الإرهاب الالكتروني يفتح ابواب حرب الكترونية باردة

اعداد/صباح جاسم 

شبكة النبأ: تظهِر وفرة الاخبار والمعلومات على شبكة الانترنت اهمية هذه الوسيلة المتزايدة  يوما بعد اخر، وكما هو الحال في كثرة الايجابيات والفوائد التي توفرها المواقع المختلفة فان الانترنت اصبحت ساحة كبيرة لترويج افكار التطرف والتشدد والارهاب الذي تطلقه القاعدة والمتعاونين معها وذلك بسبب استخدامها الآمن والسهل.

ويشير هذا الموضوع بوضوح الى ان المعركة الحقيقية مع القاعدة لم تعد على الارض وانما على مستوى الإعلام، وهذا تهديد حقيقي للأمن العالمي يوجب تعاونا وثيقا بين دول العالم.

وقال باحث سعودي امام مؤتمر للأمن الوطني إن هناك حوالي 5600 موقع على الانترنت تنشر ايديولوجية القاعدة في انحاء العالم وأن هناك 900 موقع آخر تظهر كل عام.

وحددت السعودية الانترنت باعتبارها ميدان المعركة الرئيسي مع المتشددين الذين شنوا حملة للاطاحة بالاسرة الحاكمة المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وقال الباحث السعودي خالد الفرم أمام مؤتمر تقنية المعلومات والامن الوطني في العاصمة الرياض ان البحث يبين أن هناك أكثر من 5600 موقع على الانترنت تروج لفكر القاعدة الارهابي. بحسب رويترز.

واضاف ان هناك نحو 900 موقع جديد تظهر كل عام ورغم تراجع بعض المواقع الاعلامية وخصوصا التي تديرها القاعدة الا أن المواقع المتطرفة على الانترنت في تزايد مستمر.

وأضاف أنه من الصعب اقتفاء أثر معظم المواقع حيث أن المواقع التي تديرها القاعدة غالبا ما تغير عناوينها لتجنب كشفها أو تبدأ من جديد في مكان اخر بمجرد اختراقها.

وكان الفرم يلقي كلمة أمام مؤتمر نظمته وكالة المخابرات السعودية لتشجيع الجمهور على زيادة التعاون مع الحكومة وتبادل الخبرات حول كيفية مراقبة نشاط المتشددين على الانترنت.

وأطلقت المخابرات السعودية هذا الاسبوع موقعا على الانترنت في محاولة للانفتاح على الجمهور وتغيير التصورات السلبية عن أجهزة الامن. ويمكن للناس ارسال معلومات الى الموقع عن أي نشاط مريب دون الكشف عن هويتهم.

ويخشى من أجهزة المخابرات بشكل عام في انحاء العالم العربي باعتبارها ادوات في ايدي الحكومات تنتهك حقوق الانسان.

وقال الفرم لرويترز، ان المعركة الحقيقية مع القاعدة لم تعد على الارض وانما على مستوى الاعلام. وأضاف أن التغطية الاعلامية للقاعدة أكثر أهمية من العمليات الفعلية.

وقال أليساندرو زناسي، الانترنت وغرف الدردشة والرسائل النصية.. هؤلاء هم المحاربون الجدد. وزناسي خبير في مراقبة النصوص التي يتم تداولها من خلال الانترنت.

العالم يواجه خطر "حرب باردة الكترونية"

وذكر تقرير ان الحرب الباردة الالكترونية التي تشن على أجهزة الكمبيوتر في العالم تنذر بالتحول الى أحد أكبر التهديدات الامنية خلال العقد المقبل.

وقالت شركة مكافي التي تعمل في مجال الامن الالكتروني في تقرير سنوي ان نحو 120 دولة تقوم بتطوير طرق لاستخدام الانترنت كسلاح لاستهداف أسواق المال ونظم الكمبيوتر والخدمات التابعة للحكومات.

وأضاف التقرير أن أجهزة المخابرات تقوم بالفعل باختبار شبكات الدول الاخرى بصورة روتينية بحثا عن ثغرات وأن أساليبها تزداد تطورا كل عام. بحسب رويترز.

وقال جيف جرين نائب رئيس (مكافي أفيرت لابس) ان الجريمة الالكترونية الان مشكلة عالمية. لقد تطورت تطورا هائلا ولم تعد تهدد الصناعة والافراد فحسب بل تهدد الامن القومي تهديدا متزايدا.

وذكر التقرير أن الصين في صدارة الحرب الالكترونية وأن اللوم ألقي عليها في هجمات على الولايات المتحدة والهند وألمانيا. وتنفي الصين هذه المزاعم بصورة متكررة.

وجمع هذا التقرير بمشاركة من أكاديميين ومسؤولين من وكالة الجريمة المنظمة في بريطانيا ومكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي وحلف شمال الاطلسي.

وحذر التقرير من أن الهجمات على مواقع الكترونية خاصة وحكومية في استونيا في ابريل نيسان ومايو ايار من هذا العام لم تكن سوى "قمة جبل الجليد."

وقالت استونيا ان الاف المواقع تأثرت بالهجمات التي رمت الى شل البنية التحتية في البلد الذي يعتمد بشدة على الانترنت. وبدا أن الهجمات صدرت ابتداء من روسيا مع أن الكرملين نفى أي دور له فيها. وتنبأ تقرير مكافي بأن الهجمات المستقبلية ستكون أكثر تطورا. وذكر أن الهجمات تطورت من مجرد عمليات بحث بدافع الفضول في البدء الى عمليات جيدة التمويل والتنظيم من التجسس السياسي والعسكري والاقتصادي والتقني.

امريكا تسعى لوقف الهجمات الالكترونية المتزايدة

من جهة اخرى قال مستشار عسكري أمريكي ان بلاده تعمل من أجل منع الهجمات على مواقع الجيش والحكومة على الانترنت وأجهزة الكمبيوتر الشخصية الا أن أي اجراء حاسم يثير تساؤلات ينبغي التعامل معها بشأن الحقوق القانونية والمدنية والسياسية.

وقال اندرو بالوويتش كبير مسؤولي التكنولوجيا في ادارة الاستخبارات والامن بمؤسسة تطبيقات العلوم الدولية والمستشار رفيع المستوى في وزارة الدفاع الامريكية يوم الثلاثاء انه حاليا "لا توجد قواعد" بشأن ما يمكن للحكومة أو المؤسسات الخاصة أن تفعله اذا هوجمت مواقعها على الانترنت.

وقال بالوويتش في محاضرة بجامعة جورج تاون في واشنطن ان بالنظر الى أكثر من 37 ألف محاولة اختراق لبرامج حكومية وخاصة و80 ألف هجوم على مواقع عسكرية في سنة 2007 المالية ربما يقول البعض ان الولايات المتحدة بالفعل في "حرب انترنت". بحسب رويترز.

وأضاف بالوويتش أن مسؤولين عسكريين اعترفوا علنا في السابق بأن بعض الهجمات نجحت في التأثير على القدرات العسكرية الامريكية. الا أنه رفض ذكر المزيد من التفاصيل.

وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) هذا العام ان الجيش الصيني أسس وحدات لتطوير فيروسات للهجوم على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بخصومه وان استونيا كانت ضحية لهجوم منظم استهدف اعطاب أنظمة الكمبيوتر بها في وقت سابق من هذا العام وتسبب في اغلاق مواقع تعليمية ومصرفية وحكومية وغيرها لاسابيع.

وقال بالوويتش ان قرار القوات الجوية الاخير بانشاء قيادة عسكرية جديدة يعمل بها 40 ألفا للاستعداد لحرب انترنت يشير الى أهمية القضية.

وساق تقديرات بأن الحكومة ستنفق 35 مليار دولار في السنوات الخمس القادمة للحماية من هجمات الانترنت وهو استثمار كبير تستفيد منه شركات (اس.ايه.اي.سي) ولوكهيد مارتين جروب ونورثروب كرومان وغيرها من الشركات العاملة في مجال تأمين الانترنت.

وكان البنتاجون قلص عدد المداخل الى موقعه العسكري على الانترنت الى 13 الا أن الحكومة الامريكية ما زال لها أكثر من 1300 موقع يمكن الدخول عليه وهو ما قد يعرضها للخطر. وأمر مكتب ادارة وميزانية البيت الابيض بتقليل هذا العدد الى خمسين فقط.

وحث بالوويش على بذل جهد للتعامل مع مدى شرعية الرد على مثل هذه الهجمات والتعامل مع تساؤلات بخصوص الحقوق المدنية.

التحقيق مع شاب في نيوزيلندا لارتكاب جرائم الكترونية

وفي نيوزيلندا تستجوب الشرطة شابا يشتبه في انه زعيم عصابة للجرائم الالكترونية تمكن افرادها من التسلل الى اجهزة كمبيوتر في العديد من انحاء العالم ليدمروا شبكة كمبيوتر في جامعة أمريكية.

وذكرت وكالة نيوزيلندا برس اسوسيشن ان محققين في نيوزيلندا والولايات المتحدة وهولندا يعتقدون ان الفتى البالغ من العمر 18 عاما وضع برنامجا استخدم في مهاجمة أكثر من مليون جهاز كمبيوتر مسببا خسائر قدرها 25 مليون دولار نيوزيلندي (19 مليون دولار أمريكي).

وقالت شرطة نيوزيلندا في بيان انه يشتبه في ان البرنامج استخدم في تعطيل شبكة نظم الكمبيوتر في جامعة بنسلفانيا العام الماضي.

قالت الشرطة ان هذا الشخص هو زعيم خلية تابعة لعصابة تتسلل للشبكات من خلال برنامج يقوم بتثبيت نفسه سرا بما يتيح للمتسلل السيطرة على انظمة الكمبيوتر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 8 كانون الثاني/2008 - 28/ذو الحجة/1428