صحف إيرانية: زيارة بوش والرقص على أشلاء العرب

مقتطفات من أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف الإيرانية

إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: تناولت معظم الصحف الإيرانية زيارة الرئيس بوش إلى الدول العربية وخصوصا المطلة منها على الخليج الفارسي واهتمت الصحف بالرسالة التي وجهها جورج بوش إلى إيران من ابوظبي. بينما تناولت صحيفة نتائج زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى طهران والاتفاق بين ايران والوكالة على حل كل القضايا العالقة خلال اربعة اسابيع. وتناولت  أخرى موضوع الشأن الانتخابي الايراني بينما ابرزت الصحف الرئيسية اهتماما واسعا حول ذكرى عاشوراء وشخصية الإمام الحسين عليه السلام. وحول هذا الموضوع فقد كتبت صحيفية (صداي عدالت) موضوعا تحت عنوان:

" الحسين أسوة الحياة"

 تقول الصحيفة: الأنبياء خير أسوة للبشرية كما يقول الباري جلّ وعلا: "ولكم فى رسول الله اسوة حسنة"‏. وبعد الانبياء الائمة المعصومون والاولياء والاوصياء هم اسوة الناس وخير دليل للبشرية. والحسين (عليه السّلام) وارث الانبياء والمرسلين والاوصياء حيث جسدت ملحمة الطف كل الحق والحقيقة التي جائت بها الرسل ضد الباطل كله. كما نقرا في زيارة وارث: السلا‌م عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلا‌م عليك يا وارث نوح نبي‌الله، السلا‌م عليك يا وارث موسي كليم الله، السلا‌م عليك يا وارث عيسي روح الله، السلا‌م عليك يا وارث محمد رسول الله,السلام عليك ياوارث علي ولي الله...

‏ورأت الصحيفة ان الاخلاص ومحورية الباري عزّ وجلّ في كل الامور من ابرز خصوصيات حياة الحسين حيث يقول (عليه السّلام): اللهم انك تعلم انه لم يكن ما كان منا تنافسا فى سلطان، ولا إلتماسا من فضول الحطام ولكن لنري المعالم من دينك ونظهر الاصلاح فى بلادك ويأمن المظلومون من عبادك ويعمل بفرائضك وسنتك واحكامك; ويقول ايضا: من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله امور الناس ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس. ‏

واكدت الصحيفة ان رضا الله هي غاية الامام الحسين في نهضته وشهادته وهذا هو سر بقاء وخلود هذه الملحمة حيث قال (عليه السّلام) عندما اصيب برمح في صدره المبارك: بسم الله وبالله وفى سبيل الله وعلى ملّة رسول الله.

‏واعتبرت صحيفة (صداي عدالت) ان الصبر والاستقامة هي الخصوصية البارزة في حياة الحسين(عليه السّلام) فيما قال: ايها الناس من كان منكم يصبر على حد السيف وطعن الأسنة فليقم معنا و إلا فلينصرف عنا. وعندما خاطب اصحابه ليلة عاشوراء: صبرا بني الكرام فما الموت إلا قنطرة عن البؤس والضراء الى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة.

التهريج

صحيفة الوفاق الناطقة بالعربية وصفت زيارة بوش وخطاباته في الدول العربية بـ (التهريج) وكتبت تقول: أطل الرئيس الامريكي جورج بوش في زيارته الوداعية للمنطقة، وفي ارض الامارات العربية المتحدة بالتحديد، بتوجيه النصائح لشعوب المنطقة ليعلّمها طريقة الحياة ويرشدها الى الديمقراطية، غير ان الرجل اهان الذاكرة العربية والاسلامية، واهان الشعوب الشرقية عندما وصف الصهاينة الارهابيين وقتلة الآلاف من العرب ب(الديمقراطيين)، فيما سمى المقاومين الشرفاء في لبنان وفلسطين الذين دافعوا عن كرامة الامة بـ (الارهابيين)!!

وتابعت الصحيفة: لم يكتف بوش بتلفيق الاكاذيب، بل ذهب الى ابعد من ذلك، ليمنّ على العرب بالديمقراطية التي اهداهم اياها، حسب تصوره، وكأن النظام الانتخابي في الكويت والجزائر والامارات هو منحة امريكية جاءت بفعل سياسة بوش!! هذا فيما الرئيس المتمرس في تزوير التاريخ لم يتجرأ على الحديث عن ديمقراطية ايران التي اقامت ثلاثين دورة انتخابية عامة في البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية.

واضافت الوفاق: في الوقت الذي اشار فيه بوش الى مقتل ثلاثة آلاف امريكي في احداث ۱۱ سبتمبر، لم يأت على ذكر اربعة آلاف فلسطيني بريء قتلوا بعد هذا التاريخ، وقرابة الفي لبناني بفعل القنابل الامريكية الذكية، فضلا عن اكثر من مليون عراقي اكثرهم من النساء والاطفال قتلوا بفعل الاحتلال الامريكي، ولم تسجل اسماءهم في لائحة انجازات بوش العالمية.

واعتبرت الصحيفة انه من غباء بوش اذا تصور بان الشعوب العربية والاسلامية قد يصدقون كلامه، فينشدوا السلام الذي وعدهم به، وهو الذي أتى من تل أبيب بعدما طمأن الصهاينة باعطائهم غطاءً اضافياً لتمرير مشروعهم الشرق اوسطي، واليوم يروّج لكيانهم الغاصب بنموذج الديمقراطية الذي يجب على العرب ان يقلدوه.

* بوش والرقص على اشلاء العرب

اما صحيفة (مهر) الالكترونية وتحت عنوان (بوش والرقص على اشلاء العرب) وصفت زيارة بوش الى المنطقة بانها زيارة لدعم الكيان الصهيوني بالدرجة الاولى وهي دعائية بنفس الوقت لكسب دعم اللوبي الصهيوني لصالح مرشحي الحزب الجمهوري لخوض معركة الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة: لقد كانت الاراضي الفلسطينية المحتلة المحطة الاولى لزيارة بوش والهدف منها الايحاء للوبي الصهيوني بان ضمان امن الكيان الاسرائيلي يأتي فوق كل الاعتبارات الاميركية اذ ان الرئيس الاميركي يدرك تماما ان اللوبي الصهيوني له الدور الاساس في من يجب ان يفوز في الانتخابات الاميركية ومن هو الذي يجب ان يخسر معركة الانتخابات.

واضافت الصحيفة: لقد سبق زيارة الرئيس الاميركي حادث مفبرك لفقه البنتاغون وهو حادث ما سمي تحرش الزوارق الايرانية بالبوارج الاميركية في مضيق هرمز. وادعت البحرية الاميركية من خلال نشر افلام مفبركة بان قوارب تابعة للقوة البحرية الايرانية اقتربت من البوارج الاميركية المتواجدة في مضيق هرمز الايراني ووجهت لها تهديدات باطلاق النار. وقامت كل الاجهزة الاعلامية الاميركية ومعها بعض وسائل الاعلام العربية ببث اخبار ودعايات كاذبة عن هذا الحادث العابر والبسيط للإيحاء للدول العربية في المنطقة بان الخطر الايراني لا ينحسر في النشاطات النووية بل هو موجود في البر والبحر والجو!

وتسائلت الصحيفة: لماذا لم يسأل الاعلام العربي ما هو دخل البحرية الاميركية في مياه الخليج الفارسي التي تبعد آلاف الأميال عن اميركا وماذا يفعل اصلا الاسطول البحري الاميركي في المياه الاقليمية التابعة للدول الاخرى؟ وحينما تخترق البوارج البحرية الاميركية المياه الاقليمية الايرانية خلافا لكل قوانين الملاحة الدولية وتقوم بالتجسس على البحرية الايرانية ألا يحق لإيران ان توجه انذارا الى هذه البوارج؟

وختمت الصحيفة بالقول: ان زيارة بوش لم تأت لتعزيز امن المنطقة بل جاءت لتوتير الاجواء واثارة الشكوك بين دول المنطقة وفي النهاية التفرج والرقص على اشلاء جثث الاطفال والنساء التي مزّقت وما زالت تمزّق جثثهم الطائرات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.

فاقد الشيء لا يعطيه

تحت هذا العنوان علقت صحيفة الوفاق على زيارة جورج بوش للمنطقة وقالت: لا شك ان الرئيس الامريكي الذي بدأ العد العكسي لنهاية حكمه، فشل في تحقيق طروحاته الاسطورية وطموحاته الخيالية خلال سبعة اعوام من عهده، وقد يحاول التعويض عن بعض ما فات في الفترة القليلة المتبقية، لذلك فانه سعى الى ان تحمل زيارته الجديدة الى الشرق الاوسط عنوانين كبيرين احدهما حل الازمة بين الفلسطينيين والصهاينة, والثاني تحريض الدول العربية ضد ايران.

وتابعت الصحيفة: السلام بين الصهاينة والفلسطينيين، سابق لأوانه، لأن العقلية الصهيونية التي ترعرعت على الارهاب والقتل واغتصاب الارض والحقوق، لم تكن تنتظر تلقي نصائح من امثال جورج بوش، وفي الفترة الاخيرة من حياته السياسية. ثم ان بوش نفسه لم يتجرأ ان يتحدث في تل ابيب كما في رام الله عن قضايا اساسية، كالاستيطان والقدس واللاجئين وحتى جدار الفصل العنصري، بل اهتم بالدرجة الاولى بمطالب الصهاينة والمصالحة بين ليبرمان واولمرت، وابداء التأثر لدى زيارته لنصب (يادفاشيم) الصهيوني وعلى رأسه القلنسوة اليهودي، فيما لم يخطر بباله اعداد القتلى من الاطفال والنساء في غزة منذ انعقاد مؤتمره في انابوليس، مما يعني بان هذه الزيارة والتصريحات التي اطلقها بوش لا تعدو كونها ادواراً يتقاسمها مع الصهاينة لتعميق الشرخ الفلسطيني، واكمال مشروع تهويد فلسطين.

وخلصت الصحيفة بالقول:لا يتوقع ان يحقق بوش طموحاته في الشق الثاني من زيارته حول ايران، حيث هناك انزعاج متنامي من السياسات الامريكية وحروبها المتنقلة، والتي حملت المنطقة وشعوبها تكاليف باهضة من امنها واقتصادها ومستقبلها.فمن الداخل الامريكي الذي تطالب الاصوات فيه بالتغيير الى الخارج، لا يوجد هناك من يرى في بوش وافكاره عنصرا مساعدا للسلام والامن للعالم، وكل المؤشرات تشير الى ان عهد جورج بوش بات على ابواب النهاية، دون رجعة.

زيارة نحسة

اما صحيفة (كيهان) فوصفت زيارة بوش الى المنطقة بالزيارة النحسة وكتبت تقول: بوش الذي يوصف في الاوساط الامريكية بالبطة العرجاء وهو يعيش ايامه الاخيرة في البيت الابيض جاء للشرق الاوسط ليدعم "اسرائيل" ويحرك العرب ضد ايران، فضلا عن اهداف اقتصادية كبيع الاسلحة المتطورة باهظة الثمن للدول العربية والبحث مع حلفاءه العرب حول النفط ، التي بلغت اسعاره المائة دولار.

وتابعت الصحيفة: بوش الذي يواجه تدنيا كبيرا في شعبيته في الولايات المتحدة بسبب الحروب المدمرة في العراق وافغانستان يحاول ان يطبع صورة الصديق للعرب والمسلمين في ذهنية المواطن الامريكي الذي يقترب من موعد الانتخابات الرئاسية.

واكدت الصحيفة ان بوش لم ولن يقدم شيئا ملموسا للفلسطينيين بل يكتفي باعطاء الوعود الفارغة دون اية ضغط او حث للجانب الاسرائيلي للتنازل عن سياسته التوسعية من الاستيطان الى استهداف الفلسطينيين وقتل النساء والاطفال تحت ذريعة ملاحقة المجاهدين.

وحول الجانب الثاني من زيارة بوش قالت كيهان: الهدف الاساس من التهويل والتضخيم مما يسمى الخطر الايراني هو بيع الاسلحة والمعدات والاجهزة العسكرية للدول العربية. فما يسمى بالخطر النووي الايراني خير ذريعة لبوش لتخويف العرب من البعبع الايراني وتسويق الصفقات التسليحية الضخمة التي تربح فيها الشركات الامريكية مليارات الدولارات.

اضافة الى ان الادارة الامريكية وبالتركيز على ما يسمى الخطر الايراني تبعد الانظار عن الخطر الصهيوني الذي يهدد المنطقة باكملها ويلتهم الاراضي الفلسطينية ويبتز الدول العربية دوما.

واعربت الصحيفة عن ثقتها بان الرئيس الامريكي لن يحصل على الشيء الكثير من هذه الزيارة لأن الشعوب والجماهير العربية والاسلامية تعتبره المجرم الاكبر والداعم الاساس للكيان الصهيوني في العالم.

 فرصة ثمينة للوكالة

صحيفة (تهران امروز) وتحت عنوان (فرصة ثمينة للوكالة) ..اشارت الى اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانها اتفقت على حل كافة المشاكل العالقة مع ايران خلال اربعة اسابيع وقالت: ان البرادعي وخلال زيارته الاخيرة لإيران وصف تعاون ايران مع الوكالة الدولية بالشفاف وقال ان ايران شريك مهم وثمين للوكالة الدولية للطاقة الذرية و التقى البرادعي مع قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله السيد علي خامنئي الذي اكد له ان صناعة واستخدام السلاح النووي يتعارض والشريعة الاسلامية.

واعتبرت الصحيفة ان ايران وطريقة تعاملها الصادق مع الوكالة اعطت فرصة ثمينة للوكالة لإسترجاع هيبتها وموقعها في العالم بعد ان سرقت الولايات المتحدة شرعية هذه الوكالة بتلفيق الاكاذيب حول العراق والادعاء بأنه يملك السلاح النووي رغم تأكيدات هانز بليكس مدير الوكالة آنذاك بأن العراق لا يملك سلاحا نوويا.

ورأت الصحيفة ان التعاون المتين والشفاف بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية احدث نقلة نوعية في تاريخ هذه الوكالة واضفى مصداقية لعملها وفتح افقا جديدا من عملها في العالم وادحض المزاعم الامريكية حول الخطر النووي الايراني المزعوم.

وخلصت صحيفة (تهران امروز) بالقول: ان الوصول الى هذه المرحلة من المصداقية والشفافية رهين بالتعاون الايراني الصادق مع الوكالة حيث اخضعت ايران مفاعلاتها النوية لآلاف الزيارات التي قامت بها هيئات التفتيش الدولية وعلى سبيل المثال اجرت الوكالة في عام واحد ما يقارب الـ 2000عملية تفتيش ومراقبة لـ 12 محطة نووية في ايران بينما اجرت 32 عملية مراقبة فقط لعشرين محطة نووية في البرازيل.

البصيرة في الانتخابات

صحيفة (جام جم) وتحت عنوان (البصيرة في الانتخابات) تناولت الشأن الانتخابي الايراني حيث تقترب ايران من الانتخابات البرلمانية الثامنة بعد شهرين حيث تمت المرحلة الاولى منها بترشيح اكثر من 5500 شخص لخوض هذه الانتخابات وبدأت اليوم المرحلة الثانية وهي المصادقة على اهلية المترشحين حسب الدستور الايراني.

ورات الصحيفة ان الانتخابات من ابرز اركان النظام الاسلامي الايراني وان الشعب الايراني خاض هذه التجربة القيمة 28 مرة على مستوى البلاد كلها في مجالات مختلفة كانتخاب رئيس الجمهورية ومجلس خبراء القيادة ونواب البرلمان والمجالس البلدية والمحلية.

واكدت الصحيفة على عنصر البصيرة والوعي لدى الجماهير واهميتها في مسألة الانتخابات وقالت: في ظل الظروف الحساسة التي تعيشها ايران والمنطقة من ابرز معايير الانتخاب معرفة العدو. فالشعب الذي يعرف عدوه بدقة ويدرك ما يجري حوله يختار المرشحين المخلصين في الدفاع عن انجازات الثورة والمؤمنين بمبادئها والمتفانين في خدمة الشعب الايراني الأبي.

واعربت صحيفة (جام جم) المحافظة عن أملها بأن يكون المجلس الثامن اي البرلمان الايراني القادم بيت الاصدقاء والمدافعين والمهتمين باصول النظام الذين يعطون لمواجهة العدو الامريكي اولوية قصوى في اهتماماتهم السياسية و يركزون على حل المشاكل الاقتصادية.

عودة الامور لنصابها

حول زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لطهران وتحت عنوان (عودة الامور الى نصابها) كتبت صحيفة الوفاق الناطقة بالعربية تقول: انها زيارة تدخل في نطاق التعاون والتنسيق التقني بين ايران والوكالة الدولية، حيث تعتبر خطوة في الطريق الصحيح بعدما حاولت الولايات المتحدة ان تغير مسار الملف الى مجلس الامن الدولي، بعيدا عن المعايير والاعراف المعتمدة.

ورات الصحيفة ان الوكالة الدولية هي الجهة المسئولة في التعامل مع الدول الاعضاء، ومهمتها تعتمد على مساعدة هذه الدول لتطوير برامجها النووية للاغراض السلمية، وايضا الرقابة كي لا تخرج الانشطة عن المسار السلمي.وبما ان الوكالة تعتبر جهة دولية، ولديها صلاحيات موكّلة من قبل الامم المتحدة، فان اي تدخل في شؤونها من قبل قوى او دول اخرى يعتبر انتهاكا لمواثيق الامم المتحدة.

وتابعت الوفاق:ان ما مورس من ضغوط على الوكالة الدولية ومديرها العام من قبل الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين، كانت تستهدف الوكالة النووية في المرحلة الاولى، وبهذا فان عودة الامور الى الوكالة الدولية تعتبر انجازا لبقاء احدى اهم المؤسسات الدولية في موقعها الطبيعي.

وختمت الوفاق بالقول: ان البرادعي ورغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها الوكالة الدولية، اثبت مصداقيته في التعامل المستقل، خاصة وان هناك ملفاً شائكاً للترسانة النووية الصهيونية اشار البرادعي الى ضرورة انضواءه تحت القانون الدولي لكنه لم يتمكن من الاقتراب منه او التأثير على هذا الملف الخطير جدا، بسبب الضغوط الامريكية.

الامن بدل الديموقراطية

هكذا وصفت صحيفة (جام جم) هدف بوش من زيارته للمنطقة وقالت: خلافا لإدعاءات بوش حول احلال السلام والاستقرار والديموقراطية في المنطقة ,انه يحاول تكريس الامن للمصالح الامريكية على حساب الشعوب ودول هذه المنطقة. وعندما يؤكد ان "اسرائيل" هي الحليف الاستراتيجي والحقيقي لأمريكا في المنطقة يعرب عن اعتقاده بأن المصالح الامريكية لا تنفك عن مصالح الاسرائيلية الكبرى وان العرب بالرغم مما يشكلوه من ثقل تاريخي وجغرافي واسع لا يساوون شيئا في الحسابات السياسية والاستراتيجية الامريكية ولا يراد منهم الا التبعية والانقياد للمشاريع الامريكية في المنطقة.

وتابعت الصحيفة: لقد كانت هذه الرؤية واضحة في نظر الشعوب والجماهير وحتى النخب العربية التي استقبلت بوش بالتنديد والاعتراضات الواسعة وطالبت الحكومات بطرده وتقديمه للمحكمة كمجرم حرب مما اقترفه من جرائم ضد الانسانية في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين.

واعتبرت الصحيفة ان بوش وبالرغم من علاقته الحميمة مع بعض الزعامات العربية لن يلقى حليفا من بين القادة العرب يشاطره الراي في توجيه ضربة عسكرية لإيران. فالحكام العرب يرون في ايران دولة قوية وذات نفوذ استراتيجي في المنطقة ومن هذا المنطلق رغبوا في التقارب مع ايران كما شهدنا في قمة مجلس لتعاون التي حضرها الرئيس الإيراني.

وخلصت صحيفة (جام جم) بالقول: بالتاكيد لن يجد بوش اذانا صاغية في المنطقة تصغي لتهويله وتخويفه من ايران.وبرأي المحللين زيارة بوش للمنطقة تاتي من اجل امن ومصلحة "اسرائيل" وامريكا اكثر من ان تساعد على الديموقراطية والتطور لشعوب هذه المنطقة.   

*المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

Arch_docu@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 15 كانون الثاني/2008 - 6/محرم/1429