
شبكة النبأ: الادارة الامريكية
مرتبكة.. اسرائيل قلقة.. الاتحاد الأوربي بالكاد متماسك الموقف.. موسكو
وبكين متفائلة، واخيرا فإن ايران وحدها مرتاحة وترحب بالتقرير
الاستخباري الامريكي الاخير الذي اعدته دوائر الأمن الامريكية مجتمعة
على ان الجمهورية الاسلامية توقفت منذ عام 2003 عن العمل في برنامج
تخصيب اليورانيوم.
وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ان التقرير الاستخباراتي
الأمريكي حول برنامج ايران النووي هو، انتصار كبير لإيران. واضاف نجاد
امام حشد من المواطنين اثناء زيارته لإحدى المحافظات الايرانية ان
ايران لن تتراجع عن برنامجها النووي السلمي.
واضاف نجاد في كلمته التي بثها التلفزيون الايراني ان التقرير
الامريكي، يعلن النصر للامة الايرانية فيما يخص برنامجها النووي على كل
القوى الدولية.
ومن جانبه قال الرئيس الامريكي جورج بوش تعليقا على التقرير ان
ايران "لازالت تمثل تهديدا"، وان اعتقاده بان ايران النووية تمثل خطرا
لم يتغير.
وما زالت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يمارسون ضغوطا من
أجل فرض عقوبات على ايران ولكن الصين قالت ان التقرير يضع علامات
استفهام على ضرورة فرض تلك العقوبات.
التقرير ليس قضية "مسلما بها"
أظهرت وكالات المخابرات الامريكية استقلالها عن ادارة الرئيس جورج
بوش بتقديمها تقييما يثير الشكوك في أن قدرات ايران النووية أبعد ما
تكون عن كونها قضية "مسلما بها" مقارنة مع تقرير العراق قبل الحرب.
وبدلا من ذلك فان التقييم الجديد ذكر ان ايران كان لديها برنامج
للاسلحة النووية لكنها جمدته في عام 2003. وقال التقييم "اننا لا نعرف"
ما اذا كانت طهران في الوقت الراهن تزمع تطوير مثل هذه الاسلحة وانه
على اقل تقدير فان ايران أبقت على خياراتها مفتوحة. بحسب رويترز.
وقال مسؤولون كبار بالمخابرات ان التقرير يعكس الدروس المستفادة منذ
تقييم خاطئ لقدرات العراق النووية وقالوا انه لا يوجد سبب سياسي.
وقال ستيفن افترجود من اتحاد العلماء الامريكيين، لا يوجد ما يوحي
بأي شيء مثل حالة "مسلم بها" فيما يتعلق بالاسلحة النووية الايرانية.
وقال، اجهزة المخابرات تظهر علانية استقلالها وتبين انها بعيدة عن تزعم
تدخل عسكري.
وقال السناتور الديمقراطي جون روكفلر رئيس لجنة المخابرات بمجلس
الشيوخ الامريكي ان النتائج بشأن ايران تمثل انفصالا واضحا عن وجهة
النظر التي عبر عنها مسؤولون كبار بادارة بوش.
وقال، ويكشف هذا عن رغبة جديدة في التشكيك في الافتراضات داخليا وعن
مستوى من الاستقلال عن القيادة السياسية كان مفقودا في الماضي.
وعلى عكس هذا فان تقرير المخابرات في عام 2002 الذي خلص الى ان
العراق لديه اسلحة كيماوية وبيولوجية وانه يطور سلاحا نوويا قوبل
بانتقادات واسعة على انه جاء نتيجة لضغوط من الادارة الامريكية لتبرر
الحرب ضد العراق.
وقال جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) حينذاك
للرئيس الامريكي جورج بوش قبل الحرب ان ملف الاسلحة العراقية "مسلم به"
.. وهو مقتبس يقول تينيت انه تم استخدامه خارج السياق. ولم يعثر على أي
مخزونات اسلحة.
وكان مدير المخابرات الوطنية مايكل ماكونيل يزمع الابقاء على سرية
النتائج الجديدة التي تم التوصل اليها بشأن ايران. لكن وكالات
المخابرات قررت رفع السرية عنها بمجرد ان أصبح واضحا ان التقييم تغير
كثيرا عن عام 2005 .
وقال مسؤول مخابرات بارز، ذلك التقييم (في عام 2005) أصبح جزءا من
حوار سياسي علني بشأن الاسلحة النووية الايرانية. وبعد أن توصلنا الى
نتائجنا خلال الاسابيع القليلة الماضية صممنا على أنه من الضروري أن
نحدث علانية تقييمنا فيما يتعلق بذلك.
لكن مسؤولين امتنعوا عن وصف التقييم السابق بأنه خطأ. وقال مسؤول،
حقيقة اننا أغفلنا فيما يبدو برنامجا سريا أو خافيا في عام 2005 عندما
كنا نعاني من ندرة معلومات ثم حصلنا على مزيد من المعلومات بعد ذلك ...
هو جزء من عملنا.
وقال مسؤول اخر، ايران .. ربما كانت أصعب هدف للمخابرات. بالمقارنة
فان كوريا الشمالية مجتمع مفتوح وشفاف.
وقال المسؤولون انه في التقرير الجديد قاموا باختبار جميع معلومات
المخابرات السابقة بشأن برامج ايران النووية مجددا وقاموا بمضاهاتها
بكميات كبيرة من المعلومات الجديدة.
وشملت هذه العملية مواد "مصدر علني" من الوكالة الدولية للطاقة
الذرية وصورا اخبارية التقطت اثناء جولة لوسائل الاعلام في منشأة نطنز
النووية في ايران. وبعض النتائج قدمت مع بدائل.
وعلى سبيل المثال فان وزارة الطاقة ومجلس المخابرات المركزي قيل ان
ثقتهما أقل في ان ايران أوقفت برنامج الاسلحة النووية بالكامل.
بالاضافة الى ذلك فان التحليلات خضعت لمزيد من البحث والتفسيرات
البديلة. وقال مسؤول إن هذا كان نتيجة لدروس تم تعلمها ونتيجة للقيادة
الجديدة.
واستقال تينيت في عام 2004 وادى المدير الجديد الجنرال مايكل هايدن
وهو من القوات الجوية اليمين في مايو ايار عام 2006 .
واستحدث قانون في عام 2004 منصب مدير المخابرات القومية على انه
أكبر منصب في وكالات المخابرات. وتولى ماكونيل مهام منصبه في فبراير
شباط الماضي.
وقال جون وولفستال من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان تقرير
ايران احتوى على عنصر رئيسي افتقر اليه تقرير عام 2002 بشأن العراق
ونتائجه بأن الضغوط الخارجية والتمحيص اديا الى وقف برنامج ايران
للاسلحة النووية.
بوش قد يترك قرار ضرب إيران للرئيس
القادم
وذكر محللون أن تقريرا استخباراتيا أمريكيا جديدا جاء فيه أن إيران
صارت اقل تصميما على تطوير أسلحة نووية عن ذي قبل وهو ما سيجعل من
الصعب على إدارة بوش ـ على ما يعتقدـ عزل طهران دوليا.
وقال راند بيرس رئيس شبكة الامن القومي البحثية والعضو السابق بمجلس
الامن القومي بادارة بوش، ان التقرير يلقي بماء بارد على جهود أولئك
الذين يحثون على مواجهة عسكرية مع إيران.
ويناقض التقرير تقريرا آخر صدر عام 2005 وجاء فيه وبقدر »كبير من
الثقة«أن إيران عازمة على تطوير أسلحة نووية.وثمة هوة سحيقة بين
التقريرين. بحسب د ب أ.
وربما يساعد التقرير روسيا والصين على مقاومة أي محاولة في مجلس
الامن الدولي لفرض عقوبات اشد على إيران لاحجامها عن وقف تخصيب
اليورانيوم.
ويشير مسئولون أمريكيون إلى حقيقة أن ايران تواصل تخصيب اليورانيوم
وهو مسار يمكن أن يؤدي لانتاج مادة قابلة للانشطار وهي المطلوبة لصنع
قنبلة كما يشيرون إلى ما توصل إليه التقرير من أن السبب الرئيسي لقيام
إيران بوقف برنامجها النووي العسكري قبل أربع سنوات يعود إلى الضغوط
الدولية.
كما يقولون أيضا ان التقرير يوفر الدليل على أن ايران كان لديها
برنامج سري لتصنيع الاسلحة النووية وأنها لم تف بالتزاماتها بالكشف عنه
للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واشنطن ستواصل الضغط
وتعهدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالاستمرار في
الضغط على ايران من خلال مزيد من العقوبات في الامم المتحدة على رغم
تقرير الاستخبارات الاميركية الذي افاد ان طهران اوقفت في 2003
برنامجها العسكري النووي.
وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها في الطائرة التي تنقلها الى
اثيوبيا عبر اسبانيا ان الولايات المتحدة والقوى العظمى الخمس الاخرى
التي تعالج الملف الايراني ستواصل الضغط الدبلوماسي على ايران لمنعها
من حيازة السلاح النووي. بحسب فرانس برس.
واضافت رايس في الطائرة التي تنقلها الى اثيوبيا للمشاركة في سلسلة
من الاجتماعات حول النزاعات الافريقية، آن الاوان لتنشط الدبلوماسية
لكن الوقت لم يحن للتوقف والقول: لم نعد نحتاج الى الدبلوماسية.
واوضحت ان، من الضروري متابعة مشروع القرار في مجلس الامن ومتابعة
الضغوط الاخرى التي نقوم باعدادها بحيث لا يحوز الايرانيون المواد
الانشطارية. وحذرت من ان ايران تستمر في تخصيب اليورانيوم على مستويات
تزداد اهمية.
واكدت رايس ايضا، اننا نقوم بالدبلوماسية الجيدة. واوضحت انها ستنقل
هذه الرسالة الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما في
بروكسل نهاية الاسبوع والى الاعضاء الاخرين الدائمين في مجلس
الامن والمانيا.
وقالت الوزيرة الاميركية، انه لخبر سار ان الضغط قد اعطى مفعوله وان
لدينا استراتيجية ضغط دولية لمنع الايرانيين من حيازة القدرات
التكنولوجية لصنع القنبلة النووية.
واعلنت رايس ايضا، انه لخبر سار انهم لا يقومون ببرنامج للتسلح لكن
الوقت ليس الى جانبنا على مستوى قدرات التخصيب. وهذا ايضا امر عاجل.
وخلصت وزيرة الخارجية الاميركية الى القول، ما زلت ارى ايران قوة خطرة
على صعيد السياسة الدولية.
البرادعي: من شان التقرير نزع فتيل
الأزمة
واعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي
الثلاثاء في بيان ان تقرير اجهزة الاستخبارات الاميركية حول ايران يجب
ان يسمح بنزع فتيل الازمة القائمة حول برنامجها النووي.
وقال البرادعي في بيان ان هذا التقرير الاميركي الجديد ينبغي ان
يساعد في نزع فتيل الازمة الحالية وان يدفع في الوقت نفسه ايران الى
التعاون بشكل ناشط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوضيح اوجه معينة
من برنامجها النووي الماضي والحاضر. بحسب فرانس برس.
واضاف البرادعي ان، هذا التقرير الذي ذكرت فيه اجهزة الاستخبارات
الاميركية ان ايران جمدت برنامجها النووي العسكري عام 2003 يؤكد
التصريحات التي صدرت عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السنوات
الاخيرة عن عدم وجود ادلة على البرنامج النووي العسكري الايراني.
ودعا البرادعي جميع الاطراف الى التفاوض بدون ابطاء مضيفا، ان مثل
هذه المفاوضات ضرورية للطمأنة الى المسار الذي سيسلكه البرنامج النووي
الايراني في المستقبل، في اشارة الى المخاوف التي تم التعبير عنها
مرارا في مجلس الامن الدولي.
المقاربة الاوربية حيال ايران
واعلنت المتحدثة باسم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد
الاوروبي خافيير سولانا ان تقرير الاستخبارات الاميركية الذي قلل من
شأن التهديد النووي الايراني لا يؤثر على المقاربة الاوروبية المزدوجة
التي توفق بين الحوار مع طهران وممارسة ضغوط من خلال العقوبات الدولية.
وقالت كريستينا غالاش ان التقرير الاميركي، لا يغير شيئا في
مقاربتنا التي توفق بين الحوار والضغوط".واضافت "هذا يدل على ان
الشفافية في انشطة ايران النووية ونواياها اساسية.
واضافت، ما زلنا ندعم التعاون الذي اقترحه سولانا على ايران في
حزيران/يونيو 2006 باسم الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا
والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا). بحسب فرانس برس.
وحاول سولانا اقناع المفاوض الايراني جليلي ببدء مفاوضات حول
الاقتراح السياسي والاقتصادي لكن المفاوضين الايرانيين رفضوا حتى الان
اي شروط مسبقة خصوصا تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم.
وبعد اللقاء اتفق ممثلو الدول الست على البدء في صياغة قرار دولي
يشدد العقوبات التي تم تبنيها ضد ايران في كانون الاول/ديسمبر 2006
واذار/مارس 2007.
بريطانيا:المخاطر لا تزال قائمة
واعربت بريطانيا عن اعتقادها اليوم بان المخاطر مازالت قائمة بشأن
حصول ايران على السلاح النووي رغم ما ذكره تقرير استخباراتي امريكي بان
طهران اوقفت برنامجها الخاص بتطوير الاسلحة النووية.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في بيان صحفي
ان التهديد المحتمل بشأن السلاح النووي الايراني مازال مسألة في غاية
الخطورة.
واضاف ان الحكومة البريطانية ناقشت التقرير المذكور، ونحن بحاجة
لدراسة وبحث تفاصيله .. لكن بشكل عام تعتقد الحكومة بان التقرير
الامريكي يؤكد باننا كنا على صواب عندما اعربنا عن القلق بشأن سعي
ايران لتطوير الاسلحة النووية.
وقال ان التقرير، اظهر ايضا ان برنامج العقوبات والضغط الدولي قد
حققا بعض التأثير، على الموقف الايراني كما اظهر ان هناك نية لدى ايران
وان خطر حصولها على السلاح النووي مازال مسألة في غاية الخطورة.
واضاف، سنواصل بحث هذه المسألة مع حلفائنا الرئيسيين في العالم
ونتطلع الى مزيد من المناقشات في الامم المتحدة خلال الاسابيع القليلة
المقبلة.
وقال المتحدث في هذا الاطار ان الحكومة البريطانية تجري اتصالات
مباشرة مع الادارة الامريكية حول المسألة مشيرا الى ان، القضية
الحقيقية التي برزت خلال الاشهر الماضية كانت تحوم حول برنامج تخصيب
اليورانيوم للاغراض المدنية وامكانية استخدام التقنية نفسها لانتاج
درجة من اليورانيوم تمكن من تصنيع السلاح النووي.
من جانبه قال وزير الخارجية في حكومة الظل لحزب المحافظين وليام هيغ
في تصريح خاص لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان التقرير الامريكي
يعتبر تطورا هاما بالرغم من انه غامض بشكل او باخر.
الصحافة البريطانية.. العداوة لا
تفيد
واستحوذ التقرير على تغطية واسعة من الصحف البريطانية، سواء من خلال
المواد الاخبارية أوالتقارير أو التعليقات. بحسب بي بي سي:
فقد كتب سيمون جنكينز في صفحة التعليقات في صحيفة الجارديان مقالا
بعنوان "العداوة لا تفيد، على الغرب أن يعانق ايران" استعرض فيه خيارات
الغرب بعد صدور تقرير الاستخبارات الأمريكية حول ايقاف ايران برنامج
التسلح النووي عام 2003، نتيجة الجهود الدبلوماسية وجهود الأمم
المتحدة.
وبعد أن يثني الكاتب على أجهزة الاستخبارات التي جاءت في اللحظة
الأخيرة لتلجم نية الصقور في الادارة الأمريكية للجوء للخيار العسكري
ضد ايران، وعلى نجاح جهود الأمم المتحدة، يستخلص جنكينز ان لا خيار
أمام الغرب سوى أن يتقرب الى ايران ويرحب بها في الأسرة الدولية، بدلا
من توجيه الاهانة تلو الاهانة لها واستفزازها.
ويبرر الكاتب رأيه بأن ايران قادرة على اثارة المشاكل في المنطقة،
خاصة وان التدخل الغربي في أفغانستان والعراق وباكستان جعل تلك الدول
(أو سيجعلها قريبا) في أيدي أنظمة غير مستقرة أو عدائية، وليس من
الحكمة اضافة ايران اليها.
وفي صحيفة الديلي تلجراف نجد مقالا بعنوان "لا تسأل السي اي ايه عن
ما يجري في ايران" كتبه ديفيد بلير.
يرى كاتب المقال أن اجهزة الاستخبارات الأمريكية ما زالت مطاردة من
شبح الفشل في العراق، حيث اتضح بعد الحرب ان لا وجود لاسلحة الدمار
الشمال التي أكدت الاستخبارات وجودها والتي على اساسها شنت الولايات
المتحدة وحلفاؤها الحرب على العراق.
ويقول كاتب المقال ان أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية كانت
تجاري بتقاريرها التوجه السياسي السائد فان كانت ادارة بوش ترغب في غزو
العراق فلا بأس من امدادها بالذريعة، وهو ما أشار اليه الرئيس الفرنسي
السابق جاك شيراك الذي قال ان أجهزة الاستخبارات المختلفة كانت "تسمم
بعضها البعض"، وأكده ريتشارد ديرلوف مدير جهاز ام اي 6 الاستخباري
البريطاني الذي قال ان الحقائق والتقارير الاستخبارية كانت تدور حول
سياسة ادارة بوش، حسب كاتب المقال.
ويشكك كاتب المقال في امكانية أن تكون وكالة المخابرات المركزية
الأمريكية تملك أي عملاء يعتمد عليهم في ايران، حيث اصبح الحذر الشديد
يسود نشاطات الجهاز في تجنيد العملاء منذ أحداث سبتمبر/أيلول عام 2001
خوفا من تغلغل جهات معادية في الجهاز.
ويقول صاحب المقال ان ما يستفاد من تقرير أجهزة الاستخبارات ان
ايران أوقفت برنامج التسلح النووي عام 2003 ، ولكن ماذا بعد ؟ هل هذا
يعني أن بالامكان اغلاق الملف ؟ ولكن ماذا لو كانت ايران جمدت البرنامج
مؤقتا وتنتظر الفرصة المناسبة لاعادة احيائه ؟ ويرى كاتب المقال ان
التقرير الاستخباري لا ينفي هذا الاحتمال.
أما في صحيفة الاندبندنت فنجد تقريرا عن ردود الفعل الاسرائيلية على
التقرير الاستخباراتي الأمريكي، اعده دونالد ماسينتاير مراسل الصحيفة
في القدس بعنوان:اسرائيل تشكك في التقرير الأمريكي حول تجميد ايران
برنامج التسلح النووي.
وجاء في التعليق أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قال ان من
الضروري متابعة الجهود الرامية الى الحيلولة دون تمكن ايران من تطوير
قدرتها على انتاج سلاح نووي.
أما وزير الدفاع ايهود باراك فقال ان ايران توقفت مؤقتا عن العمل
على برنامج التسلح النووي، ولكنها قد تكون عادت لمتابعة العمل في
البرنامج حسب معلومات الاستخبارات الاسرائيلية التي لم تصل اليها
الاستخبارات الأمريكية، حسب الصحيفة.
ونسبت الصحيفة الى باراك قوله ان التقرير الاستخباراتي الامريكي أعد
في أجواء من الشك، ولكنه يدرك أنه سيقلل من احتمال الخيار العسكري
الأمريكي ضد ايران.
أما وسائل الاعلام الاسرائيلية فقد ابرزت الموضوع بما يليق به كما
يقول المراسل، فقد قال أليكس فيشمان المعلق العسكري لصحيفة يديعوت
أحرونوت وهي أكثر الصحف الاسرائلية اليومية انتشارا ان التقرير
الأمريكي كان "ضربة تحت الحزام"للحرب التي كانت تشنها اسرائيل في
المحافل الدولية ضد البرنامج النووي الايراني.
ونسب مراسل الصحيفة الى فيشمان القول ان اسرائيل تخشى أن يؤدي
التقرير الى تخفيف الضغط الدولي على ايران ، وان المسؤولين الاسرائيلين
ما زالوا يعتقدون ان ايران قادرة على انتاج سلاح نووي بحلول عام 2009 ،
بخلاف التوقع الأمريكي الذي يقول ان ذلك لن يكون قبل عام 2013.
وفي صحيفة التايمز تعليق بعنوان، الاستخبارات الذكية: الحاجة الى
القضاء على الطموح الايراني تبقى قوية.
وجاء في التعليق ان التقرير الاستخباراتي الأمريكي قد أدى الى تضليل
السياسيين في الغرب والشرق الأوسط .
وأضاف التعليق ان الكثيرين من أولئك الذي كانوا يعملون على لجم
الجهود الايرانية لانتاج سلاح نووي قد أصيبوا باحباط نتيجة التقرير
الذي يرون انه سيؤدي الى تخفيف الضغط على ايران.
ويقول التعليق ان الرئيس بوش قال ان ايران ما زالت تشكل خطرا ولكن
الولايات المتحدة ستلجأ الى الى الدبلوماسية لمواجهة الوضع.
وترى الصحيفة ان فائدة هذا التقرير هو أنه أظهر ان الادارة
الأمريكية تأخذ التقارير الاستخباراتية بعين الاعتبار في سياستها،
وكذلك فان فيه دحضا للاعتقاد بأن سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران
ستكون مبنية على تقييمات خاطئة شبيهة بتلك التي اعتمدت عليها الادارة
الأمريكية حين اتخذت قرار غزو العراق.
ويطرح التقرير سؤالا حول ما اذا كان أحمدي نجاد قد ضلل الغرب حول
البرنامج النووي الايراني متعمدا كما فعل صدام حسين بخصوص أسلحة الدمار
الشامل، حسب الصحيفة.
ويخلص المقال الى القول بأن بوش محق في التركيز على العمل
الدبلوماسي، ويقول ان العمل العسكري كان احتمالا ضئيلا على أي الأحوال.
اسرائيل ستواصل جهودها
من جهة اخرى اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان اسرائيل
ستواصل جهودها مع واشنطن لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي وذلك بعد
تقرير للاستخبارات الاميركية اكد ان طهران علقت برنامجها النووي
العسكري.
وقال اولمرت في تصريحات اوردتها اذاعة الجيش الاسرائيلي، كنت على
علم بهذا التقرير الاميركي. ولقد بحثته الاسبوع الماضي مع الادارة
الاميركية. من الضروري ان نواصل جهودنا مع اصدقائنا الاميركيين لمنع
ايران من اقتناء اسلحة غير تقليدية. بحسب فرانس برس.
والاسبوع الماضي زار اولمرت الولايات المتحدة حيث شارك في 27 تشرين
الثاني/نوفمبر في مؤتمر انابوليس الذي حرك رسميا مفاوضات السلام
الاسرائيلية الفلسطينية.
وقد اعتبر تقرير صادر عن 16 وكالة استخبارات اميركية نشر الاثنين ان
ايران علقت منذ العام 2003 جهودها لامتلاك السلاح النووي لكنه اشار الى
انها ربما تكون قادرة على ذلك بين 2010 و 2015.
وهذا التقييم يتناقض مع موقف ادارة بوش التي تضاعف جهودها لتبني
مجموعة جديدة من العقوبات ضد ايران المتهمة بتخصيب اليورانيوم لاغراض
عسكرية.
كما يتناقض مع مواقف اسرائيل التي اشارت الى ان ايران وصلت الى
مرحلة متقدمة في انتاج القنبلة النووية.
واكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان بلاده تعتقد ان، ايران
تواصل برنامجها لانتاج اسلحة نووية، وذلك في تناقض مع التقرير الجديد
ذي اصدرته اجهزة الاستخبارات الاميركية.
مندوب الصين بالأمم المتحدة:"الامور
تغيرت" بشأن ايران
من جهة اخرى قال مندوب الصين في الامم المتحدة إن النتائج التي وردت
في تقرير للمخابرات الامريكية وأشارت الى أن ايران تخلت عن برنامجها
للاسلحة النووية غيرت من الموقف الخاص ببحث مجلس الامن فرض عقوبات
جديدة على طهران.
ورحبت ايران بالتقرير الذي صدر والذي قال ان طهران اوقفت برنامجها
للاسلحة النووية في عام 2003 مناقضا تأكيدات الادارة الامريكية بأنها
تعمل على صنع قنبلة نووية.
وقال المندوب الصيني جوانجيا وانج للصحفيين عند سؤاله عما اذا كان
تقرير المخابرات الامريكية قد قلل من احتمالات فرض الامم المتحدة
لعقوبات على طهران، اعتقد أن على اعضاء المجلس اخذ ذلك في الحسبان
لانني أعتقد اننا جميعا سنبدأ من الافتراض بأن الامور تغيرت الان.
وبشكل عام عارضت روسيا والصين وهما عضوان دائمان لهما حق النقض
(الفيتو) في مجلس الامن الدولي فرض عقوبات أكثر صرامة على ايران ودعت
الدولتان الى مواصلة التفاوض لحل النزاع الخاص بطموحات ايران النووية.
وقال وانج للصحفيين خارج مقر مجلس الامن، نريد أن نتعلم اكثر من
زملائنا الامريكيين... بالتأكيد اعتقد أننا سندرس المحتوى وسنفكر ايضا
في اثار ذلك على قرارات المجلس. |