
شبكة النبأ: بعد أن شهدت ساحة الصراع
الإيرانية-الأمريكية أجواء محتدمة حول البرنامج النووي الإيراني وما
يترتب عليه من آثار عسكرية تتجه من خلاله امريكا او اسرائيل الى احتمال
توجيه ضربة استباقية لإيران. يبدو أن ارتفاع درجة التوتر اخذ بالهبوط
بعد تقرير التخمين ألاستخباري الامريكي الخاص بتقديرات المواقف
المتعلقة بالقدرات الايرانية النووية.
ومن جانبه رسم الرئيس الأمريكي جورج بوش، خلال كلمته الإذاعية
الأسبوعية، صورة موجزة لأجندة جولته، التي تبدأ هذا الأسبوع. وربط بوش
جولته المقررة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، بالحرب التي تشنها
إدارته على الإرهاب، والجهود الأمريكية للتصدي لتنامي النفوذ الإيراني
في المنطقة.
وقرن الرئيس الأمريكي جولته بالجهود التي تقودها إدارته لمحاربة
الإرهاب الدولي قائلاً: "كما شهدنا في 11 سبتمبر/أيلول عام 2001،
الأخطار المنبثقة من الجانب الآخر من العالم يمكن أن تجلب الموت
والدمار إلى شوارعنا، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس.
وأوضح أن المتشددين يسعون خلف أسلحة متطورة وتجنيد عناصر جديدة
لمهاجمة الولايات المتحدة مجدداً، وللإطاحة بحكومات في الشرق الأوسط،
وفرض رؤيتهم البغيضة بالقوة على الملايين.
وأوضح بوش أنه سيحث القادة العرب على تشجيع مفاوضات السلام، وتعبئة
الدعم الإقليمي والدولي لإنجاحها، كما سيشدد على أهمية مواجهة الطموح
العدائي الإيراني.
خيارات متاحة
من جانب آخر نطالع في الصنداي تايمز مقالا لـ أوزي ماهنايمي بعنوان،
إسرائيل ستخبر بوش بشأن الخيارات المتاحة لضرب إيران.
يقول ماهنايمي إن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين سيمدون الرئيس
الأمريكي، جورج بوش، عند زيارته المقررة لإسرائيل في الأسبوع المقبل
بآخر المعلومات الاستخباراتية بشأن البرنامج النووي الإيراني وكيفية
تدميره.
وأضاف المراسل أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، سيسعى
لإقناع بوش بأن توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد منشآت تخصيب اليورانيوم
في إيران أمر قابل للتحقيق في حال فشلت الجهود الدبلوماسية في إيقاف
البرنامج النووي الإيراني.
ويتابع المراسل أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين لا يرغبون في
الكشف عن طبيعة المعلومات الاستخباراتية التي بحوزتهم خشية أن يفتقد أي
هجوم مستقبلي عنصر المفاجأة.
ويُتوقع أن يزود المسؤولون الأمنيون بوش بتفاصيل حديثة عن تخصيب
اليورانيوم في إيران والذي يمكن استخدامه لأهداف مدنية وعسكرية وعن
تطوير الصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.
ويرى المسؤولون أن أفضل طريقة لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى
درجة الاستخدام العسكري هو تدمير منشآت التخصيب الإيرانية.
تحذير
وفي السياق ذاته، تنشر صحيفة الصنداي تلجراف مقالا بعنوان" إسرائيل
تحذر أوربا من خطر الصواريخ الإيرانية" لمراسلتها في القدس، كارولين
ويلر.
تقول المراسلة إن المسؤولين الإسرائيليين سيخبرون الرئيس بوش عند
زيارته لإسرائيل أن إيران بصدد تطوير صواريخ نووية قادرة على الوصول
إلى أوربا وليس فقط إلى منطقة الشرق الأوسط.
وتضيف ويلر أن وزير الأمن العام في الحكومة الإسرائيلية، أفي ديتشر،
أخبر الصحيفة في مقابلة حصرية أن الحكومة الإسرائيلية مقتنعة أن إيران
مصممة على أن تصبح أول قوة عظمى إسلامية بفضل امتلاكها أسحلة قادرة على
ضرب ليس فقط إسرائيل وإنما مصر وليبيا والسعودية أيضا، إضافة إلى
اليونان وأجزاء أخرى من جنوب شرقي أوربا.
وحذر المسؤول الإسرائيلي من أن إيران بصدد تطوير صواريخ يزيد مداها
عن 2000 كلم.
تصر الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية أن لا توجد دلائل على أن
إيران تخلت عن برنامجها للأسلحة النووية بشكل نهائي
خيارات دبلوماسية
وعلى خلفية هبوط احتمالات الخيار العسكري، فقد تزايدت احتمالات الخيار
الدبلوماسي الذي يتضمن "الصفقة" المحتملة مع إيران:وتفيد معلومات عن
وجود احتمالات عدة منها:-
- تحالف:
خلال فترة نظام شاه إيران كان يوجد مثلث يضم واشنطن – طهران – تل
أبيب، وبرغم قيام الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني فإن
العلاقات السريّة لم تنقطع تماماً بين أطراف هذا المثلث، وعلى سبيل
المثال لم تؤثر أزمة الرهائن ولا الموقف الأمريكي والإسرائيلي المتشدد
ضد إيران ولا الموقف الإيراني المتشدد ضد أمريكا وإسرائيل من عقد صفقة
معينة.
من جانبه نقل موقع الجمل تعليقا منقولا عن معهد المسعى الأمريكي، من
إعداد الخبير اليهودي الأمريكي مايكل روبين، وجه فيه انتقاداً شديداً
للناشط الإيراني تريتا بارسي الذي يقوم داخل الولايات المتحدة بالترويج
لفكرة "النظام الإيراني البراغماتي".
- تصريحات الجنرال بترايوس:
وأكد الجنرال بتراوس قائد القوات الأمريكية في العراق بأن إيران لم
تعد تقدم الدعم العسكري للمليشيات الشيعية العراقية، التأكيد ذاته
نشرته صحيفة واشنطن تايمز الداعمة لتوجهات صقور إدارة بوش. كذلك، تحدث
العقيد الأمريكي ستيفن بويلان الناطق الرسمي باسم الجنرال بتراوس بكثير
من الثناء على الأداء الإيراني الحالي في الساحة العراقية، وحالياً
يوجد تفسيران لهذه التصريحات:
* أن إيران قد دخلت في تعاون حقيقي مع واشنطن فيما يتعلق بعدد من
الملفات الشرق أوسطية، وذلك بدليل التعاون الإيراني - الأمريكي في ملف
العراق وربما في الملف الكردي.
* أن الولايات المتحدة أدركت عدم إمكانية تنفيذ أي عمل عسكري ضد
إيران بسبب الخسائر الفادحة التي يمكن أن تترتب عليه، خاصة وأن
المعلومات الاستخبارية الأمريكية حول القدرات الإيرانية ما تزال غير
مكتملة إضافة إلى تزايد شكوك أجهزة الاستخبارات الأمريكية في مصداقية
المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية حول إيران.
- وإزاء هذين التفسيرين فقد لجأت إدارة بوش إلى المفاضلة بين
"الفرصة" و"المخاطرة" على أساسا اعتبارات أن:
* توجد "مخاطرة" كبيرة إذا تم القيام بالعمل العسكري ضد إيران.
* توجد "فرصة" كبيرة للاستفادة من تعاون إيران مع أمريكا في الملف
العراقي.
وتشير التكهنات إلى اعتقاد بعض الأطراف في الإدارة الأمريكية
باحتمالات أن ينجح الأمريكيون في "توسيع" نطاق هذه "الفرصة" لتشمل
منطقة الشرقين الأوسط والأدنى وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية.
- الكونغرس الأمريكي ومنظور تعديل
سياسة إيران:
في الفترة التي أعقبت صدور تقرير الاستخبارات الأمريكية الأخير حول
إيران برز توجه جديد في أوساط بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي ويقوم هذا
التوجه على أساس الاعتبارات الآتية:
* الذرائع: لقد لعبت إيران الحالية دوراً هاماً، وإن كان غير مباشر
في دعم الإدارة الأمريكية عن طريق:
* بقاء إيران على الحياد في الحربين الأمريكيتين الأولى والثانية ضد
العراق.
* دعم الانتفاضة الشيعية في جنوب العراق التي أدت إلى إضعاف النظام
العراقي السابق.
وقد كافأت الإدارة الأمريكية إيران بالتجاهل التام لها كقوة إقليمية
شرق أوسطية في التحركات الإقليمية والدولية الجارية في المنطقة.
- الخيارات البديلة:
* الخيار الأول: الحفاظ على الأمر الواقع الجاري حالياً.
* الخيار الثاني: استخدام الجهود غير العسكرية من أجل تغيير النظام
الحالي.
* الخيار الثالث: استخدام العمل العسكري المحدود ضد أهداف إيرانية
محددة بشرط توافر المبررات والأسانيد ذات المصداقية والتأييد الداخلي
والخارجي.
* الخيار الرابع: عقد صفقة مع إيران.
* الخيار الخامس: استخدام التحركات الدبلوماسية الضاغطة لدفع إيران
للتخلي عن برنامجها النووي بالكامل.
عموماً، فقد كتب الخبير الأمريكي موريل نيرات فايس باخ تحليلاً حمل
عنوان «فلندع الحوار الكبير يبدأ»، ويتعلق موضوعه بالحوار الإيراني –
الأمريكي الجاري حالياً بواسطة السفيرين الأمريكي والإيراني في المنطقة
الخضراء لبغداد ويشير الكاتب إلى أن هذا الحوار سوف يلعب دوراً كبيراً
في احتمالات اتساع النطاق بما يؤدي إلى حوار أمريكي – إيراني استراتيجي
حول مستقبل الشرقين الأوسط والأدنى وآسيا الوسطى، ويضيف الكاتب قائلاً
بإمكانيات أن يتم ضم كل من تركيا والسعودية إلى هذا الحوار، وفي حالة
النجاح فإن الإدارة الأمريكية تكون قد نجحت هذه المرة في بناء
إستراتيجية "الثلاث أعمدة" بدلاً عن إستراتيجية "العمودين" السابقة
التي كانت تتضمن السعودية وإيران وهو أمر لو تم إنجازه فسوف يحقق نصراً
ومكسباً باهراً لسياسات وتوجهات مجلس الأمن القومي الأمريكي.
*المركز الوثائقي والمعلوماتي
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
www.annabaa.org
arch_docu@yahoo.com |