اتهامات لمدرّسة بريطانية في السودان بإهانة الدين

شبكة النبأ: تشكل الإساءة الى الدين الاسلامي او الى شخص  النبي محمد (ص) لدى المسلمين حداً لا يمكن تجاوزه  وأمراً لا يمكن السكوت عليه مهما كلف الامر.

واتُهمت مُدرّسة بريطانية احتُجزت في السودان بعد أن أطلق فصلها الدراسي اسم محمد على لعبة على شكل دب باهانة الاسلام في خطوة أشعلت خلافا دبلوماسيا بين لندن والخرطوم.

وقالت وسائل اعلام رسمية ان جيليان جيبونز (54 عاما) اتهمت أيضا، باهانة العقائد الدينية وإثارة الكراهية والإزدراء بالعقيدة. وقد تواجه جيبونز اذا أُدينت عقوبة الجلد 40 جلدة أو دفع غرامة أو السجن لمدة عام.

ونقلت وكالة الانباء السودانية عن مسؤول كبير بوزارة العدل قوله ان، نيابة الخرطوم شمال أكملت التحريات في البلاغ ووجهت اتهاما للبريطانية جيليان بموجب المادة 125 من القانون الجنائي.

وفي لندن أكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية اتهام جيبونز وقال مسؤولون ان وزير الخارجية ديفيد ميليباند سيستدعي سفير السودان في لندن فيما يتصل بالقضية.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء جوردون براون، دُهشنا وخاب أملنا لهذا التطور وسيستدعي وزير الخارجية السفير السوداني على وجه السرعة لاجراء مزيد من المناقشة في هذه المسألة.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شين ماكورماك، اننا نتابع مسألة المدرسة البريطانية عن كثب وباهتمام. وسيحال الملف الى المحكمة ومن المتوقع أن تمثل جيبونز وهي بريطانية من ليفربول أمام المحكمة.

وقال بيان للسفارة السودانية في لندن ان القضية جاءت استجابة لشكاوى أولياء الأمور. وتابع البيان، القضية الآن في يد الشرطة ولا بد من مقاومة إغراء التعامل معها كقضية للاثارة الاعلامية. من المؤكد أننا لا نرغب في  اللجوء الى محاكمة من خلال وسائل الاعلام.

وأضاف البيان، المدرسون البريطانيون يقومون بمهمة عظيمة في السودان. نأمل في أن تحل قضية السيدة جيبونز سريعا.

وقال زملاء لجيبونز انهم لا يعتقدون أن جيبونز كانت تقصد الاساءة للاسلام وأنها ارتكبت خطأ بريئا باختيار الاسم.

وقال الدكتور محمد عبد الباري الامين العام للمجلس الاسلامي في بريطانيا في بيان نشر في لندن، هذا قرار شائن ويجافي الصواب.

وفي وقت سابق سمح لثلاثة مسؤولين بالسفارة البريطانية ومدرس زميل لجيبونز في مدرسة الوحدة بزيارتها لمدة زادت على 90 دقيقة.

وقال القنصل البريطاني راسل فيليبس، يمكنني أن أؤكد اننا قابلنا السيدة جيبونز وقالت انها تعامل بشكل جيد. وأضاف، نحن على اتصال وثيق مع السلطات السودانية بشأن القضية.

وكانت جيبونز احتجزت بعد أن اشتكى بعض أولياء الأمور من اطلاق اسم محمد على لعبة على شكل دُب في فصلها الدراسي.

وقال مدرسون في المدرسة التي تعمل بها جيبونز انها طلبت من فصلها الذي يضم تلاميذ في السابعة من أعمارهم أن يختاروا اسما أثيرا لديهم للدب فاختار 20 تلميذا من بين 23 اسم محمد.

وقال محمد (سبع سنوات) التلميذ بفصل جيبونز لرويترز، هذا الاسبوع انه سمى الدُب على اسمه وأغلب زملائه في الفصل أيدوا اختياره.

وفي تدريب على الكتابة سمح للتلاميذ بأخذ الدُب الى البيت وطُلب منهم الاحتفاظ بيوميات عما فعلوا باللعبة. وجمعت روايات التلاميذ في كتاب بعنوان "اسمي محمد".

ووزعت منشورات في الخرطوم تدعو لاحتجاجات بعد صلاة الجمعة لكن كثيرا من السودانيين قالوا انهم مستعدون للعفو عن جيبونز اذا اعتذرت.

وقال عبد الله -وهو طالب يدرس العلوم- عندما سمعنا بالأمر أردنا التظاهر على الفور لكن البعض قال انه يتعين الانتظار لمعرفة ما ستتوصل اليه السلطات المعنية.

ويرى صابر عبد الكريم  صاحب متجر انه اذا لم تكن جيبونز قد قصدت الاساءة الى الاسلام فان الاعتذار للمسلمين يكون كافيا لانهاء المشكلة.

وقال، اذا اعتذرت المُدرسة للشعب السوداني ولجميع المسلمين لانها أهانت النبي محمد فان ذلك سيكون كافيا لانهاء المشكلة. وأضاف، أي شخص قد يخطيء والمسلمون متسامحون. سيسامحونها والله هو الحكم.

وقال عمر - وهو عاطل يبلغ من العمر 30 عاما- اذا كان ما حدث سوء تفاهم يمكن حل الأمر سلميا. وانتشرت شائعات عن أعمال شغب واحتجاجات عنيفة وحرق سيارات قرب مبنى المدرسة لكن الشوارع اتسمت بالهدوء ولم تظهر بوادر على مظاهرات. لكن ليس الجميع مستعدا لمسامحة المدرسة.

ويقول محمد توم الذي يدرس القانون، انها مدرسة ويجب ان تعلم تلاميذها الاحترام والاخلاق لكنها تفعل العكس.

وذكر مركز الاعلام السوداني الحكومي إن جيبونز اتهمت "بإهانة النبي محمد". وقال انه يجري إعداد قرار الاتهام "بموجب المادة 125 من القانون الجنائي" الذي يتعلق بإهانة الاديان.

وقال المدرسون بالمدرسة الواقعة في وسط الخرطوم إن جيبونز ارتكبت خطأ لا ينطوي على سوء نية وانها ببساطة سمحت لتلاميذها باختيار الاسماء التي يفضلونها لالعابهم في إطار برنامج مدرسي.

وأضاف، اننا نشعر بقلق شديد على سلامتها. انه خطأ لا ينطوي اطلاقا على سوء نية. والسيدة جيبونز لم ترغب قط في الاساءة الى الاسلام.

وقال متحدث من السفارة البريطانية في الخرطوم انها لم تتهم بعد بانتهاك القانون الحكومي الذي يمنع إهانة الاديان. وقام مسؤول من السفارة بزيارتها يوم الاثنين وقال انها في صحة جيدة لكنها في حالة صدمة.

وقال غازي سليمان مدير جماعة حقوق الانسان السودانية انها اذا ادينت فسيصدر الحكم بجلدها 40 جلدة والسجن لمدة ستة اشهر او دفع غرامة. ولم يتسن الحصول على تعليق من اي شخص في وزارتي التعليم او العدل السودانية.

وقال بولس انه قرر إغلاق المدرسة حتى شهر يناير كانون الثاني خشية حدوث أعمال انتقامية ضدها في العاصمة السودانية. وقال، هذه قضية حساسة جدا.

وقال بولس إن جيبونز كانت تتبع منهجا دراسيا بريطانيا يهدف الى تعليم التلاميذ الصغار ما يتعلق بالحيوانات وبيئاتها. وكان حيوان هذا العام هو الدب.

وقال بولس إن جيبونز التي انضمت الى مدرسة الاتحاد في اغسطس اب وطلبت من طفلة أن تأتي بلعبتها على شكل دب للمساعدة في دروس الصف الثاني.

وقال إن المدرسة طلبت من تلاميذ الصف اطلاق اسم على اللعبة. وقدموا ثمانية اسماء بينها عبد الله و حسن ومحمد ثم شرحت لهم معنى الاقتراع  وطلبت منهم اختيار اسم. واختار 20 من بين 23 طفلا اسم محمد.

وكان يسمح لكل طفل بأخذ لعبته الى المنزل في عطلة نهاية الاسبوع ويطلب منهم كتابة مذكرة حول ما فعلوه باللعبة. وجمعت المذكرات في كتاب مع صورة اللعبة على غلافه وبجوارها عبارة "اسمي محمد."

وأضاف، أن اللعبة نفسها لم تكن تحمل علامة او كتابة بالاسم بأي شكل قائلا ان الشرطة السودانية أخذت الكتاب وطلبت مقابلة الطفلة التي يبلغ عمرها سبعة اعوام.

وقال بولس انه علم بهذا المنهج الدراسي لاول مرة في الاسبوع الماضي عندما تلقى مكالمة هاتفية من وزارة التعليم تقول إن عددا من الاباء المسلمين قدموا شكاوى رسمية.

وقالت مدرسة مسلمة في مدرسة الاتحاد لديها طفل ايضا في صف جيبونز انها لم تعتبر المشروع عدائيا.

وقالت انه لم تكن لديها مشكلة على الاطلاق مع هذا الموضوع وانها تعرف جيليان وأنها لايمكن ان تقصد بذلك أي اهانة وانها اعجبت بفكرة الاقتراع على الاسم.

ومدرسة الاتحاد مدرسة مستقلة انشئت عام 1902 ويديرها مجلس ادارة يمثل الطوائف المسيحية الرئيسية في السودان لكنها تدرس المسلمين والمسيحيين من سن أربعة اعوام حتى 18 عاما.

تلميذ سوداني يدافع عن المعلمة المتهمة

ودافع تلميذ سوداني في السابعة من عمره عن معلمته البريطانية المتهمة باهانة الاسلام قائلا انه اختار اسم محمد وهو نفس اسمه ليطلقه على لعبته التي هي على شكل دب.

وكانت جيليان جيبونز (54 عاما) المعلمة بمدرسة الوحدة العليا في الخرطوم اعتقلت بعد شكاوى من أولياء أمور بأنها اهانت النبي محمد وستقضي ليلتها الثالثة في الحبس من دون توجيه اتهامات رسمية.

وقال الصبي في حياء جعل صوته أكثر قليلا من الهمس، المعلمة سألتني ماذا أريد أن أسمي الدب. وقلت لها محمد. لقد سميته على اسمي.

وحثت عائلة محمد التي لم تشأ الافصاح عن اسمها بالكامل الصبي وهو جالس في حديقته يرتدي سروالا قصيرا على أن يصف ما حدث.

وقال انه لم يكن يفكر في نبي الاسلام عندما سئل أن يقترح اسما مضيفا أن معظم زملائه وافقوا على اختياره.

وطلب من التلاميذ خلال تمرين على الكتابة أن يدونوا مذكرات حول ما فعلوه بدبهم اللعبة. وقال الطفل، البعض أخذوا الدب الى المنزل والى الاماكن التي ذهبوا اليها... مثل حمام السباحة.

وقال محمد ان جيبونز "لطيفة جدا" وأنه سيكون مستاء جدا اذا لم تعد للتدريس. وأضاف ان جيبونز لم تتحدث بشأن الدين ولم تذكر النبي. وقال وهو يحك شعره المجعد القصير، درسنا رياضيات وانجليزي وحروف الهجاء.

وقال وزير العدل محمد علي المرضي لرويترز انه، سيتم توجيه اتهامات رسمية بمجرد اكتمال التحقيقات. وقال التهم توجه وفق قانون العقوبات السوداني... اهانة الدين واثارة مشاعر المسلمين. وأضاف، هذا بشكل مبدئي.. وبعد التحقيقات سيتم التحقق من التهم.

وقال المحامون انه اذا أدينت جيبونز بالاساءة للاسلام سيصدر الحكم بجلدها 40 جلدة والسجن لمدة ستة أشهر او دفع غرامة.

وأحضر مدرسون زملاء لجيبونز ومسؤولون من السفارة البريطانية طعاما لها الا أنه لم يسمح لهم بزيارتها.

وقالت عائلة محمد انهم حصلوا على معظم معلوماتهم من الصحف بعد أن أغلقت المدرسة. وقالت أمه، أنا منزعجة... من أن الامر تطور بهذه الطريقة. اذا كان الامر قد حدث كما يقول محمد  فليس هناك مشكلة اذن.. لم يكن شيئا متعمدا.

وقال عم محمد ان الطفل الصغير مسلم ملتزم ويصلي الصلوات الخمس كل يوم. وأضاف، نريد أن نسمع القصة منها أيضا.

وأشار روبرت بولس مدير المدرسة الى أن المدرسة ستغلق حتى يناير كانون الثاني لانه يخشى التعرض لاعمال ثأرية خاصة في الخرطوم التي تقطنها أغلبية مسلمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1 كلنون الاول/2007 - 20/ذوالقعدة/1428