الآباء والأمهات في الكويت يعيشون حالة من الاغتراب الأُسري

شبكة النبأ: لاحظت دراسة اكاديمية وجود حالة من الاغتراب الاسري لدى الاباء والامهات في الاسرة الكويتية الامرالذي يضعف دورها في التربية والتنشئة ومقوماتها كجماعة اجتماعية يفترض فيها القدرة على اشباع حاجات افرادها وتنميتهم .

وقالت الدراسة التي حملت عنوان "الاغتراب الاسري واثره في تنمية افراد الاسرة الكويتية" واعدها استاذ الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور خالد الشلال ان 72 في المئة من الوالدين في الاسرة الكويتية عبروا عن شعورهم بمستوى مرتفع من الاغتراب الاسري .

واضافت الدراسة التي اجريت على عينة قوامها 300 شخص من مختلف محافظات الكويت ان 5ر48 في المئة يشعرون بانهم فاقدي السيطرة داخل الاسرة وان تأثيرهم ضعيف ويصعب عليهم توقع ردود افعال بقية افرادها .

واوضحت ان 62 في المئة من الآباء والامهات يشعرون بالعزلة عن الاسرة على الرغم من وجودهم فيها ويفتقدون العلاقة الوطيدة مع افرادها كما ان 3ر44 في المئة من اجمالي العينة يشعرون بان الحياة الاسرية تخلو من المعاني الجميلة وان الحوار مع افرادها أمر غير مجد .

واشارت الى ان نحو 8ر66 في المئة يرون ان الاسرة الكويتية تساهم في تنمية افرادها بدرجة متوسطة بينما 7ر23 في المئة من العينة يرون ان الاسرة تتيح فرص تنمية بدرجة مرتفعة و5ر9 في المئة يرون ان الاسرة تساهم في ذلك بشكل منخفض.

وقالت ان الاسرة قد تتيح مقومات الرعاية المادية من المأكل والملبس والترفيه لكنها في حالة الاغتراب تفتقد الدفء النفسي والتفاعل الاجتماعي السليم الذي يجعل منها السياق الاجتماعي الاصيل لتكوين الشخصية .

واوضح الدكتور الشلال لـ (كونا) ان نتائج الدراسة تعكس حالة اغتراب يعيشها اباء والامهات كما تعكس انه على الرغم من ان الاسرة الكويتية تتيح لافرادها فرص تنمية معقولة الا ان هذه الفرص تضيق عندما يكون الوالدان اكثر اغترابا .

واضاف ان اغتراب الوالدين او احدهما عن الاسرة يعني افتقاد مقومات اساسية لفاعلية الاسرة ويعني اختلالا في القيام بمسؤولياته المفترضة ليس بالضرورة من المنظور المادي ولكن من المنظور النفسي الاجتماعي .

واشار الى ان الاسرة هي المدرسة الاجتماعية الاولى للطفل وهي العامل الاول في صياغة سلوكه الاجتماعي ومنها يستقي الثقافة والقيم والعادات والاتجاهات الاجتماعية بما في ذلك معايير الصواب والخطأ والحقوق والواجبات .

واوضح ان الاغتراب الاسري احد الاسباب التي تهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع سواء كان الفرد هو الذي رفض الاسرة او هي التي رفضته فإن النظام الاسري يكون بصدد مشكلة معقدة .

وقال ان هناك مؤشرات في المجتمع الكويتي تدل على وجود بعض المشكلات الاجتماعية ذات العلاقة الوثيقة بضعف النظام الاسري منها انعدام القبول والمودة بين الزوجين وضعف الحوار وكثرة الخروج من المنزل وكثرة التذمر وعدم تحمل المسؤولية .

واوصى الشلال بضرورة ادخال مقرر "التربية الاسرية" في جميع مراحل التعليم الثانوي والجامعي بحيث يكون اساسيا اضافة الى انشاء قناة تلفزيونية تعنى بشؤون الاسرة على ان تكون برامجها غير تقليدية وتتفاعل مع واقع الاسرة الكويتية .

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24 تشرين الثاني/2007 - 13/ذوالقعدة/1428