صحفيون في كربلاء يتعرضون للعنف والاعتداء والاهانة

شبكة النبأ: بعد رياح التغيير التي هبّت على العراق عام 2003 تأملت الصحافة والإعلام خيرا في ان تهبُّ عليها بعض نسائم الحرية كي تقوم بدورها البنّاء في تقويم المجتمع ونقل الأحداث والصورة الحقيقية دون محاباة او مجاملة لطرف على حساب اخر، ودون خوف من ان ينالها الإعتداء او التعسف كما كان في السابق.

ولكن الواقع يشير الى ان الصحافة والاعلام في العراق تبقى متحركة ضمن مجال ضبابي ولا يتم حمايتها او تقديم ضمانات قانونية من الحكومة للدفاع عنها بوجه التجاوزات والاهانات واعمال القتل والاختطاف التي تعترض منتسبيها. 

وتعرض مراسلون صحفيون في كربلاء للضرب والاهانة من قبل حماية امنية  ترتدي البزات العسكرية، وعمدت تلك الحماية الى الاستحواذ على كاميرات الصحفيين ومصادرة اشرطتهم تحت تهديد السلاح.

وذكر عدد من المراسلين الذين تعرضوا للاعتداء، لمرصد الحريات الصحفية، انهم استغربوا كثيرا من تصرف المهاجمين الذين تبين فيما بعد انهم عناصر من موكب حماية رئيس مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي السيد عمار الحكيم .

واكد المراسلون ان رجال الحماية  صادروا كاميراتهم وقاموا بارجاعها بعد سحب اشرطة التسجيل منها، وبعد فترة من الزمن اعادوا الاشرطة بعد مسح محتواها .

وابلغ مشتاق محمد مراسل ومصور وكالة رويترز للانباء، مرصد الحريات الصحفية، انه شخصيا تعرض للضرب الشديد "باخمص" اسلحة الحراس الامنيين و رافقه كذلك السب و الشتم  و مصادرة كاميرته بالقوة، ويقول انه استغرب هذا التصرف ، خاصة انه وزملائه كانوا يصورون موضوعا حول الإجراءات الأمنية المتبعة في المدينة. واضاف ان بعد كل هذا ارجعت لي كامرتي و هي محطمة و غير صالحة للعمل.

وكان مراسلون يمثلون قنوات فضائية و وكالات انباء محلة و دولية يقومون بجولة صحفية في كربلاء برفقة قائد شرطة المدينة ، وكانت جولتهم  قد انتهت قرب نقطة التفتيش الرئيسة لمدينة كربلاء- النجف  حيث حدث الاعتداء هناك ، عندما غادرهم قائد الشرطة.

بينما ذكرت ايمان بلال مراسلة قناة الحرة، لمرصد الحريات الصحفي، انها تفاجئت بنزول عدد كبير من رجال الحماية من سيارات مدنية  شاهرين اسلحتهم و توجهوا اليها و زملائها بسرعة كبيرة و هم يصرخون، اوقفوا التصوير، كما طالبونا باخراج اشرطة التسجيل من الكامرات.

وتضيف ايمان انها ما ان همت لتلبية طلبهم خشية ان تتعرض للاهانة ، وذلك بالتوجه الى المصور والطلب منه اخراج الشريط، حتى هم احدهم باستخدام العنف ضدها بدفعها وضرب المصور الذي كان يرافقها.

وفي تصريح خاص لـ(شبكة النبأ) قالت مراسلة قناة الحرة ايمان بلال، ان اعتصاما كان مقررا اليوم قد ألغي بسبب تدخلات ترضية من قائد شرطة كربلاء ومسؤول اللجنة الأمنية في محافظة كربلاء. واضافت، لكنه لم يتم تعهد جهة معينة بعدم تكرار هكذا اعتداءات.

وأدان مرصد الحريات الصحفية تصرف الحراس الامنيين الذين هاجموا الصحفيين في مدينة كربلاء وطالب السيد عمار الحكيم  بإدانة الاعتداء والمطالبة رسميا بفتح تحقيق لتبيان تفاصيله ومحاسبة الذين اعتدوا على الصحفيين ممن كانوا في موكب حمايته.

كما طالب مرصد الحريات الصحفية المسؤولين كافة  بعدم غض الطرف عن هذه الانتهاكات التي من شانها ان تزداد في حالة عدم متابعتها والتحقيق في تفاصيلها.

من جهته قال الإذاعي رائد العسلي لـ(أصوات العراق)، أثناء تغطيتنا للإجراءات الأمنية، وأثناء اللقاءات الصحفية، وبينما كان مراسلو القنوات الفضائية يصورون آخر القطات، فوجئنا بمرور موكب السيد عمار الحكيم وترجل عناصر من حمايته وقاموا بضرب عدد من الصحفيين والاستيلاء على كاميراتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18 كانون الاول/2007 - 7/ذو الحجة/1428