اعضاء من البرلمان العراقي  " حجاج لايخجلون "

 محمد الوادي

  للسنة الرابعة على التوالي انا شخصيا اكتب بهذا الموضوع الغريب العجيب في عراق اليوم. فمنذ اول مجلس وطني عراقي بعد سقوط الصنم وحتى البرلمان الحالي، تم اصدار قانون بائس ومخجل ومعيب يسمح لعضو البرلمان بالتوجه الى الحج مع شخصين يختارهم شخصيا بشكل رسمي من اقربائه واهله كل عام. طبعا ناهيك عن الاخرين من اصدقاء واقرباء واحزاب السادة الاعضاء الذي يذهبون للطواف في بيت الله العتيق " بالواسطة "، وكل هذه العملية تجري خارج القرعة الرسمية المعلنة.

 مقدما اجد نفسي مضطرا للاشاره ان عدد من اعضاء البرلمان العراقي هم اصدقاء شخصيين لي، بل وقد اجتمعت ببعضهم خلال هذا الشهر في بغداد  بشكل رسمي او شخصي. وفي اروقة البرلمان العراقي بالذات. لكن كل هذا وغيره الكثير يجب ان  لا يكون غشاوه تمنع العراقيين من قول الحقيقة والاشاره الى بعض السلبيات التي اصبحت مزمنة في العراق الجديد. كما يجب الفصل الواضح والصريح بين موقفنا  الداعم للعملية السياسية ونتائج العملية الدستورية والديمقراطية وايضا موقفنا العلني في نبذ الارهاب والتطرف والتحريض على الطائفية المقيته.

 فدعم العملية الدستورية والديمقراطية ونتائجها لايعني على الاطلاق السكوت على الأخطاء والتجاوزات الانسانية والقانونية على حقوق العراقيين في عراق اليوم والتي تتم على ايدي بعض السياسيين ( اذا جاز هذا الوصف على البعض اصلآ ). ويتابرون في ذلك مع الارهابيين الاوباش على الحاق الاذى بالعراقيين.

واعود واذكر ان قانون انتهازي مثل هذا قانون حج البرلمان البائس هذا انما يذكر العراقيين بقوانين مشابهة كان الصنم يصدرها وفيها الكثير من الغبن والانتهازية لغالبية الشعب العراقي وخاصة قانون مايسمى " اصدقاء السيد الرئيس ". فلقد كان هولاء الاصدقاء المزعومين يحصلون على امتيازات مالية واجتماعية تفوق وزنهم الاجتماعي او حتى الرسمي وبشكل مفرط يفوق اي تصور حتى وصل هذا الافراط الى عوائلهم وابنائهم حيث نصت احدى فقرات القانون تضاف كذا درجة على المعدل العلمي لابناء هولاء وحسب عدد انوط الشجاعة التي يحملها والدهم الذي هو صديق الصنم. ومع وصول عدد الانواط الى حد التخمة عند البعض، تم رفع بعض المعدلات الدراسية في صف السادس الاعدادي عند البعض لما يصل الى مثلا مائة وعشرين من المائة !! وهذا معدل يفوق اي تصور علمي او منطقي لان الدرجة  العلمية الاعلى كانت ومازالت في العراق هي مائة. لكن ومع هذا وغيره الكثير كل هولاء المستفيدين و " اصدقاء السيد الرئيس " تخلوا عنه وهربوا من مواقعهم العسكرية والمدنية في اول دخول لدبابتين امريكيتين وسط بغداد بل ووسط القصر الجمهوري ولم تنفعهم انواط الشجاعة المزعومة ولاصداقتهم للصنم. ومازالت صورهم المخجلة وهم ينزعون بدلاتهم العسكرية هاربين بملابسهم الداخلية امام بضعة جنود امريكان محفورة في الذاكرة العراقية و بعض من الذاكرة العربية الصحيه.

 هنا اذكر (بعض) اعضاء البرلمان العراقي وهم الاكثرية من الذين عاثوا وافسدوا  وفصلوا القوانين البائسة لتلائم توجهاتهم ومصالحهم الشخصية والعائلية والعشائرية والحزبية ان فقدان العدل الاجتماعي وفقدان ثقة الاخرين بكم هي بمثابة عدم الاحترام وبمثابة جرس انذار المفروض ان يتلقفه من بقي عنده بقايا حلم او بقايا انسانية. واذا كان اصدقاء الصنم الساقط هربوا بملابسهم الداخلية امام شاشات التلفاز. فانكم ومن يساندكم على الباطل سوف يكون يومكم يوما اخر مشهود في الذاكرة العراقية المظلمة والتي تحيط بها الحبال والسحل والتقطيع واخرها الملابس الداخلية لجماعة الصنم ولااحد يجزم ماذا سيكون مصيركم انتم بالذات  بعد فصل الملابس الداخلية هذا !!

ان صرخات ابناء المقابر الجماعية في الجنوب والفرات الاوسط وحلبجة والانفال وغيرها ستبقى تلاحقكم الى يوم الدين، وكذلك  الامهات والزوجات والابناء الثكالى  ستاخذ " حبوتها منكم " كما يقال بالمثل العراقي  في الحياة ايضا قبل الاخرة. لااعرف حقيقة ولااتخيل كيف ستقفون امام الكعبة المشرفة وماذا ستقولون لرب البيت جل جلاله ؟ وماذا ستقولون لرسول الله العربي الامين نبي الرحمة "ص" ؟ واذا دخلنا في تقسيمات البرلمان الطائفية سنه وشيعه فهل كان امير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" يتصرف ولو بذره مما انتم فاعلون من باطل !! او ان الخليفة عمر بن الخطاب كان يفعل ذلك !! فاخجلوا على انفسكم وتذكروا ولو جزء يسير من اوجاع العراقيين. وانتم تهجرون قاعة البرلمان وتعطلون عشرات القرارات التشريعية بسبب حجكم المزعوم، والذي يستحق لقب " حج التجارة والسياحة " لان معظمكم قد باع بملايين الدنانير المقاعد المخصصه له قانونيا الى الفقراء الذين يودون الحج لكن اسمائهم لم تخرج في القرعة منذ سنوات طوال. هذا بالاضافة الى امتيازاتكم الخرافية الاخرى والتي لاتعادل حجم عملكم او انجازكم الحقيقي على ارض الواقع. في وقت ان المتقاعد العراقي الذي خدم البلد اكثر من ثلاثين عام معدل راتبه كل ثلاث اشهر مائة وخمسون الف دينار لااكثر !!

ان على الشعب العراقي ان يقول كلمته بالصوت والصورة على مثل هكذا تصرفات " همجيه " وانتهازيه لاكثرية اعضاء البرلمان العراقي، لان السكوت على مثل هكذا تصرفات وهكذا نماذج شاذه انسانيآ فيه الكثير من المخاطرة. وهذا هو بالضبط سر تكون الاصنام في العراق على مدى التاريخ. كما على اعضاء البرلمان العراقي الذين يرفضون  خطوة " حج الهمجيه " هولاء ان يقولوا كلمتهم ومعارضتهم وبشكل صريح لمثل هكذا قانون " سراق " بائس وان يكون موقفهم واضح من خلال اعلان وبيان رسمي حتى يفرزون انفسهم عن هولاء الحجاج الذين نزعوا الخجل من جباههم وتوجهوا الى الكعبة المشرفة !!

وهنا لابد من الاشارة اني في كلامي هذا لااعمم لمن يذهب لاول مرة للحج بل اقصد من اتخذها تجارة بائسة وحج اكثر من مرة وترك مقعده في البرلمان والقوانين مكدسة تنتظر اتخاذ قرار فيها لمصلحة الفقراء والمحرومين في العراق.

واذا كان لابد من خاتمة. فاني اردد ماردتته في مقالاتي حول نفس الموضوع خلال السنوات الاربعة الماضية. (لاحج مقبول   ولاذنب مغفور لكم ياحجاج السوء الذين لاتخجلون من الناس ولاتخافون الله).

ملاحظة ///  يرفض العتب مقدما من اي شخص مسؤول او عضو برلمان صديق لي حول هذه المقالة. خاصة اولئك من فصيلة الحجاج الذين لايخجلون.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 16 كانون الاول/2007 - 5/ذو الحجة/1428