حرية الجنس.. تكافئ الغرب بمرض السفلس المرعب

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: وفق الحرية اللامحدودة للفرد وافتقاده الى القيم الإجتماعية والربانية سواء كانت مسيحية او اسلامية فان المجتمع يتحول الى المحسوس المادي ويفتقد معنى وجوده الانساني ويقع في المحذور وتتناوشه المشكلات، وهذا الأمر يحدث في دول الشرق كذلك هو حادث في الغرب ايضا حيث أكدت تقارير طبية أوربية ان انتشار الممارسات الجنسية الخطرة في أوروبا وتعدد العلاقات الحميمة، أعاد إحياء مرض السفلس الجنسي المرعب الذي أقلق أوروبا خلال القرن التاسع عشر.

وذكرت التقارير ان الإصابات تُسجل حالياً، وبصورة مرتفعة، بين الرجال، وخاصة الشاذّين جنسياً، لكن الإشارات الأولية تظهر تزايداً ملحوظاً في الإصابات بين ذوي الميول الجنسية السوية أيضاً، وذلك مع الميل العام إلى تعدد العلاقات إثر تقدم جهود مكافحة الإيدز. بحسب الـ CNN.

وقالت الدكتورة مارتيا فان ديلامار، وهي أخصائية في الأمراض التناسلية من المعهد الأوروبي للوقاية والسيطرة على الأمراض، كان السفلس في الماضي مرضاً نادراً.. لكن لا يسعنا قول ذلك اليوم.

وكان السفلس مرضاً شائعاً خلال القرن التاسع عشر، وذلك مع انتشار التحرر الجنسي وتعدد العلاقات، وقد تسبب ذلك المرض بموت عدد من العظماء عبر التاريخ، مثل الشاعر شارل بودلير والموسيقار روبرت شومان والرسام بول غوغان، غير أن انتشار البنسلين في العام 1950 قضى عليه تماماً.

غير أن العقد الحالي شهد عودة المرض، خاصة إلى المدن الأوروبية المكتظة والمعروفة بتحررها الجنسي، وخاصة أمستردام ولندن وباريس وبرلين.

وقد تضاعفت الحالات المسجلة في بريطانيا عشر مرات خلال العام 2006 مقارنة بالأرقام قبل عشرة أعوام، أما في فرنسا فقد قفزت أعداد المصابين 16 مرة خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقد امتدت الظاهرة إلى الولايات المتحدة، فبعد أن ألغت الدوائر الصحية خططاً للقضاء على المرض بسبب ندرة الحالات المسجلة، تقدم خلال العام 2006 قرابة 9800 مريض، وفقاً لأسوشيتد برس.

وقالت فان ديلامار إن الحالات المسجلة في أوروبا أذهلت الأطباء لدرجة حالت دون تشخيص المرض بشكل صحيح خلال الفترة الأولى.

ولفتت إلى أن معظم الإصابات محصورة بين الذكور الشاذين جنسياً في المدن، غير أن التقاعس عن التصدي للظاهرة قد يهدد بتحولها إلى وباء جنسي جديد، إذ تشير التقارير البريطانية إلى تزايد الإصابات بين الرجال والنساء الأسوياء.

وربط بعض الخبراء بين عودة السفلس وبين انتشار تعدد العلاقات الجنسية إذ تحرر الناس من الخوف الذي سيطر خلال العقدين الماضيين جراء انتشار الايدز والذي أرغمهم على استخدام الواقيات، وذلك بعد تراجع حدة انتشار المرض عام 1996.

وإلى جانب انتشار عادة ممارسة الجنس دون استخدام الواقي بين المصابين بمرض الإيدز، الأمر الذي يسهل انتقال السفلس بينهم أيضاً. والفقر وسهولة التنقل تساهم في تفشي الامراض الجنسية اكثر من التحرر الجنسي

قالت دراسة ان الناس في البلدان الغربية يكون لهم في الغالب عدد اكبر من الشركاء الجنسيين مقارنة مع بلدان العالم الثالث.

تعتبر العلاقات القائمة مع شريك وحيد القاعدة في العالم كله، لكن تعدد الشركاء الجنسيين يزداد في الدول الغنية، حسب نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت.

ورغم ذلك، فعدد الاصابات بالايدز والامراض الجنسية اكبر في الدول النامية، وهو ما وصفته الدراسة بالمفاجئ. واعتمد المعهد البريطاني الذي انجز هذه الدراسة على معطيات من 59 بلدا.

وتقول الدراسة ان عوامل مثل الفقر وسهولة التنقل وكثرته تساهم في تفشي تلك الامراض اكثر من التحرر الجنسي.

ويضيف المعهد انه خلافا للمعتقد السائد، فان العلاقات الجنسية الاولى عند الشباب لم تصبح مبكرة اكثر مما كانت عليه.

وبالنسبة لكل البلدان التي خضعت للدراسة، فان النشاط الجنسي يبدأ غالبا بين سن الخامسة عشر والتاسعة عشر، كما انه يبدأ عند الذكور قبل النساء.

وتبلغ نسبة هؤلاء الذين لهم اكثر من شريك جنسي واحد الثلث في بعض الدول الغنية، خاصة الذين تقل اعمارهم عن 25 سنة.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 12 كانون الثاني/2008 - 3/محرم/1429