
شبكة النبأ: عندما بدأت سنة 2007
تزايدت درجة الحرارة بما جعل من شهر يناير/كانون الثاني أسخن أول شهر
في السنين الماضية حيث ارتفع المحرار بمقدار 1.53 درجة فوق المعدل.
ووفقا لأسوشيتد برس فقد شكّل ذلك المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا
الأمر منذ بدء تسجيل الأرقام القياسية عام 1880.
وفيما بدأ 2007 يطوي أوراقه، فإنّ السجلات ستحفظه على أساس أنّه
الأحرّ في التاريخ شمال القارة الأرضية.
وسجلت مراكز الأرصاد الأمريكية أعلى معدلات في درجات الحرارة على
مدى 263 عاما، فيما شهدت إنجلترا أحرّ أبريل/نيسان منذ 348 عاما، مزيحا
الرقم الذي تمّ تسجيله عام 1865 بأكثر من درجة فرانهايت.
ولم يكن الأمر متعلقا فقط بالحرارة، حيث شهد العام أحداثا شبيهو بما
يحدث بالأفلام فيما يتعلق بالطقس. فقد ضربت عاصفة هوجاء فعلا مدينة
نيويورك في أغسطس كانت بمثابة كارثة حقيقية. بحسب CNN.
وفي الشرق الأوسط، ضرب إعصار غير معهود في يونيو/حزيران عمان
وإيران.
وفيما بدأت كبريات بحيرات الولايات المتحدة تشهد مشاكل بيئية،
سيتعين على أتلانتا أن تخاف بشأن مياه الشرب.
أما جنوب أفريقيا فقد شهدت لأول مرة تساقط الثلوج منذ ربع قرن، فيما
استقبلت جزيرة لا ريونيون في أفريقيا أيضا، في ظرف ثلاثة أيام فقط
تهاطل 155 بوصة من الأمطار، في رقم قياسي لكميات الأمطار في ظرف وجيز.
والأسوأ من ذلك، أنّ القطب الشمالي الذي يعدّ برّاد العالم، تزايدت
حرارته بصفة واضحة خلال 2007، مما خلّف أرقاما قياسية في ذوبان الجليد.
تقرير ياباني: 2007 أدفأ الاعوام
لمناطق اليابسة في العالم
وقالت وكالة الارصاد الجوية اليابانية أن متوسط درجة الحرارة على
سطح الارض هذا العام سيكون الاعلى منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام
1880 لاسباب منها ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال التقرير الذي اعدته وكالة الارصاد الجوية اليابانية أن تذبذبات
المناخ الطبيعية أسهمت في ارتفاع درجات الحرارة. بحسب رويترز.
وتزامن التقرير مع محادثات دولية في الفترة من الثالث الى الرابع
عشر من ديسمبر كانون الاول في جزيرة بالي الاندونيسية لبحث معاهدة
جديدة بشان المناخ تعقب بروتوكول كيوتو بعد عام 2012 لكنها لم تقدم
هناك.
وقال التقرير أن متوسط درجة حرارة سطح الارض في الفترة من يناير
كانون الثاني إلى نوفمبر تشرين الثاني كان أعلى مما كان عليه في الماضي
في كل المناطق باستثناء جنوب أمريكا الجنوبية.
وقال التقرير إن درجة حرارة سطح المحيط كان أعلى في معظم المناطق
باستثناء شرق المحيط الهادي قرب خط الاستواء.
وكانت التوقعات هي ان يصل متوسط درجة حرارة سطح الارض في عام 2007
الى 0.67 درجة مئؤية أعلى من متوسط درجات الحرارة على مدى 30 عاما في
الفترة من 1971 الى 2000 .
وفي عامي 2005 و2006 كان متوسط درجة حرارة سطح الارض في العالم أعلى
بمقدار 0.58 درجة مئوية من متوسط الفترة بين عام 1971 وعام 2000 .
ويقول العلماء ان متوسط درجات حرارة العالم سيرتفع بين 1.8 درجة الى
أربع درجات مئوية بسبب انبعاث الكربون الذي يزيد من احتمالات ذوبان كتل
جليدية وفيضانات ومجاعات.
العام الماضي يؤكد منحى ارتفاع
حرارة الأرض
وخلص مركز هادلي البريطاني، وجامعة وست آنغليا إلى أن سنة 2007
المنتهية احتلت المرتبة السابعة، بين السنوات الأشد حرارة.
وتتضمن قائمة السنوات هذه -التي عرفت قياس درجات الحرارة بشكل
منتظم- 11 سنة هي الأحر خلال السنوات الثلاث عشرة الأخيرة. وفيما يتعلق
بنصف الكرة الأرضية الشمالي، تُعد سنة 2007 ثاني أكثر السنوات حرارة.
وقال رئيس قسم الأرصاد الجوية بمركز هادلي، والذي يوجد حاليا في
بالي لحضور مؤتمر التغيرات المناخية، إن هذه المعطيات : تؤكد الحاجة
إلى تسريع وتيرة العمل من أجل التصدي لظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض
بسبب النشاط البشري. بحسب بي بي سي.
نينيو ونينيا
وكانت نفس مجموعة العلماء هذه قد توقعت في بداية 2007 أن تكون أحر
سنة منذ بداية قياس درجات حرار الطقس.
وقال فيل جونز مدير وحدة الدراسات المناخية بجامعة وست آنغليا:
معدلات حرارة الأرض في ارتفاع مقارنة مع المعدلات العادية على المدى
البعيد، بسبب ظاهرة النينيو.
السنوات العشر الأكثر حرارة
1998: 0,52 (فوق معدل الحرارة لسنوات ما بين 1961 و1990)
2005: 0,48
2003: 0,46
2002: 0,46
2004: 0,43
2006: 0,42
2007(مؤقت) : 0,41
2001: 0,40
1997: 0,36
1995: 0,28
لكن ومنذ أواخر شهر أبريل/ نيسان ساهمت ظاهرة لانينيا في خفض هذه
الحرارة، ولولاها لكانت هذه السنة الأكثر حرارة. وتعد الظاهرتان
المناخيتان، نهايتين متقابلتين لدورة مناخية.
وقد تسببت ظارهة النينيو عام 1998 في ارتفاع حرارة الأرض، بشكل لم
يسبق له نظير منذ بداية قياس درجات الحرارة. ومنذ ذلك الحين تعد هذه
السنة الأكثر حرارة.
وأدى ارتفاع حرارة الأرض، منذ سنة 2000 إلى تضاؤل الغطاء الثلجي
لبحر القطب الشمالي. وتوقع العلماء أن يذوب هذا الغطاء صيف عام 2013.
القطب الشمالي "يصرخ مستغيثا"
وحذر العلماء من أن القطب المتجمد الشمالي قد يصبح خالياً من الجليد
بحلول صيف العام 2012، ليمثل هذا التحذير آخر صرخة وجهها العلماء حول
التغيرات المناخية وتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري.
إن تسارع ذوبان طبقة الجليد في المنطقة القطبية بصورة كبيرة خلال
فصل الصيف، وهو الأمر الذي دفع ببعض العلماء إلى القلق من أن ظاهرة
الاحتباس الحراري بلغت مدى خطيراً، بل وذهب علماء آخرون إلى حد توقع أن
بحر الجليد الصيفي سيختفي في غضون خمس سنوات. بحسبCNN.
وبلغ حجم ذوبان جليد جزيرة غرينلند حوالي 19 مليار طن، أكثر من أعلى
معدل بلغه سابقاً، كما أن حجم بحر الجليد في القطب الشمالي تقلص إلى
نصف ما كان عليه قبل أربع سنوات، بنهاية الصيف الأخير، وفقاً لما نقلته
الأسوشيتد برس عن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
وقال كبير الباحثين في مركز بيانات الثلوج والجليد في بولدر
بكولورادو، مارك سيريز: إن القطب الشمالي يصرخ مستغيثاً.
في العام الماضي فقط، فاجأ عالمان زملاءهما بتوقعات مفادها أن بحر
الجليد القطبي يذوب بسرعة كبيرة إلى حد أنه قد يختفي بشكل كامل بحلول
العام 2040.
وهذا الأسبوع، وبعد مشاهدة بياناته الجديدة، قال عالم المناخ في
ناسا، جاي زوالي: "بهذا المعدل، قد يصبح المحيط المتجمد الشمالي خالياً
من الجليد بحلول صيف عام 2012، ما يعني أن سرعة ذوبانه أعلى من
التوقعات السابقة."
لذلك فإن العلماء في الفترة الأخيرة أخذوا يتساءلون حول تسارع ذوبان
الجليد في القطب الشمالي وما إذا كان للاحتباس الحراري سبب في بلوغه
الذروة، أو ما إذا كان كل شيء قد تسارع إلى أن وصل إلى دورة مناخية
جديدة تتجاوز أسوأ السيناريوهات التي كشفت عنها النماذج الكمبيوترية.
وأشار العلماء أن ما يساعد في هذه التغيرات المناخية حرق الفحم
والنفط وغيرهما من الوقود الأحفوري التي ينتج عن حرقها ثاني أكسيد
الكربون وغيره من غازات الدفيئة،وهي مسؤولة عن التغير المناخي الذي
تسبب به الإنسان.
وفي الأيام القليلة الماضية، كان الدبلوماسيون من مختلف دول العالم
يبحثون في منتجع بالي بإندونيسيا، وضع مسودة اتفاقية مناخ دولية جديدة
لتكون بديلاً عن بروتوكول كيوتو، بهدف الحد من انبعاثات الغازات
الضارة.
غير أن الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر دولتين تساهمان في
ارتفاع مستوى غازات الدفيئة، ترفضان التقيد بأي معاهدة للحد من انتشار
هذه الغازات. وتقول الولايات المتحدة إنها تعمل على برامج خاصة بها
لمكافحة الاحتباس الحراري. |