عودة العراقيين اللاجئين.. تفاؤل ام خضوع

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: في سبيل التصدي الانساني لأزمة العراقيين المهاجرين الى الدول المجاورة والعمل على حل مشاكلهم المالية والغذائية والصحية أبدت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين خططا وبرامج جديدة لصالح المهجرين العراقيين وعوائلهم في دول الاغتراب العربية، وتجدر الاشارة الى ان العراقيين هاجروا بأوقات متفاوتة لكنها بدات بصورة ملحوظة منذ 2003 وقد جائت تلك الهجرة الاجبارية بسبب الوضع الامني المتردي الذي ساد في العراق بصورة مفرطة.   

فقد قالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين انها ليست مستعدة لإصدار توصية بعودة العراقيين الى بلادهم على الرغم من خططها الخاصة بالمساعدة في اعادة 15 ألف أسرة لاجئة.

وفي مناشدة للحكومات صدرت في العام الجديد سعى المفوضية العليا لجمع 261 مليون دولار كي توفر الرعاية الصحية والتعليم والاموال للعراقيين الذين شردهم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأعمال العنف الطائفية التي أعقبت ذلك.

وتشمل المناشدة أموالا لمساعدة 15 ألف أسرة قد تقرر العودة من سوريا والاردن ودول أخرى تستضيف مليوني عراقي.

واستقر كثير من الذين فروا من العراق في مدن مثل دمشق وعمان حيث تقول الامم المتحدة ان أموالهم بدأت في النفاد وبدأوا يلاقون صعوبة متزايدة في المعيشة. بحسب رويترز.

وأضافت في المناشدة، هذا الوضع الذي وصل اليه اللاجئون يشكل أكبر مجموعة سكانية على الاطلاق التي يطلب من المفوضية مساعدتها وتشكل عبئا لم يسبق له مثيل على اقتصاديات الدول المستضيفة وبنياتها التحتية الاجتماعية.

وأضافت المفوضية انها تسعى لضمان استمرار الإقامة الآمنة للعراقيين في مناطق لجوئهم الى أن يكون بإمكانهم اختيار الرجوع لبلادهم.

وقدرت السلطات العراقية أن 30 ألف أسرة على الاقل عادت للعراق في أواخر عام 2007 على الرغم من أن جمعية الهلال الاحمر العراقية قالت ان الارقام أقل من ذلك.

وقال المتحدث رود ريدموند ان الوكالة التي مقرها جنيف لا تدعو ولا تشجع العراقيين على العودة للعراق في غياب الامن والخدمات الاساسية.

وأضاف في تصريح صحفي لكننا مستعدون لدعم الحكومة من خلال توفير المساعدة لمن يقررون العودة.

وبالاضافة الى الذين غادروا البلاد نزح نحو 2.2 مليون عراقي داخل العراق.

وقالت المفوضية ان كل المحافظات العراقية تستضيف نازحين داخليا وكثير من هذه المحافظات تلاقي صعوبات في توفير مأوى وغذاء وماء لهم.

وتسعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الى اعادة توطين أكثر من 20 ألفا من العراقيين الاسوأ حالا بما في ذلك ضحايا التعذيب والنساء المعرضات للخطر والاسر التي تعولها نساء على أن يجري ذلك في دول أخرى.

وقد أحالت المفوضية أكثر من 21 ألف عراقي كي يعاد توطينهم في 16 بلدا بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والسويد وأستراليا.

وتقول المفوضية انه بحلول أوائل ديسمبر كانون الاول كان نحو 4600 فقط قد انتقلوا مشيرة الى أن ذلك سببه بطء الاجراءات الحكومية.

ترجع اعداد النازحين العراقيين ونظام التأشيرات

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن ظاهرة الهجرة إلى خارج العراق سجلت تراجعاً حقيقياً خلال الأشهر الماضية، غير أنها عزت السبب إلى رفض دول الجوار منح العراقيين تأشيرات دخول إلى أراضيها.

وقدّر رون ريدموند، الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أن يكون هناك مجموعة من العوامل الأخرى التي ساعدت على خفض نسب النزوح، وفي مقدمتها تراجع العنف، مرجحاً وجود أكثر من مليوني نازح عراقي. بحسب الـ CNN

وقد سبق لسوريا أن ألزمت العراقيين الراغبين بدخول أراضيها بالحصول على تأشيرة مسبقة، وتتخذ الأردن أيضاً إجراءات مماثلة.

وأعلنت المفوضية عن حاجتها إلى 261 مليون دولار هذا العام لمساعدة مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين الذين دفعهم العنف للفرار خارج البلاد.

وصرح رون ريدموند، الناطق باسم المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن الأموال ستخصص لتوفير الرعاية الصحية وتقديم الدعم المالي وأشكال أخرى من المساعدات، للشريحة الأكثر عوزاً من مليوني عراقي فروا من البلاد، بجانب 400 ألف آخرين، نزحوا من مناطقهم إلى أخرى داخل العراق.

وذكر ريدموند أن الأموال ستتيح فرص التعليم لـ100 ألف طفل عراقي، ضعف عدد العام الفائت. وتقدر المنظمة الأممية أن قرابة 2.2 مليون عراقي نزحوا من مناطقهم داخل العراق.

وأضاف ريدموند، مساعدة العديد منهم أمراً بالغ الصعوبة نظراً لافتقاد الأمن في الكثير من أنحاء البلاد.

وأورد المسؤول أن المنظمة الدولية عجزت عن تأكيد تقارير الحكومة العراقية بعودة نحو 30 ألف عائلة إلى البلاد في أواخر عام 2007، مضيفاً أن المنظمة لا تشجع عودة اللاجئين إلى البلاد نظراً للوضع الأمني، إلا أنها تدعم جهود حكومة بغداد في مساعدة العائدين طواعية.

برنامج الأغذية العالمي يقدم مساعدات

من جهة اخرى أعلن برنامج الأغذية العالمي عن بدء عملية طارئة بتكلفة 126 مليون دولار أمريكي لمساعدة أكثر من مليون لاجىء عراقي لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية بسبب استمرار الأعمال الارهابية والعنف في العراق. طبقا لوكالة كونا.

وقالت المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا بيبا برادفورد في بيان صحافي: ان العملية الطارئة ستقدم المساعدة لنحو 750 ألف شخص من أشد النازحين احتياجا داخل العراق والى ما يزيد على 360 ألف عراقي في سوريا.

وأضافت ان برنامج الأغذية العالمي سيوفر مواد غذائية شهرية تتكون من الأرز والزيوت النباتية والعدس لحوالي 155 ألف عراقي محتاج في سوريا مبدئيا بهدف الوصول الى نحو 360 ألفا حتى نهاية عام 2008.

وذكرت انه يقيم حاليا في سوريا التي توفر المأوى لكل من وصل الحدود تقريبا ما يزيد على مليون ونصف المليون عراقي ولا يملك العديد منهم أية مدخرات أو مصادر للدخل أو وسيلة الحصول على الدعم .

وذكرت ان برنامج الأغذية العالمية يواجه أزمة انسانية متنامية لاستمرار العنف في العراق حيث تتزايد أعداد النازحين الذين لايستطيعون تلبية احتياجاتهم الغذائية .

ويعتبر برنامج الأغذية العالمي من أكبر المنظمات التي تعنى بالشؤون الانسانية في العالم حيث يقدم البرنامج معونات غذائية الى نحو 90 مليون من الفقراء منهم 58 مليون طفل يعانون الجوع في اكثر من 80 بلدا في العالم.

الهلال الاحمر: 46 ألف عراقي عادوا لبلادهم في نهاية 2007

من جهته قال الهلال الاحمر العراقي في تقرير جديد تم الحصول عليه ان نحو 46 ألف لاجيء عادوا الى العراق من سوريا بين سبتمبر أيلول وديسمبر كانون الاول 2007 وهو رقم أقل بكثير من الذي ذكرته الحكومة العراقية.

ومسألة كم تحديدا من بين 2.2  مليون عراقي أجبروا على العيش في المنفى بسبب العنف الطائفي عادوا الى البلاد هي محل نقاش بين منظمات الاغاثة والجيش الامريكي والحكومة العراقية الحريصة على تضخيم أرقام العائدين كعلامة على تحسن الوضع الامني.

وذكر التقرير: أن 45913 لاجئا عادوا الى العراق من سوريا بين 15 سبتمبر أيلول و27 ديسمبر كانون الاول، واستندت المنظمة في هذا الرقم على احصاءات من وزارات الحكومة وشركات النقل.

ومن بين هؤلاء عاد نحو 38 ألفا الى بغداد مركز أعمال العنف بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي أودت بحياة عشرات الالاف وأعادت رسم الخريطة السكانية للعاصمة مع فرار الالاف من منازلهم.

وذكر التقرير أن سوريا لا تزال تستضيف معظم اللاجئين العراقيين الذين تراوح عددهم هناك بين 1.5 مليون ومليوني لاجئ. أما الاردن فيستضيف نحو 750 ألف لاجيء.

وبدا أن أرقام الهلال الاحمر تتعارض مع تصريحات مسؤولين في الحكومة والجيش العراقيين تشير الى أن معدل عودة اللاجئين أعلى من ذلك.

وأبلغ وزير الهجرة والمهجرين عبد الصمد سلطان رويترز في نوفمبر تشرين الثاني بأن نحو 1600 شخص يعودون الى العراق يوميا في حين قال المتحدث الامني في بغداد العميد قاسم الموسوي في الشهر ذاته ان 46 ألف شخص عادوا الى العاصمة في أكتوبر تشرين الاول وحده.

وقال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية في العراق في نهاية الاسبوع ان الجيش الامريكي تحرى عن الارقام المختلفة ولم يتمكن حتى الان من تحديد كيفية التوصل اليها.

وقال: لا نعتقد أن الوزارات المعنية لديها قواعد بيانات شاملة مضيفا أن الارقام التي صدرت عن الهلال الاحمر ضعيفة الى حد ما، وأيا كان الرقم الحقيقي تظل الحقيقة هي أن العراقيين يعودون لبلادهم بعد أن شهدوا تراجعا في المستويات الاجمالية للعنف في النصف الثاني من عام 2007.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 14 كانون الثاني/2008 - 5/محرم/1429