
شبكة النبأ: يوم بعد اخر تكرس امريكا
استراتيجياتها في انبوبة اختبار اسمها الديمقراطية حيث تلملم بقايا
مشروعها "الشرق الاوسط الكبير" بعد ان تعارضت مصالحها الحيوية مع
شعارات الديمقراطية التي تطلقها، وفضلت الاحتفاظ بالمصالح اكثر من
اهتمامها باية امور اخرى، وانتهاء المواجهة مع ليبيا تُوج مؤخرا بتهافت
شركات امريكية كبرى للحصول على اكبر قدر ممكن من الاستثمارات هناك بعد
ان تحول العقيد القذافي فجأة من حاكم عسكري مستبد منبوذ دوليا الى
مستثمر كبير!!.
وبدأت شركات أمريكية كبرى تتهافت على عقود بعشرات المليارات من
الدولارات في مشروعات ليبية للبنية الاساسية ومشروعات كبرى أخرى مع
تحسن العلاقات بين البلدين.
وتأمل شركة بوينج وهي من شركات التصدير الأمريكية الكبرى الحصول على
صفقات أخرى بعد صفقة أولية أبرمتها شركة البراق للطيران وهي أول شركة
ليبية خاصة في مجال الطيران. وبدأت بوينج تسليم هذه الطائرات في أكتوبر
تشرين الاول عام 2006.
وقال بيتر كوني المتحدث باسم قطاع الطائرات التجارية في بوينج ان
شركة الخطوط الجوية الليبية المملوكة للدولة تمثل فرصة طيبة لان
أسطولها المتقادم سيحتاج للتجديد قريبا. وأضاف أن بوينج ستنافس بكل
نشاط للفوز بعقود ليبية. بحسب رويترز.
وانضمت شركة لوكهيد مارتن الاولى بين الموردين لوزارة الدفاع
الامريكية الى بوينج ونحو 20 شركة أمريكية أخرى الشهر الماضي في رحلة
الى ليبيا نظمتها غرفة التجارة الامريكية العربية.
وقال توماس جوركوفسكي المتحدث باسم لوكهيد ان الغرض من الزيارة هو
استكشاف فرص الاعمال مثل تجديد المطارات وأعمال تأمين الحدود وغيرها من
مشروعات البنية التحتية.
وقال جوركوفسكي مشيرا الى خبرات واسعة للشركة في المشروعات الكبرى،
فرص استغلال هذه الخبرات في ليبيا لا يمكن تجاهلها. ونحن رحبنا بفرصة
استكشاف الفرص التجارية الموجودة في ذلك البلد.
ومما لا شك فيه أن شركات لوكهيد وبوينج وريثيون التي شاركت في
الرحلة الى ليبيا تتطلع لفرص أبعد مدى لبيع أسلحة متطورة بمليارات
الدولارات لليبيا التي تحسنت علاقاتها بالولايات المتحدة بعد أن نبذت
أسلحة الدمار الشامل عام 2003.
وقال جويل جونسون الخبير في شؤون التجارة العسكرية الدولية لدى
مجموعة تيل للاستشارات الجوية في فيرفاكس بولاية فرجينيا، انهم يتطلعون
لفترة تتراوح بين 10 و15 عاما لبناء علاقات. قد تتوج بصفقات سلاح.
وتحظر السياسة الامريكية الحالية بيع السلاح لليبيا رغم أنه يمكن
الموافقة على بيع بعض المنتجات العسكرية غير القاتلة وخدمات دفاعية على
أساس النظر في كل حالة على حدة.
وهذا الأسبوع أصبح وزير الخارجية الليبي محمد عبد الرحمن شلقم أرفع
مسؤول ليبي يزور واشنطن منذ 35 عاما والتقى بوزيرة الخارجية الامريكية
كوندوليزا رايس يوم الخميس.
وقال شلقم بعد توقيع اتفاق ليبي أمريكي للتعاون في المجالات العلمية
والتكنولوجية، لم نعد نتحدث عن الحرب أو المواجهة أو الارهاب. لا على
العكس .. ثروة الشعب والتعاون والاستثمارات والسلام والاستقرار."
وتحسنت العلاقات بين ليبيا والقوى الغربية بعد سنوات من العزلة في
أعقاب حادث تفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988.
ونمت العلاقات التجارية الليبية مع الولايات المتحدة بسرعة في السنوات
الخمس الاخيرة.
وبلغت قيمة الواردات الامريكية من النفط الليبي والمنتجات الليبية
وأغلبها نفطية 2.5 مليار دولار في عام 2006 من الصفر قبل ثلاثة أعوام
فحسب.
وصدرت الولايات المتحدة ما قيمته 434.9 مليون دولار من الطائرات
المدنية والالات ومعدات الحفر والسلع الزراعية الى ليبيا العام الماضي.
وقبل عام 2003 كانت واشنطن لا تبيع سوى كميات بسيطة من السلع الزراعية
والادوية التي كانت معفاة من العقوبات.
وقال ديفيد حمود رئيس غرفة التجارة الامريكية العربية ان امكانيات
النمو ضخمة. وأضاف أن السلطات الليبية تحدثت عن خطط لانفاق 40 مليار
دولار على مشروعات الاسكان والبنية التحتية في السنوات القليلة
المقبلة.
مخاوف مزعومة بشان حقوق الانسان
وأعلن وزير الخارجية الليبي نهاية للمواجهة مع الولايات المتحدة في
زيارة نادرة لدبلوماسي ليبي بارز الي واشنطن استهدفت تدعيم الروابط بين
الخصمين السابقين.
وأجرى محمد عبد الرحمن شلقم وهو أول وزير خارجية ليبي تطأ قدماه
وزارة الخارجية الامريكية منذ عام 1972 محادثات مع وزيرة الخارجية
الامريكية كوندوليزا رايس في زيارة احاطت بها مخاوف بشان حقوق الانسان
ومسائل قانونية لم تكتمل ناتجة عن تفجير لوكربي لعام 1988 . بحسب
رويترز.
وقال شلقم بعد ان وقع اتفاقات للتعاون العلمي والتقني، لم نعد نتحدث
عن الحرب أو المواجهة أو الارهاب. لا على العكس .. ثروة الشعب والتعاون
والاستثمارات والسلام والاستقرار.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان رايس
اثارت تسوية قضايا سابقة ومسائل تتعلق بحقوق الانسان وقضايا سياسية
اثناء محادثاتها مع شلقم التي استمرت ساعة.
واضاف قائلا، الوزيرة رايس حثت ليبيا على السير قدما في تسوية
المطالبات المعلقة لاسر ضحايا الارهاب في حق الحكومة الليبية واثارت
مسألة حقوق الانسان كبند مهم في جدول اولويات علاقتنا الثنائية.
وجاء اجتماع رايس مع شلقم بعد أيام معدودة من تولي ليبيا الرئاسة
الدورية لمجلس الامن التابع للامم المتحدة في خطوة مهمة على طريق انهاء
الغرب لاعتبار ليبيا دولة "مارقة".
وتحسنت العلاقات الامريكية الليبية منذ ان نبذت ليبيا الارهاب وتخلت
عن اسلحة الدمار الشامل في عام 2003 وهو نموذج لنزع السلاح تحث واشنطن
كوريا الشمالية ودولا أخرى لها طموحات نووية على ان تحذو حذوه.
لكن العلاقات عرقلها عدم التوصل الى تسويات نهائية تحسم تفجير طائرة
ركاب تابعة لشركة بان امريكان فوق بلدة لوكربي باسكتلندا في عام 1988
وأيضا تفجير ملهى ليلي في ألمانيا عام 1986 . وقتل أمريكيون في
الهجومين.
وادينت ليبيا بالتورط في التفجيرين ووافقت على ان تدفع لاسر ضحايا
لوكربي عشرة ملايين دولار على اقساط لكنها لم تدفع القسط الاخير. كما
لم تدفع تعويضات لاسر الضحايا الامريكيين في تفجير ملهى لابيل في برلين
الغربية قبل اعادة توحيد شطري المدينة.
وكانت جماعات لحقوق الانسان قد حثت رايس على اثارة قضية السجناء
السياسيين والتعذيب وغيره من الانتهاكات الموثقة لحقوق الانسان.
وقال مكورماك ان ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية اثار
قضية السجين السياسي فتحي الجهمي في اجتماع منفصل مع شلقم.
والجهمي ناشط يطالب بالديمقراطية معتقل منذ مارس اذار 2004 عندما
انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلات مع وسائل اعلام دولية.
وقال مكورماك ان رايس أكدت نيتها زيارة ليبيا في الوقت المناسب.
واضاف ان رايس ابلغت شلقم ان الروابط تغيرت الي الاحسن بشكل كبير
منذ 2003 بسبب تصرفات تستند الي نوايا صادقة من الجانبين كليهما.
وابلغت رايس الوزير الليبي ايضا ان واشنطن تريد العمل مع ليبيا
اثناء عضويتها في مجلس الامن الدولي في عامي 2008 و2009 في مسائل مثل
كوسوفو وايران والسودان.
المتمردة السابقة" ليبيا ترأس مجلس
الأمن الدولي!
وبعد سنوات طويلة من اعتبارها "دولة متمردة" على المجموعة الدولية،
صعدت الجماهيرية الليبية إلى قمّة الأضواء بتسلّمها منصب رئاسة مجلس
الأمن.
وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، جاد الله الطلحي، إنّ تحمّل
مسؤولية رئاسة مجلس الأمن تعدّ "تحدياً حقيقياً" في أول شهر من السماح
لبلاده بشغل مقعدها، غير أنّه شدّد على أنّ طرابلس ستبذل أفضل جهد.
وأضاف قوله: بالنسبة إلى بلد ظلّ مدة عقد من الزمان تحت طائلة
عقوبات الأمم المتحدة، فإنّ ذلك يعدّ أمراً مهماً جداً ويحتوي على
الكثير من الدلالات. وقال: إنه أمر مهم جداً بالنسبة لنا، خاصة إذا
أخذنا بعين الاعتبار أنّه تمّ انتخابنا بالإجماع. وسبق لمجلس الأمن أن
ألغى العقوبات على ليبيا في العام 2003.
وقال الطلحي إنّه من المنتظر أن يركّز مجلس الأمن في يناير/ كانون
الثاني الجاري، اجتماعاته على مسائل تهمّ العرب والأفارقة، غير أنّه
رفض التعليق على مواقف بلاده الخاصة من الملفات المهمة ولاسيما ما
يتعلق منها بإيران واحتمال أن يسلّط المجلس عقوبات عليها. بحسب CNN.
لكن الطلحي أوضح أنّ بلاده تدعم حق الدول في الاستخدام السلمي
للطاقة النووية. معربا عن معارضته لانتشار أسلحة الدمار الشامل.
وقال، لا أريد أن أتحدّث بطريقة نهائية عن موقف بلادي في حال كان
هناك مشروع أو خطة لفرض مزيد من العقوبات، ولكن كبلد عانى من العقوبات،
سنكون من دون شكّ في موقف صعب عندما يتمّ اقتراح عقوبات.
وفضلاً عن الأعضاء دائمي العضوية الخمسة، فرنسا وبريطانيا والصين
وروسيا والولايات المتحدة، يضمّ مجلس الأمن 10 أعضاء آخرين، نصفهم
استهل السنة الأولى من العضوية وهم فضلا عن ليبيا، بوركينا فاسو
وكرواتيا وكوستاريكا وفيتنام، ونصفهم الآخر بدأ سنته الثانية والأخيرة
وهم بلجيكا وإندونيسيا وإيطاليا وبنما وجنوب أفريقيا.ورئاسة المجلس
تتمّ بالمداورة اعتمادا على الحروف الإنجليزية. |