الإجهاد في العمل ونظام المناوبة يسببان السرطان والنوبات القلبية

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: تنظم الساعة الداخلية في الإنسان والمسماة "الساعة البيولوجية" الإيقاع اليومي، وهو نظام معقد يرسل اشارات الى الخلايا لإنتاج هرمونات مختلفة في اوقات مختلفة تنظم نشاطات الانسان في وعيه ومنامه.

وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ان الاشخاص الذين يعملون بنظام المناوبة ورجال الاطفاء يزيد لديهم خطر الاصابة بالسرطان بالمقارنة مع باقي الناس بسبب تغيرات كبيرة في النظام البيولوجي لهؤلاء الاشخاص، وانه لابد من تصنيف مثل هذا العمل على انه يحتمل او يمكن ان يسبب السرطان.

وقال فريق يضم 24 عالما درسوا أدلة، انه لابد من اجراء مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الصلة ولكنهم وجدوا ان العمل بنظام الورديات الذي يسبب اضطرابا في الساعة البيولوجية للجسم له تأثيرات مسببة للسرطان ايضا. بحسب رويترز.

وقالت الوكالة الدولية لابحاث السرطان التي تتخذ من فرنسا مقرا لها وتتبع منظمة الصحة العالمية في بيان ان "العمل بنظام المناوبة الذي يتضمن اضطرابا في الايقاع اليومي يحتمل ان يكون مسببا للسرطان بالنسبة للانسان.

"التعرض لقسوة الجو بحكم المهنة كرجل اطفاء يحتمل ان يكون مسببا للسرطان بالنسبة للانسان."وقد يؤثر هذا البيان على عدد كبير من الناس .

وقالت الوكالة ان "نحو 20 في المئة من القوة العاملة في اوروبا وامريكا الشمالية تعمل بنظام المناوبة. والعمل بنظام المناوبة اكثر انتشارا في قطاعات الرعاية الصحية والصناعة والنقل والاتصالات .."

ولكن فينسنت كوليانو من الوكالة الدولية لابحاث السرطان قال ان الادلة غير واضحة بشكل كاف كي يقوم اي شخص باتخاذ اجراء.

واردف قائلا عبر الهاتف ان هناك حاجة لاجراء مزيد من الدراسات اولا . واضاف"بعد ذلك نريد ان تناقش وكالات الصحة القومية ذلك وتحدد نوع الاجراء الملائم."

واضاف ان هذه اول مرة تدرس فيها الوكالة الدولية لابحاث السرطان العمل في مواعيد متغيرة كسبب محتمل للسرطان وقال ان الوكالة ستعود الى هذه القضية ربما خلال خمس سنوات عندما يتم اجراء مزيد من الابحاث فيها.

وستنشر هذه الرسالة في عدد ديسمبر كانون الاول من دورية لانسيت لعلم الاورام ولكن النتائج تعتمد على سنوات من الابحاث المنشورة.

وفي عام 2001 وجد فريق من مركز فريد هوتشيسون لابحاث السرطان في سياتل ان النساء اللائي يعملن في ورديات الليل ربما يزيد لديهن خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 60 في المئة. وتظهر عدة تجارب على الفئران اضطراب جينات الساعة اليومية في الخلايا السرطانية.

وتوفر دراسات اخرى ادلة على ان رجال الاطفاء الذين يستنشقون الدخان والمواد الكيماوية والغبار والذين يعملون ايضا في مواعيد غير ثابتة يزيد لديهم خطر الاصابة بالسرطان وامراض القلب. وربما يكون لكل نتائج العمل بنظام المناوبة صلة باستجابة الجسم للضوء.

وتفرز الغدة الصنوبرية بالمخ هرمون الميلاتونين بعد تعرض الجسم اما لضوء الشمس او لضوء صناعي ثم للظلام بعد ذلك ويضطرب هذا الافراز عندما يصحو الناس ليلا مع انارة الاضواء.

ويعمل الميلاتونين ايضا كمضاد للأكسدة لحماية الحمض النووي من نوع التلف الذي يؤدي الى السرطان وامراض القلب.

وقال كوليانو ان، الميلاتونين يفعل الكثير بشأن تنظيم دورة الجسم. ولكن لا اعتقد اننا نعرف كيف نخدع نظام الميلاتونين ..حتى الان . سيكون لدينا دائما اشخاص يعملون ليلا واشخاص يعملون بنظام المناوبة. وبعض المهن لابد من ادائها طوال الاربع والعشرين ساعة مثل الممرضات. من الضروري ان نعرف كيف نقلل هذا الخطر.

واشار خبراء اخرون الى ان الاشخاص الذين يعملون بنظام المناوبة ربما لديهم سلوك اخر يزيد من خطر الاصابة بالسرطان مثل زيادة الميل لشرب الكحوليات او التدخين او النوم لساعات اقل.

نحو تصنيف العمل في الليل عاملا مسرطنا 

من الصعب تصديق ذلك، ولكن عندما نعلم أنّه إلى حدّ وقت قريب كنا نعتقد أنّ علاقة سرطان الرئة بالتدخين قليلة الاحتمال، فإنّ تصديق علاقة بين العمل الليلي والسرطان تبدو بدورها في الطريق.

والشهر المقبل، وفقا لأسوشيتد برس، ستصنّف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وهي فرع من منظمة الصحة العالمية، العمل الليلي على أنّه "مسرطن محتمل."بحسب CNN.

وتقول الوكالة إنّ العمل الليلي يصنّف في نفس الدرجة التي توجد فيها "مسرطنات" تقليدية معروفة مثل الستريويد والِأشعو ما فوق البنفسجية والدخان المنبعث من السيارات.

وإذا ثبت صحة النظرية فإنّ الملايين عبر العالم سيكونون مهتمين بها، بما سيغيّر من صورة العمل في الكرة الأرضية.ويقدّر الخبراء عدد العاملين ليلا في الدول النامية بنسبة 20 بالمائة.

غير أنّه يجدر القول مع ذلك أنّ الفكرة القائلة بأنّ العمل الليلي يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان تثير الشكوك.وستنشر الوكالة نتائج أبحاثها الشهر المقبل بما سيسلّط مزيدا من الأضواء على الملف.

وفيما يعترف الخبراء بكون الدليل على ذلك سيكون محدودا إلا أنّ كلمة "محتمل" هي التي تضع الملف على طاولة النقاش.

وتقول الدراسات التي قامت بها الوكالة إنّ عدد الإصابات يرتفع كلما كان الأمر يتعلق بالأشخاص العاملين ليلا، غير أنّه سبب الإصابة يمكن دوما أن يكون أمرا آخر غير العمل.

ويقول العلماء إنّ خطورة العمل الليلي تكمن في تأثيره على دقات القلب والساعة البيولوجية، فضلا عن كون هرمون "ميتالونين" الذي يمكن أن يقف أمام نموّ السرطان، يتمّ إنتاجه ليلا.

ويمكن للأشخاص الذين يعملون تحت أضواء اصطناعية أن يكون معدل وجود الهرمون لديهم أقلّ من المعدل المطلوب، لأنّ الضوء يقطع نموه، وهو ما قد يزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان.

كما أنّ الحرمان من النوم يمكن أن يكون بدوره عاملا مساعدا على الإصابة لأنّ الأشخاص العالمين ليلا لا يستطيعون الوصول تماما إلى الدورة الاعتيادية بين النوم والاستيقاظ.

كما أنّ قلّة النوم تعرّض النظام المناعي إلى الضعف بما يؤثر في أسلوب مقاومة الخلايا القابلة لأن تكون مسرطنة.

محكمة يابانية: وفاة عامل بسبب الإفراط في العمل

يعد الافراط في العمل قضية خطيرة باليابان حيث أوضحت بيانات حكومية أن العامل لا يستفيد في المتوسط الا بأقل من 50 في المئة من العطلات مدفوعة الأجر.

وقضت محكمة يابانية بأن موظفا بشركة تويوتا اليابانية للسيارات توفى من فرط العمل بعدما سجل أكثر من 106 ساعات كعمل اضافي خلال شهر لتلغي بذلك قرارا اصدرته وزارة العمل في وقت سابق بعدم دفع تعويض لأرملة المتوفي.

وقالت صحف يابانية ان مكتب التفتيش على معايير العمل في تويوتا وهو فرع محلي تابع لوزارة العمل اليابانية رفض منح الارملة التعويض المعتاد ان يدفع لوفاة الزوج جراء اسباب تتعلق بالعمل قائلا ان الرجل لم يقض سوى 45 ساعة فقط من العمل الاضافي في الشهر الذي سبق وفاته.

وذكر الموقع الاخباري الياباني يوميوري أونلاين أن المحكمة حكمت بأن الموظف امضى ساعات عمل اكثر من ذلك بكثير. وقالت محكمة منطقة ناجويا بوسط اليابان ان الحكم أبطل قرار الوزارة.

وقال مسؤول بمكتب تويوتا للتفتيش في تصريحات لرويترز، نود بحث كيفية الرد على هذا الحكم بمناقشته مع الوكالات المختصة.

وتوفى الموظف الذي كان يعمل بأحد مصانع تويوتا في وسط اليابان بسبب عدم انتظام ضربات القلب في فبراير شباط 2002 بعدما فقد وعيه في المصنع حوالي الساعة الرابعة صباحا.

ونقل الموقع الاخباري يوميوري اونلاين عن القاضي توشيرو تاميا قوله، (الموظف) قضى في العمل ساعات طويلة للغاية والعلاقة قوية بين عمله ووفاته.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 16 كانون الاول/2007 - 5/ذو الحجة/1428