الحصاد الثقافي لشهر تشرين ثاني 2007

الجزء(1-4)

البحرين تستضيف أول أسبوع ثقافي إيطالي بالخليج  

شبكة النبأ: اقيمت في مملكة البحرين فعاليات الأسبوع الثقافي الإيطالي كأول أسبوع ثقافي إيطالي يقام بدول الخليج، والذي شكل عددا من الفعاليات من بينها معرض للتصميم الحلي الذهبية والفضية ويحتوي الأخير على قطع قديمة تعود لأكثر من 50 سنة لأشهر المصممين الإيطاليين.

كما شمل أمسيات موسيقية بدأت بأوبرا إيطالي وورشة موسيقية للأطفال وعروض أفلام سينمائية إيطالية، .

وفي إحدى زوايا مركز الفنون الذي تقام فيه فعاليات الأسبوع الإيطالي، اقيم معرض أفق لفن تشكيل الزجاج وهو يصور حركة الناس في الشارع بمختلف أجناسهم عبر التعامل المختلف مع الزجاج وألوانه.

 وفي هذا السياق قالت الفنانة الإيطالية جيوزي ماجي إن المعرض يهدف إلى تعريف المجتمع بأن الزجاج ليس فقط للمصانع بل يمكن استغلاله والتعامل معه كفن راق.

 الحوار الثقافي

من جهته اعتبر السفير الإيطالي بالمنامة أن حكومته حريصة على تقوية الروابط الثقافية بينها وبين الدول العربية والإسلامية، ولا سيما دول الخليج التي أصبحت تشكل محورا مؤثرا وشريكة في تحقيق السلام والأمن بالعالم.

 وشدد كالوجيرو ديزو  أنه لا يمكن النظر لهذه الدول من بعد بل "ينبغي علينا التقرب إليها عبر الحوار الثقافي ومعرفة ثقافاتهم وتعريفهم بثقافتنا".

 وأوضح السفير أن بلاده يعيش فيها أكثر من 100 ألف عربي ومسلم "ونشعر بأن هناك اختلافات في ثقافاتهم.. لذلك بدأت إيطاليا بتنظيم أسابيع ثقافية بعدد من الدول الخليجية والعربية".

 كما أكد أن الحوار الثقافي هو الأفضل لتحقيق سلام الشرق الأوسط وحل الأزمات القائمة بالعراق وفلسطين ولبنان، داعيا بالوقت نفسه أميركا والدول الأوربية للانفتاح على هذه الدول عبر البوابة الثقافية.

ملتقى ضم باحثين عرباً وغابت عنه جميلة بوحيرد ... الثورة الجزائرية ... هل يمكنها أن تلهم الأدباء الجدد؟

 عقد في الجزائر ملتقى بعنوان «الثورة التحريرية في الأدب العربي» استضافته المكتبة الوطنية الجزائرية وحضره عدد لافت من الكتاب والنقاد والدارسين من العالم العربي، وكان السؤال المحوري المطروح من البداية هو عن أثر الثورة التحريرية الجزائرية التي اندلعت في أول تشرين الثاني (نوفمبر) 1954 في الأدب العربي الذي واكبها بنصوص شعرية وقصصية وروائية كثيرة. وقد تحولت شخصية المجاهدة جميلة بوحيرد إلى موضوعة شعرية قائمة بذاتها بل الى «ايقونة» بحسب تعبير أمين الزاوي وكتب عنها بدر شاكر السياب من العراق ونزار قباني من سورية وسواهما.

انطلقت أعمال الملتقى بكلمة الافتتاح التي ألقاها مدير المكتبة الروائي أمين الزاوي وتطرق إلى أن هناك حدثين مهمين تحرك لهما الوجدان العربي المعاصر وهما الثورة الجزائرية عام 54 ونكسة العام 1967. وبالنسبة الى الزاوي فإن المواكبة الإبداعية العربية لثورة الجزائر كانت ترمي ليس فقط للتضامن الأخوي ولكن لتكريس ثقافة الحرية أيضاً، وقال: «كل الحريات مهددة في شرفها إذا لم تحصن بالكتابة والكتاب». وذكر معظم الأسماء العربية التي احتفلت بالثورة الجزائرية كالسياب والبياتي وصلاح عبد الصبور، نازك الملائكة. وفتح سهيل إدريس مجلته «الآداب» البيروتية لتكون صوتاً لهذه الثورة ومجلات أخرى مثل «الهلال» المصرية و»العربي» الكويتية و «شعر» اللبنانية وسواها. ثم انطلقت أعمال الندوة وكانت أول لفته هي تكريم الباحثة اللبنانية نور سلمان التي ألفت كتباً عن الثورة والأدب الجزائري منها «الثورة الجزائرية في رحاب الرفض والتحرير».

وتطرق الباحثون على مدار يومين الى صدى الثورة في الثقافة العربية، ومدى تفاعل الكاتب والصحافي العربيين معها. فمن لبنان ركز كل من الباحث إميل يعقوب على الأدب اللبناني فيما كانت مداخلة فوزي العطوي أكثر شمولاً عندما تحدث عن الجزائر في الأدب المعاصر. وقدم وجيه فانوس مداخلة ركزت على تجربة الطاهر وطار الروائية. تحدث الباحث أنطون بطرس عن أثر الثورة في الصحافة اللبنانية، وقدمت رنا إدريس شهادة عن علاقة مجلة «الآداب» بالثورة الجزائرية.

من سورية قدم الباحث ماجد رشيد العويد بحثاً بعنوان «التعبير الأدبي في سورية عن الثورة الجزائرية». وتناول بديع الصقور تجربة الشاعر سليمان العيسى الذي كتب الكثير عن الجزائر وكان وزوجته من أوائل من ساهموا في ترجمة روائع مالك حداد الى اللغة العربية ومن الجزائر قدمت مداخلات في تحليل نماذج من القصة والأدب الجزائري التي اهتمت بالثورة وبعض الكتاب العرب بخاصة. واشرف الروائي رشيد بوجدرة على إحدى الندوات لكن من دون أن يقدم أي رأي في الموضوع. ومن العراق تطرق الباحث محمد الصابر العبيد لهذا الموضوع في شعر السياب، ومن مصر تحدث محفوظ عبدالرحمن عن الثورة في الوجدان المصري وزميله عبد الرحمن الوصيفي عن تأثيرها في الشعر المصري.

وقدم الروائي العراقي عبد المجيد الربيعي مداخلة تصب في الاتجاه نفسه وكذلك الروائي المغربي أحمد المديني الذي ركز في شكل خاص على التفاعل الوجداني المغربي مع هذه الثورة.

ما يلفت في هذه الندوة التي عقدت قبل أيام من الاحتفاء بذكرى الثورة الجزائرية هو قلة الجمهور أولاً، والتركيز ثانياً على الايجابيات فقط بدل الخوض في نقاش جدي في هذا المجال. فالثورة الجزائرية لم تدوّن حتى الآن روائياً في الجزائر إلا في بعض النصوص التمجيدية الضعيفة أو الشعرية الحماسية. ومعظم الكتّاب بالعربية عندما تحدثوا عن الثورة مثل الطاهر وطار وواسيني الأعرج وحتى رشيد بوجدرة ركزوا على فظاعة قتل الشيوعيين على يد المجاهدين أكثر مما تحدثوا عن الثورة في ذاتها حتى الجيل الجديد في الرواية الجزائرية يتحدث أكثر عن خيانة الثوار مثلما تبدى الأمر في روايتي ياسمينة صالح «بحر الصمت» و «وطن من زجاج». ربما وحدها السينما الجزائرية كانت رائدة وبرزت فيها أسماء لامعة مثل لخضر حمينة الذي نال فيلمه «وقائع سنوات الجمر» السعفة الذهبية في مهرجان «كان».

وأثار الحضور قضية غياب المجاهدة جميلة بوحيرد عن الملتقى وتشوق الزائرين لرؤيتها، وعن سبب هذا الاختيار الذي فرضته على نفسها بالصمت والغياب.

قد يبدو الموضوع في زماننا هذا مستهلكاً إلى حد بعيد، فالجزائر كثيراً ما استخدمته لتمجيد ثورتها الكبيرة، ثورتها المسلحة الوحيدة في العالم العربي التي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء الجزائريين. غير أنه من ناحية أخرى وضع الاصبع على مسألة في غاية الأهمية والخطورة وهي عملية الاستلهام هذه التي ربما تحتاج إليها بعض الشعوب العربية مثل فلسطين والعراق خصوصاً فلسطين، فنموذج الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي يتشابه مع مثيله الفرنسي الذي عمّر في الجزائر أكثر من قرن ونيف. وأيضاً عندما تستلهم الإدارة العسكرية الأميركية فيلم «معركة الجزائر» للمخرج الإيطالي بورتي كورفو لتفهم منطق الثورات في الذهنية العربية. فلما لا يتم استغلال مماثل على يد المقاومين العرب اليوم. ربما قد يشكل هذا، الرؤية المختلفة التي طرحها بعض المناقشين وليس المتدخلين الذين في معظمهم ركزوا على النصوص الأدبية والمقالات الصحافية في بلدانهم عندما كانت الثورة الجزائرية مندلعة.

كوريا تعيد كتابة تاريخ الأدب العالمي

 200 كاتب وأديب يمثلون 60 دولة آسيوية وأفريقية يشاركون في مهرجان الأدب الآسيوي والأفريقي بكوريا الجنوبية.

تمكن المواطنون الكوريون عشاق الأدب من مشاهدة مهرجان الأدب الآسيوي الأفريقي لعام 2007 الذي اقيم في مدينة جون جو الواقعة في مقاطعة جولا الشمالية على مدى أسبوع كامل بدءا من السابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني .

ويعد هذا المهرجان الأول والأكبر حجما من نوعه في كوريا وفي آسيا وفي أفريقيا، كما يكون لقاء ثقافيا متكاملا يربط قارة آسيا بأفريقيا، حيث يشارك فيه حوالي مائتي كاتب وأديب شهير ممثلين لستين دولة آسيوية وأفريقية، منهم الشاعر الفلسطيني محمود درويش والكاتبة المصرية سلوى بكر. مما يتيح فرصة جيدة لتبادل الآراء بين الأدباء المشتركين حول سبل زيادة التبادل الأدبي والثقافي بين آسيا وأفريقيا.

وطبقا لما ذكره مسؤول في اللجنة المنظمة للمهرجان، فقد تم تشكيل رابطة أدبية آسيوية أفريقية مشتركة في أثناء المهرجان، الأمر الذي سيؤدي إلى تغييرات في نظام الأدب العالمي المعتمد على الغرب حاليا.

وسيكون هذا المهرجان فرصة سانحة لتعريف الدول الآسيوية والأفريقية بمميزات الأدب الكوري الذي يتميز بخصائصه الطريفة حيث تتجسد في الأدب الكوري بعض الأحداث التاريخية مثل الاستعمار الياباني لكوريا والحرب الكورية.

واشتمل المهرجان على مختلف أنواع البرامج الثقافية والفنية والعلمية أيضا. ومنها على سبيل المثال ندوة علمية عقدت تحت عنوان "إعادة كتابة تاريخ الأدب العالمي"، وهناك أيضا سلسلة من العروض الفولكلورية المتميزة للدول المشاركة.

ساسة وأكاديميون.. لبناء الجسور بين العالمين الغربي و الإسلامي

هل يمكن بناء جسور التفاهم بين الغرب والعالم الإسلامي؟ هذا هو محور الندوة التي شهدتها جامعة ليدن العريقة في مجال الدراسات الشرقية. تعددت الآراء والأفكار على كيفية بناء هذه الجسور والعراقيل التي تحول ذلك، ولكن الجميع اتفق على أهمية إنشاء جسور التفاهم وتطويرها.

 لم يكن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، متفقا تماما مع عنوان الندوة الذي هو "نحو بناء جسور التفاهم بين العالمين الإسلامي والغربي" فالاختيار حسب رأيه يمكن أن يكون أفضل واقترح للندوة عنوان "تقوية الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي." فجسور التواصل بين العالمين لم تنقطع يوما، حسب رأيه، بما يستوجب بناءها، "فهي قائمة منذ مئات السنين." واعترف العطية بأن "التواصل يقوى ويضعف أحيانا تبعا للظروف والمتغيرات، إلا أنه لم يحدث أن توقف."

تعميق التفاهم

افتتح الندوة السيد يان دونر، مدير المعهد الملكي للمناطق الاستوائية بأمستردام الذي قال إنه "يتمنى ألا تكون هذه هي المرة الوحيدة" وأكد على أهمية تكرار مثل هذه المبادرات والاستمرار في "العمل المشترك من أجل بناء جسور التواصل." وأعطى الكلمة لعميد كلية الدراسات الدينية لجامعة ليدن الأستاذ فيلم دريس الذي أشار إلى اهتمام كلية الدراسات الدينية ومعهد الدراسات الشرقية والكليات الأخرى لجامعة ليدن ببناء جسور التواصل مع العالم الإسلامي في الحاضر والمستقبل، لتقليص الهوة بين العالمين الإسلامي والغربي، وتعميق التفاهم بين الثقافات والديانات واحترام الآخر. " وقال أن "جامعة ليدن منذ إنشائها درست المسيحية، لكنها تطورت بعد ذلك لتهتم بالديانات الأخرى كاليهودية والبوذية. ومنذ سنة بدأنا برنامجا جديدا لدراسة الديانة الإسلامية، والآن نحن في وضع اللمسات الأخيرة لاختيار أول أستاذ لكرسي الدراسات الشرقية بالجامعة الذي سيحمل اسم سلطان عمان قابوس بن سعيد والذي سيهتم بتطور الإسلام في أوروبا."

القواسم المشتركة

ورداً على سؤال حول التأثيرات السياسية والاجتماعية المحتملة لمبادرات مثل مبادرة تمويل الشيخ حمدان المكتوم لمسجد في روتردام وتمويل السلطان قابوس بن سعيد لكرسي الدراسات الشرقية بجامعة ليدن، أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حوار لإذاعة هولندا العالمية على أهمية الحوار

والتفاهم رغم الصعوبات التي قد تعترض بناء الجسور بين العالمين الغربي والاسلامي. وقال: "الأهم بالنسبة للإنسان هو الأمن والاستقرار. والتفاهم مهم لتحقيق ذلك، ولكن أيضا الوعي بأهمية وغنى التعدد الثقافي في العالم. ولا يجب على أي أحد أن يشعر بأنه مهدد في ثقافته. أعتقد أن هذا أكثر حكمة."

من جانبه أكد عبد الرحمن عطية على أهمية الجسور الثقافية وتعزير القواسم المشتركة، وهذا يتطلب المزيد من مثل هذه اللقاءات وتشجيعها. وقال إن "الأواصر التي تجمع بيننا أكبر جدا من تلك التي تباعد بيننا." وحسب رأيه فالأهم هو استمرار العالم الغربي في تعميق الفهم للعالم الإسلامي. وعبر عن أمله في أن يساهم كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرقية الذي منحته سلطنة عمان لجامعة ليدن في تعزيز التعاون بين العالمين الإسلامي والغربي. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "نسعى جميعا في دول الاتحاد الأوربي ودول مجلس التعاون الخليجي وكل الدول المحبة للسلام إلى تعزيز الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة والتصدي للإرهاب والعنف وعدم اللجوء إلى القوة في حالة الصراعات والخلافات والتعايش السلمي المبني على التسامح والمحبة والقيم الإنسانية النبيلة."

اقتصاديات السوق

و قال وزير العمل والشئون الاجتماعية الهولندي بيت هاين دونر، إن هولندا محظوظة لأن مجلس دول التعاون الخليجي اختار هولندا لتنظيم هذا اللقاء وأكد في كلمته على أنه "علينا أن نتقارب ونتعامل مع بعضنا البعض رغم الاختلافات والمنافسة الاقتصادية."

من جهة أخرى أشارت مريم سلطان أستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة إلى أهمية الاستقلالية المادية والاستقلالية في التفكير والنشاط، وطالبت المسئولين السياسيين في إشراك المجتمع المدني في صنع القرار وعدم إقصائه "نريد أن نكون طرفا في صنع القرار وليس في حل المشاكل المترتبة عن اقتصاديات السوق."

 الديموقراطية

وأكد برنارد بوت مدير المعهد الهولندي للديموقراطية التعددية، ووزير الخارجية السابق. على أهمية الديموقراطية في بناء الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي. وقال إن "كرامة الإنسان مبدأ هام لا يجوز أن نتسامح من أجله" وأشار إلى إندونيسيا وتركيا كمثالين للدول الإسلامية التي استطاعت أن تتقبل الديموقراطية. واعترف بصعوبة الانتقال الديموقراطي، نظرا للمناخ الدولي الذي يبعث على البلبلة نتيجة الحرب على الإرهاب. وأضاف في كلمته إنه "يجب تقوية العلاقات بين الأحزاب وبقية الأفراد. ويجب على الديموقراطية أن تنمو وتتطور وليس بالضرورة الأخذ بنموذج دولة غربية معينة."

ويساهم المعهد الذي يدير الوزير السابق في دعم الديموقراطية في الدول الإسلامية، فقد طور المعهد في إندونيسيا برنامجا لتدريب السياسيين الشباب لخلق جيل جديد من الرجال والنساء القادرين على تطوير الديموقراطية. وقال برنارد بوت "أريد أن أستعمل هذا كمثال لبناء الجسور بين العالمين الإسلامي والغربي، وإنشاء محيط للتبادل العلمي والثقافي بين أوربا والدول الخليجية."

اليونيسكو تنهي مؤتمرها بدعوة لإصلاح الأمم المتحدة

 أنهت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) مؤتمرها العام الـ34 بمشاركة جميع الأعضاء الـ139، وأكد المؤتمر مجددا أهمية دور المنظمة في عملية إصلاح الأمم المتحدة.

 وقد توافقت كل الدول الأعضاء على الإقرار بأهمية دور المنظمة في ميادين اختصاصاتها، حسب ما أعلن رئيس المؤتمر جورج أناستاسوبولوس سفير اليونان ومندوبها الدائم لدى اليونيسكو في خطابه الختامي. وجاء في البيان "يجب أن تصبح اليونيسكو أقوى وأكثر تماسكا وتنظر بعزم إلى الأمام إن أرادت  فعلا أن تصنع شيئا مختلفا".

 وشارك نحو 2000 شخص بينهم 10 رؤساء دول وحكومات وأكثر من 270 وزيرا أو نائب وزير في المؤتمر الذي بدأ في 16 أكتوبر/ تشرين الأول في مقر اليونيسكو بباريس.

 واعتمد المؤتمر خاصة ميزانية اليونيسكو للعامين (2008-2009) وقدرها 631 مليون دولار مقابل 610 مليونا للسنة المالية السابقة. ونالت التربية حصة الأسد مع تخصيص 4.108 ملايين دولار لهذا القطاع.

 وقرر المؤتمر تعزيز المبادرة لتدريب المدرسين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما عبر عن رغبته في تعزيز أنشطة اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية المسؤولة عن المنظومة العالمية للإنذار المبكر من المد البحري (تسونامي).

 ويطلب أحد قرارات المؤتمر من المدير العام لليونيسكو كويشيرو ماتسوريا "استكشاف الدور الذي يمكن أن تلعبه اليونيسكو في التحركات الرامية للاحتفاظ بذكرى الهولوكوست حية في الأذهان من خلال التربية ومحاربة أي محاولات لإنكارها", حسب البيان.

 وكان ماتسوريا أعلن أنه قرر إنشاء مكتب للمراقبة المالية بهدف تعزيز المراقبة المالية الداخلية بعد أن كانت اتهامات بسوء الإدارة في الحرب الباردة أسهمت في انسحاب الولايات المتحدة عام 1984 من المنظمة، تلتها بريطانيا وسنغافورة عام 1985. وعادت لندن لتنضم إلى المنظمة عام 1977 وحذت واشنطن حذوها عام 2003 في حين انضمت سنغافورة إليها للتو.

 وفضلا عن القيود المفروضة على الموازنة، على منظمة اليونيسكو أن تدافع عن شرعيتها في وجه الدور المتنامي لمنظمات دولية، مثل صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية.

 وقال هانز دورفيل مساعد المدير العام لليونيسكو للتخطيط الإستراتيجي إن "هناك منافسة كبيرة بين هيئات الأمم المتحدة بعد تشعب أنشطتها في السنوات الأخيرة، وينطبق ذلك على اليونيسكو التي تسعى إلى الحفاظ على مجالات عملها".

 وأضاف أن السؤال الذي يطرح نفسه هو ضرورة احترام الهيئات الدولية للدور المحوري الذي تلعبه اليونيسكو في مجالات عملها مثل التربية طبقا لتوصيات الأمم المتحدة بفضل تحرك موحد وتماسك أكبر.

 المغرب ينظم ندوة دولية حول اللغة العربية والتنمية البشرية

 مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بمدينة وجدة المغربية ينظم ندوة دولية ذات أربعة محاور حيوية.

أعلن مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بمدينة وجدة بالمغرب عن تنظيم ندوة دولية في موضوع اللغة العربية والتنمية البشرية: المجالات والرهانات، خلال أيام 15- 16- 17 أبريل/نيسان 2008.

واستهل المركز إعلانه بتوطئه جاء فيها "أن اللغة قدرة تمكن من الإبداع وحمل المعرفة وإنتاجها. ويُنتظر من كل متكلم طبيعي للغته أن يبدع بها وأن يحملها معارف مختلفة حتى تصير لغة المعرفة. وتحميل اللغة بالمعرفة أساس بناء المجتمع، كما أن بناء هذا المجتمع يُهيِّئ اللغة لتضطلع بوظائفها باقتدار، وتسهم في تنوير المجتمع وتنميته.

وما فتئ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يصدر التقارير واحدا تلو الآخر عن التنمية البشرية في العالم العربي. وفي سنة 2003 أصدر تقريرا بعنوان "نحو إقامة مجتمع المعرفة". حدد فيه المعوقات التي تحول دون اكتساب المعرفة واستشراف مستقبل البحث العلمي في العالم العربي.

وقد أعطى أهمية كبرى للغة العربية مؤكدا دورها الجوهري في مجتمع المعرفة والتنمية الاقتصادية والمعرفية والإنسانية. فمن خلال مقوماتها الذاتية من مرونة وتوليد وغنى معجمي وغنى الإمكانات التحويلية، يمكن للعربية أن تواكب حركية التنمية البشرية في مجتمع المعرفة الحديث.

ويتم ذلك من خلال نقل المعرفة الحديثة عبر التعريب والترجمة، وحوسبة العربية، ونشر التعليم، وحفز البحث العلمي في قطاعي التربية والتكوين.

إن التحدّي الذي أصبح يمثله التراكم السريع للمعرفة الحديثة والمعلومات المتنوعة يقود بإلحاح واستعجال إلى تهييء اللغات من أجل المواكبة والاستيعاب والإنتاج.

ويشمل التهييء اللغوي، وضع اللغة في المجتمع، من جهة، ومتنها اللساني الداخلي، من جهة أخرى. فتهييء الوضع الاجتماعي للغة يقتضي بلورة استراتيجيات لتحسين وضعها وضمان قيامها بوظائفها دون تهديد أو تهميش، والحفاظ على السلم والأمن اللغويين في إطار سياسة لغوية تحافظ على التوازنات اللغوية داخل البلد.

لقد قامت اللغة العربية بدور حمل المعرفة و إنتاجها وإشاعتها، وكانت على مرّ العصور، وما زالت، اللغة الرسمية المهيأة في العديد من الدول. وهي مطالبة كباقي اللغات، بتحسين وضعها في المجتمع، وصيانة متنها لمواكبة المستجدات ومزاولة وظائفها باقتدار.

وتهييء اللغة العربية لا ينفصل عن السياسات اللغوية والمؤسسات الساهرة على شؤونها، وعن المبادرات والمواقف الإيجابية منها، وعن تطوير البحث العلمي عموما، وخاصة البحث اللساني بتداخلاته مع العلوم المعرفية الأخرى الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والديداكتيكية والحاسوبية."

وفي هذا السياق، يعتزم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة تنظيم ندوة دولية لمناقشة هذه القضايا وما يرتبط بها، من خلال المحاور الآتية:

محاور الندوة

* المحور الأول: التنمية البشرية والبحث العلمي: تساؤلات الضبط والعلاقة:

ـ قراءة في تقارير التنمية البشرية.

ـ واقع البحث العلمي في البلدان العربية وآفاق التنمية.

ـ موقع اللغة العربية في تقارير التنمية البشرية.

* المحور الثاني: اللغة العربية والتنمية المعرفية:

ـ اللغة العربية والثورة المعرفية (المجالات الاقتصادية والتقنية والإعلامية)

ـ اللغة العربية والتعليم العالي في الوطن العربي.

ـ ديداكتيك اللغة العربية ومشاريع الإصلاح.

* المحور الثالث: السياسات اللغوية في العالم العربي:

ـ مجامع اللغة العربية ودورها في التنمية.

ـ واقع الترجمة والتعريب ودورهما في التنمية.

ـ واقع الدراسات الاصطلاحية ودورها في تأصيل البحث العلمي.

* المحور الرابع: المقاربات الحاسوبية للغة العربية:

ـ دور المؤسسات الأكاديمية والجامعية في التنمية الحاسوبية للغة العربية.

ـ المعالجة الآلية للنصوص (القراءة والترجمة والتصحيح).

ـ التحليل النحوي والتشكيل الآلي والمعاجم الإلكترونية.

ـ التعليم الإلكتروني (التعليم عن بعد، البرامج التعليمية).

المؤسسات المشاركة

ويشارك مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بالمغرب، المؤسسات التالية:

ـ جامعة محمد الأول بوجدة.

ـ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة.

ـ مركز اللغات والتواصل: جامعة محمد الأول وجدة.

ـ مختبر المعالجة الآلية للغة العربية، جامعة محمد الأول بوجدة LARI.

ـ معهد الدراسات المصطلحية: جامعة محمد بن عبد الله بفاس.

ـ الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب wata ، بالدوحة، قطر.

ـ جمعية حماية اللغة العربية بالرباط.

ـ مكتب تنسيق التعريب بالرباط التابع للجامعة العربية.

ولمزيد من الاستفسارات يمكن الاتصال بالبريد الإلكتروني:

اختتام الملتقى الفكري والثقافي الفصلي الثالث في ميسان

اختتم، الجمعة، في ميسان، الملتقى الفكري والثقافي الفصلي الثالث، الذي أقيم برعاية المجلس العراقي للسلم والتضامن فرع ميسان، ومؤسسة الهدى، ورابطة حوار الثقافية، بمشاركة العديد من مفكري ومثقفي ميسان، وأمتد لثلاثة أيام.

وقال حسين جلوب، مدير مؤسسة الهدى للدراسات الإستراتيجية، إن "هذا المؤتمر يقام فصليا، وتقدم فيه العديد من الدراسات والبحوث، لطرح الرؤى والأفكار في مواضيع محددة، تتم مناقشتها من قبل الحضور." مشيرا إلى أن هذا الملتقى يعتبر الملتقى الأخير خلال هذا العام، بعد إقامة ملتقيين سابقين خلال عام2007.

وأوضح جلوب "تضمن اليوم الأول طرح ثلاث دراسات، الأولى للناقد حسن سلمان بعنوان (الديمقراطية على صفيح ساخن)، والثانية بعنوان (معوقات الديمقراطية في العراق) لحسين جلوب، أما للناقد صادق ناصر فكانت دراسته بعنوان (هل ينبغي للمرء أن يكون ديمقراطيا.؟)."

وأضاف " وتضمن منهاج اليوم الثاني دراسات حول الاقتصاد والتنمية، شارك فيها المهندس موحان ماهي، والمهندس سامي ناجي."

وتابع" وقدم علي حسين هذيلي في ختام الملتقى دراسته الموسومة (الصدر والهرمونيطيقيا)."

من جهته قال الناقد صادق ناصر الصكر إن "الدراسات التي قدمت في الملتقى، تباينت في طبيعة وآليات مقاربتها لقضية الديمقراطية، إذ تحدث الناقد حسن سلمان في دراسته عن المشاكل المحلية العراقية التي تنتظر الديمقراطية بوصفها رؤية واحدة."

وأضاف أن "حسين جلوب سلط الضوء في دراسته الموسومة على معوقات الديمقراطية، وتعالقها مع الأحزاب العراقية."

امسية شعرية للشاعرة ورود الموسوي   

ستقيم الشاعرة العراقية امسية شعرية في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الاحد الرابع من نوفمبر الحالي في مدينة لندن يعقبها حفل توقيع لمجموعتها الاولى الصادرة مؤخرا عن دار الفارابي / بيروت

اكاديمي تونسي..ابن خلدون عالم نزيه ذو أخلاق وسياسي ميكيافيلي مراوغ ومتملق

 وضع استاذ التعليم العالي في جامعة تونس الدكتور جمعة شيخة شخصية المفكر ابن خلدون في ميزان المحاكمة للوقوف عند سلبياته وايجابياته وقراءته بموضوعية بعيدة عن التعظيم والتصغير من اجل معالجة السلبي وتطوير الايجابي.

وقال الدكتور شيخة في محاضرة القاها الليلة الماضية بعنوان (ابن خلدون ماله وما عليه) ضمن الموسم الثقافي ال13 لدار الآثار الاسلامية ان ابن خلدون له صفات سلبية في جوانب عدة لاسيما السياسية والأخلاقية الا انه يبقى انسانا له أثره العلمي الكبير.

وأضاف ان ابن خلدون "معتز بأصالة أسرته وواثق بنبوغه وعبقريته وقوي بشخصيته وجامح بطموحه المبدع وبفكره المزهو وبمناصبه" موضحا انه ايضا "ميكيافيلي في سلوكه ووفي أحيانا في تعامله كما انه متفهم جيدا لخيوط اللعبة السياسية في عصره ومجتمعه".

وأشار شيخة الى انه كان متنبئا بما وصله من أخبار "بأفول نجم الحضارة العربية الاسلامية في الضفة الجنوبية للبحر الرومي وبزوغ أخرى في ضفته الشمالية" مؤكدا ان ابن خلدون "عالم سياسي بكل جدارة وسياسي عالم بكل اقتدار بما في كلمة سياسة من مراوغة وتملق وما في كلمة علم من نزاهة وأخلاق".

وتطرق الى الجوانب السياسية والأخلاقية والفكرية في حياة ابن خلدون موضحا انه في الجانب الأخلاقي "كان مجاملا متواضعا حسن العشرة وهو معزول ولكن حين يتولى منصب القضاء يملؤه الغرور حتى انه يكون قاسيا في اصدار الأحكام ويفتك بالشهود والأعيان".

وأوضح ان الجانب السياسي في حياته كان "متملقا وميكيافيليا يسعى الى المناصب حتى أنه يشي ويفتعل المكائد ضد أصحابه ليحظى بالمنصب" مشيرا في هذا الصدد الى محاولة قام بها للتخلص من أحد القضاة بتوريطه بأن دلس ورقة ضده ليعزله لكن محاولته هذه اكتشفت وتمت معاقبته.

وأوضح شيخة ان ابن خلدون لم يكتف بالتملق الى الملوك والزعماء بل كان له تملق من نوع آخر هو "تملق الخيانة" وهذا يتضح في تملقه الى تيمورلنك حين غزا دمشق فقد كتب تقريرا عن جغرافية المغرب أثناء بقائه عند تيمورلنك.

وأضاف ان هذا التقرير "اختفى من الوجود ولم يعد له أثر ومن المرجح أن ابن خلدون نفسه هو الذي أخفى هذا التقرير وأتلفه حتى لا يكون عارا عليه".

وحول رؤيته في علاقة الحاكم والمحكوم قال شيحة ان ابن خلدون يرى ان "تعيين الراعي من السماء لذا وجب على الرعية طاعته" موضحا ان الخروج عن الحاكم الشرعي يقتل وكان ينادي بمقولة ان "القلم والسيف لخدمة صاحب الدولة".

أما من الجانب العلمي قال شيخة ان ابن خلدون تميز بخصال عديدة فهو رافع علم الاجتهاد والمبدع في علم الاجتماع والمنظر في علم التاريخ والمجدد في أسلوب الكتابة كما انه متواضع في كتابته لكنه كان قاصر النظر تجاه المستقبل لأنه يعتقد "بأن المستقبل حسب المنهج العقلي في علم الغيب".

بمناسبة مرور 50 عاما علي صدور جوستين: المجلس البريطاني يحتفل بداريل والإسكندرية

بمناسبة مرور 50 سنة علي صدور رواية جوستين الجزء الأول من رباعية الإسكندرية للكاتب البريطاني لورانس داريل اقام المجلس الثقافي البريطاني احتفالية عن داريل والتأثير المستمر للإسكندرية علي الكتاب اليوم.

شارك في الاحتفالية التي اقيمت بمكتبة الإسكندرية الكاتب مايكل حاج الذي سوف يتحدث عن رحلة داريل للإسكندرية، مع تركيز علي نقطة كيف قادته أحداث العالم للمدينة، وكيف طور أفكاره، ولماذا رأي في المدينة الموقع المثالي لعمله.

كما تحدث الشاعر بيتر بورتر­ محرر طبعة جديدة من أشعار داريل­ عن شعر داريل المتوسطي والأثر الذي تركه علي كتاباته السردية التالية.

وشاركت في الاحتفالية أيضا بنيلوب داريل ابنة الكاتب الكبير التي ستتكلم عنه كأب كما ستعرضت عددا من الصور العائلية.

وكانت هناك أيضا قراءات للكتاب السكندريين إبراهيم عبد المجيد، هاري تزالاس، وإدوار الخراط حيث قرأ عبد المجيد من لا أحد ينام في الإسكندرية ، وقرأ تزالاس من مجموعته وداعا للإسكندرية ، في حين قرأ الخراط من ترابها زعفران و بنات إسكندرية .

كما اطلق د. محمد عوض مدير مركز دراسات البحر المتوسط خلال الاحتفالية حملة للحفاظ علي بيت داريل بالإسكندرية، إضافة إلي مشاركته مع الكتاب محمد سلماوي، أسامة أنور عكاشة، وإبراهيم عبد المجيد في مائدة مستديرة حول الحفاظ علي المواقع الأثرية في زمن التطور الحضري.

في مؤتمر المرأة المثقفة في الرواية العربية:الأبحاث ابتعدت عن الموضوع

 أقامت شعبة القصة والرواية باتحاد الكتاب المصري مؤتمرها الأول الأحد الماضي تحت عنوان "صورة المرآة المثقفة في الرواية العربية.

بدأ المؤتمر الذي أقيم في مقر اتحاد الكتاب بالزمالك بكلمة رئيس الاتحاد محمد سلماوي الذي أثني علي الجهود التي بذلتها هالة فهمي رئيسة الشعبة في إقامة هذا المؤتمر دون تحميل ميزانية الاتحاد أي أعباء مالية حيث تم تمويل المؤتمر من صندوق التنمية الثقافية وبدعم من مديره الحالي أحمد مجاهد . تحدثت بعد ذلك هالة فهمي التي أوضحت أن اختيار المرأة المثقفة في الرواية العربية كموضوع للمؤتمر يأتي في إطار الاهتمام بالجزئيات التفصيلية في الأدب العربي، التي لا تلقي اهتماما من قبل المؤتمرات الكبري .

انقسم المؤتمر إلي عدة محاور حيث حمل المحور الأول عنوان المرأة المثقفة كيف تري نفسها؟ وقدم خلاله محمد محمود عبد الرازق بحثا بعنوان "لطيفة الزيات.. جيل الريادة ، كما قدم د.محمد زيدان بحثا بعنوان مقاربة أولية للمرأة المثقفة وتعرض فيه لصور المرأة في أعمال نجيب محفوظ، خيري شلبي، ومحمد جبريل.

أما الجلسة الثانية للمؤتمر فقد خلالها د.مصطفي رجب بحثا بعنوان المرأة والقهر الثقافي في أعمال طه حسين القصصية تحديدا المعذبون في الأرض، شجرة البؤس، ودعاء الكروان، كما قدم د.حسام عقل بحثا بعنوان تجليات الدور النسوي في الرواية العربية والذي اختار أن يتحدث فيه عن رؤية المستر برودلي محامي عرابي للمرأة المصرية والتي سجلها في كتابة كيف دافعت عن عرابي؟ بالرغم من أن مستر برودلي ليس عربيا وكتابه ليس رواية، وفي نهاية مداخلته تنبه د.عقل علي ما يبدو لموضوع المؤتمر فتحدث عن شخصية المرأة المثقفة في رواية إميل حبيبي "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل.

اقتصرت معظم أبحاث المؤتمر علي الرواية المصرية وابتعد بعضها عن موضوع المؤتمر كان مثار اعتراض عدد من الحضور علي رأسهم الروائية هالة البدري التي انتقدت عدم تطرق الباحثين لصورة المرأة المثقفة في الرواية العربية والتركيز فقط علي الروايات المصرية وأعمال نجيب محفوظ.

خصص المؤتمر جلسته الثالثة لشهادات عدد من الكاتبات المصريات عن مسيرتهن الابداعية فتحدثت فوزية مهران عن صورة المرأة في أعمالها ، أما نوال مصطفي فقد تحدثت عن كتابها الذي تناولت فيه سيرة مي زيادة والذي سعت خلاله لتقديم صورة مي المثقفة والكاتبة لا السيدة الجميلة التي وقع كل رجال العصر في حبها، ودارت شهادة ابتهال سالم حول شخصية المرأة المثقفة في روايات الكاتبات العربية حنان الشيخ، هدي بركات، نعمات البحيري، وسحر خليفة بينما ركزت شهادة هالة البدري علي شخصية المرأة المثقفة في روايتها تحديدا رواية امرأة ما . واختتمت جلسة الشهادات بشهادة د.حورية إبراهيم التي حملت عنوان المرأة المثقفة في الرواية العربية.. أصل وصورة . وقد كرم المؤتمر في ختامه الروائية وفية خيري والروائي خيري شلبي الذي حضر افتتاح المؤتمر وشكر الحضور ثم انصرف بحجة سفره في نفس اليوم.

المؤتمر لم يمر دون مفاجآت حيث واجهه انتقادات حادة من داخل أعضاء في اتحاد الكتاب علي رأسهم د.عبد السلام الشاذلي الذي وصف المؤتمر بأنه استعراض خال من المضمون والأبحاث الجادة كما أنه تجاهل الأسماء الكبيرة التي انجزت أبحاث أكاديمية عميقة في موضوع الشخصية المثقفة في الرواية العربية وعلي رأسها د.طه وادي  

(الايسيسكو) تنظم مؤتمرا دوليا حول الارهاب  في تونس

عقدت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو) في منظمة المؤتمر الاسلامي في تونس مؤتمرا دوليا حول الارهاب بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة وبمشاركة 120 شخصية سياسية وثقافية وعلمية دولية يتقدمهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

وقال وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور في مؤتمر صحفي  "ان المؤتمر الدولي حول (الارهاب ..الابعاد والمخاطر واليات المعالجة) عقد بين ال15 وال17 من الشهر الجاري بمشاركة 40 منظمة دولية واقليمية لمناقشة الجذور الفكرية للارهاب كظاهرة.

واوضح ان المؤتمر يهدف الى الاسهام في تفعيل معاهدة منظمة المؤتمر الاسلامي حول مكافحة الارهاب الدولي وتأكيد التعهدات والقرارات التي اتخذتها الدول الاعضاء في المنظمة على مختلف المستويات.

واكد ان هذا المؤتمر ينسجم مع توجهات الامم المتحدة في مجال معالجة الارهاب ويستجيب الى محاولات الجمعية العامة للامم المتحدة الداعية للاستفادة من الارضية التي توفرها المنظمات الاقليمية في هذا المجال.

واضاف بن عاشور ان الاجتماع سعى كذلك الى تعزيز توجهات المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو) والتزاماتها في مجال حوار الحضارات والثقافات ونشر قيم السلام والتسامح والتفاهم.

 من جهته أكد مدير العلاقات الخارجية والتعاون ب(الايسيسكو) محمد الغماري ان المؤتمر بحث صياغة مدونة سلوك دولية للتصدي للظاهرة موضحا ان هذا المؤتمر هو الاول دوليا وتحت مظلة الامم المتحدة بعد اعتماد الاستراتيجية الدولية لمكافحة الارهاب في سبتمبر 2006.

واضاف ان المؤتمر يعد تظاهرة غير حكومية بمشاركة كوادر وفعاليات علمية واكاديمية بهدف الخروج عن مفهوم المؤتمرات الحكومية الرسمية من خلال صياغة مشروعات ومبادرات علمية ملموسة.

واستعرض المؤتمر خمسة محاور هي (العوامل المساعدة على ظهور الارهاب وانتشاره) و (التصدي للصور النمطية وتعزيز الحوار بين الاديان) و (الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات ودورهما في مكافحة التطرف والارهاب) و (التربية على الوقاية من الارهاب) اضافة الى (دور المؤسسات الدولية والمختصة في الحد من ظاهرة التعصب والعنصرية والتطرف والارهاب).

وشارك في المؤتمر شخصيات من فرنسا والبرازيل واسبانيا وسويسرا وروسيا والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمانيا وبلجيكا الى جانب شخصيات اسلامية من السعودية وسوريا والجزائر والمغرب ولبنان والاردن وايران واندونيسيا والسنغال.

ومن بين الجهات المشاركة مؤسسة اناليد للحوار بين الثقافات (اوروبا) ومؤسسة المتوسط (ايطاليا) ومنظمة الحوار الشامل (سويسرا) وبرنامج السلم والامن (فرنسا) ومعهد روبير شومان (اوروبا) فضلا عن الباحث الفرنسي دومينيك شوفالييه (أستاذ فخري في جامعة السوربون).

الرقابة» مؤتمراً عربياً في غوته - بيروت

«الرقابة على التعبيرات الثقافية في الشرق الأوسط» مؤتمر نظمه معهد غوته (بيروت) و «أمم» للتوثيق والأبحاث (بيروت – لبنان) بالتعاون مع مؤسسة أناليند (الاسكندرية – مصر)، وانطـــلق في مــقر معهد غـــوته.

ومن عناوين الجلسات: «الأصل عدم الرقابة – حتى في الثقافة الشعبية؟»، «التشريعات الخاصة بالفن وحرية التعبير»، «حدود التسامح: المواضيع الحرام في مجتمعات الشرق الأوسط»، «نماذج حديثة العهد عن حالات رقابة على تعبيرات ثقافية»، «الرقابتان الحكومية والدينية: مؤسستان متضامنتان؟»، «الندوة الخامسة: حدود التســـامح: هل من ســـبيل الى اعادة رسم هذه الحدود؟»، «الفضائيات والإنترنت: مساحة للتعبير الثقافي الحر؟»، «سلطان الثقافة المخملي».

ومن المشاركين في المؤتمر: طارق متري، علي أبو شادي، جواد الأسدي، راجي سوراني، سارة ريشاني، فراس دهني، صنع الله ابراهيم، عفّت ابو شقرا، روجيه عساف، حيدر سعيد، جيم كويلتي، الأب يوسف مونس، محمد رزق، لقمان سليم، حنان الحاج، جهاد سعد، لينا خوري، ماريا شختورة، مازن كرباج.

المركز الوطني للكتاب» دعا 12 كاتباً من مرحلة ما بعد الحرب ... الأدب اللبناني ضيفاً على فرنسا ... والسجال أربك التظاهرة

 حل الأدب اللبناني ضيفاً على القرّاء الفرنسيين ، عبر مهرجان «الآداب الأجنبية الجميلة» الذي يحييه كل سنة «المركز الوطني للكتاب» في فرنسا. واختار المركز الأدب اللبناني هذه السنة بغية إلقاء الضوء على بعض وجوهه والتيارات التي تسوده، ولعقد حوار بين أدباء لبنانيين وقراء تابعوا أعمالهم مترجمة الى الفرنسية أو مكتوبة بها. وانطلاقاً من باريس يجوب الكتّاب اللبنانيون الـ12 مدناً فرنسية ويعقدون لقاءات ويقدمون قراءات من نصوصهم. إلا أن التظاهرة هذه لم تخلُ، على عادة اللبنانيين، من السجال لا سيّما حول الأجيال التي اختيرت منها الأسماء وحول الأسماء نفسها أيضاً. وبلغ السجال قدْراً من الحدّة وشمل اللجنة التي أوكل اليها «المركز الوطني للكتاب» مهمة الاختيار. فهي لم تضم إلا اسماً لبنانياً واحداً هو الشاعرة فينوس خوري غاتا. وبدا أعضاء اللجنة الآخرين غير ملمّين، كما يُفترض، بالأدب اللبناني الجديد. وأقصى ما يعرفون منه ما ترجم الى الفرنسية. حتى المستشار الذي اختارته اللجنة هو كاتب مسرحي جزائري بالفرنسية (محمد القاسمي) وبعيد جداً عن الأدب اللبناني بتياراته وأسمائه. وكان اللافت أيضاً في الاختيار بروز العنصر الطائفي (أو المذهبي) كمعيار، ما ساهم في «ارباك» الصورة الأدبية التي تتمثلها التظاهرة. هكذا غابت أسماء ظلماً وأدرجت أسماء مجهولة أو شبه مجهولة في لبنان وفرنسا على السواء. الكاتبة الشابة ياسمينة طرابلسي البرازيلية من أصل لبناني التي ولدت في باريس وتحيا في لندن ولا تجيد العربية، اختيرت فقط لأنها تكتب بالفرنسية، ما يخفف من عبء الترجمة. أما مفاجأة التظاهرة فهي رسامة «الشرائط المصوّرة» زينة أبي راشد التي لا علاقة لها بالأدب واختيرت كما قيل، نتيجة اصرار قريب لها ذي موقع في وزارة الثقافة الفرنسية. ولم تخل عملية الاختيار من سعي بعض الناشرين الفرنسيين الى ترويج الكتب الصادرة لديهم.

طبعاً ضمت اللائحة أسماء مهمّة ذات حضور لبناني وعربي لافت وبعضها بات مترجماً الى لغات عالمية: الياس خوري، حسن داوود، رشيد الضعيف، علوية صبح، عباس بيضون وسواهم... ومن الأسماء الفرنكوفونية شريف مجدلاني الروائي الذي رُشحت روايته الجديدة «القافلة» لأكثر من جائزة فرنسية وحصدت نجاحاً على أكثر من مستوى.

ولعلّ طغيان عدد الروائيين على عدد الشعراء أثار حفيظة الكثيرين من النقاد والصحافيين في لبنان. فالرواية لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من الابداع الأدبي في لبنان الذي طالما سمّي «لبنان الشاعر». والرواية الجديدة انطلقت في العقد الأول من الحرب في ما يشبه «الموجة» الصاعدة، وباتت الآن تفتقد الى أسماء جديدة أو الى جيل جديد يُفترض به أن يواصل المسيرة الروائية. ثلاثة شعراء فقط، بينهم شاعرة بالفرنسية مبتدئة هي تاميراس فاخوري لم تسع اللجنة الى طبع كتاب لها في باريس مكتفية بما أصدرت في لبنان. هذا «الظلم» الذي لحق بالشعر اللبناني لم يكن مبرّراً. وإذا كانت اللجنة شاءت الانطلاق في اختيارها من مرحلة ما بعد الحرب متجاهلة جيلي السبعينات والستينات وأسماء كبيرة ورائدة لا سيما في الشعر، فهي كانت قادرة على اختيار شعراء شباب لامعين وهم معروفون جداً.

وللمناسبة أصدر المركز كتاباً، كما في كل دورة، يضمّ نصوصاً للكتّاب المشاركين، مرفقة بسير لهم موجزة، وقد تصدّرته رسوم الشابة زينة أبي راشد لأن اسمها يقع في أول اللائحة الفبائياً. وأنجز المركز فيلماً وثائقياً عن الكتّاب سيعرض خلال اللقاءات المتعاقبة طوال ايام المهرجان الـ12.

  «مفهوم الهوية في الثقافة العربية» بمركز زايد

    بدأت فعاليات الموسم الثقافي لمركز زايد للتراث والتاريخ بمحاضرة عن »مفهوم الهوية في الثقافة العربية« قدمها الأستاذ الدكتور مجدي عبد الحافظ عبدالله أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان وجامعة أميان الفرنسية وبحضور عدد من رواد المركز.

 وقال الدكتور عبد الحافظ إن مفهوم الهوية الثقافية يأتي من جهتين الأولى خارجية بدأت مع كثرة الحديث في الآونة الأخيرة عن العولمة وتعدد تعريفاتها على مستوى كل المجالات المعروفة وما تمثله العولمة من محاولة لتنظيم أو إعداد نظام عالمي جديد بكل ما سيترتب عليه من هذا النظام من سلبيات تطول في معظمها بلدان العالم الثالث.

 ويزيد من هذه الأهمية ما بدأ يبرز من نظريات تسير في الإطار السابق والنتائج المترتبة عليه مثل نظرية »الوطن في الشتات« للفيلسوف الفرنسي إيف ميشو التي ينادي فيها بأهمية الوصول إلى هويات ديناميكية ومرنة تقوم على الاختيار والمقارنة بدلاً من الانتماء المباشر لوطن بعينه كما ضاعف من أهمية موضوع الهوية المشكلات العرقية التي طفت على سطح الحياة المعاصرة.

 أما الجهة الثانية التي تأتي منها أهمية موضوع الهوية؛ فهي داخلية وتتمثل في ندرة المقاربات العلمية والموضوعية بهذا الموضوع خاصة في دول العالم الثالث إضافة لما يفعله البعض منا في العالم العربي عندما يضع مفهوم الهوية في تناقض مع الحداثة فتصبح الهوية عندهم المرادف للولاءات العشائرية والطائفية وكل ما من شأنه أن يوقف عجلة الحداثة التي نحن في أشد الحاجة إليها كي نفيق من كبوتنا ونلحق بركب التقدم.

 وكشف المحاضر عن مفارقة لا تخلو من طرافة وهي ان مصطلح الهوية المتواتر على كل الألسنة والذي يمثل حجر الزاوية في كل الاجتهادات والتصورات هو مصطلح غربي ولم تعرفه ألسنتنا العربية إلا حديثاً.

 وأرجع السبب في ذلك إلى أن العرب المسلمين لم يكونوا في حاجة للتأكيد على هوية كانت مؤكدة بالفعل على أرض الواقع عندما تسيدوا العالم بالفتوحات والحضارة التي أعلت من شأنهم.  

وأشار عبد الحافظ إلى أن التعريف الوحيد والمنطقي للهوية الذي عرفته الثقافة العربية الإسلامية هو الذي جاء به الفارابي، والذي يعرف الهوية بأنها من الموجودات وليست من جملة المقولات وإنها من العوارض اللازمة لا من جملة اللواحق التي تكون بعد الماهية، ولم يغفل المحاضر عن تعريف ابن رشد للهوية والذي على ما يبدو ـ من وجهة نظره ـ انه منقول عن اليونانية.

 والذي يذكر فيه إن الهوية تقال بالترادف على المعنى الذي يطلق على اسم الموجود ثم يرجح ان مفهوم الهوية ربما يكون قد تسرب إلى الفكر العربي على الأخص في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين في غمار الترجمات التي بدأت تتراكم وقتها ومن بينها مصطلح الوطنية الذي يراه عبد الحافظ أقرب تلك المصطلحات من حيث المعنى إلى مصطلح الهوية إلى ان استخدم سلامة موسى المصطلح صراحة نقلاً عن إبراهيم اليازجي.

 وأشار المحاضر إلى أن ندوة »التراث والهوية« التي عقدت في القاهرة عام 1984 والتي تنوعت فيها تعريفات المشاركين للهوية تنوعاً شديداً جعلت المجتمعين يخرجون من الندوة بأسئلة لا حصر لها ولا إجابات عنها على الرغم من كونهم من كبار رجالات الفكر والثقافة والفلسفة في العالم العربي، ما يعني عدم الاستقرار على تعريف دقيق للهوية وهو ما أبانت عنه المداخلات التي طُرحت بعد المحاضرة.

القاهرة تستضيف مؤتمرا دوليا حول وثائق العرب في الارشيفات الأجنبية

 طالب المتحدثون العرب في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "وثائق العرب في الأرشيفات الأجنبية" بالعمل على استرجاع الوثائق العربية خصوصا  الفلسطينية منها التي تم إخراجها من العالم العربي طوال القرون الخمسة الماضية.

ويبحث المؤتمر الذي يعقد في مدينة القاهرة على مدار ثلاثة أيام إصدار قانون يجرم انتقال الوثائق والمخطوطات من دولة لأخرى، ويناقش فكرة عقد مؤتمر سنوي لمناصرة الحق الفلسطيني بالوثائق والمستندات التاريخية.

وتحدث نيابة عن الأرشيفات العربية رئيس الأرشيف الوطني الجزائري عبد  المجيد شيخي بوصفه رئيس الفرع الإقليمي العربي للأرشيف الدولي، فأشار إلى "الألم والحزن الذي تشعر به الدول العربية لفقدان جزء من ذاكرتها ممثلة في الأرشيفات العربية التي انتقلت للخارج طوال فترة الاحتلالات الأجنبية  للأقطار العربية".

ودعا شيخي إلى استعادة تلك الأرشيفات. كما حث على إنشاء "اتحاد للأرشيفات العربية" معربا عن الأمل بأن يخرج هذا المؤتمر بتوصية من هذا النوع.

من جهته طالب رئيس هيئة دار الكتب والوثائق القومية "بإعادة الوثائق العربية خصوصا تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية إلى الأرشيفات العربية خصوصا وأن العالم العربي وقع تحت الاحتلال الأجنبي لما يقرب من خمسة قرون منذ بداية الاحتلال العثماني بدايات القرن 16 وصولا إلى الاحتلالات الأوروبية في القرنين 19 و20 مما جعل التاريخ العربي عرضة للتزييف والتشويه".

وطالب صابر عرب اتحاد الأرشيفات الدولي "بالعمل على فتح الأرشيفات المهمة في العالم مثل الأرشيفات العثمانية والبريطانية والفرنسية والإيطالية أمام الأرشيفات العربية والباحثين العرب مع الطلب من اليونسكو المساهمة في هذه المهمة".

وشدد رئيس هيئة دار الكتب (الجهة الرئيسية في تنظيم المؤتمر) على أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار الوثائق التاريخية لفلسطين "التي يعمل الاحتلال يوما بعد يوم على طمس هويتها الثقافية والتاريخية من خلال إجراءاته العدوانية تحت سمع وبصر العالم الذي يدعي أنه يناصر الحق".

 رؤية إيطالية "

طالب المشاركون العرب اتحاد الأرشيفات الدولي واليونسكو بفتح الأرشيفات المهمة في العالم أمام الأرشيفات العربية والباحثين العرب

" من جهته قدم المدير العام للأرشيف الإيطالي ماوريتسيو فاللاتشي رؤية تستند إلى "اهتمام الأرشيف الإيطالي بالعلاقات مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال مشروع رقمنة الأرشيفات التاريخية المتوسطية".

وأوضح فاللاتشي الذي تحدث نيابة عن الأرشيفات الأجنبية المشاركة بالمؤتمر أن "هذا المشروع سيشمل إنشاء مركز دولي للبحث والتوثيق لتاريخ دول المتوسط والذي سيكون مقره صقلية بالإضافة لبعض اتفاقيات التعاون بين الأرشيف الإيطالي وبعض الأرشيفات العربية وتبدأ بدولة الإمارات العربية المتحدة".

يُشار إلى أن أبرز العناوين التي سيبحثها المؤتمر هي "وثائق تاريخ العرب في العصور الوسطى المحفوظة في الأرشيفات الأجنبية التركية والبريطانية والأميركية والفرنسية والبريطانية والإيطالية والألمانية"، "وثائق فلسطين في الأرشيفات الأجنبية"، "طرق انتقال الوثائق العربية للخارج وآليات العودة".   

  سعيد يقطين يحاضر عن الأدب العربي وثورة الاتصالات الجديدة

   استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سعيد يقطين أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط في محاضرة بالمجمع الثقافي في أبو ظبي بعنوان (الأدب العربي وثورة الاتصالات)، حضرها عدد من الأدباء وأساتذة الجامعات.

 في بداية المحاضرة أشار المحاضر إلى أن الأدب باعتباره لغة، موضوع تواصلي بامتياز، وكلما تطورت أنماط التواصل وأشكاله وتقنياته كانت لذلك آثاره على الإبداع الأدبي، وقد أحدث الحاسوب الشخصي، والفضاء الشبكي ثورة كبرى على مستوى التواصل، فنجمت عن ذلك تحولات كبرى على صعيد تصور الأدب وفهمه وإبداعه وتلقيه.

 وفي سياق المحاضرة تناول د. يقطين عدة محاور مفصلاً في كل منها ومؤكداً على الوسائطيات في علاقتها بالتواصل الأدبي مع تدقيق بعض المصطلحات المتصلة بها، وإبراز ما يمكن أن تقدمه لنا من أدوات وإجراءات جديدة للفهم والتفسير، كما أشار إلى ضرورة إعادة النظر في الأدب العربي في ضوء هذه التكنولوجيا الجديدة للمعلومات والتواصل بإدماج الوسيط عنصراً مركزيًا في هذه النظرة الجديدة إلى الأدب.

 بالإضافة إلى ضرورة تحليل الواقع الأدبي العربي وتشخيصه، بالنظر إلى هذه التحولات الكبرى، من خلال التساؤل عن طبيعة هذا الوسيط ودوره في تجديد الأدب العربي ونقده ودراسته، على مستوى الإنتاج والتلقي، كما نوّه المحاضر إلى إمكانية استشراف رؤية جديدة لطبيعة الأدب العربي في مختلف أجناسه ليكون فاعلا في الحياة العربية، ويرتقي بذلك من المحلية إلى العالمية.

 وفي توضيحه لتأثير ثورة الاتصال على الأدب سلط المحاضر الضوء على العديد من المفاهيم الجديدة التي باتت تعبر عن النص الأدبي تتجاوز المعارف المحققة ومنها: النص الرقمي، والنص الإلكتروني، والنص المترابط، وقد أوجدت هذه المفاهيم ممارسات نصية جديدة وظهرت المدونات والمجلات الإلكترونية، وأصبح لدينا جيل جديد لم يسبق لنا أن قرأنا إبداعاته مطبوعة وهذا الجيل يعتبر نفسه بديلاً للكتّاب المعروفين في عالم الأدب فهل يحق له ذلك؟

النقد الثقافي في مواجهة جمعة اللامي

   شهدت مدينة العمارة (450 كلم جنوبي بغداد) حلقة دراسية خاصة، ضمن الحفل الختامي لمهرجان العنقاء الذهبية، لمناقشة أعمال الروائي جمعة اللامي المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 تحدث رئيس الجلسة عن حياة الروائي اللامي، فاستعرض محطات المعاناة التي عاشها سجينا، ومهاجرا، ونوه بأعماله القصصية والروائية، التي صدرت في العراق، وفي الخارج أيضاً، واعتبر النقاد العرب اللامي ذا تجربة خاصة في التجريب الفني. وكان الاول الذي أشار إلى ذلك الشاعر والناقد عصام محفوظ المحرر الادبي لجريدة النهار البيروتية سنة 1970، والدكتور محمد دكروب في مجلة الاداب اللبنانية في التاريخ ذاته.

 كما شارك في الحلقة الدراسية، المؤرخ جبار الجويبراوي بورقة عنوانها «جمعة اللامي في مجنون زينب»، وهو النص الذي جمع مابين السرد والشعر، من اشتياقات الفيلسوف الاشوري: احيقار، مرورا بملحمة جلجامش، وليس انتهاء بالموروث الصوفي الاسلامي والإنساني. أما الناقد محمد قاسم الياسري، فكانت حصته ورقة عنوانها «النقد الثقافي في مواجهة جمعة اللامي قراءة في رواية مجنون زينب في ضوء آليات النقد الثقافي».

 وشارك الناقد عقيل صاحب الشويع بورقة عنوانها(فضاء السيرة السياسية.. نحو ادب جمعة اللامي، في رواية الثلاثية الأولى)، بينما قدم الناقد حسن السلمان، ورقة بعنوان «التحول وشروطه الأخلاقية ملاحظات على هامش كتاب ابن ميسان في عزلته».

 في إطار عام العلم بين مصر وألمانيا:مؤتمر عن مشكلات التعليم

علي مدي يومين ،نظم معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة ،بالتعاون مع معهد جوته ،مؤتمرا حول (تطوير التعليم) ،وقد ركزالمتحدثون علي بحث سبل الإصلاح واشكاليات تأهيل المعلمين عمليا ونظريا ،كما تطرقوا إلي الحديث عن التوتر القائم بين الهوية الثقافية والعالمية.

يأتي هذا المؤتمر في اطار اعلان عام 2007 ليصبح عام العلم والتكنولوجيا المصرية الألمانية.

حضر المؤتمر من الجانب المصري الدكاترة :عبد المنعم المشاط ،نادية جمال الدين ،نجيب خزام ،علي مدكور ،سامي نصار ،رضا ابو سريع ،أحمد زايد.

ومن الجانب الالماني الدكاترة :هيرمان يوسف أبس ،كلاوديا بيرجموللر ،لوتس ايكنسبيرجر ،اولاف كوللر ،جريجور لانج­فيوتاسيك ،ريناته نيستفوجل.

بدأت الجلسة الافتتاحية بمحاضرة بعنوان ¢التعليم والحداثة¢ ،قام بالقائها الدكتور عبد المنعم المشاط ،الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،ثم جاء بحث الدكتور أحمد زايد عميد كلية الاداب جامعة القاهرة عن تطور الخطاب التعليمي والتربوي من عهد رفاعة الطهطاوي الي طه حسين ،مع الاشارة الي اهمية التواصل مع هذا الخطاب في قضية التطوير المعاصر ،ومن ثم مواجهة المشكلات التي تواجه التعليم في مصر خاصة في عصر العولمة الذي نحياه ،بما فيها التنافسية وعدم التسامح وغياب مفهوم الوحدة للعملية التعليمية ،التي تظهر بشكل واضح في ضوء تعددية النظم التعليمية.

وتحت عنوان (المعايير القومية والتقييم في مصر) ،جاءت كلمة د.نجيب خزام مدير المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ،التي ركز فيها علي النتائج المتوقعة من تطبيق تلك المعايير فعليا وتتضمن عدة نقاط من أهمها :حقوق الطفل والمرأة ،المشاركة وغرس مجالات المواطنة والانتماء ،العمل الجماعي والتنوع وتقبل وجهة النظر الاخري ،التسامح ،الجودة ،تعدد مصادر التعلم ،القدرة علي التعامل مع التكنولوجيا ،استحداث نمط اداري لتسيير العملشية التعليمية ،توظيف المعرفة ،القدرة علي حل المشكلات ،بناء قاعدة معرفية لدي المتعلم ،التميز والقدرة علي التجدد والتطوير المستمر.

كما أشار د.خزام أن المعايير التي يتم اختيارها لابد أن تشتمل علي عدة خصائص وهي أن تكون: شاملة ،موضوعية ،مرنة ،اجتماعية ،مستمرة ،متطورة ،اخلاقية ،وطنية ،قابلة للقياس ،وأضاف أن التقويم الشامل في مصر يهدف الي رصد الواجب المدرسي ،مساعدة العاملين في المدرسة ،التطوير في منظومة التعليم والمساعدة في اصدار القرارات الرشيدة.وأكد أنه اذا اشتملت المعايير علي اخطاء ،فيجب ان نعمل علي تطويرها حتي نستفيد ونرفع من شأن منظومتنا التعليمية.

جاءت المداخلات من جانب الحضورعن كلمة د.نجيب خزام مشتملة علي العديد من النقاط النقدية وشاملة أوجه القصور التي تضمنتها المعايير..

شهد المؤتمر في يومه التالي ،أربعة ورش تناولت :تقييم التعليم ،الدور الاجتماعي والمجتمعي لهيئة التدريس ،كفاءات جديدة للمدرس وتدريب المدرسين ،تطوير المدارس. 

   مثقفو البصرة يحتفون بالفائز في مسابقة امير الشعراء

   أقام البيت الثقافي في البصرة احتفالية تكريما للشاعر حازم التميمي الحائز على جائزة برنامج امير الشعراء في مسابقة نظمتها مؤخرا قناة ابو ظبي برعاية وتمويل جهات وشخصيات ثقافية من داخل دولة الامارات وخارجها فيما منحته لجنة الثقافة في مجلس المحافظة شهادة تقديرية.وقال التميمي لـ(المدى) ان فوزه في المسابقة جاء بعد منافسة خاضها الاف الشعراء وان الفائزين فيها اجتازوا مرحلتين من الاختبار كانت الاولى تتضمن قصائد اطلق عليها اسم قصائد رئيسية اما الثانية فهي قصائد يجري تنظيمها من قبل الشعراء في ابو ظبي وفق ما تمليه على الشعراء لجان الاختبار العائدة للبرنامج،واضاف التميمي ان الغاية من المسابقة حسبما تضمن الاعلان عنها تهدف الى ردم الفجوة بين الشعراء وعموم الناس،يشار الى ان الادباء العراقيين حصدوا في المسابقة الحصة الاكبر من الجوائز في انجاز اعتبره الكثيرون متميزا في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد

   ديمقراطية المجتمع العراقي في مركز الصباح للدراسات

   اقام مركز الصباح للبحوث والدراسات وضمن منهاجه ندوة بمناسبة صدور كتاب (الديمقراطية في المجتمع العراقي التحديات وافاق المستقبل) للدكتور ضياء الجصاني والدكتور طالب مهدي

 حضر الندوة الباحث حسين درويش العادلي وطارق حرب رئيس جمعية الثقافة القانونية بالاضافة الى العديد من المعنيين.اثنى المؤلفان على جهود جريدة الصباح التي اسهمت في اخراج الكتاب ضمن مشروعها الثقافي الرامي الى صناعة فكر ووعي عراقي جديد.بعد ذلك تصاعدت وتيرة النقاشات حول الافكار الواردة في الكتاب بما اغنى الجلسة واسهم في تكوين وعي اشمل عن محتوى الرسالة التي يريد المؤلفان ايصالها.يذكر ان مركز الدراسات والبحوث وضع منهاجا ثقافيا يحرص من خلاله على استضافة العديد من الاسماء المهمة في المشهد العراقي لتفعيل عملية النقاش الفكري بشأن اية ظاهرة ثقافية.

مهرجــان تكريمــي للمـــؤرخ الكــردي المصــري محمــد علــي عونــي

أقامت وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان- العراق مهرجاناً تذكارياً تكريماً للخدمات الجليلة التي قدمها الكاتب والمؤرخ الكردي المصري محمد علي عوني في العاصمة أربيل من يوم الخميس الموافق 1 إلى 6 /11/2007م. بدأ المهرجان في قاعة ( بيشه وا) التابعة لوزارة الثقافة  بمدينة أربيل  بحضور السادة فلك الدين كاكائي وزير الثقافة، ونوزاد هادي محافظ أربيل، ودرية عوني نجلة المؤرخ محمد علي عوني، ونجله عصام الدين عوني، والكاتب الكردي الأردني محمد علي الصويركي، وفريق من الباحثين والصحفيين المصريين، وجمع غفير من المثقفين الكردستانيين.

وفي بداية الاحتفال رحب السيد فلك الدين كاكائي في كلمته التي ألقاها باسم رئيس إقليم كردستان بالضيوف من مصر  والأردن، مشيراً إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين  الكردستاني والمصري في المجالات الثقافية والسياسية، مؤكدا مساندة الشعب المصري لاحتضان المثقفين الكرد، وخاصة دورهم الرائد في إصدار أول صحيفة كردية في القاهرة (صحيفة كردستان).

من جانبها شكرت الكاتبة درية عوني وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان لهذا التكريم، مشيرة إلى النضال المشترك بين العرب  والكرد عبر التاريخ، متمنية أن يتغلب الكرد على جميع المشاكل والأزمات.

وقدم الصحفي المصري ممدوح الشيخ باسم الوفود المشاركة كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا اللقاء التاريخي، قائلاً: أن محمد علي عوني ليس كردياً فحسب، بل كان ملكاً للمثقفين والأقلام الخيرة كرداً وعرباً، وكان نقطة وضاءة للتفاهم والألفة بين العرب والكرد.

من جهته ثانية أشار الكاتب الكردي الأردني محمد علي الصويركي  إلى دور الكرد المغتربين الذين يعيشون في الدول العربية ومساهماتهم الرائدة في خدمة الثقافة والأدب المصري والعربي على حد سواء، حتى غدوا رواداً في مجالاتهم، أمثال الشاعر أحمد شوقي، وقاسم أمين، ومحمد تيمور، ومحمد علي باشا ....

وقد تضمن جدول المهرجان أغنية للفنانة الكردية دلنيا قرداغي التي غنت لكوكب الشرق أم كلثوم أغنيتها الشهيرة( يامسهرني)، وحفلة موسيقية ودبكات كردية فلكلورية، وبعد ذلك بدأت فعاليات المهرجان المسائية حيث ألقيت محاضرات من قبل الوفود المشاركة من مصر والأردن، منها محاضرة بعنوان" محمد علي عوني رائد للدراسات الشرقية" للدكتور محمد السعيد عبد المؤمن، ومحاضرة " العلامة محمد علي عوني" للدكتور محمد طه زنته يى، ومحاضرة " أكراد مصر" للدكتور محمد علي الصويركي، ومحاضرة "الصلات الثقافية بين مصر والكرد في العصر الحديث" للدكتور عماد عبد السلام رؤوف، ومحاضرة " العلاقات الثقافية المصرية الكردية، جريدة كردستان نموذجا" لنقيب صحفيي كردستان الأستاذ فرهاد عوني، ومحاضرة" إضافات محمد علي عوني العلمية من خلال مقدماته وهوامشه" للدكتور جبار قادر، ومحاضرة" اثر محمد علي عوني على الباحثين في الشأن الكردي" للأستاذ محمود زايد، و"ذكرياتي مع محمد علي عوني" للأستاذ عصام الدين عوني، وجرت خلال ذلك مداخلات وآراء الحضور. بالإضافة إلى محاضرات أخرى عن المحتفى به ألقتها بعض شخصيات الأكاديمية والفكرية الكردية في إقليم كردستان ...  وبعد انتهاء فعاليات الاحتفالية  زار ضيوف المهرجان الأماكن الأثرية والمراكز الثقافية في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية، بالإضافة إلى زيارة برلمان كردستان.

وبهذه المناسبة لا بد من الحديث عن حياة المؤرخ الكردي الراحل  محمد علي عوني وتقديم موجز عن سيرته المشرقة في خدمة أمته الكردية:

المؤرخ والمترجم الكردي المصري

محمد علي عوني

(1306- 1371هـ = 1897-1952م)

وهو محمد علي بن عبد القادر أفندي عوني السويركي ابن محمد علي آغا: مترجم وباحث. ولد في مدينة " سويرك " من أعمال ديار بكر في كردستان الشمالية سنة 1897م . كان أحد أجداده المدعو محمد علي آغا زعيم الزازاء ــ الدنبلي.أما والده فهو الحاج عبد القادر أفندي عوني السوركي ابن الزعيم محمد علي آغا المعروف بـ(لاج حني)، كان من أصحاب الإقطاعيات الذين وصلوا بجدهم و إقدامهم إلى رتبة الدليل باشي في الجيش العثماني القديم ، والذي ولد في مدينة (سورك = سيوه رك) حوالي سنة (1265)، اشتغل في التدريس والتحصيل والوعظ والإرشاد،  والتعليم باللغات الثلاث العربية و التركية والفارسية عدا اللغة الوطنية وهي الكردية بلهجتيها (الكرمانجية والزازائية = الدنبيلية) الشائعتين في الشمال الغربي من كردستان الشمالية .

وكان فقيها بارعا عالما، مع حسن بيان وطلاقة لسان، وإخلاص في القول والعمل،  ورفض تولي منصب الإفتاء الذي عرض عليه مرارا وكذلك عضوية مجلس الإدارة للواء، خشية أن يقع فيما لا يتفق ورأيه الشرعي والديني من الأمور الدنيوية والشؤون الإدارية، وقد قام بالتدريس قرابة خمسين عاما (في المدرسة الفيضية) الوحيدة في مدينة (سويرك). فتخرج على يديه علماء كثيرون في العلوم العربية والشرعية والفنون الأدبية من عربية وتركية وفارسية، إذ هرع إليه الطلبة من مدن الأطراف مثل (أرغني، وجرميك، ومعدن ، وآمد، والرها، وويران شهر). وكان حنفي المذهب، قادري الطريقة،  ثم صار نقشبنديا صوفيا، فكان يعيش عيشة العلماء المتصوفين المنعزلين لا يخرج إلى الأسواق والمجتمعات كثيرا فيما عدا المواظبة على صلاة الجماعة والجمعة، وبالجملة فانه كان عالما عاملا وصوفيا صادقا لا تأخذه في الحق لومة لائم ، فلذا كان يجله الجميع من مسلمين ومسيحيين وكرمانج و(زازاء = ظاظا) وتركمان، وأتراك على اختلاف مشاربهم وتعدد نحلهم.

وعند صدور قانون تنظيم المدارس الدينية في البلاد العثمانية وربط الماهيات الشهرية للمدرسين في المدارس المعترف بها في مراكز الأقضية والألوية، نقل إلى قضاء (جرميك = جرموك) مدرسا عاما رسميا، ولبث فيها ما يقرب من سنتين أو ثلاث، عاد بعدها ثانية إلى مسقط رأسه (سيوه رك = سورك ) مدرسا عاما. حتى توفي سنة(1341هـ).

أكمل محمد علي عوني دراسته الابتدائية والثانوية في معاهد تركيا، وتابع فيها علومه الدينية، ثم قصد مصر لإكمال دراسته الدينية في الأزهر الشريف، فنال شهادته العالية في زمن قصير بلغت ست سنوات بدلا من اثنتي عشرة سنة. وهي المدة المقررة عادة لطلاب الأزهر الشريف. واثبت بجدارة انه طالب مجد وذكي، عرف عقيدته الدينية وأتقن أحكامها على احسن وجه، وواصل كفاحه بعناد وإباء من اجل القضية الكردية، التي تنبه لها أعدائه فبرز اسمه في كردستان واخذ أعداء قضيته يحسبون له ألف حساب، وعندما  حاول الرجوع إلى وطنه بعد إكمال دراسته منعته السلطات التركية من الدخول بسبب أفكاره القومية ومناصرته للقضية الكردية.

وامام هذا الواقع اضطر أن يبقى في مدينة القاهرة. وعندما أعلن عن حاجة الديوان الملكي إلى مترجم للغات الشرقية، تقدم محمد علي عوني إلى الامتحان مع غيرة من المتقدمين، فكان الأول بينهم، واحتل الوظيفة الحساسة الشاغرة، فعمل مترجما " للغات الشرقية"  في قصر عابدين لدى بلاط الملك فاروق، وعهد إليه مهمة الأشراف على مكتبة القصر الملكي في القاهرة، بالإضافة إلى حفظ الفرمانات والوثائق التاريخية الرسمية التي يعود تاريخها إلى عصر محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة.

وبحكم وظيفته واطلاعه الواسع، واتصالاته بالمستشرقين والعلماء من مختلف أرجاء العالم، تمكن من تكوين ثقافة واسعة عن القضية الكردية، فجمع دراسات قيمة أضافها إلى معلوماته حتى غدا حجة في تاريخ الأكراد وقضيتهم.

وانخرط في النشاط السياسي الكردي، فكان أحد مؤسسي جمعية (خويبون) الكردية في القاهرة وسورية وكردستان بالاشتراك مع أبناء بدرخان. كما قام بعدة زيارات استطلاعية إلى أنحاء مختلفة من أوربا للاتصال بشتى الجهات المعنية بالقضية الكردية، وخاصة العناصر المثقفة، وكانت داره في القاهرة محجا للطلبة الأكراد يتزودون  منه العون والإرشاد والمعرفة .

وضع عوني العديد من المؤلفات ونشر مقالات كثيرة في حقل القضية الكردية والترجمة، فكان أبرز اعماله هو ترجمة أعظم أثر كردي " كتاب الشرفنامة" من الفارسية إلى العربية لصاحبها الأمير الكردي  شرف خان البدليسي الذي انتهى من كتابة سفره العملاق عن تاريخ الكرد, قبل اكثر من أربعمائة سنة. وقد كتبها باللغة الفارسية بناءً على طلب السلطان الفارسي الذي لجأ إليه الأمير شرفخان البدليسي بعد أن غادر الإمبراطورية العثمانية.

وقد ترجمت الشرفنامة إلى اللغة العربية من قبل الأستاذ محمد علي عوني, حيث طبع الجزء الأول من الكتاب عام 1958،  فيما طبع الجزء الثاني عام 1963 في القاهرة.

وقد كان للأستاذ محمد علي عوني فضل كبير على الشعب الكردي من خلال ترجمته لهذا السفر العظيم الذي تضمن تاريخ الكرد من أزمان موغلة في القدم وحتى القرن العاشر الهجري وهو وقت الانتهاء من الكتاب.

كنا قام بمراجعة وتنقيح وإضافات إلى كتاب" مشاهير الكرد" لمحمد أمين زكي، وكتب له مقدمة رصينة،  جاء فيها:

لا يخفى أن تراجم العظماء وسير الأبطال في آداب الأمم والحضارات العظيمة تشغل أسمى مكانة، وان استعراض حياة الشخصيات البارزة في تاريخ الدول والملوك مما يحفز الشباب على اقتفاء آثارهم واتباع سننهم ويثير فيهم أيضا الإقبال على دراسة التاريخ القومي الذي يغذي الشعور الوطني باستيعاب عبره وعظاته ومآثره. وغني عن البيان أن قليلا من الناس يعرف تمام المعرفة م  قدمه الشعب الكردي في مختلف عهود التاريخ الإسلامي، من الخدم العظيمة والتضحيات الكبيرة في سبيل الدفاع عن الحضارة الإسلامية والثقافة العربية.

وكل من ألقى نظرة إمعان على أمهات التواريخ الإسلامية، ولاسيما كتب التراجم، رأى شواهد كثيرة تدل على ما للشعب الكردي ورجاله، في بدء ظهور الحضارة الإسلامية وما تلاها من العهود المختلفة، من اثر واضح في كثير من مناحي الحياة الاجتماعية والحركات السياسية والعلمية.

وقد كانت كردستان الحصن الأمنع للخلافة في وقوفها أمام تيار الروم المتاخمين للبلاد الإسلامية، على طول نهر الفرات من الشمال إلى أقصى الغرب في البيرة( بيرجك) حيث كان القسم الغربي من بلاد الكرد الحالي يسمى حينئذ بلاد الثغور، ولهذا ترى بلاد الكرد حتى الآن ملأى  بالقلاع والحصون من أدناها إلى أقصاها ويصح أن نسميها في العرف الحديث القلاع( الأمامية للإسلام) وناهيك بما قامت به الدولة الأيوبية الكردية العظمى فخفقت أعلامها في مصر والشام وكردستان والحجاز واليمن والمغرب.. وكان الأكراد إلى عهد قريب ركنا متينا في بناء الدولة الإسلامية وإنشاء حضارتها.

وقام عوني بترجمة كتاب "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان"من الكردية إلى العربية، ونشره سنة 1936م، وقام بتقديم التعليقات عليه عند الضرورة. و ترجم كتاب " تاريخ الإمارات الكردية في العالم الإسلامي" للمؤرخ محمد أمين زكي ونشر عام 1948، وكانت هذه الكتب تعد المرجع والمصدر الرئيسي الذي يستقي منه الكتاب والمثقفون  العرب والكرد معلوماتهم وثقافتهم .

كما وضع رسالة عن " العائلة التيمورية " وهي عائلة كردية كان لها مركزها الاجتماعي والسياسي والأدبي في مصر.

وكان يجيد اللغات الكردية والفارسية والتركية والعربية، ويحسن الفرنسية . وكان حجة في فك رموز الخطوط التاريخية. لتضلعه الواسع في اللغات القديمة والحديثة.

توفي بالقاهرة يوم 11 تموز عام 1952 عن عمر ناهز الخامسة والخمسين سنة.  وفقد الشعب الكردي برحيله أحد أبنائه البررة العظام المناضلين بصمت وتواضع في سبيل تحقيق ما يصبو  إليه من حياة حرة كريمة .

      ومثلما كان محمد علي عوني مهتماً بقضية شعبه وأمته، فقد خصصت ابنته - درية علي عوني- جانباً من اهتمامها للقضية الكردية.

فقد ولدت في القاهرة من أم مصرية تدعى زينب محمد الرفاعي، ولها شقيقان هما المهندس صلاح الدين عوني، والمهندس عصام الدين عوني.

درست في المدارس الفرنسية، وأكملت دراستها في فرنسا، وعملت صحفية بوكالة الأنباء الفرنسية في باريس مدة 25 سنة، وتكتب بالفرنسية عن أخبار العالم العربي.

كما راسلت بالعربية العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية من باريس، وكانت على رأس نقابة الصحفيين الفرنسيين في فرنسا.

وقد تسنى لها أن تزور كردستان عام 1992، وأنجزت كتاباً عن القضية الكردية, باللغة العربية بعنوان (عرب وكرد... خصام أم وئام) من منشورات دار الهلال المصرية 1993, طرحت فيه وجهة نظرها في قضية باتت ساخنة إثر حرب الخليج، وكتاب (الأكراد من كمال أتاتورك إلى أوجلان سنة 1999).

وفي لقاء مع السيدة درية علي عوني نشر في جريدة الحياة اللندنية في 18/2/1994 تقول:

"... بعد حرب الخليج توضح أن القضية الكردية خرجت من نطاقها الإقليمي لتصبح قضية دولية.  وفي اعتقادي ستكون القضية الكردية هي القضية الساخنة للسنوات العشر القادمة..".

وتضيف: "اكتشفت أن المواطن العربي ولأسباب تاريخية وسياسية جاهل للقضية الكردية باستثناء المواطن العراقي لأنه معني مباشرة بها, كما أن الأنظمة العربية لا تدخلها في حساباتها وبعضها معادٍ لها".

وتسترسل " يبدو أن الرجوع إلى الوراء مستحيل اليوم لان هناك 40 مليون كردي يتحركون في اتجاه واحد, في الوقت الذي يعاد فيه تخطيط المنطقة من جديد.

وهناك اتجاهات لحل المشكلة الكردية, اتجاه يتمثل في فيدرالية عراقية- كردية يتمتع فيها الأكراد بسيادة واستقلالية في انتظار أن يتبلور مصير بقية أراضي  كردستان, واتجاه آخر يدفع الكرد تدريجياً للانسلاخ الكلي عن العراق ليشكلوا دولة مستقلة".

   هذا الكلام قالته الكاتبة والصحفية المصرية درية علي عوني قبل ما ينيف عن العقد ويبدو أنها كانت تتنبأ بالمستقبل الذي جاء مطابقاً لتصوراتها.

تقول درية علي عوني بهذا الصدد :"...لقد قاطعني القوميون الشوفينيون وحاصروني وهذا شرف لي وخاصةً انه لم يجرؤ أي واحد منهم أن يكذبوا ما قدمته في كتابي الأول (عرب وأكراد, خصام أم وئام، سنة 1993)، والثاني (الأكراد من كمال أتاتورك إلى أوجلان سنة 1999)، لكنهم لم يقبلوا ما قدمته من سيناريوهات مستقبلية إذ كنت تنبأت بأن العراق لا يمكن أن يرجع بعد سقوط صدام إلى دولة مركزية تحكم من قبل دكتاتور واحد يمثل فئة معينة، ويصل بطرق لاشرعية إلى الحكم، فقد تنبأت بأن العراق سيصبح ديمقراطياً فيدرالياً ينعم فيه كل مواطن بالحرية والمساواة".    

زارت كردستان العراق وكردستان تركيا عدة مرات، والتقت ببعض الشخصيات الكردية القيادية هناك أمثال ألملا مصطفى بارزاني، وجلال طالباني، ومسعود بارزاني، ونشرت هذه المقابلات في المجلات المصرية(1).

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) مشاهير الكرد:2/31-32 الأعلام: 6/ 306، وله ترجمة في مقدمة كتاب " تاريخ الدول والإمارات الكردية في العهد الإسلامي " تقديم أبنه الأستاذ نجم الدين عوني. وابنته درية عوني كاتبة وصحيفة لها كتاب " عرب  وأكراد" نشر في القاهرة عام 1993م.   نفرتيتي الأكراد بقلم سالار شيخاني على الموقع الالكتروني تربه سبيه 8/4/2005

  نادي الشعر يحتفي بالشاعر نصير فليح بمناسبة صدور مجموعته الشعرية (اشارات مقترحة)

كاظم الميزري

اقام نادي الشعر في الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين اصبوحة احتفائية بالشاعر نصير فليح بمناسبة صدور ديوانه الشعري الموسوم (اشارات مقترحة) الصادر عن دار الاتحاد، حضرها عدد غفير من الادباء والمثقفين والصحفيين.

قدمها الناقد علي حسن الفواز الذي قال في مستهلها:

ان نادي الشعر حاول ان يكرس تقليدا جديدا من خلال الاحتفاء بالشعراء الشباب واستضافة الباحثين والنقاد للتحدث عن التجارب الجديدة. موضحا: اننا نحاول ان نعيد انتاج مفاهيم جديدة للقراءة لاننا نؤمن ان الحياة في سيولة وان الجسم قابل للحياة مثله مثل الشعرية واشار الى ان تجربة (فليح) اثارت الكثير من الاسئلة واللغط وحرضت الكثير من النقاد على ان يتعاطوا مع هذه القصيدة الجديدة باعتبارها تنتمي الى الشكل المفتوح.

تحدث بعدها د. مالك المطلبي قائلا:

لقد رافقت هذه المجموعة (اشارات مقترحة) قبل ان تطبع عندما كانت مخطوطة وبأنها لفتت انتباهي منذ قراءتي الاولى واخذت بتعقيبها، واوضح المطلبي ان هناك قراءتين قراءة نقدية ينبغي قانونا ان تسبقها قراءة انطباعية، مشيرا ان الانطباع يولد هاجسا او وهما نقديا وانه انتهى الى ان كل النقود الفنية والادبية يجب ان تمر من اللحظة الانطباعية.

وبين: ان الشعر العمودي انتهى الى غير رجعة وانه انتهى من اواسط القرن العشرين، وان الشعر العمودي او ما يسمى بالكلاسيكية الجديدة بأنها حملت نهايتها بنفسها.

اما عن الشكل وعلاقته بالشعر فقد ذكر المطلبي ان الشعر يستغرق ويلعب بالشكل وان اشارات مقترحة اقامت مبدأ للخلخلة عن طريق اللعب البصري اولا في جزء منها لا يوجد عنوان وحلت محلها نقاط وكان فيها ما كان حقه ان يكون في الاعلى وهو العنوان كان في الاسفل هذه اولى نقاط الخلخلة.

واضاف المطلبي: الشاعر (فليح) ادخل في قصائده عملية المونتاج (الزماني) كان يدخل الحاضر بالماضي او المونتاج المكاني مثل (هنا وهناك) اضافة الى ادخاله المونتاج على التراتيب اللغوية مثل استعماله اسم الاشارة الذي لابد ان يسبقه اسم وهذا برأي المطلبي ما لم يفعله (فليح) حسب تقنينه الشعر كما في قصيدة:

ليس لها.. والبحر يناجزها الموج

سوى

ان تهجع في جزر الغيبة

امرأة زورقها الخيبة

وتحدث الشاعر نصير فليح بعدها عن بعض ما ساهم في نضوج مجموعته الشعرية ثم قرأ ثلاث قصائد منها.

تلاه الشاعر احمد جليل الويس الذي قدم بصوته دراسة نقدية للقاص (جاسم عاصي) بعنوان (مرايا الشعر وكشوفاته) التي ذكر فيها بان الشاعر يأخذ بنظره الآلية الجديدة التي تواكب المستجد عما تكون حداثة للشعر وادواته.

بعد ذلك قرأ المحتفى به قصيدته (نيجاتيف) الذي اختتم بها الاحتفائية.

القراءة وأهميتها.. ندوة بمعرض الكتاب بليبيا

 بحضور حشد من الأدباء والكتاب والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافى تواصلت  بقاعة عمر المختار بمعرض طرابلس الدولى فعاليات النشاط الثقافى المواكب لمعرض الجماهيرية الدولى للكتاب فى دورته الثامنة، بإقامة ندوة ثقافية بعنوان "القراءة وأهميتها".

وشارك فى الندوة التى أدارها الدكتور الصيد أبو ديب، كل من: الدكتور إبراهيم محمد المهدوى وعمر السنوسى والدكتورة وحنان بيزان والأستاذ سعد نافو.

واستهلت الندوة بورقة بحثية للدكتور إبراهيم محمد المهدوى حول القراءة وأهميتها. استعرض فى مفتتحها الجوانب التاريخية لحركة الثقافة الإنسانية التى بدأت باكتشاف الكتابة وانتشارها بأشكال مختلفة فى عدة بقاع من الكرة الأرضية.

وأشار الباحث إلى أن أهل مدينة قورينا الليبية انتبهوا بصورة مبكرة إلى أهمية الكتابة والقراءة حيث حرصوا على تعليم أطفالهم فى بيوتهم.

وأضاف أن الكتاب أصبح وبمرور الزمن المصدر الأول للمعرفة والمعلومات وتحقيق رقى المجتمعات وتقدمها.

وفى استعراضه للأوضاع الثقافية فى الوطن العربى أوضح الباحث أن نسبة الأُمية فى البلدان العربية بلغت نسبة 70 % من عدد السكان مما أدى إلى تراجع الحركة الثقافية العربية وضعفها وغياب المكتبات العامة وعادة القراءة والكتابة عموماً بصورة كبيرة.

وأكد أن على حكومات البلدان العربية إذا أرادت النهوض بالحركة الثقافية أن تولى اهتماماً خاصاً وكبيراً بطبع ونشر الكتاب وتداوله فى المجتمعات العربية، وبناء المراكز البحثية وتأسيس مراكز للترجمة وتشجيع معارض الكتاب.

وفى مستهل ورقته البحثية بعنوان "القراءة فى القرآن الكريم" أوضح الأستاذ والكاتب عمر السنوسى أن القراءة تعتبر فريضة إسلامية أمر الله سبحانه وتعالى بها المسلمين جميعاً، مشيراً إلى أن العلاقة بين السماء والأرض بدأت بالقراءة التى تقطع الدروب كافة على الشك وتزرع اليقين والإيمان فى نفس الإنسان.

وأضاف أن الكثير من الأحاديث النبوية أكدت بدورها على القراءة وطلب العلم، كما أمرت جميع الأديان السماوية بالقراءة.

من جانبها ربطت الدكتورة حنان بيزان فى ورقتها بعنوان "القراءة ودورها فى بناء الشخصية فى مجتمع المعلوماتية" بين القراءة والتعليم المستمر الذى كان التعليم النظامى أبرز صوره.. مؤكدة على ضرورة أن يواكب المجتمع ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة.

وأشارت إلى أن القراءة التى تعتبر عملية معقدة تشغل معظم حواس الجسم تعمل على استخراج المعانى الكامنة فى النص ووسيلة للإنسان لكسب المعارف وأداة للتعاون والتواصل الاجتماعى والإنساني.

وأضافت أن للقراءة فوائدها الفردية والجمعية، ومنها إشباع الحاجات المعرفية للفرد ومساعدته على التكيف ومواجهة الانفعالات والإحباطات النفسية.

وأكدت أن ثورة المعلومات والاتصالات التى نعيش فى مرحلتها أتاحت المزيد من الفرص للتعلم والحصول على المعرفة، وهو ما يدعو إلى العمل على غرس عادة القراءة والاطلاع بصورة مستمرة فى نفوس الأطفال من خلال حثهم على القراءة وتوفير الكتب لهم والاهتمام بالمكتبات المدرسية.

وتحت عنوان "القراءة مفتاح الكنز" عَرَّف الكاتب الأستاذ سعد نافو فى ورقته البحثية القراءة بأنها هى الأداة التى تفسر الأشياء وتفك الطلاسم وتُنير درب الإنسان فى الحياة.

واستعرض الباحث بدايات الكتابة وتطورها التاريخى واعتبارها البداية الأولى للحضارة الإنسانية.. مؤكداً أن القراءة والكتابة لعبت دوراً كبيراً فى مختلف الحضارات الإنسانية.

المنمنمات العربية والاسلامية

فن صامد فى وجه النسيان

 بمناسبة تدشين متحف الزخرفة والمنمنمات والخط العربي، احتضنت العاصمة الجزائرية ملتقى دوليا حول المنمنمات والزخرفة فى العالم العربى والإسلامى بمشاركة عدة دول كسوريا وباكستان والهند وتركيا وإيران، وقدّم خلاله المحاضرون والمختصون محاضرات وندوات حول هذا الفن بما فى ذلك نبذة تاريخية عن هذا الفن وآفاق استمراره وانتشاره وتطويره.

فالمنمنمات والزخرفة تعتبر فنا عريقا ويشكل جزءا أساسيا من التراث الثقافى الاسلامى العتيق، وبقى لعقود طويلة طى النسيان، الا أن الجيل الجديد من الفنانين يحاول بعث هذا الفن واعطائه روحا جديدة وحدودا أوسع باعتباره جزءا من ثقافته وهويته، كما أن الفن الاسلامى معروف بالكمال لذلك لا يقبل بالفنون الدخيلة التى تنسب إليه خطأ، لأنها تحمل قيمة فنية لا اسلامية ولا تاريخية ولا اجتماعية.

وفيما يتعلق بتقنية الألوان فان هذا الفن يتميز باستخدامه للألوان الطبيعية التى تدوم مع الزمن وتعطى بعدا جماليا مميزا له، بينما الألوان الصناعية أو الكيميائية الحديثة ألوان كامدة تموت مع الزمن.

الملتقى الدولى هو الأول من نوعه الذى نظم بالجزائر، واستعرضت فيه مختلف المدارس المختصة فى هذا الفن وهى المدرسة العربية وتضمّ البغدادية، والمصرية والغربية "أى المغرب العربى والأندلس" والمدرسة الفارسية "إيران" والمدرسة العثمانية " تركيا" والمدرسة الهندية.

وعلى الرغم من تراجع هذا الفن فى بعض الدول الاسلامية الا أنه راج كثيرا فى الجزائر، وقد أشار بعض المتدخلين الى أن فن المنمنمات فى الجزائر انتشر فى بداية القرن العشرين مع أسرة راسم، وأن بعض المخطوطات المنتشرة عبر الوطن خاصة بالزوايا تضم صورا نادرة من المنمنمات اذ تتضمن المراجع العلمية القديمة صورا لمنمنمات ورسوم فنية جميلة، فى حين أشار متدخلون آخرون من الجزائر إلى أنهم لا يملكون كباحثين دلائل تاريخية تثبت قدم تواجد هذه المخطوطات ببلادنا، بينما نجد أن أقدم منمنمة فى الجزائر يرجع تاريخها الى سنة 1829 م، كما اشتكى بعض المتدخلين من غياب النقاد الأكاديميين المختصين فى مجال المخطوطات وعلى وجه التحديد فى المنمنمات والزخرفة الاسلامية.

وراج فن المنمنمات فى الجزائر فى فترة الاحتلال الفرنسى وكان يستخدم كسلاح للمقاومة الثقافية وذلك من خلال ابراز بعد الهوية والانتماء الحضارى ضد سياسة الطمس الثقافى المسلّط على الشعب الجزائري، ومن الذين رفعوا لواء هذا الفن الراحلان محمد وعمر راسم وحثّ المشاركون فى الملتقى ومن بينهم السيد محمد خوجة ابن شقيقة عمر راسم وهو أستاذ سابق فى المدرسة العليا للفنون الجميلة على تدوين تاريخ وتراث هذا الفنان الكبير الذى يعد جزءا من التاريخ الثقافى للجزائر.

من جانب آخر دارسو المنمنمات على أن الجزائر اليوم مهتمة بهذا النوع من الفن خاصة من جانب تعليمه عبر كامل مدارسها الجهوية الخمس للفنون الجميلة ولم يعد هذا الفن حكرا على منطقة العاصمة، كما قامت الجزائر بتنظيم مسابقة دولية لفن المنمنمات بالتعاون مع اليونسكو السنة الماضية وستكون الدورة الثانية من المسابقة السنة المقبلة.

أما فيما يتعلق بانتشار هذا الفن فقد حذر البعض من ضرورة حصره فى الجانب التجارى والصناعات الحرفية أو الاعتماد فقط على التقليد دون ابداع أو روح جديدة، ومن أهم المشاركين فى الملتقى المهندس المعمارى التركى "تشولبان" الذى تطرق الى المدرسة العثمانية التى راجت منذ القرن الـ 15 ميلادي، وقدم خلال عرضه صورا لمنمنمات نادرة تصوّر حياة السلاطين وفتوحاتهم وحروبهم ورحلاتهم، اضافة الى تلك المنمنمات التى تصور اختراعات تلك العصور والاكتشافات العلمية المنجزة.

وأوضح بأن منمنمات تلك الفترة تميزت بالذهنية المستمدة من عالم العجائب فهى عالم متخيل أكثر منه عالم معييش.

المنمنمات فى تركيا حسب "تشولبان" تطوّرت اليوم من خلال استعمال التقنيات الحديثة لمواضيع راهنة وهو ما تدل عليه المنمنمات التى انجزها المحاضر باستعمال تقنية الهندسة المعمارية، ورسوم عن مدن اسلامية وغربية وقد نالت هذه المنمنمات صدى عالميا خاصة تلك المرسومة على الخزف.

وعلى هامش الملتقى صرح السيد موسى كشكاش مديرالفنون الجميلة بباتنة بأن هذا اللقاء فرصة للالتقاء المختصين والفنانين من مختلف المدارس قصد النهوض بهذا الفن الاسلامى المشترك.

ابوظبي تنفرد عربيا باستضافة المؤتمر العالمي لحقوق النشر

هيئة ابوظبي للثقافة والتراث تفوز بتنظيم مؤتمر حقوق النشر القادم 2010 بينما يجري تشكيل اتحاد للناشرين بالامارات

 أعلنت اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين الدوليين اختيار العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة المؤتمر العالمي لاتحاد الناشرين الدوليين لحقوق النشر الذي يعقد مرة كل أربع سنوات، حيث ستقوم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنظيم هذا الحدث الثقافي الهام بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، في الوقت الذي يجري فيه تشكيل اتحاد للناشرين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين آنا ماريا كابانيلا إن "أبوظبي تُعد نفسها لأن تصبح وجهة رفيعة المستوى للناشرين. ونأمل أن تساعد ندوتنا حول حقوق النشر على تطوير ثقافة حقوق النشر في كل العالم العربي وذلك من أجل منفعة الناشرين المحليين والعالميين".

وأوضحت اللجنة التنفيذية لاتحاد الناشرين الدوليين أنه تم اختيار هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتنظيم هذا الحدث خلال انعقاد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2007 بعد دراسة العديد من الترشيحات المقدمة.

ويعود سبب اختيار أبوظبي نظراً للاهتمام الكبير الذي يبديه الناشرون الدوليون بالمنطقة، ففي السنوات الأخيرة ظهرت عدة مبادرات لجعل المنطقة نقطة جذب للناشرين، بما في ذلك مبادرات لمكافحة القرصنة ونشر مزيد من الوعي بالقرصنة وحقوق النشر بين الناشرين في كل أرجاء العالم العربي.

وبالإضافة إلى ذلك فإن مشروع "كلمة" سيدعم ترجمة مئات العناوين من الأعمال الأجنبية إلى اللغة العربية.

ولن يستفيد المشاركون في مؤتمر حقوق النشر الدولي 2010 المزمع انعقاده في العاصمة الإماراتية من تسهيلات المؤتمر الممتازة فقط، بل وكذلك من دعم التطور الثقافي السريع في هذا الجزء من العالم.

وأكد اتحاد الناشرين الدوليين أن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث قد وضعت وبالتعاون مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب نصب عينيها أن تصبح منبراً دولياً محترفاً لبيع حقوق النشر والتبادل التجاري بين الناشرين في العالم العربي وغيره.

ويضيف هذا المؤتمر خطوة أخرى لعزم أبوظبي في أن تصبح المركز الثقافي الرائد للمنطقة، فقد أقامت جامعة السوربون فرعاً لها في أبو ظبي وكذلك سيفتح كل من متحف اللوفر وغوغينهايم فروعاً لهما في أبو ظبي قريباً، فضلا عن عشرات المشاريع الثقافية الرائدة على مستوى العالم.

واوضح محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أنه بات من المعترف به عالمياً أن لأبوظبي الريادة والسبق على المستويين الإقليمي والدولي في مجال تطبيق استراتيجيتها الثقافية المتعلقة بصناعة النشر والكتاب والترجمة، وهذا ما يؤكده نجاح أبوظبي في الفوز بتنظيم المؤتمر العالمي القادم لاتحاد الناشرين الدوليين لحقوق النشر لأول مرة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.

وأكد المزروعي الإصرار على تحقيق مزيد من التطور لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب لينافس أهم وأضخم معارض الكتاب العالمية، مُشيراً إلى أن أبوظبي ستعمل على استقطاب جميع الناشرين في العالم، ومُبدياً استعداد الهيئة لدعم الناشرين من ذوي الإمكانات المحدودة والوقوف معهم خدمة للثقافة العربية وللقارئ العربي.

من جهته، قال جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومدير دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن المعرض قد دخل في منافسة شديدة مع العديد من الدول ليتمكن في النهاية من الفوز باستضافة اجتماعات اتحاد الناشرين العالميين، مُشيراً إلى أن أبوظبي نجحت في ذلك نظراً للأهمية الكبيرة والمكانة العالمية التي بات يحظى بها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وخاصة على إثر النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأخيرة من المعرض التي نظمت بروح احترافية عالية وبمشاركة مئات الناشرين من 46 دولة.

ويعتبر اتحاد الناشرين الدولي منظمة عالمية غير حكومية تمثل كل ما يتعلق بنشر الكتب والصحف في العالم. وتتمثل رسالة الاتحاد، الذي تأسس عام 1896، في تطوير وحماية النشر، وتعميم الوعي بالناشرين كقوة تقدم ثقافية وسياسية في العالم كله.

والاتحاد مؤسسة صناعية مفوضة لحماية حقوق الملكية الفكرية. وينتمي للاتحاد حالياً 66 عضواً من المؤسسات والاتحادات في 54 بلداً.

ويعقد مؤتمر حقوق النشر الدولية مرة كل أربع سنوات منذ العام 1986 وقد نجح خلال تلك الفترة في جذب عدة مئات من الناشرين وخبراء حقوق النشر من كل أنحاء العالم. وكان من بين المدن التي استضافت هذا المؤتمر هيدلبيرغ بألمانيا وباريس وتورين الإيطالية وطوكيو وأكرا في غانا ومونتريال الكندية.

محمود درويش يتحدث عن منفاه في كوريا الجنوبية

 بدأ بنبرة صوت عميقة وهادئة مقابل حضور طاغ وكاريزما بالغة بقراءة ورقته المعنونة بـ "عن المنفى" خلال إحدى جلسات مهرجان أفريقيا وآسيا الأدبي في مدينة جونجو بكوريا الجنوبية، محولاً المنفى إلى فكرة حضور أكثر من كونه هوة للغياب، وناقلاً إياه من متلازمات الوحشة والغربة والوحدة إلى محراب مقدس، يتحول فيه الوطن إلى عطر وزعتر وشجرة وحلو الذكريات.

فيقول "المنفي هو اللامنتمي بامتياز. لا ينتمي إلى أي مكان خارج مكان ذاكرته الأول. تصبح الذاكرة بلاداً وهوية وتحول محتويات الذاكرة إلى معبودات. وهكذا يضخم المنفى جماليات بلاده ويضفي عليها صفات الفردوس المفقود. وحيث ينظر إلى التاريخ بغضب لا يتساءل هل أنا ابن التاريخ أم ضحيته فقط؟ يحدث ذلك عندما يكون المنفى إجباريا."

ويضيف بإصرار على تفتيش المنفي، متتبعاً جميع جيوبه السرية "للمنفي أسماء كثيرة، ووجهان: داخلي وخارجي. المنفى الداخلي هو غربة المرء عن مجتمعه وثقافته، وتأمل عميق في الذات، بسبب اختلاف منظوره عن العالم وعن معنى وجوده عن منظور الآخرين، لذلك يشعر بأنه مختلف وغريب. وهنا، لا تكون للمنفى حدود مكانية. إنه في الذات المحرومة من حريتها الشخصية في التفكير والتعبير، بسبب إكراه السلطة السياسية أو سلطة التقاليد. يحدث هذا في المكان المضاد، تعريفاً، للمنفى، يحدث هذا داخل الوطن.

المنفى الخارجي هو انفصال المرء عن فضاء مرجعي، عن مكانه الأول وعن جغرافيته العاطفية. إنه انقطاع حاد في السيرة، وشرخ عميق في الإيقاع. هنا، يحمل المنفي كل عناصر تكوينه: الطفولة، والمشاهد الطبيعية، الذاكرة، الذكريات مرجعيات اللغة، دفاعا عن خصوصيته وهويته. ويأخذ التعبير عن حنينه إلى الوطن شكل الصلاة للمقدس."

وحول خصوصية المنفى عند الأديب يقول درويش "هناك أدباء اختاروا المنفى لتكون المسافة بينهم وبين ماضيهم مرآة لرؤية أوضح لأنفسهم وأمكنتهم، هناك أدباء اختاروا المنفى اللغوي بحثاً عن حضور أكبر في ثقافات اللغات الأكثر انتشارا، أو للانتقام من السّيد بلغته السائدة.

وهناك أدباء لم يجدوا مكانا أفضل من المنفى للدمج بين غربتهم الذاتية وغربة الإنسان المعاصر، فاخترعوا المنفى للتعبير عن الضياع البشري. وأقنعونا أيضاً بأن أدب المنفي عابر للحدود الثقافية، وقادر علي صهر التجربة الإنسانية في بوتقة واحدة تعبيرا عن تفاعل الثقافات. ودفعونا إلى التساؤل من جديد عن مفهوم الأدب الوطني وعن مفهوم الأدب العالمي في آن واحد. هؤلاء الأدباء ألغوا الحدود، وانتصروا على خطر المنفى وأَثْروا هويتهم الثقافية بتعددية المكونات .

وتخلص إلى أن اللاجئ الفلسطيني تحول بحد ذاته إلى وطن بعد تغييب الأخير كجغرافيا."

حين يتحدث درويش عن حكاية الفلسطيني مع المنفى، فيوضح بكلمات أبدية الوقع والتأثير "يبحثون عن مخيم مؤقت في انتظار العودة لا إلى الوطن، بل إلى مخيم سابق أو لاحق."

ومن المفارقات المأساوية، أن الكثيرين من الفلسطينيين الذين يعيشون في بلادهم الأصلية، ما زالوا يعيشون في مخيمات لاجئين، لأنهم صاروا لاجئين في بلادهم بعدما هدمت قراهم وصودرت أراضيهم، وأقيمت عليها مستوطنات إسرائيلية. إنهم مرشحون لأن يكونوا هنودا حمرا من طراز جديد.

يطلون علي حياتهم التي يحياها الآخرون، علي ماضيهم الجالس أمامهم دون أن يتمكنوا من زيارته لذرف بعض الدموع أو لتبادل الغناء الحزين. هنا، يصبح المنفى في الوطن أقسي وأشد سادية."

وإذا كانت الحدود أهبة المنفى والمنفى أهبة الألم، فما مدي حرية الفلسطيني؟

يري درويش أن الاحتلال منفى. ويبدأ منفى الفلسطيني منذ الصباح الباكر، منذ أن يفتح النافذة: حواجز عسكرية. جنود. ومستوطنات. والحدود منفى. فلم تعرف أرض صغيرة أخرى مثل هذا العدد الهائل من الحدود بين الفرد ومحيطه. حدود ثابتة وحدود متنقلة بين خطوتين. حدود محمولة على شاحنات أو على سيارات جيب. حدود بين القرية والقرية، وأحيانا بين الشارع والشارع.

وهي دائما حدود بين الإنسان وحقه في أن يحيا حياة عادية. حدود تجعل الحياة الطبيعية معجزة يومية. والجدار منفى. وجدار لا يفصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين، بل يفصل بين التاريخ والخرافة، بل يوحدهما بامتياز .

***

ارتفع ضجيج الصمت أكثر وأكثر في القاعة، فتقاطعت إشعاعات تلك الكلمات التي كانت تترجم في اللحظة ذاتها إلى الكورية والإنكليزية والفرنسية، مع ذوات الحاضرين الذين أتوا من دول مختلفة يعانون فيها النفي بشكل أو بآخر، متحدثاً بفكر وعاطفة تتلبس وجدان الحضور بكليته: غياب الحرية منفى. وغياب السلام منفى، ليس المنفى دائماً طريقا أو سفرا. إنه انسداد الأفق بالضباب الكثيف. فلا شيء يبشرنا بأن الأمل ليس داءً لن نشفى منه. نحن نولد في منفى، ويولد فينا المنفى. ولا يغرينا أن يقال أن أرض البشر كلها منفى، لكي نضع منفانا في مقولة أدبية.

منذ طفولتي عشت تجربة المنفى في الوطن، وعشت تجربة المنفى الخارجي. وصرت لاجئاً في بلادي وخارجها. وعشت تجربة السجن. السجن أيضا منفى. في المنفى الداخلي حاولت أن أحرر نفسي بالكلمات. وفي المنفى الخارجي حاولت أن أحقق عودتي بالكلمات. صارت الكلمات طريقاً وجسراً، وربما مكان إقامة. وحين عدت، مجازا، كان المنفى الخارجي يختلط مع الداخلي، لا لأنه صار جزءا من تكويني الشعري، بل لأنه كان كذلك واقعيا .

وأضاف درويش حافراً في العمق "لم تكن المسافة بين المنفى الداخلي والخارجي مرئية تماما، في المنفي الخارجي أدركت كم أنا قريب من البعيد. كم أن هنا هي هناك، وكم أن هناك هي هنا. لم يعد أي شيء عاماً من فرض ما يمس الشخصي. ولم أعرف أيّنا هو المهاجر: نحن أم الوطن؟ لأن الوطن فينا بتفاصيل مشهده الطبيعي، تتطور صورته بمفهوم نقيضه المنفي. من هنا، سيفسر كل شيء بضده. وستحل القصيدة محل الواقع.

سنحاول أن نلملم شظايا المكان. وستمنحني اللغة القدرة على إعادة تشكيل عالمي، وعلى محاولة ترويض المنفي. وهكذا، كلما طال منفى الشاعر توطدت إقامته في اللغة، وصارت وطنه المجازي. صارت وسيلته وجوهره معاً، وصارت بيته الذي يدافع عنه به .

وختم محمود درويش بقوله "للمنفي أسماء كثيرة، ومصائر مدمرة قد لا ينجو منها إلا بعض الأفراد الذين لا يشكلون القاعدة. أما أنا، فقد احتلني الوطن في المنفى. واحتلني المنفى في الوطن. ولم يعودا واضحين في ضباب المعنى. لكني أعرف أني لن أكون فردا حرا إلا إذا تحررت بلادي. وعندما تتحرر بلادي، لن أخجل من تقديم بعض كلمات الشكر للمنفي .

وأنهي درويش كلمته وسط تصفيق مدو وعبارات استحسان، ونظرات ساهمة لمن تركت الكلمة عنده الحيرة والأسئلة، خاصة إذا لم يكن قد فند منافيه قبلاً.

ولأني لست تلك الصحافية المخلصة لحيادية التغطيات لا مفر من الإقرار بالأسئلة التي انهالت على عقلي حول ما إذا كان الحصار في غزة يجعلها منفى؟ وهل لاجئة مثلي لم تعش في قريتها "صرفند العمار" أبداً يجعل كل الأماكن منفى إجبارياً لها؟ وماذا إذا رجعت إلى غزة، هل ستحرمني الحدود بين المنافي من سماع درويش عشر سنوات أخرى؟

إذن لن أتردد في قول "طوبى للمنفى الخارجي الذي أوجد به الآن، طالما أني أتعرف على وطني بشكل جديد، وطالما أستطيع رؤية هذا الوطن ولأول مرة جميلاً ومرتاحاً على أكتاف محمود درويش، الذي لم يسه ثانية عن حمله."

  ندوة مهرجان المسرح الأردني تناقش توظيف التكنولوجيا في العروض

   شغلت توظيفات التكنولوجيا في العرض المسرحي خلال العامين الماضيين، المسرحيين العرب بعدما بدأت مفردات التقنية تحقق البطولة الكبيرة في كثير من مناحي الإبداعات المرئية المختلفة.

 ولهذا فإن المسرحيين ينظرون إلى توظيفات التقنية الحديثة بنوع من القلق خوفا على كلاسيكيات التوظيف التقني في المسرح الأصيل، خاصة وان المسرح يخضع في النهاية إلى لعبة توظيف أدوات التشكيل التي تجتمع فيه لتأثيث بيئة العرض وتكوين الصورة التي تحاكي مشاعر التلقي محددة بموضوعة ما يطرحه العرض المسرحي في دلالاته ومعانيه.

 إشكالية التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في المسرح توظيفاً إبداعياً كان المحور الرئيسي للندوة الفكرية التي يطرحها مهرجان المسرح الأردني في دورته السادسة والتي اقيمت في العاصمة الأردنية عمان.

 فقد عقدت أولى جلسات الندوة الفكرية «التكنولوجيا في العرض المسرحي» في محورها التكنولوجي في العرض المسرحي بين الخيال والصورة تحدث فيها كل من المسرحية اللبنانية شادية زيتون، المسرحي التونسي عبدالحليم مسعودي والمسرحي الأردني غنام غنام.  

ودارت الأوراق المقدمة في أولى الجلسات حول المدى الذي يحقق فرجة مسرحية عالية الأداء ودقيقة التلقي دون تشويه العرض المسرحي ودون الاتكاء على التقنية الحديثة كجماليات زائدة وتجميلية.

 حيث أشارت المتحدثة شادية زيتون إلى أن المسرح ومن القدم اعتمد تقنيات الصورة واللون والشكل لإحياء بيئة الحدث المسرحي وتهيئة دلالات العرض للتلقي السليم دون المساس بمعاني وأطروحات العرض على حساب التقنية الحديثة.

 وكذلك أكد الأردني غنام غنام على أهمية التوظيف المستثمر للقتنية الحديثة التي تفيد في إيصال موضوعة النص والأداء التمثيلي. وقال غنام: في السنوات الأخيرة راحت التقنيات الرقمية والحاسوبية تدخل في العرض على الخشبة، بعد أن دخلته الحواسيب في برمجة النظام الضوئي والصوتي للعرض،

 ونظام تبديل المناظر والمناخات (الواقع الافتراضي) وهو مصطلح أطلقه (جيرون لانيير)، ورغم أهميتها إلا أنها ظلت مكملات مسرحية، ولم تنجح برأيي محاولات العروض الضوئية البصرية المدعمة بالموسيقى والمجردة في تقديم عرض مسرحي، ولكنها قدمت عرضاً ضوئيا بصرياً لا أكثر.

وأضاف: إذا كانت السينما قد نقلت صورة الشخصيات خارج المسرح للمسرح، وداخل المسرح في ما يشبه اللقطة المكبرة لجلب الانتباه لتفاصيل محددة، فإن تقنيات الحاسوب والإنترنت قد منحت بعض التجارب فرصة تقديم عروض مشتركة تتم في نفس اللحظة في مكانين مختلفين من العالم، أو ما سمي مسرح شبكة الاتصال،

 لكن هذه التجارب تحقق في كل موقع من مواقعها نصف عرض مسرحي ونصف عرض صورة مرئي، ولأن المسرح لا يقبل القسمة على اثنين فإنني أجزم أنها وبقدر ما شاهدته من عروض مسرح شبكات الاتصال لم تكن عروضاً مسرحية.

 كما اتفق عبدالحليم مسعودي في ورقته على ان التقنية الحديثة بإمكانها ان ترتفع بالمشاهدة البصرية للعرض المسرحي اذا ما سخرها المبدع لخدمة دلالات ورموز العرض وبحيث لا تشكل ذلك العبء الثقيل على العملية المسرحية.

 وقال مسعودي: إن استعمال التكنولوجيا في مجال الفرجة المسرحية يبقى استعمالاً مشروعاً من زاوية التجربة المسرحية إلى تطوير أساليبها التعبيرية خاصة وان الفن المسرحي بشكل عام يتميز بهذه المرونة العجيبة التي مكنته كفن قائم الذات من الاستمرار الدءوب منذ أزمنة قديمة، خاصة إذا كان هذا الاستلاف وهذه الاستعارة نابعين من رؤية للعالم قائمة على وعي فكري نابع من احتياجات الفكرة التعبيرية نفسها سواء أتت إصلاحية او احتجاجية او نقدية وهو ما حدث في تجربة المسرحية الغربية الحديثة التي سعى فيها المخرجون إلى تطوير بلاغة الصورة المسرحية وتفعيل نجاعتها الدلالية عبر توظيف الصورة من خلال التقنية الحديثة.

 واتفق المتحدثون الثلاثة على أن المسرح يجب أن يستفيد من التكنولوجيا العصرية في تكوين الفضاء المسرحي إذا ما تحقق الوعي الحقيقي بمدى الاستخدام وتوظيفها لخدمة الخيال دون المساس بالحساسية الشديدة لعملية التلقي،

 حيث يبقى المسرح فضاء مفتوحا قابلا للتوظيفات في إطار اللعبة المسرحية طالما ان هذا التوظيف يصب في صميم العمل المسرحي ويدفع أحداثه ومؤثراته إلى الدلالات والإشارات الحقيقية.

 وقد أثارت الأوراق الثلاث جملة من المداخلات والحوارات داخل الندوة اتجهت إلى أن الاستفادة من التقنية الحديثة تتطلب دربة جيدة على هذه التقنية، والمام المسرحي بتفاصيلها، وانه بالإمكان استنطاقها في الفضاء المسرحي إذا ما تم ذلك في إطار التوظيف الحريص على عدم المساس بالتلقي الطبيعي في العملية المسرحية.

مجمع اللغة العربية يعقد مؤتمره السادس في دمشق

  «لغة الطفل والواقع المعاصر» عنوان المؤتمر السنوي السادس لمجمع اللغة العربية الذي عقد في مكتبة الأسد بدمشق. حيث طالب بضرورة إيلاء اللغة العربية كل الاهتمام والرعاية كي تعيش في مناهجنا وإعلامنا وتعليمنا كائنا حيا ينمو ويتطور ويزدهر ويكون في المكانة التي يستحقها جوهرا لانتمائنا القومي ولتكون قادرة على الاندماج في سياق التطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات ولتصبح أداة التحديث ودرعا متينا في مواجهة محاولات التغريب والتشويش التي تتعرض لها ثقافتنا.

 وقد دأب مجمع اللغة العربية بدمشق كل عام في مؤتمره السنوي ان يطرح موضوعا يرى انه يمكن ان يرمز في مسعاه لخدمة اللغة العربية وهو حسب الجهة التي تنظمه مهم جدا لان اللغة تترسخ في ذهن الطفل منذ مرحلة التعليم الأولى والاهتمام بها يسهل فيما بعد نقل العلوم والتواصل مع معطيات الحضارة.

 وكان مجمع اللغة العربية في دمشق منذ تأسيسه قبل حوالي تسعين عاما سعى للمحافظة على سلامة اللغة العربية وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون في تقدمها وكان لسورية فضل تأسيس أول مجمع للغة العربية الذي سمى عند تأسيسه المجمع العلمي العربي. وتعد سوريا أول بلد عربي علَّم الطب والحقوق وسائر العلوم والتقانات باللغة العربية إضافة إلى متابعة عملية تعريب التعليم العام والجامعي دون توقف حتى اليوم.  

ويذكر ان مجمع اللغة العربية بدمشق يعود تاريخ إنشاؤه إلى 18 يونيو 1919. في وقت كادت اللغة العربية أن يقضى عليها باعتبار أن اللغة التركية كانت هي الرسمية في البلاد وكان الموظفون الأتراك يتولون معظم الدوائر الحكومية، بل إن المثقفين العرب والموظفين كانوا يتكلمون المصطلحات التركية. لذلك كان لزاماً على الحكومة العربية تعريب كل الدوائر الرسمية والدواوين والمدارس، وقد تم ذلك بسرعة فائقة، فتألفت لجان عديدة.

 وكان أولها (شعبة الترجمة والتأليف) التي أنشئت في 28 نوفمبر 1918، وكانت مهمتها جعل اللغة العربية رسمية في دوائر الدولة واستبدال المصطلحات التركية بالعربية، فكان لابدّ من الاستعانة بأساتذة اللغة العربية وأدبائها من أمثال: ( سليم الجندي ـ أنيس سلوم ـ خليل مردم بك ـ عبد القادر المغربي ـ فارس الخوري ـ رشيد بقدونس ـ عبد الرحمن الشهبندر، وأديب تقي وغيرهم).

 وأسندت رئاسة المجمع إلى محمد كرد علي ( 1876 - 3591 (، وكانت مهمة هذا المجمع التأليف وتأسيس دار للآثار والعناية بالمكتبات ولاسيما دار الكتب الظاهرية. عمل المجمع على جمع الآثار القديمة من تماثيل وأدوات وأوانٍ ونقود، كما اهتم بجمع المخطوطات القديمة الشرقية النادرة، والمطبوعات العربية والأجنبية على اختلاف موضوعاتها، وكان لإصدار مجلة خاصة بالمجمع ينشر فيها أعماله وأفكاره من أهم الأعمال الأدبية بالإضافة إلى وضع المصطلحات العلمية العربية، وطباعة أهم الكتب التي تساعد على حفظ اللغة العربية والتراث الإسلامي.

البحرين تستضيف مؤتمر إفرا للصحافة بالشرق الأوسط

 افتتح في العاصمة البحرينية المنامة مؤتمر إفرا الشرق الأوسط الثالث للنشر الصحفي بحضور وزير الإعلام البحريني وعدد من رؤساء تحرير الصحف العربية وبعض من الإعلاميين ومديري الإنتاج في الصحف.

 وقدم المؤتمر نظرة شاملة عن تقنيات الإنتاج والأعمال، مثل مستقبل نشرات الأخبار وغرف الأخبار المجمعة إضافة إلى الطباعة نصف التجارية.

 كما بحث المؤتمر الذي تنظمه منظمة إفرا العالمية بالتعان مع اتحاد الصحفيين الخليجيين جودة الطباعة والمواصفات القياسية.

 وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة إفرا رينر ميتيلبيغ في افتتاح  المؤتمر إنه في الوقت الذي يتراجع فيه التوزيع في الشرق الأوسط نجد هناك نموا في إصدار الصحف الجديدة في العالم العربي وشرق آسيا رغم أن ما نسبته 40% يوزع مجانا.

 وشدد رينر على ضرورة التحول للإعلام الرقمي وإعادة هيكلة الصحف في الشرق الأوسط لمواكبة التطور والواقع الذي تعيشة الشعوب في المنطقة.

 من جانبه عبر وزير الإعلام البحريني جهاد بو كمال عن أمله بأن يسهم هذا المؤتمر في إيجاد مفهوم متطور للتحرير الصحفي والإعلامي من أجل التطوير وفي إطار أوسع بين جودة الشكل ومصداقية المضمون.

 يذكر أن منظمة إفرا العالمية أقامت المؤتمر الأول في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2005، فيما أقامت المؤتمر الثاني في أبو ظبي العام الماضي.

 وتعمل المنظمة التي تتخذ من مدينة دارمشتان بألمانيا مقرا رئيسيا لها على تقديم خدمات في مجال البحث والنشر الصحفي ووضع المعايير والمؤتمرات والدورات التدريبية وتقديم الاستشارات للمؤسسات الإعلامية والصحفية.

 ندوة سوسيولوجية لأزمة لبنان

نظمت الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع في مقرها ندوة عن مقاربة سوسيولوجية للأزمة السياسية الراهنة تحدث فيها الدكتور ملحم شاوول، والدكتور رشيد شقير.

واعتبر الدكتور شاوول ان جذور الازمة تكمن سوسيولوجيا في هجرة الريف نحو المدينة وهي هجرة تأطرت في المدينة ضمن الهيكل الطوائفي، واكد ان ليس هناك من مخرج للنظام الطائفي طالما ان الانتظام الاجتماعي داخل كل طائفة لا ينسجم مع مثيله في الطوائف الاخري.

من جهته استعاد الدكتور شقير العلاقة الوثيقة بين النظام السياسي الطائفي وسيطرة رأسماليات الطوائف، واهتم بابراز التنافس بين الزعامة التقليدية والاحزاب الطائفية، ورأي ان المخرج يكمن في دولة تكون فيها المواطنة هي الاساس المتين

نشر.. اصدارات.. معارض كتب

'كرز'.. إضافة جادة من البحرين للثقافة العربية 

"كرز" مجلة فصلية تصدرها أسرة الأدباء والكتاب بالبحرين. صدر عددها الثاني شتاء 2007، متضمنا مواد متنوعة حول موضوع "الحرب"، بينما عددها الأول كان حول موضوع "الحب"، وخطة التحرير أن تتناول الأعداد القادمة موضوعين، على النهج نفسه، وأن تتنوع المواد حول موضوع منفرد.

ندعى أن إدارة التحرير حرصت على أمر لافت غير تقليدي، ألا وهو الاحتفاظ بالمجلة كوثيقة أدبية، حول موضوعها. وهو ما تجلى واضحا في شكل ومضمون التناول داخل العدد الواحد.

فقد خرجت "كرز" على شكل "كتاب" وبحجمه، وربما الإخراج الفني أبرز هذا الجانب، بحيث بات للغلاف ورقة مميزة (أثقل - والتغليف بكعب محرر عليه اسم المجلة ورقم العدد).

كما تم تحرير المجلة على شكل "المقدمة والفصول والأبواب"، وأن عنونت بعناوين أدبية: "نافذة كرز" بدلا من المقدمة. ثم "نصل الموت، جنون الحرب، آريسيات، "تشييع الحرب، عربات الموتى" معبرة عن فصول تتضمن الأعمال الأدبية كأبواب الكتب. وأخيرا "فوتوغرافيا الرعب" وهو ملف متميز يتضمن صورا فوتوغرافية "أبيض وأسود"، كأن العدد يحتشد من أجل الوصول إلى تلك النتائج/المأساة التي يعيشها الإنسان بسبب الحروب.

كما جاء تبويت المواد معبرا عن المرور المتصاعد من التعريف بـ "الحرب" حتى نتائجها المأسوية.

يقول الشاعر قاسم حداد (من البحرين) في قصيدته/ المفتتح "نبرأ بأطفالنا مما يفتون":

طفل مأخوذ

يلوح للحشد فيما يضربونه بالحرب،

لكن أحدا لم ينقذه

بينما يتناول السيد نجم (من مصر) في موضوعه البانورامى حول "طقوس الحرب"، وكيف تعامل الإنسان مع فكرة وواقع الصراع/الحرب منذ أن سجل ثوره الهائج على جدران كهف أسترالي "التاميرا" باستراليا، بينما بقى على طقوسه حتى مع الدول المتقدمة، كما يمارس الطيارون طقوسهم الجنائزية عشية الغارات الانتحارية.

استمرارا للبعد الزمني مع فكرة الحرب، كان الموضوع التالي "الحرب: استراتيجيات المفهوم"، بقلم عبدالحق ميفرانى (من المغرب). وفيه عرض بالتحليل لأول كتاب عرفته البشرية حول تحليل أسباب الحروب، والخطط العسكرية في التمويه والدفاع ثم الهجوم، مع إبراز أهمية التجسس والعقيدة القتالية، فهو صاحب شعار "اعرف عدوك".

فيما تناول محمد عباس (من السعودية) زاوية طريفة ومثيرة للسؤال الذي كشف عنه عنوان المقال "عسكر.. ومثقفون.. وبشر". بينما يدرس البعض حماس الساسة والجنود للحروب، يبدو تحمس المثقف غير مبرر! وقد أورد أن الكاتب شتينبك رافق طيارا حربيا لرؤية الإبادة الجماعية لثوار "الفيتكونج"، وأمثلة غيره بطبيعة الحال.

"هل ما نقرأه من قصائد أنثوية عراقية هو نسق شعري أم صياغة جديدة لصرخات عشتار في وجه الطوفان؟"، هكذا بدأت د. وجدان الصائغ (العراق) مقالها التحليلي عن مجموعة الأشعار التي كتبتها بعض الشاعرات، حول تجربة الحرب العراقية. وقد أحسنت الاختيار، فالمرأة العراقية أدانت ثقافة الحرب، وكل مظاهر العنف التي عاشتها العراق مؤخرا ومازالت.

ثم تأتي النماذج الشعرية، متوالية معبرة في مجملها عن حق الدفاع والمقاومة في مواجهة الطاغية المحتل، ثم عرض لبعض نماذج للتجربة الحربية في البلدان العربية، وهو ما يكشف قدر القهر والألم النفسي الذي تعانيه شعوب تلك المنطقة من العالم.

ويبدو ونحن في آتونها لا نرصدها جيدا، أما ونحن أمام مثل تلك الأعمال الإبداعية نتساءل، ولعل هذا هو الدور الحقيقي لأدب الحرب وأدب المقاومة: الرصد والتسجيل من أجل الأيام القادمة والتاريخ.

تقول الشاعرة فوزية السندي (من البحرين) في قصيدة "شدوا أقواسكم أيها الرماة":

و..

المسافة موغلة في الغدر

رغما عما..

لم نقصد قتلكم

بينما ترصد الشاعرة نجوم الغانم (من الإمارات) مأساة الحرب، في قصيدة "الحرب التي أذبلت قلوبهم":

جاء الجنود ونصبوا الرايات

أقاموا التماثيل

وأسالوا الدماء

ثم زرعوا الحقول

لكنها لم تمطر منذ تلك الشتاءات

فيما عبر الشاعر أحمد مدن (من البحرين) عن المأساة الحربية اللبنانية في قصيدة "في أن تقرب لبنان وريدا":

صوت،

أن تقول لنا الأرض هيئتها وأن تعقد فينا خواصها، وأن تجالس

الحقيقة وتوابعها وأن تطال النشيد، وأن تملأ البيدر

وحصيده، وأن تذرذر الصيف وغزوه.

ويتابع الشاعر إبراهيم بوهندي (من البحرين) رصد حرب لبنان الأخيرة، في قصيدته "قمر يبكى في بيروت":

في قلبك يصرخ يا بيروت

طفل لا يدرى أين يموت

يغيب الطفل عن البلدات

تسير بعينيه الطرقات

ركام كنائس فوق بيوت

وجاء صوت عراقي بقصيدة الشاعر خالد خشاب، في قصيدته "صباحات الجنود":

روحي غيمة زرقاء

تمطر ربيع شوق

لعشب نهديك

حيث صوتك المتساقط

وقد تأكدت مأساة الحرب، مع الطفل/الطفولة في أكثر من قصيدة، منها ما قاله الشاعر محمود عبدو عبدو (من سوريا) في قصيدته "الموت.. تحت أقدام الصغار في قانا"

الصغيرة الأولى:

فارقت الموت وقاربت الحياة

تركت آثار هندسة الموت

مرسومة فوق صفحة وجهها

وتتكرر الوقفة مع الطفل، في قصيدة تالية، للشاعر محمد شاكر (من المغرب) في قصيدته "من أثر الدم":

وجه النهار خدوش

وبشاعات حرب

بدون رتوش.

وعلى سوءة الطفل لا من يربت

ليأتي صوت عراقي في المهجر، في هولندا، للشاعر صلاح حسن، وقصيدته "أغنية قديمة عن السهول":

عندما تبدأ الحرب

سوف أحتاجك

سوف أكون شيئا مهملا

وأنت ستكونين باردة

ويتابعه صوت عراقي آخر في بلاد السويد، الشاعر حسن رحيم الخرساني، وقصيدته "أمام اتجاه مفتوح":

سارقا شوارعي الخضراء

في الليل

تقذف جنوده جنازاتي بالمدفعية

أما الشاعرة وفاء عبدالرازق (من العراق) فتعود بنا إلى "الطفل" ومأساته مع الحروب، في قصيدة "من مذكرات طفل الحرب":

(مأوى)

أسرح شعر الطرقات

وأنظف الشظايا

من صور تشبه البحر

بينما الطائرات

تسرح شعر البيوت

وتنظفها من أبنائها

ويجيء أكثر من صوت فلسطيني، وما أجدرها فلسطين أن تنبت شعراءها في لوعة الصراع/الحرب.

يقول الشاعر فريد أبوسعدة (فلسطين) معبرا عن مأساة الحرب الجماعية، في قصيدته "صورة جماعية":

الموتى

يرفضون موتهم

قبل أن تؤخذ لهم صورة جماعية

يستعيدون فيها

اللحظة التي سبقت القذف

ويقول الشاعر عبدالسلام العطاري (فلسطين) في قصيدة "مطر.. جنون وصمت":

الفرشاة باقية واللوحة تعيد المشهد البري

كالعادة يرتجلون بشموخ،

يرحلون دون ضجيج

أما ثالث الشعراء الفلسطينيين، الشاعر ناصر عطا لله، يقول في قصيدته "مخالب الإسفلت":

والليل يسورني

تركت شجرا يصلي

لإله يزينه قمر كفيف

"كم أحتقرك أيتها الحرب" تلك هي قصيدة الشاعر كريم رضي (البحرين)، مختتما شلالات الغضب التي بدت جلية في قصائد سبقته، وقد وضع لها مفتتحا نثريا يقول "لم أعد أؤمن بأن ثمة حرب عادلة، وكل الحروب التي آمنت بعدالتها يوما أعتذر لدمائها التي جفت والتي لم تزل."

لتأتي خاتمة فصل "آريسيات" بقصيدة مترجمة للشاعر الأميركي مو سيجر، بعنوان "عندما سقط إبراهيم"، وترجمة سامي أستليوس. واللافت أن الشاعر يكتب عن "إبراهيم" الشهيد الفلسطيني.

كان "تشييع الحرب" الفصل التالي من المجلة/الكتاب، وقد عرض لعدد من الأعمال السردية حول تجربة الحرب. "الكابوس" لجمال الخياط، "ذاكر اله" لنا عبدالرحمن، "حتما نحن لا نشبه أحدا" لمنال الشيخ. حيث تشي موضوعات الأعمال المنشورة، بقدرة السارد على رفض الحرب والعدوان، وهي في ذاتها الوجه الآخر من الصراع، أي الصمود والرفض للصراع والحرب، بل وتجاوز ذلك إلى العمل من أجل معاودة غلبة الحياة. حيث تختم منال مقولتها:

الآن فقط سنركنك جانبا أيها الجنون (وتعني المعاناة التي رصدتها)

الآن فقط سنركنك لنبدأ العمل! حتما نحن لا نشبه أحدا.. ولا يشبهنا أحد.

ثم كان فصل "عربات الجثث"، بعض من المقتطفات المترجمة حول "الحرب" لبعض الشعراء، "فيسوافا شيمبوركا/بولندة"، "الين جينسبرج/أميركا"، "لوركا/إسبانيا"، "برخت/ألمانيا"، "بودلير/فرنسا". بالإضافة إلى "وفائي ليلا/ سوريا".

نتخير منها ما ردده "بودلير":

كان المحاربون يتجمعون في البرية الخضراء

وهم شاكو السلاح، وعلى سيماهم قوة الشكيمة،

مخططون كأنهم ورق الخريف،

وكان الحقد الذي يؤجج الحرب بين الكائنات جميعه

الحقد الذي كان يؤجج أعين أجدادهم

ما ينفك يؤجج أعينهم بنار قاتلة.

ويبقى ختام متميز لرحلة معبرة وجادة وصادقة، بنشر ملف من الصور الفوتوغرافية بعنوان "الطفل والحرب" للفنانة المصورة فوزية أبوخالد، وقد حرصت أن تعبر كل الصور عن مأساة الحرب على الطفل.

الآغا والشيخ والدولة.. بنية اجتماعية وتاريخ

غالبا ما يتصدر رؤساء العشائر ورجال الدين عددا من الثورات القومية.

يتناول هذا الكتاب الولاءات البدائية باعتبارها مدخلاً لمعاينة المجتمع الكردي. ويكشف تأثير هذه الولاءات علي البني الاجتماعية والسياسية فيه، مركزاً علي النزعة القومية الكردية.

تكمن أهمية الكتاب في أنه يمزج المسح الميداني مع المصادر المكتوبة، إضافة إلي تاريخ الإمارات الكردية القديمة. لقد قضي المؤلف أوقاتا طويلة ومتكررة في أجزاء عديدة من كردستان، وهذا ما أمّن له دراسة بنية القبائل الكردية وزعاماتها وعلاقاتها ببعضها، واللغة الكردية ولهجاتها، ودور الدولة في تطور البني القبلية وتحولاتها.

كتاب يعرّف بالواقع الكردي وعلاقاته بأوضاع المنطقة عموماً.

مؤلف الكتاب انثروبولوجي هولندي بارز مختص في التاريخ والمجتمع الكردي.أستاذ الدراسات المقارنة بجامعة اوترخت، وعضو المعهد الدولي لدراسات الاسلام في العالم المعاصر.

المترجم أمجد حسين باحث ومترجم عراقي. أستاذ الإنكليزية والترجمة في الجامعة الاردنية. له عدة ترجمات منها: (الدون الهادئ) لشولوخوف و(حرب نهاية العالم) لماريو فارغاس يوسا.

قراءة في أمراض الحالة البحرينية

تكاد تكون المشكلة موجودة في جميع بلداننا العربية، عندما تختلط المسؤوليات والمصالح، ولا تعرف الحدود بين الدولة كجهاز راع للجميع وبين السلطة كمؤسسة تنفيذية.

البحرين دولة مرت بمنعطفات حادة وعانت من تركة ثقيلة جراء الاحتلال البريطاني، وصيغة الحكم حتي بعد الاستقلال، لكنها اليوم تمر بمخاض عسير بحكم التجربة الفتية لاستعادة الدستور وإقامة مؤسسات المجتمع المدني وحرية الأحزاب وصراع المكونات الأساسية في المجتمع البحريني.

ما الذي يحرّك الصراع الجماعي في البحرين؟

يجيب الكتاب علي ذلك السؤال بإرجاع الصراع إلي "طبائع الاستملاك" التي تحرّك التنافس الجماعي علي استملاك ما هو عام ومشترك بين الجميع، وما لايمكن استملاكه حصرياً من ميدان القيم والدولة والمنافع والخيرات العامة.... كما أن مجال المنافع والخيرات العامة مجال عام ومشترك وموكول أمر حمايته وحسن توزيعه إلي هيئة جماعية تنازل لها الجميع، وأطلق عليها اسم الدولة.

أقدم الجرائد القطرية تعاود الصدور قريبا  

 تترقب الأوساط الإعلامية في قطر عودة  صحيفة العرب -وهي أول صحيفة عرفتها البلاد- للصدور مرة أخرى بعد توقف دام أكثر من عقد من الزمان.

 العودة  باتت وشيكة لـ"أم الصحافة القطرية" حسب تعبير أحد العاملين فيها، لأنها أول صحيفة تصدر بالبلد، حيث رأت النور سنة 1972 على يد الصحفي الراحل عبد الله حسين نعمة قبل أن تتوقف أواسط التسعينيات.

 القائمون على الإصدار الجديد للصحيفة متمسكون بنفس الاسم ودافعهم في ذلك كما يقول محمد حجي نائب رئيس تحرير الصحيفة هو مضامين ودلالات تلك التسمية.

 ويوضح حجي أن "العرب تحمل تاريخ وإرث الصحافة في قطر، والمحافظة على الاسم ستحفزنا على مواصلة الرسالة والمسيرة"، دون أن يمنع ذلك من "الظهور بحلة جديدة تستلهم التطور والنهضة الحاصلة بالبلد وبالعالم".

 هيكل فريد

أما رئيس تحرير العرب عبد العزيز آل محمود فيرى أنها ستكون "صحيفة بدون ورق" ويقول إن "الورق سنراه بالمطبعة فقط"، فكل شيء من الخطوات الأولى إلى آخر اللمسات تم على أزرار وشاشات و"أحشاء" الحواسيب عبر نظام نشر متطور.

 ويقول آل محمود إنه أول نظام من نوعه تستعمله صحيفة خليجية.

 ويضيف رئيس التحرير أن العرب لن تتميز فقط بتقنياتها المتطورة بل أعدت أيضا هيكلا تنظيميا يختلف عن باقي الصحف، ويوضح أن كل صحفي مسؤول عن صفحات يعتبر فعليا مدير تحريرها والمسؤول الأول والأخير عن مضمونها.

 ولدى سؤاله عمن يقف وراء الصحيفة أجاب محمد حجي أن وراءها "فريقا يمثل جل المدارس الصحفية الموجودة في العالم العربي".

 وحول مدى تأثير مراكز المستثمرين في الصحيفة على توجهاتها، خصوصا أن من بينهم مسؤولين في الدولة، أصر نائب رئيس التحرير على أن "المستثمرين لا علاقة لهم بالسياسة التحريرية".

وأضاف "نحن جريدة لكل العرب وحرصنا على أن تكون السياسة العامة للتحرير من صنع فريق العمل الذي يتميز بكونه مزيجا من صحفيين ذوي جنسيات عربية متنوعة".

مناخ الحرية

ويؤكد أن السياسة التحريرية للصحيفة ستركز على الموضوعية والجرأة في الطرح والدقة في نقل المعلومة، وستستفيد من "سقف الحرية العالي الذي يتميز به المناخ الصحفي والسياسي في قطر".

 ويشير حجي إلى أن أغلب الصحف لم تستثمر هذا المناخ ولم تستفد منه لحد الآن.

 وللشؤون المحلية التي تهم مواطني دولة قطر والمقيمين فيها نصيب كبير من الاهتمام والتركيز حسب ما صرح به نائب رئيس التحرير، "دون أن يعني ذلك إهمال القضايا العربية والإسلامية والدولية"، خصوصا أن الصحيفة تنوي اختراق حدود قطر "لتدخل كل بيت عربي" حسب تعبيره.

 هذا الاهتمام يعبر عنه المسؤول عن قسم المحليات عبد الرحمن حسن قائلا إنه سيتم "التركيز على المحليات من خلال عمل ميداني يركز على الموضوعات التي تمس هموم المواطن والمقيم".

  وعن القضايا الدولية والإسلامية والعربية، يقول رئيس القسم السياسي قاسم قصير إن للصحيفة شبكة من المراسلين ستمدها بتقارير ومعلومات خاصة تساعد على "تقديم المادة السياسية في قالب جديد غير قوالب الوكالات التي تصدر عن خلفية معينة".

 إلى جانب ذلك فإن أسر وأطفال العرب والفنانين سيجدون لهم أيضا –حسب رئيسة قسم المنوعات عبير جابر- مكانا بين صفحات الصحيفة، حيث ستضم "العرب" ملحقا للأسرة والطفل وصفحات فنية وأخرى عن حقوق الإنسان.

 وصرح رئيس القسم الاقتصادي بشير مصطفى بأن "العرب" أعدت خطة لمعالجة أكثر من خمسين ملفا عن القضايا الكبرى المتحكمة في مستقبل اقتصاد العالم العربي والاقتصاد القطري.

 العناوين الدينية تتصدر الصالون الدولي للكتاب بالجزائر    

تصدر الكتاب الديني مبيعات الصالون الدولي الـ12 للكتاب بالجزائر رغم "سوء التنظيم" الذي عانى منه العارضون والجمهور منذ افتتاح المعرض.

وقال مسؤول دار الطالب للنشر بالجزائر مختار زلاشي إن موطأ الإمام مالك ورياض الصالحين للنووي و"فقه السنة" لسيد سابق تشهد تفوقا قي معدلات البيع.

وحيا زلاشي إقبال الشباب الجزائري على الكتب الدينية والتعليمية والأدبية عكس ما يتردد عن انحسار معدلات القراءة نتيجة اللجوء إلى وسائل معرفية أخرى مثل التلفاز والأطباق اللاقطة وشبكة المعلومات فضلاً عن كلفة شراء الكتاب.

من جهته، أكد مسؤول دار الشيخ البشير الإبراهيمي للنشر بالجزائر محمد كشاوي ما ذكره زلاشي. وأشار إلى أن الكتاب الديني يلقى إقبالا من الأسر الجزائرية.

 انتقاد الرقابة

لكن رغم تفوق الكتب الدينية انتقد مسؤولون عن دور نشر حظر الرقابة لبعضها حيث ذكر زلاشي أنها منعت كتبا لا خلاف عليها مثل "الترغيب والترهيب" للمنذري وهو كتاب يعتمد الأحاديث النبوية إلى جانب كتب عديدة لأبي حامد الغزالي المنتشرة في العالم العربي والإسلامي ودول أوروبية مثل بريطانيا وهولندا.

ودعا إلى إعادة النظر في قواعد الرقابة على الكتاب وشكك في أن بعض القائمين على الرقابة "قد لا يعرفون من هو أبو حامد الغزالي أو عبد الرزاق السنهوري على سبيل المثال". وقد تم حظر 1191 عنواناً من المشاركة.

أما كشاوي فعاب عدم وجود قواعد واضحة للرقابة على الكتب المعروضة مبديا استغرابه من منع كتاب التذكرة الذي يتحدث عن أحوال الموتى والآخرة على حد قوله، لكنه و"إحقاقا للحق" حسب تعبيره عقب قائلا إن الرقابة "ترفض كتبا تحمل طابعا مستفزا مثل تلك التي يختلف فيها العنوان مع المضمون".

ورغم تنوع التخصصات اشتكى بعض الزوار من قلة الكتب العلمية وان وجدت فهي باهظة الثمن.

 سوء تنظيم

ولم تكن الشكوى من الرقابة هي الوحيدة التي أشار لها المشاركون بل كان لسوء تنظيم المعرض حصة من الانتقاد، حيث قال مسؤول دار الدعوة للنشر المصرية محمد محمود يوسف للجزيرة نت إن المعرض يشهد حالة ارتباك نتيجة وجود سيارة واحدة فقط خصصتها الإدارة لنقل مئات الآلاف من الكتب من المخازن إلى الأجنحة.

أما مسؤول دار التربية للنشر (سوريا) محمود علاء الدين فتحدث عن العقبات الإدارية التي لم تخففها محاولة المنظمين تجاوز العقبات الجمركية، حيث أوكلت للناشر وحده مهمة إحضار كتبه من المنفذ الجمركي إلى مقر المعرض لكن هذه المهمة على بساطتها أدت إلى وقوع مشاكل استنفذت جهد ووقت العارض.

وذكر أنه من المفترض أن يستهل الناشر مهمته بعيدا عن التعقيدات الإدارية لا أن يبدأ أيامه في المعرض برفوف خاوية انتظارا لوصول الكتب من مكان التخزين.

وذكر بالوضع في العام الماضي حين كان بإمكان كل عارض أن يخرج كتبه بطريقته الخاصة مما سهل له المهمة دون إلزامه بسيارة نقل وحيدة خصصتها الجهة المنظمة هذا العام.

ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى التاسع من الشهر الجاري بمشاركة خمسمائة ناشر من 27 دولة عربية وأوروبية.

يذكر أن المنظمين وقع اختيارهم هذا العام على لبنان ضيف شرف للمعرض. كما سيتم تكريم أسماء مجموعة من كبار المفكرين الراحلين من بينهم مولود قاسم نايت بلقاسم، وفرحات عباس، والشيخ مبارك الميلي.

 عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم

«عندما يتضاءل المسرح أو ينعدم» كتاب للمسرحي والأكاديمي اللبناني مشهور مصطفى صدر حديثاً عن دار الفارابي (بيروت). ومن عناوين فصوله: المسرح في مواجهة الواقع، الممثل والفضاء المسرحي، الاتصال والتلقي في المسرح، بين الاخراج المسرحي والنقد المسرحي، بين المسرح والسينما...

وكتب المؤلف على الغلاف نصاً طريفاً يتخيل فيه ان انقلاباً حصل على المسرح في العالم «فأقفلت السلطات دور المسارح، واشتراها التجار ليجعلوها مطاعم ومخابز ومستودعات للبضائع الفاسدة، وصودرت كتب المسرح وأحرقت، ولوحق الكتاب المسرحيون والممثلون والمخرجون وتم سجنهم، وتم التنكيل بهم وتصفية بعضهم... ذلك بعد ان جاع نصف سكان الكرة الأرضية، لأن النصف الآخر لا يحب المسرح ولا يطيقه. وبعد ان استشرت الحروب، ولهث الناس وراء الرغيف، وبعد ان حصر الصراع من أجل البقاء في دائرتي المعدة وما دونها». ويضيف: «حدث ذلك في المستقبل، يوم خلت وجوه الناس من السماء، وتراجعت القوة الليبيدية نحو الأسفل، وعفرت الجباه بالتراب، واستمرأ الكثيرون حال العبودية واعتادوا الذل وأحبوا التبعية للفوز برضا السلاطين، عندما خيروا بين القضاء جوعاً أو القبول بما قسم الآخرون من أرزاق البطون والعقول. حدث ذلك يوم أخذ الناس على حين غرة، وأصبحوا ممزقين بين آمال البقاء العادي وآلام الجوع الفكري والجسدي. وفي صبيحة ذلك اليوم فوجئنا بتحول الامكنة بسحر ساحر، فسكتت الاقلام، وخنق الابداع وقتل الحلم وحوصر الأمل، وسيطرت التخاطبات بين الناس في وضعها السفلي، وفرغت الخطابات من مضامينها الأولى، وانصرف الناس عن الحياة الى الموت، فأجهضت بنات الافكار وأنضجت المراحل الفكرية والنفسية قسراً، واغتالت المراحل الشهداء، وكان المسرح أول شهيد بين الفنون، حين اغتيل في ساعة الصفر. في صبيحة ذلك اليوم كان المسرح مع موعد لم يدر به، عندما باشروا بتحطيم المرآة. لم نعد نرى وجوهنا، وأصبنا بمرض الفصام، وتماهينا مع السائد الطاغي من دون دراية بما هو لائق، ومن دون قدرة على التفريق بين السيئ والاسوأ، فساد لون واحد واستطالت صورتنا الواحدة، واعتقدنا ان هذه هي الحياة، وتماهينا دونما وعي منا بالأقدر منا والأقوى لانه عمم صورته البشعة ونحن لا ندري لأن المرآة تحطمت، والحوار انقطع بيننا، وبيننا وبين أنفسنا، «فالآخر المفرتض» مفقود لأن المرآة فقدت، فسرنا باتجاه واحد كالقطعان نحو حتفنا، مسحورين بالوهم الطاغي على الواقع المفقود في وعينا، الذي فقدناه بغتة في صبيحة ذات يوم آت، عندما أغلقوا دور المسارح، وصادروا الكتب، ولاحقوا المبدعين، انها رؤيا! إنه حلم! إنه واقع سيأتي؟... لست أدري».

دراسة في شعر سعدي يوسف

«المرأة والنافذة: دراسة في شعر سعدي يوسف» كتاب للناقد العراقي سمير خوراني صدر حديثاً عن دار الفارابي (بيروت). يرى الباحث أن قصيدة سعدي تتراوح اجمالاً، بين التعبير والتجريد، فهي من ناحية تشير الى تجربة سابقة على عملية الكتابة ذاتها، يجتهد الشاعر في التقاطها وتجسيدها والتعبير عنها وايصالها الى المتلقي. غير أنه، من ناحية أخرى، لا يغفل جماليات النسيج الشعري و «تبئير» اللغة وانزياحاتها ووظيفتها الشعرية التي تنقل التجربة من مستوى الايصال الى مستوى الشعرية، المستوى الذي تدرك فيه الكلمة بوصفها كلمة وليس بوصفها أداة تشير الى شيء معين، أو انفجاراً لعاطفة.

بمعنى أن الاداء يتركز في نقطة الالتقاء بين التعبير عن تجارب الحياة بواسطة اللغة، واللغة كغاية تغيب عنها المرجعية، أي بين الاحالة الى الخارج والاحالة الى الذات، ما يجعل قصيدته بنية مراوغة. على أن الشاعر لا يضحي – وبخاصة في مراحل نضجه واقترابه من تخوم التجريد، بالنافذة من أجل المرآة، فقصيدته – في التحليل الأخير – تحتفظ بوظيفة التوصيل، وإن كانت تنحت عن مواقع الصدارة، وأخلتها لمصلحة الشعرية.

ألف شمس رائعة» رواية خالد حسيني بالإنكليزية ... تلك المآسي الصغيرة التي صنعت قدر أفغانستان

بعد كتابه الشهير «فتى طائرة الورق» يقدم هذه السنة الكاتب الأفغاني الأصل خالد حسيني رائعة أخرى ليست أقل رواجاً من سابقتها. إنها رواية «ألف شمس رائعة» التي تدور حول الحب والكره، عن الصداقة وحب الوطن والحنين إليه. رواية عن وحشية الحروب والتعصب والجهل، لكنها، أيضاً، رواية عن عزيمة الإنسان وأمله بمستقبل قد يكون أفضل.

عنوان رواية خالد حسيني الثانية «ألف شمس رائعة» بيت من قصيدة للشاعر الأفغاني «التبريزي» يتغنى فيه بجمال وطنه. أحداث الرواية كلها تدور في السنوات الثلاثين الأخيرة من تاريخ أفغانستان، من احتلال السوفييت للبلد، إلى حكم الطالبان وما رافقه من عنف وخوف وإجرام، إلى أن أعلنت الولايات المتحدة محاربتها الطالبان بعد الهجوم الذي أدى إلى تدمير مركزي التجارة العالمية في نيويورك وقصف مبنى البنتاغون.

تنقسم الرواية إلى أربعة أجزاء، بطلتها مريم، ابنة غير شرعية لتاجر غني من هرات وخادمة في بيته. طردها التاجر وابنتها فعاشتا في كوخ حقير إلا أنه كان يزور الفتاة، يقص عليها القصص ويقدم لها الهدايا الرخيصة بين وقت وآخر. لكنه رفض إلحاحها أن يرسلها إلى المدرسة، أو أن يسمح لها بمشاهدة فيلم في صالة السينما التي كان يملكها. في عيد ميلادها الخامس عشر تحاول مريم أن تزور منزل والدها في هرات إلا أن الحارس يرفض إدخالها، فتنام أمام البوابة في الطريق، وفي اليوم التالي يعيدها سائق والدها إلى كوخها، فتجد أن والدتها قد انتحرت نتيجة خيبتها بالبنت. وليتخلص الوالد وزوجاته الثلاث من مريم يزوّجها إلى رشيد، أرمل كهل من كابل. يصف الكاتب معاناتها في غربتها، اضطرارها إلى ارتداء البرقة، والحمل ست مرات، وإذ كانت تفقد الجنين في كل مرة، أخذ زوجها يتجاهلها ويضربها بقسوة. وتدور أحداث الجزء الثاني في كابل، أثناء الحكم السوفياتي الذي حرر البنات وسمح بتعليمهن، لكن مقاومة القرويين المحافظين والمجاهدين لذلك، بتشجيع من الولايات المتحدة، أدى إلى انسحاب السوفيات وانهيار الحكم الشيوعي عام 1989. إلا أن اقتتال المجاهدين بسبب انقساماتهم العرقية بين بشتون وتدجيك وهزاريين أشعل معارك ضارية في المدينة دفعت السكان إلى الهجرة إلى باكستان أو إيران هرباً من السرقة والقتل والاغتصاب والاغتيال. وكانت بين المغادرين أسرة طارق، صديق ليلى وحبيبها. وحين همت أسرة ليلى بمغادرة المدينة بدورها أصابت بيتهم قذيفة قتلت الوالدين وخلّص الجار رشيد ليلى بعد إصابتها.

أما الجزء الثالث من الكتاب فتتناوب فصوله بين مريم وليلى التي يتزوجها رشيد على رغم الفارق الكبير بينهما في السن. تقبل به زوجاً لأنها وحيدة وحامل سراً من طارق، وقد أخبرها رجل آتٍ من باكستان أن طارق وأسرته قتلوا. في بادئ الأمر كان العداء شديداً بين الضرتين، ولكنه لا يلبث أن يتحول إلى ألفة، ثم صداقة بسبب كره رشيد للمرأتين لأن ليلى أيضاً أنجبت بنتاً لا الصبي الذي كان يأمل. حاولت المرأتان الهرب مع الطفلة عزيزة، ولكن رجلاً وشى بهن وأعدن إلى رشيد الذي سجنهن من غير طعام أو ماء. إلى أن استلم الطالبان الحكم في 1996، يعلنون قائمة طويلة بالمحرمات «الدينية» بحسب ادعائهم، كإقفال مدارس البنات وتحريم العلم والعمل عليهن. في هذه الأثناء تكون ليلى قد رزقت صبياً، ولكن حين يحترق دكان رشيد ويهددهم الموت جوعاً يجبر رشيد ليلى على إدخال عزيزة في ميتم حقير لأولاد الشهداء. وذات يوم يظهر طارق فجأة أمام بيت ليلى، فيتضح لها أن رشيد كان قد رشا رجلاً ليحمل إليها نبأ موته. حين يكتشف رشيد زيارات طارق لليلى يهم بخنقها، فتهجم عليه مريم وتقتله بطرف مجرفة. ترجو مريم من ليلى أن تهرب مع طارق وولديها، وتسلم نفسها لشرطة الطالبان التي تحكم عليها بالإعدام. أما الجزء الرابع والأخير، فكما يتوقع القارئ، يتزوج ليلى وطارق وينتقلان إلى باكستان حيث يعمل طارق في فندق. ولكن حين يسمعان بطرد الأميركيين الطالبان تصر ليلى على العودة إلى الوطن، مع توجسها شراً من تدخل الأميركيين مرة أخرى لا لمصلحة أفغانستان وإنما لمآربهم الشخصية. وقبل عودتها إلى كابل تحج إلى هرات، إلى الكوخ الذي قضت فيه مريم طفولتها، يدلها عليه واحد كان يعرف مريم الطفلة. وحين يعودون إلى كابل يساعد طارق في ترميم الميتم الذي تحول إلى مدرسة تعلم فيها ليلى البنات.

قد يكون ظهور طارق المفاجئ، وهذه النهاية السعيدة، مما يضعف الرواية فنياً وإن كانا من أسباب رواجها شعبياً، إلا أن فيها كثيراً مما يعوّض عن ذلك. فيها، أولاً، صورة مفصلة لواقع حياة الأفغان في تلك الحقبة، متداخلة مع الأحداث التاريخية التي ترافقها. أكرهت مريم ابنة الخامسة عشرة على الزواج من كهل لا تعرفه. أما شرف المرأة فكان يتوقف على تحجبها الكامل بالبرقة، حتى قبل حكم الطالبان. وإذ استحال أن تخرج المرأة من غير محرم، اضطرت ليلى إلى أن تطلب من رجل غريب أوحى لها بالثقة أن يرافقها ومريم إلى باكستان، فوشى بهما إلى الطالبان وسلمتا إلى الشرطة.

قبل حكم الطالبان تتسلق ليلى مع والدها وطارق التمثالين الضخمين لبوذا ويزورون المغاور قربها لتأمل الجدرانيات التي كان قد رسمها الرهبان. وحين يبلغها بعد سنين تدمير الطالبان التمثالين تتذكر بأسى تلك الرحلة. وترينا الرواية أن التمثالين لم يكونا وحدهما ضحية تعصب الطالبان، وإنما أغلقوا أيضاً المدارس والجامعات والصالات السينمائية، أتلفوا المتاحف وكل الآثار الفنية، منعوا الموسيقى والكتابة والرسم. وحين رسم أحد أصدقاء طارق صورة لقالق، اعترض الطالبان على سيقانها المكشوفة، فألبسها الفنان بنطالاً. ولم يبقَ ما يسلي الناس إلا مشاهد الجلد والشنق وقطع الأيدي كل يوم أربعاء، يسرع السكان لمشاهدتها.

وفي الرواية، بعد، وصف مفصل للمعارك بين الفئات العرقية المختلفة، لما رافقها من سرقات واغتصاب وقتل وتدمير أجبر السكان على الهرب، فنجا منهم من نجا ليعيش في خيم تعيسة كأهل طارق، أو قتل قبل أن ينجو، كوالدي ليلى. ومن أكثر الأوصاف تصويراً لجهل الطالبان وتعصبهم ضد المرأة أنهم لم يسمحوا للنساء في كابل بغير مستشفى واحد، قذر، لا ماء، لا أدوية ولا بنج فيه، وحين دخلته ليلى لتلد اضطرت الطبيبة إلى إجراء العملية القيصرية لها من غير بنج، ومن خلف البرقة التي فرضها الطالبان. إلا أن في الرواية أيضاً صورة للأعراس والاحتفال بالإعياد في فترات السلام، ولإيمانهم العميق بالإسلام، وللمعتقدات الشعبية. مثلاً، داء النقطة الذي كان يصيب «نانا» سبّبه دخول جني فيها.

برع الكاتب في تصوير شخصيات الرواية وتحليل نفسياتهم: أحلام مريم الصغيرة بأن تعيش في بيت والدها كي تراه كل يوم، ثم الصدمة التي تصيبها حين يتنكر لها ويرفض أن يراها، فتدرك أن أمها كانت على حق حين كانت تقول إن تودده لها كان كذباً ومحاولة تعويض عن الخطيئة التي اقترفها. أو تصويره التغيير الذي طرأ على مريم حين اكتشفت صورة زوجة رشيد وولده الميتين وشعرت أن ألم الفقدان قرّبها للمرة الأولى من زوجها. أو ألم ليلى الصغيرة ووحدتها وعزلتها وإحساسها أن أمها لا تراها ولا تشعر بوجودها لانشغالها عنها بولديها المجاهدين. حتى رشيد العنيف القاسي، يظهر الكاتب ما فيه من رقة وحنان تجاه ابنه الذي أحبه بقوة. والقاضي الطالب الذي حكم على مريم بالإعدام، يصف الكاتب تردّده قبل إصدار الحكم، تردده بين الشفقة على امرأة عرف أنها قتلت لتخلص ضرتها من الموت، وخوفه من عقاب الله في الآخرة إن هو أخلّ بأمره تعالى ولم يعدم القاتلة.

الرواية مشوقة جداً. منذ الصفحة الأولى نتساءل عن علاقة جليل بمريم الصغيرة، وعلاقة نانا بها لتعيّرها باستمرار بأنها فتاة غير شرعية. ولا يطلعنا على أسباب ذلك إلا في ما بعد. كذلك حين تلاحظ ليلى سيارة مرسيدس أنيقة أمام بيت مريم ورشيد لا نعرف سر هذه السيارة ولمن هي وما سبب وجودها إلا في آخر الرواية تقريباً. كذلك نثق مع ليلى بالرجل الذي سلمته المال ليكون محرمها إلى باكستان، إلى أن يفاجئنا الكاتب بالشرطي يمنع ليلى ومريم من الصعود إلى القافلة ويقتادهما إلى مركز الشرطة فنتساءل ماذا سيكون مصيرهما.

ربما كان من أكثر ما يلفت في رواية بقلم رجل هو دفاعه الشديد عن المرأة، وتعاطفه مع مأساتها في بلاد أعماها الجهل والتخلف والتعصب. وقد يكون من أسباب ذلك أنه يعمل الآن من أجل عشرات الملايين من اللاجئين في العالم، فيلمس عن كثب أن أولى ضحايا الحروب والتعصب والجهل والتخلف هن النساء. 

شاكر عبد الحميد..

عزف منفرد علي الجمال!

 الكتاب: الفنون البصرية

وعبقرية الإدراك

 يبدو شاكر عبدالحميد في كتابه الجديد 'الفنون البصرية وعبقرية الإدراك' مستهدفا شريحة واسعة من محبي الفنون والساعين إلي تذوقها، ويذكرنا بكتب الرواد من أمثال يحيي حقي والحسين فوزي التي تأخذ بيد متلقي الفنون لإدراك أسرارها وبالتالي تعميق متعة وفائدة التلقي، لكن مؤلفات شاكر تختلف بنزعتها العلمية واستخدام المراجع بشكل أكاديمي في مقابل الانطباعات الذاتية لدي الرواد.

ينقسم الكتاب إلي ثمانية فصول، ينهض كل منها بجانب من جوانب الفن وآليات إدراكه ابتداء من تعريف الفن بعامة، ووظيفته، ثم تعريف الفنون البصرية وأنواعها، مرورا بسيكولوجية الإدراك للفن، والتفكير البصري، والخيال، وانتهاء بالثقافة البصرية، والأماكن المثلي لعرض الفن.

فن انتاج الجميل

ونحن نهتم بالفن لأنه وسيلة لاكتشاف الذات والآخرين واكتشاف الحياة من حولنا وتعميق معناها، وهو وسيلة للتواصل بين المبدع والمتلقي فيها التسلية والمعرفة والتكامل بين الخبرات. ويشمل الفن كل الأنظمة الإبداعية، بينما يقسمه بعض النقاد إلي فئات أربع هي: فنون الأداء، فنون الميديا، الفنون البصرية، والفنون الأدبية، كما أن كل فئة من هذه الفئات يمكن تقسيمها مرة أخري إلي فئات فرعية. وبعض تعريفات الفن تصل به في معناه العام باعتباره كل شيء صنعه الإنسان في مقابل كل شيء صنعته الطبيعة، وبهذا المعني فإن السيارات والسفن وصناديق القمامة هي أعمال فنية.

والفنون البصرية هي تلك التي تسعي إلي توصيل رسالتها من خلال حاسة الإبصار، سواء كانت فنونا جميلة (أي تسعي إلي الجمال من دون وظيفة عملية كاللوحة والتمثال) أو تطبيقية تسعي للوظيفة بجمال مثل فنون الديكور.

وهناك علاقات تفاعلية بين أنواع الفنون المختلفة، فالرقص من فنون الأداء ويعتمد علي شعرية الحركة الإنسانية، يحتوي علي تنوعات الكتلة والخصائص النحتية للجسد الإنساني، بالإضافة إلي تعبيرات وإيماءات الراقصين.

الفن مرادف للجمال، سواء ما شاع من قبل من مذاهب تعتبر أن الفن هو إنتاج الجميل، أو المدارس التي تحتفي بجمال الأسلوب، ويدلل الكاتب علي ذلك بروايات إميل زولا المليئة بالعطن والفساد، لكنها احتلت مكانتها الجمالية الفريدة في تاريخ الأدب.

والفنانون أنواع، بينهم المجدد (مخترع الأساليب) والمجود (مستخدم الأساليب ببراعة) ، وهناك العبقري الذي يجمع بين الذكاء والقدرة علي الإبداع. وفي النهاية يحتاج العمل الفني إلي مساهمة مستقبله التي تتمثل في قدرته علي الإدراك، وهي عملية يقوم بموجبها العقل الإنساني بإضفاء المعني وخلعه علي المدركات الحسية مستخدما خبراته السابقة، وتكوينه الخاص.

ولكي نصف منتج الفن أو متلقيه بالعبقرية، لايكفي أن يكون مرتفع الذكاء بل يتطلب ما أسماه دانييل جولمان ¢الذكاء العاطفي¢ ذلك الذي يشمل القدرة علي ضبط النفس والمثابرة، والاستعدادات الأخلاقية، والإحساس وهي مهارات يمكن تعليمها للأطفال.

في البدء كانت النقطة

يتعرض شاكر عبدالحميد لأنواع الفنون من رسم وتصوير بالألوان والنحت، والعمارة والفوتوغرافيا، والمذاهب داخل كل فرع من الفنون، التي تعتمد علي هيمنة العين والخبرة البصرية في تذوقها.

علي أن كل عمل، سواء كان لفنان محترف أو لطفل صغير، له تصميمه ونسقه الخاص به، وعلي علاقة بين العناصر المكونة لعمل علي هيئة كل موحد، يحتوي علي عناصر متكررة يتمايز فنان عن فنان بطريقة توظيفها.

في البدء كانت النقطة، في الرسم كما في الكتابة. أصغر وحدة بصرية هي التي تعطي مركز الاهتمام وبؤرة التركيز داخل التكوين. بعد ذلك يأتي الخط (مجموعة من النقاط) وهو أكثر عناصر التصميم مرونة وكشفا، هو مسار النقطة عندما تتحرك بغنائية كما عند ماتيس أو بحدة وتوتر كما عند بيكاسو في الجرنيكا، أو بالعنف والخشونة والاندفاع كما عند فان جوخ.

والعنصر الثالث هو الهيئة أو الشكل الخارجي للعمل الفني، حيث تتحدد الأشكال والأبعاد من خلال الخطوط أو تغييرات اللون والملمس.

وهناك الضوء، الضروري لكل لوحة، بل إن مونيه يري في الضوء الموضوع الحقيقي لكل لوحة. وفي مجال الفنون تستخدم كلمة القيمة للإشارة إلي الضوء في مقابل العتمة. ومن خلال اللعب بتدرجات الضوء في عصر النهضة صار بالإمكان الإيحاء بالموضوعات ثلاثية الأبعاد علي مساحة اللوحة المسطحة.

بعد ذلك يأتي اللون، فالملمس، والحيز المكاني، والزمان، وأخيرا الحركة.

شخبط شخابيط

في فصل شائق يتابع شاكر عبدالحميد رسوم الأطفال باعتبارها تفكيرا بصريا، طارحا لآراء علماء النفس الذين رأوا في الرسم وسيلة ارتقائية وتربوية للأطفال، وعلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة منهم.

وتقول إيلين واينر إن الأطفال منذ الثانية لديهم الولع بتحريك أيديهم بقوة، لكن النظر إلي مراحل الشخبطة تقود إلي إدراك أن الطفل، يريد فوق تحريك يده، ترك أثر معين علي السطح، ويمكن قراءة دلالات هذا الأثر إذا ما تابعنا اليد أثناء العمل ولم ننتظر حتي نري الشخبطات والتشابكات النهائية.

لاترمش!

ينقل شاكر عبدالحميد عن فرناندليجيه قوله: إن عين الفنان يجب أن تكون سريعة وحادة، فليس هناك وقت ترمش بعينيك وإلا صار الوقت متأخرا. هذا عن الفنان، فماذا عن متلقي العمل؟

يحتاج المتلقي مثل المدع إلي طاقة فيزيقية، لاتتم الرؤية بدونها، كما لايتم الإدراك من دون الضوء وبنية العين وكيفية الانتقال العصبي للإشارات البصرية إلي المخ، حيث تتم معالجة المعلومات هناك، وحيث يتحقق الفرق بين الرؤية البصرية والفهم البصري وحيث يقوم الفن الحركي بتنشيط بؤر في المخ غير تلك التي تستثيرها الأعمال التجريدية لموندريان، وهذه بدورها تختلف عن استثارات البورتريهات واللوحات التشخيصية.

وكما يعتمد الإبداع علي الاختيار والتنظيم وتجاهل ما هو ثانوي في الحياة، فإن إدراك أنساق المبدع تحتاج من المتلقي إلي الانتباه وذكاء الإدراك والذاكرة، فلابد لإدراك العمل الفني من النظر إليه كله، ولابد من الذاكرة الحسية التي تخزن المعلومات في جزء من الثانية، ثم الذاكرة قصيرة الأمد التي تستقبل المعلومات من الذاكرة الحسية وتحتفظ بها لنحو 30 ثانية، وتساعد هذه الذاكرة علي إدخال المعلومات علي الذاكرة طويلة المدي (مافوق الثلاثين ثانية إلي السنوات والعقود).

الإيهام في الفن

اللوحة ليست الواقع، وليست أصباغا لونية، لكنها ¢إيهام¢ يتم خلقه بواسطة الأصباغ، ويستند إلي احتمالية الصدق الظاهري في العمل الفني التي تقود المشاهد إلي الاعتقاد بأنه يري الموضوع الخارجي.

ولتحقيق هذا الإيهام بالواقع أو الحقيقة يستخدم الفنان تقنيات خاصة بالمنظور واللون تساعد الخيال والتفكير البصري علي إدراك الموضوع. فتتم ترجمة الحيز المكاني ثلاثي الأبعاد إلي صورة ذات بعدين، وباستخدام المنظور الخطي، يجب علي الفنان أن يحدد نقطة تلاش واحدة علي الأقل في عمله، بحيث تبدو الأشياء أصغر كلما ابتعدت في سطح اللوحة، وكان ارتباط عصر النهضة بالمنظور جزءا من اهتمامه بالمنهج العلمي والانضباط الرياضي.

فكرة المنظور نفسها يمكن تطبيقها علي اللون كما الخط، وقد كان ليوناردو دافنشي، أول من طبق المنظور الجوي الذي يرتبط بالتنظيم اللوني الذي يضع الألوان الساخنة في مقدمة اللوحة والألوان الباردة أو المنكمشة كالأزرق والرمادي والأخضر في خلفية اللوحة لتوحي بالبعد. لكن هناك فنانين قلبوا هذه المفاهيم لإعطاء إيحاءات مغايرة.

التفضيل الجمالي

تبدو محاولة تقديم عرض واف لهذا الكتاب مهمة مستحيلة، نظرا لكثرة الموضوعات، وكثرة المدارس الفنية في كل فن من الفنون البصرية التي يتناولها.

ومع هذا الاتساع والتشعب، والاختلاف الذي قد يصل إلي حد التضاد بين مذهب فني وآخر، يوجد ما يمكن أن نسميه التلازم بين مبدع العمل ومتلقيه، حيث لايفرق الكتاب بين عبقرية إدراك الفنان لعناصر الواقع الذي يحاكيه وعبقرية إدراك المتلقي لعناصر العمل الفني ورده إلي ما يوازيه من خبرات الواقع.

وفي الحالتين فإن التفضيل الجمالي والإدراك يقومان علي الخبرات الخاصة بالفرد والخبرات الخاصة بجماعة أو عصر معين، حيث يكون هناك حد أدني من أفق التوقعات.

وهناك العديد من الدراسات السيكولوجية اهتمت بالفروق الفردية للتفضيل الجمالي، حيث يميل البعض إلي إعلاء دور الذكاء الطبيعي والوراثة، بينما يميل البعض الآخر إلي الجانب المكتسب من البيئة، وبناء عليه يطالب هؤلاء بالاهتمام بالتربية الثقافية، وتنمية مهارات الإدراك الفني، من خلال نشر الثقافة البصرية، وهي علم يشمل ما هو أكثر من دراسة الصور، كما تقول ¢إيريت روجوف¢ إذ تتعلق الثقافة البصرية بالبحث عن المعلومات والمعني والمتعة.

وفي ضوء هذا التعريف لن ينظر إلي لوحات جوجان عن نساء تاهيتي وغيرها من المستعمرات الفرنسية بوصفها أعمالا تتسم بالجرأة والجدة في استخدام الألوان فقط، بل بوصفها من جهة أخري خطابا عن العرق والنزعة الاستعمارية، وما رصده إدوارد سعيد من النظرة الاستشراقية التي دمغت الشرق بالثبات في مقابل الحركة والانفعال في مقابل العقل والفوضي في مقابل النظام كانت نسقا من التفكير الغربي ترسخ من خلال عملية تمثيل معرفي واسعة تجلت في اللوحات كما في النصوص. 

سلسلة أدبية فضحت الشبق الأبدي لكلاب الكولونيل النازي:

التاريخ الجنسي لإسرائيل!

 السادية والانحراف الجنسي، الأدب والهولوكست والنازيين، كلها مفردات اجتمعت مرة واحدة لم تتكرر في التاريخ الإسرائيلي، ويكشف النقاب عنها الآن فيلم بعنوان ستالج للمخرج الإسرائيلي آري ليبسكر تم عرضه مؤخرا في سينماتيك تل أبيب. يتناول الفيلم سلسلة من كتب الجيب ازدهرت في إسرائيل الستينيات، لم يعترف بها أحد كجنس أدبي ولا تم النظر إليها بجدية، بالرغم من انتشارها البالغ بين أوساط المراهقين. كانت تيمة واحدة هي محور سلسلة الكتب التي عرفت باسم كتب ¢الستالج¢: أسير، يهودي أو أمريكي، يتم حبسه في معسكر تجميع نازي تديره نساء يسئن معاملته. وكما هو متوقع، يتم صبغ الحبكة بصبغة جنسية واضحة. غير أن هذا النوع الأدبي من أدب البورنو الخفيف الذي يقوم ببطولته العدو المطلق لليهود، أي النازيون، والذي شكل صرعة الستينيات الأدبية في إسرائيل، اختفي تماما منذ السبعينيات، تاركا وراء اختفاءه علامات استفهام كثيرة، يشاء القدر أن تعود الآن بقوة في مركز الساحة الأدبية الإسرائيلية.

*****

أثار فيلم ستالج أصداء مدوية منذ عرضه في مهرجان القدس السينمائي وبعد عرضه في سينماتيك تل أبيب. وكما تقول محررة يديعوت أحرونوت التي تناولت موضوع الفيلم والجنس الأدبي، لا يدعو الأمر للعجب، فكتب الستالج تثير المتعة الكامنة في الصدمة. الصلة المتخيلة بين أسري المعسكرات، الذين يتضورون جوعا، ويعانون البرد القارس وبين الجنس هي صلة واهية، ولكن في النوع الأدبي الذي يتناوله الفيلم، فلقد اصطبغت بصبغة المتعة المحرمة، والميول الانتقامية السادومازوشية.

سألت صحيفة يديعوت أحرونوت آري ليبسكر مخرج الفيلم، عن أسباب اختفاء الظاهرة منذ السبعينيات، فأجاب بأنه كان هناك سببان: الأول هو إغراق السوق بكتب الناشر عزرا ناركيس: ¢أغرق ناركيس السوق لأسباب تجارية، حتي يتمكن من محاربة المنافسين. في البداية كانت الكتب تنتقل فوريا إلي يد الأطفال. كانوا يبيعون صفحات من كتب الستالج في المدارس، ولكن بعد هذا وصلت كتب أخري إلي هؤلاء الذين كانوا يبحثون عن سبب للغضب.

*****

أما السبب الثاني وفقا لليبسكر فقد كان التغير الذي مر به الوعي الإسرائيلي بعد محاكمة أدولف إيخمان في تل أبيب، وكان أحد المسئولين النازيين الكبار في الرايخ الثالث. بدا بعدها أن قراءة الستالج هي إساءة للناجين من الهولوكست الذين أصبحوا منذئذ معروفين جدا. ¢كانوا يذهبون إلي بائع في كشك ويسألونه أتبيع هذه الكتب البشعة؟ فجأة نما إحساس بأن هذا هو أمر غير شرعي ولا يجب أن يحدث. فورا بعد المحاكمة نشر ناركيس كتابا هو تنويع علي كتاب كنت كلبة الكولونيل شولتس، أما كتابه الجديد فقد كان بعنوان كلبة الكولونيل شوتس. كانت هناك كلبة وكان هناك كولونيل ولكن لم يكن هناك جنس.

يواصل ليبسكر: أنا أنتمي للجيل الثالث للناجين من الهولوكست. ولكن عمي ينتمي للجيل الأول، كانوا جميعا يقولون ¢لماذا يريدون الحديث عن هذا الموضوع؟. لديٌ صورة لم تعرض في الفيلم، صورها ناتان زهافي، ويبدو فيها شخص كبير جدا، إشكنازي، يقرأ كتاب ¢ستالج¢ في شارع ديزنجوف. كان لدي جار يسكن تحتي. قالوا لي أنهم عندما رموا له عفش بيته أخرجوا منه مجموعة مذهلة من كتب الستالج. كان هذا شيئا دوما ما تتم تخبئته. ولكن في السبعينيات، كان الخجل من قراءة هذه الكتب أكبر كثيرا من موضوع الجنس.

عالم الاجتماع عوز الموج كتب عن ظاهرة الستالج في كتابه الافتراق عن شاروليك، واصفا هذه الكتب بأنها ظاهرة هامشية كانت واحدة من علامات الطريق للجنسانية الإسرائيلية. وبالفعل، يبدو أن كتب الجيب هذه ساعدت في الابتعاد عن الأسطورة الصلبة التي نمت حول الإسرائيلي الصبار المولود في إسرائيل والذي لا يتميز بأية ميول جنسية. كان إسرائيليون هم من كتبوا هذه الكتب، ولكنهم كتبوها بأسلوب يبدو مترجما، لأجل إبعادها بقدر ما يمكن عن الأدب المعترف به.

*****

في الفيلم يكشف ليبسكر عن الأشخاص الذين وقفوا وراء ظاهرة الستالج، الكتاب والناشرين والمعجبين. لا يخجل أي منهم من هذا الماضي، علي العكس. فما تم تهميشه ومحوه واصل الوجود تحت السجادة. يقول ليبسكر: ¢الربط بين الهولوكست والبورنوجرافيا انتقل إلي مناطق أخري. العناوين التي ظهرت في مجلة بول في السبعينيات من عينة: ¢اليهودية التي تعرت ونامت مع الألمان، كانت تكمل المسيرة الستالجية. في الثمانينيات وصلتنا أفلام البورنو، وأفلام الفيديو والأفلام المعروضة في القنوات الألمانية. كان ألمان الهولوكست وألمان هذه الأفلام هم نفس الشيء. كلاهما كان يقول اختونج اختونج، أي انتباه انتباه. ظل دوما تصورنا عن الألمان أنهم متاحون، مثل الألمانية الشبقة، وبالطبع، فالشر دوما جذاب.

*****

روبسر شلومو زند من جامعة تل أبيب كان يقرأ كتب الستالج عندما كان صبيا. يقول: وصل الأمر أنني سرقت كتابا كهذا من الكشك، بدافع من جوعي الجنسي. لم تكن وسائل الإعلام قادرة علي إشباع بعض الغرائز الذكورية. كان العالم الصهيوني تطهريا وكان هذا أدبا ¢تحت الترابيزة¢، ازدهرت هذه الكتب عشية الثورة الجنسية في نهاية الستينيات بالبلاد.

وفقا له، فالربط الجنسي بين النازيين والضحايا لم يختف، وإنما ما تغير هو النظرة إلي الهولوكوست نفسه. يقول: حضور الهولوكست في الحيز العام كان ضعيفا بشكل بالغ. كنت صبيا في هذه السنوات، عرفت أنني قفزت مباشرة من التوراة إلي البالماح، وليس من المنفي إلي الهولوكست. ويضيف: لم يتحدث أحد لأننا تصورنا أن من نجا من الهولوكست إنما نجا علي حساب الآخرين. وهؤلاء الذين نجوا اشتبه في كونهم قاموا بالسرقة أو اتسموا بالعنف. الألمان حولوا سكان المعسكرات إلي حيوانات، وهذا الوجه، الذي يتم إخفاؤه اليوم، كان شعبيا جدا في الخمسينيات، وبشكل مبالغ فيه، ومن هنا جاءت هذه الكتب. كان هذا موازيا للنظرة العامة، المستريبة التي كان ينظر بها إلي الناجين.

يضيف زند: هم يعتقدون أن التحول الأكبر كان محاكمة أيخمان، وأنا لا أتقبل هذا. كانت المحاكمة علامة طريق مهمة ولكنني أعتقد أن استدعاء الهولوكست إلي الحيز العام، سواء في البلاد أو في العالم، حدث بعد 1967. الانتصار الخاطف لإسرائيل في 1967 أوجد نوعا من التباهي في إسرائيل والعالم. عندما يكون اليهود منتصرين وأقوياء، فلا يمكن سرد قصة عن كيف كانوا ضحايا. منذ ذلك الحين نحن أيضا نحتل شعبا كاملا لأربعين عاما ولازال علينا أن نواصل الحكي عن كيف كنا الضحايا الأبديين، لا يمكن منافستنا كضحايا. يجب تذكر أن الهولوكست لم يتم إدراجه في مناهج التعليم قبل السبعينيات.

*****

يصل ليبسكر في الفيلم، في سعيه وراء تفسير ظاهرة الستالج، إلي كتب ك. تستنيك، والتي صدرت في الخمسينيات واهتمت أيضا بالحياة الجنسية لأسري معتقلات النازيين. فبخلاف الستالج، تم إدراج كتك. تستنيك ضمن الكتابات المعترف بها لأدب الهولوكست، كما تم تدريسها في المدارس الإسرائيلية كجزء من المنهج الدراسي لوزارة التعليم، بالرغم من أن الأوصاف الواردة فيها هي من بنات الخيال المستعر للكاتب. فعلي سبيل المثال الوحدة 24 في أوشفيتز، والتي تظهر فيها العاهرات اليهوديات في كتاب ¢بيت العرائس، هي وحدة سكنية خيالية، وكذلك وصف الميل لأكل اللحم البشري والاغتصاب التي تظهر في كتاب أسموه فيفال. يقول ليبسكر: الجنون هو أنهم أدانوا الستالج ولم يدينوا ك. تستنيك. عندما سألت عن سبب عدم إدانتهم ك. تستنيك، قالوا لي: من كانت لديه القوة؟ فقط الآن أفاقوا.

البروفيسور دان ميرون، والذي يظهر في الفيلم، كان أول من أشار إلي السمات البورنوجرافية لكتابات ك. تستنيك في التسعينيات. أما الأديبة والمترجمة روت بوندي، الناجية من الهولوكست، فتتحدث في الفيلم عن الأثر السلبي الذي نتج عن كتب تستنيك فيما يخص النظرة للناجين في هذه السنوات. تقول: ¢لقد تحول تستنيك إلي شخصية مقدسة لا يمسها أحد. ولكن هذا أدب هولوكست أصفر وأنا لا أعتقد أن أحدا في الخارج ينظر إليه بجدية. تم إدراجه في مناهج التعليم لأنه واحد من كتاب الروايات الشهيرة عن الهولوكست. يمكنني فهم لماذا أدرجت ¢مذكرات آنا فرانك¢ في مناهج التعليم، وأفهم لماذا يقومون بتدريس أهارون أفلفلد. لا يمكن بحال المقارنة بينه وبين أفلفلد أو بينه وبين إيدا فينك أو بريمو ليفي.

*****

يقول بروفيسور روبسور شلومو زند ليديعوت أحرونوت: ¢حتي اليوم لدينا ميل للقسوة، لسحر القوة. نحن نعرف أنه في جزء كبير من اللعبة الجنسية تكمن القوة، لذا فلقد أصبح للستالج منصات أخري. السبب هو أكثر تاريخية ووجودية. في كل عصر تصبح هناك أشكال أخري من التعبير عن الارتباط بين الجنس والقوة. ولهذا فللسير الذاتية للحكام الدكتاتوريين شعبية كبيرة هنا.

قال فوكو ردا علي هذه الظاهرة أنه لا يفهم الربط بين النازيين، الذين كانوا موظفين قاتمين، وبين الجنس. كان هو أحد المنظرين البارزين الذين ربطوا بجرأة بين القوة والجنس، وضللنا وضلل نفسه عندما قال ما قاله، ربما لأنه خاف علي نظريته من هذا الحكم. كان أيخمان عاشقا كبيرا. كانت له عشيقة يهودية لم ترغب في تسليمه بعد 1945. لم يكونوا جميعا علي هذه الشاكلة، ولكن هذا هو النموذج الأكثر مثالية لشخص بدا في محاكمته بائسا وقبيحا جدا ولكنه أحب النساء بهذه الدرجة. إذن فقد كان للنازيين الكثير جدا من الانحرافات الجنسية واستطاع مبدعون كثيرون استثمار هذا، وحتي اليوم لازالوا يستثمرته. ليس صدفة أن استخدام الملابس الجلدية في البورنوجرافيا السادومازوشية يذكرنا بالمعاطف الجلدية لضباط الإس إس.

المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام

  صدر للباحثة السعودية الدكتورة هتون أجواد الفاسي مؤخراً كتاب باللغة الانجليزية بعنوان «المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام: الأنباط» عن دار آركيوبرس البريطانية بمدينة أكسفورد، ويقع الكتاب في 129 صفحة من القطع الكبير و37 لوحة.

 ويتناول الكتاب تاريخ المرأة في الجزيرة العربية قبل الإسلام في الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الثاني الميلادي أي منذ ما يقارب ألفي عام، ويركز على تاريخ المرأة النبطية خلال فترة دولة الأنباط التي سادت في الشمال الغربي للجزيرة العربية والممتدة حالياً ما بين السعودية والأردن ومصر وسوريا وفلسطين.

 ويعتمد هذا في مصادره على النقوش الكتابية والآثار والمصادر الكلاسيكية بالإضافة إلى الدراسات النسوية وما استجد حديثاً في علم التأريخ، كما قامت مؤلفة الكتاب برحلة ميدانية مطولة شملت المناطق التالية: مدائن صالح، العلا، خيبر، تبوك، قُرية، البدع (مغاير شعيب)، مقنا، عينونية، ضبا، الوجه، روافة، الديسة، تيماء، دومة الجندل، سكاكا، القريات.

 إثرا والكاف بالمملكة العربية السعودية ومناطق البتراء، البيضا، وادي رم، خربة الذريح، خربة تنور، سلع، الطفيلة، مادبا، جبل نبو، أم الجمال وأم القطين في الأردن وتدمر، بصرى، السويداء، خربة الخضر، دومه، صلخد، سيع، قنوات، وأوغاريت في سوريا، والجبيل، صور، صيدا، بعلبك والنبطية في لبنان، ووادي مكتب، طريق قوافل جنوب سيناء، وادي سيح سدره، وادي حجاج، سرابيط الخادم وغيرها في شبه جزيرة سيناء وذلك للوقوف على الآثار المتعلقة بموضوع الكتاب.

 وسؤال الدراسة الأول هو ما إذا كانت المرأة النبطية قد تمتعت بمكانة متميزة بالنسبة لمجتمعها والحقبة التاريخية المشار إليها، وبعد التدليل على ذلك تنتقل الدراسة إلى التساؤل الثاني حول العوامل التي جعلت بإمكان المرأة النبطية أن تبرز في النقوش والعملة وتكون لها مكانة متميزة مقارنة بمعاصراتها. ويسعى الكتاب بشكل خاص إلى تعويض تهميش دور المرأة عبر التاريخ من خلال رواية ما يُعرف من قصة المرأة النبطية التي تمثل جزءاً مهماً من التاريخ الإنساني عموماً والعربي خصوصاً.  

538 دار نشر تشارك في معرض الكويت للكتاب

  اعلن الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الرفاعي عن مشاركة 23 دولة في الدورة ال32 لمعرض الكويت للكتاب.. وبين الرفاعي في مؤتمر صحافي ان عدد دور النشر المشاركة يبلغ 538 دار منها 477 دار نشر اهلية و 55 مؤسسة رسمية وست منظمات عربية ودولية تشارك ب 11891 عنوان حديث من اجمالي الكتب المسجلة في قاعدة البيانات والتي تبلغ 109700 عنوان.

واشار الى اقامة عدد من المعارض المصاحبة لمعرض الكتاب وهي المعرض الخاص ب20 فنانة تشكيلية كويتية من مختلف المدارس ومعرض لمراقبة التراث العربي يقدم خلاله مجموعة من المخطوطات الاصلية والمصاحف النادرة.

وحول مشاركة المجلس الوطني في المعرض بين ان ادارة النشر والتوزيع التابعة للمجلس شاركت بجناح يضم اصدارات المجلس المختلفة والاعداد القديمة والنادرة من السلاسل المختلفة بالاضافة الى قرص مدمج يضم 267 كتاب من سلسلة عالم المعرفة.

وقال الرفاعي ان ادارة المعرض خصصت ديوانية يلتقي فيها الاعضاء الناشرين العرب مع الناشرين الكويتيين والضيوف خلال فترة المعرض لتبادل الاراء ومناقشة مشكلات الناشرين العرب كما تم تخصيص جناح لاصدارات اعضاء اتحاد الناشرين العرب بالاضافة الى مشاركة دار الكتب والوثائق المصرية للمرة الاولى.

كتاب يقدّم قراءة نقدية لتجربة حماس وحكومتها

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً حمل عنوان "قراءات نقدية في تجربة حماس وحكومتها 2006-2007"، يتناول فيه تجربة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/كانون الثاني 2006 إلى ما بعد الحسم العسكري في قطاع غزة، وهو موضوع يشكّل مثاراً للجدل ويفتح مجالاً واسعاً للنقاش.

 شارك في إعداد الكتاب عشرون باحثاً ومتخصصاً في الشأن الفلسطيني من مختلف الأطياف والاختصاصات، درسوا تجربة حماس في تطبيق برنامجها السياسي، وأدائها الحكومي، وسلوكها الأمني، وعلاقاتها الداخلية والعربية والدولية.

 ومن بين المشاركين شفيق الحوت، وأسامة حمدان، وعبد الستار قاسم، ووليد عبد الحي، وحسين أبو النمل، وعدد من الكتاب والمحللين والمفكرين. 

ويرى الكتاب الذي حرّره رئيس مركز الزيتونة محسن صالح أن حركة حماس حقّقت شرعية شعبية لنفسها ولبرنامجها في المقاومة من خلال فوزها بأغلبية مريحة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، إلا أن النموذج الإصلاحي والتغييري الذي أرادت تقديمه اصطدم بتحديات الصراع الداخلي، وحقائق الاحتلال الإسرائيلي، وبالحصار الدولي الظالم والخانق، وبالضعف العربي والإسلامي.

 ويخلص الكتاب إلى أن حماس لم تتمكن من تنفيذ برنامجها بسبب الصراعات والضغوط والضربات التي كانت تأتي من كل جانب، كما تعرّض أداؤها الحكومي للعديد من الانتقادات، ووجِّه الكثير من الأسئلة عن مدى واقعية حماس في التقدم لقيادة سلطة تعمل تحت الاحتلال، أو عمل برامج إصلاحية في بيئة لا تملك فيها مفاتيح القرار الحقيقي أو التغيير على الأرض. 

 الخيارات المحدودة

 وقال محسن صالح  إن الكتاب خلُص إلى أن الخيارات التي سنحت لحركة حماس كانت محدودة جداً، فوجدت نفسها تدخل ممرات إجبارية.

 واعتبر صالح أن الكتاب ميّز بين الخيار الذي اتخذته حماس بدخول الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة، معتبراً أنه "خيار كان لا بد منه، فحماس كانت بحاجة لحماية نفسها، لا سيما أنها كانت –حينذاك- مستهدفة ومعرضة للضرب والتهميش في أي وقت".

 أما الخيار العسكري الذي سلكته في حسم المعركة في قطاع غزة, فقال صالح إن آراء المشاركين في إعداد الكتاب تباينت في تقييمه، لا سيما أن الكتّاب ينتمون إلى مشارب وفئات وفصائل مختلفة، وقد عبّروا عن وجهات نظرهم المختلفة.

 وتابع "لكن المحصلة الأساسية التي تمّ الإجماع عليها هي أن حماس وُضعت في الزاوية الصعبة بسبب الممارسات والانفلات الأمني الذي قام به بعض الأطراف، وكانت إلى حد كبير في وضع المضطر، لكن هذا لا ينفي وقوعها في سلسلة أخطاء ميدانية سواء في الممارسة على الأرض أو في الجانب الإعلامي، وكان بإمكانها أن تنفذ عملية الحسم بشكل أفضل وأخطاء أقل، لأن ما حصل تسبب إلى حد كبير في تشويه صورتها".

 ونفى صالح أن يكون الكتاب قد تمّ إعداده "بناء على طلب قيادة حماس، فنقد تجربة حماس فكرة قديمة عملنا عليها ابتداء من مايو/أيار الماضي، أي قبل الحسم العسكري في غزة. والفكرة انطلقت حين أحسسنا بالقلق على المشروع الوطني الفلسطيني، لا سيما بعد الانفلات الأمني الذي حصل واستقالة وزير الداخلية هاني القواسمة، فشعرنا بأن المشروع الوطني يتعرض للخطر، وبالتالي حرصنا على تقييم التجربة في ذلك الوقت في إطار علمي ومنطقي ومنهجي وليس في إطار عاطفي، كما فعل الكثيرون".

 يقع الكتاب في 322 صفحة من القطع الكبير، وينقسم إلى جزئيْن، الأول يحوي أعمال حلقة نقاش عقدها مركز الزيتونة بتاريخ 25 يوليو/تموز 2007 تحت عنوان "تجربة حماس وآفاق الخروج من المأزق الوطني الفلسطيني"، قدّمت فيه سبع أوراق عمل توزعت على ثلاثة محاور، إضافة إلى مداخلات المناقشين وردود وتوضيحات مقدمي الأوراق.

 ويتضمن الجزء الثاني مجموعة من القراءات النقدية لعدد من المتخصصين المستكتبين من قبل المركز، تناقش تجربة حركة حماس في 13 موضوعاً مختلفاً، وتقدّم تقييماً لأداء الحركة في التعامل مع كلّ منها، واضعة مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات والتوصيات. 

الزواج الفاشل لشكسبير في كتاب جديد

   على الرغم من الشهرة الواسعة التي حظي بها وليم شكسبير والكتب الكثيرة التي غطت مساحة واسعة من أعماله المسرحية وشخصيته، إلا أن حياته الاجتماعية الخاصّة ظلت بعيدة عن البحث وتسليط الأضواء عليها، مع استثناءات نادرة من حين لآخر، ولعل كتاب (زوجة شكسبير) للكاتبة الأسترالية الأصل جيرمن جرير.

 يعد واحداً من تلك الاستثناءات التي كشفت جوانب مجهولة من حياة الكاتب الاجتماعية والعاطفية وسلطت الضوء على المرأة التي وقفت خلفه طوال حياته العملية ولم ينصفها المؤرخون وكتاب السير الذاتية على الإطلاق.

 لم يكن جميع الذين كتبوا عن شكسبير، أو أرّخوا لحياته منصفين بحق تلك المرأة، تقول جيرمن جرير، لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث العميق في الجوانب الاجتماعية لحياة الكاتب الأسطوري الذي عاش في القرن السادس عشر ووضع أسس المسرح وفلسفة الدراما، تلك الفلسفة التي خضعت للبحث والتنقيب بواسطة المئات من الكتب على مر القرون،

 لكن لا أحد انتبه لامرأة رضيت العيش في ظل الكاتب العظيم وتحملت نزقه وتقلباته بصبر وبسالة، لذا قررت أن أكتب عن آن هاثاواي، أو آن شكسبير، زوجة الكاتب المحبة ذات الروح الباسلة التي كانت تكبر الكاتب بثماني سنوات. لقد تزوج وليم شكسبير آن هاثاوي عندما كان في الثامنة عشرة من العمر، عندها كانت هي في السادسة والعشرين وحاملاً في الشهر الثالث بابنتهما «سوزان» التي ولدت في العام 1583، ومن ثم ولد لهما التوأم «جوديت» و«هامنت» بعد سنتين.  

توفي وليم شكسبير في العام 1616 ككاتب عظيم وثري إلى حدٍ ما، بعد أن اعترف بزواجه من آن قبل وفاته بفترة وجيزة، في حين بقيت تلك المرأة مجهولة للغالبية العظمى من أصدقائه ومعارفه في الجزء الأعظم من حياته.

 لقد عد أغلب كتّاب السير الذين أرخو لحياة شكسبير (أغلبهم رجال تقول جيرمن جرير)، الكاتب ضحية زيجة من دون حب قلبت حياته جحيماً وكادت تقضي على موهبته، عندما كتب عليه العيش مع امرأة بعمر أمه، لكن الحقيقة، حسب غرير، غير ذلك، فقد كانت آن امرأة جيدة بروح باسلة محبّة وزوجة صالحة كانت تضع احترام زوجها وموهبته نصاب عينيها ومهتمة غاية الاهتمام بعمله،

 وقد امتدت تلك المسؤولية حتى بعد وفاة زوجها عندما تصدت للإشراف على نشر أعماله في طبعاتها الأولى، لكن للأسف لم يكن ثمة ما يثبت ذلك الان، تقول جرير، ليس ثمة عقود موقّعة أو فواتير وما شابه، لم يكن الورق قادراً على الصمود في تلك الأزمنة، لاسيما أن الجرذان في كل مكان وزمان، في إشارة لتآمر البعض لإبقاء آن في الظل.

 لقد بنت الكاتبة استنتاجاتها بتأن وصبر، وساقت الحجة تلو الحجة لتقارع ما اصطلح على تسميته زواج شكسبير الفاشل، أو الخطأ الكبير في حياته، مستلة تلك الاستنتاجات والحجج من أعمال شكسبير نفسه الذي طالما قدم العلاقات الزوجية الناجحة المبنية على الحب والسعادة في الكثير من مسرحياته، لولا أنه عرف الحب والسعادة الزوجية في حياته الخاصّة لما تمكن من الكتابة عن تلك العلاقات بهذا العمق، تحاجج جرير.

 لكن هل جميع طروحات جرير في كتابها الجديد صحية؟ أعني لجهة عمق المشاعر التي جسدها شكسبير في مسرحياته، لاسيما وأنه كتب بطريقة جميلة وعميقة أيضاً عن زيجات فاشلة وغير سعيدة، ربما كانت جرير على حقّ مستندة إلى بحوثها الحديثة واستنتاجاتها في الفلسفة الاجتماعية، وربما لم تكن كذلك، على الأقل لجهة كونها امرأة أرادت الانحياز لابنة جنسها في النهاية، لا أحد يستطيع الجزم بهذه السهولة في الحقيقة،

 لكن الشيء المؤكد أن جيرمن جرير قدّمت كتاباً مهماً للتاريخ الفني والاجتماعي، ولعل أهميته لا تأتي من كونه قد سلط ضوءاً على جوانب مجهولة من حياة آن شكسبير ومكانتها فقط، بل تجاوزه إلى تسليط الضوء على جيرمن جرير نفسها ككاتبة وباحثة مهمة تصدّت لموضوعة شائكة ومعقده تتعلق بسلوكيات شكسبير التي لم تتفق الآراء عليها حتى يومنا هذا.

1256عنواناً إسلامياً لعام 2007 في معرض الشارقة الدولي للكتاب

   تشارك 138 دار نشر عربية متخصصة في الكتاب الإسلامي « مصاحف ـ تفسير ـ عقيدة ـ فقه إسلامي ـ مذاهب ـ مقارنات بين الأديان... الخ » بالدورة السادسة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ينظم بمركز إكسبو الشارقة في الفترة من 5 ـ 14 ديسمبر الحالي ويبلغ عدد الدور المشاركة بشكل مباشر 59 داراً.

 إضافة إلى 79 داراً منحت توكيلات لتلك الدور وهي من الإمارات ـ مصر ـ سوريا ـ لبنان ـ اليمن ـ السعودية ـ تركيا وليبيا، هذا إضافة إلى حوالي 8000 عنوان من إصدارات السنوات الثلاث السابقة.

 وتجدر الإشارة إلى أن حجم الإقبال على الكتاب الإسلامي الصادر حديثا يشهد نموا مطردا، ويولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الكتاب الإسلامي جل اهتمامه حيث وجه سموه بإنشاء مكتبات في كافة مساجد الشارقة.

 إضافة على مكتبة عامة ومتخصصة للكتاب الإسلامي تشرف عليها دائرة الأوقاف بالشارقة، كما أن الاهتمام بهذا الكتاب يأتي تعزيزا للحوار مع الآخر حيث يتم توفير عناوين ونسخ من تلك الإصدارات لمراكز ثقافية إسلامية في أوروبا أقيمت بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة.

 كما أنهت لجنة المطبوعات لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أعمالها التي تستهدف توفير أرقى الخدمات للجمهور والناشرين والإعلاميين.

«تناصّ معماري» في بغداد

   صدر حديثا للمهندس المعماري العراقي الدكتور خالد السلطاني، كتاب «تناص معماري ـ تنويع على تطبيقات المفهوم»، ويتناول بشكل خاص أعمال المعماريين الدنماركيين في البلدان العربية. واختار الدكتور السلطاني لكتابه الجديد شكلا خاصا، هو «الكتاب المربع»، ويقع في 300 صفحة، وتولت إصداره دار المدى للنشر، وموضوع الكتاب.

 كما ورد في مقدمته ـ هو احد المواضيع المطروحة بقوة على بساط البحث في أدبيات النقد المعماري الحداثي، وهو يستقي أهميته المعمارية من جانبين، يثري المرجعية الفكرية لمصممي تلك الأبنية بقيم معمارية مختلفة من جانب.  

ومن جانب آخر، يقدم للمعمار المحلي تمرينا ملموسا لأهمية تلك القيم والمبادئ المألوفة لديه، ولكن من خلال قراءتها بنكهة خاصة.. نكهة متأتية من تأويل الآخر وتفسيره لها ضمن معايير ثقافته المختلفة ومستوى معارفه المهنية..

 فالكتاب يشتغل على منهاج إعادة فهم وتقييم العناصر المألوفة لعمارتنا ضمن رؤى مخالفة قادرة بحكم تميز منجزها ان تمنحها حياة أخرى، وتجعل منها جزءا من تطبيقات الخطاب الحداثي، بمقارباته المتنوعة، المتخم بها المشهد المعماري العالمي.

 المؤسسة العربية للدراسات في معرض مونتريال

   شاركت المؤسسة العربية للدراسات والنشر في معرض الكتاب الذي اقيم في قصر المؤتمرات بمدينة مونتريال بكندا في الفترة ما بين 17 ـ 20 نوفمبر الماضي، تنظم المعرض رابطة MESA Middle East Studies Association وهو يأتي على هامش مؤتمرها السنوي الكبير والذي يحضره هذا العام قرابة 2000 أستاذ وباحث جامعي من جميع أنحاء العالم.

 يبلغ عدد دور النشر المشاركة 86 دار نشر ومنها دور نشر جامعية في الولايات المتحدة الأميركية وتلك المهتمة بدراسات الشرق الأوسط .

دراسة فرنسية عن كتابة الاعترافات العربية:

ليست هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها طرح اشكالية السيرة الذاتية للكاتب العربي. فبرغم نشأة هذا النوع الأدبي وازدهاره في البلدان العربية الا انه خضع دوما لمعايير صارمة وجهت الأنا والزمتها بالضوابط الاجتماعية. وليس هناك دليل علي ذلك أكثر من التشوش الدلالي في الأدب العربي الكلاسيكي حول مصطلح الفهرسة الذي يعني دمج فهرس وسيرة ذاتية معا ، حيث يعرض الكاتب قصة حياته مع الالتزام بالأنماط الأساسية السائدة، فيدون خبراته العلمية والمهنية ويستعرض قائمة بالاختبارات القاسية التي مر بها.

يأتي هذا النظام الاجباري للسرد ليدعم نموذج بناء الفهرسة ويجعل الحكاية أقل ذاتية

وهكذا,كان من المعتاد أن تبدأ كتابة السيرة بشجرة عائلة توضح نسب الكاتب. وكي يتم تجاوز هذا النموذج كان يجب أن يظهر كتاب نشأوا في ظروف أقل تزمتا وقادرين علي الاستفادة من الحمايات الأجنبية فيما يخص توجههم لتكثيف الاحساس ب الأنا وجعله أكثر ذاتية ، وهكذا تمت محاولات لتطوير الوعي بوجه الخصوص في العشرينات والثلاثينات.

علي هذا النحو, تعتبر تجربة اسماعيل بيج شول الذي أصدر سيرته الذاتية بالعربية عام 1934 تحت رعاية الجامعة الأمريكية ببيروت تجربة نموذجية. فكل شيء كان يدفعه الي أن يقدم نفسه ويروي حياته بصورة أكثر ذاتية فهو يزيدي ومن أصل كردي عراقي (مما يضاعف من الجانب المضطهد في هويته باعتباره ) مما أكسبه تعاطف وصداقة الجمهور في الخارج. وأصدر شول كتابه تحت عنوان سيرة اسماعيل بيج شول وهو عنوان طويل الي حد ما بالنسبة للقواعد المتعارف آنذاك والتي خالفها تماما شكلا وموضوعا . وبداية من العنوان استطاع النص الهروب من ثقل قواعد النموذج القديم للسيرة الذاتية أو ما تسمي بالفهرسة.

لقد كان كتابه مميزا واختلافه عن الأعمال الأدبية السابقة واضحا فبرغم انتمائه الي عائلة من الأمراء تجنب تماما أن يذكر للقارئ أي شيء عن نسبه وبدأ مباشرة بقصة زواجه التي عارضتها العائلة بشدة ثم انتقل الي قص ذكريات منفاه حيث ماتت زوجته علي اثر انجابها لطفلهما كان من غير الممكن أن يتطرق كاتب الفهرسة الي سرد أحداث موت الا ان كاتب السيرة الذاتية يستطيع أن يروي أحزانه لكن مبتعدا عن المبالغة والخطابة ثم يزيد هذا الاختلاف بتعمق الكاتب في سرد تجواله وشروده وتركه ابنه لمرضعة مما يتعارض مع كتاب الفهرسة الذين يفخرون وينعمون بذريتهم

لقد تبلور مفهوم السيرة الذاتية وتطور شكلا وموضوعا في الوقت الراهن أكثر من أي وقت آخر وصدرت مؤخرا ترجمات فرنسية لسيرتين ذاتيتين عربيتين معاصرتين في آن واحد (رام الله حبي لمحمود أبو هشهش )و(مقاربة الأبد لجمال الغيطاني ) نستطيع اعتبارهما التطور الأدبي لسيرة شول. فالعملان مأخوذان من الواقع كما هو دون أي تعديل يذكر ككل الأدب المنتمي لأسلوب الواقع التخيلي. حتي اذا قرر الكاتبان اختيار عناوين مراوغة لا تنبئ بأن محور الرواية الوحيد هو مسألة الأنا ومعاناتها الذاتية.

تبدأ قصة محمود أبو هشهش الكاتب الفلسطيني (في الثلاثينات من عمره )باستحضار قصة حب كادت أن تنتهي واختار محمود أن تكون جملته الاستهلالية لماذا لم تعودي . ويروي انه يعيش في الانتظار ويصر علي أن يوجه يومياته لتلك المرأة الغائبة الحاضرة دوما في قلبه: اني أقر ان لديك موهبة خاصة في فن صناعة الذكريات بطلة أبو هشهش هي امرأة ذات شخصية قوية فهي فرنسية متحررة أتت لفلسطين للتضامن مع الشعب الفلسطيني ولتصبح شاهد عيان علي الوضع عندما تعود لفرنسا.

لقد اكتشف محمود ذاتيته واعترف بها كنا جالسين علي مائدة في مطعم ايطالي في الشانزلزيه حين قلت لك اذا كتبت رواية ربما بدأت باحدي ذكريات المراهقة فيروي: قد كنت تلميذا عندما انجذبت عيني لعابرة جميلة من زجاج الحافلة كنت أتمني أن تطول اللحظة وألا أعود الي المخيم قبل أن أتبعها في رحلة طويلة ­في كتابة اليوميات هناك دائما ثغرة متروكة للاحتمالات

جمال الغيطاني كاتب مصري يبدأ روايته بتجربة المستشفي حيث كان يستعد لاجراء عملية خطيرة من الممكن أن تكون المستشفي الأمريكية لكنه لم يوضح واكتفي بوصفها بانها بعيدة جدا عن وطنه ، ظهرت الممرضة في الغرفة ثم ذهبت : ماكادت أن تترك الغرفة حتي شعر بالضيق وأراد أن تعود مرة أخري . لماذا بدءا من ظهورها في القصة لجأ جمال الغيطاني الي ضمير الغائب هو ليتكلم عن نفسه هل كان مازال هو نفسه بنفس أنا الكاتب البليغة المعجبة بذاتها كاترين _ أيا ما كان اسمها _ جعلت منه رجل آخر كان حياديا وبدخوله المستشفي واجه السؤال الحقيقي : من أنا ؟

وأكمل الغيطاني اللعبة , وبدأ يحكي عن والده العزيز الغالي وعن انفصاله عنه وما يمثل موته له وهو في السادسة عشرة من عمره في تلك الليلة المقدرة ، وكتب القصة دون أي مغالاة أو مبالغة عاطفية, وكانت تبدو كاعتراف متحفظ وبحسب رأيه ان هذا العمل يعد اعترافا أكثر منه رواية : لقد كانت تلك هي المرة الأولي التي اتكلم فيها بحرية عن تلك الليلة .

من الممكن أن يبدو ذلك ككذبة كبيرة لقراء كتاب (التجليات) الذي طرح مسألة فقد الأب بأسلوب مبالغ فيه ومتكلف لاهتمام الكاتب بانتاج عمل أدبي رفيع أكثر من عمل واقعي ليس من السهل علي اي عربي كتابة سيرته . في هذا العمل غابت الصوفية الشفاهية المجازية فلقد مر الغيطاني بعملية قلب مفتوح ليس فقط بالمعني الحرفي وهكذا انتصرت الواقعية التخيلية.

الرابط بين اسماعيل بيج شول وتابعيه من فلسطين ومن مصر هو رابط الحياة نفسها بحواجزها الثقافية التي يجب تجاوزها كصدمة وجود المرأة المحرمة التي لا تريدها العائلة كزوجة وسواء كانت قادمة من فرنسا أو ترتدي سترة تمريض. تلك الصدمة هي البذرة التي قام عليها بناء الروايات الثلاث، فقد عاش الغيطاني تلك الصدمة بشكل أقوي من التضمينات المجازية الصوفية التي اعتاد اللجوء اليها أمسكت الممرضة برباط سترة المستشفي المعقود من الخلف وجذبته لأسفل بشكل جعل عري يكتمل تماما أمامهم . لم يعد هناك مكان متاح للأدب المتكلف خطيئة اللغة العربية منذ أن كتب مذكراته ليتعري بشكل أفضل نستطيع أن نقول : اذا تعري الملك فلم يعد هناك مكان للخجل.

الفاتحون، الأمراء والخلفاء أحدث كتاب عن الإسلام في أسبانيا:

نظرة جديدة للأندلس.. الجنة المفقودة

دائما ما نري نحن العرب الأندلس جزءا من ماض نعتز به.. نتغني بأمجادنا وانتصاراتنا التي حققها المسلمون علي أراضيها، بينما يري الغرب ­ وعلي وجه الدقة بعضا منهم­ أن الأندلس كانت ولا تزال أرضهم التي غزاها المسلمون وما أنجزوه هناك يقوم به أي مستعمر أو غازي في الأرض التي يضع عليها قدمه. ويظل هذا الاختلاف قائما لن يتم حسمه.

وقد بدأ الاهتمام الواضح ثانية بالأندلس منذ منتصف السبعينيات.. منذ أن بدأت إسبانيا تعاني لسنوات من تعايش صوري وتغير لمفهوم الهوية القومية لبعض عناصر مجتمعها، فأصبحت تلتمس صورة العصور الوسطي التي عاشتها شبه جزيرة إيبيرية بما فيها من علاقات إيجابية متبادلة بين أفراد المجتمع وبين الأديان المختلفة.. فأصبحت الأندلس هي الجنة المفقودة.

وعندما كانت الأندلس هدف للمؤرخين، المستشرقين وعلماء الآثار... فقد قدم لنا الكاتب والمؤرخ الإسباني إدواردو مانثانو مورينو كتابا جديدا تحت عنوان الفاتحون ، الأمراء والخلفاء.. الأمويين وتأسيس الأندلس . ويطرح فيه مانثانو الأستاذ بالمجلس الأعلي للبحوث العلمية نظرة جديدة لعصر يراه من أكثر العصور غموضا وجدلا في تاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية وهو فترة الثلاثة قرون اللاحقة للفتح العربي عام 711م، والتي تحولت فيها أرض مسيحية ورومانية تجعرف باسم إسبانيا إلي أرض إسلامية وعربية عجرفت بالأندلس والتي كانت من أكثر المراكز الثقافية إشراقا في العالم. ويجعد هذا العمل ثمرة بحث غير عادي لم يجبن فقط علي قراءات نقدية لمصادر عربية ولاتينية، لكنه غني بالإسهامات الحديثة لعلماء الآثار والمتخصصين في المسكوكات والتي أكدت في كثير من الأحيان ما تقوله هذه المصادر.

وقد ظلت الأندلس ­ بالنسبة لكثيرين بمن فيهم المثقفون­ تدور في دائرة مفرغة فنري في كتابات المتخصصين سواء كانت مقالات أو كتبا من يصفها مرة بالمجتمع المثالي ومرة أخري من يشوه تاريخها وحضارتها.. أما مانثانو فقد كسر هذه الدائرة.. فمن البداية قرر أن من يعتقد أن المجتمع الأندلسي بكل تعقيداته هو مجتمع مثالي ونموذج فريد وأن يتلخص حكمنا عليه في كلمة من اثنتين أبيض أو أسود، فسيكون بالتأكيد قد وقع في خطأ كبير، فمن وجهة نظره لا يجب طرح قضية الفتح العربي كما يطرحها بعض المتخصصين في السنوات الأخيرة إما من وجهة نظر محافظة تقول بأن الفتح كان تفتيت للمجتمع الإسباني وفرض وجود مجتمع آخر غريب عنه، وإما من وجهة النظر الأخري التي تري أن الفاتحين أثروا بالكاد في السكان الأصليين وأن الفتح كان استمرارا لتاريخ المجتمع الإسباني تحت حكم القوط.. لكنه يري أن المجتمع الأندلسي كان من التعقيد والتداخل بحيث يصعب الحكم عليه بهذه الطريقة القاطعة.. فقد كان أقرب إلي لوحة من الفسيفساء.

وقد كسر إدواردو مانثانو حاجزا آخر في كتابه وهو الحاجز الذي يفصل بين دارسي العصور الوسطي من العالم المسيحي ومن العالم الإسلامي.. فكانت لديه الرغبة في توحيد العالمين.. لذلك استعان بدراستهما ودخل في مناظرة وجدال مع المصادر والمراجع من كلا الجانبين.

 وقد جعل مانثانو من اسم الكتاب الفاتحون، الأمراء و الخلفاء تلخيص لما يحويه بداخله.. فقد قسم كتابه إلي ثلاثة أجزاء كل جزء منهم يتحدث عن فترة تاريخية معينة.. فالجزأن الأول والثاني ­ وعنوانهما الفاتحون و الأمراء ­ يهتم فيهما الكاتب بالجيش، بإدارة البلاد، بالموارد، النظام الإجتماعي، الضرائب والثوار.. لقد اهتم بكل مظاهر الحياة المادية حتي عجدة الزراعة وصناعة الفخار والابتكارات التقنية و الزراعية، وقد أولي إهتماما خاصا لنقطة هامة من وجهة نظره وهي كيف أن الفتح العربي إستطاع من خلال ما قام به من تنمية عمرانية وإستخدامه لموارد شبة الجزيرة إلي أن يتحول إلي شكل جديد من أشكال الحكم.. فهو يري أن بناء المدن والجوامع لا يدل علي مظاهر الروعة والفخامة ولكنها إشارات لمميزات معمارية يوطدوا معها حكمهم، وقد أدهشه اشتراك الكثير من أهل البلاد الأصليين في تشكيل وتدعيم هذا الحكم خاصة أبناء الطبقة الأرستقراطية الذين تعاونوا مع الفاتحين في مقابل مكاسب جيدة لهم.. فقد رأوا في هؤلاء الفاتحين ضمانا للدفاع عن مصالحهم كما أن العرب جنوا الكثير من هذه التحالفات.. بمعني آخر قام الفتح بتحولات عميقة، ليست تحولات جوهرية عن طريق نشر الدين الجديد (لأنها عملية تأخذ الكثير من الوقت) إنما عن طريق التوسع العسكري التي سهلته قطاعات واسعة من هؤلاء الأرستقراطيين، فيري الكاتب أنه تعامل هنا مع حالة لا تختلف كثيرا عن الفتح الروماني إسبانيا أو الاستعمار الإسباني لأمريكا اللاتينية والذي نتج عنه تحولات اجتماعية وثقافية جوهرية بعد زمن طويل. وقد ساعدت تحليلاته في كثير من الأحيان علي رسم صورة معقدة عن التحول الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي مر به المجتمع الإسباني. وبالرغم من مانثانو لم يهتم في هذين الجزءين بالناحية الدينية إلا أن الإسهامات الأثرية التي استعان بها أكدت ما يريد قوله عن عدم التأثير الجوهري في المجتمع الذي يحدثنا عنه وهي عثور علماء الآثار علي قبور الإسبان الذين دخلوا الإسلام بعد الفتح في نفس المدافن التي كان أجدادهم يدفنون فيها، لم يتغير شيء سوي وضع استلقائهم.. فبدل أن كانوا يدفنوا وهم مستلقون علي ظهورهم أصبحوا يّدفِنون موتاهم علي جانبهم الأيمن.. وهذا يدل علي أن هؤلاء المسلمين الجدد لم يكونوا يعرفون بمنع الدين الإسلامي دفن المسلمين في المقابر التي يدفن فيها غير المسلمين.

 أما الجزء الثالث من الكتاب فقد خصصه لفترة الخلافة الأموية التي بدأت عام 929م حتي أفول نجم الدولة الأموية في عام 1031م، ووضع له اسم الخلفاء . وعندما يصل القاريء إليه سيشعر أنه يقرأ كتابا منفصلا تماما عن الجزءين السابقين.. حيث إن الكاتب أراد أن يصل به إلي نهاية الطريق.. بمعني آخر يصل للحظة التي تحولت فيها الأندلس بالكامل إلي مجتمع إسلامي، وفي هذه الفترة تأسس ما يسميه مانثانو (بالنظام الإسلامي) وهو مجموعة من الممارسات الدينية والقواعد القانونية والاجتماعية التي وضعت بطريقة تجعل من اليسير تنظيم المجتمع حسب تعاليم الدين الإسلامي، ومع أن مانثانو اهتم هنا بالحكم وبقدرته علي الحفاظ علي إدارة البلاد، كما أنه سلط الضوء أكثر علي الحياة الدينية والفكرية التي ظهرت فيها تيارات جديدة ليس فقط في الناحية التشريعية بل الدينية أيضا.. وهذه التيارات الأصولية سمحت بعد ذلك بظهور الصوفية.. إلا أنه افتقد كثيرا التأكيد علي الناحية الأيديولوجية لهذه القوي السياسية في هذه الفترة وعلي خصائص حكمها وسيطرتها علي أتباعها الذين سبغوا علي الخليفة صفة القداسة حتي أنهم أطاعوه في كل قراراته سواء كانت شرعية أم لا. ويري بعض النقاد أن هذا الجزء هو الجزء الأقل دقة.. فتعلق الناقدة مرثيدس جارثيا وتقول إن الكاتب لم يبرع فيه كفاية.. حيث أنه لم يرسم الصورة الكاملة والدقيقة كالتي رسمها في الجزءين السابقين، صحيح أنه أثار نقاطا ذات أهمية لكنها غير مترابطة وانطباعية خاصة أنه استعان بمصادر أكثر غني وأهمية من سابقتها وتتميز باختلافها وتنوعها فهي قانونية، دينية، أدبية وتاريخية... ربما لأنه عاني من نقص الوثائق الأرشيفية العربية الخاصة بالعصور الوسطي مما جعله يستعين بالأخبار والمعلومات الشفهية الموثوق في صحتها.

وبالرغم من أننا نأخذ علي مانثانو أنه أعطي اهتماما للتحولات الاجتماعية علي حساب أيديولوجية هذه المرحلة إلا أنه لم يغفل نقطة هامة.. وهي تعريب المجتمع.. فداخل بناء الإمبراطورية الإسلامية ­ وهنا يرجع الكاتب إلي التأكيد علي التشابه بين الإمبراطورية الإسلامية وبين الإمبراطورية الرومانية والإسبانية في أمريكا­ كان انتشار اللغة وتحولها إلي وسيلة وأداة أساسية لنقل الثقافة وتأكيد النفوذ إشارة هامة جدا لتوطيد هذا النظام الإسلامي.. فيذكر أن اليهود والمسيحيين في الأندلس (وفي الشرق الأوسط أيضا) كانوا يتحدثون ويكتبون باللغة العربية بما في ذلك نصوصهم الدينية.

وأخيرا هي تجربة لها مالها وعليها ما عليها لكنها في نهاية الأمر تجحسب لصاحبها.. فكتابه له طابع سهل الإدراك، مكتوب بشكل جيد من وجهة نظر جدية وأدبية، متواصل بشكل ممتع، والذي جعله أكثر سهولة في فهمه أنه يشرح كل كلمة جديدة ­ خاصة إذا كانت عربية ­ بشكل جيد دون الوقوع في خطأ تقديم لغة غير مفهومة أو مصطلح متخصص.. فهو يفسر الكلمة للقاريء دون أن يفسد معناها.

ويعد هذا الكتاب الفاتحون، الأمراء والخلفاء هو حلقة في سلسلة أعمال إدواردو مانثانو مورينو التي اهتم فيها دائما بتقديم تاريخ الأندلس سواء كان داخل إسبانيا أو خارجها والتي من أهمها حدود الأندلس في عصر الأمويين (1991)، وتاريخ المجتمعات المسلمة في العصور الوسطي (1992).

 مشاركة خارجية بمعرض طهران للمطبوعات ووكالات الأنباء

 استضافت العاصمة الإيرانية طهران معرضا للمطبوعات ووكالات الأنباء للمرة الأولى في تاريخها بعد أن كان يقام ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في دوراته السابقة.

وهي المرة الأولى كذلك التي يكتسب فيها معرض المطبوعات هذا طابعا دوليا بعد سمحت طهران لوسائل الإعلام الأجنبية بالمشاركة فيه.

مشاركة 16 دولة

وقال المسؤول بإدارة الإعلام الأجنبي في وزارة الثقافة والإرشاد علي رضا شيروي إن ست عشرة ‪  دولة شاركت لأول مرة في المعرض الدولي للمطبوعات ووكالات الأنباء. "

وأوضح   أن غرف وسائل الإعلام الأجنبية لاقت إقبالا واسعا من قبل الزوار مشيرا إلى أن وسائل إعلام وصحفا ووكالات أنباء من سوريا وفلسطين ومصر واليمن وقطر والكويت وجورجيا وطاجيكستان وأفغانستان وروسيا ولبنان والبحرين وباكستان وتركيا والإمارات العربية المتحدة وأذربيجان، تشارك في هذا المعرض .

من جانبه اعتبر مسؤول الإعلام بالمعرض إحسان مبيراب زاده أن حضور وسائل الإعلام الخارجية فرصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب على صعيد العمل الصحفي المحترف، كما أنه يفتح الباب أمام وسائل الإعلام الإيرانية لفتح مكاتب لها في الكثير من الدول.

وقال مبيراب زاده إن جعل هذا المعرض دوليا بعد أن كان مقتصرا على المطبوعات الإيرانية سيوفر الأرضية لتحولات جدية في مجال الصحافة والطباعة.

 ولقيت معارض الصور الإخبارية المقامة ضمن أجنحة المعرض إقبالا واسعا وخاصة الجناح الذي أقامته وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) والذي يوثق لخمسين عاما من تاريخ إيران المعاصر, وجناح آخر يتضمن الصور الإخبارية لأنشطة وفعاليات رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد.

وشكل المعرض فرصة للدارسين والباحثين في مجال الصحافة والإعلام عبر متابعة عدد من الندوات المتخصصة والتي قدمها أساتذة الصحافة والإعلام في الجامعات الإيرانية، أما على الصعيد الحرفي فأقيمت الكثير من الورش التي تدرب على فنون العمل الصحفي.

المعرض الذي يختتم الثلاثاء استقبل الكثير من المسؤولين ونواب مجلس الشورى الإيراني وحتى من قيادات الجيش، وهو ما وجده عدد من الصحفيين فرصة ذهبية لإجراء المقابلات والحصول على تصريحات تتعلق بآخر المستجدات على الساحة الإيرانية.

كاتب أميركي يرسم صورة مظلمة للملك فاروق

 بعد أن نجح مسلسل "الملك فاروق" في عرض صورة مشرقة لملك مصر, يرسم الكاتب الأميركي ويليام ستادين صورة أخرى لما يعتبره فسادا للملك وإسرافا في ملذاته وانشغاله عن الشعب, وذلك في كتابه الجديد "فاروق ملك مصر.. حياة لاهية وموت مأساوي".

 ويقول ستادين في الكتاب إن العام الذي سبق الإطاحة بالملك فاروق شهد تغيير الحكومة بضع مرات, فيما كان الملك منغمسا في الحفلات والسهر وفي بذخه وإسرافه على ملذاته وأهوائه, حيث زادت ثروته مما يعتبره استغلالا للنفوذ على 140 مليون دولار أميركي إضافة إلى آلاف الأفدنة.

 ويقع الكتاب الذي ترجمه الكاتب المصري أحمد هريدي في 383 صفحة كبيرة القطع وصدر بالقاهرة. وبه ملحق يضم عشرات الصور لفاروق صبيا وشابا وملكا. كما يضم الكتاب ملحقا بمقالات ودراسات لمؤرخين ونقاد تناولوا عصر فاروق بالمقارنة بين ما قالوا إنه الحقيقة التاريخية والمسلسل التلفزيوني.

 ملامح الصورة

 ويقول هريدي في المقدمة إن سيرة فاروق مثلت للمؤلف ستادين تحديا لأن الملك لم يكتب يوميات طوال حياته ونادرا ما كان يكتب خطابا. وصديقه الوحيد كان الإيطالي أنطونيو بولي وهو كهربائي القصر قليل الثقافة والمعرفة. كما كان القريبون منه هم حرسه الألبان وجميعهم رحلوا ولم يتركوا مذكرات.

 ويضيف أن المؤلف توصل إلى ملامح صورة أقرب إلى الحقيقة لفاروق الإنسان الملك اعتمادا على التقارير الدبلوماسية البريطانية والأميركية التي تناولت بعض شؤون فاروق كما التقى بمعارف الملك وبعضهم أرستقراطيون وعشيقات وأثرياء أصبحوا فقراء وفقراء أصبحوا أثرياء. 

 ويسجل المؤلف أن فاروق في يوم حريق القاهرة, تقدم 600 مدعو إلى مائدة عامرة احتفالا بمولد ابنه أحمد فؤاد. وقبل أيام من قيام الثورة توجه فاروق إلى مدينة الإسكندرية الساحلية ومعه 200 من أفراد الحاشية ليدير شؤون البلاد من قصري رأس التين والمنتزه. 

ويتابع أن الملك الذي كان عليه أن ينزع فتيل الانفجار في البلاد, انشغل بزوجته وابنه. ويقول إن فاروق كان عنوانا لعصر الاستهلاك حيث كان يمتلك 200 سيارة. وفي سبيل إنقاص وزنه اتبع نظاما غذائيا يزوده ببروتين خال من الدهون واستورد بالطائرة المحار البحري من الدانمارك.

 ويذكر الكتاب أن الغضب تصاعد نهاية عصر فاروق وتمثل في إحساس الطلبة والأحرار بالذل والمهانة لهزيمتهم أمام إسرائيل في حرب عام 1948 وكانوا يلومون الملك على هزيمتهم لأنه "باعهم لتجار حرب زودوهم بأسلحة فاسدة كانت السبب في خسارتهم".

 فاروق وناريمان

وأضاف أن قليلين فهموا كيف انتهت قصة الحب بين فاروق وزوجته الأولى فريدة إلى دخوله سلسلة علاقات متصلة لا تنتهي مع أميرات وروائيات وممثلات وراقصات, لكنهم لم يفهموا كيف استقر على الزواج من ناريمان الشابة التي قابلها في متجر للمجوهرات. وفسر ستادين زواج فاروق من ناريمان بأنه محاولة للتقرب إلى الشعب.

 ويضيف أن مجموعتين من الناس لم تعجبا بفاروق هما تنظيم الضباط الأحرار ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية, وأن الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت سخط على فاروق بسبب تغييره للحكومات في فترة قصيرة.

 ويقول ستادين إن خطأ فاروق تمثل في عدم تقديره الصحيح لمقدرة الفلاحين المصريين على الحركة التي انتهت بالثورة عليه. ويضيف أن فاروق خرج فجر يوم 21 يوليو/تموز 1952 بسيارته المرسيدس من قصر المنتزه في جولات انتهت بمائدة القمار في نادي السيارات الملكي.

 وجاءته مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء حسين سري يحذره فيها من انقلاب وشيك. وخيره بين تعيين اللواء محمد نجيب وزيرا للحربية أو القبض عليه مع بقية "الضباط المتآمرين", فطلب الملك من رئيس الوزراء أن يقرأ عليه أسماءهم وهوياتهم ثم ضحك في استهزاء وعاد إلى مائدة القمار. 

(الطاطران) حكايات العراقي الجريح

يقول المؤلف: الطاطران لا تشبه بقية أعمالي، وقد نظرت إليها علي أنها جزء من ثياب الشيطان الذي يطاردني منذ طفولتي، وهي علي جانب كبير من الوقاحة والجرأة، حكيت فيها الحقائق كما رأيتها هناك ما بين روما وبغداد، وربما أعطتها المخيلة نصيباً من الرتوش والماكياج، فهذا هو ما يفعله الخيال حين يأتي لزيارتنا في صومعة الكتابة.

الرواية صفحة، وتحكي عن حوار الحضارات وصراعها الأبدي ما بين الشرق والغرب، وهي تذكرنا بموسم الهجرة الي الشمال للطيب صالح والحي اللاتيني لسهيل إدريس، لكنها تغوص في القاع السفلي من المدينة لتقص علينا الكثير من المستور الذي لم يكشف القناع عنه.

ويضيف المؤلف: لعل اغرب ما كتبت من أعمال في حياتي في رواية (الطاطران) التي صدرت حديثاً عن دار الآداب أيضاً، وفيها أحكي عن تجربة رجل عراقي أمضي سنة من حياته ما بين روما وتيريستا ونابولي والبندقية في إيطاليا، رواية تحكي حوار الحضارات، الخسائر، الأخطاء، الخوف والحرمان والحرية والأمنيات المكبوتة.

وكاتبها أنهي العمل فيها في السابع من تموز (يوليو) 1997 بعد أن كتبها أربع مرات، حسب قوله، وانشغل بها ما يزيد علي واحد وعشرين شهراً، "لكنني فوجئت برفض نشرها في القاهرة، كما فوجئت بقرار اتحاد الكتاب العرب في دمشق تأجيل النظر فيها إلي إشعار آخر، وهو تعبير دبلوماسي أنيق للرفض".

تحوّلات الداوودي

 (تحولات) هي رواية زهدي الداوودي الخامسة التي صدرت مؤخرا .

الداوودي مقيم في المانيا منذ ثلاثين عاما، ولم يزر العراق إلا لفترات قصيرة، لكن كتابته وهواجسه الروائية، تحديدا، مفعمة بالعراق وأهله، نكباته وانتصاراته، أحلامه وعذاباته الطويلة.

الرواية هي الجزء الثالث من ثلاثيته (وادي كفران) وتدور أحداثها من خلال حياة عائلة كردية عراقية بأسلوب يجمع بين الواقعية السحرية والسيرة الذاتية الوثائقية.

الثلاثية تحكي عن الفترة الممتدة من عام 1908 حتي نهاية السبعينات من القرن العشرين.

زهدي الداوودي أهدي روايته الي الأحياء والأموات ممن عاشوا أحداثها، ويؤكد دائما تراجيديا الحالة العراقية، والكردية خصوصا، نظرا لما تعرض له الشعب الكردي من ويلات عبر تاريخه الحديث. ويذهب الكاتب إلي أن أحداث هذا الجزء في غلبها واقعية ما عدا ما أملته الضرورة الفنية لصناعة عمل روائي.

النقد المعاصر وشروطه التاريخية

كتاب نقدي يطل علي التفاعل النظري أدبيا، ومدي انعكاس المدارس الأوربية وجهود نقاد العالم في تبيان الصورة النهائية للنص وعلاقتها بتصورات القارئ.

يختزل مصطلح النظريّة الأدبيّة ظلالا من التيّارات والممارسات النقديّة المتباينة التي أثرت في المشهد النقديّ المعاصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وفي هذا الكتاب يعاين عدد من النقّاد والباحثين العرب المعروفين تحوّلات هذه النظريّة والشروط التاريخيّة والثقافيّة التي أدّت الي التشديد علي حضورها، كما يقرأون ما ظلّ منها نافعا في الحياة الثقافيّة العربيّة، في ما يبدوجردة حساب لتيّارات النظريّة في مطالع الألفية الثالثة .

ويتضمن هذا الكتاب الجماعيّ، الذي يعدّ ثمرة ندوة أقامتها جمعيّة النقاد الأردنيين، أبحاثا حول البنيوية، وما بعد البنيويّة، والنقد الثقافي، والنقد النسويّ، ومقاومة النظريّة في محاولة للتعرّف علي المشهد النقدي الراهن في العالم وآفاق حضوره في الثقافة العربيّة .

إيران تحظر رواية لماركيز بعد أن سمحت بنشرها سابقا

عقب اعتراضات متعددة وصفت الكتاب بغير الأخلاقي، قررت وزارة الثقافة الإيرانية إلغاء إجازة نشر الطبعة الثانية من ترجمة لآخر روايات غابرييل غارسيا ماركيز "ذكريات عن عاهراتي الحزينات" (Memories of My Melancholy Whores) التي حملت في ترجمتها الفارسية عنوان "ذكريات عشيقاتي الحزينات".

وقال وزير الثقافة الإيراني محمد صفارهرندي إن السماح بنشر هذا الكتاب جاء سهوا، وأوضح أن انتشار 50 ألف كتاب سنويا يفتح الباب لحدوث ذلك. وأعلن هرندي في حديثه للصحفيين على هامش المعرض الدولي للمطبوعات ووكالات الأنباء نية الوزارة القيام بإجراءات لمنع تكرار ذلك مستقبلا.

مساءلة

وأوضحت مصادر من وزارة الثقافة الإيرانية  أنه سيتم مساءلة دار النشر التي طبعت الكتاب، إذ إنها على علم بمحتواه.

وكانت صحيفة جمهوري إسلامي أول من وجه الانتقادات للكتاب، وذلك في خبر صغير تلاه تعليق لاذع نشره موقع "تابناك" على الإنترنت، حيث اعتبر الموقع نشر الكتاب بمنزلة "فضيحة" ترتكبها وزارة الثقافة "التي سمحت بنشر هذا الكتاب في وقت لم تعط الإذن فيه لكتب علمية".

وأضاف الموقع الذي نشر صورة تم محو بعض أجزائها لغلاف الكتاب الأصلي أن الترجمة الفارسية تلاعبت بالعنوان الأصلي للرواية وقامت بتحريفها بغية الحصول على إذن النشر.

استغراب

وواصل الموقع تعليقه ساخرا وقال "يبدو أن توجهات إيران الجديدة تجاه أميركا اللاتينية والعلاقة مع كوبا التي يحب رئيسها كاسترو كتابات صديقه ماركيز قد أسهمت في السماح بنشر الكتاب"، معتبرا أن نشر الكتاب بمضونه "اللا اخلاقي" ودون رقابة في زمن حكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يثير الاستغراب.

الرواية التي تعتبر آخر ما نشر لماركيز الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1982، صدرت في العام 2004 وترجمها إلى الفارسية المترجم الإيراني المشهور كاوه ميرعباسي وصدرت عن دار نيلوفر.

وتحكي الرواية مذكرات رجل عجوز في السن يقيم علاقة مع فتاة صغيرة تبلغ من العمر 14 عاما، ويسرد خلالها تفاصيل علاقاته مع الغانيات.

وقد سجل الكتاب الذي طبع منه 5500 نسخة أعلى المبيعات في إيران بالنسبة للكتب المترجمة حيث نفدت الطبعة الأولى منه بعد اقل من ثلاثة أسابيع على نشره، وكان الناشر يحضر لإصدار الطبعة الثانية، وقد أثار السماح بنشره في حينها استغراب الكثيرين.

افتتاح معرض الجماهيرية في طرابلس

200 ألف عنوان ومشاركة امريكا وايران للمرة الأولي

افتتح وزيرا الثقافة والتعليم العالي في متحف فرناسبنس معرض الجماهيرية الدولي للكتاب في دورته الثامنة بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء.

أكد نوري الحميدي وزير الثقافة في كلمته ان التوسيع في معرض الكتاب هذا العام هدفه توفير الكتاب للدارسين من ناحية، و من يبحثون عما انتجته المطابع في ناحية أخري، ولهذا تم شراء 85 ألف نسخة كتاب، كما أن هناك برنامجا طموحا لتزويد المكتبات المدرسية بالكتب لتوسيع قاعدة العلم..

بينما قال عقيل حسين عقيل وزير التعليم العالي ان هذا المعرض يعد سوقا لبيع وتبادل حقوق الطبع والتوزيع والترجمة والشراكة وتعميق روابط الصلة بين القاريء والكتاب وهذا هو السبب خلف الشعار الخاص به هذا العام (المعرفة حق طبيعي لكل إنسان).

وأضاف: وستشارك الجامعات الليبية بمطبوعاتها ومنشوراتها لتعرف بذاتها وتتعرف علي الآخرين، وأكد علي أن التعاون بين الوزارتين كان هدفه وصول المعرض إلي أفضل صورة بحيث يتم تقديم الجديد للمهتمين بالثقافة.

من ناحية اخري وصل حجم المشاركات في هذه الدورة الي 386 دار نشر من دول عربية وأجنبية تعرض حوالي 200 ألف عنوان، كما تشارك 52 جهة ليبية ما بين دور نشر ومؤسسات تعليمية ومراكز بحثية وجهات عامة.

هذه هي المرة الأولي التي تشهد مشاركة الولايات المتحدة الامريكية والهند وايران بالاضافة الي عدد من الدول الافريقية.

وبمناسبة المعرض اصدرت اللجنة الاعلامية باشراف د. عبدالله مليطان كتابا بعنوان 'مبدعون' يضم سير المبدعين الذين حازوا جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان وجائزة الفاتح التقديرية للآداب والفنون كما تم اطلاق الموقع الالكتروني للمعرض بهدف تقديم مجموعة من الأخبار والاستطلاعات وعرض عدد من الكتب المنتقاة اضافة الي البرنامج العام للمعرض ودور النشر المشاركة.

وتبلغ نسبة التخفيض الممنوحة علي مبيعات الكتب 30 % لتشجيع رواد المعرض علي اقتناء الكتاب بسعر مناسب. كما أكد عبدالمجيد الدرمي الكاتب العام باللجنة الشعبية العامة للثقافة والاعلام مضيفا أن اللجنة قامت بإلغاء الضريبة علي جميع الكتب الواردة.

وبالتوازي مع عروض الكتب يقام برنامج ثقافي متنوع، حيث تعقد موائد مستديرة منها: مائدة عن موضوع الفضاءات وقيام الولايات المتحدة الافريقية، وأعمال الأديب معمر القذافي، كما يلقي عدد من المتخصصين محاضرات عن قيام الدولة الفاطمية الثانية، والعلاقة بين النثر والشعر والمنهاج التعليمي الجامعي، والصحافة الالكترونية والقراءة واهميتها.. بالاضافة الي عدد من الأمسيات الشعرية.

الإسباني خوان غويتيسولو في كتابه حدود زجاجية ... التذكير فيما حصل

  صدرت مؤخرا في المغرب الترجمة العربية لمجموعة من المقالات الصحفية للروائي الإسباني خوان غويتيسولو  في كتاب تحت عنوان(حدود زجاجية ،)وجاءت موزعة على ثلاثة فصول: عالم ما بعد انهيار برجي التجارة، حدود زجاجية، نزيف في الشرق الأوسط، ويتضمن كل فصل من هذه الفصول مجموعة من المقالات التي تربط بينها مجموعة من المضامين ووجهات النظر الإنسانية التي يعبر عنها المؤلف.وتكمن أهم أطروحة في الكتاب في مشروع تحالف الحضارات، والمقترح من طرف خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، رئيس الحكومة الإسبانية،

 في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2004، والذي يستحق من وجهة نظر الكاتب، أن يدافع عنه من طرف الفئة التي ترجح كفة قوة المنطق على منطق القوة. لكن وبما أنه يمكن أن يفهم من كلمة حضارة أنها تحتوي على بذرة البربرية، فإنه يفضل تسميتها بـ تحالف القيم ، أي تلك القيم الكونية والمدنية التي تعد ثمرة للمقاومة التي خاضتها العقول المتنورة، بغض النظر عن الحضارة التي تنتمي إليها، ضد الوثوقية الهوياتية والدينية والقومية والإثنية التي تنتعش، اليوم مثل الأمس، في عالمنا الصغير والمزدحم. والمشروع الذي قدم على أساس أنه برنامج سياسي طويل الأمد يتطلب إمعان النظر فيه والإجابة عن الأسئلة الكونية باعتبارها جوابا عن صدام الحضارات الذي أعلن عنه هانتنغتون والتي تشمل حقلا دلاليا شاسعا جدا. وبعيدا عن حوار الحضارات المألوف، يدعوغويتيسولو إلى توظيف عبارة الانسجام، بمعنى أن العلاقة التي تربط بين المجموعات البشرية الأتي تجسد مجتمعة حضارة في طور البناء. خلق انسجام بين كل ما هومختلف يعد أكثر من الحوار وأقل من التحالف ضد عدو  معين سواء كان هذا العدوهو الفقر أواللامساواة  أوالإرهاب، وهوما يتضمن تقاربا تدريجيا في المواقف والمصالح على مختلف الأصعدة، تعاطفا يجد مرجعيته في الشعور بأننا نبحر جميعا على ظهر السفينة نفسها ونتقاسم تفاصيل المغامرة ذاتها.

في الفصل الذي جاء تحت عنوان عالم ما بعد انهيار برجي التجار ، وتضمن تسع مقالات، يناقش فيه الكاتب أحداث 11 شتنبر وتجلياتها ونتائجها السلبية التي طالت البشرية ككل ويطرح مجموعة من الأسئلة حول طبيعة وماهية العالم بعد سقوط برجي التجارة العالمية بنيويورك، كما يناقش في هذا الفصل الاوضاع في العراق ومايحدث  فيه  منذ مابعد 9نيسان 2004 حتى الان ..

ناشطة حقوقية عربية بارزة تشرّح إشكالية الهجرة إلى أوربا في كتاب جديد

"الهجرة.. إشكاليات وتحديات" عنوان لكتاب جديد يشرّح الهجرة إلى أوربا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً وحتى نفسياً.. ويتناول نتائج الهجرة إلى فرنسا (نموذجاً) التي عاد ملفها للواجهة الفرنسية من جديد، خاصة منذ وصول نيكولا ساركوزي لسدة قصر الإليزيه، وصارت أولى أولويات حكومتة الحالية وبرنامجه الانتخابي والرئاسي

والكاتبة فيوليت داغر المختصة في علم النفس، والناشطة في حقوق الإنسان (رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان) أبحرت في إشكالية الهجرة العربية إلى أوربا إبحاراً أكاديمياً وتنظيرياً وعلمياً، ولملمت المفاهيم والمعطيات والواقع في أطر أعطت الهجرة بعدها الحقيقي ومعانيها الشمولية والواضحة وأبعادها السياسية والاجتماعية خاصة على المستوى الأوربي، انطلاقاً من بحث معمق في أصول القضية وواقعها من خلال تجربتها الخاصة وتجارب الآخرين

تحدثت بإسهاب عن ظاهرة الهجرة بنكهة التاريخ ولغة الأرقام، وأعطت رأيها في مسألة المد والجزر الذي تعرفه الهجرة من خلال تعداد المهاجرين، وخاصة خلال العقدين الأخيرين للألفية الثانية، وتعطي رؤية للتحولات الاجتماعية في أوربا بعد نهاية الحرب الباردة، لتعود إلى حركة الهجرات في السنوات العشر التي تلت الحرب العالمية الثانية، وتصل إلى مسألة إدماج المهاجرين التي باتت اليوم الشغل الشاغل لغالبية دول أوربا، ثم واصلت الحديث عن اللاجئين وقضية اللجوء التي أصبحت شائكة فعلاً وممارسة، وهي تراها عويصة للحل في ظل توسعها، وتعرضت لحقوق المهاجرين والانتهاك الصارخ لحقوقهم والاستغلال الفظيع لهم وسوء المعاملة التي يتعرضون لها، لتسوق الهاجس الآخر الذي يؤرق الجميع والمتمثل في (الهجرة السرية)، حيث تحدثت عن قوارب الموت التي تعصف بالشباب، وفصلت في أسبابها وقدمت إحصائيات عنها من خلال تقارير دولية مختلفة، وهنا أجابت عن سؤال طرحته كعنوان فرعي بارز: لماذا يفرون من بلدانهم؟ والذي أرجعته من خلال إجابته للأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة والأمنية المتردية، والانتهاكات الخطيرة والكبيرة لحقوق الإنسان، كما تناولت موضوع مكافحة الهجرة السرية والتي تسلحت لها المجموعة الأوربية بعتاد قانوني وتنظيمي ضخم وصار يكلفها إمكانيات مادية هائلة

وتعرضت لحركة الهجرة إلى أوربا، وأعطت رؤية للقوانين الناظمة والتشريعات الأوربية في هذا المجال، ودائماً فرنسا نموذجاً، وتحدثت عن التهميش البالغ الذي يتعرض له المهاجرون، وأعطت صورة عما يعانيه المهاجرون حتى في الشوارع من توقيفات ومعاملات سيئة

وفي الكتاب الذي صدر عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع المؤسسة العربية الأوروبية للنشر (باريس)، ودار الأهالي للنشر والتوزيع (دمشق). تحدثت الكاتبة عن "التثاقف"، والتمازج أو الاقتباس من ثقافتين، ثم انطلقت نحو "العلاقات بالآخر" لتعطي رؤية واضحة عن مسألة تشكل الهوية والعوامل التي تخضع لها، ووضع المهاجر وعلاقته بالآخر في ظل تمسكه بهويته الحقيقية، وما يعترضه من عوائق في إشكالية الاندماج، وخاصة رفض المهاجر القادم من المغرب العربي لها مما جعلها موضع جدل واسع النطاق، وتناولت ملف الإسلام في أوربا و(فرنسا نموذجاً)، وتوجهات ساركوزي الذي ظل يريد بناء إسلام لفرنسا وليس الاعتراف بالإسلام في فرنسا، وتناولت هاجس "الإسلاموفوبيا" الذي آثار الكثير من الجدل في أوساط المثقفين الفرنسيين وعامة الناس، وأبعاده التاريخية والاجتماعية والثقافية والسياسية

وأفردت فصلاً من الكتاب لتحليل معاناة الغربة تحليلاً شاملاً وعميقاً، وكيف يتحول المنفى أو الغربة أحياناً كثيرة من جنة موعودة إلى كابوس ينغص الحياة، وحللت نفسياً مختلف مقاربات الهجرة وإشكالياتها المطروحة كالخسارة، الهوية، سيرورة الاندماج، اللغة، الأسرة، الشريكان، الصداقة، المرأة، الأبوة، الرجل المهاجر، مكانة الأب في بعض الثقافات، رمزية الأب، الآباء الغائبون، العودة، الشيخوخة، الموت، وحاولت فك طلاسم هذه المحطات والإبحار في مختلف جوانبها

كما تحدثت بإسهاب عن أبناء المهاجرين، وهجرة الأهل وتأثيراتها على تشكل شخصية الأبناء، ثم المرجعيات والعوامل التي تعمل على إدماجهم في النسيج الاجتماعي الغربي عموماً، إلى جانب رؤية عن مراحل الأبناء بدأ بالطفولة ومنعطفاتها، لتصل إلى المراهقة وتفسيراتها وما تقتضيه هذه المرحلة الحاسمة والشديدة الحساسية في حياة الإنسان في جانبها التربوي والاجتماعي والأخلاقي، في ظل مرجعيات عديدة وأحياناً متناقضة، وتتحدث عن جانب لا يقل أهمية عما سبق ويتعلق بـ (الفتيات) اللواتي يعتبر شانهن عميقاً لدى المجتمعات الإسلامية وللمهاجرين المنحدرين منها، ثم (المؤسسات التربوية) ومالها وما عليها في هذا الشأن، و(المدرسة) بين الواقع والمعوقات، وأخيراً تحدثت عن تجارب من الواقع، جعلتها خير شاهد على إشكالية الهجرة إلى أوربا وتحدياتها

نحو رؤية لتعزيز الديمقراطية في مصر

يضم هذا الكتاب بين دفتيه بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي عقدت في مدينة الاسماعيلية المصرية بدعوة من مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية. وقد هدفت هذه الندوة كما يتضح من اسمها الي تنمية رؤية وطنية جامعة لمستقبل الديمقراطية في مصر، وذلك ايمانا من الجهة المنظمة بان نقطة البدء الصحيحة لاقامة نظام ديمقراطي في اي دولة عربية يجب ان تتمثل في خلق حالة من التوافق العام بين التيارات والقوي السياسية والفكرية المختلفة داخل كل دولة حول اولويات العمل الديمقراطي واليات تطبيقها للخروج برؤية مشتركة تبلور مساحة الاتفاق والقواسم المشتركة بين تلك التيارات حول مفهومها ورؤيتها الديمقراطية املا في الوصول الي مرحلة النضال الديمقراطي المشترك.

ولاشك في ان قضية الديمقراطية لم تعد ترفا ثقافيا او موضوعا تهتم به فئة قليلة من المثقفين داخل اوطاننا العربية. بل اضحت ضرورة حتمية وحيوية لنهضة اي دولة والخروج بها من ازماتها المتلاحقة. وما اكثرها باعتبارها السبيل الوحيد لاعادة صلة الرحم المفقودة بين المواطن ومجتمعه ودولته وباعتبارها السبيل الوحيد ايضا لاستعادة النظم السياسية في كل الدول العربية لشرعيتها وصدقيتها المفقودين كما انها اصبحت السبيل لاستعادة المواطن العربي دوره في معارك النضال السياسي داخل بلاده او في محيط دائرتها.

ان الاهمية التي اضحت تكتسبها الديمقراطية داخل المجتمعات العربية تستدعي استنهاض جميع الهمم وتضافر وتوحيد جهود جميع القوي والتيارات السياسية والفكرية المؤمنة بالديمقراطية داخل كل دولة من اجل فرضها وتطبيقها.

«صورة الفنان» العراقي نوري الراوي

«صورة الفنان» عنوان الكتاب الجديد للرسام العراقي نوري الراوي مواليد العام 1925 وهو بمثابة سيرة ذاتية- تشكيلية لفنان ينتمي الى جيل الرواد في الفن العراقي الحديث، يستعيد فيها بداياته، والكيفية التي تشكلت منها تلك البدايات، والبيئة الفنية التي احتضنته في بغداد الخمسينات حيث كانت حركة فنية - تشكيلية كانت الأبرز في العالم العربي، مما كان له أثره المباشر في حياته الفنية وفي الاتجاهات التي اتخذها، وهو فنان لا يؤمن «بالاسلوب الذي يتكرر من دون حياة» – كما يقول - والفنان الخلاق عنده هو «من يخرج في أية لحظة على أسلوبه ونمطه».

أما أعماله في الرسم فيصفها بأنها «مثل شجرة، إن كانت ثمارها تتشابه فإن لكل ثمرة منها وضعاً ومذاقاً مختلفاً عن الثمرة الأخرى».

وعلى صعيد العلاقة بين المشاهد واللوحة يرى أن «في الامكان مشاهدة اللوحة ومن ثم قراءة معناها»، مفترضاً لهذه القراءة، وبالنسبة للوحته بوجه خاص، روحاً شعرية تغلب فيها العاطفة. وعلى هذا فهو- كما يؤكد- غالباً ما يعمد الى قصائد بذاتها فيقرأها «ليرسم من خلال ما تتركه من أثر في نفسه ومخيلته». وهذا – بحسب رأيه- ما جعل الطابع الحلمي من خصائص لوحته، أما القباب التي استوحى أشكالها من بيئته، حيث كانت حياته الأولى، فهي الشكل الملازم لمعظم أعماله، في مراحله المختلفة.

يجد هذا الفنان (الذي هو آخر من تبقى من جيل الرواد) أن الهم العام، أو ما يسميه بالهم العراقي، «أصبح شريكاً فعلياً للهم الخاص لإنسان هذا البلد، وللفنان على وجه التحديد»، واصفاً المرحلة الحالية من حياة العراق بـ «المرحلة الكارثية والتي يجد أن من سلبياتها أنها أرجأت الكثير من الأعمال والمشروعات المهمة، فنية وأدبية وثقافية»، ويرى في ما حدث بفعل الاحتلال الأميركي للعراق «حريقاً حضارياً شاملاً، صار تراث البلد الثقافي والفني والحضاري بفعله غنيمة باردة»، مضيفاً القول: «إن ما حصل مع الاحتلال وفي أعقابه صورة غامضة، أو مبهمة التفاصيل لمن هم خارج الحدود التي ضمت هذه الكارثة». إلا انه، على رغم كل ما حصل، يشدّد «على ما في النفوس من أمل، وهو الأمل الذي يعبر عنه الفنانون العراقيون في ما يرسمون، والأدباء في ما يكتبون، على رغم الظروف القاهرة التي يعيشونها في بلدهم». ويجد الراوي «أن ما أتيح للفنانين العراقيين تقديمه من أعمال فنية في السنوات المريرة هذه يعبر - بحسب ما يستخلصه – أبلغ تعبير عن التوجه الرافض للاحتلال».

ايسيسكو تصدر طبعة ثانية من كتاب الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي بثلاث لغات

 اعلنت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)  عن اصدارها للطبعة الثانية من كتاب (الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي) بثلاث لغات العربية والانجليزية والفرنسية.

وقالت المنظمة في بيان ان "هذه الاستراتيجية كان قد اعتمد صيغتها المعدلة المؤتمر الاسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في شهر ديسمبر سنة 2004 في الجزائز وصادق عليها مؤتمر القمة الاسلامي السادس الذي عقد في دكار سنة 1991".

واضافت ان الطبعة العربية من هذه الاستراتيجية الثقافية تقع في 116 صفحة من القطع المتوسط.

ونقل البيان عن المدير العام للمنظمة الدكتور عبدالعزيز التويجري قوله في مقدمة الطبعة الجديدة ان "الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي تضع الامة الاسلامية على الطريق في اتجاه تاكيد الذاتية الحضارية الاسلامية واثبات القدرة على التعامل مع الثقافات الانسانية بمختلف تياراتها ومشاربها".

واضاف التويجري ان العالم الاسلامي من خلال الاستراتيجية دخل عصرا جديدا قوامه التخطيط للمستقبل ودراسة الحاضر وتحليل المشكلات الثقافية التي تعوق النمو الثقافي في البلدان الاسلامية.

"هزيمة المنتصرين" كتاب يكشف مساوئ النظام العالمي

 صدر عن مؤسسة مارانغوبولو لحقوق الإنسان كتاب جديد بعنوان "هزيمة المنتصرين" في نحو 400 صفحة من القطع الكبير، ويتحدث عن الحروب التي تخوضها القوى الكبرى خلال السنوات الأخيرة ونتائجها على الشعوب والدول المعنية. 

وفي مقالات مخصصة للكتاب، تحدث صحفيون ومفكرون معروفون عن حروب العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان، وعما وصلت اليه الأوضاع في تلك البلاد جراء تلك الحروب.

 ومن الكتاب المشاركين في العمل نعوم تشومسكي، وطارق علي، وعبد الباري عطوان، ومريم البسام، ومن اليونان يورغوس دي لاستيك، وبتروس كوستاندينو، ونسيم الأطرش.

 وقدمت المؤسسة كتابها  في ندوة تحدثت فيها نخبة من أساتذة القانون والصحفيين عن المقالات المشاركة في الكتاب، وعن خبرات وتجارب شخصية عاشها المتحدثون عن تطورات الوضع في ظل النظام الدولي الجديد.

 قدم للمتكلمين يانيس تريانديس الصحفي في جريدة أليفثيروتيبيا حيث ذكر أن الكتاب يعبر عن هموم العالم المعاصرة وأنه لخص الكثير من الأحداث وفسر الكثير من الأمور في الساحة الدولية.

ثم تحدث الأستاذ الجامعي لينوس سيسيليانوس عن تحول النصر السريع للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان إلى كابوس رهيب للجيش الأميركي موضحا أن المنتصرين لم يستطيعوا المحافظة على النصر ولم يصلوا إلى السلام.

وتحدث كذلك عن انتهاكات حقوق الإنسان في غوانتانامو وأبو غريب، وعن تحول الناتو من منظومة دفاعية إلى جيش هجومي يضرب دون إذن الشرعية الدولية داخل وخارج أوروبا، وعن حروب إسرائيل ضد لبنان وغزة. 

واستنتج أن تدخلات الدول القوية في الدول الأخرى خارج إطار الشرعية الدولية تؤدي إلى انتصارات ظاهرة مؤقتة، وإلى هزيمة على المدى البعيد.

ثم تكلم الصحفي يورغوس دي لاستيك عن الكذب الذي تتبعه السياسة الأميركية في تحريضها على الحرب ضد إيران، حيث قال إن معلومات قدمت للكونغرس الأميركي تفيد بأن تخصيب إيران لليورانيوم يعد عسكريا، بينما ذكرت التقارير أن نسبة التخصيب الإيراني تصل إلى 3.6%، والمفترض أن نسبة التخصيب العسكري تصل إلى 69%.

 خصخصة الحروب

وأوضح أن الضحية الأولى للحروب الأميركية في العراق وأفغانستان هي الحريات الشخصية وحقوق الإنسان، خاصة بعد خصخصة الحروب ودخول المرتزقة الذين لا يخضعون لأي مساءلة قانونية، مستغربا أن تصنف الأمم المتحدة كل من يحمل سلاحا للدفاع عن وطنه في خانة الإرهاب.

 واعتبر دي لا ستيك أن مقاومة الشعب العراقي للاحتلال الأميركي هي سبب تعطل المشروعات الأميركية، وحمت دولا أخرى من عواقب الحرب، لكن العراق دفع ثمن كل ذلك من دماء أبنائه.

 كما تحدث الصحفي الفلسطيني نسيم الأطرش عن ارتفاع أسعار البترول خلال السنوات الماضية، متوقعا ارتفاعا كبيرا فيها في حال شنت الولايات المتحدة حربا على إيران، كما تحدث عن التعاون الأميركي مع الطامعين في السلطة لضرب المقاومة، كما تحدث عن تضاؤل المساحة المعطاة للفلسطينيين من 45% من مساحة فلسطين عام 1948 إلى 22% اليوم.

وذكر تريانديس في تصريحات للجزيرة نت أن 6256 جنديا أميركيا عائدين من العراق انتحروا عام 2005 فقط، معظمهم أعمارهم تتراوح بين 23 و25 عاما، مضيفا أن هذا العدد الهائل يوضح أن الجيش الذي انتصر في العراق بدأ يحصد نتائج الهزيمة.

 وأشار إلى أن موظفا في السفارة الأميركية من معارضي سياسة بوش ذكر في كتاب له صدر حديثا بعنوان "دروس في الدبلوماسية" أن السفير الأميركي السابق في أثينا نيكولاس بيرنز زار جورج باباندريو حينما كان وزيرا للخارجية، لإقناعه بمبررات غزو العراق، وقدم له مستندات تبين فيما بعد أن محتوياتها منشورة على شبكة الإنترنت.

كلمة» مشروع أطلقته هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ... مئة كتاب إلى العربية سنوياً

 كل اللوحات الإرشادية التي وضعت داخل قصر الإمارات في أبو ظبي، لتدل إلى مكان انعقاد المؤتمر الصحافي الذي افتتحه المدير العام لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي معلناً انطلاق مشروع «كلمة»، كانت مرفقة بشعار «إحياء لحركة الترجمة في العالم العربي». هذا مشروع يعتقد أصحابه أن عليه ان ينشط حركة الترجمة في العالم العربي، عبر ترجمة مئة عنوان في السنة، وهو رقم إلى تصاعد مفترض، من دون تحديد سقف لذلك حالياً، ولو أن الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب بشار شبارو اقترح رفع العدد إلى الألف سنوياً. يقوم المشروع بالتمويل الكامل للكتاب المترجم بدءاً من ترجمته ومراجعته حتى طباعته ونشره، مع التركيز على جودة الترجمة، واحترام حقوق الكتّاب وايضاً المترجمين.

ما هو مشروع «كلمة» الذي على ما يبدو رصدت له موازنة عالية؟ من ينظمه ومن يستفيد منه وكيف يعمل؟

أولاً «كلمة» هي أحد مشاريع هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وهي مؤسسة حكومية تابعة لإمارة ابو ظبي، وهي نفسها التي تنظم معرض أبو ظبي للكتاب. و «كلمة» مؤسسة، بدأ العمل عليها قبل اشهر، وأطلقت رسمياً أمس، في مؤتمر صحافي في أبو ظبي، بحضور ناشرين عرب ومترجمين وبعض الكتاب العرب والاجانب، وكان بينهم الكاتب جين هيك صاحب «الجذور العربية للرأسماية الأوروبية» والذي كان كتابه بين الكتب الستة الأولى المترجمة التي أصدرها المشروع، كبداية واحتفالاً بالإنطلاق. ويمكن الكتب الستة ان تلخص تقريباً التوجه العام لسياسة هذه المؤسسة في اختيار الكتب وطبيعة الكتب المترجمة ايضاً. واللافت أن نصيب الكتب العلمية هو الأكبر، فنصيب الأدب هو 32 كتاباً، و24 للعلوم الطبيعية و13 كتاباً للقانون والعلوم الاجتماعية والتعليم و11 كتاباً للفلسفة وعلم النفس وعشرة كتب للتاريخ والجغرافيا والسير، وخمسة للفنون والألعاب والرياضة وخمسة كتب أخرى مصنفة ككتب عامة ومراجع. كما أن 10 في المئة منها سيكون من اللغة الفرنسية و9 في المئة من الألمانية والنسبة الباقية متنوعة بين الدنماركية واليونانية والاغريقية والإيطالية واليابانية واللاتينية والصينية والنروجية والروسية والتشيخية.

وبالعودة إلى الكتب الستة الأولى التي يمكنها أن تتم عن مستوى الكتب المترجمة فهي: «العلامة: تاريخ المفهوم وتحليله» لأمبرتو أيكو، «تأثير الهالة وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال» لفيل روزينتسفيغ، «مستقبل الطبيعة الإنسانية» ليورغين هابرماس، «التاريخ الأكثر ايجازاً للزمن» لستيفن هوكينغ، إضافة إلى كتاب جين هيك. أما الكتاب الأدبي الوحيد فهو رواية «كافكا على الشاطئ» للياباني هاروكي موراكامي.

أما لائحة الكتب المئة التي أعلن عنها أيضاً فتضم 32 عملاً أدبياً لمؤلفين مثل نادين غورديمر وهاروكي موراكامي والبير كامو وجورج إليون وخالد الحسيني. ومن بين الكتب العلمية سيكون هناك مثلاً «حول معنى النسبية» لألبرت أنشتاين و «كتاب التاريخ الأكثر انجازاً للزمن» لستيفن هوكينغ...

هذه بعض من العناوين التي يدور حولها المشروع. ولكن من وضع هذه اللائحة. يقول جمعة عبدالله القبيسي، الذي يتولى إدارة معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والذي كان من مؤسسي المشروع، إنّ اختيار العناوين تولاه عدد من الكتاب والمترجمين العرب والاجانب والمعنيين بصناعة الكتاب، ولكن سيعلن لاحقاً تشكيل لجنة استشاريين خاصة بهذا المشروع، تضم لجاناً مختصة في كل حقل، وتكون رسمية. وكانت تلك مهمة شاقة جداً كما يقول الرئيس التنفيذي للمشروع كريم ناجي، واستغرقت نحو سبعة أشهر، حيث كان على «كلمة» أن تختار مئة عنوان من نحو الـ2500 عنوان.

ولكن ماذا بعد اختيار العناوين؟ ومع من يتعامل المشروع من دور النشر والمترجمين؟ حتى اليوم، وبعدما بدأ المشروع بترجمة بعض كتب «لائحة المئة كتاب» عدا الكتب الستة التي صدرت أصلاً، فإن عدد دور النشر التي تعامل معها المشروع بلغت العشرين، معظمها يكاد يكون لبنانياً ومصرياً. وهو عدد قليل لو قيس بالناشرين الأعضاء في اتحاد الناشرين العرب والذي كما قال لنا شبارو يضم أربعمئة ناشر. لكنّ قبيسي يقول إن ما يهم المشروع هو النوعية لا الكمية، إلا أن هذا لا يعني أن اعمال الترجمة ستحصر في هذه الدور فقط، إلا أن فالعدد يمكنه أن يرتفع تدريجاً ليصل إلى خمسين داراً. ويمكن أي دار نشر أن تقترح التعاون مع المشروع، شرط تلبية المعايير المفترضة، ولفت إلى أن المشروع سيتعامل أيضاً مع دور نشر صغيرة ايضاً ولكنها تلبي الشروط المطلوبة. ويقوم المشروع في المرحلة الاولى بطباعة ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف نسخة من كل كتاب مترجم، بحسب طبيعة كل كتاب، وأيضاً سيتم التوزيع مجاناً من مدارس والمعاهد ومكتبات. أما سعر الكتاب، فسيكون تنافسياً، في معنى سيكون اقل من السعر السائد للكتاب، ولو أن المشكلة كما قال القبيسي، ليست في سعر الكتاب في العالم العربي وإنما في نوعه. ولكن هل سيكون هناك إطار رسمي قانوني للتعامل مع الناشرين؟ يقول شبارو إن اتحاد الناشرين في صدد الإعداد لبروتوكول للتعامل مع هذا المشروع، يحدد فيه الاتحاد مع «كلمة» المعايير المطلوبة لإشتراك دور النشر.

أما عن اقتراحه الذي قدمه في جلسة الافتتاح برفع الرقم من مئة كتاب إلى الف في السنة، يقول شبارو إن العالم العربي قادر بالطبع على ترجمة هذا العدد في السنة، فدار نشر واحدة قادرة على إصدار مئة عنوان في السنة، ومع أنه يؤيد حرص «كلمة» على النوعية، فلا ينبغي برأيه التدقيق جداً في موضوع الترجمة، بمعنى أن تكون مثالية، ويمكن مع هذا المشروع الكبير بعض التساهل للإفساح في المجال أمام عدد أكبر من المترجمين في العمل. ويرى في هذا المشروع خطوة كبيرة جداً، ويشير إلى أن المشروع سيقيم مكاتب له في بيروت والقاهرة والمغرب.

مجلة تواصل في عددها الجديد

صدر عدد جديد من (مجلة تواصل) الشهرية التي تعني بشؤون الاعلام والاتصالات عن هيئة الاعلام والاتصالات وتضمنت ابوابا وموضوعات . في دراسات عدة هناك دراسة عن (نمو تجارة الانترنت ، المصادر والمضامين) وفي الاعلام موضوع عن (تعددية وسائل الاعلام وحرية الرأي والتعبير) واخر عن مستقبل الاعلام وقلبت زاوية (قراءة في كتاب) صفحات كتاب عنوانه (الانترنت والمنظومة التكنو اجتماعية) اما في المقالات فهناك مقالة عن (المدونات واخلاقيات التدوين) واخري عن (تشظية الحقيقة في وسائل الاعلام) وفي العدد تحقيق عن شارع الصناعة سوق الالكترونيات معاناة وتطلعات كما تضمن العدد مقالة عن الكائن البدائي، العودة بعملية الاتصال المربع الوعي وهناك موضوع عن الاعلان من العدم الي الطغيان اما في اللقاءات ففي العدد لقاء مع اعضاء فرقة منير بشير للعود. وفي باب الفضاء هناك موضوع نمو أنسنة الفضاء، التواصل مع الكائنات غير الارضية. وفي خارج الحدود هناك فانتازيا من نوع خاص صورة شخصية ومن الانترنت هناك الكساد القادم للانترنيت وموضوع عن عالم الاتصالات المعاصرة. وفي التكنولوجيا هناك الراديو الرقمي وفي الوثائق هناك التقرير السنوي لـ 2004 ــ 2005 . وفي العدد اخبار عن التقنيات الحديثة ومنها كاميرات مضادة للماء وكومبيوتر محمول للرسومات المجسمة والعاب الفيديو وفي خارج المتن موضوع عن أحد ما يسرق احلامنا.

الخيال العلمي بأقلام مغربية في (فصول)

صدر العدد 71 من مجلة فصول (مجلة النقد الأدبي، العلمية المحكمة) محتويا علي ملف مهم في محور ( الخيال العلمي في الأدب العربي ) فيما ضم بين دفتيه عددا من الدراسات في الأبواب الأخري: نص وقراءتان وآفاق. أما شخصية العدد فجاءت لتضيء مسار الناقد غالي شكري. في ركن متابعات جاء لتقديم مراجعات في الدوريات البريطانية والأمريكية والفرنسية والعربية بالإضافة إلي متابعات لثلاث رسائل جامعية وندوتين ومؤلف فرنسي. ملف العدد، هو أول ملف أكاديمي ينشر حول الخيال العلمي في الأدب العربي، فقد شغل حيزا مهما بست دراسات وثلاث ترجمات وموسوعة مصغرة.

افتتاحية العدد للدكتورة هدي وصفي (رئيس التحرير).

في دراسة (متخيل المكان في روايات الخيال العلمي) لشعيب حليفي رؤية باحثة عن طبيعة اشتغال مكون روائي في نصوص الخيال العلمي، تهتم هذه الدراسة بمتخيل المكان في عدد من النصوص الروائية الموسومة بالخيال العلمي.

الدراسة الثانية لبوشعيب الساوري (الخيال العلمي في الرواية المغربية: الانشغالات

والخصوصيات) إلي ندرة رواية الخيال العلمي في أدبنا العربي بصفة عامة، وفي أدبنا المغربي بصفة خاصة، ثم قدم تأطيرا نظريا موجزا راصدا بعض خصائصه التي تتمثل في كونها تتناول بالتأمل والنقد بعض القضايا الراهنة في حياة الإنسان.

الدراسة الثالثة لمحمد احمد المصطفي: الخيال العلمي: الواقع والمستقبل وأشار إلي قلة الاهتمام بأدب الخيال العلمي في الوطن العربي. ثم قدم بعد ذلك تعريفا دقيقا لأدب الخيال العلمي انطلاقا من تعريف مفهوم الأدب الذي اعتبرته مركزا للإشعاع الذري للتساؤلات المتعددة والمختلفة التي يطرحها الإنسان والمشكلات الفلسفية والابستيمولوجية.

معرض للكتب السماوية الثلاثة بنابلس يشدد على التسامح

 انطلقت  في مدينة نابلس فعاليات المعرض الأول للكتب السماوية الثلاثة تحت إشراف ملتقى الإعلاميين وجمعية الكتاب المقدس المسيحية.

وتضم أجنحة المعرض,  أكثر من ألف كتاب للديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية.

وحضر افتتاح المعرض والندوة المصاحبة له بفندق القصر بنابلس, عدد كبير من الشخصيات الإسلامية والمسيحية ومن الطائفة السامرية اليهودية من مختلف المدن الفلسطينية.

وأكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا أن هذا المعرض يعبر عن ثقافة الشعب الفلسطيني في التسامح الديني واحترامه لكافة الكتب المقدسة والرسالات السماوية.

 ووصف المطران في تعليق له مقولة صراع الديانات بأنها "غير "دقيقة وغير صحيحة، لأن الديانات لا تتصارع وإنما تتفاعل وتتعاون فيما بينها خدمة للإنسانية".

 إسرائيليون حقيقيون

وقال حنا إن المسيحيين يدعون إلى السلام القائم على العدل المتمثل في إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى، "وليس سلام التنازل أو الاستسلام".

ومن جانبه, قال قاضي قضاة فلسطين ورئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور تيسير التميمي إنه في الوقت الذي ينظم فيه المعرض للتعبير عن التسامح بين الديانات ترتكب إسرائيل في القدس أبشع جرائم الاضطهاد الديني متمثلا في منع الصلاة بالأقصى والدخول للقدس وكنيسة القيامة.

وأكد أن إسرائيل مستمرة في حفرياتها التي بدأتها منذ عام 1967 تحت أساسات المسجد الأقصى وتحت المدينة القديمة بشكل كامل وتقوم بفتح أنفاق كبيرة، لتحويل المدينة إلى مدينة يهودية وترحيل الفلسطينيين.

ودعا رئيس المتحف السامري بنابلس الكاهن حسني السامري إسرائيل إلى تعلم الدروس والعبر من تسامح هذه الديانات، وألا تبقى رهينة لدعوات الشر والاقتتال.

وقال إن السامرية هي الطائفة التي تمثل السلالة الحقيقية لبني إسرائيل.   

معرض الدوحة للكتاب بمشاركة أكثر من 425 دار نشر عربية وعالمية

  انطلقت  فعاليات معرض الدوحة الدولي الثامن عشر للكتاب الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بمشاركة 425 دار نشر عربية واجنبية من اكثر من 20 دولة في العالم.

وقال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث مبارك بن ناصر ال خليفة في تصريح صحافي ان المجلس حرص كل الحرص على توفير كافة المستزمات والخبرات وتقديم كل ما هو جديد لظهور معرض الدوحة الدولي للكتاب بنسخته الثامنة عشرة في شكل مختلف من حيث التنظيم.

واضاف ان المعرض في دورته الحالية يعد أكبر معرض للكتاب يقام في دولة قطر من حيث عدد الدول المشاركة وعدد الناشرين والمشاركين ومن حيث المساحة اضافة الى ارتفاع نسبة المشاركة هذا العام الى أكثر من 30 في المئة عن المشاركات السابقة بعد دخول العديد من دور النشر العربية والأجنبية.

وأوضح ان الزيادة شملت كذلك عدد الكتب وأوعية المعلومات المختلفة اذ يصل المجموع الكلي للكتب المشاركة في المعرض الى 97552 كتابا عربيا وأجنبيا مضيفا ان المعرض ينقسم الى 706 أجنحة على مساحة تقدر ب 15 ألف متر مربع بمركز قطر الدولي للمعارض في موقعه الجديد.

وقال انه تم جمع ناشري كتب الأطفال في مكان واحد وأيضا ناشري الكتب الاجنبية وشركات الحاسبات الالكترونية ليتمكن الزائر من الوصول الى مبتغاه بسهولة كما اقيم على هامش المعرض فعاليات عدة ومحاضرات وندوات ثقافية منها معرض لرواد الفنون التشكيلية بدولة قطر اضافة الى العديد من المحاضرات لكبار المفكرين من دولة قطر وخارجها.

يذكر ان معرض الدوحة الدولي للكتاب من أقدم المعارض في الوطن العربي ومنطقة الخليج حيث كانت أول دورة له في عام 1972 وهو يشهد قفزات نوعية عاما بعد عام لتوفير أفضل الفرص للمثقفين للتعرف على أحدث انتاج فكري وطني وعربي وعالمي.

الصراعات الدولية المقبلة تتخلى عن منطق الحرب والعسكرة

يطرح الباحث جمال رشدى فى كتابه " الصراع الدولى "، الصادر فى القاهرة عن مؤسسة الأهرام الصحفية، مجموعة من المفاهيم والتساؤلات الجوهرية حول فكرة الصراع، منها: من الذى يتصـارع؟ كيف تتصارع الدول؟ لماذا تتصارع الدول؟ ويقدم نبذة تاريخية عن الصراع، وعن الحروب: أسبابها ومظاهرها وأنواعها.

ويرى الباحث جمال رشدى أن الدرس الأول فى فهم الصراع الدولى هو درس التاريخ، لأن التاريخ يتيح لنا أن نعرف الخلفية التى يدور فيها الصراع الدولى فى عالمنا المعاصر، وكل الظواهر الخاصة بالصراع بين الدول - وداخل الدول - التى نسمع عنها فى أيامنا هذه هى نتيجة مباشرة لتاريخ طويل من الصراعات بين الدول بالمفهوم المعاصر للدولة، بدأ تقريبا فى عام 1500، وقاد فى النهاية إلى تشكيل عالمنا كما نراه اليوم.

ويقول جمال رشدي: "بالتأكيد قبل عام 1500 كانت هناك صراعات، ولكنها لم تكن تدور بين دول، وإنما بين إمبراطوريات مثل الإمبراطورية الرومانية "التى استمرت مسيطرة على المسرح العالمى حتى عـــام 400 ميلادية تقريبا" والإمبراطورية الإســـلامية "من 600 - 1200 ميلادية تقريبا".

وقبل هذه الإمبراطوريات كانت هناك الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية، وحضارة بلاد بين النهرين، والحضارة الصينية، والحضارة اليونانية. وكانت هذه الحضارات جميعا تعيش بمعزل عن بعضها البعض، فكانت تظن أنها تسيطر على العالم كله. أما الصراع بين الدول - كما نعرفه اليوم - فقد ظهر الى حيز الوجود فى قارة أوروبا فى عام 1500 مع بدء ظهور فكرة الدولة المعاصرة صاحبة السيادة.

ويشير الكثيرون الى صلح ويستفاليا عام 1648 - الذى أنهى حرب الثلاثين عاما آخر الحروب الدينية فى أوروبا - باعتباره الميلاد الحقيقى لنظام الدول المعاصر، لأنه قرر مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول "السيادة".

وفى حرب الثلاثين عاما كانت فرنسا تواجه سيطرة إمبراطورية الهابسبرج التى كانت تشمل كلا من النمسا وإسبانيا وهولندا، وتدين بالديانة الكاثوليكية وتحمل اسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وبالرغم من ان فرنسا كانت تدين هى الأخرى بالديانة الكاثوليكية إلا أنها دخلت الحرب ضد الهابسبرج لأنها كانت تخشى من سيطرتها على القارة الأوروبية بكاملها، وفى هذا الوقت أدخل المستشار الفرنسى روتشيليو مبدأ جديدا يقوم على الفصل بين الانتماءات الدينية والمصالح القومية، فهو أشار إلى أن الدول لها منطق خاص هو السعى إلى تحقيق مصلحتها الوطنية بغض النظر عن أى اعتبار آخر. وقاده هذا إلى الدخول فى حلف مع بروسيا البروتستانتية، بل والأتراك المسلمين، فى مواجهة الهابسبرج.

ولذلك فإننا نقول إن عام 1500 كان عاما فارقا فى تاريخ وتطور النظام الدولي، ففى هذا التاريخ بدأت أوروبا تسيطر على المسرح العالمى "فى حين بدأت الحضارات الأخرى فى الأفول التدريجى بسبب عوامل كثيرة أهمها الانعزال" وتصارعت عدة قوى عظمى فيما بينها، مدة أربعة قرون تقريبا بعد هذا التاريخ، على القوة والموارد الاقتصادية فى أوروبا ثم فى العالم كله بعد حركة الكشوف الجغرافية والسعى الى السيطرة على المستعمرات".

ويتساءل الباحث جمال رشدى فى كتابه: هل يمكن أن نجد منطقا ثابتا للصراع الدولى عبر التاريخ؟ بمعنى آخر: هل هناك طريقة واحدة لتفسير الصراع الدولى فى كل وقت وكل مكان؟ ويجيب قائلاً: "إذا كان هناك مثل هذا المنطق الثابت فإن بإمكاننا التنبؤ بسلوك الدول وبنتيجة الصراعات مسبقا إذا قرأنا التاريخ بشكل جيد.

وذلك لأن ما ينطبق على الحرب البيلوبونيزية "الحرب بين أثينا واسبرطة فى القرن الخامس قبل الميلاد" سينطبق على الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى فى القرن العشرين! الحقيقة انه ليس لدينا هذا المنطق الثابت، وهى حقيقة يثبتها فشلنا فى التنبؤ بالكثير من الأحداث فى السياسة الدولية.

وربما كان أحد الأسباب الأساسية وراء ظاهرة الصراع الدولى هو ضعف القدرة على التنبؤ، فلو كان لدى القادة ورجال السياسة كرات بلورية تخبرهم بالذى سيحدث فى المستقبل لتغيرت قراراتهم تجاه الكثير من الأحداث "على الأقل لن تدخل الدول حروبا خاسرة". وبالرغم من أنه ليس لدينا هذا المنطق الثابت الذى يحكم ظاهرة الصراع الدولي، فإنه لدينا الكثير من المفاهيم الثابتة التى يستخدمها المحللون والمؤرخون فى تفسير الصراعات والحروب والتنبؤ بالصراعات المستقبلية.

هذه المفاهيم هى مفاهيم بالغة البساطة، بعضها بقى على حاله، وبعضها يخضع لتغير مستمر.

وهى تساعدنا فى فهم البيئة التى يدور فيها الصراع الدولى.. إنها تعطينا خلفية عن طبيعة السياسة الدولية التى تؤدى إلى اندلاع الصراعات بين الدول ". ويشير جمال رشدى فى كتابه إلى أن الحرب ليست ظاهرة حتمية، فهى ظاهرة لها أسباب ومظاهر محددة يمكن معالجتها، فى حين أن التفكير فيها باعتبارها شيئا حتميا لا فكاك منه هو الذى يجعلها حتمية بالفعل.

وخبراء السياسة يقولون ان السلاح النووي، ومبدأ "الدمار المؤكد المتبادل"، مهدا للقضاء على الكثير من أسباب الحرب، لأنهما عززا من قدرة المدافع ـ وليس المهاجم ـ وقضيا على فكرة ميزة الضربة الأولى - التى تعد من أهم أسباب الحرب - لأن الدول التى تمتلك السلاح النووى يمكنها امتصاص الضربة الأولى والرد بضربة ثانية. وهنا لا مجال أيضا للأمل الكاذب فى الانتصار، ولا مجال للسعى للحصول على الموارد المتراكمة من خلال الغزو.

ويقول رشدي: "يمكن تشبيه التغير الذى أدخله السلاح النووى على عالم الصراع الدولى بانه أعطى رجال السياسة كرة بلورية يستطيعون أن يروا من خلالها نتائج الحروب والصراعات قبل أن يقدموا عليها. وفى فترة سابقة كان الناس متخوفين من السلاح النووي، فليست هناك سابقة لسلاح عرفه البشر ولم يستخدم فى الحرب.

ولكن الكثير من الخبراء يؤكدون أن السلاح النووى يعزز السلام ويقلل احتمالات الحرب على الأقل بين الدول الكبرى. ولكنهم يشيرون إلى ان السلاح النووى يقود إلى السلام إذا كانت القوى التى تمتلكه يمكن ردعها، أى يمكن تخويفها من خلال التهديد بضربة نووية مضادة إذا أقدمت على استخدام السلاح النووي.

أما الدول التى لا يمكن ردعها فهى تلك الدول التى لا يهمها ما يحدث لشعوبها، فما يهمها فقط هو الاحتفاظ بالسلطة. وهذا يفسر الموقف الأمريكى من العراق وإيران ومساعيهما للحصول على أسلحة الدمار الشامل.

وبجانب اثر السلاح النووى فى إنهاء ظاهرة الحرب، فإن التطور الإنسانى فى السنوات الأخيرة يشير إلى أن الكثيرين صاروا يرون فى الحرب شيئا مستهجنا، وأن البشرية تجاوزت هذه الظاهرة تماما كما تجاوزت العبودية والمبارزة. وهناك الكثير من الجماعات - من مختلف دول العالم - تحاول أن تقوم بمجهودات فى مواجهة ظاهرة الحرب عن طريق تنمية العلاقات بين الشعوب والأفراد عبر الحدود.

وهذه الجماعات، التى يطلق عليها جماعات السلام، ترفض التعامل مع الحرب باعتبارها ظاهرة طبيعية وتتفق مع ما قاله الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت من أنه لم يكن هناك أبدا حرب جيدة أو سلام سيء.

وهذه الجماعات تحاول دوما أن تنظم نفسها فى مظاهرات تعترض على الحروب، مثل المظاهرات التى خرجت اعتراضا على حرب فيتنام فى الولايات المتحدة والمظاهرات التى خرجت اعتراضا على غزو إسرائيل للبنان فى عام 1982. وقد قال الرئيس الأمريكى ايزنهاور ذات مرة: إن الناس يريدون السلام بشدة، وفى يوم من الأيام سيكون على الحكومات أن تبتعد عن الطريق وتدع الناس ينالونه. وتنادى هذه الجماعات أيضا باقتلاع ما يسمى بثقافة الحرب.

ويقصدون بها تلك النزعة إلى تمجيد الحرب فى الأفلام والكتب والأغاني. والحقيقة أن الشعوب أدركت منذ القدم أن الحرب، رغم بشاعتها، تفرز الكثير من القيم الإيجابية مثل التضحية والشجاعة وايثار الآخرين، والخروج من دائرة الفردية والارتباط بالمجتمع الأوسع. وقد قال أحد القادة العسكريين ذات مرة: من الخير أن تتسم الحرب بهذا القدر من البشاعة وإلا لكنا قد أحببناها كثيرا! وعشية الحرب العالمية الأولى كتب تشرشل إلى إحدى صديقاته يصف لها كم هو منفعل متحمس ويشعر بالإثارة إزاء هذه الحرب، وفى عام 1945 شعر وكأنه مقدم على الانتحار.

ولطالما احتفلت الدول بالقيم الحربية عن طريق تقاليد معروفة مثل تمجيد المحاربين القدماء وتقديم مزايا لهم، أو إقامة نصب تذكارى للجندى المجهول.

وهناك ثقافات عسكرية بطبعها، وعلى سبيل المثال، فالكثيرون يقولون إن المجتمع الأمريكى مجتمع يحتفل بالعنف ويعتبره أمرا عاديا. وفى فيلم باتون، الذى يروى قصة الجنرال باتون الذى كان قائدا للقوات الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية، يقف القائد فى بداية الفيلم مخاطبا خريجى الكلية العسكرية قائلا: ليس صحيحا أيها السادة أن الأمريكيين لا يريدون الحرب.. إنهم يعشقون الحرب ويمجدون المنتصر ولا يتسامحون مع المهزوم.

وعلى الرغم من ذلك فإن عددا من البلدان اليوم تتبنى ثقافة مضادة للحرب على طول الخط. وعلى سبيل المثال فإن كوستاريكا لا تحتفظ بجيش وإنما فقط بقوات شرطة مسلحة تسليحا خفيفا. وفى اليابان يضع الرأى العام - ربما أكثر من الدستور - قيودا كثيرة على استخدام القوة المسلحة كإحدى أدوات السياسة الخارجية. وقد تعالت أصوات داخل اليابان لتعترض على إرسالها قوة حفظ سلام إلى كمبوديا فى عام 1992 على أساس أن هذا يعد خرقا لمبدأ نبذ العسكرة والحرب.

ويرى رشدى أن الحرب قد صارت مستبعدة فى مناطق معينة من العالم، وبالتحديد فى أوروبا والأمريكتين، حيث قلت كثيرا احتمالات الحرب الشاملة. ويقول المؤلف: "ليس صدفة أن أكثر المناطق معاناة من ويلات الحروب فى العالم كله "أفريقيا والشرق الأوسط" هى المناطق التى ما زال يسيطر على السلطة فيها أنظمة غير ديمقراطية.

وعلى العكس ففى المناطق التى أحرزت فيها الديمقراطية انتصارات حاسمة صارت الحرب مستبعدة تماما. وليس معنى ذلك أن فكرة الصراع الدولى انتهت تماما فى هذه المناطق. لكن الصراع صار يدور بوسائل مختلفة، ليس من بينها الوسائل العسكرية.

وعلى سبيل المثال، فقد رأينا أن المشكلة الألمانية كانت أحد الأسباب الرئيسية فى الحروب الطاحنة، التى اعتصرت القارة الأوروبية فى القرن العشرين. ورأينا كيف أصرت فرنسا فى أعقاب الحرب العالمية الأولى على معاقبة ألمانيا وإضعافها حتى لا تكرر عدوانها، وكيف أصر الحلفاء على تقسيم ألمانيا حتى لا تتكرر مغامرات هتلر".

الجزائر تمنع أكثر من 1000 كتاب من معرضها ‏

منع الرقيب الجزائري نحو 1191 كتاباً من المشاركة في المعرض الدولي للكتاب، الذي تستضيف البلاد دورته الثانية عشرة لأسباب تتنوع بين عدم احترام هذه الكتب للمذهب المالكي السائد في البلاد، حتى تقديم وصفات لصناعة الأسلحة، كما منعت الرقابة حوالي 15 دار نشر من أصل 700 دار طلبت ترخيصاً للمشارك. ‏

‏ فقد منعت «لجنة القراءة»، المشكّلة بين وزارة الشؤون الدينية ووزارة الثقافة، قائمة من الكتب الحديثة والقديمة الممنوعة من المشاركة. وجاء على رأس الكتب المحظورة (بن لادن: الحقيقة الممنوعة)، كما احتوت القائمة على كتب أخرى متعلقة بموضوع الإرهاب، ككتابي (أشهر المنظمات الإرهابية)، و(الرسائل المتفجرة). ‏ كما تم منع كتاب (سياسيون حاربوا الإسلام)، والموسوعة الجغرافية (المحرفة)، إلى جانب عناوين أخرى، منها (الجيوش الإسلامية وحركة التغيير)، و(مهاجمة الرسل والصحابة)، فضلا عن قائمة من الكتب المعروفة ككتاب (فتاوى النساء)، و(مسائل وفتاوى في قضايا مهمة)، و(الترغيب والترهيب). ‏

وكشف رئيس اللجنة المنظمة للمعرض أحمد بوسنة، في ندوة صحفية أنه كان من المقرر أن تشارك عدة شخصيات عربية ودولية في محاضرات تُنظم على هامش المعرض، مثل المفكر محمد أركون، والداعية محمد سعيد رمضان البوطي، والروائي علاء الأسواني، لكن أسباباً «خارجة عن إرادة الإدارة» حالت دون تمكن بعض الضيوف من الحضور. ‏

روافد تحتفي بمحمد بنيس

خصصت جريدة روافد الثقافية ملف عددها التاسع للشاعر محمد بنيس، باعتباره أحد رموز الثقافة المغربية الحديثة، وأحد المساهمين البارزين في حركة التحديث الشعري العربي إبداعا وتنظيرا علي مدي أكثر من ثلاثة عقود. و ساهم في ملف العدد الشاعر المهدي أخريف بشهادة عن مرحلة مهمة من حياة محمد بنيس، و عبد الملك عليوي بدراسة تحاول الكشف عن مسيرة بنيس الثقافية الطويله ورهانه التحديثي، والكاتبة رجاء الطالبي بقراءة في ديوان " هناك تبقي"، إضافة إلي كلمة للشاعر محمد بنيس "طنجة الصداقة".

وتضمن العدد مقالا لمحمد العربي المساري عن رواية " ثلج" للروائي التركي الفائز يجائزة نويل أورهان ياموك، ومقالا لـ : أحمد الطريبق عن الباحث المحقق سعيد أعراب، وحوارا مع الشاعر محمد الشيخي، وقراءة في ديوان الشاعر محمد بشكار للكاتب علي القاسمي، ودراسة عن "رحلة بن ريسون" من مخطوط لـ : أحمد بن محمد الرهوني للدكتورة فاطمة الميموني، ومقال زمن القصيدة المقلق لـ : رضوان السائحي، وقراءة في المجموعة القصصية شتاء وشيك لـ : عبد السلام الطويل لـ : عبد اللطيف الزكري، ودراسة " القص الشعري وغواية الحكي النثري في مجموعة توذة لـ : أحمد شكر" لـ : عبد العاطي الزياتي.

وفي الإبداع نقرأ سبحات للشاعر عبد الكريم الطبال وقصصا قصيرة جدا للكاتب محمد عزالدين التازي، وقصائد للشاعر عبد الرزاق الصمدي، والشاعر محمد عنفوف، وآخر ما كتبه الزجال الراحل حسني الوزاني. " وقصة " اللوحةّ" لـ : مصطفي لغتيري" و"أنين" لزهير الخراز.

هذا بالإضافة إلي الرافد الفني ومتابعات وصفحة أصوات المخصصة لـ : إبداعات الشباب واستطلاع عن مدرسة الصنائع والفنون الوطنية أنجزه محمد الصبان.

ذكورة أندلسية

أولغا وبيكاسو

يتابع جون ريتشاردسون رسم بورتريه رجل بغيض في الجزء الثالث من سيرة بيكاسو «سنوات الظفر 1917 – 1932» الصادر عن دار كيب، بريطانيا. استفاد الكاتب من معرفته الشخصية بالفنان منذ الخمسينات، ورآه طامعاً بترك صورته على كل ما يبصره. لم يكفه التغلب على زملائه الفنانين بل بات هو المرجع الروحي. «الله فنان آخر في الواقع. مثلي» على ان ريتشاردسون يصوره سارقاً راسخاً لـ «النار المقدسة» أو السحر الذي فتنه في اعمال الفنانين الآخرين فقلده على طريقته. مشّط الرجال والنساء بشراهة قاسية، وامتص حيويتهم وشحذ ضعفهم ليحطم أناهم. أغار على محترفات زملائه الفنانين ليأخذ من أعمالهم ما يعجبه، ولم يوقف اللص الإسباني إلا زميله الروماني قسطنطين برانكوزي الذي سوّر محترفه ليمنع بيكاسو من دخوله. «أتى من بلاد مصاصي الدماء» يقول ريتشاردسون «وأدرك هذه الأشياء».

خيّب بيكاسو اصدقاءه بعودته الى رسم الشكل واعتماده قياس ضخم كأنه يعوض عن قصر قامته بها. أصر على الضخامة عندما قصد ايطاليا ليصمم ديكور عرض فرقة الباليه الروسية. فشل العرض وأوقف بعد يومين لكن بيكاسو غنم إحدى راقصاته. تزوج أولغا كوكلوفا التي اتهمت بفرض ذوقها البورجوازي على الفنان وإجباره على شراء قصر وشقتين باهظتين في حيين باريسيين راقيين. لكن ريتشاردسون يقول ان بيكاسو احتاج في ذلك الوقت الى زوجة أنيقة، حسناء، مطواعة تعزز صورته، وأن أولغا لاءمته بخلفيتها الاجتماعية. كان وجهاً مألوفاً في الحفلات التنكرية والرحلات الصيفية الى جنوب فرنسا، ومر بالأحداث السياسية والانهيار الاقتصادي في فرنسا بعد الحرب من دون اهتمام إلا بمعناها الشخصي. أزعجه انقطاع الخدمات والمواد الغذائية، وتأخر اصدقائه في الوصول بسبب المعارك، واضطراب الحجز لحضور الباليه الروسية. لا تقترب السيرة من أولغا التي تبقى خلف الستار فعلاً ومجازاً. أصيبت في ساقها اصابة غامضة قبيل زواجها وعجزت عن الرقص بعدها. تردد ان بيكاسو ضربها، لكن ريتشاردسون يظن عنفه معنوياً لا جسدياً. زادت هشاشة أولغا الناحلة بعد خسارتها بلدها اوكرانيا، الذي ضمه الاتحاد السوفياتي، وبعدها من اهلها فيه. لكن بيكاسو تدرج في رسمها من امرأة معافاة ترفع يدها على كرسي رسمت عليه زهور وثمار كبيرة كأنها تخرج من جسدها، الى اخرى زاعقة تطعن عشيقته الصغيرة ماري – تيريز ووالتر وتجلس ملتوية على كرسي تلتف عليها كأنها كفن.

عانت أولغا من الهستيريا والزنى ومرض نسائي لم يحدد، لكن زوجها عزا امراض النساء الى اخطائهن. كانت ماري – تيريز وولتر في السابعة عشرة عندما التقى بها امام غاليري لافاييت وجعلها عشيقته. صحبها الفنان ابن السادسة والأربعين الى السيرك ومحلات الألعاب ومراكز اللهو ثم نام معها كأنه يرتكب الزنى مع ابنته. في المقابل رسم زوجته بوجه كالجمجمة وجلد مترهل، وبدا كأنه يحمي نفسه من شياطينها عندما رسم رأس الكبش المنير. ريتشاردسون يرى والدة الفنان في مريم العذراء المنتقمة في لوحة «الصلب» ويتساءل ما اذا كان يلومها على قصر قامته. يقدم بيكاسو كساحر «يتفحص قتام روحه الإسبانية» الحاوية أساساً على «عداء رجعي نحو النساء يكمن في ذهن كل الذكور الأندلسيين». حتى قسوته ازاءهن صدرت، يقول ريتشاردسون، عن واجبه كساحر في محاربة الشر بالشر.

سينما ومسرح

مدير مهرجان دمشق السينمائي الدولي يعلن الخارطة النهائية لفعالياته

اعلن مدير عام مؤسسة السينما مدير مهرجان دمشق السينمائي ال 15 محمد الاحمد الخارطة النهائية لفعاليات المهرجان الذي اقيم تحت شعار "بعيون السينما نرى" وانطلق في الاول من الشهر الماضي وحتى العاشر من نفس الشهر.

وقال الاحمد انه تم عرض الفيلم الروماني (اربعة شهور وثلاثة اسابيع ويومان) الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 2007 في حفل الافتتاح وعرض في ختام المهرجان الفيلم الصيني (زواج تويا) الحائز على الجائزة الذهبية في مهرجان برلين 2007 مشيرا الى ان الفيلمين عرضا للمرة الاولى في الوطن العربي.

وتابع ان المهرجان الذي تقرر اقامته سنويا بدلا من كل عامين تضمن مسابقتين الاولى للافلام الروائية الطويلة والثانية للافلام القصيرة موضحا ان مسابقة الافلام الروائية الطويلة تشتمل على 22 فيلما من عشرين دولة.

ومن بين هذه الافلام فيلمان سوريان الاول بعنوان (خارج التغطية) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد والثاني بعنوان الهوية للمخرج غسان شميط اما مسابقة الافلام القصيرة فتتضمن 54 فيلما بينها سبعة افلام انتاج سوري وسوري - امريكي مشترك.

وقال الاحمد ان تظاهرات الافلام التي احتضنها المهرجان تضمنت تظاهرة البرنامج الرسمي تحت عنوان (تحف السينما لعام 2007) وضمت 18 فيلما وتظاهرة سوق الفيلم الدولي وضمت 34 فيلما وتظاهرة المخرج السويدى انغمار بيرغمان وضمت 17 فيلما وتظاهرة المخرج الايطالي مايكل انجلو انطونيوني وضمت سبعة افلام.

كما شملت تظاهرة الممثلة الالمانية ماريلين ديترتيش وضمت13 فيلما وتظاهرة افلام الفيس بريسلي بمناسبة مرور 30 عاما على رحيله وضمت 5 افلام وتظاهرة ذاكرة السينما العالمية وضمت 17 فيلما وتظاهرة مهرجان المهرجانات وهي ارفع الافلام التي عرضت في مهرجانات 2007 وضمت 13 فيلما .

وهناك ايضا تظاهرة السينما الفرنسية وضمت 11 فيلما وتظاهرة السينما المصرية لعامي 2006 و2007 وضمت 9 افلام وتظاهرة المؤسسة العامة للسينما وافلامها المعاصرة وضمت 9 افلام وتظاهرة سينما الاطفال وضمت 8 افلام وتظاهرة موسيقى فيلم الاستوديو السينمائي العريق وضمت 5 افلام وتظاهرة الثنائي دريد ونهاد وضمت 9 افلام وتظاهرة تاريخ السينما الجزائرية بمناسبة اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية عام 2007 وضمت 9 افلام وتظاهرة العروض الخاصة وضمت 5 افلام وتظاهرة مئة سنة سينما في مصر وضمت 9 افلام.

 وقال الاحمد تم خلال المهرجان توزيع عشرين كتابا من اخر اصدارات سلسلة الفن السابع على الضيوف والصحفيين وهي كتب صدرت هذا العام .

واشار الى انه اقيمت على هامش فعاليات مهرجان دمشق السينمائي ثلاث ندوات الاولى هي الندوة الرئيسية وعقدت تحت عنوان (الضوء والظل بين فني الرواية والسينما) والثانية بعنوان (افاق سينما الديجتال) والثالثة (سينما الاطفال) اضافة الى مائدة مستديرة عن الكاتب الكبير الراحل عبد الحي اديب يديرها الاعلامي العربي عماد الدين اديب.

وقال ان لجنة التحكيم للافلام الطويلة تالفت من المخرج الروسي كارين شاخنازاروف والمنتج الايطالي انزو بورتشيللي والمخرج الجنوب افريقي رمضان سليمان والمخرج الايراني مجيد مجيدى والمخرجة السويسرية ميشيل فالي والنجمة المصرية ليلى علوى والنجمة الفرنسية ماييغا باسكالي والنجمة التونسية هند صبرى والناقد السورى رفيق الصبان والنجمة والمخرجة السورية واحة الراهب والنجمة الفنزويلية الفرنسية فرانسواز بريون.

اأما لجنة تحكيم الافلام القصيرة فتألفت من مدير التصوير البرتغالي الزو روك ونائب مدير المركز السينمائي المغربي مدير مهرجان سلا عبداللطيف العصادي والمخرج السوري نضال الدبس والناقدة والاعلامية السورية رندة الرهونجي.

وكرم المهرجان في دورته الخامسة عشرة مجموعة من النجوم السينمائيين والعاملين في حقل السينما من سوريا والدول العربية والاجنبية حيث تم تكريم الفنانة اللبنانية صباح والفنان السوري دريد لحام والمخرج الجزائرى محمد الاخضر حامينا والاديبة غادة السمان والمنتج المصرى عادل حسني والممثل الروماني مارسيل يوريش والممثل الامريكي جون فيليب لو والنجمة الايطالية سيدني روم وضيفة الشرف الفنانة المصرية ميرفت امين .

كما كرم المهرجان في حفل اختتامه  سليم صبرى وحسن عز الدين وبندر عبد الحميد وصباح الجزائرى ومحمود جبر وتحسين القوادرى وعدنان سلوم وزهير الداية ومحمود عبد الواحد ومحمد الحريرى من سوريا والنجم المصرى محمود عبد العزيز والنجمة المصرية لبنى عبد العزيز.

وبلغ عدد الدول المشاركة في المهرجان 43 دولة.

وقد شارك 232 فيلماً طويلاً بمهرجان دمشق السينمائي  

الجزائر تحتضن مهرجان التاغيت الذهبي للفيلم القصير

 احتضنت ولاية بشار ما بين الثاني عشر والسابع عشر من شهر نوفمبر، الطبعة الأولى لـ''التاغيت الذهبي'' للفيلم القصير الذي نظمته مؤسسة ''الفنك الذهبي'' في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية، حيث اشتملت هذه الطبعة الأولى مسابقة وطنية رسمية للأفلام القصيرة تنافس فيها أكثر من ثلاثين شابا•

كما عرضت أفلاما من دول صديقة ضمن فعاليات البانوراما وتؤسس لتقاليد إعلامية وسينمائية واتصالية باستحداثها النشرة السينمائية وجمع المخرجين الهواة في فضاءات للنقاش والتحاور وورشات تدريب حول مختلف القضايا والمهن السينمائية•

وقد اختيرت تاغيت لاحتضان هذه التظاهرة حتى ''يعانق سحر السينما سحر تاغيت أجمل واحات العرق الغربي ومركز لحضارة ما قبل التاريخ''•

وتأتي هذه الطبعة الاولى بعد الطبعة الاولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي الذي احتضنته مدينة وهران الصيف الماضي وهو ما يراهن عليه المنظمون لهذه التظاهرة في جلب المزيد من صناع السينما في الوطن العربي والعالم اضافة الى التعريف بالكنوز السياحية التي تختزنها هذه المدينة في جنوب الجزائر.

عندما يكون الجسد ساحة لمعركة الــ «زوائد»

  ضمن فعاليات مهرجان الربيع الباريسي عرضت مسرحية «زوائد» للمخرجة اللبنانية لينا صانع على خشبة مسرح المدينة في باريس، حيث أدت المخرجة دور الزوجة بينما أدى الممثل والمخرج اللبناني ربيع مروة دور الزوج.

 تبدو التقنيات المعتمدة في إخراج هذه المسرحية بسيطة حيث إن الممثلين يقفان على منصة وتشكل لوحة بيضاء اللون الخلفية التي تجلس الزوجة (لينا صانع) بجانبها بينما يقف الرجل (ربيع مروة) ويلقي نصه موجهاً كلامه للجمهور وكاسراً الحائط الرابع بحيث يتابع إلقاء نصه حتى نهاية العرض.

 في هذه الأثناء تحافظ الزوجة على وضعيتها التي نراها عليها قبل الدقائق الأولى من العرض. يقرأ الرجل تفاصيل حياته الزوجية فيبدأ بتعداد المشاريع والأفكار التي تجول في خاطر زوجته فيعرج إلى يومياتهم في لبنان والمواقف الثنائية التي تدور في رحى أيامهم.

 تقول لينا صانع في بداية نصها: «طالما حلمت أن يحرق جسدي بعد موتي، وهذا الأمر محرم في لبنان لأن جميع الديانات التوحيدية ترفض حرق الجسد وتؤمن بدفنه. لا تعزى هذه المشكلة فقط لعقلية محافظة وإنما للقوانين اللبنانية ولدستور الدولة التي لا تعترف علينا باعتبارنا مواطنين نتمتع بكامل حقوق المواطنة خارج موضوع الطوائف الدينية».

 يكمن اقتراح الزوجة في الخبر الذي سمعته عن المشافي التي تحرق الأعضاء البشرية التي تقتطع من المرضى، وهنا يبدو أن المخرجة لينا صانع جعلت من هذه المعلومة المحور الأساسي الذي يدور حوله نصها.

 اقترحت على زوجها أن تقتطع عدة أجزاء من جسدها كي يتم حرقها بعد ذلك. وهنا تقول لينا صانع: «إن الهدف من هذه الفكرة أن أجعل جسدي ساحة للمعركة ومكاناً للنضال بين وعود الدولة بالحرية والحداثة (في لبنان وفي بلدان أخرى أيضاً)

 وبين القوى والطوائف الدينية التي تريد كل واحدة منها العمل من قوانينها الخاصة نماذج تعمم وتفرض على كل الناس. وهنا يمكننا أن نناقش الإشكاليات والتفاعلات التي تتفاعل على مساحة الجسد و(حريته) ومع لغة القانون».

 في هذا النوع من المسرحيات المعاصرة يبقى الجمهور في حالة تركيز دائمة على النص الذي يلقى أمامه وكأن غاية العرض تكمن في إيصال مجموعة من الأفكار إلى ذلك الجمهور. وهنا فإننا نشير إلى أن هذه المسرحية تعبر في طريقة إخراجها عن حركة التطور التي يشهدها المسرح اللبناني في الوقت الراهن.

 هذا المسرح الذي يتأثر تباعاً بالمسرح الأوروبي، يقدم لنا في مسرحية زوائد حالة جديدة في المسرح العربي حيث جرت العادة فيه أن نشهد على لعبة مسرحية ضمن حبكة ما أو شكل درامي قائم بشكل أساسي على حركة الجسد على الخشبة.

 في مسرح الكلام تتقاطر لحظات الصمت من وقت لآخر لاسيما عندما يتبادل الزوجان النظرات المعبرة فتبدو الزوجة كأنها توافق زوجها على ما يقوله في النص وتنقل للجمهور رضاها عما يقول

 في حين أن هذا الصمت يجعل الجمهور في حالة ترقب لسحابات الكلمات الآتية. تنتهي المسرحية بعد أن يفرغ الزوج من إلقاء نصه فيخرج بينما تظل الزوجة على حالة الثبات التي بدأت بها العرض حيث يسلط ضوء خافت عليها في إشارة إلى نهاية العرض.

مشاركة عربية وأجنبية بمهرجان سينما المرأة في رام الله

 انطلقت في رام الله بالضفة الغربية الدورة الثالثة لمهرجان "سينما المرأة"، بمشاركة 12 فيلما لمخرجات من دول عربية وأجنبية.

 وقالت مديرة مؤسسة "شاشات" الراعية للمهرجان علياء أرصغلي في مؤتمر صحفي برام الله ، إن هذا المهرجان "هو الأول الذي واصل تخصصه في سينما المرأة للعام الثالث على التوالي في الوطن العربي".

 وأشارت في هذا السياق إلى تجربة مهرجان سلا في المغرب الذي ينظم بشكل غير دوري، ومهرجان المرأة في مصر الذي لم ينظم سوى مرتين.

 وافتتح المهرجان بفيلم "ماء" للمخرجة الكندية ديبا مهتا وتشارك فيه أفلام من ألمانيا وبريطانيا والصين وإسبانيا، ولا يتضمن أعمالا لمخرجات فلسطينيات من المقيمات في "الأراضي الفلسطينية المحتلة" نظرا لعدم وجود أفلام جديدة.

 ويعتبر فيلم الافتتاح من أهم الأفلام العالمية حول قضايا المرأة، ورشح لجائزة الأوسكار عام 2005. ويدور الفيلم حول قضية أرملة هندية ووضعيتها عام 1939، في خضم معركة التحرر الوطني التي قادها المهاتما غاندي ضد الاحتلال البريطاني. 

وأشارت أرصغلي إلى أن المهرجان -الذي استمر سبعة أيام- شاركت فيه مخرجتان شابتان فلسطينيان تعيشان في الولايات المتحدة هما شيرين دعيبس ورنا كزكز.

 وشاركت شيرين بالفليم الوثائقي "أتمنى" الذي حاز على جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم قصير في مهرجان دبي 2007، ويدور حول طفلة فلسطينية عمرها 11 عاما تحاول الحصول على نقود لشراء كعكة لعيد ميلاد والدتها.

 وشاركت رنا بفيلم "كيموسابي" الذي يتحدث عن الطفل يوسف (6 أعوام) الذي يحلم بأداء دور راعي البقر مع رفاقه في ساحة اللعب ويكتشف أن الأمر مختلف.

 ومن ضمن الأفلام العربية، تم كذلك عرض فيلم "قص ولزق" للمخرجة المصرية هالة خليل. ويناقش الفيلم مشكلة بطالة الشباب وسعيهم المستميت للالتحاق بفرص العمل.

 وعرض المهرجان فيلم "كيف سمكتك اليوم؟" للمخرجة الصينية البريطانية شاولو جوو، وهو فيلم حاز على جائزة النقاد الكبرى في مهرجان كريتيل لسينما المرأة عام 2007.

 وعرض كذلك الفيلم الألماني "أميرات البركة" للمخرجة بتينا بلومنر، وفيلم "أجنبيات" للمخرجة الإسبانية هيلينا تابيرنا.

 وقالت أرصغلي إن المهرجان يهدف إلى وضع فلسطين "على الخارطة الثقافية العالمية، إضافة إلى مساهمته في نقل الرواية الفلسطينية عبر خطاب ثقافي في معركة ثقافية يجب معرفة أصولها".

 وأضافت أن مؤسسة "شاشات" فتحت المجال لعرض أفلام قصيرة لمخرجات فلسطينيات وأجنبيات.

قصائد عراقية ممسرحة تعرض في مدن فرنسية

عمل شعري مُمسرح قدم على خشبة مسرح شارلي شابلن في مدينة «ليون» الفرنسية. واشترك في أداء القصائد الممسرحة التي انضوت تحت عنوان «بغداد... سماء مفتوحة» الشاعر العراقي صلاح الحمداني، والممثلة الفرنسية فردريك بروي. والإخراج من توقيع المخرج الفرنسي غاستون تافيل. وبموازاة الأداء التعبيري عزف الموسيقي أحمد مختار مقطوعات ألّفها لهذا العمل الشعري المُمسرح، وهي التجربة الثانية له في هذا المضمار بعدما لاقت معزوفاته الموسيقية في مسرحية «حكاية جندي» نجاحاً كبيراً حينما قُدِّمت على مسرح «ذا أولد فيك» في قلب العاصمة البريطانية لندن. والجدير ذكره أن العمل كتبه وأعده الشاعر والفنان المسرحي صلاح الحمداني، المقيم في باريس منذ العام 1975. وهو درس المسرح في جامعة باريس الثامنة، ومثَّل أدواراً في المسرح الوطني الفرنسي.

أصدر الحمداني خمسة وعشرين كتاباً في الشعر والقصة القصيرة والنصوص المفتوحة والمترجمة بينها سبع مجموعات شعرية كتبها باللغة الفرنسية أبرزها «قصائد بغداد»، «العبور»، «على مدى الأوجاع»، «ما تبقى من الضوء»، و«الشك»، وكتب ثماني مجموعات باللغة العربية وترجمها بنفسه الى الفرنسية.

ويجول هذا العمل الشعري الممسرح على مدن فرنسية بعدما تبناه مسرح شارلي شابلن العريق الذي يعتبر الراعي والمنتج الأول لهذا العمل المسرحي الذي تلتقي فيه الطاقات والخبرات الفرنسية والعراقية.

هل تعود الحياة الى المنتدى المسرحي في بغداد؟

 يأمل مسرحيون عراقيون ان يلقى المنتدى العراقي للمسرح في العاصمة بغداد اهتماماً ورعاية لكي يستعيد عافيته مجدداً بعد ان احتضن العديد من المهرجانات المسرحية والعروض على امتداد 21 عاماً.

ويعاني المنتدى وهو من اقدم الابنية في شارع الرشيد في العاصمة بغداد الاهمال وهو الذي لعب دوراً كبيراً في تنمية المواهب الفنية لدى الشباب واستضاف اعمالهم المسرحية حتى اصبح ورشة لتطوير القدرات واكتساب المهارات الفنية عبر انشطته.

وقال مدير المنتدى الكاتب المسرحي مثال غازي "المنتدى يعاني الآن من الاهمال والنسيان الذي بدأ يلفه وكأن الثقافة مستهدفة بحملة ابادة وخصوصاً ما يتصل بالمسرح".

ويضيف غازي "منذ عام 2001 ومنتدى المسرح مهجور وتوقفت الاعمال التي كانت تعرض فيه والتدريبات التي كانت تؤدى فيه ايضا لاسباب عديدة حيث كان البلد يواجه حصاراً اقتصادياً شرساً وبعد الاحداث في عام 2003 توقعنا ان تكون المرحلة الجديدة افضل من سابق عهدها لكن الامر ازداد سوءً".

ويشار الى ان المخرج العراقي المقيم في تونس الان مقداد مسلم اسس منتدى المسرح مطلع الثمانينيات واتخذ من الطابق الرابع في دائرة السينما والمسرح مقراً له قبل ان يتحول الى مكانه الحالي.

وعرضت في المنتدى عدة اعمال مسرحية تعرض لتجارب الشباب كما احتضن مهرجان منتدى المسرح كتقليد سنوي تشارك فيه فرق العاصمة والمحافظات العراقية لزيادة رقعة المشاركة وافساح المجال امام الطاقات لابراز ابداعاتها.

وقالت الفنانة العراقية ساهرة عويد ان "الاهمال الذي يعانيه المنتدى ومقره ادى الى ان اصبح مهجوراً ونامل ان تمتد له يد الاهتمام ليستعيد جزءاً من عافيته ويبدأ باحتضان التدريبات المسرحية على اقل تقدير ان لم يكن الان صالحاً لاستقبال المتفرجين".

واضافت عويد "يفترض بالجهات المعنية الحكومية والفنية والثقافية ان تبادر الى اعادة الحياة الى المنتدى ومقره وتقوم بتنفيذ حملة واسعة من الصيانة والتاهيل".

وقالت "في عام 2004 استفدنا من المبنى باقامة تدريبات على عرض مسرحي مخصص للاطفال قدم في مكان اخر".

وترى عويد ان "اعادة الحياة الى منتدى المسرح يعني البدء باستقطاب العروض مجددا والتشجيع لمتابعة الاعمال المسرحية".

وقدمت عويد على مسرح المنتدى عدة اعمال منها مسرحية للاطفال "الدمى" للمخرج الراحل حنين مانع وكذلك مسرحية "عنترة" للمخرج سعد هدابي.

وتعتبر العوامل الامنية التي يعانيها الشارع من الاسباب التي دفعت بالجهات المعنية الى تاخير تنفيذ حملة تاهيل المنتدى.

ويقول الناطق الاعلامي لدائرة السينما والمسرح المخرج عباس الخفاجي "تم الاتفاق مسبقا مع دائرة امانة بغداد حيث تقوم بالاشراف على المباني التاريخية والتراثية التابعة لها من اجل وضع برنامج لاعادة اعمار المنتدى".

واضاف ان "الفترة الماضية شهدت أوضاعاً امنية تعرقل عادة مثل هذه الخطوات لكن عام 2008 سيكون الفترة المخصصة لاحياء مبنى منتدى المسرح في العاصمة".

ويعد مبنى المنتدى الان ضمن المباني التراثية والتاريخية في شارع الرشيد وكان مقراً للبعثة البريطانية منذ مطلع العشرينيات وسكنت فيه الموظفة المرموقة في البعثة مس غير ترود بيل وهو مكان يطل على ضفة نهر دجلة من جانب الرصافة.

وما زال المكان الذي بني بطراز معماري ترك فيه اصطوات بغداد المعماريون بصماتهم عليه، يحمل آثار التاريخ الحديث حيث توزعت غرفه العشرون على الطابقين وتتوسطه باحة وتبرز منه الاقواس والشناشيل الداخلية والشبابيك التي تتخلل الجدران.

وتتحول باحة المكان الى منصة متواضعة حيث يؤدي الممثلون ادوارهم وتتسع الى 60 متفرجاً تقريباً خصصت لهم مقاعد خشبية شرقية تذكر بمقاهي بغداد في ثلاثينيات القرن الماضي.

ومن الشخصيات العالمية التي زارت المكان الروائية اغاتا كريستي ومكثت فيه فترة قصيرة اثناء زيارتها للعراق في ثلاثينيات القرن الماضي وغادرته بسرعة لعدم ملاءمته كونها كانت مصابة بالربو والمكان مرتفع الرطوبة.

وعرضت على هذا المسرح عدة اعمال منها "الى اشعار اخر" للمخرج سامي عبد الحميد عام 1997 و"النهضة" للمخرج عباس الحربي وصورة فيه مسلسلات تلفزيونية تاريخية ومشاهد من فيلم "المسألة الكبرى" للمخرج العراقي محمد شكري جميل، والفيلم يستحدث عن ثورة العشرين في العراق ضد الانكليز.

وتابع غازي "كل الاجيال المسرحية في العراق مرت من هذا المكان" مضيفاً "ونأمل ان يتحول المكان الى موقع تراثي او مركز ثقافي يستضيف الانشطة والاعمال خصوصا ان مسارح العاصمة متوقفة تقريباً الآن".

وفي العاصمة مسرحان هما "الوطني" و"الرشيد" وكلاهما عائدان الى وزارة الثقافة العراقية، والاخير دمر بالكامل نتيجة احداث عام 2003 وينتظر ان يخضع لاعمال بناء لاعادته في حين تعرض في الاول اعمال فنية بين فترة واخرى.

ويشار الى ان الحاكم السياسي في البعثة البريطانية في العراق السير برسي كوكس ومعه المس بيل مسؤولة الشؤون العربية وعينت في ما بعد بوظيفة السكرتير الشرفي في البعثة شغلا المبنى الذي بناه في العشرينيات الاسطة "خليل" اشهر معماريي العاصمة.

وقد اظهرت بيل شغفاً كبيراً في الترحال بين الدول العربية واتقنت اللغة العربية، ولها الدور الكبير في تاسيس دائرة الآثار في العراق والمتحف العراقي القديم.

مسرحية «ماكبث» لشكسبير تُعرض فى سجن

 قدّمت شركة إنتاج مسرحية فى ولاية ميريلاند الأميركية عرضاً ناجحاً لمسرحية "ماكبث" الشهيرة للأديب البريطانى ويليام شكسبير على مسرح فريد من نوعه داخل سجن شديد الحراسة!

ونقل مصدر إخبارى عن مدير سجن "باتوكسنت" فى ولاية ميريلاند جون ويلت الذى يصف نفسه بأنه من أكثر المعجبين بشكسبير، إن فكرة عرض المسرحية الكلاسيكية داخل جدران السجن خطرت فى باله بعدما شاهد إعلاناً لشركة "اليكوت سيتى شكسبير".

قال ويلت عن الأديب البريطانى الشهير "إن أعماله عالمية، أعنى من غيره لا تزال أعماله تعرض بعد 400 عام على تأليفها".

وحضر العرض المسرحى أكثر من 150 سجين إلى جانب حوالى 200 شخص من أفراد عائلات السجناء وأصدقائهم الذين سمح لهم بمشاهدة المسرحية إلى جانب أقاربهم المسجونين.

وقال السجين فويتينور سوفان - 27 عاماً - للصحيفة بعد العرض "لم أشاهد شيئاً مثل هذا من قبل. أعنى إنها ليست كما على التلفزيون أو على الكابل.. إنها من مستوى مختلف كلياً عندما تشاهدها فى عرض حي".

ويُذكر أن ماكبث أو مكبث "الانكليزية Macbeth" أحد أشهر روايات الكاتب الانكليزى وليم شكسبير الرواية قائمة على دراما لمأساة مكبث مغتصب عرش اسكتلندا "1040-1075" بعد اغتياله دونكان الأول قتله مالكوم الثالث ابن دونكان .

وتمثل هذه المسرحية على كافة المسارح العالمية، ويوجد العديد من الخرافات المصاحبة لقصة ماكبث ولكن كلها ترمز لشيء ما فالساحرات الثلاثة مثلا وهم أول شيء يظهر فى المسرحية هم رمز للقدر، يعتقد من البعض فى الغرب أن المسرحية يصحبها لعنة بطريقة ما!

مسرحية تعيد الحياة لشارع المتنبي ببغداد

في محاولة لبعث الحياة في شارع المتنبي ببغداد الذي دمره انفجار مروع قبل أشهر عرض فنانون عراقيون مسرحية في الهواء الطلق وسط بغداد بعنوان "نافذة على ظلال غائب".

 وتم عرض المسرحية على بعد أمتار من موقع الانفجار بحضور نحو 250 شخصا.

 وشارك في العرض الذي يبلغ خمسين دقيقة ثمانية فنانين عراقيين يمثلون ثلاثة أجيال.

 واقتبست مشاهد المسرحية من بعض قصص ألفها المؤرخ والكاتب العراقي غائب طعمة فرمان الذي هجر العراق منتصف الخمسينيات وعاش في المنفى حتى وفاته.

 وتتخيل المسرحية أن فرمان عاد إلى بغداد بعد سنوات الغربة ليرى كيف تغير العراقيون وبلادهم التي لم تعد كما تركها حيث أصبح الناس الذين تركهم أحبة في حالة اقتتال.

 رسالة فنان

وقال مخرج المسرحية حيدر منعثر في تصريح صحفي إن "هذه ليست مسرحية للعرض أو المتعة، هذه رسالة من الفنان العراقي ليقول فيها إنه موجود وإنه سيساهم في إعادة إحياء الإنسان العراقي والحياة العراقية".

 وأضاف أن الهدف من عرض المسرحية في هذا المكان "هو أولا إحياء شارع المتنبي وثانيا لتأكيد أن المسرح يمكن أن يعيش في كل مكان".

 وكان شارع المتنبي ببغداد يمثل منتدى ومتنفسا للمثقفين العراقيين حيث يضم مكتبات ومقاهي قديمة.

 وتحول الشارع في بداية مارس/آذار الماضي إلى كومة من الأنقاض جراء انفجار شاحنة ملغومة يقودها انتحاري أوقعت أكثر من ثلاثين قتيلا ونحو خمسة وستين جريحا.

 كما تسبب الانفجار في تدمير عشرات المحلات التجارية والمكتبات وحرق ألوف الكتب التاريخية والأدبية والسياسية والدينية وألوف المطبوعات القديمة النادرة التي كانت تمثل ثروة لتاريخ العراق القديم والحديث.

أفلام الحرب على العراق تفشل في جذب المشاهد الأميركي

 لم تنجح الأفلام السينمائية التي أنتجتها هوليوود مؤخرا حول الحرب على العراق أو الحرب على ما يسمى بالإرهاب في جذب المشاهد الأميركي بسبب كثرة الأفلام المعروضة بالإضافة إلى الموقف الشعبي من هذه الحرب ومبرراتها.

 فقد تهافتت شركات الإنتاج على عرض أفلامها مع بداية موسم الخريف وتناولت فيها نفس المواضيع التي تطرق إليها السينمائيون منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر مما جعلها عرضة للتكرار على نحو أثار الملل في نفوس المشاهدين، حسب رأي العديد من النقاد.

 وعلى الرغم من توزيع هذه الأفلام -التي أخرجها مخرجون مخضرمون- على نطاق واسع لم يتمكن بعض منها من تحقيق عائدات تغطي تكلفة الإنتاج كما تعرض بعض آخر منها لانتقادات لاذعة من قبل النقاد المختصين.

 إذ لم يحقق فيلم "اعتقال سري" -الذي يتحدث عن ممارسات الاستخبارات الأميركية في نقل المتهمين في قضايا الإرهاب إلى دول أخرى- سوى عشرة ملايين دولار، في حين حصد فيلم "المملكة" 47 مليون دولار فقط علما بأن ميزانية إنتاجه بلغت سبعين مليون دولار.

 كما انسحب ذلك على فيلم "في وادي إيلاه" -الذي يروي قصة أميركي يحقق في ملابسات مقتل ابنه في العراق- حيث لم يجن منتجوه سوى سبعة ملايين دولار رغم استحسانه من قبل جمهور النقاد.

 ويرى المراقبون أن هذه الأرقام لا تبشر بالأفضل بالنسبة للأفلام الأخرى التي سيتوالى عرضها خلال الشهر الجاري ومنها فيلم "أسود وحملان" لروبرت ردفورد.

 وقال الناقد الأميركي لو هاريس في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "إنه من الصعب رسم صورة مثيرة وأخاذة عن العراق" مشيرا إلى أن المشاهدين عادة ما يميلون لرؤية فيلم حربي مليء بالمغامرات.

 واعتبر أنه من الخطأ تقديم أفلام عن العراق في الوقت الذي لا تزال المعارك مستمرة هناك في أرض الميدان موضحا أن السينما الأميركية لم تقدم أفلاما عن حرب فيتنام إلا بعد نهايتها بفترة طويلة. 

ويرى المنتج السينمائي ستيفن بوكو -كما نقلت عنه صحيفة نيويورك ديلي نيوز- أنه من غير الممكن تقديم فيلم عن الحرب من وجهة نظر تخلو من السلبية التي يحملها النزاع نفسه على أرض الواقع منوها إلى الانقسام الحاصل في المجتمع الأميركي حول هذه الحرب ومبرراتها.

 المهرجان الدولي للفيلم المستقل يجمع الارهاب بالسينما الهندية

في واحد من اكبر التظاهرات السينمائية ، جرت في العاصمة البلجيكية بروكسل وقائع افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين للمهرجان الدولي للفيلم المستقل بمشاركة اكثر من 60 فيلما من اكثر من 25 دولة وبحضور كبير لوفود قادمة من اسيا وافريقيا واوربا وامريكا وكندا .

السينما الهندية كانت السينما المحتفي بها علي جميع الأصعدة ، من جهة حفل الأفتتاح الذي قدم فيه المنظمون فرقا للرقص الشعبي الهندي التقليدي ثم في تكريم السينما الهندية بشكل خاص وهو ماافاض في الحديث عنه (روبير مالينكرو) مدير المهرجان المخضرم الذي امضي عقودا طوالا في الأدارة السينمائية وادارة المهرجان ، مالينكرو في كلمته متعددة الأفكار تحدث عن مضي المهرجان في ترسيخ هويته وتدعيم برامجه بالمزيد من التنوع والأحتفال بالتجارب السينمائية من العديد من بلدان العالم وتأتي دورة هذا العام لتؤكد ان المهرجان قد نجح في استقطاب سينمائيين جدد ومن خلال اجيال وتجارب جديدة .

ويبدو ان السينمائيين الهنود قد التقطوا الفرصة فجاؤوا بعدد غير قليل مشاركين في المهرجان ان في فرقة الرقص الشعبي او من خلال المخرجين وحتي الدبلوماسيين الذين سينظمون حفل استقبال كبير في اطار الأحتفال بالسينما الهندية

بالطبع حرص السينمائيون الهنود وحتي المنظمين علي تقديم الوجه غير التقليدي للسينما الهندية ، اي بتقديم صورة اخري غير الصورة النمطية التي ظلت السينما الهندية ترسخها وتؤكدها علي مدي عقود طوال اي غير السينما البولوودية القائمة علي النمطية في تقديم الشخصيات والرقص والغناء والمغامرات المبالغ فيها والميلودرما التي لازمت الفيلم الهندي وهو مااكده لي المخرج الهندي ذي الثقافة الفرنكوفونية (مانو ريوال ) بأنهم يسعون الي سينما مستقلة تخرج الفيلم الهندي من نمطية المشاهدة .

سيرا ..قصة الأرهاب ومجتمع الأقلية

نأتي الي فيلم الأفتتاح وهو فيلم سيرا للمخرج بيجو كومار ، هذا الفيلم لست ادري ان كان قد جاء الي المهرجان لكي يمثل تلك السينما المغايرة التي يريد او يسعي السينمائيون الهنود الي تأكيدها ، اذا كان الأمركذلك فلابد من كلام يقال . يتحدث الفيلم عن شريحة مهمة من المجتمع الهندي وهي شريحة الأقلية المسلمة ، وبمجرد الحديث عن هذه الأقلية الفقيرة الأمكانات ستتبادر الي الذهن الظروف التي تعيشها هذه الأقلية كمجتمع فقير يعاني ماتعاني منه الطبقات الفقيرة في الهند .

لكن المسألة لن تنحصر في هذا الجانب ، فبكل تأكيد ان الفيلم حرص علي تقديم الصورة الواقعية لحياة هذه الأقلية دون تزويق او تجميل ، علي خلاف كثير من الأفلام الهندية التي تحرص علي عرض الأماكن السياحية واوجه الحياة المترفة المنظمة .

في هذه البيئة تعيش الفتاة سيرا الصحافية في قناة التلفزة الهندية في كنف والدها استاذ علي حسين ..وهو موسيقي كلاسيكي ينثر من حوله الطبول الهندية الصغيرة وبين الفينة والأخري يمتع نفسه وابنته بعزفه المتقن علي تلك الطبول ، وتمضي حياة الأثنين رتيبة لاجديد فيها حتي تتسرب تلك الرتابة الينا نحن المشاهدين ، لكن التحول يحصل عندما تكلف القناة الفضائية الهندية تلك الصحفية الشابة بالذهاب الي المنطقة التي يتواجد فيها الزعيم المسلم من كشمير المدعو (قاسم عباس) وهو كما سيتضح ،يتزعم مجموعة في الدفاع عن كشمير وبالتالي فهو في نظر السلطات الهندية ليس غير ارهابي خارج علي القانون .

تجري سيرا الحوار ويتم بثه علي الفضائيات ويتحدث ذلك الشخص طويلا عن المجتمع المسلم وعن العراق وافغانستان والدفاع عن حقوق المسلمين وماالي ذلك من القصص المعلومة التي يتحدث يها رجل في مثل وضعه وتوجهه .

وبمجرد عرض الحوار تبدأ المعضلات في حياة تلك الصحفية من خلال تحريات السلطات عن مكان تواجد من تسميه الأرهابي قاسم عباس ، وليس غير الصحفية سيرا من يعلم يقينا مكانه مع انها وصلت اليه وهي معصوبة العينين هي وفريق التصوير الذي رافقها لمحاورة ذلك الشخص كما ان الحوار تم في منطقة معزولة من الغابات والأنهار ، المهم ، ان السلطات لاتثق برواية سيرا وتشك في علاقتها بالمتطرفين ثم لتحتجزها رهن التحقيق والأشتباه وخلال ذلك تتصاعد في الشارع النظرة ضد الأقلية المسلمة بسبب وقوع حوادث تتسبب في مقتل العديدين حتي ان سيرا نفسها هي شاهدة علي بعض من تلك الأحداث من خلال عملها الصحافي ، وهي تتجول في مكان احد تلك الحوادث تخرج من المكان تحت مطر كثيف لوحدها ليتختطفها بضعة اشخاص ويغتصبونها تباعا .

هنا وجه آخر للموضوع مايلبث ان يتطور الي صراع نفسي حاد تعيشه الفتاة من جهة استمرار اتهامها بالتواطؤ مع الأرهابيين ومن جهة تعرضها لحادثة اغتصاب جماعية تنتهي بانهيارها تماما ثم بانتحارها وسط تصعيد ضد الأقلية المسلمة وهجوم شديد عليها وتقتيل بعض منهم.

في البناء الدرامي

وصنعة المخرج

بالطبع لامس المخرج كثيرا من المعطيات المهمة والنقاط الساخنة ومن اهمها علي الأطلاق هي مسألة المجتمع المسلم في الهند ومسألة الأرهاب الذي غالبا مايلصق بالأٍسلام والمسلمين حقا اوباطلا ..لكن السؤال الذي تبادر الي ذهني وتحدثت فيه مع المخرجين الهنود هو : هل استطاع المخرج ان يسيطر علي فكرته ويدير صنعته الأخراجية في الغوص في الموضوعين المتفجرين .؟

واقعيا لااجد المخرج قد وفق في تقديم تلك الصنعة بشكلها المتماسك ، فثمة معطيات تتعلق بأشباع الموضوع بعناصره الدرامة والجمالية فضلا عن البناء الفني وتوظيف الأدوات السينمائية للنهوض بالفكرة والموضوع .

وفي موازاة ذالك لااظن ان الفيلم بعيد عن منزلق يقع فيه كثير من السينمائيين وهو ان الفكرة الكبيرة القائمة علي ادانة ظاهرة من الظواهر تسيطر علي المعالجة الدرامية والبناء الفني مفضية الي قدر من التسطيح في بعض الأحيان وهو مااظن ان الفيلم وقع فيه .

بالطبع انا لن اقول ان الفيلم غير ناجح لأنني لااستطيع ذلك عمليا بسبب كوني عضوا في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان لكني اشرت لبعض من النقاط التي اجد من المهم الأشارة اليها . بموازاة ذلك وكما ذكرت من قبل تبقي ثمة اشكالية تتعلق بماتتعرض له الأقلية المسلمة من سوء ظن وافقار فهي متمهة كما يقدمها الفيلم بالعمالة لباكستان وحتي التجسس لها ، وهذه وغيرها ربما كانت معطيات هي اقرب الي روح ومعالجة الفيلم التسجيلي اكثر منها محكمة الصلة بموضوع الفيلم .

يحسب للفيلم اداء شخصياته وبالأخص الممثلة الشابة التي ادت دور سيرا والأب كما تحسب للفيلم محاولة تفاوت النجاح فيها في الخوض في المشكلات الأجتماعية لمجتمع فيه مافيه من معضلات حياتية واجتماعية

انتقادات لفيلم الهوية السوري بمهرجان دمشق السينمائي

 تعرض الفيلم السوري "الهوية" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان دمشق السينمائي لانتقادات حادة بعد عرضه الأول، فيما رأى مخرجه غسان شميط وجود تحامل في بعض الجوانب دون أن ينفي وجود ملاحظات قابلة للنقاش.

 ويتناول الفيلم قصة عائلة درزية من الجليل الأعلى في فلسطين تأتي للمشاركة بواجب العزاء في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة ويستند إلى فكرة "التقمص" التي تؤمن بها العائلة.

 ويقوم أحد أفراد تلك العائلة بتذكر الحياة السابقة له، وهي حياة فواز الذي انتحر عام 1961 قبل الاحتلال وتقمص هو روحه.

 ويستذكر فواز الجديد خلال سيره في مجدل شمس التي أصبحت محتلة منذ العام 1967 حياته السابقة بعيدا عن واقع الاحتلال، وعندما يعود الشاب من العزاء عبر الحاجز الإسرائيلي في المجدل يقتل برصاص الجنود التي أطلقت عليه من الخلف.

 مواجهة الاحتلال

وقال شميط  إن مقولتنا في الفيلم أنه حتى لو أطلق العدو الاسرائيلي النار على شبابنا المقاوم فإنه سيعود متقمصا حاملا الهوية العربية السورية لمواجهة الاحتلال.

 وكتب سيناريو الفيلم وفيق يوسق والفكرة لشميط ولعب الأدوار الأساسية فيه قيس الشيخ نجيب وسلمى المصري ومجد فضة. وتم التصوير في منطقة جبل الشيخ في مواجهة بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.

 وكال النقاد والصحافة السورية وجهو انتقادات شديدة لهذا العمل. ويرى الصحفي علي الحسن أن العمل تناول موضوعا إشكاليا يتعلق بالهوية وأن الاحتلال فشل بنزعها عن السوريين في الجولان.

 وأضاف أنه كان الأجدى بهذا الموضوع تناول الهوية الضاربة بجذورها ومعانيها، مشيرا إلى أن العمل ضعيف من الناحية التقنية أيضا بسبب جنوحه نحو المشاهد التلفزيونية الطويلة والمملة كما استند إلى "الفلاش باك".

 وبدورها انتقدت صحيفة "بلدنا "العمل خاصة جوانب الأخطاء الفنية من اختيار الممثلين واللهجة المستخدمة والانفعالات الزائفة والأخطاء المنطقية في الحوارات والإطالة.

 وتشارك سوريا في المسابقة الرسمية بفيلم آخر بعنوان "خارج التغطية".

 ويشارك في مهرجان دمشق السينمائي الـ15 المنظم تحت شعار "بعيون السينما نرى" 22 فيلما في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة و54 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة من 46 دولة. 

 آثار السياسة على المجتمع يكشفها ريدفورد في "أسود للحملان"  

يوجه فيلم الممثل والمخرج الأميركي روبرت ريدفورد الجديد "أسود للحملان" (Lions for Lambs) الذي انطلق عرضه في الولايات المتحدة , رسائل سياسية شديدة اللهجة إلى الحكومة الأميركية.

 ولا يركز الفيلم على الأحداث السياسية الراهنة, لأنها –بحسب ريدفورد- تتغير وهي سريعة الاشتعال، بل هو يكشف ما يكمن وراء الأخبار, وهو ما يحدث -برأيه- "المواقف التي نعاني منها الآن".

 وعن أسباب إنتاج وتمثيل البطولة في عمل مثير للجدل يتناول السياسة الأميركية الخارجية, قال ريدفورد إن الوضع الذي تمر به الولايات المتحدة حاليا هو الذي دفعه لإنتاج دراما تفضح السياسة الأميركية "ليتفكر فيها الناس, لأنه إذا لم نتدخل فسيتفاقم الأمر". وأضاف في إشارة إلى الإدارة الأميركية الحالية "أحب أميركا, ولا أحب ما يفعلونه بها".

 ويضع ريدفورد في الفيلم لائحة طويلة من الشكاوى ليصبح أكثر تجاربه الإخراجية السبع اهتماما بالسياسة. ويجمع في الفليم بين الرغبة في السلطة وعدم الكفاءة, والسعي وراء الحرب والصحافة التي تكتب أي شيء وكل شيء ولا تنتقد شيئا مما يحدث, كما أنه يكشف عدم جدية التلفزيون الأميركي.

 وتوجد ثلاثة محاور درامية في الفيلم الذي يتناول حروب الولايات المتحدة وإعلامها وشبابها. ويلعب ريدفورد دور أستاذ لعلم الاجتماع في كاليفورنيا يتحدى طالبا ذكيا.

 وفي واشنطن يقدم الفيلم صحفية تلفزيونية متحررة (ميريل ستريب) تقع في يد سيناتور جمهوري ذي شخصية طاغية (توم كروز). ويريد السيناتور أن يتحكم في الصحفية الشكاكة والطموحة عن طريق إعطائها مقابلة حصرية ليكسبها داعية لإستراتيجية أميركية جديدة في أفغانستان.

 في الوقت نفسه يتطوع شابان أحدهما أسود (ديريك لوك) والآخر من أصول لاتينية (مايكل بينا) للقتال في أفغانستان ضد نظام طالبان. وبينما يكون الصراع في الوطن باستخدام الكلمات، يتعرض الاثنان على الخط الأمامي لنيران حقيقية في جبل مغطى بالثلوج.

 وتباينت انطباعات النقاد الأميركيين حول الفيلم, فقد سخرت منه مجلة "فارايتي" المختصة في صناعة السينما وقالت إنه "عبارة عن مقال مليء بالنجوم يستخدم كلمات كثيرة دون أن يقول شيئا جديدا".

 بينما مدحته مجلة هوليود ريبورتر قائلة "السياسيون والإعلام والمعلمون والقادة العسكريون والجمهور الوديع كلهم يتعرضون للهجوم في فيلم صنع بطريقة جيدة ويطرح أسئلة كثيرة مهمة دون أن يقدم إجابات".

 الجدير بالذكر أن ريدفورد مهتم دائما بالشأن السياسي الأميركي, فمنذ سبعينيات القرن الماضي أخرج أفلاما سياسية مثل "المرشح" (The Candidate) و"كل رجال الرئيس" (All the President’s Men) و"برنامج المسابقات" وكلها أفلام عن سطوة الإعلام والفكر.

 ريدلي سكوت يصور مشاهد من "جسد الكذب" في المغرب  

 يواصل المخرج الأميركي ريدلي سكوت تصوير مشاهد من فيلمه الجديد "جسد الكذب" (Body of Lies) في أحياء بمدن مغربية.

 فبعد العاصمة الرباط حيث صورت لقطات من الفيلم، انتقل المخرج برفقة طاقم مختلط بين أميركيين ومغاربة إلى مدينة سلا (القريبة من الرباط) لتصوير لقطات تناسب فيلمه. واختار سكوت بعض الأحياء الفقيرة في مدينة سلا للتعبير عن مظاهر البؤس التي يحكي عنها فيلم جسد الكذب.

ويشارك في بطولة جسد الكذب النجم العالمي ليوناردو دي كابريو الذي يلعب دور صحفي يعمل لصالح الاستخبارات الأميركية ويترصد خلية إرهابية يتزعمها مسلم أردني. واختار المخرج مجموعة من سكان مدينة سلا لأداء أدوار الإرهابيين بعد أن اشترط أن تكون لهم لحية كثيفة.

 وتعيش شوارع الرباط وسلا هذه الأيام على إيقاع تصوير فيلم "جسد الكذب", وفي الغالب يرافق تصوير لقطات الفيلم تعزيزات أمنية لكي تمر الأمور بسلام. يذكر أن المخرج الأميركي سكوت سبق له أن صور لقطات من فيلمه "سقوط النسر الأسود" (Black Hawk Down) في حي فقير بمدينة سلا.

انطلاق الدورة 17 للفيلم الأوروبي بالمغرب

بدأت في المغرب الدورة السابعة عشرة للفيلم الأوروبي بمشاركة عشرة بلدان أوروبية.

واستمر الدورة حتى 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضب وهي ثمرة لشراكة تعاون بين مفوضية اللجنة الثقافية الأوروبية والسفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالمغرب ووزارتي الاتصال والثقافة بالمغرب والمركز السينمائي المغربي.

وشاركت الدول الأوروبية العشر بعشرة أفلام لم يسبق أن شوهدت في المغرب وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمجر والبرتغال والدانمارك ورومانيا وبلجيكا وهولندا. وتتوزع أنشطة الدورة بين خمس مدن مغربية هي الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وآسفي جنوب الدار البيضاء.

الجديد بالدورة

وأوضح مدير المهرجان كلود إريك بوارو أن الجديد في هذا المهرجان هو مشاركة السينما الرومانية الشابة التي وصفها بأنها تمثل حقلا خصبا يعد بالشيء الكثير.

أما رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالرباط برونو دوطوماس فقال في حفل الافتتاح "إن هذه التظاهرة التي مر عليها 17 عاما صارت أكثر شعبية" مضيفا أن الدورة السابقة تابعها حوالي 15 ألف مشاهد مغربي، وأن ريعها وريع الدورة الحالية مخصص لفائدة العمل الخيري بالمغرب.

فيلم الافتتاح

وعرض في حفل الافتتاح الفيلم البريطاني الأميركي المشترك "دجاين" وهو فيلم يتناول التحولات الواقعة في المملكة المتحدة خلال القرن التاسع عشر.

 وشاركت رومانيا بفيلم "4 أشهر 3 أسابيع ويومان" الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان كان 2007، وهو من إخراج كريستيان مونجو. ويتناول الفيلم التحولات الاجتماعية والثقافية في رومانيا سنة 1987، قبل سقوط نظام تشاوشيسكو.

وهناك أيضا الفيلم الدانماركي السويدي "بعد الزفاف" للمخرج سوزان بيير، وقد كان ضمن المسابقة الرسمية لأوسكار 2007، ويتناول قصة جاكوب بيترسون الذي وهب حياته لمساعدة الأيتام بالهند.

أفلام عربية

وإلى جانب الأفلام الأوروبية العشرة، عرضت أربعة أفلام عربية قصيرة هي فيلم "السفر إلى منتهى العالم" للمخرج السوري محمد الرومي، وفيلم "بيروت بعد الدمار" للمخرج اللبناني هاني طامبا، وفيلم "آخر صرخة" للمخرج المغربي حميد باسكيط، وفيلم "أوهام" للمخرج المغربي طارق الجوهري.

سينما أوروبية في الأردن لأجل 'الحوار'

 بدأ في العاصمة الأردنية عمان  مهرجان الفيلم الأوروبي في دورته التاسعة عشرة، الذي تنظمه بعثة المفوضية الأوروبية بعمان بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وأمانة عمان الكبرى والسفارة الإسبانية.

وشارك في مهرجان هذه السنة 17 فيلماً من 17 بلداً أوروبياً تشمل أحدث ما أنتجته السينما الأوروبية.

ويهدف المهرجان الذي يقام سنوياً إلى إيجاد حوار خلاق يؤدي إلى تحقيق الفهم والتعاون المشترك بين أوروبا والأردن، من خلال عرض شرائح من الحياة الأوروبية وتعريف المجتمع الأردني بطبيعة الحياة الأوروبية وتنوعها على الصعيد الثقافي والاجتماعي والإنساني والفكري. وستعكس الأفلام دور الثقافات في التوحيد بين الشعوب كحالة الاتحاد الأوروبي.

وعرض المهرجان بالإضافة إلى الأفلام الأوروبية مجموعة من الأفلام الأردنية القصيرة من إنتاج مشترك أردني أوروبي بين الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ومركز الحسين الثقافي والمفوضية الأوروبية، وستقام مسابقة لأفضل فيلم أردني قصير مشارك في المهرجان لحفز صانعي الأفلام الأردنيين الشباب.

وأوضحت مصادر من الملحقية الثقافية في المفوضية الأوروبية أن البعثات الدبلوماسية الأوروبية في الأردن "هي من قام باختيار الأفلام بحيث تناسب المجتمع الأردني وتقاليده وخصوصيته".

ولأول مرة ستخرج فعاليات المهرجان التي ستستمر أسبوعين إلى خارج العاصمة في إربد والسلط والعقبة، وسيتمكن الأردنيون من مشاهدة جميع الأفلام مجاناً.

المغرب قبلة للسينما العالمية بتسهيلات حكومية

تحول المغرب منذ سنوات قليلة إلى قبلة للمنتجين والمخرجين السينمائيين العالميين الذين يقصدونه لتصوير أفلامهم نظرا لتنوع المشاهد الطبيعية والتاريخية.

 وأفادت معطيات المركز السينمائي المغربي بأن عدد الأفلام التي تصور بالمغرب سنويا تصل إلى نحو 20 أو 30 فيلما طويلا لمخرجين أميركيين وفرنسيين وإيطاليين وإنجليز وألمان.

وقد اشتهرت أفلام دولية عدة جرى تصويرها بالمغرب أهمها: "عطيل" (1949) لأورسن ويلس، و"الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم" (1956) لألفريد هتشكوك، و"لورانس العرب" (1962) لديفد لين، و"مائة ألف دولار تحت الشمس" (1963) لهانري فيرنوي.

ومن تلك الأفلام أيضا: "الرجل الذي أراد أن يكون ملكا" (1975) لجون هوستون، و"آخر محاولة للمسبح" (1988) لمارتن سكورسيزي، و"شاي بالصحراء" (1991) لبرناردو برتولوتشي، و"المصارعون" (2002) لردلي سكوت، و"ألكسندر" (2004) لأوليفر ستون.

تسهيلات وإستوديوهات 

الحكومة المغربية اتخذت إجراءات عديدة سعيا لاستثمار هذا الإقبال المتزايد على التصوير بالمغرب وساهمت جميع الجهات الرسمية في الدولة بما فيها القوات المسلحة الملكية في تصوير الأفلام.

وجرى تسهيل إجراءات الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام والحصول على تخفيضات من قبل الخطوط الملكية المغربية لنقل الأشخاص والأمتعة.  

كما تم تحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، وأعفيت من الضريبة جميع الممتلكات والخدمات التي تتم في المغرب.

واتجه عدد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد إستوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات مثل إستوديو أطلس، وإستوديو كان زمان، وإستوديو سينيدينا، وإستوديو إستر أندروميدا.

 وكان آخرها إستوديو سينيسيتا الذي دشنه الملك محمد السادس بمدينة ورزازات في يناير 2005. وبلغت رخص التصوير سنة 2003 نحو 955 وارتفعت سنة 2004 إلى 1022.

 جدل السينما المغربية

على صعيد آخر اندلع الجدل في الصحافة المغربية بمناسبة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، فانتقدت الصحف بعض المخرجين المغاربة الذين يتسلمون مبالغ مالية دعما لأعمالهم، غير أنهم يدافعون في أفلامهم عن هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل وينسون قضية الشعب الفلسطيني. 

الممثلة الأميركية أنجلينا جولي صورت

كما انتقدت أفلاما أخرى بدعوى دفاعها عن قيم الانحلال الخلقي مثل فيلم "ملائكة الشيطان" لأحمد بولان.

وكان مدير جريدة "المساء" المغربية رشيد نيني من أبرز هؤلاء المنتقدين، وفي رد فعل على انتقاداته هدد المخرجون المعنيون برفع دعوى قضائية ضده، ثم اكتفوا بنشر بيان باسم "الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام" دون أن يوقعوا بأسمائهم على البيان.

واتهم البيان رشيد نيني بأنه "صاحب فكر أحادي يحمل أفكارا من أكثر الأفكار رجعية وأكثرها سلبية وهدامة وإيديولوجيا متجاوزة". ورفض البيان ما أسماه "ممارسة الوصاية" على حرية التعبير والمس بهوية المخرجين ومهنيتهم.

وفي المقابل اعتبر الصحفي نيني أن النقاش العلني للدعم الذي يحصل عليه بعض المخرجين المغاربة يمثل "فتح كوة في عش دبابير تلسع كل من يقترب منها".

من جهة أخرى انتقد المنتج الإذاعي السابق والناقد السينمائي أحمد سجلماسي ظهور أفلام تتناول أحداثا متعلقة باليهود أو بالإباحية بطريقة مستفزة.

وقال سجلماسي إن التدقيق في بعض الأفلام سيكشف وجود أسماء أجنبية، مما يعني وجود أياد غير مغربية تتحكم في تلك الأفلام وتفرض شروطها المسبقة لتقديم الدعم المالي، حسب قوله.

وناشد سجلمامسي المخرجين المغاربة تجنب المواضيع المستفزة أو تناولها بطريقة فنية راقية، ودلل على ذلك بفيلم "الراقد" الذي حصل على أكثر من أربعين جائزة.

فيلم أميركي يناقش الخوف من الإسلام بمهرجان القاهرة

شارك الفيلم الأميركي (الشرق في أميركا) في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي بدأت دورته الـ31 يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال المهرجان في بيان إن الفيلم الذي عرض ضمن قسم "أفلام مثيرة للجدل" استعرض مظاهر "خوف المجتمع الأميركي من العرب ومن المسلمين" بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 حيث تدور أحداثه في كاليفورنيا لتثبت أن محاولات كثيرين "للتأقلم مع الواقع الأميركي باءت بالفشل".

ويبرز الفيلم سوء الظن الأميركي بالعرب والمسلمين، فالشاب عمر وهو أحد أبطال الفيلم يحلم بالعمل في السينما، لكن لكنته الأجنبية تجعلهم يدفعون به إلى التخصص في أدوار نمطية، إذ "يحشرونه في أدوار القاتل والإرهابي"، وهو ما يعتبره مهرجان القاهرة السينمائي فهما سطحيا للثقافة العربية وللعرب المقيمين في أميركا، حسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.

ويقوم ببطولة الفيلم توني شلهوب وهو من أصل لبناني وسيد بدرية وهو من أصل مصري والإخراج لهشام عيسوي وهو مصري ذهب إلى الولايات المتحدة عام 1990 لدراسة العلوم الإنسانية ثم درس الإخراج وقدم أفلاما وثائقية منها (أنقذوا أبو الهول).

من جهة أخرى عرض المهرجان في قسم (أفلام مثيرة للجدل) الفيلم الكرواتي (الأحياء والموتى) لكريستيان ميليك ويتناول بالتوازي حربين دارتا في مكان واحد عامي 1943 و1993.

وقال بيان المهرجان إن الفيلم يبدأ بكلمة للكاتب اليوغسلافي الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1961 إيفو أندريش يقول فيها "كلنا موتى ولكننا ندفن بالتتابع"، حيث يستعرض الفيلم جانبا من وقائع اشتباك بين القوات البوسنية والكرواتية عام 1993.

 وكأنها الطريقة نفسها التي شهدت صراع الفرق المتحاربة عام 1943 حيث لا تختلف الحروب، حتى إن الحفيد في الحرب الثانية يلقى مصير جده الذي شارك في الحرب الأولى.

 تكريم سينمائيين

يشار إلى أن المهرجان الذي يستمر حتى 7 ديسمبر/ كانون الأول يكرم ستة سينمائيين مصريين هم الممثلون أحمد رمزي ونور الشريف ونبيلة عبيد والموسيقي راجح داود والناقد أحمد صالح وكاتب السيناريو مصطفى محرم.

كما اختار المهرجان السينما المغربية لتكريمها ضمن تقليد باختيار دولة عربية سنويا لإلقاء الضوء على التيارات السينمائية بها. ويضم المهرجان ثلاث مسابقات، هي المسابقة الرسمية الدولية ومسابقة الأفلام العربية ومسابقة أفلام الديجيتال، وهي خاصة بأفلام صورت بالأسلوب الرقمي. 

رؤية سينمائية بريطانية لـ "معركة حديثة"

 السينما الأمريكية بدأت خلال الفترة الأخيرة في التعبير عن "المأزق الأمريكي في العراق" من خلال عدد من الأفلام منها ما يصل إلى قدر كبير من الجرأة، السياسية والفنية، مثل "روقب" Redacted لبريان دي بالما، و"في وادى إيلاه" In the Valley of Elah لبول هاجيس.

أما السينما البريطانية فلم تكن قد قدمت بعد إسهاما حقيقيا يعتد به في الملف العراقي إلى أن ظهر أخيرا فيلم "معركة حديثة" للمخرج نيك برومفيلد المعروف بأفلامه التسجيلية المثيرة للجدل التي بدأ في إنتاجها وإخراجها منذ 1971، وعرف بأسلوبه الخاص، الحميم والمباشر في التصوير، وهو ما يجعل أفلامه أقرب إلى مفهوم "سينما الحقيقة". ومن معطف برومفيلد خرج سينمائيون تسجيليون اصبحوا اليوم من المشاهير يتقدمهم بلاشك الأمريكي مايكل مور.

غير أن برومفيلد يمد تجربته على استقامتها، ويخوض هنا، بنجاح كبير، للمرة الأولى تجربة الفيلم الدرامي أو ما يعرف بالدراما التسجيلية، أي التي تبدو كما لو كانت تسجيلا موثقا بالتواريخ والأماكن والأحداث، إلا أنها في الحقيقة، تجسيد درامي يزخر بالمشاعر والانفعالات والقوة لما يمكن ان يكون قد دار في الواقع. والفيلم بهذا المعنى قمة الواقعية.

يعيد الفيلم تقديم الأحداث الدامية التي وقعت في مدينة حديثة العراقية في التاسع عشر من نوفمبر2005، وأدت إلى مقتل 24 من العراقيين .

هناك أولا القنبلة التي زرعها مسلحون على أحد جانبي الطريق وأدى انفجارها إلى مقتل أحد جنود المارينز بعد أن اصيبت المدرعة التي كان داخلها إصابة مباشرة.

ثم جاء البيان العسكري الأمريكي الصادر بعد الحادث لكي يقول إن الانفجار أدى إلى مقتل 15 عراقيا، ثم يذكر قتل 8 مسلحين عراقيين خلال المطاردة التي اعقبت وقوع العملية لمنفذي الهجوم.

ظلت هذه الرواية الرسمية لما حدث قائمة حتى أوائل 2006 عندما وصل شريط فيديو إلى مجلة "تايم" الأمريكية فأقام الدنيا ولم يقعدها.

هذا الشريط يصور جثث العراقيين الذين قتلوا داخل منازلهم وبينهم نساء وأطفال. وقال شهود عيان عراقيون عند استجوابهم إن فصيلة من جنود المارينز انطلقت في المدينة تمارس القتل العشوائي دون ضابط أو رابط، تقتحم البيوت وتقتل الأبرياء في عقاب جماعي شديد الدموية لما وقع لزميلهم.  

يشرح الفيلم ميكانيزم تحول بعض الشباب العراقي إلى العمليات المسلحة

عقب انفضاح الأمر، وانكشاف أن ستة على الأقل من القتلى من الأطفال، تتراوح أعمارهم بين سنتين و14 سنة، تأمر السلطات العسكرية الأمريكية بفتح تحقيق في الحادث، ويستقيل عدد من العسكريين هربا من مواجهة الفضيحة.

ويوجه الجيش الأمريكي تهما لأربعة عسكريين من المارينز بالقتل الخطأ ويتهم أربعة اخرون بالتسترعلى الحادث.

محاور الفيلم

يعيد المخرج- المؤلف برومفيلد رواية ما وقع من خلال ثلاثة محاور درامية: الأول محور المسلحين، الذي يصور كيف يتحول ضابط سابق بالجيش العراقي الذي تم تسريحه بعد الغزو الأمريكي، إلى مشارك في العمليات المسلحة ضد الأمريكيين في العراق، وكيف يتعاون في ذلك مع نشطاء يشير الفيلم بوضوح إلى احتمال علاقتهم بتنظيم القاعدة.

ويصور كيف يقوم أيضا بتجنيد شاب عراقي من الشباب البسيط، يعمل في بيع شرائط الفيديو والاسطونات المدمجة، ويتابع كيف يصبح الشاب على قناعة باللجوء إلى العنف، وكيف يقوم بمساعدة الضابط السابق (أحمد) في نقل القنبلة وزرعها أمام منزل في الطريق العام، ثم يقوم بعد ذلك بتصوير رد فعل الجنود الأمريكيين علة شريط فيديو، لاستخدامه في الدعاية ضدهم، ويصور بالتالي آثار ما بعد المذبحة التي يرتكبها جنود المارينز.

حياة أسرة عادية

المحور الثاني يركز على أسرة عراقية كبيرة العدد، من شتى الأجيال، تتعايش رغم الموت المحيط بها، لايزال أفرادها يملكون القدرة على الاحتفال بالحياة، يجمعهم الحب، ويتماسكون في مواجهة المأساة الممتدة.

يبتعد برومفيلد في تصويره لحياة الأسرة العراقية عن الصورة النمطية الشائعة، بل يجرؤ على تصوير بعض أحلى مشاهد الحب بين زوج عراقي وزوجته، ربما للمرة الأولى على الشاشة، بكل تلك الرقة والشاعرية والجمال.

يجرؤ الفيلم على تصوير بعض أحلى مشاهد الحب بين زوج عراقي وزوجته

ويكون هذا المشهد تمهيدا للمشهد التالي الذي تنقلب بعده حياة الأسرة رأسا على عقب، فالقنبلة تزرع أمام المنزل تماما، يراقب الجميع كيف يقوم الرجلان بزرعها، لكنهم لا يتجرأون على الاعتراض أو حتى التبليغ خشية العواقب، حسب نصيحة حكيم الأسرة وشيخها الذي سيكون أول من يقتل دون رحمة أو شفقة.

يقع الانفجار في الوقت المناسب مع عبور قافلة الفصيلة الأمريكية، ويودي بحياة جندي أمريكي ويصيب جنديا آخر بجروح، ويجن جنون جنود الفصيلة، فيصابون بسعار القتل الجماعي المجاني المجنون.

أما المحور الثالث فيركز على فصيلة الجنود المارينز: كيف يتم تحولهم إلى أدوات غاشمة للقتل، إحساسهم بعبثية وجودهم في العراق، الخوف عند كل منعطف، الغربة عن المكان، وفي الوقت نفسه الإحساس بالتحصن داخل الملابس الكثيفة، والتدجج بالاسلحة الفتاكة، ثم كيف يصابون بسعار القتل، يقنصون المارة، يحرمون الزوجة من زوجها، ثم يهاجمون البيوت ويقتلون معظم أفراد الأسرة بصورة عشوائية تثير القشعريرة في البدن.

مشاهد القتل

ويصور برومفيلد مشاهد القتل بصورة أقرب إلى التسجيلية المباشرة التي تصيب المتفرج دون شك بالصدمة، على نحو يتجاوز كثيرا ما صوره بريان دي بالما في فيلم "روقب" Redacted، ويعيد خلق مشاهد بكاء ونحيب أقارب القتلى العراقيين التي تعقب المذبحة في شكل أقرب إلى الواقعية التسجيلية التي تشتهر بها أعمال كبار السينمائيين في العالم مثل بونتيكورفو في "معركة الجزائر".

ولا يجعل برومفيلد فيلمه يتمحور بين الأبيض والأسود، بل ينجح في تحقيق التوازن في بناء الشخصيات، فيجسد منطق المسلحين العراقيين في العمل ضد القوات الأمريكية دون أن يبرر لهم.

إلا أن الحوار الذي يدور بين أحمد (الضابط السابق) وإياد (الشاب المتطوع للعمليات المسلحة بعقلية مدمن مشاهدة أفلام العنف) يبدو أقرب إلى "مونولوج" ساذج، يشرح بطريقة مباشرة للمتفرج دوافعه، ويروي كيف أنه "لم يكن بعثيا يعمل في خدمة صدام بل كان يخدم بلده)، وكيف حرمه الأمريكيون من العمل بعد حل الجيش.

وبدا الفيلم في بعض أجزائه وكأنه يريد أن يؤكد على فكرة أن الظروف تصنع الأشخاص، وهو منطق قد يحمل هنا خطورة المساواة بين كل الأطراف: فكلها ضحايا على نحو ما، لقوى أكبر منها. ويصور أيضا كيف يستغل عدد من رجال الدين ما ترتكبه القوات الأمريكية للتحريض في المساجد على العنف المضاد، وانتهاز الفرصة لتجنيد الشباب وإلحاقهم بالتنظيمات المسلحة في العراق.

ردود فعل 

الفيلم لا يفاضل بين الأبيض والاسود بل يفضل تناول الشخصيات في أبعادها المختلفة

ومن جهة أخرى يصور ردود الفعل النفسية القاسية كما تنعكس في النهاية على قائد فصيلة المارينز بعد أن ينغمس مع رجاله في ممارسة القتل دون تفرقة، بطريقة مغرقة في السادية، ثم تبدأ مناظر سفك الدماء تطارده في كوابيسه وتحول حياته إلى جحيم، وتدفعه إلى مراجعة دوره في العراق.

ويسيطر برومفيلد سيطرة مدهشة على الأداء التمثيلي لمجموعة الممثلين المشاركين في فيلمه وعلى رأسهم إيليوت رويز الذي يقوم بدور قائد فصيلة المارينز، وهو يقوم هنا بدوره الحقيقي كندي من جنود المارينز سبق أن خدم في العراق، ويبدو صالحا تماما لكي يلعب أدوارا مركبة في السينما الأمريكية كممثل محترف في المستقبل.

ويبرز أيضا الأداء المتميز لمجموعة العراقيين ياسمين حناني، وهي ممثلة أمريكية محترفة من أصل عراقي سبق لها التمثيل في عدد من الأفلام الأمريكية، وفلاح فلايح وآية عباس ودريد غايب وغيرهم من اللاجئين العراقيين في الأردن (حيث جرى تصوير الفيلم) .

وقد مر هؤلاء بتجارب حقيقية في فقدان أحبائهم وأهلهم، وشهدوا الأحداث الدامية فلجاوا إلى الأردن والذاكرة لا تزال حية تمتلئ بالذكريات.

وقد قاموا جميعا بالتعبير عن مشاعرهم التي لا تزال تتأجج من وقع الأحداث المأساوية التي انعكست عليهم فجعلتها حاضرة في العقل والقلب والبال.

إن فيلم "معركة حديثة" رغم اي ملاحظات أو تحفظاتن يعبتر أقوى وأهم ما ظهر حتى الآن من أفلام عن الدور الأمريكي في العراق، ولا شك انه يفتح جرحا سيصيب مشاهديه بالصدمة والألم.

هذا الفيلم لم تبدأ عروضه العامة في بريطانيا بعد، وينتظر أن يعرض قريبا في دور العرض السينمائي قبل عرضه على شاشة القناة التليفزيونية الرابعة التي مولت إنتاجه في تجربة شديدة الجرأة والشجاعة.

مهرجان السينما المستقلة في بلجيكا يحتفي بأفلام الشرق

اختتمت في العاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا اعمال المهرجان الدولي للسينما المستقلة في دورته الرابعة والثلاثين بمشاركة مايقرب من 100 فيلما من اكثر من 25 دولة .

رئيس المهرجان (مارسيل كراوس ) ، قال في كلمته الختامية : ان هذا اللقاء السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين شكل اضافة حقيقية في مسيرته من خلال جمع هذا الحشد الكبير من السينمائيين من مختلف بلدان العالم واتاحة الفرصة لهم للتعريف بمنجزهم لاسيما وان من سياسة المهرجان دعم وتشجيع المخرجين الذين يقدمون افلامهم للمرة لأولي كما انه في جانب آخر يعزز الخبرات والتجارب السينمائية ويفتح آفاقا للتعبير الحر من جهة تشجيع المهرجان للتجارب الجديدة .من جانبه اثني مدير المهرجان روبير مالنيكرو علي السينمائيين المشاركين وعد هذه الدورة من الدورات المتميزة من جهة تنوع الأفلام وتفاعل الجمهور والمستوي التقني والفني للأفلام المشاركة .

وقدم رئيس المهرجان لجنة التحكيم الدولية للجمهور وهي مكونة (بحسب الحروف الهجائية الأنجليزية ) من :

دان كيوكير (بلجيكا)- رئيس اللجنة

طاهر علوان (العراق)

لوك دانييل دوباير (بلجيكا)

تونا كريمتشي (تركيا)

اونج كو ( بورما)

احمد ماجد (المغرب)

برليانتي مندوزا (الفلبين)

ستيف مونتال (امريكا)

دينس فنديفوكل (بلجيكا)

الفلبين تختتم المهرجان بفيلمين حديثين

خصص اليوم الأخير من عروض المهرجان للسينما الفليبينية التي ربما كان السواد الأعظم من جمهور السينما ليس علي اطلاع علي منجزها .الفيلم الأول وهو الفيلم الوثائقي الوحيد ضمن المسابقة كان فيلما للمخرجة الفلبينية الشابة ( جوانا ارونك ) والفيلم يعرض لجوانب من حياة العديد من الشخصيات التي جاءت للعيش في العاصمة الصينية بكين ولكل منهم اهدافه واراءه وتطلعاته وكل منهم ارتبط بالعاصمة الصينية وبالحياة في الصين علي طريقته الخاصة فمنهم من جاء للعمل وآخرون للسياحة واخرون لتعلم اللغة الي غير ذلك من الأهداف لكن مايجمعهم جميعا هو المقهي او النادي الليلي المسمي (نيولونج ) وهو الذي حمل عنوان الفيلم . حاولت المخرجة الأقتراب بأكبر قدر من الحميمية من حياة شخصياتها وراقبتهم عن كثب وسافرت وتنقلت مع قسم كبير منهم من مكان الي مكان وسعت ان تعكس رؤاهم وخبراتهم من خلال صلتهم بالمكان - المدينة التي جاؤوها من بلدانهم المتعددة . وتحدثت مع المخرجة جوانا ارونج فروت لي انها قررت العيش في بكين منذ سنوات واندمجت في الحياة الصينية وكونت علاقات مع شخصيات اخري كانوا هم موضوع فيلمها .

وميزة الفيلم هو انه بالرغم من طوله الا انه كان يدفع علي المتابعة من جهة اقتراب الشخصيات من المشاهد وتصرفها بعفوية وبساطة . لكن النقطة التي استطيع ان اؤشرها هي ان المكان - المدينة ، بكين كانت شبه غائبة عن الفيلم بتكريسه حياة الشخصيات موضوعا دون ان يكون للمدينة حضور فاعل .

اما مواطنها المخرج ( بريلانتي مندوزا ) فقد قدم فيلمه الروائي الجديد (الطفل فوستر) ولأنه شخصيا كان عضوا في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان فقد تعذر عرض فيلمه ضمن المسابقة الرسمية . يراقب الفيلم عن كثب وبزمن يقارب الساعتين الحياة اليومية لأناس يعيشون ضمن حزام او خط الفقر في العاصمة الفليبينية مانيلا ويتجلي هذا الفقر واضحا في تكدس تلك المجاميع من السكان في مساكن مكتضة تفتقر الي الخدمات وكأنها بيوت الصفيح وحيث الشغل الشاغل هو رعاية الأطفال والعنالية بهم وانجاب المزيد منهم في عائلات تعيش علي حافة الفقر .

يتابع المخرج تلك الحياة اليومية المجهولة وبمزيد من العناية والتركيز كما انه يدفع شخصياته الي التعبير عن نفسها بعفوية تامة وبلا ادني تكلف ، كما ان تصويره في الأماكن الحقيقية قد اضفي علي فيلمه قوة واقعية مشهودة .ومن الملاحظ علي افلام كهذه انها تتخذ لنفسها مسارا مغايرا في ظل الأشكال السينمائية المألوفة والتي اعتاد المشاهد علي العيش معها في وسط اجوائها الميلودرامية ، والملفت للنظر ايضا ان هذا الفيلم يحمل في ثناياه (خريطة) مكانية خاصة ، فالشخصيات التي تعيش حياتها بكل بساطة وعفوية وبلاادني رتوش او تعديلات ، هذه الشخصيات وهي تتنقل من مكان الي آخر توهمنا انها قد انتقلت الي امكان اخري يجري اكتشافها والتعرف عليها لكن الأماكن السابقة سرعان ماتعود الي الواجهة مجددا ويسترجع المشاهد من خلالها كثير جدا من التراكم الصوري الذي كان قد اختزنه.

السينما التركية

ميلودراما وكوميديا

اما السينما التركية فقد كان لها حضور ايضا في المهرجان من خلال اثنين من احدث افلامها : الفيلم الأول وهو فيلم الساحر للمخرجين جيم يلماز وعلي بالتاجي وهو فيلم كوميدي بامتياز الهب حماس الجمهور وشد انتباهه وجعله يمضي وقتا مريحا مع المواقف الكوميدية التي لاتنتهي ، وقصة الفيلم تدور حول شقيقين يعملان في الألعاب السحرية وكلاهما ضعيف البصر منذ الصغر ، وهما من الطرافة والبساطة ما يجعلهما اليفان الي المشاهد ، الذي يحصل هو انه في احد المشاهد السحرية يطلب الساحر اي متطوعة للقدوم علي الخشبة لأداء مشهد سحري كما يفعل جل السحرة ، فتتقدم الفتاة وعندما تستلقي علي الطاولة يأتي الساحر بمنشار وبدل ان يفعل السحر فعلته يمضي المنشار في جسد الفتاة ويصيبها بجروح ويحال الساحر الي الشرطة ثم ليرحل هو ووالده وشقيقه الساحر الآخر الي مدينة اخري وهناك تقع مفارقات جديدة وهكذا يمضي الفيلم مليئا بالكوميديا وبأداء بارع ومتميز للشخصيات.

اما الفيلم الثاني فهو للمخرج الشاب ارين بيرديجي وهو فيلمه الروائي الطويل الأول ومن بطولة الممثلة الشابة جنان شمالي وقصة الفيلم تدور في ازمنة سردية متداخلة لحياة كاتب يمتزج فيها المتخيل بالواقعي والحلمي ، كما انه يقدم واقعا تعيشه الشخصيات وهي تبحث عن ذاتها وسط دوامة مضطربة من العلاقات التي يبقي الكاتب ضحيتها .

السينما الهندية

نجم المهرجان

كانت السينما الهندية هي نجم المهرجان بحق حيث كرست هذه الدورة للأحتفاء بالسينما الهندية غير التقليدية وغير البوليوودية وقد شاركت الهند بثلاثة افلام اثنان منهما روائيان طويلان والثالث وثائقي .

نأتي إلي فيلم الافتتاح وهو فيلم سيرا للمخرج بيجو كومار، هذا الفيلم لست ادري إن كان قد جاء إلي المهرجان لكي يمثل تلك السينما المغايرة التي يريد أو يسعي السينمائيون الهنود إلي تأكيدها، إذا كان الأمر كذلك فلابد من كلام يقال.

يتحدث الفيلم عن شريحة مهمة من المجتمع الهندي وهي شريحة الأقلية المسلمة، وبمجرد الحديث عن هذه الأقلية الفقيرة الإمكانات ستتبادر إلي الذهن الظروف التي تعيشها هذه الأقلية كمجتمع فقير يعاني ما تعاني منه الطبقات الفقيرة في الهند.

لكن المسألة لن تنحصر في هذا الجانب، فبكل تأكيد إن الفيلم حرص علي تقديم الصورة الواقعية لحياة هذه الأقلية دون تزويق أو تجميل، علي خلاف كثير من الأفلام الهندية التي تحرص علي عرض الأماكن السياحية و أوجه الحياة المترفة المنظمة. في هذه البيئة تعيش الفتاة سيرا الصحافية في قناة التلفزة الهندية في كنف والدها أستاذ علي حسين.. وهو موسيقي كلاسيكي ينثر من حوله الطبول الهندية الصغيرة وبين الفينة والأخري يمتع نفسه وابنته بعزفه المتقن علي تلك الطبول، وتمضي حياة الاثنين رتيبة لا جديد فيها حتي تتسرب تلك الرتابة إلينا نحن المشاهدين، لكن التحول يحصل عندما تكلف القناة الفضائية الهندية تلك الصحفية الشابة بالذهاب إلي المنطقة التي يتواجد فيها الزعيم المسلم من كشمير المدعو (قاسم عباس) وهو كما سيتضح، يتزعم مجموعة في الدفاع عن كشمير وبالتالي فهو في نظر السلطات الهندية ليس غير إرهابي خارج علي القانون.

شاي وماء ..

مخرج واعد

ضد الفساد الأداري

هذا الفيلم يحمل حقا ميزات مختلفة عما الفناه في السينما الهندية ، هو للمخرج الشاب مانو ريوال وهو فيلمه الروائي الطويل الأول ، الفيلم يحكي قصة مكابدات شاب يعمل في السينما ويسعي للحصول علي رخصة انتاج فيلمه من السلطات التي تمنح الرخص في الهند ، لكنه خلال ذلك يواجه كما هائلا من التسويف ومن الفساد الأداري والروتين ويمر بالعديد من المواقف الطريفة والمحرجة . في الجانب الآخر قدم المخرج شخصياته اكثر حداثة وعصرية وهي تتكلم اللغة الأنجليزية بطريقة متقنة ، كما قدم فتاة ادت دورين مختلفين بشكل متميز . الفيلم علي بساطة احداثه يحمل حقا بصمة التجربة الأولي لمخرج واعد . جلست خلال المهرجان مع المخرج مانو ريوال وتحادثنا طويلا في تجربته الأخراجية ، وافلام كهذه ينتجها اصحابها تشكل تحديا حقا من جهة الكيفية التي من خلالها يستطيع المخرج الشاب ان يخترق الكارتلات الضخمة والكيفية التي يسوق بها فيلمه وهو ماكان يتركز عليه اغلب ماتحادثنا فيه .

ليلة متميزة للسينما المغربية

كانت السينما المغربية هي السينما العربية الوحيدة التي حضرت بشكل واسع في المهرجان سواء بعروض الأفلام ام بالجمهور الكبير من ابناء الجالية المغربية الذي جاء لمساندة سينما بلاده ونجومها الذين حضروا الي المهرجان مخرجين وممثلين وادارات سينمائية وغير ذلك .

قدمت المغرب فيلما روائيا طويلا واحدا وهو انهض يامغرب للمخرجة نرجس النجار ، والفيلم يواكب بالدرجة الأولي مسألة المنافسة لأستضافة بطولة كأس العالم 2012 حيث تنحصر المنافسة بين المغرب وجنوب افريقيا لتفوز جنوب افريقيا ، ويمزج الفيلم بين مشاعر الأحباط والأمل لهذا السبب وبين استرجاع احدي الشخصيات لحياتها الماضية علي شاطئ البحر ممتزجة بقصة حب الفتاة ليلي مع لاعب المنتخب المغربي التي تنتهي نهاية تراجيدية مأساوية بهجوم شخص علي الفتاة وضربها ضربا مبرحا ربما لاتطيقه الدواب ثم قيامه بطريقة وحشية بحلاقة شعر رأسها بالكامل ، بالطبع انا شخصيا لم استسغ هذا المشهد لبشاعته وتطرفه في اهانة الفتاة كجزء من اهانة المرأة العربية امام الجمهور الغربي كما اني وجدت مشهد الضرب محشورا حشرا في وسط الفيلم دون ان يكون له مبرر عملي مقنع فلو ازيل لم يغير شيئا .

في الجانب الآخر قدمت المغرب اربعة افلام روائية قصيرة للمخرجين بوسلام ضعيف و ليلي تريكي ومحمد مفتخر و راشد زكي . واري ان تلك الأفلام جديرة بالأهتمام والتركيز والمشاهدة ففيلم عبد السلام ضعيف (المانيكان ) يتحدث بلغة بسيطة وطريفة عن الحياة الرتيبة لرجل مع زوجته التي تهمله تماما بوضع وصفات الماكياج علي وجهها والأنصراف الي النوم فيما هو يتعرض لمد هائل من الأغاني المثيرة علي شاشات التلفزة كما انه ينجذب الي عارضة الأزياء في واجهة احد المحلات ويفترض انها دمية لكنه يراها امرأة شابة فاتنة من لحم ودم ولهذا يعيش معها في عالمها . اما فيلم محمد مفتخر فيدور عن مرافقة رجل لفتاة من فتيات الليل ليكشف عن عالمه الخاص المليء بالأحباط اذ تؤنبه تلك الفتاة علي خيانته فيما هي تعيش محنة خيانة زوجها لها .

قصة حب السينما التايلندية

السينما التايلندية هي سينما اخري تم اكتشافها مجددا في هذا المهرجان من خلال الفيلم الروائي الطويل قصة حب في بانكوك للمخرج الشاب بوج ارنون، تدور قصة الفيلم في اجواء مدينة بانكوك من خلال صراع مبهم يدفع شابا الي قتل اشخاص عديدين حيث يتضح فيما بعد انه ليس غير قاتل مأجور ، وفي احدي المرات يكلف بخطف شاب ، فيجده بصحبة فتاته ويختطفه ولكن يحصل في اثناء خطف الشاب ان هذا المجرم المحترف يتعرض الي هجوم من عصابة اخري فيصاب في المواجهة الحامية بالرصاص وهنا تقع مفارقة طريفة ان الذي يسهر علي علاج هذا المجرم ورعايته هو ضحيته المختطف الذي تستيقظ في داخله مشاعر منحرفة من المثلية الجنسية تنتهي بعشقه لخاطفه وتمضي قصة الفيلم في ميلودراما يمتزج فيه العنف بالحب بالصراعات في جو مشحون جندت له امكانات متميزة من العناصر الفنية والجمالية وربما كانت هي التي انتشلت الفيلم من ميلودراميته الثقيلة

وقصة حب اخري من اندونيسيا

اما قصة الحب الأخري المدهشة حقا فقد جاءتنا من آسيا ايضا ومن اندونيسيا تحديدا من خلال فيلم حب للمشاركة للمخرجة الشابة نيا ديناتا . وهذا الفيلم يقدم نسيجا كثيفا جدا من الشخصيات والعلاقات ، اطاره العام هو مسألة تعدد الزوجات في المجتمع الأندونيسي المسلم وماتخلفه من آ\ثار اجتماعية متعددة . فالشخصية الرئيسة هي طبيبة مرموقة تكتشف ان زوجها قد اكثر من الزوجات دون علمها فتنكفئ الي حياتها العملية الخاصة ورعاية ابنها الوحيد بينما ينشغل الزوج بزوجاته الشابات حتي يسقط في مرض الشلل النصفي فلا يطالب برعاية من احد سوي زوجته الأولي .

بموازاة ذلك تذهب بنا المخرجة الي قصة اخري لتعدد الزوجات تدفع بسبب رتابة الحياة والفقر بزوجتين الي ميول جنسية مثلية ماتلبث ان تتطور الي تمرد علي تلك الحياة الذليلة بهربهما من منزل الزوج ولكنهما وهما في طريقهما الي عالمهما الجديد تلتلقيان بفتاة من الأقلية الصينية المسيحية التي هي الأخري لها قصة اخري ان من جراء الخيانة الزوجية او الأحتكاك يمجتمع تعدد الزوجات .

تحسب للفيلم قدرة المخرجة علي السيطرة علي العديد من خطوط السرد والعديد من الشخصيات والأزمنة المتداخلة .

جريمة وبحث عن الذات في السينما الكندية

اما السينما الكندية فقد شاركت بفيلم (ديلفريز موا ) للمخرج دينس كوينارد . وتدور قصة الفيلم حول امرأة تعيش بلا انقطاع خيالات وذكريات حادثة انتحار او اغتيال زوجها فهي متهمة من ام الزوجة بأنها هي القاتلة بينما هي تعيش ارهاصات وحدتها وحنينها لأبنتها التي تعيش في كنف الجدة .

تجري احداث الفيلم في اجواء تضيق علي الشخصيات وتؤطر حياتها وتدفع بها الي عزلة خاصة ربما كانت سببا وراء محاولة الفتاة الأنتحار تخلصا من تلك المحنة التي ستنتهي لاحقا بخراب كل شيء ، احتراق المنزل الذي حمل كل تلك الذكريات المرة وقتل او انتحار الجدة سبب التأزم المقيم ومن ثم عودة الفتاة الصغيرة لأحضان امها

تكريم المخرج سيهانوك

ربما هي حكاية طريفة تنبه لها المهرجان ونبه اليها جمهوره بل وعرف هذا الجمهور بمخرج سينمائي غير معروف جيدا وهو ملك كمبوديا نوردوم سيهانوك الذي اخرج اكثر من 15 فيلما وثائقيا وكان ولعه بالسينما طيلة حياته دافعا لأن ينتقل هذا الولع الي ابنه . وقد كرمت ادارة المهرجان نوردوم سيهانوك بمنحه جائزة خاصة و عرض بعض من افلامه .

مخرجة فلسطينية تتصدى لمسألة القتل في قضايا الشرف

 كسرت مخرجة فلسطينية شابة حاجز الصمت حول موضوع جرائم الشرف بعرضها فيلما وثائقيا يتناول على مدار 53 دقيقة قصصا حقيقية لجرائم قتل في إطار ما يوصف بالدفاع عن الشرف. وقدمت المخرجة بثينة خوري  العرض الأول لفيلمها "مغارة ماريا" في سينما القصبة بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

ونقلت وكالة رويترز عن المخرجة خوري في مستهل العرض أن الفيلم يحكي موضوعا "صعب التناول ومحظورا في المجتمع العربي". وأوضحت أن عملها نتاج سنتين من العمل والتصوير. وأفادت خوري بأنها تعرضت أثناء التصوير إلى ضغوط من المجتمع منها كسر الكاميرا.

يبدأ الفيلم بقرع أجراس الكنائس لتذهب المخرجة بالمشاهدين وتعرفهم بمغارة ماريا التي يحمل الفيلم اسمها، والمغارة موجودة في ساحة كنيسة قديمة تدعى الخضر في قرية الطيبة على بعد 20 كيلومترا إلى الشرق من رام الله.

من قصة "مغارة ماريا" تنطلق خوري لتقتحم حيز المسكوت عنه في الحديث عن قضية يفضل المجتمع عدم الخوض فيها، إذ تقول خوري "جرائم القتل على خلفية ما يسمى الدفاع عن الشرف لا تختلف باختلاف الدين سواء كان إسلاميا أو مسيحيا فهي نتاج ثقافة هذا المجتمع".

وتروي امرأة عجوز قصة ماريا المدفونة في هذه المغارة فتقول "ماريا بنت حلوة شك أهلها فيها وكان الثوار في تلك المدة في العام 1936 وطلبوا منهم قتلها وقاموا بإحضارها من البيت حتى وصلت إلى هذا المكان (الكنسية) وقاموا بقتلها. لم يكن معها أي شيء وبعد مقتلها كشفوا عليها وقالوا إنها بتول، ماريا بريئة".

وبعد هذه الافتتاحية التي ربما تريد منها المخرجة الإشارة إلى أن قضايا القتل للدفاع عن شرف العائلة موجودة في المجتمع الفلسطيني منذ القدم، تنتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أحداث قصة مأساوية ذهبت ضحيتها هيام وهي فتاة مسلمة من قرية فلسطينية كانت على علاقة مع شاب مسيحي من قرية أخرى.  

قصص وخوف

ويتواصل الفيلم بعرض قصص لفتيات قتلن على أيدي أشقائهن وأخريات نجين من محاولات القتل، كما يعرض قصص فتيات يعانين مخافة القتل بسبب ممارستهن فنون غناء ورقص قد يجرمهن المجتمع جراءها فتنتهي حياتهن بالقتل. 

وتجري المخرجة لقاءات مع أهل الضحايا وتأثير تلك الجرائم فيهم. وينقل الفيلم رواية شاهدة على جريمة قتل جرت في الشارع العام أمام الناس. 

كما يورد قصة شاب يتحدث عن محاولته قتل أخته بطعنها سبع طعنات، ويروي الشاب مفارقة في وصفه لموقف الشرطة حين سلم نفسه فيقول "ثلاثة أرباع من كانوا في مركز الشرطة قالوا إن هذا عمل مشرف والربع قال إنه جريمة".

تختتم المخرجة فيلمها بلقطة لمغارة ماريا التي يظهر فيها هذه المرة هيكل عظمي في لقطة يتم فيها إقفال باب المغارة في حين أن ملف قضايا القتل فيما يسمى شرف العائلة يبقى مفتوحا.

وترجم الفيلم للإنجليزية والفرنسية ووصفه عدد من الحضور بأنه جريء وستشارك مخرجته به في مهرجان دبي الشهر القادم إضافة إلى أنه سيعرض في عدد من الدول العربية. 

إحصاءات رسمية

وقالت وزيرة شؤون المرأة خلود دعيبس في مؤتمر صحفي السبت "القتل على ما يسمى خلفية الشرف ظاهرة منتشرة في الأراضي الفلسطينية وفي ازدياد مستمر والإحصائيات متفاوتة".

يشار إلى أن التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية تفيد بأن عشرين إلى خمسين امرأة قتلن منذ بداية العام 2007 بسبب الدفاع عن شرف العائلة. 

ويستفيد المتهم بجرائم القتل هذه من فقرة في قانون العقوبات المعمول به في الأراضي الفلسطينية تخفف عنه محكوميته بموجب ما يسمى "العذر المخفف" للعقوبة.

وكان أكد علي الخشان وزير العدل في حكومة رئيس الوزراء سلام فياض أن الحكومة تعمل على إعداد مشروع قانون سيقدم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتضمن حذف  "العذر المخفف" في قانون العقوبات لعقوبة القتل في جرائم الشرف. 

 استياء بمهرجان دمشق لحذف مشاهد من فيلم الافتتاح    

أعرب عدد من النقاد المتابعين لمهرجان دمشق السينمائي الدولي عن استيائهم من قيام إدارة المهرجان بحذف ثلاثة مشاهد من فيلم الافتتاح الروماني "أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان" (Patru Luni, Trei Saptamini si Doi Zile) للمخرج كريستيان مانجيو الذي يحكي قصة عملية إجهاض تجرى إبان الحكم الشيوعي للبلاد. 

وقال النقاد إن إدارة المهرجان كان من الأفضل أن تختار فيلما آخر لعرضه في افتتاح الدورة الـ15 بدلا من حذف مشاهد واقعية من الفيلم الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي الأخير. 

والمشاهد التي قامت لجنة الرقابة في المهرجان بحذفها من الفيلم تتعلق بعملية إجهاض تخضع لها طالبة برفقة صديقتها. وتجري أحداث القصة إبان حكم الزعيم الراحل نيكولا وتشاوشيسكو, عندما كان الإجهاض عملا يعاقب عليه القانون. 

وقال عدد من الصحفيين والنقاد الذين لم يشاهدوا الفيلم في كان إن حذف هذه المشاهد أخل في سياق الفيلم وبنائه الدرامي, خاصة أنه يعرض للمرة الأولى في العالم العربي. كما استاء المطلعون مسبقا على الفيلم, وقالوا إن حذف هذه المشاهد يتناقض مع إعلان دمشق انطلاق أنشطتها عاصمة للثقافة العربية عام 2008 بالتزامن مع انطلاق فعاليات المهرجان. 

من جانبها قالت إدارة المهرجان إنها لم تكن راغبة بحذف تلك المشاهد, ما زاد من أسف البعض الذين تأثروا وأعربوا عن إعجابهم الشديد بالعروض الراقصة التي سبقت عرض الفيلم والمزج الكوريوغرافي المتقن بين اللوحات الفنية الراقصة والخلفيات السينمائية, وتكريم الفنانين الذي حظي بتقدير وإعجاب الضيوف. وصمم عروض الافتتاح والختام الممثل والمخرج المسرحي ماهر صليبي للدورة الثانية على التوالي. 

طالبة جامعية تدعى غابيتا تقنع صديقتها أوتيليا التي تسكن معها في مهجع طلابي بائس في المدينة الجامعية، بالذهاب إلى رجل غريب ليجري لها عملية إجهاض في غرفة بفندق مقابل مبلغ من المال. 

ويتعرف المشاهد خلال تلك الأحداث على حياة التقشف التي كان يعيشها الرومانيون إبان الحكم الشيوعي. وكيفية تعاون الطلبة على مواجهة أعباء الحياة في ظل قمع الدولة من خلال بطلة الفيلم أوتيليا (ماريا مارينسيا) التي تمضي 24 ساعة سوداء من حياتها بعد إجراء عملية الإجهاض لصديقتها. 

تكتشف أوتيليا أن صديقتها الحامل كذبت على الطبيب بأن أوتيليا أختها، وأن غابيتا اتفقت مع الطبيب أن يغتصبها مع أختها بعد العملية, على ألا يطلب مقابلا ماديا نظير العملية. وتكتشف أوتيليا أنها تورطت، لكن حبها لصديقتها دفعها بالنهاية إلى الموافقة من أجل أن تتم العملية بسلام ودون علم أحد. 

تشعر أوتيليا بالمهانة، وتدرك أن العار الذي ألحقت نفسها به سيضعها بموقف سيئ جدا أمام خطيبها المنحدر من عائلة برجوازية تفيد من نظام تشاوشيسكو القمعي، فتسكت. 

ولعل أكثر المشاهد تأثيرا في الفيلم ذلك الذي تدخل فيه أوتيليا الحمام وترى الجنين الميت غارقا بالدم، فتلفه مرعوبة بورق جرائد ثم تحمله في حقيبتها وتغادر الفندق، وتلقيه في مكب للقمامة قرب عمارة سكنية بحي بائس. وعندما تعود إلى الفندق تكتشف أن صديقتها اختفت.

الحروب تهيمن على قائمة الأفلام الوثائقية لمهرجان أوسكار  

هيمنت الأفلام التي تتناول الصراعات من الحرب العالمية الثانية إلى العراق على هوليوود، ويتوقع أن تنحصر فيها المنافسة على جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي لعام 2007. 

وتتضمن القائمة 15 فيلما منها ثمانية تتناول حروبا سابقة أو حالية وفي القائمة فيلم "سيكو" للمخرج مايكل مور وهو فيلم مثير للجدل يتناول الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. 

وشملت قائمة أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية التي تمنح جوائز أوسكار فيلم "بحيرة النار" وهو بمثابة تصوير سينمائي -نال إشادة كبيرة- للمعركة التي تتعلق بالإجهاض، وفيلم "من فضلك صوت لي" ويدور حول أطفال في الصين يجرون انتخابات. 

ومن المنتظر أن تخفض الأكاديمية القائمة من 15 فيلما إلي خمسة في مهرجانها السنوي في يناير/كانون الثاني، وسيعلن الفيلم الفائز ضمن جوائز أوسكار الأخرى في 24 فبراير/شباط في حفل يبث تلفزيونيا في أنحاء العالم. 

وبين أفلام الحرب التي تشملها القائمة فيلم "لا نهاية تبدو" لتشارلز فيرغسون الذي يتتبع كيف تورطت الولايات المتحدة في الحرب في العراق ونفذت المهمة بشكل غير متقن وفقا لرؤية مخرج الفيلم. 

وحرب العراق هي أيضا موضوع فيلم "جسد الحرب" الذي يتناول قصة عودة جندي مشلول إلى الوطن. 

ويتناول فيلم تاكسي إلى الجانب المظلم الحرب في أفغانستان ويحكي وفاة سائق سيارة أجرة في قاعدة للجيش الأميركي، كما يتناول الفيلم الوثائقي "نانكينغ" مقتل 300 ألف مدني في الصين على أيدي القوات اليابانية في 1937 وقد تسبب هذا الفيلم في مشاكل دبلوماسية بين الصين واليابان.  

وتتضمن القائمة أيضا فيلما عن قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنبلة الذرية في عام 1945 وفيلما عن الحرب في أوغندا التي يجري فيها تجنيد الأطفال وإجبارهم على القتال في صفوف جماعة جيش الرب المتمردة.

معارض فنية

فنانون عراقيون في قصر اليونسكو

ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي العراقي، من الفترة من الثاني عشر لغاية الحادي والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والذي نظمته منظمة اليونسكو في باريس افتتح معرضان تشكيليان عراقيان. وكان المعرض الاول تكريمياً للفنان الراحل شاكر حسن ال سعيد، وعرض فيه 38 عملا فنيا، تمثل جميع مراحل نتاجه الابداعي علي مدي نصف قرن، وذلك في صالة Actes في قصر اليونسكو. اما المعرض الثاني فكان ً جماعيا بعنوان (فنانون عراقيون من الربع الاخير للقرن الماضي) شارك فيه 15 رساماً و 8 نحاتون وشارك كل فنان بعملين، وبمجموع 46 عمل فني بين اعمال رسم ونحت، وذلك في صالة (Miro1 الكبري). وشارك في المعرض فاخر محمدــ هناء مال الله ــ عامر خليل ــ كريم رسن ــ هاشم حنون ــ محمود العبيدي ــ حيدر خالد ــ كاظم نوير ــ احمد البحراني ــ ضياء الخزاعي ــ ستار كاووش ــ طه وهيب ــ عبد الكريم خليل ــ رضا فرحان ــ نجم القيسي ــ شداد عبد القهار ــ عبد الكريم السعدون ــ حيدر علي ــ احمد الصافي ــ معتصم الكبيسي ــ زينب عبد الكريم ــ سيروان باران ــ محمد سامي.

وتجدر الاشارة الي ان هذين المعرضين هما خلاصة جهود ادارة صالة أثر في بغداد، بعد معرض (بغداد ــ باريس) بمتحف مونبرناس في باريس 2005ــ2006.

"المال والحظ السيئ" في مهرجان طهران الدولي للكاريكاتير  

انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لبينالي (مهرجان يعقد كل سنتين) طهران الدولي للكاريكاتير أواخر الشهر الماضي بمشاركة 728 رساما من 83 دولة، مما يجعله يحتل مكانة هامة إلى جانب المهرجانات العالمية المخصصة لهذه الفن مثل بينالي دوغان التركي ويوميوري شيمبون الياباني.

ووصل مجموع الأعمال المشاركة في هذه الدورة إلى 5465 عملا، منها 3049 من داخل إيران و2416 من الخارج، كما أوضح مدير بيت الكاريكاتير الإيراني مسعود الطباطبائي.

الصين الأعلى مشاركة

واحتلت الصين أكبر نسبة مشاركة خارجية بـ85 عملا تلتها تركيا بـ72 ثم بولندا بـ34 في حين شاركت الولايات المتحدة بعشرة أعمال.

وشارك من الدول العربية  كاريكاتيريون من مصر والجزائر والبحرين والعراق ولبنان والمغرب وفلسطين وعمان وسوريا، ومن الولايات المتحدة الأميركية 10 رسامين. 

وأشار الطبطائي إلى أن الرسومات المشاركة تتنافس على الفوز بجائزة هذه الدورة التي تحمل عنوان "المال والحظ السيئ".

وتبلغ قيمة الجائزة الكبرى 8000 دولار، كما يحصل الفائز الأول على ألفي دولار والثاني على 1500 والثالث على ألف دولار، وذلك في كل قسم من أقسام المسابقة الثلاثة وهي الكاريكاتير، والرسم الفكاهي، ورسم الوجوه. كما يحظى الفائزون بعدد من ألواح وشهادات التقدير. وتضم لجنة التحكيم مجموعة من رسامي الكاريكاتير البارزين من إيران وخارجها.

الدولار والتومان

وقد أثار شعار هذه الدورة جدلا نظرا لاحتوائه على العملة الأميركية الدولار حيث دعا بعض المعلقين إلى استخدام صورة العملة الإيرانية "التومان" من باب الترويج للثقافة الوطنية، وتشجيع مشاركة الفنانين الإيرانيين.

وجاء رد بيت الكاريكاتير الذي نشر على موقعه الإلكتروني ليبين أن سبب اختيار الدولار هو كونه عملة رائجة عالميا ومعروفة للجميع.

يذكر أن بينالي طهران الدولي للكاريكاتير عام 2005 جرى بمشاركة 505 رسامين من 76 دولة وهو ما يشير إلى ارتفاع نسبة المشاركة هذا العام.

معرض البرازيلى آلم دوترا

هذه الكتل الضخمة من الأخشاب والجرانيت هى أول ما يسترعى انتباهك حين دخولك الى ذلك المعرض، تأمل جيداً هذه القطع من اتجاهات مختلفة.. لقد صنعت بعناية ومراعاة لحسابات الكتلة والحركة والتوازن فى الفراغ.

آلم دوترا هو الفنان الذى صنع كل هذه الأعمال، والتى عرضها  بقاعة الزمالك للفنون بالقاهرة.. وهو لم يأت الى القاهرة خصيصا لعرض أعماله فقط فهو يقيم بالقاهرة منذ سنوات اذ ان لديه عملا آخر لايمت الى الفن بصلة فهو سفير البرازيل بالقاهرة، لكن عمله كدبلوماسى وسفير للبرازيل لم يمنعه من ممارسة هذه الهواية او المهنة الاخرى كما يقول.

والنحت ليس هو الهواية التقليدية للدبلوماسيين، فتقطيع الأحجار ليس هو الشيء الذى يرد الى ذهنك بعد يوم من المباحثات او جلسة تحضير لاتفاقية تجارية، لكن آلم دوترا ليس دبلوماسيا تقليديا – كما يقول هو عن نفسه – ويقول معلقا حين سألناه عن ذلك التعارض الذى قد يراه البعض بين عمله كسفير وممارسته للفن: لقد اكتشفت حبى للنحت وأنا استعد للعمل فى السلك الدبلوماسى وقررت حينها أن اتخذ من الاثنين مهنتين مستقلتين.

نعم فهو لا يعتبر النحت هواية، بل هو مهنة مكتملة يكرس لها كل ما يستطيع من الوقت والجهد، وهى مهنة لاتتعارض بأى شكل من الأشكال مع مهنته كدبلوماسى حسب رأيه، إذ يرى أن كلا منهما يكمل الآخر ويسد نقصاً فيه، فعمله كدبلوماسى يتصف بالصرامة والتمسك بالرسميات التى تمليها عليه طبيعة عمله كدبلوماسي، والفن يخرجه من كل هذه الاجواء الصارمة الى عوالم اخرى ومشاعر مختلفة، فهو حين يمسك بالأزميل والمطرقة يشعر بالتوحد – كما يقول – مع البشر جميعاً صغيرهم وكبيرهم، يشعر حقا بكينونته كانسان مبدع لايتقيد بحسابات البروتوكول والدبلوماسية التى تتسم بالجدية والصرامة الى حد ما.

وعن كيفية التوفيق بين عمله كدبلوماسى واحترافه للفن خاصة ان عمله كسفير للبرازيل يستهلك منه كل وقته تقريبا، يقول الفنان: بالفعل قد لا استطيع دائما تكريس الوقت الكافى للنحت لذا فعادة ما أعمل فى عطلات نهاية الأسبوع والاجازات الرسمية محاولاً الفصل قدر ما استطيع بين كلا المجالين، فلا أحد لديه الوقت لكننى أخصص ما استطيع من الوقت للعمل الفني، أما اعمالى فأنا اعرضها بالبرازيل وخارجها.

وفى بعض الأحيان يستطيع السفير البرازيلى استقطاع وقت من عمله كدبلوماسى ليفرغ لبضعة ايام للفن، كما حدث فى العام الماضى حيث اشترك فى "سمبوزيوم النحت الدولي" الذى يقام كل عام فى مدينة أسوان المصرية، ولكن حتى ذلك الوقت المستقطع قد لايخلو هو الآخر من الالتزامات التى يمليها عليه عمله كسفير، ففى وسط عمله فى تلك القطعة الضخمة التى كان يقوم بتنفيذها خلال ذلك المهرجان تم استدعاؤه لبلده البرازيل لظرف مهنى طارئ – كما يقول– ولم تسعه حينها سوى الاستجابة فترك المهرجان دون إكمال قطعته الفنية لكنه سرعان ما عاد مرة اخرى بعد ايام قليلة الى القاهرة متوجها على الفور الى اسوان لإكمال ذلك العمل الجرانيتى الضخم الذى بدأه قبل سفره، حتى أنه كان عليه ان يعمل من الثامنة مساء الى الثامنة صباحاً ليتم ذلك العمل الذى يقف الآن على ربوة تطل على النيل ضمن عدة أعمال اخرى تمثل ذلك المتحف الذى انشأته وزارة الثقافة المصرية لأعمال السمبوزيوم فى الهواء الطلق فى مدينة أسوان، ويزن العمل أكثر من 91 طنا من الجرانيت المصري.

أما القطع التى يقوم آلم دوترا بصنعها فتتميز بأنها ذات تأثير درامى وقوى رغم ميلها الواضح للتجريد، ويبدو متأثراً فى انجازها بالتماثيل الصرحية الضخمة التى تركها سكان أمريكا الجنوبية الأصليون، والتى تعرف بالطواطم وفى بعض اعماله يمكنك ان تلمح شيئا من الملامح البشرية لكنها جميعها تشترك فى هذه الانسيابية المتميزة التى تشبه انسيابية التكوين الطبيعي، فالأشكال المنحوتة لديه تبدو كما لو كانت من صنع الريح او المياه وليست ابتكاراً بشرياً، وهى أشبه ما تكون فى انحناءاتها وتعرجاتها بانسيابية الجسم البشرى وطبيعته اللدنة.

وهو يتذكر مبتسما هؤلاء الذين عاونوه فى انجاز عمله الجرانيتى الضخم فى أسوان العام الماضى وكيف أنهم لم يتخيلوا ذلك العمل الا على صورة بشرية – كما يقول – فأطلقوا عليه اسم "الزعيم" برغم خلوه من الملامح الانسانية لكنه كان الاسم الذى استقر عليه هو لهذه القطعة ليس مجاملة لهم فقط ولكن لشعوره هو ايضا بالحضور القوى للمعنى الذى تثيره تلك التسمية، فالعمل يبدو قويا ومسيطرا ومستقراً وهى الصفات التى نادرا ما تخلو منها معظم أعمال السفير البرازيلى آلم دوترا الجرانيتية منها والخشبية.

معرض عن المستشرق الفنلندي لاغوس بأثينا    

نظم المركز الثقافي الفنلندي في أثينا معرض صور عن المستشرق الفنلندي فيلاليلم لاغوس (1821-1909). 

واشتمل المعرض، الذي نظم بقاعة "واحة الكتاب" التي تعد أحد أهم المراكز الثقافية في اليونان، على مخطوطات وصور للاغوس، إضافة إلى مؤلفاته من بينها كتاب لتعليم اللغة العربية. 

ويحتل لاغوس مكانة خاصة في ذاكرة الفنلنديين، فهو أحد أهم المستشرقين الذين عشقوا الرحلات وتعلموا لغات عديدة سائدة في ذلك الوقت، كما أنه سافر إلى البلاد المجاورة لفنلندا وكانت له نظريات حول ارتباط أصل الفنلنديين بشعوب روسية وتركية. 

وقد حاز لاغوس جوائز علمية وأدبية كثيرة، وكان عضوا في مجمعات علمية وثقافية عديدة، وظل بيته محجا للعلماء والأدباء من مختلف التوجهات العلمية. 

وأوضح مدير المعهد الثقافي الفنلندي بيورن فورسان أن لاغوس درس العلوم الكلاسيكية في جامعة هلسنكي، وأتقن اللغة اليونانية القديمة إضافة إلى اللغات اللاتينية والعربية والفارسية والعبرية، وكتب في مجلة "بندورا" وهي مجلة علمية ثقافية كانت تصدر في فنلندا آنذاك. 

وقام لاغوس برحلات مكوكية إلى روسيا، جارة فنلندا، حيث جمع ودرس مادة علمية وتاريخية ضخمة من لغات عديدة عن أصل الفنلنديين، ليدعم بها نظريته التي تقول بأنهم يتحدرون من إحدى مناطق روسيا. 

لكن تلك المادة لم توصله إلى النتيجة المرجوة، ثم إن العلماء اللاحقين تجاوزوا نظريته واعتبروها غير صحيحة.

واتصل بالمستشرق الفنلندي جوزيف هامر الذي أشرف على رسالة الدكتوراه التي أعدها حول مخطوطة عثمانية قديمة، وشغل منصب أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة هلسنكي ثم عميدا للجامعة.

عاشق للعربية  

وكان لاغوس مولعا باللغات الشرقية خصوصا العربية، وقد فضل ترك تعليم اللغة اليونانية القديمة ليتفرغ لتدريس العربية. 

وكان أهم عمل له كتاب تعليم العربية وقد وضعه في أربعة أجزاء. والكتاب يشبه إلى حد كبير كتب النحويين العرب الأوائل، كما وضع كتابا لقواعد اللغة الفارسية لم يطبع بعد. 

وأوضح فورسان أن لاغوس كان له شغف بالجغرافي العربي الشريف الإدريسي وقد حقق مخطوطاته الجغرافية لبحر البلطيق. 

اهتمام بالنقود

بعد تقاعده اهتم لاغوس بالنقود وتاريخها، واكتشف عملات نادرة في موطنه ومناطق أخرى، واهتم أيضا بالنقود العربية الإسلامية، وقد عثر على نقود فضية تعود إلى عصر الفاينكيغ أتوا بها من تعاملهم مع مناطق الخلافة الإسلامية. 

وفي عام 1876 أقام معرضا للنقود العربية التي عثر عليها في فنلندا على هامش مؤتمر استشراقي، ولا تزال تلك العملات تعرض حاليا بالمتحف الوطني الفنلندي.  

  معرض «بوح» للإيرانية أناهيتا 

  ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لشهر نوفمبر 2007 افتتح معرض تشكيلي للفنانة الإيرانية (أناهيتا) برواق الشارقة للفنون ـ منطقة الشويهيين.  

تضمن المعرض تجربة للفنانة «أناهيتا» حيث يمكن أن نلمس الإصرار على تجاوز التطبيقات التجريبية لعلاقة اليد بسطح العمل الفني وهي ذات العلاقة بين الرؤية والمادة وتعيد تجريب إنتاج المرئي وفقاً لخطة إنتاجه والوعي به ومحاولة تلمسه ظاهرياً باشتقاق الموضوعات حيناً وإضفاء الأجواء الغفوية والتلقائية حيناً آخر ولهذا يبدو عملها وكأنه في طور الاكتمال دائماً.

  إشراقات لونية في «صحراويات» سعدي الكعبي

  «صحراويات» عنوان المعرض الذي أفتتح في غرين آرت غاليري للفنان العراقي سعد الكعبي.والمتأمل للوحات الإحدى وعشرين يلحظ تشابهاً دقيقاً في الموضوع الواحد، وكأن الفنان الكعبي يصور مشهداً واحداً متكرراً في فصوله.فتمازج التكعيبات بين ثنايا الأجساد وتكرارها في أكثر من مشهد إن دلّ على شيء فهو يشي بمشهدية متكررة، وكأن الكعبي يريد أن يفصح عن تفاصيل أكثر عن موضوعه المنقول في فضاء اللوحة.  

العمل على اللوحة هو ما يشغل اللوحة بمساحة محدودة أمام المتلقي لتكون مساحتها الأخرى وتكويناتها تمتد بعيداً لتنقل المشاهد إلى أجواء ومدى ورؤى وتخيلات الفنان وعمقه في اختيار موضوعاته التي يطرحها عبرها، ولذا تتجسد الأحداث المشبعة بالجمال وتدفق الألوان عند الفنان وفق فن جمالي إبداعي يضع رؤاه ضمن سياق درامي يتشكل بين خطوط الألوان وتدرجها المتناسق في مساحة اللوحة.  

تختلف اللوحة عند الكعبي إذا جاز التعبير هنا باختلاف الرؤى ومنظور الرؤية للوحات ، وعوالمها التخيلية، ويمكن أن تسمى أي لوحة من اللوحات المعروضة بالحكاية الموحدة، أو لوحة الحكاية لأنها تحملنا إلى عالم تهيمن عليه الحكاية ذاتها.حيث الوجوه والأكف البشرية والزخارف والفلسفات تتشكل وتتداخل بتناسق، وهذا بدوره يستدرج المتلقي صوب باب الحكاية اللونية التي تتشكل بإتقان لتشير بالوقت ذاته لاشعورياً إلى مرحلة من مراحل تطور الحكاية إلى رمز شكلي يصير جزءا من بنية اللوحة، ولا عجب هنا أن تفتح المنافذ للغوص في عوالم التخيلية عند الفنان.  

إشراق لوني ، ووضوح تام ينعكس على اللوحات كافة، فالأدوات التعبيرية عند الكعبي تنقل طموحه الذي يعبر من خلاله عن عمل متكرر ودؤوب بألوان مختلفة وبذات الأسلوب. فالمتأمل للوحات يرى المساحات والأشكال والتكوينات للوحة مليئة بالهدوء والذي يتنامى تدريجياً كلما أمعن الرائي التأمل في اللوحات حيث يطغى استخدام الألوان الزيتية والتركواز الغامق على مساحة اللوحات مما ينقل المشاهد إلى حيز من الصفاء.  

تمثل اللوحة عند الكعبي الأفق الأبرز لتجربته الطويلة الممتدة في عمق التأملات الذاتية .ففضاء اللوحة عنده يستفز المشاهد للاقتراب أكثر من اللوحة لكشف سحر ألوان متناسقة، وخطوط لونية تختلف في أحجامها ومساحاتها.

   شارك فيه تشكيليان عراقيان .. معرض في فنلندا عن الجذور والهوية

افتتح في العاصمة الفنلندية هلسنكي،  معرض فني لستة تشكيليين بينهم عراقيان مقيمان في فنلندا يسعيان من خلال أعمالهما الى تقديم موضوع الجذور والهوية في صورة تشكيلية.

وقال الفنان عبد الامير الخطيب رئيس شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا، التي اسهمت في اقامة وتنظيم المعرض ان افتتاح المعرض المعنون باسم (جذور) على قاعة المركز الثقافي (Stoa) شرقي العاصمة الفنلندية هلسنكي ويأتي بالتنسيق مع شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا."

وأوضح انه اشترك في المعرض ستة فنانين من خمسة بلدان مختلفة، بينهما فنانان من العراق يقدمون خلاله اعمالا فنية فوتوغرافية ورسوما زيتية تجريدية واعمالا تنتمي لفن التركيب.

واضاف انه يتوقع تنوعا في ابداعات الفنانين المشاركين بحكم التنوع في خلفية وتجربة الفنانين وبالتالي ادواتهم واساليبهم الفنية.

وقال الخطيب انه شارك في المعرض بأربعة اعمال فنية مرتبطة بموضوعة الجذور يحاول من خلالها الاقتراب من مفهوم الهوية والتعاطي بشكل رمزي مع بعض المفردات الحياتية العراقية وتسليط الضوء عليها.

والفنان عبد الامير الخطيب من مواليد العراق 1961 ويقيم في فنلندا منذ العام 1990.

من جهته، قال الفنان ستار الفرطوسي انه اشترك في المعرض بعملي زيت يعالجان قضية الهوية والانتماء.

وأوضح ان "عنوان المعرض (|الجذور) يحتمل الكثير من العمل والتكهنات والتفسيرات ، وبنفس الوقت هو واضح جدا ، فلذلك لم احاول ان اتفلسف كثيرا"

وقال "حاولت اعتماد البساطة ومن هنا اخترت اللونين الاسود والابيض ومشتقاتهما وحاولت ان اعطي مجالا لحركة الفرشة وحيوية اللون."

والفنان ستار الفرطوسي من مواليد العراق 1963 ويقيم في فنلندا منذ عام 1999.

يذكر ان شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا التي مقرها هلسنكي تأسست عام 1997 بمبادرة من الفنان العراقي عبد الامير الخطيب وبالتعاون مع بضعة فنانين تشكيليين اخرين وينتمى اليها 200 فنان من اكثر من اربعين بلدا ثلثهم تقريبا عراقيون وبينهم اسماء لامعة في الحركة الفنية التشكيلية العراقية، وتصدر الشبكة مجلة فصلية باللغة الانكليزية باسم "الوان كونية" واستطاعت الشبكة حتى الان تنظيم 20 معرضا في ثمانية بلدان اوربية.  

دروب المدينة .. معرض لأثينا بعيون الشباب  

افتتح بالعاصمة اليونانية معرض صور حول مدينة أثينا يكشف التحولات الكبيرة التي شهدتها في السنوات الأخيرة خاصة استقرار عدد كبير من المهاجرين الأجانب فيها. 

وبحسب المنظمين، يظهر المعرض الذي يستمر حتى آخر السنة الحالية تحول أثينا إلى ملتقى طرق للبلقان وآسيا وأفريقيا وأوروبا، وانعكاس تعايش هذه الجنسيات المتعددة على جانب التعايش السلمي ليتحول إلى وسيلة إبداع وتعددية.

ويقول المنظمون إن المهاجرين يرفدون العاصمة اليونانية بحيوية متجددة، حيث إن لديهم القدرة على إبداع عوالم جديدة مختلفة وتعزيز حركة الإبداع المحلي بعقول وطاقات جديدة. 

وصور أربعة عشر شابا مناطق في أثينا لأكثر من سنة، التقطوا خلالها صورا تعكس حياة سكانها وخاصة المهاجرين الأجانب منهم. 

وانقسم الشباب المصورون إلى مجموعتين، ضمت الأولى طلاب المدارس الثانوية والإعدادية والذين صوروا لحظات من حياتهم المدرسية وعرضوا الصور التي التقطوها بالألوان. وضمت المجموعة الثانية شبابا أعمارهم بين العشرين والثلاثين عاما التقطوا صورا بالأبيض والأسود من حياة الأجانب في أثينا. 

ويبدو الأجانب في المعرض كأنهم تجاوزوا مشكلات البحث الدائم عن تقنين أوضاعهم القانونية، وبدؤوا يبحثون عن هوية اجتماعية وثقافية عبر وسائل الثقافة والتواصل المتاحة لهم. 

ولم يغب البعد الديني عن المعرض، حيث عرضت صور للكنائس والمساجد البسيطة التي يؤدي فيها الأجانب طقوسهم الدينية بحمولات إنسانية واجتماعية. 

أشار منسق المعرض نيكوس إيكونوموبولوس إلى أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه، وهو فكرة متقدمة من حيث إشراك الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار في تصوير المدينة التي أصبحت فضاء متعدد الجنسيات والثقافات

فضاء متنوع

وأشار منسق المعرض نيكوس إيكونوموبولوس إلى أن هذا الحدث يعد الأول من نوعه، وهو فكرة متقدمة من حيث إشراك الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار في تصوير المدينة التي أصبحت فضاء متعدد الجنسيات والثقافات. 

وقال للجزيرة نت إن التلاميذ والشباب تلقوا دروسا في المبادئ الأساسية في التصوير بالكاميرات الرقمية قبل الشروع في عملهم بين الأحياء المختلفة للمدينة، مضيفا أنه تم تجميع أكثر من 5000 صورة تم انتقاء الصور المعروضة من بينها. 

وأوضح أن المعرض لن يتوقف عند مدينة أثينا، بل سينتقل حال انتهاء العرض فيها إلى مدينة سالونيك شمالي اليونان، ولم يستبعد تطبيق الفكرة في المدن اليونانية الأخرى. 

ومن جهته قال المصور نيكوس بيلوس مراسل مؤسسة زوما برس إن الأعمال المعروضة متقدمة جدا ومقاربة لأعمال المحترفين، خاصة الصور المعروضة بالأبيض والأسود. 

وأضاف أن وجود المصورين الشباب من الأجانب أعطى للمعرض بعدا عالميا تخطى الأبعاد المحلية وساهم في تنويع النظرات الفنية للمشاركين. 

ويمثل المعرض وجهة نظر الكثير من أهل الفكر في اليونان عامة وأثينا خاصة بضرورة النظر إلى وجود الأجانب نظرة إيجابية وإدماجهم في الحياة العامة والاستفادة من التنوع الحضاري والثقافي الذي يحملونه للبلد، كما ينادي بالبعد عن النظر إليهم كمهاجرين اقتصاديين فقط.

توظيــف الصمـت للتعبيـر عـن الصــور الســــوداء

 معرض جديد للفنان التشكيلي العراقي-الهولندي صادق كويش احتضنه متحف مدينة دانبوش جنوب هولندا تحت عنوان (مولود في التاسع من نيسان) وذلك في العاشر من نوفمبر الجاري.يمتاز المعرض الجديد باستخدام تقنية (الفيديو آرت) التي استطاع الفنان كويش من خلالها توظيف عرض مئات الصور عبر شاشات رقمية بطريقة السلايد شو السريع في 11 شاشة تحيطهم لوحة كبرى تجسد موضوعة معرضه التي تدور حول العراق الجديد بعد التاسع من نيسان 2003. قام الفنان بنفسه بكل تكنيك العمل من التصوير الفوتوغرافي الى التسجيل بطريقة دي في دي. كل فيلم من الصور مدته بين دقيقتين الى اربع دقائق يستمر العرض السريع متواليا بلا نهاية.

النظرة التشاؤمية للعراق تتوزع من اللوحة- الجدراية 8X 3 متر وتمثل رؤوس تنين بلون اسود تستعد للافتراس الى الصور التي التقطها الفنان بنفسه في العام 2003 من مشاهداته للتلفزيون وهو يتابع اخبار بلده العراق. جميع الصور التي تدور راكضة في الشاشات الرقمية تؤطرها اشكال جسدية للفنان كويش نفسه فاحد الشاشات تعرض صور العراق في رأس الفنان واخرى على ظهره وثالثة بين كفيه...

يقول كويش عن المعرض انه كان يود استخدام شاشات اكثر واكبر حجما وان يستخدم تقنية الصوت المصاحبة للعرض الرقمي لتجتمع اصوات تحوي احاديث هاتفية ونواح وحوارات الفنان مع والدته واصدقائه عبر الهاتف في بغداد لتخرج جميعها في عمل فني يجسد واقع العراق الان.. لكن تقنيات الصوت عبر الهاتف وتقيده بالمساحة المتاحة لمعرضه من قبل المتحف حالت دون تنفيذ ذلك فاضطر لفكرة اخرى بالعمل على توظيف الصمت مع الصور السوداء التي تأتي من العراق.

ويرى الفنان انه في هذا المعرض يبكي نفسه وذكرياته وبلاده واحلامه بصوت عالي.

وحول نظرته السوداء لعراق اليوم يقول “ان هذا هو الواقع اليوم”.

- لكن في العراق الجديد ثمة اضاءات ربما هي بعيدة عن الاعلام الذي بتنا نتلقى منه اخبار بلدنا.

 يقول كويش: ربما، واتمنى ان يكون هناك امل، لكن للاسف الى الان لم أره.

المعرض الجديد اضافة فنية لمسيرة الفنان كويش الممتدة منذ مطلع الثمانينات في العراق والاردن وهولندا ودول اخرى حيث أقام في معارض عدة. 

والفنان مولود في بغداد عام 1960 ومتخرج في معهد الفنون الجميلة عام 1982 ثم  أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، ويعمل الان محاضرا في اكاديمة الفنون الجميلة في مدينة زفوللا الهولندية لمادة الكرافيك التي درس فيها بعد قدومه لهولندا في التسعينيات.

معرض كويش الجديد الذي حظي بمتابعة واضحة من قبل الجمهور الهولندي يستمر من العاشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري لغاية الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير 2008. وقال الفنان كويش ان معرضه الجديد سينتقل لمدن اخرى داخل هولندا ودول اخرى داخل اوربا وخارجها والى اميركا ايضا، وربما ينتقل الى العاصمة اللبنانية بيروت في العام القادم.

استعادة جديدة لاعمال النحات جياكوميتي في باريس

عرض من جديد مركز جورج بومبيدو أعمال الرسام والنحات جياكومتي التي أنجزها بين عام 1901 ـ 1966، انطلاقا من محترفه الذي شغله مدة أربعين عاما في باريس. والغرض منه إعطاء رغبة للجمهور العريض في اكتشاف جميع الروائع التي خرجت منه.

إضافة إلى الصالات المتعددة المليئة بالصور الشخصية وغير الشخصية، المقالات والكتب، اللوحات والتخطيطات، والمنحوتات الصغيرة والكبيرة، كان هناك فضاء يتألف من ثلاثة وعشرين مترا مربعا، أي نفس مساحة مشغل جياكومتي الأصلي، الواقع في شارع هيبلوت ماندورون، خلف محطة مونبرناس في باريس الدائرة الرابعة عشرة.

 مكان بقدر ما هو ضيق وصغير بقدر ما هو كبير ومليء بالروائع، فالعبرة ليست في حجم المكان وإنما بما فيه من اتساع في الرؤية. في هذا الفضاء الصغير/الكبير كان جياكومتي يصوغ تماثيله الجصية والحديدية، يرسم ويخربش ويخطط تماثيله بالرصاص قبل أن يحيلها إلي برونز، في بعض الأحيان.

إن مركز جورج بومبيدو اختار أن يكرم جياكومتي من خلال الطريقة التي أنتج وأبدع وطور فيها أعماله في هذا الفضاء/المشغل الذي عرض فيه ما يقارب 221 عملا نحتيا، وسبعاً وخمسين لوحة ومئة وسبعين تخطيطا، عرضت فوق جدران حوائط ترك الفنان فوقها بصماته. وقد أنقذت زوجته آنيت جياكومتي أجزاء هذه الحيطان عام 1972، بعد ست سنوات علي موت الفنان، عندما أراد مالك المشغل استعادة المكان.

إن جياكومتي قد نجح في فرض رؤية لم تكن موجودة من قبل، إن أي شيء يذكرنا بأعماله النحتية، سرعان ما يجعلنا نقول: هه.. هذا يشبه أعمال جياكومتي أو أنه جياكومتي. لقد أضاف هذا الفنان أشكالا إلى النظر، وزاد من حدة قدرة الرؤية، مثل دخول كلمات أجنبية على لغة أخرى، انها بكل تأكيد، ثراء للغتين. وإلا كيف يمكن أن نفسر انغراس كلمات وفضاءات جياكومتي في طريقة نظرنا للأجساد البشرية ؟

حكمت يصور جشع الغزاة نحتا

  عرض النحات العراقي المعروف محمد غني حكمت في العاصمة الاردنية عمان 82 عملا من أحدث ابداعاته الفنية تصور حياة كثير من العراقيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 حتى الآن.

وقال الفنان العراقي البالغ من العمر 78 عاما والذي عين رئيسا للجنة الوطنية للفنون التشكيلية في العراق عام 2002 انه استغرق عامين في انجاز المجموعة الفنية التي تلقي الضوء على المأساة التي يعيشها العراق في العصر الحديث.

وقال حكمت "من سنتين وانا في عمان قدرت ارسم واخطط وانحت هذه المواضيع التي تمثل فترة زمنية في تاريخ العراق اللي هو من 2003 الى 2007 تاريخ الحصار (...) تاريخ الحروب (...) تاريخ المآسي اللي صارت في العراق".

وبدأ حكمت دراسة الفنون في مدرسة الفنون الجميلة في جامعة بغداد ثم تخصص في النحت فحصل على دبلوم النحت من اكاديمية الفنون الجميلة في روما 1959. وعمل محاضرا لفن النحت في جامعة بغداد.

ويقول حكمت الذي استخدم مواهبه الفنية لتصوير بؤس العراقيين بدءا من العنف الجسدي المباشر الى عذاب التشرد، ان معاناة العراقيين سببها قوى خارجية يحركها الجشع.    

واضاف الفنان العراقي قائلا "الغالب هو الانتباه للحزن الموجود عند العراقيين عامة من جراء التهجير القسري (...) من جراء العنف المفتعل (...) من جراء الاحكام الجائرة اللي يقوموا بيها الاجانب بالعراق في العراقيين. كل شيء بيصير عنا (عندنا) في العراق افتعال، هو عمل مفتعل من الاجانب وليس من العراقيين".

ومضى يقول "الحزن العراقي جزء من التاريخ العراقي. الحزن، حتى لو تسمعي الموسيقى ايضا بيها نبرة الحزن العراقي لكثرة المآسي اللى صارت بهذا البلد الحضاري اللي طمعوا بيه كلهم. كل الشعوب المتخلفة كانت تغزو العراق من الشرق ولا من الشمال لانه بلد غني ومصيبتنا هو هذا: غنانا (..) غنانا الثقافي والمادي".

ودمرت الحرب جزءا من التراث الوطني العراقي العريق بما في ذلك التماثيل والنصب التذكارية التي اشتهرت بها بغداد لفترة طويلة في العالم العربي.

كما دمر الكثير من تماثيل حكمت التي تزين أعماله ساحات عامة في العراق ودول أخرى منها الاردن وايطاليا والبحرين 

 رسامو الأطفال الروس يعرضون فنهم في طهران    

شارك 110 رسامين روس من المتخصصين في رسوم كتب الصغار والفتيان في معرض استضافته طهران بهدف إطلاع الفنانين والناشرين الإيرانيين على فنون المدرسة الروسية وتقنياتها في هذا المجال. 

وذكر قسم الإعلام في المركز أن الأعمال التي عرضت من أهم اللوحات التي تضمنتها الكتب الروسية المخصصة للأطفال والفتيان والحائزة جوائز عالمية كما أنها من ناحية التكنيك والأسلوب غنية للغاية وفيها من التجديد والإبداع ما يلفت الأنظار. 

وتعود اللوحات المشاركة في المعرض لفنانين أعضاء في جمعية المصورين الروسية التي تعتبر من أقدم الجمعيات المعنية بالفن في روسيا واحتفلت هذا العام بالعيد الخامس والسبعين لتأسيسها وتضم في عضويتها العديد من الرسامين والخطاطين والمصممين المشهورين. 

وافتتح المعرض بجلسة عمل شارك فيها فنانون وناشرون متخصصون في كتب الأطفال واقيمت على هامشه ورشة عمل فنية لتبادل الخبرات شارك فيها اثنان من رسامي روسيا المعروفين وهما ديمتري ماشاخ ويوليا ياراتوفا.

وتشهد إيران في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بكتب الأطفال المصورة والتي تحوي مضامين دينية وعلمية وأدبية، ويستند كثير منها إلى القصص الشعبية المحكية، كما أن لديها عددا من الرسامين المتخصصين في رسوم قصص الأطفال وحكاياتهم. 

ويعود أول كتاب إيراني مصور للأطفال إلى العهد القاجاري وصدر عن دار نشر إيرانية قبل 150 عاما أما الكتب المصورة التي تستند إلى مدارس الرسم الحديثة فبدأت منذ أربعين عاما وجاءت متزامنة مع شيوع موجة الفن الحديث في إيران وإنشاء مجموعة من المؤسسات ودور النشر التي تعنى بكتب الأطفال.

على جدران بغداد الأمنية لوحات للحظة صفو مضت    

في بغداد باتت للجدران الأمنية التي تطوق أجزاء كبيرة من مناطقها السكنية والتجارية لحمايتها من التفجيرات والهجمات رسالة أخرى: لوحة فنية تذكر العراقيين بتاريخ مجيد ولحظة صفو مضت. 

فقد ملأها الفنانون رسوما لصور المراقد السنية والشيعية وقد التقت جنبا إلى جنب, ولرفوف من الحمام ومشاهد من حقبة حمورابي البابلية بينها تمثال أسد بابل. 

ويقول الفنان عماد النجار (39 عاما) وهو يرسم منظرا صحراويا تتخلله جمال محملة, "إننا نحاول مساعدة العراقيين على التعايش مع هذه الجدران الإسمنتية وقبولها بما أنه ليس بالإمكان إزالتها على الأقل في الوقت الراهن". 

لقد ظلت الجدران الأمنية -الممتدة في بعض المناطق أميالا من حول البنايات الحكومية والمساكن والفنادق- محل جدل شديد بين العراقيين, ففي الأسابيع الأولى من العام الحالي اشتكى سكان وقادة سنة من جدار بطول ثلاثة أميال و12 قدما في حي الأعظمية السني في شمال بغداد, لأنه حسب قولهم يكرس التمييز المسلط عليهم, ويعزل السكان.  

كذلك أثار الجدلَ الرسمُ على هذه الجدران, فإذا كان عبد الوهاب ناصر الحافظ يراها "خطوة على طريق تضميد جروح العراق", فصلاح الدين محمود (45 عاما) يرى أن "هذه الرسوم الزاهية لن تمحي ولو نقطة واحدة من بحر معاناتنا المرير", والحاجة حسب قوله ليست لتزيينها وإنما "لإزالتها وتزيين أنفسنا حتى نستطيع العيش بسلام مع بعض". 

"لدينا قطع تغيير لكل السيارات الكورية واليابانية", تردد إحداها في منطقة سيناق التجارية في وسط بغداد, أما التاجر محمد علي خماس الذي يرى في هذه الجدران جزءا من حياة العراقيين فلا يرى أي إشارة على أن إزالتها ستتم قريبا, "فلمَ لا تستعمل إذن لجذب الزبائن بدل تركها تؤثر على تجارتنا".  

  40 لوحة تحاكي الطبيعة مليئة بالحراك اللوني والمشهدي

  افتتح الأديب محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي  في مؤسسة سلطان بن علي العويس، مهرجان «أيام بولندا الثقافية» الذي تنظمه المؤسسة بالتعاون مع سفارة جمهورية بولندا في أبوظبي، بحضور مسؤولين ودبلوماسيين من السفارة البولندية، ونخبة من المثقفين والفنانين التشكيليين والإعلاميين، وحشد من الجماهير المتابعة لنشاطات المؤسسة.  

بدأت فعاليات اليوم الأول بمعرض تشكيلي للفنان فرانسيشيك ريشارد مازورك ورقصات فلكلورية عبر لوحات تعبر عن الحياة البولندية وتراث شعبها.. وضم المعرض التشكيلي أكثر من 40 لوحة للمناظر الطبيعية البولندية بريشة الرسام البولندي الشهير مازورك،  

الذي أقام عشرات المعارض الفردية حول العالم منذ منتصف الثمانينات وحتى اليوم، وأكثر من خمسة معارض جماعية داخل وخارج بولندا، وحائز على جوائز محلية وعالمية عدة، بالإضافة إلى انتشار لوحاته في دول كثيرة مثل المانيا وفرنسا وأميركا وبريطانيا واوكرانيا وغيرها.  

ومن النظرة الأولى للمناظر الطبيعية البولندية نلحظ تفاوتاً في بنية الصور المعروضة إذ يعمد الفنان إلى التقشف والاقتصار على بعض الألوان مشاركاً بأربعين لوحةً يواصل من خلالها نفس التقنية التي يستخدمها دائماً في إنتاج أعماله،فيستخدم مساحة اللوحة بخلفيتها بأحجام مختلفة ومتفاوتة لا تخلو من مساحاتٍ زرقاء وخضراء في آن.  

تمثل فراغ المجسد في لوحاته،وإن أتت بعض اللوحات مثل «الغابة السرية»و«حديقة الأسرار» و«الصفصاف الباكي» مليئة بالحراك اللوني والمشهدي،والذي يجعل من الصور المعروضة موضوعاً لا يتطابق مع الأصل «الطبيعة».  

قد يكون الفنان «مازورك» نجح هنا من الخروج على السكون الفوتغرافي ليوظفه ضمن ديناميكية الرسم المنفتحة على أبعاد أخرى. يعتمد الفنان على تكرار إنتاج صوره،فلا تغاير،ولا تعدد في مواضيعه بل تطابق تام لصور ومواضيع لا تشبه الواقع بشيء بل تصوره من منظور آخر مما انعكس سلباً في مشاهد منقولة أتت هشةً في كثير من الأحيان يبدو «مازورك  

» في بعض لوحاته مثل «جاء الخريف» و«الوادي في الخريف» غير موفق في نقلنا بجولة في الطبيعة ومستوى اخضرارها، مما بدوره شتت الرائي بتراكيب ألوان أتت باهتةً في مطارح عدة،إذ نلحظ الشيء ذاته والذي لا يتطور،فالصورة معه مليئة بالتفاصيل، ومزدحمة بألوان ومشاهد ظهرت فارغةً من مضمونها.  

وبتلخيص موجز لطريقة عمل الفنان يبدو الكثير منها تخفت فيها درجات الألوان،حتى أن البعض منها «الصقيع على جوركا» طلي بألوان وبصورة كثيفة ومعتمة حتى في مناطق الظلال فيها.فالألوان كانت أخف مما ينبغي في المناطق التي تستدير وتكون فيها فضاءات الأشكال إلى خلفية اللوحة،أو حروفها إلى الخارج أو جهة المشاهد.  

إن المشاهد لأعمال الفنان «مازورك» يلحظ رسم مواضيعه كانت أشبه بعملية حسابية، فالجداول جسدت بمقاسات جامدة وغير منطقية مما أفقد المشاهد تواصله مع مضمون اللوحة،وهذا بدوره انعكس سلباً على معظم الأعمال المعروضة.

  خمسون فناناً يحتفون بالخط العربي في حلب

  رحلة الخط العربي طويلة ومعقدة وذات تشعبات يعرفها (أهل الكار)، لذلك عندما تحتفي مدينة مثل حلب بالخط العربي فهذا يعني حدثا فطريا وتجمعا عفويا للمهتمين بهذا النوع من الفن، وما أكثرهم في مدينة وثيقة الصلة بالتاريخ.

حيث شارك أكثر من خمسين خطاطا سوريا في معرض للخط العربي أقامته الجمعية الحرفية للخطاطين وصناع اللوحات الإعلانية بالتعاون مع مديرية الثقافة بحلب. خطاطون حاز بعضهم على جوائز عالمية في الخط العربي من مركز البحوث الإسلامية في إسطنبول ومن جمعية الخط والزخرفة في المغرب العربي وإيران وغيرها.  

جسدت اللوحات عبر فنون الخط العربي كالثلث والنسخ والإجازة والديواني وجلي الديواني والفارسي والكوفي والرقعي والمحقق جمالية الرسم المرمري والتعاريق النحاسية التي تستخدم لتغليف الكتب المقدسة.  

وركزت بعض اللوحات الأخرى على إظهار جمالية الخطوط العربية من خلال إضافة بعض الزخارف والتشكيل اللغوي لإملاء الشكل أو اعتماد التوازن بين الكلمات والحروف سواء في الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية أو الأشعار.  

ويعتبر الخط العربي من الفنون الجميلة في الكتابة لما يتميز به من قدرة على مسايرة التطورات والخامات، فمن الأساسيات التي تبرز جوانبه الجمالية مفرداته وأشكاله،المرونة والمطاوعة، قابليته للتشكيل، الامتزاج الفني والروحي في الخط،التوثيق والتدوين، هذا بالإضافة إلى الجمال المعنوي الذي يضفيه الخطاط والذي يكون فوق القواعد الخطية.  

إن تنوع الخطوط العربية وتعدد أشكالها منحاها خصائص جمالية قلما تتواجد في خطوط الأمم الأخرى، لهذا يعتبر الخط العربي من أرقى وأجمل خطوط العالم البشري والتي ميزته عن باقي الخطوط من الناحية الجمالية والأسس العلمية الجديدة المبتكرة لأساليب وقوانين هندسية أضافت له جمالية جديدة ونادرة.  

معرض ضخم في معهد العالم العربي بالتعاون مع «اللوفر» ... الحضارة الفينيقية اخترعت الأبجدية ولم تترك كتاباً 

حين تشاهد لدى زيارتك معرض «المتوسط الفينيقي: من صور الى قرطاج» الذي يقيمه معهد العالم العربي متعاوناً مع متحف اللوفر، الألواح الحجر التي نقشت عليها حروف الأبجدية التي ابتدعها الفينيقيون، لا تتوانى عن طرح السؤال الذي طالما طرحته على نفسك في السابق: الحضارة التي اخترعت الأبجدية الأولى لماذا لم تبتدع كتباً وملاحم مثلما ابتدعت الحضارات القديمة، المصرية والأشورية والبابلية وسواها ملاحم مثل «جلجامش» أو كتباً مثل «كتاب الموتى»؟ ويزداد هذا السؤال إلحاحاً كلما شاهدت المزيد من تلك الألواح التي حفرت عليها جمل كأنها مقطوفة من نصّ مندثر. كان يحاول البعض الرد على مثل هذا السؤال متذرعاً بأن الأدب الفينيقي الذي وجد حتماً، لم يصل منه إلا القليل، حتى الآن. والمثل الذي يُضرب في هذا القبيل هو ما ظهر من كتابات الكاهن الفينيقي الشهير الذي يدعى سنكن يتن بحسب قول فيلون الجبيلي. وعندما اكتشف المنقبون آثار رأس شمرا في سورية عثروا على ملاحم تدور حول الأدب الديني والطقوس والزراعة وسواها. إلا أن ما من نصّ ترجم وطبع حتى الآن. هكذا بقيت هذه الحضارة التي عرفت معظم أنواع الفنون القديمة كالنحت والخزف والموسيقى وسواها، بلا كتب ولا ملاحم. وقد يكون من المستحيل ألا تعرف هذا النوع من التدوين، هي التي ابتدعت الحروف الأبجدية ونشرتها في العالم. 

معرض «المتوسط الفينيقي» الذي حمل عنواناً إضافياً هو «أي وجه هو وجه الحضارة التي أعطتنا الأبجدية؟»

 معرض فريد في ما ضمّ من آثار تلتئم للمرة الأولى لتؤلف ما يشبه «الملحمة» الفينيقية التي تمتد امتداد الساحل الفينيقي من فلسطين الى لبنان وسورية وقرطاج مروراً بالجزيرة القبرصية وجزر بحر إيجه وسردينيا ومالطا وصقلية وضفاف ايطاليا واسبانيا وشمال إفريقيا... إنه المتوسط الذي أقام فيه الفينيقيون وغزوه، هم الذين عرفوا بالبحارة والتجار وناشري الحرف.

تتيح الآثار المعروضة على اختلافها اكتشاف التاريخ الحقيقي الذي لا يزال شبه مجهول لهذا الشعب وللمدن التي بناها وانطلق منها عبر شبكة من الخطوط البحرية بغية التبادل التجاري والحضاري مع العالم من حوله. يضمّ المعرض زهاء ستمئة قطعة أثرية استعارها متحف «معهد العالم العربي» الذي يديره الآن الكاتب والأكاديمي السوري بدر الدين عرودكي من متاحف عالمية، وتتوزع بين الكتابات المحفورة على الألواح الحجر وشواهد القبور والنواويس والأختام والقطع النقدية وقطع العاج والزجاج والسيراميك أو الفخار والتماثيل النصفية وسواها. وتنمّ هذه المعروضات عن مهارة الفينيقيين في الفنون الحرفية واليدوية وعن الجماليات الباهرة التي رسّخوها، متأثرين أحياناً ببعض الفنون التي عرفتها الحضارات الأخرى. فبين المنحوتات الفينيقية أعمال يمكن وصفها بـ «الهجينة» لتأثرها مثلاً بالنحت الفرعوني وسواه. لكن الفينيقيين كانوا يصدّرون أعمالهم الفنية الى مصر، وكذلك خشب الأرز الذي كانوا يصنعون منه سفنهم وأسطولهم التجاري والحربي.

تقف أمام الألواح التي حفرت عليها الأبجدية وتتذكر أن أهم ما قدّم الفينيقيون للبشرية هو اختراعهم الحرف الذي أصبح أساساً لمعظم أبجديات العالم. ونظراً الى حاجاتهم الملحاح للتواصل مع العالم ولتدوين عقائدهم وحفظها من الاندثار سعوا الى البحث عن أشكال جديدة للكتابة بعدما اطلعوا على طرق الكتابة لدى المصريين وشعوب بلاد ما بين النهرين. لكنهم أدركوا أن الكتابة الهيروغليفية ليست إلا كتابة تصويرية معقدة، فسعوا الى تبسيط الكتابة باذلين جهداً كبيراً ومجتازين مراحل عدة. ثم لم يلبثوا أن اكتشفوا أن اللغة قائمة على اثنتين وعشرين نبرة صوتية فوضعوا لها رموزاً أو أحرفاً فكانت الأبجدية الأولى. هذه الأبجدية نقلها قدموس الى بلاد اليونان كما يذكر المؤرخ الشهير هيرودتس. إلا أن العالم لم يكن يعلم حتى القرن التاسع عشر أن الفينيقيين هم الذين اكتشفوا الأبجدية إلا من خلال أقوال اليونان. ولكن سرعان ما أثبتت الحفريات هذا الاكتشاف الفينيقي. فناووس الملك أحيرام الذي عثر عليه عام 1923 في مدينة جبيل اللبنانية يحمل نصاً أبجدياً كاملاً. أما النقوش التي اكتشفت في مدينة أوغاريت في سورية عام 1929 والمحفورة على الآجر فهي خُطّت بالأحرف الفينيقية نفسها، ويعود تاريخها الى مطلع القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وفي العام 1949 عثر في رأس شمرا على أجرة حفرت عليها الحروف الاثنان والعشرون، مرتبة وفق الترتيب الهجائي. 

الابجدية الفينيقية على لوح حجر 

بعض المعروضات الأثرية لا سيما النواويس والمنحوتات النصفية تتيح للزائر أو المشاهد أن يستعيد الطقوس الدينية التي كان يمارسها الفينيقيون. وكان الدين الفينيقي ينطلق من فكرة الخصب، ولم يكن غريباً في بعض نواحيه عن الدين المصري والبابلي وسواهما من الأديان التي اقتبس الفينيقيون منها. وكان لديهم آلهة متعددة ترمز الى القوى السماوية والطبيعية. ومن آلهتهم الشهيرة: إيل وآدون وملكارت وأشمون. وكان لدى الفينيقيين أعياد وكانوا يحجون خلالها الى المعابد البعيدة. وكانوا يقرّبون الأضاحي ويقدمون القرابين. ومع أنهم يعتقدون بأن الثواب والعقاب يتمان في هذا العالم فهم كانوا يكرّمون موتاهم مثلهم مثل المصريين القدامى. ووجدت في قبور لهم سرج وجرار وأوانٍ للطعام، ما يؤكد أنهم يعتقدون بأن ثمة حياة بعد الموت تشبه الحياة على الأرض.

وإذا كان المعرض يلقي ضوءاً ساطعاً على الحضارة الفينيقية من خلال تجلياتها الفنية والحرفية فإن هذه الحضارة لا تزال شبه مجهولة، مثلما كان الفينيقيون أنفسهم مثار اختلاف بين المؤرخين القدامى. ثمة مؤرخون يمتدحون هذا الشعب الذي خاض البحار واكتشف الأبجدية وتواصل مع العالم، وثمة آخرون، لا سيما المدوّنون الاغريق والرومان يصفونهم بأنهم «برابرة» حاولوا السيطرة على المواقع والمستعمرات في هدف التجارة والمال. واتهم المؤرخ الاغريقي ديودور دو سيسيل الفينيقيين بأنهم كانوا يضحون بالأطفال للآلهة، لكن هذه التهمة لم تؤكدها المكتشفات الأثرية.

إلا أن الحضارة الفينيقية التي امتدت وسع أصقاع المتوسط وأبعد منه، كانت الحضارة البحرية الأولى، في ما يعني البحر من نزعة الى المغامرة وخوض المجهول والتحدي والاكتشاف. والمعرض «الملحمي» يؤكد فعلاً أن الفينيقيين سعوا الى غزو العالم، قدر ما أمكنهم، ليس بغية التجارة فقط وإنما سعياً وراء المعرفة التي لا حدود لها وإشباعاً لفضولهم الذي طالما ساور نفوسهم.

معرض للفن التشكيلي الدولي في بلغاريا   

 استضافت مدينة جوتس ديلتشيف البلغارية الواقعة على الحدود مع جمهورية اليونان  معرضا دوليا للفن التشكيلي تحت شعار (بلغاريا - حلقة الوصل والتواصل الفني بين الشرق والغرب).

وشارك في المعرض 24 رساما تشكيليا وفن النحت والرسم بالحجارة من 18 دولة لعرض لوحات يتم تجسيدها باستخدام الاحجار الصغيرة الملونة لفنانين من روسيا واوكرانيا.

وقال احد الرسامين المشاركين في المعرض ان الرسم بالحجارة يعد فنا حديثا في الساحة الفنية الاوروبية مبينا انه من اصعب الاشكال الفنية التي تحتاج فيه كل لوحة الى فترة زمنية طويلة لاتمامها.

وقالت فنانة اوكرانية ان الرسم باستخدام الحجارة يعود تاريخه الى فترة زمنية طويلة الا ان المرحلة الاخيرة شهدت تطورا كبيرا فيه باستخدام الالات الحديثة في تكسير وتقطيع الاحجار وتسويتها لتصبح ملائمة لما يحتاجه الفنان في لوحته.

وبينت ان الصعوبة تكمن في عدم استخدام الفنان في تلك اللوحات لاي نوع من انواع الالوان الزيتية او المائية.

وفى ركن اخر من العرض عرضت بعض الاعمال الفنية الخشبية المستخدم في تشكيلها اخشاب الاشجار وبدون اجراء تعديلات كبيرة على شكلها الخارجي ووضعها في قالب يتماشى مع المتطلبات اليومية.

ومن الدول المشاركة بلغاريا والتشيك واليونان وروسيا واوكرانيا ومالدوفا وايطاليا ومقدونيا وسلوفاكيا وكرواتيا وفرنسا.

جديد الفنان الفوتوغرافي الإيطالي ستيف ميسل

اصنع الحب بدل الحرب

  نشرت مجلة فوجيو الإيطالية المتخصصة بالأزياء وفن الفوتوغراف تحقيقاً مصوراً عن حياة الجنود الأميركان في العراق وأجواء تسليتهم في أوقات الفراغ مع المجندات المفترضات، مستندة إلى المعرض الأخير لفنان الفوتوغراف الإيطالي ومالك المجلة ستيف ميسل، الذي يخلط في الغالب بين فن تصميم الأزياء والتصوير الفوتوغرافي مستغلاً صرعة انتشار أزياء المارينز المبقعة بألوان الصحراء بين أوساط الشباب في الغرب.  

وقام المصور ستيف ميسيل بالتقاط الصور في أحد القواعد الأميركية في العراق الصيف الماضي بعد أن أقنع المجندات بارتداء تصميماته الثورية وممارسة حياتهن اليومية مع زملائهن الجنود في لهيب الصيف العراقي الحارق، وقام بنشرها تحت عنوان خادع وكبير هو (اصنع الحب بدل الحرب) الذي لم ترحب به وسائل الإعلام الأوروبية كثيراً.  

وعلى الرغم من أن ميسل لم يفصح عن حقيقة معرضه الأخير فهل اعتمد عارضات أزياء محترفات أم مجرد مجندات استهوين المغامرة! إلا أنه يرد على منتقديه قائلاً، ما الفرق؟ إذا كنتم لا تجدونها فناً خالصاً فلا تنشروها، طالما الغاية نبيلة وثمة دعوة لوقف الحرب وممارسة الحب فإن الأمر يستحق العناء.إلا أن جريدة الغارديان البريطانية تنظر للموضوع من وجهة نظر أخرى مختلفة تماماً، علينا تذكرّ أسر الجنود الأميركان الذين يحاربون هناك، يقول ناقدهم الفني: إن ستيف ميسل يبيعهم تصوراَ وردياً خادعاً، ويسيء لمشاعرهم، كما لو إن أحدهم يقول لك انظر إلى ولدك هناك، إنه يبلو جيداً في الحب طوال الوقت، لكن الابن يعيش في جحيم حقيقي.  

لقد حاول ميسل في الحقيقة أن يقدم حالة مأساوية وتراجيدية صرف، بلباس رومانسي، وهو أمر مناف للواقع حتى وإن توفر على مقدار جيد من الفن والإبداع، لكن السؤال هو هل التقى ميسل الفنان المنتصر للإبداع واليساري المعروف، بماكنة الإعلام الأميركية التي تحاول أن تضفي بعداً من الرفاهية على حربها المتورطة بها في العراق؟  

لا جواب في الحقيقة، لان ميسل، الذي يدير المجلة، والمسؤول عنها مالياً وفنياً أصبح مثيراً للجدل منذ إصداره الطبعة الأميركية من (فوجيو) وغالباً ما يقدم على أفعال تثير حنق النقاد، لكنها تلقى رواجاً وإعجاباً شعبياً منقطع النظير، كما هو الأمر مع الصور التي التقطها خصيصاً لكتاب مغنية البوب الشهيرة مادونا المتضمن وصاياها ورؤيتها الاستثنائية للحياة الجنسية.  

صور ميسل الجديدة، أو لنقل صرعته الأخيرة، تضمن عشرات اللقطات لفتيات حسناوات وجنود شبان في أوضاع حميمة داخل الخيام المخرمة في لهيب الصحراء، وتظهر الفتيات بملابس مثيرة، وأحياناً شبه عاريات وهن يلهون مع الجنود، أو يستلقين إلى جانبهم بهدوء بعد دورة تدريب شاقة على ما يبدو.  

فنياً تألق ميسل كعادته في تجسيد موضوعته بتفصيلات فادحة، لقد تمكن من التقاط ذرات الغبار المهومة في فضاء الخيام الممزقة، أو حبات العرق فوق رقاب الفتيات، ونجح في تشييد مشاهده المشغولة بدقة متناهية في مساحة هشة جداً بين ضوء الشمس والظل المتهتك فوق ظهور الجنود السمر وبطون الفتيات البيضاوات اللواتي بدون مثل تماثيل رومانية.  

هل قدّم ستيف ميسل فناً؟ نعم لقد فعل ذلك قطعاً، إذا ما حسبنا مقدار جرأته في اختيار الموضوعات الشائكة وشجاعته في سبر أغوار الألوان، التي غالباً ما تراوغ العدسة، بعد أن جمع خيوط الضوء المنفلتة وأدخلها كوادره الكبيرة بتؤدة ونعومة بحرفية عالية.  

وإذا ما تجاوزنا الموضوع المثير للجدل، فإن ميسل يظل واحداً من الفنانين الفوتوغرافيين المعاصريين الذين لا يهابون اللون، وهو من القلائل الذين لا يعترفون بسلطة الأبيض والأسود في الفوتوغراف، ناهيك عن اختياره الموضوعات المعاصرة والحياة اليومية للبشر بإقدام كبير، إنه يذكرني بديانا أربوس، مع الأخذ بنظر الاعتبار الفارق التقني الذي حدث خلال العشرين سنة الماضية في عالم التصوير.  

3 تشكيليين من شيلي في المتاهة

احتضن رواق محمد راسم بالعاصمة الجزائر معرضا ضم أعمال ثلاثة فناننين تشكيليين شيليين تحت عنوان (فالباريسو المتاهة و التناسق). و يهدف هذا المعرض الذي نظم في اطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافةالعربية 2007 من قبل الاتحاد الوطني للفنون الثقافية بالتعاون مع سفارة شيلي بالجزائر الي ابراز جمال فالباريسو والتعريف بهذه المدينة المصنفة ضمن التراث العالمي. وفي كلمة مقتصرة أعطي سفير البيرو السيد بابلو روميرو لمحة عن هذه المدينة ومينائها والتي كانت مصدر ايحاء العديد من الشعراء أمثال بابلو نيرودا والعديد من الفنانين التشكيليين. وأضاف السفير الشيلي الي أن المعرض يهدف كذلك الي ترقية الثقافة التشيلية و تعزيز الروابط الثقافية الموجودة بين البلدين معربا عن ارتياحه الكبير لمشاركة بلاده في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007. من جهته أبرز رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية مدي أهمية هذا المعرض مشيرا الي امكانية تنظيم معارض أخري لبلدان من أمريكا اللاتينية خلال الأشهر القادمة.

وقدم الفنان بيلار فيرغارا المتحصل علي شهادة في التصميم الخطي لوحات زيتية علي القماش تمثل أزقة في شكل متاهات بخلفيات تمثل هضابا.

متفرقات

 مفكرون وفنانون ايطاليون: نداء ضد العنصرية حيال الاجانب والغجر

أطلق حشد من الكتاب والمفكرين والفنانين الايطاليين نداء شعبياً  ضد كل أشكال العنف الذي يطال الغجر والرومانيين. وشدد النداء الذي حمل تواقيع شخصيات مرموقة مثل بيرناردو بيرتولوتشي وموني اوفاديا وروبرتو سافيانو واري ديلوكا، على ضرورة "تجنب أي نوع من انواع التفرقة والتجريم العشوائي لعموم المواطنين الرومانيين والغجر"وهو ما تبدى بصورة ملموسة في اعقاب مقتل سيدة في روما على يد مهاجر روماني بداية الشهر الجاري

وحذر النداء من مغبة خلق حالة مصطنعة من الطوارئ أدت إلى اذكاء روح التعميم السلبي الاعمى حيال جماعة محددة من المهاجرين واضاف "الواقع انه من الأسهل صناعة فزاعة اجتماعية كما يحصل اليوم مع الرومانيين وبالامس مع المسلمين بدلاً من الاجتهاد في تلمس الاسباب الحقيقية لشح الامن والرهاب الاجتماعي" حسب وصف النداء

وختم الموقعون بالتذكير أن "الجرائم الفردية لا يمكن ان تشكل الذريعة لعقوبات جماعية فكون المرء غجرياً أو رومانياً لا يدرجه في اطار امتحان اخلاقي اذ لا وجود للاعراق المذنبة او البريئة" وفق النداء

أدباء العراق يحصدون غالبية الجوائز المتقدمة في مسابقة دبي الثقافية للإبداع

  أعلنت دار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع عن نتائج مسابقة «دبي الثقافية» للإبداع في فروع الرواية والقصة القصيرة والشعر؛ ولوحظ أن أدباء العراق حصلوا على النسبة الأكبر من الجوائز الرئيسية في مختلف الفروع وكانت النتائج كما يلي:  

أولا: في مجال الشعر  

ـ الجائزة الأولى: الشاعر العراقي عامر عاصي جبار عن ديوانه «قمر أور» وقيمة الجائزة عشرة آلاف دولار

 ـ الجائزة الثانية: الشاعر العراقي أحمد عبدالحسين وادي عن ديوانه «على ما أرى وأسمع» وقيمة الجائزة ثمانية آلاف دولار  

ـ الجائزة الثالثة: الشاعر الجزائري عبدالرحمن بن محمد الشريف عن ديوانه «واسع كل هذا الضيق» وقيمة الجائزة أربعة آلاف دولار  

ـ الجائزة الرابعة: الشاعر السوري حسن إبراهيم الحسن عن ديوانه «ها أنا وحدي» وقيمة الجائزة أربعة آلاف دولار  

ـ الجائزة الخامسة: الشاعر الأردني راشد عيسى عن ديوانه «ريشة صقر» وقيمة الجائزة أربعة آلاف دولار  

ثانياً: في مجال القصة القصيرة:  

ـ الجائزة الأولى القاص العراقي وارد بدر السالم عن مجموعته «البار الأميركي» وقيمة الجائزة عشرة آلاف دولار  

ـ الجائزة الثانية: القاص المصري ممدوح محمد عبدالستار نصر عن مجموعته «آدم المصري» وقيمة الجائزة ثمانية آلاف دولار  

ـ الجائزة الثالثة: القاص العراقي قصي الخفاجي عن مجموعته «وقت سري» وقيمة الجائزة أربعة آلاف دولار  

ـ الجائزة الرابعة القاص السوري فؤاد محمد فرج عن مجموعته «ابن الشنبر» وقيمة الجائزة أربعة آلاف دولار  

ـ الجائزة الخامسة مناصفة بين كل من: القاصة المصرية منى أحمد أحمد عثمان عن مجموعتها «من خرم إبرة» وقيمة الجائزة ألفا دولار والقاص العراقي محمد الكاظم عن مجموعته «طواسين زرقاء» وقيمة الجائزة ألفا دولار  

ثالثاً: في مجال الرواية:  

ـ الجائزة الأولى الروائي السوري عادل محمود عن روايته «إلى الأبد ويوم» وقيمة الجائزة 15 ألف دولار  

ـ الجائزة الثانية للروائي العراقي نعيم عبد مهلهل عن روايته «جنكيز خان» وقيمة الجائزة عشرة آلاف دولار  

ـ الجائزة الثالثة للروائي السوري عبدالعزيز الموسى عن روايته «كاهن دورا» وقيمة الجائزة خمسة آلاف دولار  

ـ الجائزة الرابعة الروائي المصري عبدالمنعم عبدالقادر متولي عن روايته «رسائل الغرباء» وقيمة الجائزة خمسة آلاف دولار  

ـ الجائزة الخامسة مناصفة بين كل من الروائي العراقي ضياء الجبيلي عن روايته «لعنة ماركيز» وقيمة الجائزة 2500 دولار والروائية الفلسطينية مايا عدنان كامل أبوالحيات عن روايتها «الذين رقصوا للفراغ» وقيمة الجائزة 2500 دولار.  

يذكر أن لجنة تحكيم الرواية والقصة القصيرة تكونت من الناقد د. صالح هويدي والناقد عزت عمر والقاص عبدالفتاح صبري، أما لجنة الشعر فتكونت من الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم والناقد إسلام أبو شكيّر والناقد محمد ولد عبدي. 

كما علمت «البيان» أن بعض الأدباء العرب المعروفين سيحضرون كضيوف شرف في احتفالية توزيع الجوائز يوم 4 /11/ 2007 التي ستقام في فندق برج العرب ومن أبرزهم الشاعر أدونيس والشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي والناقد كمال أبو ديب والروائي إبراهيم الكوني والفنانة رغدة.

الكتاب الأميركيون يطلبون رفع نسبتهم من مبيعات DVD  

أعلن مسؤولو نقابة كتاب السيناريو الأميركيين في هوليوود اعتزام أعضائها الإضراب عن العمل بعد انتهاء مفاوضاتهم الجماعية مع شركات الإنتاج بشأن حصتهم من عائدات مبيعات الأفلام على أقراص الفيديو الرقمية DVD  دون تحقيق أي نتيجة. 

ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مسؤولي رابطة الكتاب الأميركيين أنهم سيبعثون  رسالة بالبريد الإلكتروني لأعضاء النقابة البالغ عددهم 12 ألف كاتب تحدد موعد بدء الإضراب. 

ويُعد هذا الإضراب الأول من نوعه منذ عشرين عاما, وسيؤدي إلى توقف العمل في عشرات مشاريع الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية قيد الإنتاج.  

وكان أعضاء الرابطة قد صوتوا بأغلبية 90% لصالح تفويض قادة النقابة بالدعوة إلى الإضراب بأي وقت بعد انتهاء عقودهم مع شركات الإنتاج منتصف ليل أمس الخميس. ومن المقرر أن يصدق مجلس مديري النقابة رسميا على خطط الإضراب خلال اجتماع اليوم. 

وكان اتحاد شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الأميركية ذكر أمس في بيان أن المفاوضات انهارت بعد أن أعلن كبير مفاوضيهم نيك كاونتر معارضة المنتجين مطالب رئيسية لرابطة كتاب السيناريو بزيادة الحصة التي يحصلون عليها من عائدات توزيع أعمالهم على أقراص DVD وبيعها عبر شبكة الإنترنت. 

وقال مسؤولون بالرابطة إن اتحاد المنتجين هو الذي قاد المفاوضات

إلى التوقف. وأوضحوا في بيان إنه "تم تجاهل كل قضية تهم الكتاب بما فيها إعادة استخدام المنتج على شبكة الإنترنت والعمل الأصلي المعد للوسائط الجديدة وأقراص DVD والاحتكام إلى القضاء، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا". 

ويطالب الكتاب بمضاعفة الحصة التي يحصلون عليها عن كل نسخة من أعمالهم المباعة على DVD والبالغة حاليا أربعة سنتات, قائلين إنهم وافقوا فقط على هذه الحصة عام 1985 لمساعدة هذه الصناعة الجديدة على الاستمرار.  

المخاوف 

الكتاب يقولون إن أقراص الفيديو الرقمية أصبحت مصدر النسبة الأكبر من الإيرادات

ويؤكد الكتاب أن التوزيع على أقراص الفيديو الرقمية أصبح اليوم مصدر النسبة الأكبر من إيرادات صناعة الأفلام الأميركية. 

ويخشى أن يدفع هذا الإضراب القنوات التلفزيونية لبث حلقات معادة من العروض التلفزيونية أو الاعتماد على برامج تلفزيون الواقع. وستتوقف البرامج الحوارية المسائية تماما بمجرد بدء الإضراب حيث أنها تعتمد على كتاب السيناريو لمدها بتعليقات ساخرة يومية لمواكبة الأحداث. 

ووصف المذيع ديفيد ليترمان في برنامجه الذي يبث على شبكة CBS المنتجين بأنهم جبناء وسفاحين وماكرين. 

وستبدأ القنوات التلفزيونية إذاعة حلقات معادة من المسلسلات وبث برامج الألعاب بعد انتهاء سيناريوهات الحلقات الجديدة الموجودة لديها. كما تواجه برامج الموسم الجديد مستقبلا غير مبشر لأنها مهددة بالتوقف في حالة عدم توفر سيناريوهات جديدة. وانتهى عقد رابطة كتاب السينما والتلفزيون أمس. 

وقال اتحاد المنتجين إن مطالب الكتاب بحصة أكبر في عائدات بيع الأعمال الفنية على الإسطوانات الرقمية والإنترنت تهدد بإعاقة نمو الصناعة، في وقت ترتفع فيه تكاليف الإنتاج وتنخفض هوامش الأرباح ويواجه المنتجون خسائر بسبب القرصنة ويصرون على أن التوزيع الرقمي للأفلام والعروض التلفزيونية مازال في طور التجربة. 

وكان آخر إضراب كبير شنه كتاب السينما والتلفزيون في هوليوود عام 1988 واستمر 22 أسبوعا مما أخر انطلاق موسم الخريف في العروض التلفزيونية، وكلف صناعة السينما الأميركية خسائر بلغت 500 مليون دولار. ويبلغ حجم نشاط السينما والتلفزيون 30 مليار دولار سنويا في مقاطعة لوس أنجلوس فقط.   

موقع الشبكة الإسلامية يفوز بجائزة القمة العالمية

أجمع متحدثون على تميز الشبكة الإسلامية (islamweb.net) في مجال الخدمات التي يقدمها الموقع، والتي أهلته لنيل جائزة القمة العالمية في الترفيه الإلكتروني.

وقال رئيس مجلس إدارة الشبكة يوسف بن أحمد الكواري إن الانتشار الواسع الذي حققته الشبكة في مجال تكنولوجيا المعلومات من أخبار وفتاوى، وضعها في مقدمة المواقع الإسلامية، ونالت بفضله جوائز عديدة مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي يحصل فيها الموقع على جائزة من الأمم المتحدة.

وأكد الكواري في مؤتمر صحفي نظمته الشبكة لوسائل الإعلام بفندق إنتركونتننتال الدوحة، على استمرار الموقع في التطوير عبر العديد من المشاريع المستقبلية.  

من جهة أخرى أفاد عصام رفيق علامة عضو لجنة الخبراء في جائزة القمة العالمية لمواقع الإنترنت عن دولة قطر أن المسابقة العالمية لاختيار أفضل التطبيقات والمحتويات الإلكترونية حول العالم، تهدف بشكل عام إلى سد الفجوة الرقمية وتضييق فجوة المحتوى.

وكانت الشبكة الإسلامية فازت بجائزة القمة العالمية بصفتها أفضل موقع ترفيهي تعليمي تفاعلي للأطفال الناطقين بالعربية، بعد أن أجمعت لجنة التحكيم في كرواتيا على تقييم المنتجات المرشحة من 160 دولة فازت منها 24 فقط، من بينها دولة قطر.

يشار إلى أن الجائزة منبثقة عن مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلوماتية الذي عقدت المرحلة الأولى منه في جنيف عام 2003. ويتم اختيار المواقع الفائزة من قبل لجنة تحكيم دولية تجتمع مرة كل عامين  

العرب ينتجون 1.1% من كتب العالم فقط! ‏

تناولت جلسات العمل التي عقدت ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة الأول في دبي واقع ـ النشر في العالم العربي، السياسات والمشكلات والحلول ـ ووصفت الورقة التي قدمها د.محمد عبداللطيف طلعت رئيس اتحاد الناشرين العرب وفقاً لجريدة (الوطن) الكويتية صناعة نشر الكتاب بأنها صناعة لا تساهم بنسبة عالية في جملة الصناعات الأخرى في الدول العربية، حيث متوسط مساهمة صناعة النشر في الدول العربية يشكل حوالي1.3% من جملة الصناعات، ويبلغ في مصر مثلا 0.8% وفي لبنان 0.5% (بكل ما يمثل النشر فيها من قيمة). وأشارت الورقة إلى جملة من الإحصائيات التي كشفت عن عدد من المشكلات التي تواجه صناعة الكتاب العربي، والتي منها أن إنتاج العرب للكتب عموما يبلغ 1.1% من الإنتاج العالمي، على الرغم من ان العرب يمثلون 5% من سكان الكوكب، كما أن إنتاج الكتب الأدبية والعربية يشكل0.8% من الإنتاج العالمي، وان حصة كل مليون من السكان في العالم العربي خلال الثمانينيات بلغت 35 كتابا، تصاعدت فبلغت 80.3% كتب في التسعينيات. فيما تتفاقم المشكلة مع الترجمة إذ ان حصة كل مليون مواطن عربي بلغت خلال السنوات الخمس الأولى من ثمانينيات القرن العشرين 4.4% كتب مترجمة، (أي أقل من كتاب مترجم واحد في السنة لكل مليون عربي)، فيما تبلغ حصة المواطن المجري 519 كتابا في العام الواحد، وحصة المواطن الإسباني 920 كتابا. ‏

سورية تفتتح متحفا خاصاً بفن الفيسفساء ‏

افتتحت مديرية الآثار السورية العامة أخيراً متحفا جديدا في بلدة طيبة الإمام بمحافظة حماة، وهو خاص بفن الفسيفساء. ‏

ومن أهم معروضات المتحف الذي ساهمت ايطاليا بتمويله، لوحة ضخمة تم اكتشافها قبل عدة سنوات في موقع المتحف نفسه فأجريت عليها أعمال ترميم واسعة. وهي تعتبر عملاً أثرياً فنياً متكاملاً وتمثل الحياة الاجتماعية في سورية قبل 1500 عام. ‏

وقال الدكتور أحمد سرية مدير المتاحف السورية إن هذه اللوحة اكتشفت بين عامي1985 و1987، ونظراً لجمالها وأسلوبها الزخرفي والهندسي الاستثنائي فإنها تعتبر واحدة من أجمل أعمال الفسيفساء القديمة المكتشفة في سورية. ‏

اللوحة كانت تزين أرضية كاتدرائية قديمة ايوانية الشكل لها ثلاثة أروقة يتقدمها هيكل مرتفع هدم خلال شق الطريق في القرية ونرى السدة الأسقفية في منتصف الرواق الأوسط، وانتهى العمل بهذه اللوحة عام 442م في عهد دومنتوس أسقف حماة وسميت على اسم القديسين الشهداء. ‏

'حياتنا بلا نزاعات' ورشة ثقافية للأطفال في العراق 

 اختتم المركز الثقافي للاطفال في العراق التابع لدار ثقافة الاطفال  ورشة ثقافية حملت شعار "حياتنا بلا نزاعات " التي تهدف الى توجيه الاطفال وحضهم على نبذ العنف والاهتمام ببناء السلام في البلاد.

وشارك في الورشة التي تخللتها اقامة معارض فنية لرسوم الاطفال وجلسات للحوار المباشر معهم 50 طفل من عائلات مهجرة اضطرت الى مغادرة منازلها في مناطق مختلفة من العاصمة بسبب الصراع الطائفي.

وقالت مديرة المركز الثقافي للاطفال فاتن الجراح ان "مدة الورشة استمرت 36 يوما وشارك فيها 50 طفلا كان عدد منهم يضطر للغياب وعدم الحضور نتيجة الاوضاع الامنية".

واضافت الجراح "اقيمت خلال مدة الدورة عدة معارض لرسوم الاطفال واقيمت ايضا حوارات مباشرة معهم استندت على اهمية نبذ العنف والشروع ببناء البلد والسلام".

وتابعت "نريد ان تسهم هذه الورشة ببناء هؤلاء الاطفال بطريقة سليمة وبعيدا عن النزاعات لانهم الجيل الجديد الذي سيأخذ دوره في عملية البناء ونرغب ان يكون بعيدا عن اشكال الصراعات المذهبية والطائفية ويهتم فقط ببناء البلاد".

وقدمت خلال فترة عمل الورشة تمارين لالعاب التسلية المخصصة للاطفال ومشاهد من مسرحيات تدعو لاكتساب العادات السليمة وحب الوطن.

وقدمت فرقة المركز الثقافي للاطفال في ختام الورشة على قاعة سينما الفانوس السحري في حي المنصور في غرب العاصمة اوبريت غنائية بعنوان "في بستان" تأليف واخراج فاتن الجراح.

ويقدم المركز الثقافي للاطفال بشكل دوري انشطة متنوعة في مختلف انواع ادب الاطفال على صعيد المعارض الفنية وتقديم المسرحيات الموجهة للاطفال فضلا عن قيامه بتوزيع المطبوعات التي تصدر عن دار ثقافة الاطفال التابعة لوزارة الثقافة العراقية.

سوينكا يعود إلي جامعة ليدز

من المقرر أن يعود الأديب النيجيري الحاصل علي جائزة نوبل وول سوينكا لجامعة ليدز البريطانية حيث تلقي دراسته الجامعية أثناء الخمسينات من القرن الماضي ، كأحد أشكال الاحتفال بمرور أربعين عاما بتأسيس مسرح ورشة الجامعة .

سيحضر الروائي والشاعر والكاتب المسرحي النيجيري البالغ من العمر 72 عاما ، ليلة الافتتاح لأول العروض البريطانية لاسكتشاته المسرحية الساخرة ومنوعاته الغنائية : إغماء وانفجار وما بعدهما ، في نوفمبر الحالي . وستشمل العروض أيضا أعمال كجتبت خصيصا لهذه المناسبة ، كتبها مسرحيون بارزون كجون جودبر وشارلوت كيتلي وكريس ثورب و بيتر ميريديث . كان سوينكا قد درس بجامعة ليدز في الفترة بين عامي 1954 و 1957 حيث نال درجة شرفية في الأدب الإنجليزي . ثم مكث بالمدينة عقب إنهائه الدراسة فترة كتب خلالها اثنتين من أكبر مسرحياته الأولي : قاطنو المستنقع والأسد والجوهرة ، قبل أن يغادر إلي لندن ، حيث عمل قارئا مسرحيا بمسرح البلاط الملكي ، قبل أن يعود لنيجيريا عام 1960 .

وكان سوينكا قد أجعتقل خلال الحرب الأهلية النيجيرية في أواخر الستينات من القرن الماضي بتهمة التآمر مع المتمردين من بيافرا وظل سجينا سياسيا لمدة 22 شهرا ، قبل أن يغادر نيجيريا في النهاية إلي الولايات المتحدة عام 1994 . وقد توٌِجت أعماله بجائزة نوبل للأدب عام 1986 لامتلاكه  مخزونا منتجا من الكلمات والتعبيرات التي يجسخرها كاملة في حواره الذكي بالهجاء والجروتسك ، في شاعرية هادئة ومقالاته ذات الحيوية المتدفقة .

وقد أعد مسرح الورشة الذي يشمل كرسي وول سوينكا في الدراسات المسرحية الدراما ، مجموعة أخري من الأنشطة للاحتفال بالسنوية الأربعين ، تشمل عرضا لمعضلة شبح للكاتبة الغانية آما آتا عيدو . وستعرض مسرحية سوينكا : إغماء وإنفجار وما بعدهما بمسرح الورشة في الفترة من السادس للثامن من نوفمبر .

عن الجارديان البريطانية .  

طابع بريد عن عاصمة الثقافة الاسلامية

صدر في المغرب طابع بريدي عن مدينة فاس عاصمة الثقافة الاسلامية لسنة 2007 عن المنطقة العربية تخليدا لهذا الحدث الثقافي المهمٌ الذي يدخل ضمن برنامج المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) حول عواصم الثقافة الاسلامية.

ويذكر أن عواصم الثقافة الاسلامية لهذه السنة هي فاس ودكار وطرابلس وطشقند .

علي صعيد اخر يتواصل بمدينة فاس الملتقي الثقافي الثالث لدول المغرب العربي والخليج العربي تحث شعار (الانجازات الكبري رهانات الثقافة في المنطقة العربية وسبل نشر المعرفة).

ويتضمن الملتقي عقد ندوات فكرية تتناول مواضيع من أبرزها الخليج العربي في الدراسات المغاربية المعاصرة.

اول دار نشر إيطالية بالعربية

اعلن بالعاصمة الجزائرية  عن اطلاق أول دار نشر ايطالية باللغة العربية يطمح القائمون عليها الي أن تؤدي دورا في تواصل مباشر بين أوربا والعالم العربي. وقال مدير التحرير بالدار الجديدة عمارة لخوص في رسالة بالبريد الالكتروني لوكالة رويترز ان الدار التي تحمل اسم "شرق غرب" ومقرها العاصمة الايطالية روما سوف تتجاوز ما كان يحدث مع ترجمات كثيرة للادب الايطالي عبر لغة وسيطة مستشهدا بترجمة رائعة الايطالي دانتي "الكوميديا الالهية" الي العربية عن اللغة الفرنسية.

وأضاف لخوص وهو روائي جزائري مقيم في ايطاليا أن الدار بدأت نشاطها في روما عام 1979 وافتتحت هذا العام فرعا في نيويورك وتهدف الي أن تبني جسورا بين الشعوب عبر الادب "وتشيع الانفتاح في المجالات الادبية بغية تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة".

وأشار الي أن (شرق غرب) التي أسسها الناشر الايطالي ساندرو فيري سيعلن عنها الثلاثاء القادم خلال معرض الكتاب الذي يتواصل حتي التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني لتصبح "أول دار نشر ايطالية باللغة العربية". وقال لخوص انه سيكون "وسيطا باللغتين بين العالم الايطالي والعالم العربي" مضيفا أن الدار الجديدة ستبدأ بنشر الترجمة العربية لكتاب "أيام الهجران" للايطالية ايلينا فيرانتي ورواية "البورجوازي الصغير جدا" للايطالي فينشنسو شيرامي.

وأشار الي أن الدار ستنشر أيضا ترجمات عربية لاعمال من لغات أوروبية اضافة الي نشر روايات باللغة العربية وترجمتها الي الايطالية "وربما الي الانكليزية" بعد تحكيمها عن طريق لجنة قراءة تضم عربا وايطاليين يتقنون العربية مثل المترجم فرانشيسكو ليجو.

وقال "نطمح الي تغيير الوضع السيئ الذي يعيشه الكاتب في العالم العربي حيث لا يوجد شيء اسمه حقوق المؤلف 

   صانعة أفلام تفوز بجائزة فرانك اوكونور للقصة القصيرة

تمكنت الكاتبة الأمريكية وصانعة الأفلام ميراندا جولي من ان تضيف الى رصيدها الإبداعي المتنوع من الانجازات الفنية شيئا رفيعا من نوع آخر ، تكريم يضاف الى رصيدها من الجوائز التي حصلت عليها سابقا في مهرجانات الأفلام. لقد فازت هذه المخرجة المبدعة بأهم جائزة للقصة القصيرة في العالم ، انها جائزة فرانك اوكونور للقصة القصيرة لسنة 2007.

كانت مجموعة القصص القصيرة التي تصدر لها لاول مرة والتي تحمل عنوان (لا احد ينتمي الى هذا المكان اكثر منك) قد اجتازت المنافسة على الكاتب اليهودي ايتغار كيريت والكاتبة النيوزيلندية شارلوت غريمشو بصعوبة لكي تفوز بـ 23 الف جنيه استرليني مبلغ الجائزة. وبعد ان اشترك في المسابقة كتاب معروفون من أمثال اليس مونرو وديفيد معلوف وغيرهم من الذين فشلوا في الوصول الى خط النهاية.

لقد دافع رئيس هيئة المحكمين المسؤولين عن منح الجائزة بات كوتر عن المؤلفين الذين لم ينجحوا بالفوز بالجائزة فيما يبدو كأنه استعراض لاستقلالية هيئة تقييم الكتب المرشحة لنيل الجائزة ، ورحب بحماس بميراندا جولي قائلا انها استحقت الفوز عن جدارة ، "لقد منحنا الجائزة الى عمل يتميز بالعبقرية الاصيلة النادرة المثال ، كتاب نعتقد جازمين بأنه سيستمر لمدة طويلة للغاية في امتاع القراء الجادين".

ربما تكون وهي ابنة لكاتبين معروفين من كاليفورنيا ، كانت مسألة وقت قبل ان تتحول جولي بقدراتها الابداعية الى مجال القصة. لقد ولدت في 1974 ، وعندما مارست الكتابة بدأت في المسرحية ، ثم اضافت اليها تأليف الموسيقى وتصوير اشرطة الفيديو لكي تتمكن فيما بعد من ان تخلق اسلوبا خاصا بها يتميز بالاداء والتعبير المختلف المتعدد المناهل. انها تصف اسلوبها ذلك على انه عبارة عن "فيلم حي". كان اول فيلم طويل لها يتسم بالمسحة الخيالية وهو قصة رومانسية متشابكة الخيوط عنوانه "انا وانت وكل من نعرف" فاز بجائزة خاصة من قبل هيئة التحكيم في مهرجان ساندانس السينمائي واربع جوائز في مهرجان كان ، بضمنها جائزة الكاميرا الذهبية Camera d'Or.

تزخر مجموعتها القصصية (لا احد ينتمي الى هذا المكان اكثر منك) بنوع مماثل من العوالم الخيالية ، لكنها مشوبة بإرادة فريدة من نوعها ووعي للعالم الحقيقي الذي يقف خلف الشخصيات وحياتها الداخلية المفعمة بالانفعالات.

كان من ضمن هيئة المحكمين للجائزة المهمة الروائي الأمريكي ريك مودي ــ وهو واحد من الكتاب الذين تأثرت بهم جولي في كتابة قصصها القصيرة ــ إضافة الى المؤلف النيجيري سيغون افولابي والكاتبة الايرلندية نوالا ني جونجوير. كانت اول مرة تمنح فيها الجائزة في سنة 2005 حيث فازت بها الكاتبة التي ولدت في الصين يي يون لي عن مجموعتها القصصية التي هي باكورة أعمالها (ألف سنة من الصلوات الطيبة) والتي نالت أيضا جائزة الكتاب التي تمنحها صحيفة الغارديان. وفي السنة الفائتة كانت الجائزة من نصيب هاروكي موراكامي عن مجموعة قصص بعنوان (الصفصافة العمياء والمرأة النائمة).

انشودة الاباما تحصد جائزة غونكور

منحت جائزة غونكور، ارفع الجوائز الادبية في فرنسا، لعام 2007 الي جيل لوروا عن روايته "الاباما سونغ" (انشودة الاباما) كما اعلنت لجنة التحكيم .

وكتاب جيل الذي يتناول المصير المفجع لزيلدا فيتزجيرالد زوجة الكاتب الاميركي سكوت فيتزجيرالد صادر عن دار ميركور دو فرانس وقد اختير في الدورة الـ14 للاقتراع باغلبية اربعة اصوات مقابل صوتين للكاتب اوليفييه ادام عن "آ لابري دو ريان" (بمنأي عن لا شيء) كما اعلنت لجنة التحكيم.

ولجيل لوروا (48 سنة) نحو عشر روايات وكتابات مختلفة.

وبعد بدايته في عالم الصحافة غادر باريس في التسعينات ليتفرغ كليا للكتابة.

وصدرت اولي رواياته بعنوان "حبيبي" عام 1987.

ويعد ادمون وجول غونكور الفرنسيان وراء الجائزة ، اذ ولد الأول في مدينة (نانسي) الفرنسية عام 1822، والثاني في العاصمة (باريس) عام 1830. ادمون غونكور المحامي، الذي لـم يمارس مهنة المحاماة سوي ساعات قليلة في مكتب أحد المحامين، لأن الله شاءه أن يسخّر قواه مع أخيه (جول) لخدمة الفكر والأدب، ولكن القدر كان لهما بالمرصاد، فتوفّي الأخ الأصغر (جول) وهو في الأربعين من عمره، ، فأقسم (ادمون) أن يحمل الرسالة وحده وطيف أخيه لا يفارق مخيّلته.

وكان للأخوين (غونكور) مدخول جيد من المال ساعدهما علي مزاولة الكتابة، دون اللجوء الي العمل.. وحتي يظهرا شكرهما للـه تعالي علي نعمه، قرّرا، بعد وفاتهما، تأسيس مجمع أدبي يضمّ عشرة أدباء، يمنحون ايراداً سنوياً يوفّر عليهم عناء البحث عن عمل، ليخصصوا كل وقتهم للعمل المبدع، شرط أن لا يضمّ هذا المجمع سياسيين أو أعضاء من المجمع العلمي الفرنسي، علي أن يخصص قسم من ثروتهما لمنح مكافآت في كافة مجالات التأليف والابداع

ومما جاء في يوميّات (ادمون غونكور) التي كتبها في نيسان 1884: (بودي ايجاد مجمع يكفل العيش الكريم لعشرة أدباء، أجبرهم فقرهم علي اضاعة مواهبهم الأدبية والعمل في مكاتب الوزارات والمهــن الصحفية التافهة..) فلقد كان يعتقد أن العمل في مكاتب الوزارات، وفي المهن الصحفية المختلفة تافه للغاية، كونه يلجم الكاتب ويحد من ابداعه، ويخضعه للمناقشة الدائمة، وللمسايرة والدجل بغية كسب لقمة عيشه. ولكنه سرعان ما تخلّي عن هذه الوصيّة، ليكتب وصيّة أخري يهب بها جميع أمواله وعقاراته ومقتنياته (لألفونس دوده و ليون هانيك) شرط أن يؤسسا مجمعاً أدبياً اسمه (مؤسسة غونكور)، وأن ينفّذا الخطة التي رسمها لهما في وصيته الثانية. وبعد وفاته اجتمع أقرباؤه المشتتون في فرنسا وأفريقيا وباقي الدول، وما أقلهم قبل الوفاة وأكثرهم بعدها، خاصة ساعة توزيع الارث، وقرروا نقض الوصية أمام المحاكـم، فأوكلوا المحامي القدير (شينو) للدفاع عنهــم، كما أوكل (دوده وهانيك) المحامي (بوانكاريه).

الموت يغيب إينزو بيادجي عميد الصحفيين الإيطاليين  

توفي الصحفي الإيطالي إينزو بيادجي بعد مسار مهني طويل واكب خلاله مختلف التطورات التي شهدتها إيطاليا منذ أواخر ثلاثينيات القرن الماضي من خلال عمله في منابر إعلامية عدة وعبر تأليفه لعشرات الكتب.

وقد انطفأت شمعة بيادجي في إحدى مصحات مدينة ميلانو (شمال إيطاليا) عن عمر ناهز 87 عاما.

ولج بيادجي، الذي رأى النور في ضواحي إحدى بلدات مدينة بولونيا (شمال وسط) عام 1920، عالم الصحافة وهو في سن الثامنة عشرة كمراسل في إحدى الصحف المحلية وذلك في وقت كانت فيه إيطاليا ترزح تحت حكم النظام الفاشي بقيادة بتنيتو موسوليني.

ومن مدينة بولونيا انطلق بيادجي في مسيرة مهنية طويلة وغنية قادته إلى مختلف مناطق العالم ليكون شاهدا على أحداث مفصلية في العالم من بينها بعض فصول الحرب العالمية الثانية وليظل شاهدا حيا على التطورات التي عاشتها إيطاليا منذ انتهاء الحقبة الفاشية.

خلال مسيرته الطويلة تنقل بيادجي بين الصحافة المكتوبة والتلفزيون حيث مارس الكتابة في الصحف الإيطالية الكبرى وتقلد مناصب قيادية في عدد منها كما أسندت إليه مهمات رئيسية في التلفزيون العمومي قبل أن يتفرغ لتقديم برامج تلفزيونية عدة حظي بعضها بأعلى نسبة مشاهدة في البلاد.

وقد نعى الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو بيادجي قائلا إن "صوتا كبيرا من أجل الحرية" رحل. كما أشاد كبار الصحفيين الإيطاليين بخصال الراحل المهنية ومكانته لدى الإيطاليين باعتباره "شاهدا كبيرا للتاريخ".

وظل بيادجي على مدار عقود رمزا للمهنية العالية والنزاهة وبفضل ذلك كان محط احترام من مختلف المسؤولين السياسيين وحظي حتى بثقة بعض زعماء المافيا الذين قبلوا التحدث إليه في إطار مقابلات صحفية.

وفي مطلع القرن الحالي اهتزت العلاقة الهادئة بين بيادجي والطبقة السياسية حين أقدم رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني على منع بث برنامجه التلفزيوني اليومي "الحدث"، وهو ما أثار جدلا حادا في الساحة الإيطالية ظل قائما إلى أن رحل برلسكوني عن السلطة ليعود بيادجي إلى الشاشة قبل أشهر من خلال برنامج أسبوعي يتناول شؤون الساعة في البلاد.

وإلى جانب مهماته الإعلامية التي قادته لمقابلة زعماء وقادة ووجوه بارزة من مختلف أنحاء العالم كرس بيادجي جهوده للتأليف، حيث ترك ما يربو على ثمانين كتابا دون فيها عصارة ما عاشه من تجارب في الحياة والصحافة.

إيران تثقف مواطنيها بكتاب مترو تصويري ساخر  

"متسولون محترفون" عنوان آخر عدد من كتاب المترو -الذي تصدره إدارة الكتب والمكتبات التابعة لبلدية طهران- وبأسلوب تصويري ساخر يقدم هذا المؤلف من القطع الصغير الفرق بين الفقير والمتسول.

وتقول الأرقام الصادرة عن الجهة الراعية إن المعدل الشهري لطباعة كتب مترو العاصمة الإيرانية يصل إلى مئتي ألف نسخة يباع منها ثمانين ألف نسخة بأسعار زهيدة في 15 محطة من محطات المترو. 

بهلول والزلزال

وإن كان البعد التثقيفي غير خاف في سلسلة الكتب هذه، إلا أنها تأتي مصبوغة بالفكاهة، فكتاب "الزلزال في طهران" يعطي القراء معلومات علمية عن الهزات والزلازل، وسبل التخفيف من تبعات حدوثها، ولكن بأسلوب فكاهي بعيد عن الوعظ وإعطاء الأوامر.

ولا تقتصر موضوعات الكتب على المعاصر ولكنها تشتمل على الحكايات القديمة والطرائف حيث استضاف أحد الأعداد "بهلول في المترو" ويشرح عبر هذه الشخصية التاريخية نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بغداد زمن الخليفة هارون الرشيد.

وتقوم فلسفة توفيرالكتاب في محطات المترو -كما أوضح قسم العلاقات العامة في بلدية طهران للجزيرة نت- على أن جعلها في متناول أيدي المسافرين يشجع عملية القراءة، ويمكن اعتبارها وسيلة خفيفة لتقديم المعلومة والطرفة وجعل ركوب المترو عملية ممتعة للمواطنين. 

معارض فنية

ولا تقتصر المشاريع الثقافية لبلدية طهران -التي خصصت لتجميل فضاء المترو- على هذا المشروع بل تتضمن معارض فنية ولوحات وجداريات تصور النمط الثقافي الإيراني وتنتشر في الكثير من المحطات التي يتنقل فيها يوميا ملايين المسافرين.

ويعد المترو وسيلة سريعة وغير مكلفة للتنقل في طهران التي تعد من أكثر عواصم الدنيا ازدحاما.

ويوضح مدير شركة دراسات الحمل والنقل شهريار أفندي زادة للجزيرة نت أن مشروع توسيع خطوط المترو في العاصمة الإيرانية ليتضمن ثماني محطات جديدة سيرفع عدد المسافرين يوميا إلى أكثر من ستة ملايين مسافر.

  محكمة بريطانية تدين شاعرة مسلمة بالإرهاب  

أدانت محكمة بريطانية شابة في الثالثة والعشرين من العمر بتهمة حيازة سجلات يمكن أن تستخدم في أعمال إرهابية. 

وأفرجت المحكمة في لندن عن سامينا مالك –التي كانت تعمل في محل لبيع الصحف والمجلات في مطار هيثرو- بكفالة قبل إصدار الحكم في حقها في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي. 

وقال المدعي جوناثان شارب أمام محكمة الجنايات المركزية  إن سامينا التي تطلق على نفسها لقب الإرهابية الشاعرة, "إرهابية إسلامية تدعم الإرهاب والإرهابيين". 

وحذرها القاضي بيتر بومونت من أنها قد تواجه حكما بالسجن وقال "لقد كنت لغزا غامضا بالنسبة لي من عدة نواح". 

وقال المدعون إنه عندما فتشت الشرطة غرفة نوم المتهمة بعد اعتقالها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عثرت على وثيقة قالت فيها إنها ترغب في "فرصة للمشاركة في واجب الجهاد المبارك المقدس". 

وأضافت في الوثيقة "دائما أجلس لوحدي وأفكر كيف السبيل لكي أتحد مع الأمة الإسلامية وأطلق الصواريخ وأساعدهم في تعبئة الذخيرة وأعالج الجرحى، وأتساءل كيف يمكن أن يكون الجو هناك". 

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن سامينا كتبت أشعارا تحمل عناوين مثل  "كيف تقطع رأسا". 

ونفت سامينا المقيمة في ساوثهول بغرب لندن أن تكون إرهابية وقالت إنها استخدمت لقب "الإرهابية الشاعرة" لأنها اعتقدت أنه "جذاب".

إعلان أسماء الفائزين بجائزة الابداع العربي

اعلنت "مؤسسة الفكر العربي" اسماء الفائزين بجائزة "الابداع العربي" لسنة 2007، بعد اقرارها في اجتماع مجلس ادارة المؤسسة برئاسة الامير خالد الفيصل، وقد منحت المؤسسة جائزتها للاسماء والجهات الآتية: ــ جائزة الابداع العلمي: الدكتورة ليلي زكريا عبد الرحمن (السودان

- جائزة الابداع التقني: الدكتور مازن مشهور (السعودية - جائزة الابداع الاقتصادي: برنامج التمكين الاقتصادي للاسرة الفلسطينية- جائزة الابداع المجتمعي: الشيخة هيا ال خليفة (البحرين)

- جائزة الابداع الاعلامي: الصحيفة الالكترونية "ايلاف" عثمان العمير- جائزة الابداع الادبي: الدكتور جابر عصفور (مصر)- جائزة الابداع الفني: الفنان نصير شمة (العراق).

تونس تمنح محمود درويش جائزة الإبداع  

منح الرئيس التونسي التونسي زين العابدين بن علي جائزة 7 نوفمبر للإبداع للشاعر الفلسطيني محمود درويش, وهي ثاني جائزة تمنحها له تونس منذ العام 2000.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر رسمي قوله إن الجائزة منحت لدرويش تقديرا "لإبداعه ونضاله ووفائه لقضية شعبه".

وامتدح بن علي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ20 لتوليه السلطة في تونس درويش قائلا إن كلماته "كانت دوما تعبيرا خالص الصدق عن إرادة الشعب الفلسطيني الشقيق وكفاحه".

وأعرب الرئيس التونسي عن تقديره لكل المبدعين الفلسطينيين على صمودهم وعطائهم الذي قال إنه لم ينضب رغم صعوبة أوضاعهم.

وكانت تونس منحت لأول مرة على درويش في أبريل/ نيسان2000 "الصنف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي" تقديرا لما قدمه من إضافات متميزة للشعر العربي.  

لوحة فنية لماتيس تباع بـ33.6 مليون دولار  

بيعت لوحة للفنان الفرنسي هنري ماتيس بمبلغ قياسي بلغ 33.6 مليون دولار بعد أن كانت تقديرات تشير إلى أن سعر اللوحة قد يصل إلى 20 مليون دولار، وذلك في افتتاح المزاد العلني في دورة الخريف لمبيعات الفن المعاصر والانطباعي في دار كريستي بنيوورك. 

وتحمل اللوحة التي رسمها ماتيس عام 1937 عنوان "لوداليسك ارموني" حيث يعتبر سعر هذه اللوحة ثاني أعلى سعر في الفن المعاصر والانطباعي في تاريخ دار كريستيز. 

وقد وصل سعر لوحة ماتيس إلى هذا الرقم القياسي بعد مزايدات شديدة بين اثنين من المزايدين، وكانت آخر لوحة لماتيس بيعت بمبلغ 21.7 مليون دولار أميركي. 

كما بيعت لوحة أخرى لبابلو بيكاسو بعنوان "المرأة الجاثية بالزي التركي" أو "جاكلين" التي يعود تاريخها إلى العام 1955 بمبلغ 30.8 مليون دولار أميركي. 

وبنفس السعر السابق بيعت لوحة للفنان أميدو موديغليني التي رسمها عام 1916 بعنوان "صورة النحات أوسكار ميستشانينوف" وهو ثمن يقل قليلا عن سعر آخر لوحة لهذا الفنان الإيطالي. 

من ناحية أخرى فشلت عدة أعمال فنية آخرى لفنانين كبار أمثال بيكاسو وبول سيزان وبيري-أغسطي ورينوار ومارك تشاغال في تحقيق السعر الذي يأمله أصحاب تلك الأعمال. 

وتقول دار كريستي إن مزادات الخريف العلنية للأعمال الفنية في نيويورك تستقطب سنويا وعلى مدى أسبوعين أكبر هواة جمع هذه الأعمال حيث يتوافدون على الأغلب من أميركا وأوروبا، إلا أن هذا الموسم شهد قدوم أكثر من ربع الهواة من أنحاء أخرى من العالم كروسيا وآسيا وأميركا اللاتينية. 

وبالإجمال بلغ مجموع مبيعات اللوحات الفنية في هذا المعرض الذي افتتح الثلاثاء نحو 394.9 مليون دولار أميركي، وهو ثاني أعلى نتيجة تحققها مبيعات الفن الرفيع مبددة الشكوك من أن أزمة الإسكان وأسواق الائتمان في الولايات المتحدة الأميركية قد تصل إلى عالم الفن.  

  «شاهد عيان» يحصل على جائزتين  

  بمشاركة أكثر من 500 فنان وفنانة من كل دول العالم، أقيمت مسابقة فنية في ولاية سدني الاسترالية، فاز فيها الفنان التشكيلي العراقي عماد الظاهر بالجائزتين الأولى والثانية على التوالي عن عمل واحد يحمل عنوان (شاهد عيان).  

ويتحدث العمل الفني للظاهر عن حالة الخراب التي مر بها العراق، وسرقة وتدمير الآثار المتحفية. وكانت المسابقة برعاية ولاية حكومة سدني، ومحصنة بلجنة اختيار عالمية...

نقاد اختلفوا حول إجابة السؤال:

هل يمكن اعتبار المدونات نوعا أدبيا جديدا؟  

أفرز الانترنت مثل أية تقنية جديدة مجموعة من الظواهر الاجتماعية والثقافية، تحولت الظواهر إلي جزء طبيعي من الحياة ففي المجال الثقافي أصبح هناك ما يعرف باسم الرواية الرقمية والنشر الإلكتروني وبالطبع المدونات التي بدأت كتقنية نشر جديدة أفرزت عددا كبيرا من الكتابات يري البعض أنها تحمل قيمة فنية جديدة يمكن إضافتها إلي مسيرة الأدب العربي: ومن هنا فقد برزت مجموعة من الأسئلة حول هذه الكتابة علي رأسها سؤال النوع، بمعني هل يمكن اعتبار المدونات نوعا أدبيا جديدا؟

الناقد عزازي علي عزازي يري أن الإجابة هي نعم، فالكتابات ذات الطابع الحكائي علي المدونات هي في رأيه تطوير لفن القصة القصيرة التقليدي تحمل في داخلها مجموعة من الخصائص والميزات التي تجعلها مختلفة عن فنون السرد القديمة. ويوضح عزازي وجهة نظره قائلا: أنه إذا كان النقد الحداثي يتحدث عن تداخل الأنواع وجمع القصة والرواية وأحيانا المسرح تحت مسمي السرد، فالأولي بنا أن نعتبر هذه الكتابة فن جديد يتجاوز أزمة التلقي وأزمة النوع الأدبي، هذا الفن السردي الجديد يتسم بقوانين جمالية خاصة به منها امتزاج العامية بالفصحي في بنية السرد ذاته لا الحوار فقط، كما أنها تعتمد غالبا علي المفارقة الساخرة في الحكي، بالإضافة إلي ابتعاد هذه الكتابة عن الاكليشيهات التقليدية ويتجسد ذلك في الاستعانة بخبرات السابقين ومزجها بخبرات المؤلف المدون الحياتية حيث يمتزج الواقعي بالإنساني بالسياسي بالقدر الذي يمثل مشاركة حميمة بالهم العام بعد انقطاع طويل بين الأدب والسياسة، كما أن معظم الكتابات علي المدونات ذات طابع هجومي رافض ليس فقط للقوانين القديمة للقص وإنما أيضا للمسلمات السياسية والاجتماعية وهو ما يبشر في نظره بانتهاء فترة المثقف المتواطئ مع الظرف الاجتماعي والسياسي وبداية زمن المثقف الطامح للتغير ولو بقوة السرد.

يضيف عزازي أن المدونات تحتاج في هذه الفترة إلي نظرة فاحصة ومتواضعة من النقاد، وإذا كان أكبر ديوان شعري يوزع حاليا 300 نسخة فإن بعض التدوينات يصل عدد قرائها إلي 20 ألف قارئ وهو ما يعني أن هناك قراء متابعين لهذا النوع الجديد من الكتابة وعلي النقاد أن يخضوعه للدراسة والتحليل: أما عن الآراء التي تصف مثل هذه الكتابات بأنها كتابة وقتية ستأخذ فترتها وتنتهي لتضيع في ذلك المستودع الضخم لملايين النصوص الذي يدعي الانترنت فعزازي يري أن دور النقد التطبيقي هو إخراج هذه النصوص من ذلك المستودع وتسليط الضوء عليها وإدخالها في دائرة النقد والتحليل. لكن سيد الوكيل يختلف مع الرأي السابق حيث يري أن الخطاب الثقافي علي الانترنت متحرر ولا يراهن علي الاتساق أو التداخل مع الخطابات الثقافية الأخري بقدر ما يراهن علي مخالفتها، لذلك فهو يري أن اعتبار المدونات نوعا أدبيا جديدا هو ضد تجربة التدوين لأن فكرة النوع تنتمي إلي عصر الكليات التي انتجتها الحداثة الغربية، في حين يسعي الخطاب المعرفي ما بعد الحداثي علي الانترنت إلي تفكيك هذه الكليات القديمة والتمرد عليها. ويصف الوكيل محاولة سجن الظواهر الثقافية والفنية الجديدة في أنواع وتصنيفات هو نوع من الكسل الذهني في فهم الأمور المركبة والمتعددة، وهو نفس ما حدث في نظرتنا إلي السرد الأدبي حيث قسمناه إلي أنواع وأعلينا من شأن نوع في مقابل نوع آخر.

يسجل الوكيل أيضا ملحوظة حول الكتابات ذات الطابع الحكائي علي المدونات حيث يري أن القصة القصيرة التي أهملناها علي الورق ظهرت علي المدونات بشكل جديد تماما.. بسبب أن القصة ولدت ولديها نزوع ورغبة في التحرر من سيطرة الأنواع الأخري.

يرفض الناقد الشاب ياسر علام الآراء القائلة بأن المدونات كتابة وقتية أو أنها مجرد نوع قديم يستفيد من تقنيات النشر في العصر الحديث، ويري أن هذه الآراء تعبر عن مزاج كلاسيكي يري أن ما يكتب قد كتب وهو رأي ليس له أي علاقة بعالم الانترنت فليس من الممكن أن توجد تقنية جديدة من غير أن تولد لغة وفن جديد، بالطبع سيستعير هذا الفن من الفنون القديمة لأنه لا يوجد فن ينشأ من الفراغ لكنه أيضا سيحمل سماته الخاصة التي تميزه عن هذه الفنون.

يستعير علام في مداخلته جملة لوكتشيه أن الرواية هي ملحمة البرجوازية فمثلما عبرت البرجوازية عن نفسها سياسيا في الثورة الفرنسية وثقافيا في نشوء فن الرواية وازدهاره، فالتدوين كفن هو خطاب ثقافي جديد نتاج لما يسميه علام بثورة الديجتال أو الثورة الرقمية، ولديه مميزاته الخاصة علي رأسها أنه لا يرتبط بفكرة الحصانة، فالمدون ليس مدرسا يلقي المعلومات بل أشبه بالفنان الذي يطرح ما لديه علي متلقيه بصيغة غير متعالية فالمدون هو فنان الحضور الحيوي الذي يتلقي الرد المباشر علي ما يقدمه. أما من حيث اللغة فتتميز المدونات بلغة جديدة لا تعتمد علي متانة الأسلوب الذي يميز الكتابة الكلاسيكية بل هي لغة متلعثمة خشنة ذات جمل مكسورة،و ليس ذلك لأن المدونين لا يعرفون قواعد الكتابة بل لأن هذا هو نسق الكتابة في المدونات.

أما المدون عمرو غربية صاحب مدونة حوليات صاحب الأشجار التي تعتبر من أقدم المدونات العربية، فالمدونات من وجهة نظره لا يمكن اعتبارها نوعا أدبيا جديدا لأن المدونة مجرد تقنية للنشر مثلها مثل المطبعة، فالمطبعة يمكن استخدامها في نشر كتاب أو مجلة لكن هذا لا يعني أن المطبعة نوع أدبي جديد. المدونات في رأي عمرو سهلت عملية النشر مما سمح لعشرات الأصوات الجديدة بالظهور كما سمحت أيضا باستخدام تقنيات الويب في النشر، حيث من الممكن وضع روابط لنصوص أو مواضيع أخري مما قد يؤثر علي عملية القراءة حيث لم تعد القراءة تتم بشكل تسلسلي بل في شكل عقد مربوطة ببعضها البعض حيث يتم القفز من نص إلي نص آخر.

تسهيل عملية النشر ربما يكون أكبر المميزات التي منحتها المدونات للمستخدمين، مثلما منحتهم أيضا كما يوضح المدون والشاعر محمود عزت القدرة علي التحرر من عقدة الشكل أو النوع، فالبعض لا يتحمل أن يكتب متبعا قواعد القصة القصيرة أو أي نوع أدبي آخر، لكن في التدوين ليست هناك قواعد أو قوانين نقدية يجب الحفاظ عليها، فهناك تمازج بين كل الأنواع والتقنيات الفنية منحت المدونات سماتها الخاصة.. فهي ذاتية وحرة ووجودها علي الانترنت هو ما يمنحها الحياة فإذا نقلت ما يكتب علي المدونات إلي صفحات الكتب سوف تفقد قيمتها الفنية.

يرفض محمود أيضا الآراء التي تراهن علي زوال هذا الفن مع الوقت،ولا يري أهمية لأن تكون كل الفنون خالدة فمسرح الشارع علي سبيل المثال فن مهم جدا ومرتبط بلحظة زمنية محددة ليست خالدة لكن مع ذلك لا يمكن اعتبار تلك النقطة عيبا في مسرح الشارع ونفس الأمر مع المدونات التي لو حاولنا تحليلها سوف نخرج أحيانا بقيم فنية أكثر من تلك النصوص التي تحتويها صفحات بعض الكتب وقريبا سيصبح الانترنت هو الحياة. 

 عن اخبار الادب القاهرية 

وفاة الكاتب الأميركي المثير للجدل نورمان ميلر  

توفي الكاتب الأميركي نورمان ميلر الفائز بجائزة بوليتزر الصحفية مرتين والذي كان يوصف بالابن المشاغب للأدب الأميركي، مخلفا وراءه عشرات المؤلفات.

ووافت المنية ميلر اليوم عن عمر ناهز 84 عاما في إحدى المصحات بنيويورك جراء إصابته بفشل كلوي، وذلك بعد نحو شهر من خضوعه لجراحة في الرئة.

ولد الراحل في نيوجيرسي عام 1923، وحقق أول نجاحاته الأدبية عام 1948 برواية مبنية على ما شاهده أثناء الحرب العالمية الثانية تحت عنوان "العاري والميت".

ولم تحظ كثير من رواياته بنجاح كبير ولكنه اشتهر باعتباره أحد مؤسسي صحيفة فيلدج فويس الأسبوعية، وكرائد لمدرسة الصحافة الحديثة التي يجمع أسلوبها بين الأحداث والشخصيات الواقعية وبين الأسلوب الروائي الخيالي.

وكتب ميلر الكثير من الروايات بالإضافة إلى مقالات صحفية ومسرحيات وقصائد وسيناريوهات في رحلة عمل استمرت ستة عقود. ونشرت أحدث رواياته العام الحالي تحت اسم "القلعة في الغابة" وتدور أحداثها الخيالية حول حياة أدولف هتلر.

وفاز الرجل بجائزة بوليتزر المرموقة مرتين الأولى عن كتاب "جيوش الليل" عام 1969 والأخرى عام 1980 عن كتاب "أغنية ضابط الإعدام".

وإلى جانب أعماله الأدبية ألف ميلر كتبا عن قصص حياة كل من مارلين مونرو ولي هارفي أوزوالد الذي اتهم باغتيال الرئيس الراحل جون كنيدي كما كتب "المباراة" عام 1975 عن وقائع مباراة الملاكمة الشهيرة بين محمد علي كلاي وجورج فورمان.

وكان ميلر وجها مثيرا للجدل في الساحة الأدبية الأميركية بسبب أسلوب كتابته غير التقليدي، ودفاعه عن الماركسية وعدم اعتناق دين بعينه ومعاداته للحركة النسائية.

وعلى غرار حياته الأدبية التي اتسمت بالمواقف الحادة حيث حمل منتصف الخمسينيات لواء محاربة الثقافة الأميركية، كانت حياته الشخصية مليئة بالتقلبات إذ أنه تزوج ست مرات وأنجب خمس بنات وثلاثة أبناء.

بحريني ينال جائزة الخزف الاولي

حصل الفنان البحريني ثامر الدوسري علي الجائزة الاولي في مجال الخزف ضمن فعاليات صالون الشباب الثاني التي انطلقت  في الدوحة بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات من الدول العربية.

ونال الفنانون القطريون الجوائز الاولي في مجالات التصوير /الرسم الملون/ والرسم /التخطيط/ والحفر /الجرافيك والطباعة الفنية/ والتصوير الفوتوغرافي ، واستحقت الجائزة الاولي في مجال التصوير/الرسم الملون/ الفنانة مني خالد بوجسوم وفي مجال الرسم /التخطيط/ فازت بالجائزة الاولي الفنانة اسماء المناعي ونالت الجائزة الاولي في مجال الحفر /الجرافيك والطباعة الفنية/ حصة البوعينين وفي مجال التصوير الفتوغرافي كانت الجائزة الاولي من نصيب فيصل كندراني.

ونال فهد المسباح الجائزة الاولي في مجال النحت /فن التمثال/ بينما ذهبت الجائزة الاولي في مجال الخزف للفنان ثامر الدوسري من البحرين والجائزة الاولي في مجال التصميم نالتها الفنانة

السعودية فجر العجاجي فيما حجبت الجائزة في مجال الخط العربي والزخرفة الاسلامية وكذا جائزة الصالون.

كما حصدت قطر جميع الجوائز التشجيعية في مجالات الجرافيك والتصوير الضوئي وفن الخزف والاعمال المركبة والخط العربي.

هذا وسيشهد الصالون الشبابي الثاني وعلي مدي شهر كامل العديد من الفعاليات والورش الفنية المختلفة اضافة الي الندوات النقدية والمحاضرات.

منظمة يونيسكو تطلق فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي 

  احتفلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)  بثراء وتنوع الثقافة العراقية وفنونها حيث انطلقت سلسلة من الفعاليات تبرز التراث العراقي والفنانين المعاصرين والموسيقى التقليدية.

وقال المدير العام للمنظمة كويشيرو ماتسورا في بيان بمناسبة انطلاق فعاليات الاسبوع "المناسبة الفنية والثقافية تشهد على الحيوية الاستثنائية للثقافة العراقية".

واعتبر الحدث "رسالة أمل ودعم تهدف الى اعادة تنصيب الثقافة الى قلب العملية السياسية التي تتضمن الحوار واحلال السلام والمصالحة الوطنية".

وضمت فعاليات الأسبوع اقامة حوار الطاولة المستديرة حول سامراء والذي سينظر في الطرق المتاحة لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الأطياف العراقية.

ونظم الأسبوع الثقافي العراقي منظمة يونيسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية ووزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار العراقية.

المواقع الثقافية العربية مرآة تلكؤ الناشرين في تقدير استقلالية عالم الانترنت الافتراضي

حال المواقع الثقافية العربية على شبكة الانترنت تكاد تكون محزنة. وتبدو هذه المواقع كأنها تعيش في عصر غابر ضعيف الصلة بأصول عالم الانترنت وفضاءاته المفتوحة والافتراضية. فالتواصل بين المواقع الثقافية العربية وقراء هذه المواقع مقطوع أو شبه مقطوع وعلى سبيل المثل، يوجه موقع «هامش» الرسالة الآتية الى القراء: «نرجو من أصدقائنا القراء عدم بعث أي مواد للنشر مع فائق محبتنا واحترامنا». ينتهج هذا الموقع سياسة منع التواصل مع القراء. والتواصل على الشبكة الالكترونية هو جوهر العالم الافتراضي السائل. ويكتفي بعض هذه المواقع بتوفير حق التعليق على المقالة للقارئ.   

ويستقبل الباحث عن المواقع العربية الثقافية على شبكة الإنترنت عدداً من المقالات الصادرة باللغة الانكليزية التي تنعى هذه المواقع، وترثي حالها. ولا يجد متصفح نحو عشرين موقعاً من المواقع العربية على الشبكة، منها موقع «جهة الشعر» و «كيكا» و «دروب» و «إيلاف» و «شروق» و «ديوان العرب» و «البوتقة»، في هذا الرثاء مبالغة أو تجن. فمعظم هذه المواقع يكتفي بجمع مقالات ثقافية ومراجعات كتب وقصائد سبق أن نشرت في الصحف البيروتية أو المصرية والعربية. وهذه المواقع هي أشبه بوسيط بين زائرها وبقية الصحف، وسيط يختار باقة من المواضيع المنشورة في زوايا الصحف العربية الادبية، ويعيد نشرها.

وفي حالات كثيرة، لا تذكر المواقع – الوسيط مصدر المقالات المنشورة على صفحاتها، وتنسب مقالات صحف أخرى إليها. وقلة من المواقع تجمع بين دور الموقع – الوسيط وبين نشر مقالات خاصة بها كتبها مستكتبون في صفحاتها الالكترونية. ومن هذه المواقع موقع «كيكا»، فعلى سبيل المثال، نشر هذا الموقع ملفاً كبيراً من المقالات عن الشاعر العراقي الراحل أخيراً، سركون بولص، نقلاً عن صحف عربية، منها «الحياة» اللندنية و «السفير» البيروتية و «القدس العربي». والى هذه المقالات المنقولة، ينشر موقع كيكا مقالات خاصة به تتناول الشعر والمذكرات الشخصية والمقالات الادبية. وينشر موقع «دروب» مساهمات القراء ورواد موقعه في خانة «كوفي شوب» المخصصة لأعمالهم.

وعلى خلاف المواقع الغربية، وهذه تطلب من روادها على الانترنت تصنيف المادة المكتوبة، وتقويمها وتوصية الآخرين بقراءتها، تغلق المواقع العربية صفحاتها أمام القراء وزائري الموقع، ولا تستقبل مساهمات القراء في الرأي والنقد الادبي والشعري.

وتزعم هذه المواقع احتكار كتابها أو كتاب الصحف الاخرى الخبرات الادبية والمعرفة والنقد الأدبي. فالقارئ هو متلق لما يكتب «المثقفون»، وهو جمهورهم الأبكم، في حين ان مواقع غربية مثل «ويكيبيديا» (الموسوعة الرقمية) و «آغورافوكس» و «رو89» تدعو روادها الى كتابة محتوى الموقع.

ولم يفض اكتشاف معلومات خاطئة في الموسوعة الرقمية التي يحررها روادها الى اغلاق هذه الموسوعة والطعن في جميع محتوياتها. فمبتكرو هذه الموسوعة دعوا رواد موقعهم الى تصحيح المعلومات الخاطئة والابلاغ عنها، ووضعوا آلية تقوم المعلومات، وتحذف المعلومات الخاطئة.

ولا يقتصر ميل المواقع الغربية الى التفاعل مع قرائها «على الخط» (online) على المواقع الادبية والثقافية. فالصحف الفرنسية والبريطانية والاميركية تنشر مدونات القراء جنباً الى جنب كتاب عواميدها وضيوفها. ولا تنشر المواقع الغربية مقالات الصحف الاخرى، بل تعرض مقالات خاصة بها. ويذهب موقع « إنفو سيك نيوز» الى ان تصميم المواقع العربية رديء، وأن رداءة التصميم وضعف حماية المواقع تعوق نمو التجارة الإلكترونية بالشرق الأوسط.

وبحسب دراسة شملت موقع أكثر من ثلاثين مؤسسة طوال أربعة أعوام نفذتها شركة «إي هوستنغ داتا»، تفتقر المواقع العربية إلى أنظمة أمنية تصد هجمات قراصنة الإنترنت، وتحول دون تعطيلهم الموقع ودون ولوجهم إلى أجهزة الكومبيوتر الخاصة بالعاملين في الموقع. فالقائمون على الدراسة نفذوا عمليات قرصنة بسيطة ومسالمة ضد هذه المواقع، ونجح 99 في المئة من هذه العمليات.   

والاعلانات التجارية نادرة على المواقع العربية بسبب عزوف القيمين على هذه المواقع عن التفاعل مع القراء، فاستقطاب القراء ورسم بطاقة اجتماعية لهم هو شرط استقطاب الاعلانات، وجني أموال تمول الموقع وكتابه.

وفي وقت يتلكأ القيمون على المواقع العربية في فتح مواقعهم امام مساهمات القراء، يقوم الغرب هذه الخطوة بعد اختبارها طوال أعوام. فالغرب يعيد، اليوم، النظر في «مواقع المساهمة» المفتوحة على غاربها، وهي مواقع تمنح متصفحها حرية نشر ما يريد نشره على صفحاتها من دون التزام معايير ادبية وأخلاقية.

ويبدو ان المواقع العربية الثقافية الالكترونية تحاكي فكرة يجمع عليها أكثر من أديب وشاعر لبناني ألا وهي أن يكون الموقع نسخة طبق الاصل عن الصحيفة والمنشورة الورقيتين. فهذه المواقع هي مرآة تلكؤ الادباء العرب والشعراء والناشرين في ولوج عالم الانترنت الافتراضي، والقبول بتغير شكل المنشورة والاعمال المكتوبة، وبالاحتكام الى القارئ.

فالمواقع العربية لا تقدم مواد الكترونية أصلية، بل نسخاً الكترونية عن اعمال ورقية سبق ان نشرت في الصحف والمجلات.

كنوز توت عنخ آمون تعرض بلندن تسعة أشهر  

تعرض الكنوز الأثرية للفرعون المصري توت عنخ آمون في بريطانيا وطن مكتشفيه، في إطار معرض واسع يستمر أكثر من تسعة أشهر وتعود كامل إيراداته تقريبا لصون وترميم الآثار المصرية.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس أثناء تقديمه للصحفيين معرض بعنوان توت عنخ آمون والعصر الذهبي للفراعنة "إن للناس في العالم أجمع دورا في ترميم آثار مصر القديمة.. وها أنتم تشاركون للمرة الأولى في صونها".

وهذا المعرض الذي يستمر من 15 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 30 أغسطس /آب 2008 في القبة الألفية سابقا بلندن، يقدم لمحة عن الحياة اليومية والطقوس المصرية بزمن الأسرة الثامنة عشرة من خلال 130 قطعة تأتي من قبور وادي الملوك بمصر.

ومن هذه الـ130 قطعة يوجد نحو خمسين في قبر الفرعون الشاب توت عنخ آمون نجت من النهب خلال 3200 سنة قبل أن يكتشفها البريطانيان هاورد كارتر ولورد كارنرفون عام 1922. لكن معظمها لم تكن معروضة بمعرض 1972 الذي حطم الأرقام القياسية لجهة توافد الزوار من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال حواس "إن الملك توت جاء ليقدم نفسه وحيدا قبل 35 عاما مع نحو خمسين قطعة.. واليوم جاء بنفسه ليقدم عائلته".

وقد زار المعرض أكثر من أربعة ملايين شخص منذ عام 2005 بالولايات المتحدة، ويتوقع أن يزوره 1.4 مليون في لندن المحطة الأوروبية الوحيدة المقررة. ويتوقع أن يدر هذا المعرض وآخر مرتقب بعد خمس سنوات مخصص لتوت عنخ آمون وفراعنة آخرين أمثال رمسيس نحو 140 مليون دولار لمصلحة الآثار المصرية.

وتوت عنخ آمون الذي اعتلى العرش حينما كان بالتاسعة من عمره، لم يترك أثرا خالدا على بلاده خلال سنوات حكمه العشر بل اكتسب شهرة كونية مع اكتشاف قبره سليما مع كنوزه التي لا تقدر بثمن.

وبإمكان الزوار أن يكتشفوا عبر إحدى عشرة قاعة نمط حياة القدماء وعاداتهم الدينية والجنائزية، ثم الحياة اليومية "للملك توت" قبل الدخول إلى قبره لرؤية كنوز رائعة معظمها من الذهب رافقته إلى العالم الآخر. 

المجالس الادبية تحتفي بيوم بغداد السنوي

في وقت مبكر، ومع تحسن الوضع الامني، الذي شهدته العاصمة، فقد تشجعت المجالس الادبية البغدادية لاعادة نشاطها الثقافي رويدا رويدا، وهذا ما دفع بـ (مجلس الصفار الثقافي) في مدنية الكاظمية، لان يخصص ندوته للاحتفاء واستذكار (يوم بغداد) السنوي، التي عقدت بحضور حشد من الادباء والمثقفين والوجوه البغدادية والتراثية، ورواد المجالس الادبية..

فقد تحولت الفعالية الى احتفالية كرنفالية، مستمدة من طقوس الحياة البغدادية واجوائها الشعبية الفلكلورية، وملامحها الاجتماعية التي كانت سائدة،

فقد ارتدى عددا من المدعوين لها ملابس بغدادية تقليدية مثل: (الملابس العربية، الصاية، والعقال، والجراوية، والسدارة، والفينة) وغيرها، فيما قدمت للضيوف اكلات ومشروبات بغدادية معروفة مثل: (الباقلاء، واللبلي، وخبز العروك، والريحان، والجبن البلدي،) وشرابت: (النومي بصرة، والزعفران والقهوة العربية والشاي بانواعه العادي والاخضر والكوجرات) وحلويات: (السمسمية، والمكاوية) وغيرها..

فيما ازدانت ارجاء المجلس وحدائقه بمجموعة من الصور الفوتغرافية واللوحات الفنية المستمدة من حياة بغداد القديمة، اضافة الى جناح عن الماثورات والافرشة والادوات المنزلية والسيوف المصنوعة في مدينة الكاظمية من خلال ماعرضه اولاد المرحوم الحاج عبود الجواهري، صانع السيوف والخناجر المعروف..وجناح اخر عرضت فيه مجموعة قديمة من الصحف البغدادية..

بعدها بدات الجلسة الاحتفالية، بكلمة لصاحب المجلس، المحامي رؤوف الصفار رحب فيها بالحاضرن، وشدد على اهمية ان تعود الحياة الثقافية وانشطتها الى وضعها الطبيعي في بغداد، لاعادة الاطمئنان الى نفوس الناس، بعد ان سئمت مظاهر العنف وعدم الاستقرار التي ابتليت بها عاصمتنا بغداد..!

ثم تحدث العلامة الدكتور حسين علي محفوظ، في بحث مختصر عن (الازياء البغدادية) التي كان يرتديها اهل بغداد ايام زمان، ومنها مايعتمرونه في رؤوسهم، مشيرا الى ان (الفيس)الاحمر الذي يعتمره هو على راسه بالذات، مصنوع في مدية (فاس) المغربية، ومن هنا جاءت تسميته بـ (الفيس) موضحا ان (الفينة) هي غطاء راس اخر كان يعتمره اهل بغداد في رؤوسهم انما تعود الى مدينة (فينا) عاصمة النمسا حيث تصنع فيها..وبين محفوظ ان (السدارة) شاعت في عشرينيات القرن الماضي، بعد ان اعتمرها الملك فيصل الاول على راسه لاول مرة، لتكون بديلا عن (الطربوش) التركي الذي كان يعتمره (الافندية) وموظفي الحكومة انذاك، لذالك سميت بـ (السدارة الفيصلية) التي مازالت مستخدمة لحد الان، ولعل عالم الاجتماع العراقي المرحوم الدكتور علي الوردي كان من ابرز من اعتمر (السدارة) على راسه في سنوات عمره الاخيرة قبل رحيله الابدي عنا..

فيما قدم الشاعر علي الحيدري قصيدة تحت عنوان (يا اخت بغداد) مهداة الى مدينة الكاظمية، كان قد نظمها قبل سنوات في ذكرى الاحتفال بالفية المدينة، نالت استحسان الحاضرين..

القى بعده المحامي قاسم الحسني بحثا موجزا عن ابرز مقاهي الكاظمية في اواسط القرن العشرين المنصرم، مع ذكر اصحاب تلك المقاهي وروادها..

تلاه الباحث محمد امين الاسدي، الذي ساهم بمداخلة تاريخية تطرق فيها الى الجذور التاريخية لاسم (بغداد) منذ اقدم العصور حتى يومنا الحاضر..فيما اشار السيد يوسف قائمقام الكاظمية، الى ان قضاء الكاظمية يعد من اقدم التشكيلات الادارية في العراق بدرجة (قضاء) منذ ايام فترة الحكم العثماني للبلاد، ومداخلة تاريخية اخرى للباحث صبيح الحافظ عن (فتنة الامين والمامون) وقدم الفنان المسرحي عزيز كريم كلمة تهنئة للحاضرين في (يوم بغداد) والقى ايضا بعض الطرف البغدادية، تلاه الفنان كريم الديوان الذي قدم مقطعا من اغنية (فوك النخل فوك) التراثية بصاحبة عود الملحن المبدع صباح ازيارة، وقدم الشاعرين عبد الهادي بليبل والهام قراءات شعرية عن بغداد..

وحضر الندوة المدراء العامون لدوائر العلاقات والاعلام وبلديتي الكاظمية والشعلة في امانة بغداد، واعضاء مجلس محافظة بغداد، ورئيس المجلس البلدي لقاطع الكرادة المهدس محمد جاسم الربيعي، وحشد كبير من رواد المجالس الادبية والثقافية وابناء الكاظمية.

اثناء مداخلة له في مجاس الصفار، اوضح الدكتور صلاح عبد الرزاق عضو مجلس مجافظة بغداد، ان المجلس يجري الاستعدادات اللازمة لاقامة فعالية احتفالية بـ (يوم بغداد) تقام في العديد من شوارع وساحات العاصمة لتذكير البغداديين بمدينتهم وشدهم اليها..تقدم فيها العديد من الفقرات الاحتفالية..

   مهرجان في ذكرى رحيل الشاعر الشيخ عبد الحميد السماوي

بعد أكثر من أربعة عقود على"وفاة الشاعر عبد الحميد السماوي نظمت نقابة المعلمين في محافظة المثنى المهرجان الادبي الاول تحت شعار (سماوة الوركاء تاريخ حضارة ومجد شاعر) والذي استمر ليومين متتاليين شارك فيه شعراء وادباء وباحثون من اتحاد الادباء والكتاب في بغداد والمثنى والبصرة وواسط والديوانية والنجف وكربلاء القيت فيه القصائد والكلمات بالاضافة الى القاء البحوث من قبل مختصين في عدد من الجامعات.

افتتح المهرجان بقراءة اي من الذكر الحكيم والوقوف لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق.

بعدها القى السيد احمد مرزوك محافظ المثنى كلمة اشاد فيها بمناقب ومآثر الشيخ السماوي الشعرية والفقهية. ودعا الى تشكيل لجنة لأقامة هذا المهرجان سنويا".

فيما قال السيد عبدالحسين الظالمي رئيس مجلس المحافظة ان الرقي ليس بالبناء المادي وتقديم الخدمات الى الناس وانما بأشاعة الثقافة والفكر وبناء الانسان.

وللاسف ان احاديثنا غاب عنها اصحاب الفكر والادب.وان الاحتفال بالعلماء والادباء انما هو احتفال بحضارة الشعب.

فيما اكد علي الشيخ مهدي ان الشاعر السماوي عاش الغربة في شعره حتى ان المختصين لم يفهموا ما يقصد. وعانى ايضا" من الغربة السياسية بسبب المستقبل المظلم الذي كان يتوقع حدوثه في العراق بالاضافة الى الغربة الاجتماعية بسبب الصراعات التي كانت تحدث انذاك

لذلك فأنه طرح العديد من الافكار لأنقاذ المجتمع مما يعاني فهو ليس شاعرا" فحسب وانما مفكرا" وفيلسوفا" نتيجة طروحاته القيمة لأنقاذ المجتمع والارتقاء به.

بعدها القى السيد حبيب حمد نصار رئيس اللجنه التحضيرية كلمة جاء فيها ان هذا المهرجان سيسهم في تكريس قيم المواطنة والوطنية والايمان بمستقبل البلد والعمل على اشاعة ثقافة الوطن وسيادته وحريته ونبذ كل اشكال التفرقة والاقصاء والقهر..والدعوة الى تكريس قيم الثقافة المدنية...ومن اجل توفير اقصى مايمكن من صيغ التفاهم والتعاون فيما بين ابناء المحافظة على اختلاف ميادينهم المعرفية وتنوع ساحات عملهم واتساعها.

وتخصيص ميزانية سنوية لتعضيد نتاجات الادباء في المحافظة. وعمل نصب تذكاري في مدخل المدينة الشمالي للشيخ السماوي. واعادة طبع ديوانه على ان تقوم بهذه المهام المحافظة ومجلسها وجامعتها وتربيتها.

بعدها القيت قصائد للشعراء الدكتور فارق الحبوبي عن وفد جامعة واسط وكلمة للدكتور صاحب نصار عن وفد النجف وقصيدة للشاعر اياد احمد عن محافظة المثنى وقصيدة وفد النجف القاها الاستاذ باسم الاعسم وقصيده للشاعر احمد حميد الكربلائي عن وفد محافظة كربلاء وقصيدة للشاعر قاسم والي عن المثنى وقصيدة للشاعر قيصر فائز عن البصرة وقصيدة وفد ميسان القاها جمال جاسم فيما تناول السيد عبد نور منشد في البحث الذي كتبه مع السماوي في تاريخه بحث في حياة الشيخ السماوي فيما قدم وفد النجف بحث في الاساليب الشعرية والاتجاهات في شعر الشيخ السماوي.

وعلى هامش المهرجان اقام الفنان التشكيلي سامي مشاري المعرض الشخصي الثالث خلال الاعوام الاربعه المنصرمه وكان عدد اللوحات 22 لوحة. وقد امتازت الاعمال باللغة التشكيلية حيث امتزج التكوين التشكيلي باللون المعاصر وكانت بعض اللوحات تعبر عن الواقع المعاش في الاهوار. وقد تجانس القصب مع الانسان باسلوب اكاديمي اعتمد اسلوب خلط الالوان ووضعها على اللوحة بواسطة السكين مما جعل لها بعدا". اما باقي اللوحات فقد استخدم فيها مادة البورك مع الزيت في التعبير الرمزي للموضوعات.فيما استخدم في بعض الاعمال الاختزال التشكيلي للمفردات. وحملت اللوحات عناوين مثل مماثل مرئي وكلكامش الجواهري ورايات ملونة وصندوق خاوي ونذور وتفاحة ادم وصرخة وغيرها من العناوين.

قتل الابن

جون كيبلنغ 

احتفلت بريطانيا  بنهاية الحرب العالمية الأولى في الدقيقة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر. عرضت القناة الثالثة فيلماً حققته عن احد ضحايا الحرب «ابني جاك» ونظم متحف الحرب الإمبريالي معرضاً بالعنوان نفسه. كان «جاك» ابن رديارد كيبلنغ اصغر الفائزين بنوبل الأدب في 1907، وأخضعه والده منذ كان في الخامسة عشرة لفحص الجيش لكن نظره الضعيف تسبب بفشله. اقتنع جون بأن الحرب واجب الرجال الوطني «وسأذهب وإن ارتديت ملابس قارع الطبل» لكنه رفض مرتين عندم تقدم بالطلب بنفسه. استخدم الكاتب نفوذه فقبل ابنه الوحيد اخيراً في الجيش لا السلاح البحري كما كان يتمنى.

كان جون الذي دعاه والداه جاك فتى عادياً وطمح الى الخروج من ظل والده الشهير. كان كيبلنغ اول كاتب إنكليزي نال نوبل الأدب، وبجّل مواطنوه قصيدته «إذا» التي كان على جون ان يكتبها مرتين عقاباً على سلوكه السيئ في المدرسة الداخلية. رغب الكاتب في صباه في الانضمام الى الجيش، وأعد طفله لتحقيق رغبته المحبطة لكن هذا كان شبه أعمى. عندما دبر كيبلنغ قبول جون في الحرس الإرلندي كان معظم الفتيان المجندين الذين عرفتهم الأسرة قتلوا في الحرب. مع ذلك انتمى الوالدان الى طبقة افتخرت في ذلك الزمن بالتضحية بابنها الوحيد من اجل الوطن. ودّع جون والدته كاري ولم يشاهد والده الذي كان يغطي القتال في فرنسا. بلغ الثامنة عشرة يوم وصوله ضابطاً الى موقع آخر في فرنسا وبدأ يحدد لنفسه شخصية أحبها جنوده. «غريب الإحساس بأنني سأكون وسط المعمعة غداً» قال في آخر رسالة الى أهله، وقتل يوم قتاله الأول في معركة لو. شوهد للمرة الأخيرة مهشم الوجه بفعل قذيفة، وكان واحداً من أكثر من ثمانية آلاف جندي بريطاني حصدتهم الرشاشات الألمانية في ثلاث ساعات ونصف الساعة. لم يخسر الألمان جندياً واحداً في المعركة. 

رديارد كيبلنغ

دامت حرب جون كيبلنغ من 17 آب (أغسطس) الى 26 ايلول (سبتمبر) 1915. انهمر المطر غزيراً وعجز عن الرؤية بنظارتيه الكثيفتين ومن دونهما. نخر الذنب والندم والده بقية حياته، وزادت لوعته عندما عجز الجيش عن العثور على جثة الفتى. ظنه أسر وتدبر إلقاء مناشير خلف خطوط العدو طالباً معلومات عنه، وطاف في المستشفيات يسأل الجنود الجرحى ويأمل. كتب عن فرقة جون مستخدماً يوميات الضباط الملوثة بالدم، وكتب في 1916 قصيدة «ابني جاك» عن بحار ذهب ولن يعود. نشط في اللجنة الإمبريالية وصاغ عبارة «معروف عند الله» التي تكتب على شواهد قبور الجنود المجهولين. توفي في 1936 عن واحد وسبعين عاماً من دون ان يرى ابنه راقداً بسلام. في 1992 ظنت لجنة قبور الحرب ان جثة ضابط في الحرس الإرلندي تعود لجون فكتب اسمه على شاهد القبر. كشفت أبحاث لاحقة انه ليس صاحب الجثة ولا يزال، كما تعزى والده، معروفاً عند الله وحده.

على الحدود

يعبر نك هورنبي مرة أخرى الحدود بين الفتوة والشباب في روايته الأخيرة «ضربة قوية» الصادرة عن دار بنغوين، بريطانيا. تناول الكاتب البريطاني قلق الفتيان والشباب حول هويتهم ومكانهم في العالم في «حمى الملعب» و «عن صبي». وجد بطل «حمى الملعب» حياة بديلة في مناصرة فريق ارسنال لكرة القدم لكن هذا عكس حياته في مرآة. كان فريقاً حذراً لا يغامر أو يمتع أنصاره بلعبة حماسية هجومية ويبقى بعيداً بالتالي من الكأس». «عن صبي» روت صداقة صامتة بين طفل هجره والده مع رجل عازب يعيش حياة رتيبة. «ضربة قوية» هي الرواية الأولى للكاتب البريطاني عن المراهقين واختبارهم المفاجئ طقوس البلوغ. بطلها فتى في السادسة عشرة بارع في التزلج على الأرض الذي يشعره بالسيطرة والطيران في آن. يلتقي اليشا الجميلة التي تحرك هورموناته فيترك مزلاجيه ليتفرغ لجسده على نحو آخر لكن الهورمونات الهائجة لا تلبث ان تهمد. «فتاة جميلة تريد النوم معك وأنت ضجر؟» يسأل سام نفسه في إيقاع مألوف للكاتب الذي يصطاد مفارقات الحياة واختلاط حلوها بمرها. نشأ الفتى مؤمناً بأنه غلطة مراهقين، وها هو يكرر الخطأ نفسه. كانت والدته في عمره عندما أنجبته، وهو يقبل في النهاية فكرة العلاقة والطفل كما فعل والداه. يستفيق مراراً ليجد نفسه في المستقبل بعد ولادة الطفل بأشهر أو أعوام. تشكو بريطانيا من أعلى نسبة حمل بين المراهقات في أوروبا الغربية، وهورنبي كاتب اليومي والعادي وإن رفعه بالمرح والواقعية السحرية. يذعن سام لظلم الحياة ويسميه حقائق. كما يلتف ويدور ويهبط ويطير على مزلاجيه سيفعل ذلك في متاهة حياته.

اكتشاف مسجد أثري في ضواحي مدينة الزهراء الإسبانية 

اكتشف أثريون في إسبانيا مسجدا يعود تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي ضمن مجمع أثري.

وذكر مدير المجمع أنطونيو باييخو في تصريحاته للصحفيين أن ارتفاع المبنى يبلغ 25 مترا وعرضه 18 مترا وبه مئذنة متجهة نحو الجنوب.

وأوضح باييخو أن هذا المبنى يقع داخل المجمع الأثري، حيث عثر عليه قبل السور الذي يحيط بالمجمع، الأمر الذي أدى إلى حتمية تحريك السور قليلاً احتراماً لقدسية هذا المحراب الديني.

ومن جانبها، علقت مفوضة الثقافة ميرسيديس مودارا على الكشف بالقول إن العثور على هذا المسجد يدل على أن مدينة الزهراء كانت مدينة أكبر مساحة مما هي عليه الآن.

يذكر أن ميزانية أعمال التنقيب الأثري في السور الجنوبي لمدينة الزهراء تقدر بنحو 600 ألف يورو، وتأتي في إطار إنشاء مقر جديد للمجمع الأثري حيث يعتزم المجمع إتاحة الفرصة للمواطنين للمرور من خلاله وعبر أحد أبواب السور إلى المدينة.

تجدر الإشارة إلى أن المسلمين شيدوا المساجد ضمن خطوط جمالية عالية على امتداد وجودهم في الأندلس ثمانية قرون. 

«عالم بلا ورق» طموح بعيد المنال لـ «المواقع الثقافية» على الانترنت 

«عالم وعلم بلا ورق»، شعار يرفعه واحد من عشرات «المواقع الثقافية» العربية على شبكة الانترنت عاكساً طموح الكثير من تلك المواقع، إلا أن تأمل التجربة ربما ينتهي إلى نتائج تخالف ذلك الطموح. وإضافة إلى هذا الشعار، هناك شعارات أخرى لافتة، مثل «خدمة الثقافة الأصيلة والملتزمة بهموم المجتمع وآماله»، و «نافذة تطل منها نصوص ممنوعة»، و «الاحتفاء برجالات الأدب والثقافة والعلم والفكر وغيرهم من المبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي». وعلى أية حال فإن تلك المواقع التي يتم تصميم الكثير منها بكلفة مالية ضئيلة نسبياً، تجتذب جمهوراً يزداد اتساعاً يوماً بعد يوم. ويرى الكاتب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في القاهرة عمار علي حسن أنه إذا كانت المواقع الثقافية على شبكة الإنترنت خففت من غلواء الناشرين على المبدعين، وسمحت للإبداع والنقد أن يسري إلى كل مكان عبر وسيلة اتصال تتعدى أي قيود أو حدود أو سدود، فإن هذه المواقع تفتقر في معظم الأحيان إلى العمق، وتفتح بابها أمام كل من «هب ودب»، فتتكدس فيها قصص رديئة وأشعار سطحية ونقد انطباعي، وتخلط بين الجاد والهازل، والحسن والرديء، فيخسر بواسطتها المبدعون الحقيقيون لحساب الهواة والدخلاء والمدعين.

وعلى رغم أن للشاعرة والناقدة والمترجمة المصرية فاطمة ناعوت، موقعاً على الانترنت، إلا أنها لا تزال تعتبر نفسها كاتبة وقارئة كلاسيكية، وتقول: «أعتد كثيراً بالورق كتابة وتلقياً، ولا أنشر حرفاً على الانترنت ما لم يكن نُشر في مجلة أو جريدة ورقية، ولا أعتبر أنني قرأت كتاباً ما لم أتصفحه بيدي وأدون هوامش على جنباته»، وتضيف ناعوت: «من هذا المنطلق تأتي الشبكة العنكبوتية كوسيط تال مهم ورافد أساسي يحمل كتاباتي ويؤرشفها بما يسهل عليّ عملية استعادتها وقتما أريد». وتؤكد أن موقعها الخاص ساهم في تقديم صورة شاملة عن تجربتها، «لأن المتصفح يستطيع أن يجد في مكان واحد إصداراتي كاملة بأغلفتها، ومقالاتي وما كتبه النقاد عن تجربتي وقصائدي التي نشرت بالفعل، ويستطيع أن يحمل كتبي منه، على أنني لا أضع كتاباً لي على الموقع إلا بعد مرور عام على الأقل على نشره ورقياً حفاظاً على حقوق الناشر.

عن تجربته التي بدأت العام 1998 يقول الشاعر السعودي عيد الخميسي: «على رغم تحول كثير من المواقع إلى منابر مهمة تجمع مختلف الأصوات العربية، فإن انطباعي عنها هو أنها لم تبتعد كثيراً عن غيرها من المنابر القائمة على أرض الواقع، عدا حالات نادرة، فهي تخضع للمزاج الشخصي لمديرها أو هيئة إدارتها، ويمكنك الاستنتاج ببساطة أنها محصلة تفكير شخص واحد، وتلعب العلاقات الشخصية دوراً كبيراً فيها، كما أنها تنفتح على الآخر وفق الشروط التي تفرضها بداية على هذا الانفتاح، وتمارس هندسة الانتقاء والتهميش والتلميع وفق ما تتبناه من رؤى وعلاقات».

وعلى رغم تزايد الإقبال على نشر كتب جديدة الكترونياً عبر بعض تلك المواقع فإن مقرر لجنة المكتبات والنشر في المجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور شعبان خليفة لا يعتقد بأنه يمكن أن يأتي وقت يحل فيه الكتاب الالكتروني محل الكتاب الورقي، فالأخير في ازدياد سنة بعد أخرى حتى أن ما يطبع من عناوين في العالم يبلغ نحو مليون و300 ألف كتاب سنوياً، بصرف النظر عن عدد النسخ.

ويتفق خليفة مع عمار علي حسن في أن شبكة الانترنت باتت مفتوحة «لكل ما هب ودب» من دون قيود إدارية أو رقابية، فكل واحد يستطيع أن يطرح ما يريده لعدم وجود تعقيدات أو كلفة.

ويرى المشرف على الصفحة الأدبية في جريدة «الأخبار» القاهرية الناقد مصطفى عبد الله أن هذه المواقع هي بمثابة البوابة السحرية التي فُتحت أمام المبدعين من مختلف الأصقاع كي يلتقوا بجمهورهم الذي ظلوا يبحثون عنه طوال ما مضى من أعمارهم. ويلاحظ عبدالله أن هذه المواقع حققت جماهيرية كبيرة لكتاب ومبدعين يعيشون في قرى ونجوع صغيرة. ويشير عبدالله الى أن كثيراً مما ينشر على تلك المواقع لا يراعي قواعد اللغة وجماليات الكتابة، لكنها تسهم في المقابل في إتاحة ما يجري على ساحتنا للمستعربين الذين كانوا يعانون معاناة شديدة لكي يعرفوا شيئاً عنا، على حد تعبيره.

أما أحمد فضل شبلول، مسؤول موقع اتحاد الكتاب المصريين على الانترنت، فإنه لا يخفي عدم رضاه عن هذا الموقع بسبب عدم تعاون أعضاء الاتحاد معه، إذ أن «معظمهم لا علاقة لهم بالكومبيوتر، كما أن أعضاء مجلس الإدارة لا يعطوننا النشرة الورقية التي يصدرها الاتحاد لنشرها الكترونياً، بل إنهم حتى لا يمدوننا بأخبار عن الندوات والمؤتمرات التي ينظمونها». ويوضح أنه لذلك ساهم في تأسيس «اتحاد كتاب الانترنت العرب» في العاصمة الأردنية عمان قبل نحو عامين - ويضم نحو 600 كاتب، وأصبح نائباً لرئيسه، إلا أن اتحادات الكتاب التقليدية ترفض منح عضويتها لمن ينشرون على الانترنت - وتشترط أن يكون للراغب في العضوية كتابان مطبوعان على الأقل، كما يؤكد شبلول.

ويلاحظ أن بعض تلك المواقع يعد بمثابة دار نشر الكتروني، فهل يمكن أن يكون ذلك خطوة نحو اندثار دور النشر التقليدية؟

يجيب حسني سليمان، صاحب دار «شرقيات» القاهرية قائلاً: «أستبعد ذلك، في ضوء أن تلك المواقع موجودة قبل سنوات عدة من دون أن يطرح وجودها مثل ذلك الاحتمال، فضلاً عن أن الناس لا تزال تقرأ بالطريقة التقليدية بكثافة». ويرى سليمان أن «الانترنت» ليست سوى «وسيلة اتصال توسع اختيارات القارئ»، لكننا لا نستطيع أن نغفل أن ارتفاع سعر الكتاب، أو الجريدة أو المجلة، من العوامل التي تشجع الكثيرين على اللجوء إلى الانترنت.

ويلاحظ مدير الإعلام في مكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب أن غالبية المواقع الثقافية على «الانترنت» تتسم بطابع إخباري، فضلاً عن كونها متنفساً للكثيرين خصوصاً من الشباب كونها تتيح الفرصة لهم للتفاعل مع محتواها تعليقاً وتعقيباً، لكن هناك كذلك مواقع قليلة تتسم بدرجة عالية من الأهمية بالنظر إلى ما تقدمه من خدمات لمتصفحيها ما يجعلها مرجعاً لا غنى عنه، ومنها على سبيل المثال موقع «الوراق»، الذي ينشر العشرات من أمهات الكتب.

ويضيف: «بعض هذه المواقع زائروه بالملايين، فموقع مكتبة الإسكندرية مثلاً متاح بثلاث لغات هي العربية والانكليزية والفرنسية ويزوره 100 مليون سنوياً ما يجعله الأكثر انتشاراً على مستوى العالم العربي. وعلى رغم وجود الإمكانات اللازمة لدى بعض المؤسسات الثقافية العربية، يلاحظ عزب أنها تلجأ إلى شركات خاصة لاستضافة مواقعها وتصميمها، ولا تبادر بإنشاء بنيتها التكنولوجية الخاصة، وهذا يفسر ضعف المحتوى الرقمي العربي على شبكة الانترنت، من وجهة نظره.

بناء متحف بمواصفات عالمية وبتمويل إيطالي في النجف  

اعلنت مديرية آثار النجف عن بناء متحف ذي مواصفات عالمية وبتمويل ايطالي يتناسب مع حضارة محافظة النجف التي تمتد الى ألفي عام .

وقال مدير آثار النجف "المواقع الآثارية في محافظة النجف الاشرف والتي تعود الى اكثر من الفي عام مضت وللفترة الساسانية في منطقة الحيرة القديمة ومقبرة المناذرة وموقع ام خشم وتعنى بهذه المواقع مفتشية آثار النجف".واضاف "من بين المشاريع التي تعنى بواقع الاثار والتراث في هذه المحافظة مشروع لبناء متحف ذي مواصفات عالمية وبتمويل ايطالي".

واشار الى ان "آثار النجف بالتعاون مع الادارة المدنية باشرت باعادة تأهيل المناطق الآثارية الشاخصة في المحافظة مثل (سور النجف ، خان الشيلان، خان المصلى، خان الحماد، خان الرحبة، طريق الحج القديم وآبار زبيدة)

وكذلك البحث والتنقيب عن المواقع الآثارية التي تتعارض مع النمو السكاني والحضري للمدينة ومن بين اهداف هذه المشاريع المردود الاقتصادي باعتبارها من مناطق الجذب السياحي".وعن اهم ما يعرقل مفتشية آثار النجفـ، قال "تعرضت آثار هذه المحافظة الى العبث والسرقة ابان الازمات التي مرت بها في حكم النظام المباد ولازال الكثير منها مفقودا كما ان المؤسسة المعنية بهذا الشأن تشكو من قلة الكوادر المتخصصة والاجهزة والمعدات وما يتلاءم مع العنوان البارز للآثار والتراث وكيفية اظهارها للتعبير عن اصالة وتاريخ النجف وماضيها هذا بالاضافة الى قيام الوزارة المعنية بهذا الشأن بمنع تصوير المقتنيات الآثارية واللقى دون عذر مشروع ".  

  الألكسو : دعوة لإنشاء منطقة عربية للتعليم العالي

دعا وزراء التعليم العالي في الدول العربية حكومات بلدانهم الى الاستفادة من ايجابيات تجربة النظام الأوروبي الجديد الموحد في التعليم العالي والى إنشاء منطقة عربية للتعليم العالي .وحسب بيان صحفي وزعته اليوم (الأربعاء) في تونس ،الدائرة الإعلامية للمنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم (الألكسو)

وحث الوزراء في ختام مؤتمرهم الحادي العاشر الذي عقدوه بمدينة دبي الإماراتية ، الدول العربية على تعزيز استقلالية الرسالة العلمية و المعرفية لمؤسسات التعليم العالي و زيادة مساحات الحريات الأكاديمية و التنظيمية و الإدارية و المالية لتلك المؤسسات لإتاحة فرص التطوير و الإبداع في إطار المحافظة على الهوية و الانفتاح على العالم

و جاء أيضا في بيان (الألكسو) أن الوزراء العرب دعوا حكومات بلدانهم الى زيادة الاستثمار في التعليم العالي و البحث العلمي و تشريك مؤسسات المجتمع الأهلي في صياغة خطط هذا التعليم و إدارته بالإضافة الى الدعوة الى إنشاء شبكة معلومات تربط بين مؤسسات التعليم العالي في الدول العربية.وكان الوزراء قد بحثوا في اجتماعاتهم 3 محاور أساسية هي محور(العولمة و الهوية) و محور (تطوير بنى و وظائف التعليم العالي و البحث العلمي في عصر العولمة ) و أخيرا محور (المشاركة المجتمعية و التعاون العربي الدولي )

و حسب اتحاد الجامعات العربية فان ما تنفقه الدول المتقدمة على البحث العلمي يعادل 15 إلى 25 ضعفا مما تنفقه الدول العربية مجتمعة و أن ما تخصصه الدول العربية لهذا الغرض لا يزيد على 0.15% من الناتج المحلي الإجمالي

هذا و يبلغ عدد الجامعات العربية حاليا نحو 240 جامعة بعد أن كان لا يتعدى 23 جامعة في مطلع الستينات و تحتضن هذه الجامعات ما يقارب أربعة ملايين طالب وطالبة يدرسهم حوالي 140 ألف عضو هيئة تدريس. يذكر أن مجلة The Times Higher أصدرت مؤخرا دراسة لم تدرج فيها أية جامعة عربية من ضمن أفضل 500 جامعة عالمية تضمنتها هذه الدراسة وهو ما أثار آنذاك تعليقات متباينة حول المعايير التي اعتمدتها الدراسة و التي ذكر بعض المسؤولين العرب أنها لا تتناسب وواقع التعليم العالي في الدول العربية 

مفردات لغة الإنترنت تهدد اللغة العربية    

حذرت دراسة مصرية من ظهور "لغة موازية" يستخدمها الشباب المصري والعربي في محادثاتهم عبر الإنترنت، تهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية لهؤلاء الشباب وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.

واعتبرت الدراسة التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعي، لذلك ابتدعوا لونا جديدا من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم.

 لكن خبراء تربويين قالوا إن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمردا وإنما نوع من الهروب من المجتمع، وأن على الكبار احترام لغتهم الجديدة وعدم الاستهزاء بها طالما أنها لا تتعارض مع الأداب العامة في المجتمع.

وأشارت الدراسة التي أعدت تحت عنوان "ثقافة الشباب العربي"، إلى أن "ثقافة الفهلوة" التي ظهرت بين الأوساط الشبابية في الثمانينيات عادت وبقوة في الآونة الأخيرة محمولة على أكتاف مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية أيضا. 

وركزت الدراسة على شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما، ورصدت وجود تأثير للإنترنت على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات. 

وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب.

اغتراب داخل الوطن

وأوضح الدكتور علي صلاح محمود الذي أعد الدراسة أن حروف لغة القرآن تحولت إلى رموز وأرقام وباتت الحاء "7" والهمزة "2" والعين "3" وكلمة حوار تكتب "7war" وكلمة سعاد تكتب "so3ad" وكلمة you تكتب "u".. إلخ. 

وقال إن واقع شبابنا اليوم وعزوفه عن المشاركة في قضايا المجتمع أصبح لا يبشر بخير على الإطلاق خاصة في مجتمعنا العربي الذي يبتعد فيه شبابنا عن الأنشطة السياسية والاجتماعية نتيجة التأثر بالإعلام الخارجي. 

وفسر الباحث لجوء الشباب إلى لغة حديث موازية بوجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود الأباء، وأضاف "أنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين". 

تردي التعليم

وقال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن ظهور لغة جديدة بين الشباب أمر طبيعي يتكرر بين مدة وأخرى، ويعكس التمرد الاجتماعي وعدم تفاعلهم مع الكبار، ويظهر عادة في نمط مميز من اللغة أو الملابس أو السلوكيات اليومية. 

وأوضح أن الإنترنت ليست وحدها المسؤول عن تغير لغة الشباب، فالعديد من المصطلحات الأجنبية المنتشرة بين الشباب سببها استخدام الإنجليزية كلغة تعامل فى بعض أماكن العمل، إضافة إلى تردي التعليم الجامعي الذي لا يهتم أصلا باللغة، وصولا إلى الدراما العربية وما تقدمه في المسلسلات والأفلام من ألفاظ شاذة. 

وأقر أستاذ الإعلام بوجود تأثير ملحوظ للإنترنت على عادة القراءة لدى المصريين والعرب سواء قراءة الكتب أو الصحف والمجلات، مشيرا إلى أن درجة الاستفادة من الإنترنت أو الكتب تتوقف على وعي الجمهور واستعدادهم للتحصيل والثقافة. 

وأشار إلى أن الإنترنت وما حملته من ثورة في عالم الاتصال والمعرفة أصبح إشكالية كبيرة فيما يتعلق بحجم الحرية التي يقدمها، فهو بنظر البعض ميزة كبيرة تتيح الإبداع وحرية التعبير، لكن آخرين يرون أنه أزال سقف الرقابة الاجتماعية والأخلاقية وأصبح يهدد قيم المجتمعات.  

فلسطيني يبتكر خطا عربيا جديدا  

أضيف للخط العربي لون جديد إلى جانب الأنواع المعروفة. فقد أثمرت محاولات شاب فلسطيني دامت أربع سنوات من العمل المضني نمطا جديدا للكتابة العربية.

وأطلق بلال النتشة من مدينة الخليل بالضفة الغربية على لونه المبتكر اسم "الخط المحمود"، مشيرا إلى أنه يتميز عن الأنماط القديمة من الخط العربي بأن شكل كلماته يوحي بمعانيها.

وقد ساعدت اللغة العربية التي ساهمت بنيتها وما تتمتع به من مرونة وطواعية وقابلية للمد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب، على ارتقاء الخط العربي إلى فن جميل يتميز بقدرته على مسايرة التطورات.

وصف النتشة وخطاطون ومختصون فلسطينيون في أحاديث للجزيرة نت الخط الجديد بأنه أسلوب فني حديث للكتابة يصلح للتحف والزخارف والمنحوتات والجلد، أكثر من الكتابة في مجال القراءة اليومية أو التدوين. 

جهود مضنية

يقول بلال النتشة، الذي يعمل في مجال النحت خاصة على الخشب والنحاس، إنه أحب التخطيط وفن النحت منذ الصغر، وقرأ الكثير من كتب الخط وظل يحاول اكتشاف خط جديد مرة تلو الأخرى لعدة سنوات حتى وصل إلى الخط "المحمود" ووضع له قواعد وأسس للكتابة.

ويضيف أن معرفته بأنواع الخطوط الموجودة وقراءته لدعوات بعض الخطاطين إلى ضرورة اختراع خطوط جديدة دفعته للبحث عن خط مختلف فاهتدى إلى الخط المحمود، موضحا أنه يختلف عن غيره بأن رأس حرف الألف يميل تجاه اليمين بعكس باقي الخطوط التي يكون بها رأس الحرف مائلا إلى الشمال.

وأشار إلى أن بدايته كانت بمحاولة المزج بين الخط الديواني وخط الرقعة، لكنها لم تنجح سوى في حرفين بعد سنوات من التجريب، وفي لحظة سكون وجد في نفسه دافعا لأن يبدأ في فكرة الخط المحمود وبالفعل واصل محاولاته حتى وصل إلى تحديد أشكال جميع الحروف.

يتميز الخط الجديد بجماله وتناسقه، ويمكن للمشاهد -سواء يفهم العربية أم لا- أن يستوحي معنى الكلام المكتوب عبر الشكل الفني له، فمثلا عند قراءة البسملة يشعر القارئ ببعد روحاني، وفي كتابة كل اسم من أسماء الله يجد في التحفة الفنية ما يدل على المعنى.

وبزيارة قصيرة لمشغل النتشة يجد الزائر العديد من المنحوتات الفنية الجميلة بخطه الجديد المتناسق صمّمها على الأخشاب والجلود وحتى جدار المحل، حيث يقول إنه وصل إلى مرحلة متقدمة في اكتشاف خط جديد أسماه الخط النباتي بمعنى أن شكل الحروف يحاكي شكل النباتات. 

تحفة نادرة

وبين الحين والآخر يجلس النتشة منفردا لينتهي إلى تحفة فنية جديدة ومختلفة عن التي قبلها مزينة بخطه، وبالفعل تمكن بتصميمه تحفة فنية من احتلال مركز متقدم في مسابقة أقامتها وزارة السياحة الفلسطينية.

ويقول رئيس تجمع الحرف التراثية المشرف على المسابقة بدر الداعور إن النتشة أبدع في تصميم تحفة فنية تحاكي ختم الدولة العثمانية أذهلت الحضور وأعجبت المُحكَمين من ذوي الاختصاص، الذين منحوه مركزا متقدما نظرا لإبداعه في اختراع الخط واختيار اللوحة المناسبة للرسم عليها.

ويضيف أن الحس والذوق الفني وروح التجديد التي يتمتع بها النتشة هي التي تساعده على الاختيار الموفق لمخطوطاته ورسوماته ولوحاته الفنية النادرة.

خط حديث

من جهته وصف الخطاط ساري الداعور الخط المحمود بأنه جديد يتساوق مع الحداثة، موضحا أنه يصلح لأن يستخدم في المجسمات واللوحات الفنية لما فيه من روعة وجمال، لكنه غير مناسب للقراء العاديين أو للاستخدام في المدونات اليومية.

وقال إن المختلف في الخط الجديد هو أن شكل كتابة الكلمة يعبر عن المضمون بخلاف الخطوط الأخرى، وهذا العمل استغرق كثيرا من الوقت والجهد من صاحبه، مضيفا أنه أحد أشكال الخط الحديث الحر الذي يخضع لقاعدة محددة مثل الخطوط المعروفة.

إعلان جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي

فاز سبعة محققين ومؤلفين من المغرب وفلسطين وسوريا والعراق وتونس بجوائز (ابن بطوطة للأدب الجغرافي) في دورتها الخامسة هذا العام من بين 72 عملا تنافست علي الجوائز. وقالت (دار السويدي) في بيان أرسلته إلي رويترز في القاهرة إن جائزة تحقيق المخطوطات فاز بها المغربيان مصطفي واعراب عن كتاب (مغامرة استيبانكو في أرض الهنود الحمر من أزمور إلي أريزونا.. أول رحلة شرقية إلي أمريكا الشمالية 1500-1539) وعبد الرحيم بنحادة عن كتاب (رحلة الوزير في افتكاك الأسير 1690-1691) لمؤلفه محمد الغساني الأندلسي وكذلك السوري عبد الكريم الأشتر عن كتاب (الاعتبار) لأسامة بن منقذ (1095-1188).

وفاز كتاب (طيران فوق جبال لا نهائية.. رحلات في أمريكا كندا مصر الجزائر لبنان إيطاليا اليونان) للتونسي خالد النجار بجائزة (الرحلة المعاصرة) التي تمنح لأفضل كتاب في أدب الرحلة لكاتب معاصر.

وفاز العراقي عبد الرحمن صالح مزوري بجائزة (ابن بطوطة للدراسات) عن كتابه (تطور الفكر الجغرافي الإسلامي.. من بداياته إلي نهاية العصر العباسي) عام 556 هجرية الموافق 1258 ميلادية وفيه اجتاح المغول بغداد وقتلوا آخر الخلفاء العباسيين. أما جائزة (الرحلة الصحفية) التي تمنح لعمل ذي طبيعة أدبية عن رحلة في مناطق النزاع والكوارث ففاز بها كتاب (برتقالة واحدة لفلسطين.. من أريحا إلي يافا.. رحلة كاتب فلسطيني تحت الاحتلال 1997- 2007) لمؤلفه تحسين يقين. كما فاز كتاب (سفر بين العوالم.. من البقاع إلي برلين) للفلسطيني حسين شاويش بجائزة اليوميات التي تمنح لكاتب عربي يقوم برحلة مع حياته الشخصية عبر المكان. وقال البيان إن الأعمال الفائزة ستنشر ضمن سلاسل تصدر بالتعاون بين (دار السويدي) في أبوظبي ولندن و(المؤسسة العربية للدراسات والنشر) في بيروت.

21 مليون دولار خسائر إضراب كتاب السيناريو بهوليود  

أعلنت مؤسسة "فيلم إل إيه إنكوربوريشين" أن إضراب كتاب السيناريو سيكلف اقتصاد مدينة لوس أنجلوس الأميركية خسائر مباشرة تقدر بنحو 21 مليون دولار يوميا إذا امتد إلى الشهر المقبل.

ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن رئيس المؤسسة ستيف ماكدونالد قوله إن استمرار الإضراب سيكون له أثر كبير على الاقتصاد المحلي ووظائف الطبقة الوسطى.

وقال مسؤولون بصناعة السينما الأميركية إن استمرار الإضراب سيؤدي كذلك إلى توقف إنتاج 44 مسلسلا دراميا و21 مسلسلا كوميديا تصور في لوس أنجلوس، حيث لن تجد هذه الأعمال الفنية سيناريوهات جديدة لتصويرها.

وأوضحت المؤسسة الأميركية أن هذا يعني خسارة 15 ألف فرصة عمل و21.3 مليون دولار نفقات مباشرة في اليوم. وتستند هذه التقديرات إلى متوسط عدد المشاركين بهذه الأعمال الفنية وميزانياتها ودورات تصويرها.

ويدخل إضراب كتاب السيناريو في هوليود أسبوعه الثالث بسبب خلاف بين الكتاب وأستوديوهات السينما الرئيسية في هوليود على الأجر الذي يتقاضونه نظير أعمالهم التي تنتشر عبر الإنترنت، وعلى شاشات أجهزة آي بود والتليفونات المحمولة وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى.

ومن المقرر أن يستكمل الكتاب وأستوديوهات السينما الرئيسية في هوليود محادثاتهم الاثنين المقبل رغم تعهد نقابة كتاب السيناريو باستمرار الإضراب لحين التوصل إلى اتفاق.

وكان آخر إضراب قام به كتاب السيناريو في هوليود عام 1988 واستمر 22 أسبوعا قد أدى إلى إلحاق خسائر بصناعة السينما الأميركية تقدر بـ 500 مليون دولار.

غير أنه في ضوء الإيرادات الهائلة التي تحققها أفلام هوليود بجميع أنحاء العالم في الوقت الحالي، فإن الخسائر هذه المرة يمكن أن تكون أكبر بكثير. وتوقف بالفعل إنتاج 12 مسلسلا تلفزيونيا على الأقل من بينها مسلسلات ناجحة مثل "24"، "ديسبيريت هاوس وإيفز"، "ذا أوفيس" وكل البرامج الحوارية التي تذاع في وقت متأخر من الليل.

 لوحة زيتية من القمامة إلى دار سوثبي للمزادات  

بيعت لوحة زيتية عثرت عليها امرأة أميركية ملقاة في القمامة بأكثر من مليون دولار أميركي في دار سوثبي للمزادات. 

وعثرت إليزابيث جيبسون على اللوحة الزيتية وسط كومة من القمامة على جانب ممشى في حي بمانهاتن، فأخذتها إلى بيتها وقامت بإجراء عمليات بحث على الإنترنت واكتشفت عندها القيمة الحقيقية لهذه اللوحة. 

فقد كانت اللوحة الزيتية للفنان المكسيكي روفينو تامايو، وقد سرقت من مستودع في هيوستن بعد شرائها في مزاد عام 1977، حيث قدرت دار المزاد قيمة اللوحة التي تدعى "ثلاث شخصيات" بنحو 750 ألف دولار، إلا أنها بيعت بنحو 1.049 مليون دولار شاملة للعمولة. 

وقالت جيبسون -قبل أسابيع من انطلاق المزاد- إنها تخطت اللوحة أثناء سيرها إلا أنها شعرت بضرورة الرجوع وأخذها، مضيفة لقد كانت اللوحة -التي يبلغ عرضها 1.3 متر وطولها متر تقريبا- ضخمة وجميلة، "وقلت لنفسي من الخطأ أن تكون في القمامة". 

ولم تحدد دار سوثبي اسم البائع إلا أنها منحت جيبسون مكافئة قدرها 15 ألف دولار نتيجة إعادتها اللوحة لمالكيها، إضافة إلى نسبة مئوية لم يكشف عنها من سعر البيع بالمزاد.  

 اختفاء حقبات تاريخية كاملة من المكتبة الوطنية العراقية  

تعود المكتبة والمحفوظات الوطنية العراقية إلى الحياة بعد عمليات نهب كثيفة تعرضت لها عقب الغزو عام 2003، بالرغم من اختفاء حقبات تاريخية كاملة تمتد من الحكم العثماني إلى نظام صدام حسين كما يقول مدير المكتبة سعد إسكندر. 

ويشير إسكندر إلى أن وثائق هذه الحقبات ربما تكون محفوظة في الولايات المتحدة وبريطانيا.  

وأوضح -في مقابلة أجريت معه في مونتريال بكندا- أنه بعد الاجتياح الأميركي للعراق "فقدنا 60% من مجموعاتنا، كل خرائطنا وصورنا  تقريبا. و90% من كتبنا النادرة. لكن الأمور بدأت تعود لنصابها، وأصبحنا في وضع أفضل مما كنا عليه في ظل حكم صدام حسين". 

ويزور مدير المكتبة والمحفوظات الوطنية العراقية عاصمة مقاطعة كيبيك الكندية للمشاركة في المؤتمر السنوي لمؤسسة الدراسات حول الشرق الأوسط التي تستضيف نحو ألف باحث هذا العام. 

وإثر سقوط نظام صدام حسين في أيريل/نيسان 2003 امتدت أيادي النهب لتعبث بالمكتبة والمحفوظات العراقية كما غمرت المياه مخزنا للأرشيفات.

وكانت أرشيفات معظم الوزارات في ظل الحكم العثماني للعراق (1638-1918) وعهد الانتداب البريطاني (1920-1932) والملكية الهاشمية (1932-1958) والجمهورية (1958-2003) محفوظة في تلك المباني. 

وقام فريق إسكندر مذ ذاك بترميم مبنى المكتبة الوطنية كما شكل هيئة لحفظ الوثائق المتبقية وبدأ -بمساعدة أخصائيين من جمهورية تشيكيا وإيطاليا- بترميم الوثائق التالفة. 

لكن إن كان مركز المحفوظات في بغداد بدأ يعود تدريجيا للحياة بفضل جهود إسكندر فإن بقية الأرشيفات العراقية لا تزال في حالة يرثى لها على ما يؤكد عدد من الأخصائيين. 

إعادة الوثائق  

وأشار إسكندر إلى أن لدى الأميركيين والبريطانيين القسم الأكبر من محفوظات النظام السابق ولذلك يسعى للضغط على السلطات الأميركية لإعادة هذه الوثائق إلى بغداد. 

وأوضح أن "هذه الوثائق ستسمح لنا بفهم كيفية تمكن صدام حسين وأعوانه من  الهيمنة والسيطرة على المجتمع وكيف تبدل العراقيون أنفسهم -في تصرفاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية- في ظل النظام التوتاليتاري". 

وأعرب إسكندر عن أمله في إعداد موقع إلكتروني للمحفوظات عندما تصبح هذه الأرشيفات جاهزة ومرممة. 

من جانبه قال نبيل التكريتي الأخصائي في المخطوطات وأستاذ في جامعة ماري واشنطن إن الولايات المتحدة وبريطانيا نهلتا بدورهما من الوثائق الـ1001 التي تعتبر  كنزا للمعلومات في مكتبة ومحفوظات العراق، خاصة تلك المتعلقة بالطائفة اليهودية في بغداد التي كانت كبيرة العدد قبل تأسيس إسرائيل عام 1948.

- الحصاد الثقافي الجزء(2-4)

- الحصاد الثقافي الجزء(3-4)

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5 كلنون الاول/2007 - 24/ذوالقعدة/1428