المدارس في كربلاء والإهمال المدقع

كربلاء – مرتضى حسن

 مدارس بلا مجمعات صحية.. وأخرى آيلة للسقوط على التلاميذ

70 تلميذا في الصف الواحد.. كل خمسة تلاميذ على مقعد دارسي!!! 

شبكة النبأ: فرحة كانت لدى طلبة مدارس كربلاء عند قدوم العام الدراسي الجديد عسى إن يجدوا مدارسهم قد تغير الحال فيها وشملها التطور والاعمار .. وهذه الفرحة لم تدم إذ أنهم تفاجؤا بأنهم وجدوها كما تركوها في العام الماضي إن لم تكن أسوء مما كانت عليه.. إذ أنهم وجدوا مقاعد الدراسة تعاني من نقص في العدد والعدة فمنها ما لم يبق إلا هيكلا حديديا ومنها ما بقي صامداً ليتقاسمه 4 أو 5 طلاب في حين أن البعض الآخر من الطلبة لم  يجد حتى مقاعد يجلس عليها فاتخذوا من الأرض وسيلة ليواصلوا تعليمهم  وكأنهم بمدينة افريقية بائسة... فضلا عن ان الطلاب في العديد من المدارس لم يستلموا حصصهم من الكتب والدفاتر والقرطاسية لحد الان، والأدهى من ذلك فأن المرافق الصحية في مدارس البنات خصوصا لا تصلح إن تكون مخازن للسكراب. حيث لا ماء فيها ولا نظافة وبعضها قد خلا حتى من الابواب الداخلية!!!

والسؤال من المقصر..؟ ومن المسؤول..؟ ومن سيكون المحاسب له، لما ينتاب مدارسنا من إهمال غير مقبول على الاطلاق؟ بل من يرتضي لأطفاله ان يفترشوا ارض الصف الباردة، او يتخذوا من الزوايا المظلمة في المدرسة مكانا ليقضوا فيه حاجتهم!!!

فمدرسة (الإسراء) للبنات في حي الغدير، والذي يعتبر ضمن مركز المحافظة، تشهد انفجاراً كبيراً في عدد التلميذات الذي يبلغ 1250 تلميذة  يتوزعن على 24 صفا ويحتوي كل صف ما يقارب 60 – 0 7- تلميذة .وينقصها الكادر  وهذا موثق لدى الأشراف التربوي ومدير عام تربية المحافظة... كما أوضح مدير المدرسة. يضاف إلى ذلك أن مجموعاتها الصحية مغلقة بشكل تام ؟!!..  ويزداد الحال سوءا من مدرسة إلى أخرى ، فمدرسة (المعرفة) أيضا في حي الغدير لم تكن بأحسن حال من سابقتها إذ يبلغ عدد تلاميذها 1175 تلميذا ولا تحتوي البناية إلا على 22 صفا ويبلغ عدد التلاميذ في الصف الواحد 65 – 70 تلميذا بعضهم يتخذون من الأرض مقعدا والمصيبة الأكبر أنها تعاني من نقص 13 معلما وفيها  5 صفوف لم يدرسوا شيئا حتى الآن على الرغم من مضي ما يقارب شهرين على بدء العام الدراسي ، وفي حالة اعجازية  يجلس كل 5 تلاميذ على مقعد واحد ، هذا ما قاله مدير المدرسة ..

   وتشاطر مدرسة (المعرفة) بنايتها مدرسة (ذو الفقار) التي يبلغ عدد تلاميذها 850 تلميذا موزعين على 17 صفا وتعاني المدرسة من نقص في الكادر التعليمي .

اما مدرسة (الشعب) التي تشاطرها البناية مدرسة بدر الكبرى ايضا في حي الغدير ، يبلغ عدد تلاميذها 806 تلميذا في حين أن عدد صفوفها 17 صفا وكل صف يضم ما يقارب 55 – 63 تلميذا ، إذ يجلس على رَحلة واحدة أربعة أو خمسة تلاميذ وإذا لم يحصل البعض على رَحلة فانه سيحول أرضية الصف الباردة في هذه الايام إلى رَحلة له، يضاف إلى ذلك أن كادر المدرسة يصل إلى 20 معلما وهم بحاجة إلى أربعة آخرين ليسدوا النقص الحاصل لديهم، على حد قول مدير المدرسة .

  وتتشابه معاناة مدرسة (الشعب) مدرسة (المصطفى) اذ يبلغ عدد تلاميذها 600 تلميذ وعدد صفوفها 12 صفا ، وكل صف منها يضم أكثر من 45 تلميذا ، وينقصها من المعلمين خمسة ، ومنذ سنتين لا يعرف تلاميذها درس الرياضة بسبب نقص الكادر على حد  وصف مديرتها سعاد حسن ..أن مشكلة المدرسة لا تقتصر على كثرة عدد التلاميذ ونقص الكادر وإهمال دروس ، بل يضاف لذلك كله المجموعات الصحية المهدمة بشكل كلي وهي مدرسة بنات، وهذا حال مدرسة ( الخلفاء ) التي تشاطر مدرسة المصطفى في البناية ذاتها ، ورغم احالتها ضمن مشاريع العام القادم ، وعلينا الانتظار موسماً دراسياً آخر .

والحالة لا تختلف عما سبق في حي الحر ، فمدرسة (الاستقلال) للبنات بدون مجمعات صحية وهي آيلة للسقوط في أية لحظة ، وبحاجة إلى أعادة تأهيل الساحة والكهربائيات وغيرها من القضايا المهمة التي تحتاجها كل مدرسة..

أما مدرسة (الثبات) في منطقة اليرموك التي يبلغ عدد طلابها 600 طالب وعدد كل شعبة دراسية 45 – 55 طالب فهي بحاجة الى مجمعات صحية للطلبة والمدرسين حيث المجمعات المرافق الصحية الموجودة  يبلغ عمرها 11 عاما، ونقص في الرحلات وضعف التيار الكهربائي .. وكما قال مدير المدرسة فأن الدرس الأخير لا يدرس بسبب العتمة الموجودة داخل الصف ..

مدارس آيلة  للسقوط على رؤوس التلاميذ

وفي ناحية الحسينية لا يختلف الحال فيوجد عدد من المدارس الآيلة للسقوط والتي تشكل خطرا حقيقيا على أرواح المئات من التلاميذ والمعلمين ، ويبلغ عدد هذه المدارس 10 مدارس ، كما ذكر كردي الجسماني عضو المجلس البلدي في الناحية ، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر مدرسة (الغاضريات) و(الغساسنة) و(البيارق) ، وتقول إحدى معلمات مدرسة (الغاضريات).. أن بناية المدرسة تحتوي على شقوق في الجدران وهي قديمة جداً وهي أول مدرسة شيدت في الناحية.. وعن حاجة بعض مدارس ناحية الحسينية إلى مجموعات صحية ، يقول الجسماني.. أن ما يقارب 8 مدارس ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية بحاجة إلى بناء مجموعات صحية في حين أن هناك 13 مدرسة في الناحية بحاجة إلى ترميم شامل وما يقارب 12 مدرسة أخرى بحاجة إلى بناء أجنحة و9 مدارس أخرى بحاجة إلى بناء أسيجة .

وأضاف الجسماني ، أن هناك نقصاً في اختصاصات الرياضيات والإنكليزي والفيزياء ولا سيما أن هناك الكثير من الخريجين ولكنهم من دون تعيين حتى الآن موضحاً بان هناك مدارس تعاني من الكثافة الطلابية منها مدرستي (النبراس) في منطقة الإبراهيمية ومدرسة (الريف الزاهر) في منطقة العطيشي . . وتشاركها ثانوية (الحمزة) في حي الغدير بنقص اختصاص مادة الإنكليزي ومنذ فترة طويلة لأن المدرس السابق قد تم نقله ولم يعوض لحد الان .

   كما لا تخلو مشاهد مدارس منطقة الجدول الغربي  عن سابقاتها من المدارس الأخرى ، فثانوية (الرجيبة) ساحتها غير مبلطة وأيضا مدرسة (ثغر العراق) قديمة جداً ، ومدرسة (الخورنق) في منطقة أبو روية في الخيرات أثرية ، بنيت عام 1954 ، أما مدرسة (النعمان) في نفس المنطقة فالساحة غير مبلطة أيضاً والمجمعات الصحية سيئة جدا  وقديمة وتحتاج إلى إعادة ترميم .

تبريرات وتبريرات و...

وبعد كل هذه المعاناة التي تشهدها مدارسنا في المحافظة فلابد من سماع تبريرات الجهات المسؤولة، فكانت لنا وقفة مع مسؤول شعبة الصيانة في مديرية تربية كربلاء المهندس قصي كامل الذي أوضح لنا، أن معظم المدارس في المحافظة تحتاج إلى صيانة دورية كل عام وهناك أولويات تعطى للأبنية التي فيها حالات خطرة وتتطلب مبالغ كبيرة لذا فإننا نخاطب الوزارة ومجلس المحافظة و المحافظ ، بأن يخصصوا مبالغ إضافية لهذه المدارس لأننا لا نمتلك حلولاً آنية من دون تخصيصات مالية موجودة مضيفاً أن التخصيصات السنوية من وزارة التربية تبلغ 100  مليون دينار للصيانة فقط وإننا نعد كشوفات الصيانة على ضوء المبلغ ، ولقد طالبنا منذ أيلول الماضي بتخصصات إضافية إلا أننا لم نحصل على الموافقة حتى الآن .

مسؤولة قسم الإعلام في مديرية تربية كربلاء وعضو مجلس المحافظة سكينة حسين السيلاوي، قالت،.. إن ما يتعلق بالمجموعات الصحية فان معظم مدارسنا تفتقر إليها وإنها تكاد تكون شبه معدومة ، لكن العمل والسعي جار إلى النهوض بها وإنشائها والعمل على ترميم المتضرر منها بأسرع وقت بتعاون مجلس المحافظة والسيد المحافظ .

 وعن نقص مقاعد جلوس الطلبة قالت السيلاوي.. أن نقص مساطب الدراسة يعود إلى وفود الطلبة المهجرين والنقل من بقية المحافظات الجنوبية ، وبرغم ذلك عمل مجلس المحافظة على تجهيزنا بـ 1450 رَحلة ، تم توزيعها فوراً ، وهناك 1450 رحلة أخرى قيد الاستلام .

 كما أن هناك ما يقارب الـ 2000 رَحلة من منظمة CHF يتم توزيعها على المدارس التي قامت هذه المنظمة بتأهيلها.

وعن القول بأن درسي التربية الفنية والرياضة لا يُدرّسان ، قالت السيلاوي، لا يوجد ما يشير إلى عدم تدريس هاتين المادتين (الرياضة والفنية) ، ماعدا المدارس المزدوجة ، حيث يكون التدريس للمادتين المذكورتين بواقع حصة كل أسبوع حسب توجيهات وزارة التربية مشيرة إلى أنه تم افتتاح معارض فنية من قبل النشاط المدرسي وبطولات بخصوص الرياضة ، وحازت مديريتنا على مراتب متقدمة فيها .

  وعن عدد المدارس في المحافظة بينت السيلاوي، أن عددها هي 612 مدرسة ونحن بحاجة الى 81 مدرسة جديدة هذا العام .

  وعن وجود أو عدم وجود زيارات تفتيشية للمدارس تقوم بها مديرية تربية كربلاء ، ذكرت السيلاوي بأن هناك فرقاً تفتيشية عاملة على إجراء زيارات ميدانية من قبل المشرفين الاختصاصيين والتربويين تعمل على زيارة المدارس وإبداء التوجيهات بخصوص تطبيق التعليمات والضوابط ، كما أن هذه اللجان تعمل على زيارة المواقع بشكل فعلي وتدرس احتياجات ومتطلبات المدرسة من حيث التأهيل والبناء والترميم وترفع مذكرات بهذا الخصوص لما تدرس من المشكلات التي تعيق العملية التربوية .

  لم تنته مشاكل التعليم بعد... فهناك مدارس فيها فيض في عدد المدرسين والمعلمين ، وهناك مدارس تشكو قلتهم ، حتى أن بعضهم لاتصل حصصه أكثر من 12 حصة أسبوعيا ، في حين تصل عند البعض الآخر أكثر من 24 حصة .

  وعن ما تحدث به بعض المعلمين والمدرسين من عملية النقل من مدرسة الى اخرى  رغم النقص أوضحت مديرة الإشراف ألاختصاصي الست فلور.. النقل يتم على ثلاث حالات ، اما طلب من صاحب الشأن أو رأي الإشراف ألاختصاصي بعد زيارة المشرف لمدرسة ما وإيجاد مدرس ما كفء ، فيطلب نقله إلى مدرسة إعدادية والعكس كذلك ، إذا تبين أن مدرسا في مدرسة إعدادية غير كفء ، فينقل إلى مدرسة متوسطة ، وأن هذه الاتهامات ليس لها صحة ، مشيرة إلى وجود نقص حاد في اختصاصي الإنكليزي والرياضيات .

  ويقول حسين كريم رحمن مدير الإشراف التربوي في كربلاء، ما يتعلق بنقص الملاك كما تدعي بعض إدارات المدارس فهو غير صحيح بشكل دقيق ، كما هو في مدرسة الإسراء اذ  لم يصل معدل توزيع الحصص إلى 28 حصة حسب القانون وحسب الوحدة الدراسية للمعلم مشيرا إلى إن مسألة الفيض في المدارس مسألة موروثة من السنوات السابقة  ، فمن الملاحظ وجود معلمين ممن تجاوزت خدمتهم 20 عاما و لا يمكن لنا نقلهم إلى مدارس بعيدة لأنهم كبار في السن موضحاً بأن الفيض والشاغر في قطاعات محددة من مركز المدينة وكلهم من ذوي الخدمة الطويلة في الأحياء البعيدة ولا توجد شواغر حادة، على حد قول مدير الإشراف التربوي الذي أضاف، قائلاً.. ما يتعلق بمدرسة بدر الكبرى في حي الغدير فقد حدثت شواغر نتيجة لتدوير ملاك المدرسة بعد نقل المعلمات كافة وأصبح ملاك المدرسة كله من المعلمين وحصلت حاجة وهي قليلة جداً وسنسد النقص قريباً موضحاً بأن نقل الكوادر من المدارس التي تعاني من نقص لا يتم إلا لضرورات أمنية ولا سيما لبنات المسؤولين وبتوجيه من وزارة التربية وهي حالات قليلة ولا تتعدى أصابع اليد ونقوم بتعويضها في حالة وجود شواغر من هذا القبيل ولا تتعدى المدة 10 أيام ، وما يتعلق بدرسي الفنية والرياضة فالكلام غير صحيح ولكن يحدث في المدارس الثلاثية ، اذ لا وجود للوقت الكافي وهو حصة مرفوعة في الدوام الثلاثي ولو أن التربية تطبق الجدول المحدد للحصص بتعليماته الدقيقة فان مغادرة التلاميذ ستكون في الساعة 6.5 ليلاً ، فمن يقبل على المديرية أو المدرسة أن يغادر طلابها ليلاً إذا كان الدوام ثلاثيا ..؟!

  ويواصل مدير الإشراف حديثه... أما في المدارس الثنائية والأحادية فان درسي التربية الفنية والرياضة يدرسان فيها ويتابع المشرفون الاختصاصيون ذلك ، وحتى مدير الإشراف التربوي واختصاصه تربية فنية وما يتعلق بالتربية الرياضية فقد طالب الإشراف التربوي أن تكون هناك دروسا وحصصا لا صفية غير منهجية في مدارس اليافعين لاحتواء الطاقة لدى تلاميذ المدارس .

  وما يتعلق بما يذكر عن مدارس مبنية من (الطين) ، فقد ذكر مدير الإشراف التربوي بأن هذا غير مناسب أطلاقاً ، بل أن هناك مدارس مبنية من القصب ، وقد فتحت لاحتواء الأطفال ، وهم أبناؤنا وأبناء هذا البلد لعدم وجود مدارس في مناطقهم ، وقد فتحت بموافقات أصولية وبشكل مؤقت لحين بناء مدارس جديدة ، إذا ما علمنا بان العلم والتعليم  والتربية لا يحدها مكان فمن الممكن أن تقام مدرسة تحت ظلال الأشجار في حالات الضرورة القصوى ، وهذا كله مرهون بالامكانات ، ولدينا مدارس مثل مدرسة البشرى مبنية من مادة (البلوك) على طريق معمل الثرمستون ، وأخرى هي مدرسة المهدية مبنية من القصب ومدرسة الكميت في منطقة (حكيم) الصحراوية على طريق النجف ، والآن تم بناء مدرسة من (الطين) وتم أكساء جدرانها بمادة (الجص) من الداخل والخارج وسقفت بـ(جذوع) النخيل والنايلون ، ولم تفتح حتى الآن . ويضيف... ونحن نعرض ايضا هذه الحالات أمام المسؤولين في مجلس محافظة كربلاء ووزارة التربية ، لبناء مدارس تليق بأبناء هذا البلد الكريم.

اما اراء المواطنين فكانت مطالبة بالتفات لهذا القطاع واعطاءه اولوية خاصة من لدن المسؤولين عنه .. فقال المواطن محمد علي حسين من منطقة اليرموك... الواقع التربوي في العراق يعاني بشكل عام من وضع مترد ومتراكم منذ سنوات عديدة ، حيث أن المناهج لا تساهم بتنمية قدرات الطفل إضافة إلى ان  حجم الصف صغير ولا يتناسب مع أعداد التلاميذ وقلة الكادر التعليمي ، لذا يجب أن يتم تغيير الواقع التربوي بما يتناسب والتطور الحاصل في العالم .

   يشاطره ناظم زغير الرأي.. ويضيف، أطفالنا يشكون دائماً من الطلبات المتكررة من المعلمات خصوصاً وأنهن يطلبن من التلاميذ في الفترة الأخيرة إن يجلبوا  لهن مجلات وصحف رياضية كون المعلمة تريد كتابة بحث أو ما شابه ، وتريد جمع المعلومات الكافية ، ومعلمة أخرى تطلب دائماً أن يرسم أهل التلميذ منظراً طبيعياً أو عن الحرب ضد الإرهاب ومواضيع أخرى ، وشرط أن يرسمها الأهل لتكون لوحة جميلة كونها تريد أن تشارك في معرض معين ، فهل هذا جائز ..؟ وهل تعلم مديرية التربية بذلك..؟

  عادل الزاملي من حي الغدير ، يقول... ليس من المعقول ما نشاهده في مدارسنا من إهمال ولا نعلم هل هو مقصود أم لا ..؟ فمدرسة لا يوجد فيها مجموعات صحية وأخرى تخلو من أبسط أدوات التعليم ، كالرحلات والسبورة ...!! ، وهل يعقل أن مدير التربية راض عن ذلك ..؟ وأنا أتساءل لو أن ابنه في هذه المدرسة .. هل يوافق أن يعاني ما يعانيه التلاميذ في تلك المدارس ولا سيما جلوس الأطفال على الأرض او بحثهم عن مكان ليقضوا حاجتهم ..!! ، لذا نطالب السادة المسؤولين في قطاع التربية  أن يسخّروا هممهم لخدمة الجيل القادم .

المواطن فرحان حيدر،  طلب من مديرية التربية نقل كوادر للتدريس من أهالي حي الغدير أذا لم تستطع المديرية أجبار المعلم الذي يسكن بعيدا عن المنطقة ، علما بان هناك الكثير من معلمي حي الغدير مدارسهم في مناطق خارج المركز.

  أما علي عزيز حسين فطالب مديرية التربية بأن تكون حيادية في التعامل بين المدارس ، بالنسبة لعدد الكادر التدريسي من منطقة لأخرى .

المواطن أحمد الجابري من نفس الحي المذكور ، فيقول... ان ولدي يدرس في أحد مدارس حي الغدير وهو يجلس على الأرض لأن صفه يعاني من نقص في الرحلات وزيادة بعدد التلاميذ الذي يصل الى 65 تلميذاً ، وكذلك المجموعات الصحية مهملة بالكامل ..

   المواطن أبو سلام ، يتساءل...ما دور الإشراف التربوي ..؟! ألا يزور المدارس ..؟! فلو كان يقوم بزيارتها فلماذا لا تزال تعاني مدارسنا من الإهمال ..؟! ولماذا لم يستلم اطفالي حصصهم من الكتب والدفاتر والقرطاسية الى الان؟.

 رئيس لجنة الاعمار فلاح حسن عطية  قال.. بعد الإطلاع على واقع المدارس وحجم المأساة الموجودة فيها ، ومن خلال الزيارات الميدانية التي قامت بها لجنة الاعمار تم تشكيل لجنة للمتابعة برئاسة رئيس لجنة الاعمار والست بشرى حسن عاشور ورئيس لجنة التربية شمس الدين الهر ، وتم لقاء مدير التربية وطالبناه بأعداد الكشوفات للحاجة الفعلية والضرورية من عدد المجمعات الصحية التي تحتاجها كل مدرسة ولسد النقص من الرحلات وغيرها من الأمور الهامة والضرورية  وبيان المبالغ حتى يتسنى المصادقة عليها من مجلس المحافظة ، وبعد إعداد هذه الكشوفات من التربية سيتم تخصيص مبلغ لبناء هذه المجموعات الصحية وشراء الرحلات .   ولغرض تنفيذها من تخصيصات تنمية الأقاليم وتسريع الاعمار وبشكل مستعجل .

 مدير التربية يجيب على هذه المعاناة التي تشهدها مدارس المحافظة .. ويقول، هذا صحيح ، لأن المجمعات الصحية في المدارس تحتاج الى ترميم ، ولكن المبالغ المرصودة لا تكفي لسد النقص الكبير الذي تعاني منه مدارس المحافظة وهناك سبب آخر لتردي المجمعات الصحية هو ان الكثير من البنايات تكون الدراسة فيها ثلاثية ، ليصل عدد طلبتها الى ثلاثة آلاف طالب ، ويأتي هذا العدد الكبير بسبب كثرة الطلبة الوافدين من العوائل المهجرة والذي وصل عددهم الى 12 ألف تلميذ ، وهم يشكلون بعددهم هذا 24 بناية ، ناهيك عن أمر آخر ، أن أكثر المدارس لم يطالها التعمير منذ سنين طويلة بسبب تراكمات النظام السابق ، فعدد البنايات في كربلاء 342 بناية ، تضم 612 مدرسة ، ولذلك فأن أغلب المدارس تعاني من نقص حاد في الجانب الصحي وهي في أحياء الغدير والعسكري واليرموك ، بسبب كثرة إعداد التلاميذ في هذه المناطق ، أما ما يخص بناء المدارس وتأخرها ، فالسبب يعود الى تلكؤ المقاولين .

وعن عدد الخريجين الذين لم يحصلوا على فرصة التعين ، علماً أن بعض المدارس تعاني من نقص حاد في الكادر التعليمي والتدريسي ؟... يقول مدير التربية... لقد تم فتح 600 درجة شاغرة بين معلم ومدرس ، لسد النقص ، ونحن بانتظار صحة صدور وثائقهم ، حيث ظهرت بعضها مزورة ، ولا يمكن البت في التعيين حتى نتأكد من الوثائق المقدمة 

وعن حاجة المحافظة الفعلية لعدد المدارس ؟..أجاب مدير التربية،  أن  الحاجة الفعلية هي 81 مدرسة ، إذا ما نفذت فأنها تخص فك  دوام المدارس الثلاثية فقط ، فعند توفر هذا العدد يكون الدوام مزدوج ، في حين أن عدد المدارس التي أحيلت للإعمار بلغت 39 بين بناية جديدة وترميم وإضافة أجنحة ، وهذا العدد لا يكفي مطلقا ، إضافة إلى أن هناك نقص في القرطاسية ونقص كبير في المقاعد الدراسية (الرَحلات) حيث إننا بحاجة إلى 10 آلاف رحلة ، وعلى الرغم من معاناتنا المستمرة فقد قمنا بتوزيع القرطاسية والأثاث وتوزيع الرحلات على جميع مدارس المحافظة ، وقد تم فتح مدارس لليافعين تستوعب التلاميذ المتسربين من المدارس الابتدائية من عمر 12 – 18 سنة ، وقد تم استيعاب أكبر عدد منهم ، وصل إلى 3700 تلميذ يافع ، ولا توجد أي محافظة بالعراق وصل إليها هذا العدد من التلاميذ إضافة إلى إننا قد شملنا المدرسين والمعلمين بدورات تأهيلية ولكن ليس باستطاعتنا إدخال الجميع في هذه الدورات.

   وحول وجود شكاوى من بعض المدارس من عدم وجود  مدرسين للمادة الإنكليزية والرياضيات ، وأخرى من خريجي الكليات والمعاهد المسائية (المعلمين و المعلمات) بخصوص التعيين ؟... أجاب مدير التربية... فيما يخص النقص في المدرسين والمعلمين الذين يدرسون مادة الإنكليزي والرياضيات ، فأن هذه المواد هي بالأصل ليس عليها إقبال من الكوادر التدريسية للدخول بهذه الاختصاصات ، وقد فتحنا باب التعيين ولا يوجد متقدمين ، أما بخصوص تعيين خريجي الكليات والمعاهد فأنهم يقدمون تعهد خطي قبل الدراسة بعدم المطالبة بالتعيين ، وكحالة استثنائية تم شمول الخمسة الأوائل وأبناء الشهداء وزوجات الشهداء بالتعين ، وقد قامت تربية كربلاء بفتح مدارس (للتعليم المسرع) حيث يختصر مرحلة الابتدائية إلى أربع صفوف بدلاً من ستة ، ونحن متمسكين بهذا الأمر فقد استقبلنا الطلبة الذين يعملون نهارا اذ يكون دوامهم من 2 – 5 مساء ، وشكلنا لجان من التربية لزيارة أولياء أمور الطلبة وحثهم على الدوام .

وفي الختام بقى إن نقول ..هذه المعاناة التي يعيشها التلاميذ، وآراء المواطنين وكذلك تبريرات المسؤولين وأصحاب الشأن ... إلا أننا نضعها إمام الأخوة القراء وبحيادية وموضوعية تامة وهُم الحكم ؟  

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 28 تشرين الثاني/2007 - 17/ذوالقعدة/1428