خطوات حثيثة نحو الاستقلال: اقليم كوسوفو على وشك تحقيق الحلم 

شبكة النبأ: رغم ما يمكن ان ينتج عن اعلان الألبان استقلال اقليم  كوسوفو من سلسلة تفاعلات قد تؤثر سلبيا على العلاقات الدولية الا ان الغرب يبدو مصمما ولغايات جانبية في مساعدة الاقليم على الاستقلال في القريب العاجل حتى مع المعارضة القوية التي تبديها روسيا وحلفاؤها بهذا الشأن.

وقال البان كوسوفو انهم سيبدأون على الفور محادثات مع داعميهم الغربيين بشأن اعلان الاستقلال ولكن روسيا قالت ان الاعتراف من جانب واحد يمكن ان يثير، تفاعلا متسلسلا، من المشاكل في انحاء العالم.

ومع انتهاء مهلة حددتها الامم المتحدة للتوصل الى اتفاق بشأن مستقبل كوسوفو قالت صربيا انها ستطلب حكما من محكمة العدل الدولية اذا ما مضى الاقليم الانفصالي قدما واعلن الاستقلال.

وفي الوقت نفسه قال وزراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل انهم يقتربون من موقف موحد بشأن استقلال الاقليم الصربي. بحسب رويترز.

وقال اسكندر حسيني المتحدث باسم فريق التفاوض مع صربيا في بريشتينا، من اليوم سيبدأ كوسوفو مشاورات مع الشركاء الدوليين البارزين لتنسيق الخطوات التالية نحو اعلان الاستقلال.

واضاف، كوسوفو وسكان كوسوفو يطالبون بالحاح بالوضوح فيما يتعلق بمستقبلهم..مؤسسات كوسوفو سوف تقدم ذلك الوضوح في وقت قريب للغاية. وقال ان اعلان الاستقلال سيأتي قبل مايو بفترة طويلة في اشارة الى اطار زمني تناقتله شائعات.

وفي واشنطن شددت وزارة الخارجية على الحاح المسألة واعادت التأكيد على دعمها للتحركات الهادفة الى مساعدة كوسوفو على الاستقلال الخاضع لاشراف مع شروط لحماية الاقلية الصربية في الاقليم.

وقال متحدث باسم الوزارة، سكان كوسوفو والمنطقة يحتاجون بصورة ماسة الى الوضوح بشأن مستقبلهم.

واصرت صربيا التي تعارض الاستقلال بشدة على ان الامم المتحدة هي الجهة الوحيدة التي تملك حق تقرير مصير كوسوفو.

وقال بوزيدار ديليتش نائب رئيس الوزراء على هامش مؤتمر في بلجراد عن الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، العملية تنتمي الى مجلس الامن بالامم المتحدة والى كل الدول صاحبة العضوية في الامم المتحدة وليس الاتحاد الاوروبي.

وقال الرئيس بوري تاديتش لتلفزيون الدولة ان صربيا ستطلب من مجلس الامن ان يطلب رأيا من محكمة العدل الدولية يسأل ما اذا كان استقلال كوسوفو أمرا قانونيا.

وحتى لو وافق المجلس المنقسم على ارسال مثل ذلك الطلب ستستغرق المحكمة سنوات لاصدار حكم سيكون على اي حال استشاريا وليس ملزما.

وظل مصير كوسوفو الذي يؤلف الالبان 90 في المئة من سكانه معلقا من الناحية القانونية منذ دفعت حملة جوية قام بها حلف شمال الاطلسي القوات الصربية لانهاء حملتها للتطهير العرقي.

وحليفة صربيا الرئيسة في القضية هي روسيا التي تستطيع ان تستخدم حق النقض لاحباط أي اعتراف بكوسوفو من قبل مجلس الامن.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في نيقوسيا ان اعلان الاستقلال من طرف واحد، سيخلق تفاعلا متسلسلا في كل انحاء البلقان ومناطق اخرى من العالم.

ويسعى الاتحاد الاوروبي الذي ادت انقساماته الداخلية الى شل محاولاته لوقف حروب البلقان في التسعينات الى اتخاذ موقف موحد بشأن كوسوفو هذه المرة لمنع صربيا او روسيا من اعاقة الاستقلال.

غير ان ثلاث دول على الاقل هي اسبانيا وقبرص وسلوفاكيا اعاقت الاتفاق في المحادثات التي جرت في بروكسل.

وقال ايراتو كوزاكو ماركوليس وزير خارجية قبرص، نحن ندعم تسوية تفاوضية ...ولا نريد ان نرى اي شيء يقوض الاساس القانوني الدولي.

وقال ميجيل انخيل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا، لم يحدث في التاريخ قط ان كان اعلان الاستقلال من طرف واحد ايجابيا.

وقالت سلوفاكيا ايضا انها من الصعب ان تعترف باستقلال كوسوفو رغم ان وزير الخارجية يان كوبيس قال ان الاتحاد الاوروبي بوسعه ان ينشر قوة من الشرطة قوامها 1600 شرطي هناك.

ويريد الاتحاد الاوروبي ان يتولى مهام الشرطة والعدالة في كوسوفو من الامم المتحدة ويختار ممثلا مدنيا في دور اشرافي بينما تظل قوات حلف شمال الاطلسي في موضعها.

وقال جان بيير جوييه وزير الدولة الفرنسي لشؤون اوروبا انه يتوقع ان تستغرق بعض العواصم الاوروبية وقتا للاعتراف بسيادة كوسوفو ولكنه اصر عن ان الجميع سيدعمون المهمة. واضاف، سيكون هذا هو المحك الذي تقاس عليه الوحدة.

واوردت وكالات الانباء الروسية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الموقف بالهاتف مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

ولم تسفر اربعة اشهر من المحادثات بوساطة دولية بشأن كوسوفو انتهت الاسبوع الماضي عن حل وسط بين صربيا والبان كوسوفو حول وضع الاقليم المستقبلي.

واشنطن: استقلال كوسوفو حتمي

وتعتبر الولايات المتحدة ان استقلال كوسوفو حتمي لكنها تريد بذل كل ما في وسعها لتجنب اندلاع العنف في سياق ما يبدو اقتراب كوسوفو من احتمال حصوله على الاستقلال.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مقابلة مع صحيفة يو.اس.ايه توداي نشرت وزارة الخارجية، آمل في ان تكون روسيا ملتزمة مثلنا التوصل الى حل سلمي وبناء في البلقان.

واضافت، لكن كوسوفو وصربيا لن يكونا ابدا موحدين وهذه هي الحقيقة. واذا لم نتقبلها فكل ما سنقوم به هو اثارة الكثير من الاستياء وعدم الاستقرار.

وكررت رايس تأكيد دعم الولايات المتحدة استقلالا مشروطا للاقليم الصربي الذي يسكنه 90% من الألبان كما تنص على ذلك خطة وسيط الامم المتحدة لكوسوفو مارتي اهتيساري التي رفضتها صربيا وروسيا.

واعلنت رايس ان، على كوسوفو وصربيا تقرير مستقبليهما المنفصلين والمترابطين في آن معا. ولتحقيق ذلك على صربيا ان تكون لديها افاق اوروبية راسخة. واشجع حلفاءنا الاوروبيين على ان يبذلوا كل ما في وسعهم لتعزيز هذه الافاق الاوروبية.

واشارت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو الى ان كل الاطراف اعربوا عن الامل في المضي قدما بالتعاون مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بطريقة تحد من مخاطر وقوع اي اعمال عنف.

من جهته اعرب السفير البريطاني في الامم المتحدة جون سويرز عن شكوكه في امكان التوصل في مجلس الامن الى اتفاق على الوضع المستقبلي لكوسوفو معتبرا ان الكرة الان في ملعب الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي.

وقال السفير البريطاني في ختام مناقشات غير رسمية حول هذه المسألة في المجلس، لا اعتقد ان مجلس الامن سيكون في وسعه التوصل الى اتفاق على مستقبل كوسوفو وفي هذه الحالة سيكون على المنظمات الاخرى تحمل مسؤولياتها. ولدى سؤاله عن ماهية تلك المنظمات اجاب، الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.

من جانبه قال السفير الروسي فيتالي تشوركين انه وزع على زملائه الاربعة عشر نص مشروع اعلان لمجلس الامن يكرر دعوته الى استئتاف المفاوضات بين الصرب وألبان كوسوفو. واكد ان العناصر الاساسية لهذا النص قد اثارت تعليقات ايجابية من جانب الدول الاعضاء. وقال، حتى لو ان بعض الاعضاء حاولوا اعتبار هذه العناصر منتهية الا انها باتت على طاولة المجلس.

ويبدو ان مسيرة كوسوفو نحو الاستقلال قد تسارعت لدى انقضاء مهلة العاشر من كانون الاول/ديسمبر من اجل التوصل الى حل تفاوضي بين البان كوسوفو والصرب.

وترى صربيا المدعومة من روسيا ان من غير المقبول الموافقة على استقلال كوسوفو الذي تتولى ادارته الامم المتحدة منذ التدخل العسكري للحلف الاطلسي في 1999 لوقف اعمال القمع التي كانت تقوم بها القوات الصربية ضد الحركة الانفصالية للاكثرية الالبانية.

وينبىء مصير كوسوفو بمواجهة حادة بين الولايات المتحدة وروسيا عندما سيناقش مجلس الامن المسألة في 19 كانون الاول/ديسمبر.

صربيا تتعهد بعدم استخدام العنف ضد كوسوفو

من جهة اخرى اكد وزير الدفاع الالماني فرانتس يوزف يونغ ان صربيا تعهدت بعدم اللجوء الى استخدام القوة في حال اعلن اقليم كوسوفو استقلاله.

وقال يونغ عقب محادثات مع الجنرال جون كرادوك قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا انه تلقى رسالة من نظيره الصربي دراغان سوتانوفاتش تعهد فيها بعدم ارسال قوات الى الاقليم الذي قطع علاقاته بصربيا.

وصرح للصحافيين، لقد كان من الجيد تلقي رسالة من نظيري الصربي اكد فيها بوضوح على ان الجانب الصربي لن يلجأ الى العنف في كوسوفو وهذا بالطبع امر مهم للغاية من اجل التطور السلمي (للاقليم).

وتعهد يونغ بان المانيا ستبقي على قواتها البالغ عددها 2800 عسكري ضمن قوات الناتو في كوسوفو المعروفة باسم كفور. وقال سنواصل مهمتنا في الاقليم.

وقال كرادوك ان كفور ستواصل فرض اجواء مستقرة وامنة كما في السابق ولن يحدث اي تغيير على مهمتنا.

وياتي اجتماع يونغ وكرادوك في الوقت الذي يجتمع زعماء الاتحاد الاوروبي في قمة في بروكسل بهدف التوصل الى اطار مشترك للاعتراف باستقلال كوسوفو المزمع.

وتدير الامم المتحدة اقليم كوسوفو منذ القصف الذي شنه حلف الناتو على بلغراد عام 1999 لوقف حملة القمع الدموية التي شنتها القوات الصربية على الانفصاليين المتحدرين من اصل الباني. ويسعى الاقليم منذ ذلك الحين الى الحصول على استقلاله.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17 كانون الاول/2007 - 6/ذو الحجة/1428