الحكومة العراقية عليها إلغاء القديم

عباس النوري

التركة الثقيلة للنظام البائد يبقى يخيم على كاهل العراق، والحكومة العراقية تسعى للتجديد لكنها بطيئة. من الطبيعي أن النظام الدكتاتوري وقع على معاهدات ومواثيق كثير طيلة خمسة وثلاثون عاماً وأكثر. ومن الطبيعي أن تكون كثير من تلك المعاهدات متصفة بطبيعة النظام البائد ومن المنطقي جداً أن كثير من الأمور تكون على شاكلة أصحابها…

ويمكن لأي مراقب أن يستنتج أن القديم لا يلائم الوضع الجديد…إن لم يكن يضر بالشعب العراقي ومصالحه كما أضر النظام بكل ما هو عراقي.

الدستور المقر يجب أن يتبع، وعليه كل تلك الاتفاقيات والمعاهدات تعتبر ملغية تلقائياً حسب رغبة الشعب الحقيقية. وأن أي تباطأ ما هو إلا مخالفة للدستور أخلاقياً إن لم يكن قانونياً. ومن واجب الحكومة العراقية المنتخبة تشكيل لجان للنظر في جميع تلك الاتفاقيات وطرح البدائل التي تضمن مصالح وسلامة العراق وشعبه.

يجب أن لا ينكر أحد تفاعل الحكومة في هذا الجانب وإن كان بخطوات ثقيلة وبطيئة، لكن الحق يقال. واللجنة المكلفة للنظر في المادة 140 والتي خصصت لها 200مليون دولار… ولا أحد يعرف كيف صرفت هذه الأموال… وما توصلت إليها اللجنة من قرار. لكن البادئ بفعل الخير يحسن ذكره.

وأريد أن أهنئ الشعب العراقي بأمرين حل قضية كركوك وتطبيق المادة 140 وإن كان ذلك لجهود الأمم المتحدة، لكنني أستبشر خيراً من هذه النتيجة…كما أهنئ الشعب العراقي بحلول عيد الأضحى المبارك…وأعياد رأس السنة الميلادية…وأكيد هناك أعياد لطوائف عراقية لم يذكرها الأعلام العراقي البخيل تزامنت مع أعياد المسلمين والمسيحيين. وأتمنى أن يحل يوماً يسمى عيد العراقيين عيد الاستقرار والاستقلال الكامل من كل عدو للعراق من قريب وبعيد…خصوصا العدو اللدود ((الجهل)) وأن ينعم العراقيين بأعيادهم بأحسن مما هو عليه الآن.

من المعاهدات القديمة بين النظام الدكتاتوري وبعض الدول… كإيران والسعودية والكويت والأردن وسوريا وتركيا … التي بات لها الحق أن تقصف وتدخل الأراضي العراقية حسب تلك الاتفاقية الأمنية (فللأمنية). الطائرات الحربية التركية تحلق فوق الأراضي العراقية، والمدفعية تقصف قرى وهذه الأيام دخل الجيش التركي دون ردعٍ أم معارضة. مع أن البرلمان العراقي يعج بأحزاب تتظاهر أنها ضد المحتل، ولكن بعض رؤساء تلك الأحزاب توافقت مع القيادات التركية للتطاول على سيادة العراق…ولم نعلم أي ثمن قبضت. مع أن مبعوث حكومة المالكي يذهب لتركيا لتجديد معاهدة كانت قد وقعت من  قبل النظام البائد بخصوص توفير تسهيلات سياسية وقانونية للجيش التركي من ملاحقة حزب العمال الكردستاني.

والحجة المعروفة محاربة الإرهاب، وضمان المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لكن لم نسمع أن دولة أعطت لدولة جارة السماح لها للقيام بحملات عسكرية واسعة…أو لا نعرف مداها وحجمها وقواها ومدة بقائها…هل توافق الوقت مع انتهاء المدة المعلنة للتطبيق المادة 140…أم أن حزب العمال الكردستاني ظهر حديثاً للوجود.

لا أريد هنا أن أقول بأن مثل هذه العملية تعطي إشارة واضحة لدولة جارة أخرى بقصف مواقع مجاهدي خلق…وبالمناسبة لا أتصور بأن الشعب العراقي قد أصابه أي سوء من قبل حزب العمال الكردستاني…لكن الشعب العراقي ذاق الويلات من قبل ((منافقي خلق)) عندما استخدمهم النظام الدكتاتوري لضرب أبناء الشعب العراقي…وهؤلاء المنافقين المدججين بأكثر التجهيزات العسكرية تطوراً في حينه حموا الدكتاتورية من السقوط…كان من المفروض على الحكومة العراقية تقديم هؤلاء للمحاكمة لينالوا جزائهم…لكن أمريكا تتدخل…وأمريكا تحميهم…وأمريكا لا ترغب بالحزب العمال الكردستاني لأنه يساري. أي العدالة…وأين الحق من الباطل…أتجعلون الباطل حقاً وترون الحق باطلاً كما يحلوا لكم.

أتصور أن هناك مئات إن لم تكن الآلاف من الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الدكتاتورية والدول القريبة والبعيد تضر بمصالح الشعب العراقي …عليكم إعادة النظر فيها…والتشاور مع المختصين لتحويرها لمتطلبات المرحلة ومصالح العراق أو إلغائها بالكامل.

بسبب قيادات عراقية يأسف الإنسان من تسميتها قيادات، لكن لا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…هذا هو قدر العراقيين أن يذهب طاغية ليحل محله عشرات على شاكلته…

بسبب تلك النفوس الضعيفة الضيقة…الوضع العراقي لا يبشر بخير، وقد يكون القادم أسوء مما هو عليه اليوم…ومما حدث خلال الأعوام الأربعة القاتلة المريرة الكريهة الغابرة.

كان من المفروض على الحكومة وجميع القيادات…أن تزف للشعب العراقي بشائر العيد…وبشائر قدوم العام الميلادي الجديد…لكن للأسف ليس لديهم ما يمكنهم أن يقدموه…ففاقد الشيء لا يعطيه!

لكن هنا أقترح على الحكومة العراقية…ثلاثة أمور مهمة قد تغير في الوضع كله…وقد تقلب الموازين…وقد تحول القادم المر لعسل وحلاوة النصر…والأمن والأمان وعلى الأقل كسب رضى الناس…وأعلموا يا حكام أن رضى الشعب هو رضى الله تعالى وهذه هديتي لكم بمناسبة الأعياد كلها…لعلكم تقدموها للشعب العراقي:

1- إقرار كامل الحقوق (ممتلكات وثائق) لجميع العراقيين الذين سلبت أموالهم وقتل أولادهم وهجروا من ديارهم وتاريخهم وتراثهم…دون تمييز بين عربي وكردي فيلي أو كروكوكلي…تركماني أو مسيحي آثوري…أزيدي أو صابئي… من أي لونٍ ، شاكلة وبدون خلق عقبات ومبررات. قرار وتشكيل لجان تنفيذ.

2-  توزيع أراضي سكنية لكل عائلة لا تملك أرضاً أو داراً مهما يكن دخلها…أرض العراق لجميع العراقيين…وأن نسبة السكان ومساحة العراق يضمنان الحل.

3-  توفير عمل لجميع العاطلين …وليس (المقنع)، وذلك بالمباشرة بثورة عمرانية صناعية في جميع المناطق دون أن يكون هناك أفضلية تاريخية …ولا على أساس مناطقي وانتمائي.

العراق للجميع…ويصبح كل العراق لكم…

هل تتعظون؟

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26 كانون الاول/2007 - 15/ذو الحجة/1428