شؤون فلسطينية: ارهاصات الإحتلال والفقر والعنف

5-12-2007

شبكة النبأ: التقارب المكاني ليس بالضرورة تقاربا بالرؤى او العواطف حتى في نطاق الأسرة الواحدة انما التقارب قد يقاس بمدى الاستعداد لتقبل الاخر والمرونة المتبادلة بين طرفين، وهذا الحاصل في القضية الفلسطينية فان الإلغاء متبادلا او منعكسا بدرجة ما لدى الآخر، فيما تاخذ القضية بالتصاعد وان كان يراد لها بالمستوى الدولي الظاهر ان تهبط لصالح الانسجام.

والبلدات الفلسطينية التي تقع في تماس مع المستوطنات الاسرائيلية تخضع للحرب الهادئة والخطيرة معا.

وبلدات وقرى تقبع تحت أبراج ترتفع فوق بساتين الزيتون ولكن اذا أمعن المرء النظر يرى ان هناك اختلافات فيما بينها..

بعض الابراج عبارة عن ماذن لمساجد والبعض الاخر مواقع مراقبة خرسانية للقوات الاسرائيلية التي تحرس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.. انهم جيران يسود بينهم شعور بعدم الارتياح. بحسب رويترز.

اذا كان الفلسطينيون والاسرائيليون يسعون لاحلال السلام في المحادثات التي تبدأ الاسبوع الحالي في مؤتمر تستضيفه الولايات المتحدة في أنابوليس بولاية ماريلاند الامريكية فان مستقبل المستوطنين الذين اقاموا مبان على ارض احتلتها اسرائيل في حرب 1967 يعد من بين القضايا الاساسية التي يتعين عليهم حلها.

ولا يري سوي القليل من سكان مستوطنة ارييل أن هناك فرصة كبيرة لتحقق ذلك .. المستوطنون الاسرائيليون عازمون على البقاء والبناء بصرف النظر عما تقرره حكومتهم فيما يصر الفلسطينيون على ان المستوطنين عليهم أن يرحلوا لكي يقيموا دولة قادرة على البقاء..

وقال رون ناحمان رئيس بلدية ارييل التي يقطنها اليوم نحو 18 ألفا رؤيتي هي... ان نبني هنا مدينة لستين الف شخص.

واضاف وهو يجلس في مكتبه في البلدة الصناعية النظيفة التي تقع على تل على بعد 40 كيلومترا شرقي شواطيء تل ابيب: ما دمت حيا ولدي السلطة والقوة سأفعل كل ما بوسعي لتحقيق هذه الرؤية..اريد ان اعيش في سلام مع جيراني.

وعلى بعد مئات الامتار اسفل التل لا يشارك صادق الخفاش رئيس بلدية مردة ناحمان رؤيته وقال انه لا يحلم بان يعيش الجانبين سويا مضيفا أن هذه مستوطنات بنيت بشكل غير مشروع على الاراضي الفلسطينية ويتعين ازالتها.. أنه لا يمكن أن يتوقع أحد منه أن يعيش مع اناس اخذوا الاراضي الفلسطينية بالقوة.

وتقول محكمة العدل الدولية ان المستوطنات التي يقيم بها 270 الف يهودي وسط 5 ر2 مليون فلسطيني في الضفة الغربية غير مشروعة.

وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاسبوع الماضي تعهده بالحد من التوسع ويريد التخلي عن مواقع استيطانية وهو يقوم بالاعداد لتبادل للاراضي بحيث تصبح ارييل وبلدات اخرى جزءا من اسرائيل.

وبالنسبة لسكان مردة الذين يبلغ تعدادهم 2400 نسمة تعقد ارييل وسلسلة من المستوطنات الاصغر حياتهم اليومية اذ يعانون من قيود امنية مفروضة على تحركاتهم ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات تعرقل وصولهم الى المياه.

ويصف ناحمان الاتهام بان ارييل تضخ المياه من خزان كبير تحت الارض وتصرف مياه الصرف الصحي في الاراضي الفلسطينية بانها كذبة كبيرة ويقول الخفاش ان تأكيد ناحمان بان اسرائيل تقدم المياه للعرب بشروط جيدة غير حقيقي. ويقول الرجلان انهما لم يلتقيا ابدا من قبل.

والمياه مورد تتزايد ندرته في الشرق الاوسط وهي في حد ذاتها قضية جوهرية في اي اتفاق سلام مستقبلي.

ويشكو الخفاش ايضا من ان رحلته من مكتب التأمين الذي يديره الى مجلس البلدية الذي يبعد عنه بثلاثة كيلومترات تستغرق نصف ساعة بالسيارة لان حواجز الطرق الاسرائيلية تدفعه الى تحويلة طولها 20 كيلومترا.. سكان محليون في مردة ان الزيتون يفسد على أشجاره الشهر الحالي لان الاسرائيليين يمنعونهم من حصاد البساتين المجاورة لارييل.

ويرفض ناحمان الاتهامات بان البلدة التي ساعد في تأسيسها في عام 1978 صادرت اي اراض خاصة.

ويتساءل غدا لو اقمنا دولة فلسطينية كيف سيكسبون عيشهم.. وما هي المياه التي سيشربونها..

الامم المتحدة تطالب بحرية حركة الفلسطينيين

دعت الامم المتحدة الى انهاء القيود التي تفرضها اسرائيل على حرية التنقل في الضفة الغربية قائلة ان الحواجز على الطرق تعوق نشاط وكالات الاغاثة الانسانية وتهدد حياة الفلسطينيين ومستقبل الدولة الفلسطينية. بحسب رويترز.

وقالت كارين أبو زيد رئيسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة انها تأمل أن يؤدي مؤتمر للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين محفوف بمخاطر كبيرة. 

وأضافت أن الامم المتحدة تريد أن تشرف هيئة محايدة على معابر الدخول والخروج من الاراضي الفلسطينية.

وقالت للجنة بالبرلمان الاوروبي، أحد الامور التي يمكن القول بأنها مشجعة في مؤتمر أنابوليس هو أن هذا (المؤتمر) تدويل للمشكلة... نتطلع الى صدور شيء ما من ذلك اليوم.

ووصفت أبو زيد القيود الاسرائيلية الجديدة على التنقل في الضفة الغربية بأنها معطلة، وتطالب هذه القيود الفلسطينيين بمن في ذلك العاملون في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالحصول على تصاريح مرور ودخول القدس الشرقية والخروج منها سيرا على الاقدام من خلال معابر تدار اليا.

وأضافت أن الاجراءات الجديدة ستعرقل حركة الامدادات الانسانية حيث سيتعين افراغ الشاحنات واعادة تحميلها عند نقاط التفتيش.

وقالت هذه الاجراءات الجديدة ستعرقل وصول الامدادات الانسانية الى مئات الاف اللاجئين على نحو لم يحدث قط من قبل.. أن هذه الاجراءات بالغة الخطورة على اقتصاد الضفة الغربية ومن ثم على مستقبل الشعب الفلسطيني.

وقالت أبو زيد ان القيود الجديدة سترفع أيضا التكاليف وتؤدي الى تأخيرات في وقت تواجه فيه الوكالة بالفعل عجزا في ميزانيتها لعام 2008 قدره 101 مليون دولار، وتتهم اسرائيل وكالة الغوث بالتحيز ضد الاسرائيليين.

واضافت أبو زيد: اذا لم يتحرك المجتمع الدولي وسمح بفرض القيود الجديدة فانه قد يكون من الصعب ان لم يكن من المستحيل العدول عنها بكل اثارها القاتلة على الفلسطينيين ومستقبل الدولة الفلسطينية.

وقالت ان اغلاق حدود قطاع غزة لم يؤد الا الى قطع صلاته المادية بالعالم الخارجي وقلص خطوط امداده بنسبة 70 في المئة.. كما أعلنت اسرائيل أيضا عن جدول زمني لخفض تدريجي لامدادات الكهرباء اعتبارا من الثاني من ديسمبر كانون الاول القادم.

وقالت: غزة واحدة من أماكن قليلة في العالم التي تفرض فيها هذه الدرجة من المعاناة المحسوبة على شعب بأكمله دون تمييز.

وزادت اسرائيل من القيود على السفر المفروضة على قطاع غزة بعد أن سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على القطاع في يونيو حزيران الماضي.

وقالت أبو زيد ان التكاليف المتزايدة لجهود الاغاثة وعجز الميزانية يعني نقص الطعام الذي يجري توزيعه وتقلص فرص العمل.

عربات اسعاف فلسطينية في القدس الشرقية

قال مسؤولون ان خمس عربات اسعاف فلسطينية دخلت الخدمة لاول مرة في القدس الشرقية بعد اتفاق بين السلطات الاسرائيلية وجمعية الهلال الاحمر الفلسطينية. بحسب رويترز

ورحبت الولايات المتحدة على الفور بالاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال مؤتمر دولي للصليب الاحمر قائلة انها تأمل في استمرار ما يتسم به من "روح تعاون".

واتخذت هذه العربات من مستشفى للولادة في القدس الشرقية مقرا لها. ويدير الهلال الاحمر الفلسطيني المستشفى.

وكان الهلال الاحمر الفلسطيني وخدمات الاسعاف الاسرائيلية وقعا مذكرة تفاهم في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2005 تعهدا فيها بالتعاون لتحسين سبل الوصول الي ضحايا الصراع لكنها لم تنفذ بالكامل بسبب مخاوف امنية وقضايا اخرى.

ودعا الاتفاق الى تقديم المساعدة لعربات الاسعاف الفلسطينية لتؤدي عملها الانساني بتسهيل مرورها عبر نقاط التفتيش وبين الضفة الغربية وقطاع غزة والى المستشفيات الاسرائيلية وتوقفها في اماكن تشمل القدس.

واقر المؤتمر الذي استمر اسبوعا في جنيف بحضور 186 جمعية للصليب الاحمر والهلال الاحمر و194 حكومة بالاجماع قرارا يحث كل الاطراف على ان تنفذ بالكامل الاتفاق الذي وقعته قبل عامين وترفع تقريرا بشأنه في 31 مايو ايار عام 2008 .

وكانت المذكرة قد مهدت الطريق امام الهلال الاحمر الفلسطيني وخدمات الاسعاف الاسرائيلية للانضمام الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر في يونيو حزيران عام 2006 بعد مفاوضات صعبة.

وقال الوفد الامريكي الذي رأسه المستشار القانوني لوزارة الخارجية جون بلينجر في بيان "منذ انضمامهما الى الحركة (اللجنة الدولية) في عام 2006 عملت هاتان الجمعيتان معا على دعم المساعدة الانسانية لمن يحتاجونها وبناء الجسور بين شعبيهما."

محكمة اسرائيلية تقر خفض امدادات الوقود لغزة

وقال مسؤولون اسرائيليون ان محكمة اسرائيل العليا ايدت قرار للحكومة بخفض امدادات الوقود الى قطاع غزة لكنها أرجأت خططا لخفض امدادات الكهرباء للقطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). بحسب (كونا).

وبدأت اسرائيل خفض كميات زيت الوقود والديزل والبنزين التي توردها الى القطاع الشهر الماضي في اطار عقوبات اقتصادية فرضتها ردا على الهجمات الصاروخية التي ينفذها نشطاء فلسطينيون. وقالت الحكومة انها ستبدأ أيضا خفض امدادات الكهرباء يوم الثاني من ديسمبر كانون الاول.

وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعماء غربيون اسرائيل من فرض عقوبات "جماعية" غير مشروعة على سكان القطاع البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة والذين يعتمدون الى حد بعيد على المساعدات، وناشدت جماعات حقوقية محكمة اسرائيل العليا التدخل.

وجاء قرار المحكمة الذي صدر مؤيدا لقرار الحكومة بمواصلة مد قطاع غزة بالوقود اللازم للانشطة الضرورية مثل تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة.

وكتبت هيئة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة في حيثيات الحكم "نحن على قناعة بأنه في الوقت الراهن لا توجد ضرورة لاصدار قرار بوقف (تنفيذ قرار الحكومة)...لاسيما وأن المدعى عليهم (الحكومية) حرصوا منذ البداية على ضمان ألا يسبب خفض (امدادات الوقود) أي ضرر انساني.

ادانة الاعتداءات على الصحافيين في الضفة الغربية 

ودانت منظمة (مراسلون بلا حدود) المعنية بحرية الصحافة وحقوق الرأي والتعبير في العالم هنا اليوم بشدة زيادة الاعتداءات على الصحافيين في الضفة الغربية.

وقالت المنظمة في بيان لها ان طريقة التعاطي مع الصحافيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة تستمر في التدهور. بحسب رويترز.

ودعت السلطة الفلسطينية الى بذل الجهود لتامين احترام عمل الصحافيين الذي يغطون الاحداث غالبا في ظروف خطرة مضيفة ان "على القوى الامنية التمييز بين الصحافيين والمتظاهرين".

وكانت الشرطة الفلسطينية قد اعتدت واعتقلت عددا من الصحافيين خلال تغطيتهم لتظاهرة في رام الله منددة بمؤتمر انابوليس للسلام.

الفتيات الفلسطينيات يقتحمن أجهزة الأمن الرسمية

في أول دورة تدريبية مولها الاتحاد الأوروبي لتطويع الفتيات في الأجهزة الأمنية عبرت الفتيات الفلسطينيات ساحة التدريب في تشكيل عسكري نظامي بملابسهن العسكرية الخاصة.

ولوحظ وجود نسبة كبيرة من المحجبات بين المجندات اللواتي ارتدينه تحت القبعات الرسمية، فيما تكّون زيهن العسكري من قمصان زرقاء وسراويل قماشية وأحذية عالية.

وخضعت المجموعة لتدريبات قاسية في معسكر يقع بإحدى الواحات في صحراء أريحا، وستشمل مهماتها المستقبلية ضمان السلامة المرورية وتفتيش المنازل وإقامة حواجز التفتيش في سجون النساء والجامعات. بحسب CNN.

وبرز خلال حفل التخرج مدى السرور الذي ظهر على محيا ذوي الفتيات الذين احتشدوا لمتابعة حفل التخرج والذين ولّد الحدث لدى بعضهم مشاعر متضاربة.

فمن جهة، كانت أمل أبو الليل، 37 عاماً، وهي من مخيم عسكر للاجئين شمالي الضفة الغربية، تلتقط بفرح صورة شقيقتها المتخرجة ضمن مجندات الدفعة فيما تحاول استرجاع تجربتها الشخصية كواحدة من عناصر الشرطة الفلسطينية.

وقالت أبوالليل: من الصعب أن ترتدي الزي العسكري وتجوب الشوارع.. فبعد 13 عاماً في سلك الشرطة ما زال أعانى وجود من لا يتقبل وجود امرأة ضمن الأجهزة الأمنية، وفقاً لأسوشيتد برس.

أما آلين طويل، 25 عاماً، فقد قالت إن الانضمام إلى سلك الشرطة كان "حلماً يراودها منذ الطفولة،" وأضافت: لا يمكن لك أن تتصور مدى الفخر والسرور الذي ينتابني بعدما أصحبت شرطية بصورة رسمية.

ويشكل التطوع في الأجهزة الأمنية خشبة خلاص حقيقية في المجتمع الفلسطيني، خاصة بالنسبة للفتيات المتعلمات، إذ بلغت البطالة معدلات قياسية بسبب تردي الوضعين الأمني والاقتصادي.

بالمقابل، لم يكشف الناطق باسم الشرطة الفلسطينية عدد المجندات اللواتي يخدمن حالياً في الضفة الغربية، غير أن احصائيات قديمة، تعود لفترة ما قبل سقوط قطاع غزة في قبضة حركة حماس في يونيو/حزيران الماضي، كانت تشير إلى وجود 500 مجندة فقط من أصل 18700 شرطي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6 كانون الاول/2007 - 25/ذوالقعدة/1428