بعد ان اصبح "كتابا مفتوحا": تنظيم القاعدة في العراق في طريقه الى التفكك

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: في تطورات مثيرة كانت نتاجا طبيعيا لحملات المطاردة الضخمة التي شنتها القوات الامريكية والعراقية اعلنت وزارة الداخلية العراقية عن تمكنها من اختراق تنظيم القاعدة في العراق عبر "جهاز امني متخصص" شكل اخيرا لهذا الغرض. وقالت ان تنظيم القاعدة في طريقه الى التفكك بعدما بات "كتابا مفتوحا".

وقال مدير العمليات في الوزارة اللواء عبدالكريم خلف لوكالة (كونا) أنه تم اختراق تنظيم القاعدة بعد انشاء جهاز استخبارات قادر على اختراق هذا التنظيم وجميع التنظيمات المسلحة التي تستهدف الامن. وذكر خلف ان الورقة التي كان يلعب بها هذا التنظيم وهي ورقة الفتنة الطائفية انتهت وبشكل نهائي تقريبا.

ولم يكشف خلف عن خيوط تنظيم القاعدة وامتداداته مؤكدا ان عناصر امنية مدربة تعمل داخل هذا التنظيم الذي سيتم تفكيكه قريبا.

وكانت القوات الامنية اعلنت خلال الـ48 ساعة الماضية عن القاء القبض عن الرأس المدبر لتفجيرات سامراء الثانية، وقتل ابوقتادة السعودي احد ابرز قياديي تنظيم القاعدة في عملية عسكرية جنوب غرب سامراء.

وكانت قوات مشتركة عراقية وامريكية قضت نهاية الشهر الماضي على ابو عبدالله الزوبعي الامير الاقليمي في تنظيم القاعدة للمنطقة الممتدة من غرب بغداد الى شرق الفلوجة فيما قامت مقاتلات امريكية بالتنسيق بقصف نحو 50 معقلا لتنظيم القاعدة في منطقة عرب جبور جنوبي العاصمة.

وسجل الشهر الماضي مقتل زعيم تنظيم القاعدة في جنوبي بغداد محمد خليل القرغولي في قصف جوي كما اعلن عن مقتل أبو ميسرة السوري مع تسعة من مساعديه.

وقد وصف الجيش الامريكي ابو ميسرة بأنه مستشار للبغدادي المعروف ايضا باسم أبو أيوب المصري وسلفه أبو مصعب الزرقاوي، وهو ايضا احد كبار زعماء تنظيم القاعدة الذين نعاهم ابو عمر البغدادي الزعيم المفترض للتنظيم في رسالة منسوبة له.

تطورات ايجابية

وكان قائد شرطة محافظة صلاح الدين اللواء حمد نامس ياسين قد اعلن ان قوات الشرطة تمكنت من قتل "قيادي سعودي" في تنظيم القاعدة خلال عملية عسكرية في غرب سامراء (120 كلم شمال بغداد).

وقال ياسين، ان قوة من شرطة طوارىء صلاح الدين نفذت عملية عسكرية في منطقة شنانة غرب سامراء وتمكنت من قتل ابو قتادة السعودي احد امراء تنظيم القاعدة في غرب سامراء.

ولم يكن بوسع الضابط تحديد الاسم الحقيقي للسعودي. واضاف ان، السعودي كان يرتدي حزاما ناسفا لدى مقتله مشيرا الى ان العملية التي جرت فجر الجمعة الماضي اسفرت عن اعتقال احد عشر شخصا من معاونيه ومصادرة اسلحة ومتفجرات.

وغرب سامراء منطقة وعرة تحاذي بحيرة الثرثار التي تمتد غربا الى محافظة الانبار وتعتبر احد ابرز معاقل القاعدة.

كذلك اكد قائد "مجلس الصحوة" في جنوب بغداد ان "امير" تنظيم القاعدة في مناطق جنوب بغداد قتل مع عشرين "ارهابيا" خلال القصف الجوي الاميركي الذي استهدف بعض الاماكن في عرب جبور الواقعة جنوب العاصمة الخميس الماضي.

وقال الشيخ مصطاف الجبوري خلال اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان، معلوماتنا تؤكد مقتل وليد خضير الملقب بـ وليد الجحش قائد تنظيم القاعدة في مناطق جنوب بغداد مع عشرين ارهابيا من معاونيه خلال القصف الجوي الاميركي.

واضاف، لقد زودنا قوات التحالف بجميع المعلومات عن مكان تواجدهم ومخابىء اسلحتهم (...) ضمن خطة لتطهير المنطقة من فلولهم.

واكد الجبوري الذي شارك الاسبوع الماضي في مؤتمر كبير للمصالحة بين الشيعة والسنة في منطقة ابو دتشير المحاذية لعرب جبور، لم يصب احد من المدنيين بالقصف الاميركي لان القاعدة كانت ارغمت السكان على الرحيل خلال الفترة الماضية. وتابع، ان هذه المواقع كانت معاقل التنظيم اقام فيها مخازن ومقرات لتنفيذ هجمات ضد المدنيين في بغداد.

واضاف الجبوري الذي يقود مقاتلين من ابناء العشائر تطوعوا لمحاربة القاعدة، لقد تمكنا حتى الان من تطهير معظم مناطق عرب جبور التي تمتد على مساحة اربعين كلم مربع (...) لكن لا يزال لديهم فلول هنا وهناك.

من جهته قال الكولونيل الاميركي تيري فيريل في مؤتمر صحافي في بغداد، ليس لدينا تقارير تشير الى وقوع ضحايا بين المدنيين خلال العملية. 

وقال ان طائرات بي-1 و اف 16 استهدفت مخابىء للاسلحة ومتفجرات فضلا عن كونها استهدفت اشخاصا (...) نعتقد اننا نجحنا في تدمير عدد من العبوات الناسفة الكبيرة كما نعتقد اننا تمكنا من تدمير مخابىء كبيرة للاسلحة.

بدوره قال الكولونيل بيتر دونلي خلال المؤتمر ايضا ان حوالى 51 هدفا تم تحديدها في بادىء الامر في منطقة عرب جبور لكن الخوف من ان يتعرض المدنيون للاذى الغيت الغارات على اربعة منها.

واضاف، قصفنا 47 موقعا مستهدفا ولم يتم قصف المواقع الاخرى تجنبا للاضرار الجانبية (المدنيون) مؤكدا، رصدنا اهدافا مدنية في المكان الامر الذي ادى الى الغاء الغارة.

معتقل ينتمي للقاعدة "يزعم" تلقي تمويلا من سوريا 

وقال الجيش الأمريكي إنه، تم التعرف على عضو في تنظيم (القاعدة) سبق اعتقاله منذ إسبوعين، ويزعم إنه يتلقى تمويلا لعملياته من سوريا، وأنها إحدى "الملاذات الآمنة" لديه. واتهمه الجيش بأن له "علاقات عديدة" مع قوات الأمن العراقية، وبأنه يحصل منهم على المعلومات عن القوات المتعددة تسهل له عملياته ضدها.

واوضح بيان اصدره الجيش الأمريكي وتلقت وكالة ( أصوات العراق) نسخة منه أن، قوات التحالف تعرفت على عضو في تنظيم (القاعدة) تم اعتقاله خلال عملية (جرت) بتاريخ 29 كانون الأول/ يناير الماضي، وهو المدعو جاسم محمد.. الملقب أيضا باسم (الملا جاسم).

واضاف البيان، يعتقد بأن (جاسم) يتزعم خلية إرهابية في الحويجة، وبأنه مساعد مقرب لـ ( أبو حارث) وهو زعيم سابق للقاعدة في مدينة كركوك، والذي قتل أثناء عملية لقوات التحالف بتاريخ (21) تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مشيرا إلى أنه يشتبه في أن جاسم، يقوم بتسهيل توفير الأسلحة والتدريب، وإعطاء التوجيهات للهجمات بواسطة العبوات الناسفة.

وتابع قائلا، يشتبه في أن (جاسم) منسق لعدة هجمات ضد قوات التحالف والشرطة العراقية، من ضمنها الهجوم بسيارة مفخخة، بتاريخ (11) كانون الأول/ يناير الماضي، والتي أدت إلى مقتل عشرة مواطنين عراقيين وإثنين من رجال الشرطة العراقية.

ومضى بيان الجيش الأمريكي يقول، يزعم جاسم أنه تلقى تمويل العمليات من سوريا، وهي إحدى الملاذات الآمنة لديه.

وذكر أن التقارير،  اشارت إلى أن لديه (الملا جاسم) تاريخا بعمليات الاستجواب والتعذيب، وكذلك ارتباطه بمعسكر تدريب تابع لأنصار السنة في الحويجة، والذي كان يستخدم لقتل وتعذيب الناس.

واضاف البيان الأمريكي أن، المعلومات الإستخبارية اشارت إلى أن جاسم مرتبط بمجاميع أخرى من (تنظيمي) أنصار السنة والقاعدة، والتي تنفذ عمليات إنتحارية وهجمات بالسيارات المفخخة ضد قوات التحالف والقوات العراقية.

 مسؤول عراقي: اعتقلنا مئات السعوديين وقتل أضعافهم في عمليات إرهابية

وفي سياق متصل أعلن مسؤول أمني عراقي كبير عن اعتقال مئات السعوديين من المقاتلين الذين تسربوا إلى الأراضي العراقية عبر حدودها مع سوريا، وأن أضعاف هؤلاء قتلوا في عمليات إرهابية ومواجهات أمنية في العراق. بحسب يو بي أي.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي الدكتور موفق الربيعي لصحيفة عكـاظ السعودية إن، أجهزة الأمن والاستخبارات في بلاده تمتلك معلومات وأسماء وصور وأرقام هواتف الإرهابيين وتحاصرهم قوى الأمن في المناطق الحدودية، موضحاً انه سيحمل خلال زيارته المرتقبة للمملكة، ملفا متكاملا ومحدثا بقوائم المعتقلين السعوديين ومعلومات دقيقة عنهم لتسليمها إلى المسؤولين الأمنيين على اعتبار أن الرياض وبغداد في خندق واحد لمحاربة الإرهاب الذي يعبر الحدود من دون تمييز.

وكان الربيعي زار المملكة في يوليو الماضي على رأس وفد أمني واستخباراتي عراقي التقى الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة.

واكد الربيعي أنه لا توجد عوائق لتسليم المعتقلين السعوديين إلى المملكة، مشيرا إلى أن السلطات السعودية اتخذت تدابير وإجراءات لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وضبط حدودها لمنع تسرب الانتحاريين إلى بلاده ومراقبة صغار السن الراغبين في السفر إلى بلدان خارجية ومنها يتحولون إلى العراق.

وردا على سؤال عن تسليم المعتقلين لدى الأمريكيين في العراق إلى الأمن العراقي أم سيعادون إلى بلدانهم قال الربيعي، كل الاحتمالات ممكنة ولكن أن يسلموا للقضاء العراقي فهو الاحتمال الأوفر حظا وإذا لم يكن لدينا الإمكانات لتوفير السجون أو المعتقلات لهم يمكن أن نبدأ مفاوضات مع بلدانهم لإرجاعهم إلى إليها إذا ما رأينا ذلك مناسبا لأمن العراق والمنطقة.

خبرات سعودية!!

وقال الربيعي، إن الخبرات التي اكتسبتها قوى الأمن السعودي في مقاومة الإرهابيين جدا عالية ساهمت في تلك الانتصارات، مؤكدا أن هناك تنسيقاً أمنياً واستخبارياً، مع الأشقاء في المملكة على اعتبار أن المعركة واحدة خصوصا وان الإرهاب لم يعد يعترف بالحدود وهو يعبرها بدون ''''فيزا'''' ونحن في العراق لاحظنا جملة من الملاحظات من بينها أن بعضا من أعداد المقاتلين يأتون من المملكة لكن العدد الآن أقل بكثير مما كان يأتي سابقاً.

ولفت إلى أن بلاده تقترب وخلال أشهر قليلة من إعلان النصر على تنظيم القاعدة الإرهابي وطرده من العراق، مؤكدا أن حملة فكرية وسياسية وإعلامية ستنطلق العام الجاري لمحاربة الفكر التكفيري ودحض فكر القاعدة.

وقال الربيعي أن أسباباً عدة جعلت من العراق قاعدة رئيسية للإرهاب ومكان جذب للإرهابيين في أنحاء العالم، وان أهمها الفراغ الأمني بعد سقوط النظام السابق، ثم أن هناك فراغا حكوميا وليس أمنيا استمر أشهر عدة قبل تشكيل مجلس الحكم.

وأضاف أنه، لمجرد وجود قوات أجنبية على أراضي دول المنطقة مدعاة إثارة للمتطرفين الذين يحاولون إيجاد العذر والذرائع في هذا الجانب.

وعن الجهة التي تدعم تنظيم القاعدة في العراق، قال المسؤول الأمني العراقي، هناك نوعان من التمويل، الأول داخلي من خلال السرقات والفساد المالي والإداري المتفشي في بعض الزوايا في العراق ومن خلال عمليات الخطف ودفع الديات وغيرها والنوع الثاني تمويل خارجي خصوصاً أن هناك بعض المغرر بهم من التجار وأصحاب الأموال ممن يمولون القاعدة والمتطرفين والمغرر بهم.

معلومات تفصيلية عن 600 مقاتل من «القاعدة»

وحصلت «الحياة» على ملف يحوي استمارات شخصية لأكثر من 600 مقاتل أجنبي تم تهريبهم خلال السنتين الماضيتين من دولهم في السعودية، واليمن، وتونس، والجزائر، والمغرب، ومصر، ولبنان، والكويت، وسورية، والأردن، وفرنسا، وايرلندا، والسويد واسبانيا عبر الحدود السورية الى العراق للانضمام الى «دولة العراق الإسلامية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وتتضمن الاستمارات التي صادرها الجيش الاميركي منذ مدة في غارات عسكرية على مواقع مقاتلي «دولة العراق الإسلامية» في منطقة الأنبار، معلومات تفصيلية تشمل عنوان المقاتل واسمه الكامل ولقبه وأرقام هواتف أقاربه وأصدقائه إضافة الى أرقام هواتف تعود للذي جنده وأسماء الذين تسلموه في سورية والشخص الذي هربه الى العراق، إضافة الى معلومات أخرى عن مهنة المتطوع وخبراته والمهمة التي يريد القيام بها في العراق. 

وبمجرد وصول «المتطوعين» الى الأراضي السورية يستقبلهم أناس يطلق عليهم في الاستمارات اسم «المنسقين» وهم اكثر من عشرة أشخاص يحملون أسماء حركية هي: «أبو محمد» و«أبو حسين» و «أبو عادل» و«أبو عمر» و«عبدالهادي» و«أبو اسحاق»  و«أبو عثمان» و«أبو عبدالملك» و«أبو علي» و«أبو باسل» و«فضل» و«لؤي».

وعندما يصل المتطوعون الى العراق يطلب منهم وصف من التقاهم في سورية، ويذكر عدد من المتطوعين أوصاف «أبو عبدالملك»، ويشيرون الى انه» طويل وقوي وأشقر ومتزوج» و«أبو باسل اسمر وضعيف الجسم» و «فضل متوسط الطول، وحنطي البشرة ويلبس نظارات» أما «لؤي فهو عراقي وقاسي المعاملة» و «أبو محمد شيخ ذو لحية دب فيها الشيب».

وتكشف تلك الاستمارات ان غالبية المتطوعين تم تجنيدهم في بلادهم من اشخاص تعرفوا عليهم في المساجد او الجامعات او أماكن العمل، ومنهم من تم تجنيدهم أثناء فترة الحج في مكة المكرمة او عبر الانترنت.

وتظهر الاستمارات تفاصيل الأساليب القاسية جداً في معاملة المقاتلين الأجانب من مستقبليهم في سورية من اجل إقفال باب العودة عليهم نهائياً لضمان انهم لن يتراجعوا عن مهمتهم. فعند وصوله الى سورية يجرد المتطوع من كل ما يملك وتوضع ممتلكاته الشخصية تحت خانة «التبرع».

ومن الأشياء التي يستولي عليها المنسق كل ما يملك المتطوع من مال، إضافة الى هواتف خليوية ومحابس وخواتم وساعات وآلات حلاقة وآلات تسجيل. ويذكر الطالب الجامعي الجزائري ا. م. (٢٥ سنة) في استمارته الشخصية انه نسق مع شخص في الجزائر اسمه «أبو عاصم» ساعده على السفر من تونس عبر ليبيا الى دمشق جواً. والتقى في سورية «أبو عبدالملك و«أبو علي» و«أبو باسل». وأضاف: «قالوا لي انه لا يسمح بدخول اي شيء الا جوازات السفر».

أما المتطوع السعودي ن. ح. خ. والملقب بـ «أبو عبيدة الفاروق» (٢٥ سنة) من مدينة الرياض والذي دخل العراق في ٢٦ حزيران (يونيو) عام ٢٠٠٧ فيذكر ان المنسق في السعودية «أبو عبدالله» هو الذي سهل له مهمته للوصول الى سورية والاتصال بالوسيط هناك.

تفاوت الوسطاء

استقل «أبو عبيدة» سيارة أجرة من الرياض الى دمشق التي قضى فيها ٨ أيام صعبة قبل الدخول الى العراق. ويذكر «أبو عبيدة» «انهم يقفلون علينا الشقة لأسباب أمنية ولا يمكننا الخروج منها الا الى العراق»، ويضيف: «المعاملة من الوسطاء كانت سيئة إذ انهم اخذوا مني كل شيء عنوة» وهو كان بحوزته ٣٥٠ ريالاً سعودياً وعشرة آلاف ليرة سورية. و «أبو عبيدة» ليس الوحيد الذي يعبّر عن استيائه من معاملة الوسطاء في سورية فكل الذين شعروا بمعاملة سيئة في سورية يضعون اللوم على «لؤي» العراقي الذي يأخذ ما يملكون من مال عنوة تحت ذريعة التبرع به «للمجاهدين».

ويطلب من المتطوعين ان يختاروا المهمة التي يريدون القيام بها في العراق. ولا يوجد أمامهم الا خياران أما «استشهادي» او «مقاتل». الجدير ذكره ان معظم المتطوعين من بلاد المغرب العربي يختارون «الاستشهاد» ويختار عدد كبير من الذين يأتون من الجزيرة العربية مهمة «مقاتل».

ويلاحظ ان «التبرعات» التي يجبر المتطوعون على تركها في سورية تراوح بين ٣٠ ليرة سورية ومبالغ ضخمة تصل الى ١٢٤٠٠ دولار أميركي. ويلاحظ أيضاً ان المبالغ الزهيدة تدفع من القادمين من ليبيا والمغرب العربي وسورية أما المتطوعون من الجزيرة العربية فيكون بحوزتهم مبالغ كبيرة تصل الى آلاف الدولارات.

عناوين الأهل

وعلى رغم ان المتطوعين يزودون مستقبليهم في العراق بهواتف عائلاتهم الا ان معظمهم يطلب الاتصال بأصدقائه او بالرجال في عائلاتهم في حال قتلوا. ويوجد بعض الأفراد من المغرب العربي يحملون جنسيات أوروبية مثل السويدية والأسبانية والأرلندية والفرنسية.

القسم الأكبر من المتطوعين هم في العشرينات من العمر لكن هناك بعض الحالات التي تجاوز أصحابها سن الخمسين عاماً ومنهم المتطوع السعودي م.ع.ا.م.ر الملقب بـ «أبو طارق المكي» (٥٦ سنة) الذي دخل العراق في ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦ وتبرع بمبلغ ١٢٤٠٠ دولار إضافة الى ساعة يد. واختار «المكي» ان يكون «استشهادياً» في مهمته.

معظم المتطوعين هم طلاب جامعات او معاهد في بلادهم ولكن منهم من يمارس مهناً حرة او يعمل موظفاً في دوائر رسمية مثل السعودي «الاستشهادي» ر.ع.م.ا. الملقب بـ «أبو باسل» من مدينة ينبع. وصل «أبو باسل» الى العراق براً عبر الأردن بتاريخ ١١ آب (أغسطس) ٢٠٠٧. أما الليبي م.ع.م. والملقب بـ «أبو بكر»، (27 سنة) فكان يعمل شرطي مرور في بلده لكنه ترك تلك المهنة ودخل الى العراق بتاريخ ٩ أيار (مايو) ٢٠٠٧ بمهمة «استشهادي».

ويسلك المتطوعون طرقاً مختلفة للوصول الى سورية. فمعظم الذين يأتون من المغرب العربي يمرون عبر مصر ومن ثم سورية. أما الذين يأتون من الجزيرة العربية فيسافرون جواً الى دمشق او براً عبر الأردن. وهناك أفراد قليلون يأتون عبر تركيا.

وتظهر المعلومات الواردة في الاستمارات ان إضافة الى المنسق في البلد الأم والمنسق في سورية يوجد شخص او أشخاص آخرون يتولونهم بعد ان يعبروا الحدود السورية - العراقية. وهناك اسمان لمهربين يذكران دائماً في الاستمارات هما «أبو حمد» و «أبو عمر». ومن الواضح ان «أبو حمد» يقوم بمعظم مهمّات التهريب لأن الجميع راضٍ عن خدماته. أما «أبو عمر» فيشتكي عدد من المتطوعين منه. ويذكر الجزائري ع.ش الملقب بـ «أبو طلحة (٢٣ سنة) من ان «أبو عمر يشتم ويكفر» من دون ذكر الأسباب.

الجنسيات

القسم الأكبر من المقاتلين الأجانب الذين وردت أسماؤهم في الاستمارات هم من السعودية (٢٤٦ مقاتلاً) وليبيا (١١٥) وسورية (٥٦) واليمن (٤٧) والجزائر (٤٥) والمغرب (٣٦) والأردن (١١) وتونس (١١) ولبنان (8) واسبانيا (٢) وارلندا (٢) وفرنسا (3 من أصول مغاربية) والسويد (متطوع واحد) وبلجيكا (متطوع واحد).

اللافت للنظر ان القسم الأكبر من المتطوعين يأتون من مدن مختلفة في بلادهم باستثناء الأردنيين الذين جاءت غالبيتهم من منطقة الزرقاء مسقط رأس زعيم «القاعدة» السابق في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل بغارة أميركية على مخبئه.

وجدير ذكره انه إضافة الى المنسقين الثابتين في الدول التي يتم فيها التجنيد هناك منسقون متحركون يسهلون سفر المتطوعين مثل «بشار محمد د.» في ارلندا و «أبو علاء» العراقي في مصر و«أشرف» في مكة أثناء مواسم الحج، و«سراج» في ليبيا و«شعيب» و«أيمن التونسي» في لبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 16 كانون الثاني/2008 - 7/محرم/1429