في ظل الحصار الإسرائيلي والتعنت الحماسي: غزة تعيش كارثة انسانية

شبكة النبأ: في ظل الحصار الاقتصادي الذي يشهده قطاع غزة من اجل اخضاع حركة حماس التي تتمركز فيه يستمر الوضع الانساني تدهورا للفلسطينيين خاصة بعد ان شمل الحصار امدادات الوقود لمحطات توليد الكهرباء ووقود السيارات والمعامل ايضا.

وفي نادرة ارتفعت اسعار الحمير الى مستويات قياسية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة (حماس) منذ ان قطعت اسرائيل واردات اجزاء السيارات وامدادات الوقود.

وقال البائع عودة عدوان، الحمير أحسن من السيارات هذه الايام.. لان التجار والفلسطينيين العاديين لا يمكنهم العثور على عربات تعمل أو العثور على وقود.

وقال عودة ان اسعار الحمير ارتفعت الى المثلين تقريبا الى 420 دولارا للواحد وهو سعر قليل جدا اذا قورن بتكاليف شراء سيارة أو تزويد سيارة بالوقود. بحسب رويترز.

وقال، هذا هو اليوم الذي تتدلل فيه الحمير، بينما كان يمسك بعدد منها بحبل في سوق للحمير في شرق مدينة غزة يوم الجمعة.

وبعد ان سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران شددت اسرائيل حصارها حول الاراضي الفلسطينية وقيدت كثيرا الواردات والامدادت الانسانية.

ولم تعد اجزاء السيارات تصل الى الاراضي الفلسطينية وتحركت اسرائيل لخفض امدادات الوقود بعد ان اعلنت غزة "كيانا معاديا" في ستمبر ايلول. كما ارتفعت اسعار الماشية والحيوانات الكبيرة بسبب نقص الواردات وزيادة الطلب قبل عيد الاضحى.

ورغم انها أرخص بكثير من تكاليف تشغيل السيارات يشكو اصحاب الحمير من التكاليف المرتفعة لتغذية الحيوان.

وقال أبو فيصل الذي جلس في عربة تجرها الحمير تحمل علب غاز طهو فارغة، انني أكسب 20 شيقلا (خمسة دولارات) يوميا حوالي نصفها يخصص لأكل الحمار. ويقوم كثيرون من اصحاب الحمير بتغذيتها بقمامة الشوارع لخفض التكاليف. وقال محمود شبير، الحمار جوعان وصاحبه كمان.

مرضى غزة عالقون في طابور الموت

يحتاج سالم المصري الرضيع، والمولود بعيب خلقي في القلب، الى جراحة لانقاذ حياته. ولكن مثل المئات في قطاع غزة لا يحمل هو وأبواه تصريحا من اسرائيل لمغادرة القطاع للذهاب الى مستشفى مجهز بطريقة مناسبة.

ودأب فلسطينيون يعانون من أمراض خطيرة على السفر من غزة الى مستشفيات اسرائيلية منذ زمن طويل للحصول على علاج ليس متوفرا في مستشفيات القطاع الذي يأوي 1.5 مليون نسمة واحتلته اسرائيل لمدة 38 عاما حتى العام 2005.

لكن اسرائيل شددت القيود على الحدود منذ استولى اسلاميو حماس عليه في يونيو حزيران. وتمنع اسرائيل أيضا الوصول الى غزة عن طريق البحر أو الجو وعملت على ابقاء المعبر الحدودي الى مصر مغلقا معظم الوقت ما يعني أن المئات مثل الطفل سالم لن يمكنهم الحصول على الرعاية التي تنقذ حياتهم.

وتقول وزارة الصحة التابعة لحماس ان 29 مريضا ماتوا خلال الاشهر الستة الماضية لانهم لم يتمكنوا من الحصول على اذن سفر الى اسرائيل. كما أن 900 مريض اخرين في غزة يسعون للحصول على اذن سفر منهم 350 مرضهم خطير. بحسب رويترز.

وقال جمال الخضري وهو عضو بالمجلس التشريعي ووزير سابق يرأس الحملة الشعبية الفلسطينية لمناهضة الحصار ان نحو 1500 مريض يحتاجون للعلاج خارج غزة.

وقال الخضري لرويترز "ضمن هؤلاء يوجد 350 حالة ينتظرون الموت أو ضمن طابور الموت" مشيرا الى مرضى يعانون أمراضا مثل السرطان أو الفشل الكلوي المزمن.

ونقص الادوية والمعدات والافراد المدربين الذي يلقي المسؤولون المحليون مسؤوليته على الاحتلال الطويل يمنع المستشفيات في القطاع من تقديم رعاية مماثلة لتلك التي في اسرائيل.

واعتبرت الدولة اليهودية غزة "كيانا معاديا" وكثفت الغارات عليها في الاسبوع الماضي محاولة كبح رشقات صاروخية على بلدات اسرائيلية. وتنبذ اسرائيل حماس التي لا تعترف بها وترفض نبذ العنف.

وبعد سحب قواتها ومستوطنيها أبقت اسرائيل على سيطرة كاملة على حدود غزة وهو موقف يقول الفلسطينيون انه يحتم على اسرائيل أن تواصل تطبيق التزامات معاهدات جنيف باعتبارها قوة محتلة يجب أن توفر الخدمات لسكان القطاع.

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريجيف انه في حالات الموت والحياة تسمح الدولة الاسرائيلية للمرضى بدخول اسرائيل على أساس حالة بحالة، معترفا بأن القيود على الحدود شددت بسبب رشقات الصواريخ.

وقال، المتشددون يحتجزون سكانا مدنيين اسرائيليين وفلسطينيين رهائن لجدول أعمالهم. وأضاف انه لايملك أرقاما عن عدد أهالي غزة الذين عولجوا في اسرائيل.

وقال معاوية حسنين المسؤول الكبير في وزارة الصحة بغزة انه بصفة عامة فان نصف المرضى الذين طلبوا تصريح مغادرة رفضت طلباتهم.

وقال حسنين رئيس قسم الاسعاف والطوارئ، الاسرائيليون اما أنهم يقومون برفض اعطاء تصاريح للناس أو يقومون بتأجيلهم الى أن يستشري وينتشر المرض في أجسادهم ويتسبب في موتهم.

وأغلقت مصر فعليا حدودها بعدما سيطرت حماس على القطاع اثر اشتباكات عنيفة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومن دون منفذ بحري أو جوي يعني ذلك أن مخرج سكان غزة الوحيد الى العالم هو عن طريق اسرائيل. وقال حسنين انه حتى اذا حصل مريض على تصريح يتم غالبا رفض أعضاء الاسرة. ووقفت أم سالم المصري وجدته بجوار سريره في المستشفى بينما وقف والده خارجا في الممر.

وقال الاب (30 عاما) عامل البناء العاطل عن العمل حاليا بسبب حظر على مواد البناء "أنا أب عاجز . انني أحس بالعجز وأنا أنظر الى طفلي يصارع الموت أمام عيني ولا أستطيع أن أفعل له شيئا.

حصار غزة يسبب اضرارا جسيمة

من جهة اخرى  حذرت الامم المتحدة من ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة التي تسيطر عليها حركة حماس منذ حزيران/يونيو يمكن ان يسبب لاقتصاد القطاع اضرارا لا يمكن اصلاحها.

ويأتي هذا التحذير بعد خمسة ايام من دق منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويعيش فيه 1,5 مليون فلسطيني ما يشكل كثافة سكانية بين الاعلى في العالم. بحسب فرانس برس.

وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان، عزل قطاع غزة المستمر منذ ستة اشهر يهدد الاقتصاد الفلسطيني بحدوث ضرر لا يمكن اصلاحه ويجعل الاهالي اشد تبعية للمساعدة الخارجية.

واضاف تقرير المكتب، ان ضعف مستوى المخزون الغذائي وارتفاع الاسعار وزيادة مستوى البطالة وخسارة العائدات لها آثار كارثية.

وبحسب مكتب الامم المتحدة فانه، في حال لم يتم تخفيف الحصار سيتعين زيادة المساعدات الموجهة الى 80 بالمئة من السكان بشكل كبير.

جماعات حقوقية في غزة تنتقد سيطرة حماس التعسفية

وفي سياق متصل اتهمت جماعات فلسطينية حقوقية حركة المقاومة الاسلامية حماس بتقويض حكم القانون في قطاع غزة بفرض سيطرتها على النظام القضائي.

وقال ممثلو أربع منظمات حقوقية ان قضاة عينتهم حماس سيطروا الشهر الماضي على مجمع المحاكم النظامية في غزة وأمروا غيرهم من القضاة بالامتثال لتوجيهات كبير القضاء الذي عينته حماس.

وعينت حماس عبد الرؤوف الحلبي رئيسا للقضاء في غزة بعد سيطرتها على القطاع لكنها أحجمت عن فرض سلطته حتى واقعة الشهر الماضي. واعتبرت فتح تعيين الحلبي غير قانوني وابقت رئيس القضاء في الاراضي الفلسطينية الذي عينه عباس ومقره مدينة رام الله بالضفة الغربية.

وقالت منظمات حقوق الانسان ان قضاة حماس دخلوا مجمع المحاكم وأبلغوا نائب رئيس مجلس القضاء الاعلى أن على كل القضاة في القطاع الخضوع لاوامر الحلبي. بحسب فرانس برس.

وقال راجي الصوراني رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان المنظمات تحمل حكومة حماس المسؤولية كاملة عن تقويض وتدمير السلطة القضائية.وهذا من أشد الانتقادات التي تتعرض لها حماس داخل قطاع غزة منذ سيطرتها عليه في يونيو حزيران.

وترك القضاة والموظفون الاخرون مجمع المحاكم وهم مضربون عن العمل منذ ذلك الحين. وقال قاض من فتح في غزة والصوراني ان مجلس القضاء الاعلى في الاراضي الفلسطينية والخاضع لعباس علق نظام المحاكم المدنية في غزة منذ ذلك الحين.

وقال في مؤتمر صحفي في غزة ان هذا سيفضي الى فراغ ويتسبب في انهيار القضاء المدني فيما من شأنه ان يفتح الباب امام ما وصفه بشريعة الغاب.

وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس ان الحركة كانت ترد على أمر سابق أصدرته فتح لرجال الشرطة والقضاة الموالين لعباس بعدم التعاون مع حكومة حماس في غزة. واتهم منظمات حقوق الانسان بالوقوف الى جانب فتح.

وقالت المنظمات الاربع انها أخفقت في اقناع مسؤولين كبار في حماس بالتراجع فيما يتعلق بمسالة المحاكم لكنها اوضحت انها ستواصل مساعيها.

 حماس تحرق مخدرات

وأحرقت (حماس) أجولة من الماريوانا والكوكايين التي تم ضبطها في غزة مؤخرا وقالت انها القت القبض على العشرات من تجار المخدرات خلال حملة ضد تجارة المخدرات.

وقالت الشرطة في قطاع غزة الذي تديره حماس انها ضبطت مخدرات تشمل حشيشا وكوكايين وهيروين وحبوب نشوة تبلغ قيمتها نحو اربعة ملايين دولار وألقت القبض على 115 من تجار المخدرات.

وقالت حماس ان قوات الامن الموالية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس سمحت بازدهار تجارة المخدرات قبل استيلاء حماس على القطاع الساحلي في يونيو حزيران.

ورفض زياد ابو عين احد كبار مسؤولي حركة فتح بالضفة الغربية الاتهامات وانحى باللائمة على حماس في استخدام المخدرات في غزة قائلا ان حماس تسيطر على انفاق تصل بين غزة ومصر وتستخدم في عمليات التهريب. بحسب رويترز.

وعرضت الشرطة المخدرات في مؤتمر صحفي قبل ان تضرم فيها النيران. ومعظم المخدرات يتم تهريبها الى غزة من مصر رغم ان بعض الحشيش يزرع محليا.

وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة في غزة ان تجار المخدرات قد يواجهون احكاما بالسجن المؤبد او حتى الاعدام بموجب القوانين الفلسطينية.

وتعهدت حماس بعد ان هزم مقاتلوها قوات فتح في يونيو حزيران بشن حملة ضد الجريمة. ويتحاشى الغرب التعامل مع حماس بسبب رفضها نبذ العنف كما تعتبرها اسرائيل "كيانا معاديا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18 كانون الاول/2007 - 7/ذو الحجة/1428