مبادرة الصدر الجديدة وفرص السلام  في البصرة

علي الاسدي

مبادرة اخرى من السيد الصدر هي الثانية هذا العام، بعد تجميده لنشاطات جيش المهدي خلال الشهور الماضية، تجسدت في دعوته الجديدة لحصر السلاح في يد الدولة لفرض الامن في مدينة البصرة.فقد حمل وفده المرسل الى البصرة رسالة تضامن مع السلطة هناك، واستعداده للتعاون من اجل تامين الامن في المدينة المنكوبة. كما حمل الوفد مصحفا مهداه من السيد الصدر الى مجلس محافظة البصرة، كدليل على حسن النية والاستعداد الى احترام تعهداته باعادة الاستقرار الى المدينة. وفي كلمة الشيخ الموفد من قبل السيد الصدر الكثيرمن التمنيات بالامن والامان قوبلت من رئيس مجلس المحافظة وقيادة الشرطة بالامتنان كما عكستها ردود افعالهم امام عدسات كامرات المراسلين و الصحفيين.

واذا ما اخذنا الوضع الماساوي الذي تمر به البصرة بسبب ماتقوم به المليشيات هناك ومن بينها مسلحي جيش المهدي، يلزم النظر الى المبادرة كونها واحدة من الجهود المطلوب القيام بها لاعادة سلطة القانون الى المدينة. ولكن الى اي مدى يمكن البناء على هذه المبادرة التي لا يبدو انها اقترنت باي اجراءات اتخذها الصدر للجم مسلحيه وانصاره من الظهور المسلح في البصرة والدعوة الصريحة لهم لتسليم اسلحتهم الى السلطات الامنية. ولم يصدر عن الصدر اي بيان مكتوب كما في المبادرة السابقة، موجها الى انصاره بهذا الخصوص، يدعوبنفس الوقت السلطات الامنية الى اتخاذ الاجراءات ! بالمخالفين وانزال العقوبات بهم في حالة عدم استجابتهم الى اوامر السلطات. ومثل هذا البيان يعتبر ضرورة ملحة ليحذو حذوه بقية قادة المليشيات التي يبلغ عددها حوالي 28 جماعة مسلحة وفق ما اعلنته قيادة شرطة البصرة.

ان الاخبار المسربة من البصرة ترسم صورة قاتمة لواقع المدينة، حيث الاغتيالات والخطف ومطاردة النساء غير المحجبات، وتهديدهن بالقتل ان لم يتحجبن بما في ذلك غير المسلمات، وقد تم بالفعل اغتيال حوالي الخمسين امرأة خلال الستة اشهر الماضية.لا السيد الصدر ولا مبعوثه الى البصرة المحمل بالقرآن وغصن الزيتون لم يصرحا بكلمة واحدة عن تلك الجرائم،التي ترتكب في وضح النهار بحق المواطنات العراقيات من قبل مسلحين يعرفهم ابناء البصرة جيدا.

 كان على الشيخ ممثل الصدر ان يحمل الى السلطات في البصرة، بيان ادانة وتحريم واضحتين لكل اعمال القتل والخطف والتخويف والتهديد. وبدون شك فان هذا هو ما يتطلع اليه ابناء البصرة، لوقف نزيف الدم البريء الذي لم يحررارضا ولم يطرد محتلا ولم يشبع جائعا او يكسي عاريا او يحمي يتيما او ينصر مظلوما.

ان ما يحدث في البصرة ليس شجارا بين مجموعة مراهقين يرشقون بعضهم بعضا بالطماطم، يمكن دعوتهم الى جلسة شاي للتصالح، بل جرائم قتل مع سبق الاصرار، تتطلب من الصدر وغيره من رجال الدين المؤثرين في المجتمع العراقي الوقوف بقوة وبصراحة كاملة ضد هذا المرض العضال ودعم السلطة الوطنية في متابعة القتلة والخارجين عن القانون ومحاكمتهم وانزال اقصى العقوبات بحقهم. لكن للاسف الشديد لم يحدث هذا لحد الان، ولهذا السبب تقف سلطات المحافظة مقيدة الايدي امام صمت رجال الدين وبالاخص السيد الصدر الذي على موقفه الحازم يعتمد الكثير من الحلول! والمعالجات للوضع المتردي جدا، الذي حول حياة الجماهير البصرية الطيبة الى معاناة دائمة. المطلوب بشكل عاجل بيان واضح من المرجعيات الدينية بتحريم قتل المرأة ومعاقبة وانزال اقصى العقوبات بالقتلة المجرمين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23 كانون الاول/2007 - 12/ذو الحجة/1428