ملف تخصصي: المنطقة الخضراء

اعداد:علي الطالقاني

شبكة النبأ: عُرفت المنطقة الخضراء على نطاق واسع وتناولت الكثير من وسائل الاعلام شكل المنطقة وماهي الأدوار التي تمارسها المنظمات الدولية والحكومة العراقية أضافة الى الدور الكبير الذي تخوضه الولايات المتحدة الامريكية هناك.

المنطقة الخضراء هو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد، العراق، أنشأتها قوات التحالف الدولية التي غزت العراق عام 2003. مساحتها تقارب الـ 10 كم² وسط بغداد. وبدأ اسمها يظهر للاستعمال مع قيام الحكومة العراقية الانتقالية.

قبل الاحتلال

كانت منطقة سكنية لأعضاء الحكومة العراقية والعديد من الوزارات وعدد من قصور الرئيس السابق صدام حسين وأولاده. من أكبر القصور ضمن هذه المنطقة كان القصر الجمهوري.

بعد الاحتلال

سيطرت القوات الأمريكية على هذا الحي في نيسان/أبريل عام 2003 بعد إحدى أقسى المعارك خلال عملية غزو العراق وتحتوي الآن على سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول أخرى بالإضافة لقيادة قوات التحالف الدولية والقواعد القيادية لهذه القوات ومقر الحكومة العراقية الحالية.

تعرضت هذه المنطقة بعد غزو العراق واستقرار قوات التحالف والحكومة الانتقالية والحالية فيها إلى سلسلة متواصلة من التفجيرات والقصف الصاروخي والمدفعي من قبل العديد من الجماعات المسلحة العراقية.

أما موقع «غلوبال أورغ» الاستخباري العسكري الأمريكي فيطلق على المنطقة الخضراء اسم "المنطقة الدولية" وذلك في إشارة خافتة إلى الترادف مع مفهوم "المنطقة الحرة" المستخدم في الاقتصاديات الرأسمالية الأمريكية والغربية، والذي يشير إلى المنطقة التي يكون فيها "التعامل" حر ومفتوح وبعيداً عن رقابة الاقتصاد الوطني!!

كذلك يشير الموقع الإلكتروني إلى أنه من الصعب تحديد أو تعيين حدود المنطقة الدولية (المنطقة الخضراء) فهي تزداد بمرور الأيام وتزايد الاحتياجات والمعاملات، أي كلما تزايد المتعاملون والكيانات التي تبحث عن الحماية لنفسها لدى الأمريكيين من عمليات القتال التي تؤثر عليها.

* الدور الوظيفي:

تقوم المنطقة الخضراء بدور "كابينة القيادة" للقوات الامريكية والعراقية في العراق، ويمكن تصنيف المنشآت الموجودة في المنطقة الخضراء على النحو الآتي:

* منشآت القيادة العليا: وتتمثل في السفارة الأمريكية ورئاسة القوات الأمريكية.

* منشآت القيادة التنفيذية الوسطى: وتتمثل في مكاتب الخبراء والمستشارين الأمريكيين، ومراكز الشركات التي تقدم الخدمات للسلطات الامريكية ، مثل شركة بلاك ووتر الأمنية والشركات النفطية وشركات المجمع العسكري – الصناعي الأمريكي.

* المنشآت الدنيا: وتتمثل في تجمع منشآت المتعاونين العراقيين مثل مجلس الوزراء العراقي، والبرلمان العراقي، والوزارات العراقية.. وغيرها.

تقوم هذه المنشآت الثلاث بعملية التخطيط واتخاذ القرار بالتشاور مع الإدارة الأمريكية ، وبعد ذلك يتم إصدار القرار ، بحيث تتولى "إنزاله" ميدانياً إلى أرض الواقع.

* ما وراء المنطقة الخضراء:

تعتبر المنطقة الخضراء من الناحية الفعلية منطقة سيادية أمريكية - عراقية، تم اقتطاعها بقوة الأمر الواقع ومنطق القوات العسكرية، بحيث يشرف منها الأمريكيون على تسيير شئون عملياتهم، بالتعاون مع مؤسسات الحكومة العراقية.

العمليات داخل المنطقة الخضراء:

* تخطيط وتنفيذ عمليات التعاون مع زعماء القبائل والعشائر العراقية الراغبين في التعاون والتعامل مع القوات العراقية و الأمريكية.

* تخطيط ومتابعة تنفيذ العمليات مع دول الجوار العراقي: سوريا: إيران، تركيا، والسعودية.

* تخطيط وتنفيذ عملية بناء القواعد العسكرية الأمريكية.

* توفير الغطاء اللازم لبعض المؤسسات الدولية.

* مساعدة "المتعاملين" في إدارة شؤون القضايا المالية داخل الأجهزة العراقية، عن طريق توفير الدعم والإسناد البيروقراطي لهم عن طريق الخبراء والمستشارين الأمريكيين الموجودين في المنطقة الخضراء.

* متابعة المخططات الامريكية في العراق.

* إدارة وتخطيط تنفيذ العمليات الاستخبارية السرية.

عموماً، المعلومات التي بدأت تتسرب حول المنطقة الخضراء أصبحت تفوق حد الخيال، وهي تشبه إلى حد ما "مدن الخيال العلمي" ، من حيث المكاتب والمرافق المزودة بـ"شاشات البلازما" الكبيرة المتصلة بالأقمار الصناعية والتي تستطيع (كما يدعي الأمريكيون) رصد "النملة" وهي تسير في أي مكان في العراق. كذلك توجد في المنطقة الخضراء العديد من المرافق ذات الدور الوظيفي المشبوه، والتي تستخدمها سلطات الاحتلال في شن عمليات الحرب النفسية ضد كل من يخالف استراتيجياتها وضد دول الجوار الإقليمي مثل سوريا وإيران ويعتبر "روبرت ساتلوف" المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسية الشرق الأدنى من أبرز مقدمي البرامج على قناة الحرة "العراقية" التي تبث برامجها من المنطقة الخضراء.

لقد اكتسب الاقتصاديون الأمريكيون والغربيون خبرة كبيرة في إقامة "المناطق الحرة" و"الأسواق الحرة" وبنوك وشركات الـ"أوف شور" وغير ذلك من آليات التغلغل واختراق الاقتصاديات الوطنية المحمية جيداً، وأيضاً برع الأمريكيون في إقامة المدن المتخصصة مثل مدينة هوليوود التي تعتبر مكاناً لصناعة السينما ومدينة لاس فيغاس الرياضية التي تعتبر مقراً لحلبات صناعة "الملاكمة" و"المصارعة الحرة" وعلى وجه الخصوص منافسات الوزن الثقيل، وبنفس القدر اكتسب القوات الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية خبرة كبيرة في إقامة المحطات الخارجية ومراكز القيادة والسيطرة الخارجية، وتعتبر "المنطقة الخضراء" الموجودة حالياً في بغداد مثالاً جيداً على ذلك، هذا، وتجدر الإشارة إلى أن إحساس المتعاملين العراقيين بالفرحة والأمان داخل المنطقة الخضراء لن يطول.

................................................................

المصادر:

 وكالات

موسوعة ويكيبيديا

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 9 كانون الاول/2007 - 28/ذوالقعدة/1428