرغم من انه جاء استجابة للمطالبات الكردية لانه تغيير طفيف لايعني شيئا لنا نحن الكرد.

وفي ضاحية عنكاوة ذات الغالبية المسيحيية (5 كم شمال اربيل) لم يختلف الحال كثيرا عن اربيل...غير ان المعلمة بشرى كاسبر بدت أكثر واقعية في التعامل مع تغيير علم العراق. وقالت، انا مع تغيير كل شيء وكل ماهو قديم.

وتابعت بلهجة مملوءة بالحماس، كل دول العالم تغير أعلامها وحسب المتغيرات التي تجري في بلادها..وتغيير العلم العراقي هو جزء من التغييرات التي شملت بلدنا.

ونوهت بشرى الى ان تغيير العلم قد يكون صعبا على البعض الا ان هذا هو الواقع .. وقالت، هناك اناس تتالم او تتحسس من تغيير القديم لارتباطه لديها بذكرايات او اعمالأو ما شابه..اعتقد ان الامر سيكون صعبا على البعض.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26 كانون الثاني/2008 - 17/محرم/1429