عام 2007.. اندحار القاعدة وآمال بإعادة وحدة الصف وبناء العراق

اعداد/صباح جاسم

 شبكة النبأ: رغم ان بدايات عام 2007 كانت غاية في القسوة على العراقيين وأضحت كسابقاتها من أعوام القتل والتهجير والعنف والارهاب إلا ان منتصف العام المذكور شهد انعطافة كبيرة في الوضع الأمني حيث تحولت العشائر السنّية الى الخط الوطني واصبحت حريصة على دماء العراقيين وسلامتهم بعد ثلاث سنوات من احتضان القاعدة وتقديم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي لها، واصبحت "صحوة العشائر السنّية" علامة مضيئة يهتدي بها العراقيين لتثبيت الأمن واعادة البناء واللحمة الأصيلة، بالاضافة الى القوات الامريكية الاضافية التي ارسلتها الادارة الامريكية لمساعدة قوات الأمن العراقية في تنفيذ كامل مراحل "خطة فرض القانون" التي دحرت تقريبا كل من اعترضها من فصائل القاعدة والعصابات والمسلحين والمجموعات الخارجة عن القانون.

وقال مصدر إعلامي مسؤول في وزارة الصحة، إن (16) ألفا و(232) مدنيا عراقيا قتلوا خلال عام (2007)، جراء أعمال العنف وانفجارات القنابل والهجمات بقذائف الهاون والعنف الطائفي. فيما قال الجيش الأمريكي إن عدد جنوده الذين قتلوا في العراق خلال العام المنصرم بلغ (899) جنديا، ما يجعله العام الأكثر دموية على القوات الأمريكية منذ غزوها العراق.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة ( أصوات العراق) أن وزارة الصحة لديها إحصائية دقيقة تؤكد مقتل (16) ألفا و(232) مدنيا عراقيا خلال العام المنصرم، منهم (481) شخصا قتلوا خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي. واضاف، وصل عدد القتلى خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلى ألفي مدني.

واعرب المصدر الإعلامي عن أمله في أن تكون قوات الأمن العراقية سبباً رئيسياً في خفض عدد قتلى المدنيين العراقيين، خلال عام 2008.

على الجهة العسكرية، قال بيان اصدره الجيش، إن عدد قتلى الجنود الأمريكيين في العراق، خلال العام (2007) المنقضي، بلغ (899) جندياً، مقارنة بـ (822) جنديا خسرتهم القوات الأمريكية خلال العام (2006) الذي سبقه.

ولفت البيان إلى أن عام (2007) كان الأكثر دموية على القوات الأمريكية في العراق، حيث كان عدد القتلى خلاله هو "المعدل السنوي الأعلى" منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق في آذار/ مارس من العام (2003).

وذكر البيان أن عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي بلغ (21) جنديا، مشيرا إلى أن هذا المعدل الشهري يعتبر ثاني أدنى معدل لقتلى القوات الأمريكية منذ بداية الحرب، بعد شهر شباط / فبراير من العام (2004) الذي قتل خلاله (20) جنديا.

لكن البيان استدرك قائلا إن القيادة الأمريكية قد تضيف عددا آخر من القتلى ( الذين سقطوا خلال الشهر المنصرم) إلى ذلك الرقم، في الأيام المقبلة. وكان عدد قتلى القوات الأمريكية خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام (2006)، هو (112) جنديا.

أما إجمالي خسائر القوات الأمريكية في العراق، منذ بداية الغزو وحتى الآن، فقد وصل إلى (3902) من الجنود القتلى، وفقا للبيانات الرسمية التي يصدرها الجيش الأمريكي.  

القاعدة متخوفة من تراجع الدعم بالعراق

وفي سياق متصل قال قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس إن مخاوف القاعدة من فقدان دعم العرب السنة في العراق في تزايد، وأن التنظيم بدأ في استهداف قيادات "مجالس الصحوة"، إلا أنه حذر من أن التنظيم لا يزال خطيراً وفاعلاًً، ويمثل أبرز التحديات الأمنية هناك خلال عام 2008.

وجاء تصريح بتريوس قبيل ساعات من بث موقع إلكتروني متشدد تسجيلاً صوتياً جديداً لزعيم القاعدة، أسامه بن لادن، دعا فيه العرب السنة في العراق عدم الانضمام إلى مجالس الصحوة والعشائر التي تقاتل تنظيمه هناك، أو المشاركة في حكومة وحدة وطنية. بحسب CNN.

وذكر أعلى مسؤول عسكري أمريكي في العراق إن التنظيم يولي أهمية قصوى لتلك العشائر التي انقلبت ضده، واحساسه بتزايد نبذ ورفض القاعدة من قبل تجمعات العرب السنة في أنحاء العراق.

وكان بن لادن قد انتقد في رسالته زعيم مجلس صحوة الأنبار الراحل عبد الستار أبو ريشة الذي عرف بقتاله للقاعدة غرب العراق، والذي لقي مصرعه في تفجير لغم أرضي زرع قرب منزله في سبتمبر/أيلول. واعتبر أنّ "أكثر الشياطين من ضمن الخونة هم الذي يستبدلون دينهم بدنياهم."

وذكر بتريوس إن التنظيم بدأ في التصدي لهذا الرفض بمهاجمة تلك التجمعات ونوه قائلاً في هذا الصدد، إلا أن هذا التحرك يؤلب المزيد من العرب السنة ضد القاعدة.

وأوضح أن التحول دفع السنة للانضمام إلى العملية السياسية، ومضى قائلاً: مشاركتهم في العراق الجديد بالغة الأهمية. 

وساهم تشكيل "مجالس الصحوة"، وتدفق الآلاف من القوات الأمريكية الإضافية على العراق بجانب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في أغسطس/آب وقف لإطلاق لمدة ستة أشهر، في تراجع معدلات العنف بواقع 60 في المائة منذ يونيو/حزيران.

وقال المسؤول العسكري الأمريكي أمام حشد صغير من الصحفيين الأجانب السبت أن مخاوف تنظيم القاعدة من تلك المجالس في تعاظم، وأستطرد: يبدو ذلك واضحاً في بياناتهم العامة.

الواشنطن بوست: القاعدة تشكل الخطر الأكبر في العراق 

وقالت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية إن قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس، قدم  تقييما ايجابيا إنما حذرا بصدد التقدم في العراق في العام 2007، مشيرا إلى انخفاض العنف في النصف الأخير من العام إلا انه حذر من أن تنظيم القاعدة في العراق يظل التهديد الأكبر..

وأوضحت الصحيفة أن بيتريوس قال إن، عدد الهجمات أسبوعيا في العراق ـ من قبيل قنابل الطريق، وقذائف الهاون، ونيران القنص ـ قد انخفض إلى حوالي 60% منذ حزيران يونيو الماضي فيما تراجع عدد القتلى من المدنيين العراقيين في كانون أول ديسمبر الحالى ليصل إلى 600 قتيل مقابل ثلاثة ألاف قتيل في نفس الشهر من العام الماضي.

ونقلت الصحيفة عن بيتريوس قوله في موجز صحفي أمام صحفيين في السفارة الأميركية ببغداد إن مؤشرات الوضع الأمني الايجابية والعوامل التي ساهمت فيها قد غيرت السياق العام في أجزاء كثيرة من العراق في حين أن التقدم في العديد من المناطق ما زال هشا، إلا أن الأمن شهد تحسنا.

وأضاف ، وفقا للصحيفة ، أن هذا النجاح سيظهر بنحو بطيء ومتقطع، مع تراجعات وتقدم، وستمضي الأيام السيئة شيئا فشيئا فاسحة المجال لأيام جيدة ومن المحتمل أن نشهد قتلا شنيعا.

وعلقت الصحيفة قائلة ان  الانخفاض في مستويات العنف يعزى عموما إلى ثلاثة عوامل ظهرت في عام 2007، تمثلت بزيادة 30.000 جندي على القوات الأمريكية العاملة في العراق، وبروز عشرات الآلاف من المقاتلين السنة الذين انضموا إلى القوات الأمريكية في مقاتلة القاعدة في العراق، وقرار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في إيقاف إطلاق النار لستة شهور.

كما أشار بيتريوس أيضا إلى انخفاض أعداد المقاتلين القادمين من سوريا والسعودية، والانخفاض الذي شهدته الشهور الأخيرة في استخدام أسلحة يُعتقد أنها تصنع في إيران.

وقالت الصحيفة، من جهتها أشارت وزارة الداخلية العراقية في موجز صحفي منفصل إلى بروز الجماعات السنية، التي تعرف باسم الصحوة، بوصفها سببا رئيسيا للتحسن الأمني الذي شهده العام 2007، الأمر الذي يعد دعما نادرا من جانب الحكومة التي يقودها شيعة، التي نأت بنفسها، وأحيانا عارضت عمل جماعات الصحوة.

ونقلت الصحيفة عن اللواء ايدن خالد قادر، وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية، قوله ان هناك خططا لضم 12.641 عنصرا من تلك الجماعات إلى قوات الشرطة في بغداد في نهاية نيسان ابريل المقبل.

وذكرت الصحيفة أن  الحكومة العراقية كانت بطيئة في ذلك الإجراء بسبب خشيتها من أن يكون الكثير من عناصر تلك الجماعات متمردين سابقين يحملون مواقف طائفية معادية للشيعة.

ولاحظت الصحيفة أن في وقت سابق من هذا العام، وصف مسؤولون أمريكيون في العراق ميليشيات شيعية على أنها الأكثر ضررا وزعزعة لاستقرار البلد، إلا أن بيتريوس أكد أن التهديد الأكبر للعراق يتمثل بتنظيم القاعدة فيه.

وقال بيتريوس، حسب الصحيفة، مشيرا إلى تنظيم القاعدة، إننا ندعوهم أحيانا الذئب المتربص خلف الباب (أي الخطر الداهم) فهذا التنظيم هو العدو الأكبر الذي يواجه العراق تحديدا لأنه العدو الذي ينفذ اشد الهجمات دموية، ويتسبب بأكبر الأضرار للبنية التحتية، وهو الذي يسعى مندفعا لإثارة العنف الاثني والطائفي.

تدمير 75% من مخابئ القاعدة في العراق

واعلنت وزراة الداخلية العراقية ان القوات العراقية والاميركية دمرت 75% من مخابئ تنظيم القاعدة في البلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء عبد الكريم خلف خلال مؤتمر صحافي في بغداد، لقد قضينا على 75% من مخابئ القاعدة وابعدنا شبكات هامة مؤيدة للقاعدة.

واضاف، بعدما قضينا على المخابئ في محافظة الانبار (غرب) اطلقنا عمليات في محيط بغداد ومحافظة ديالى المجاورة. ان اعضاء القاعدة ينتقلون نحو الشمال ونحن نطاردهم. بحسب CNN.

واكد ان نسبة الانخفاض في العمليات المسلحة تراوحت بين 70 و90 % من شهر حزيران/يونيو الماضي الى نهاية كانون الاول/ديسمبر الجاري. وان نسبة الجثث المجهولة الهوية الآن تتراوح بين ثلاث وخمس جثث يوميا ولم تعد تشكل ظاهرة.

وكان تقرير حديث لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اعلن ان عدد الاعتداءات في العراق انخفض بنسبة 62% منذ آذار/مارس 2007 وان هذا الانخفاض الملموس في بغداد وفي غرب البلاد يعود بشكل رئيسي الى هدنة اعلنتها ميليشيا جيش المهدي الشيعية والى تجييش عشائر سنية ضد انصار القاعدة. 

وباتت هجمات القاعدة في العراق تتركز ضد القوات الحكومية واعضاء الميليشيات السنية في وسط البلاد وشمالها ولاسيما في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

رسالة بن لادن تؤكد اهمية المهمة

ورأى البيت الابيض في التسجيل الصوتي الاخير المنسوب الى زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن تاكيدا على تغير الاتجاه في العراق واهمية المهمة التي يقوم بها الاميركيون.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو، هذا يشكل تذكيرا بان هدف القاعدة في العراق هو الوقوف عائقا امام الديموقراطية والحرية لجميع العراقيين. وهذا يذكرنا ايضا بان هزم القاعدة في العراق يرتدي اهمية حيوية وعلينا ان ننجح في هذه المهمة.

وتابع فراتو، العراقيون الذين يختارون الحرية ويقفون ضد العقيدة المجرمة والحاقدة للقاعدة في العراق يزدادون كل يوم ونحن الى جانبهم. في اشارة الى تحالف عدد من العشائر السنية ضد القاعدة في العراق.

ودعا بن لادن في تسجيل صوتي منسوب له الاسلاميين في العراق الى التوحد كما حذر العراقيين من الانضمام الى مجالس الصحوة التي تنسق عملها مع الاميركيين ومن تاييد الحكومة.

وتم بث الشريط الذي لا يمكن التاكد من صحته على موقع على الانترنت ومدته 56 دقيقة. ودعا فيه "الامراء المجاهدين واعضاء مجلس الشورى" الى الوحدة ومبايعة "الشيخ الفاضل ابو عمر البغدادي اميرا على دولة العراق الاسلامية (...) حفاظا على جماعة المسلمين".

مجلس اسناد صلاح الدين يطالب اسامة بن لادن بالتوقف عن "استهداف العراقيين" 

وطالب مجلس اسناد محافظة صلاح الدين زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن باصدار أمر لاتباعه لوقف "استهداف العراقيين وقتلهم.

وقال مجلس إسناد صلاح الدين، في بيان له ، وحصلت وكالة ( اصوات العراق) على نسخة منه، إن على اسامة بن لادن ان يأمر عناصر تنظيم القاعدة بوقف استهداف وقتل العراقيين، والاعتذار للمواطنين العراقيين الذين تضرروا من افعال اعضاء التنظيم الذين ارتكبو ابشع الجرائم بحقهم.

واضاف البيان الذي جاء ردا على تسجيل صوتي لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، حذر فيه العراقيين من الانضمام الى مجالس الصحوة، ان الجرائم التي ارتكبها اتباع من اسموه الشيخ اسامة بن لادن بحق العراقيين، كانت الدافع الاول والاخير لانشاء مجالس الصحوة والاسناد، وليس حب السلطة والجاه والمال او العمالة لاحد كما يقول بن لادن.

وتابع البيان، إن من المؤسف ان مايقوم به اتباع بن لادن من اعمال منافية لمباديء الاسلام واخلاقه، قد جعل غير المسلمين ينظرون الى الاسلام  بانه دين لسفك الدماء، وليس دين الحق والعدل والسلام والحوار بالتي هي احسن، مما الحق افدح الضرر بالدين الحنيف. حسب البيان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3 كانون الثاني/2008 - 23/ذو الحجة/1428