تحليل عن أسباب تحسن الوضع الأمني الحالي في العراق

د.ايمان الهاشمي 

 حتى نشخص بشكل دقيق الحالة الأمنية الراهنة في العراق، حيث الاستتباب الأمني النسبي بعد تراجع المفخخات، لابد أن  نقرأ خريطة المؤثرات المحلية وغير المحلية على الواقع العراقي إذ أن هذه القراءة تعطينا صورة عن خلفيات الوضع، وهي ضرورية بنظري لفهم الحالة الأمنية وأبدأ بعنوان المقاومة.

وقد انضم تحت هذا العنوان عدة مجموعات لها أهداف واستراتيجيات مختلفة وأحيانا متناقضة، بحيث شوهت المقاومة الحقيقية فعلاً ومن هذه المجموعات ما يلي:-

1.    المقاومة الحقيقية:-

 وهي مجموعة صغيرة شوهت وضاعت بين المجموعات التي انضوت تحت عنوانها، وهدفها طرد الاحتلال وهي تضم السنة والشيعة.

2.    مجاميع البعثيين والجيش العراقي:-

 فهاتان المؤسستان نظمتا نفسيهما في مجاميع واستخدمتا أسماء إسلامية للتمويه ولضمان حواضن في المناطق العراقية التي تنشط فيها وهدف هذه المجاميع العودة إلى السلطة وهي فعلاً تساهم إلى جانب المقاومة الحقيقية في توجيه الضربات إلى قوات الاحتلال.

3.    مجموعات دافعها إسلامي مذهبي:-

 اندفعت هذه المجموعات من الدول العربية بدافع الجهاد وتحرير العراق من أيدي الاحتلال، وهنا لا استبعد أن يكون لشبكة المخابرات العربية لبعض الدول العربية والموساد الإسرائيلي دور في استدراج هذه العناصر ودفعها إلى الساحة العراقية لأسباب لا مجال لذكرها في هذا المكان. وهذه العناصر تم احتضانها من تنظيم القاعدة ومن تنظيمات حزب البعث، استخدمت كأدوات أي تلك العناصر – للتفجير والقتل وما شابه ذلك.

4.    تنظيم القاعدة:-

 وبرأيي أن هذا الاسم البعض منه الاسم الحركي للموسادالإسرائيلي وللسي آي أي، وهنا لا انفي وجود تيار وهابي يسعى لمقاتلة المحتلين،  لكن أؤكده ان هذا التنظيم مخترق من الجهازين السابقين ويوجه بالشكل الذي يخدم الاستراتيجيتين الأمريكية والصهيونية في العراق والمنطقة ككل.

5.  المجموعات المسلحة التي تمثل أجندة عربية، وأتوقف قليلاً عند هذه المجموعات لأهميتها فما بات واضحاً لدى دول المنطقة أن الولايات المتحدة الأمريكية جاءت لتغير الخريطة السياسية والجغرافية في المنطقة انطلاقاً من العراق حتى أن لريشتارد بيرل المستشار السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مقولة مشهورة قالها في معرض رده على المعترضين من السياسة الأمريكية على استراتيجية بوش إزاء المنطقة والعراق يوم ذاك وهي (... أن هذه الأنظمة – العربية – حكمت أكثر مما تستحق ولابد أن ترحل...) واشنطن بوست 15/12/2002.

هذه المقولة وغيرها من المقولات المماثلة اقترنت بحملة إعلامية أمريكية ضد الأنظمة (الدكتاتورية) في المنطقة وتأكيدها على مسألة نشر قيم الديمقراطية وعلى خلفية هذا التوجه كان هناك تصعيداً ضد نظام الرئيس المصري حسني مبارك، وتصعيداً ضد سوريا، حتى أن وزير الخارجية السابق كولن باول قال ذات مرة: (... ليعلم النظام السوري أن له  جار جديد) يقصد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق...).

كل ذلك جعل هذه الأنظمة التي أفزعها التوجه الأمريكي جعلها ا تندفع مستخدمة نفوذها السابق في العراق وأموالها الطائلة في تشكيل مجاميع مسلحة لإرباك المشروع الأمريكي في العراق حتى يظل محصوراً داخل الحدود العراقية دون أن يتجاوز هذه الحدود، وقد وجدت الساحة مهيأة للعمل من خلال طاقات حزب البعث والجيش العراقي المنحل، تلك التي كانت تبحث عمن يحتضنها وينظم صفوفها. فنشطت بعض شبكات المخابرات العربية في العراق وبشكل سري ونجحت في استقطاب هذه الطاقات وتشكيلها عدة مجموعات وتنظيمات مسلحة منها، لإرباك المشروع الأمريكي.

وقد لاحظنا كيف أن الدول العربية أو بعضها بعبارة أدق خصوصاً تلك المعنية بالقضية العراقية والتدخل فيها مثل والاردن والسعودية، شنت حرباً إعلامية صاخبة وضخمة حول ما سمي " مظلومية السنة" "وحول ضياع حقوقهم السياسية" "واحتمال طغيان الهيمنة الشيعية على النظام السياسي في العراق" ومقولات أخرى تصب في إطار التحريض والتهيج للطائفة السنية في العراق، وهو ما اثر فعلاً وحفز هذه الطائفة على التعاون بشكل آخر مع المجموعات المسلحة التي شكلت تحت العناوين السابقة، وتصبح حاضنتها الأساسية، بل وأكثر من ذلك، تشكلت منظمات وهيئات ذات لون طائفي واضح مثل هيئة علماء المسلمين، وقد لاحظنا خطابها وكيف احتضنت العواصم العربية رئيسها حارث الضاري (وأظهرته بالشكل والصورة الذين رأيناهما).

ميدان عمليات هذه المجاميع كل الساحة العراقية وكل الأهداف من مؤسسات، ناس أبرياء، ممتلكات، قوات أمريكية المهم أنها توجد حالة إرباك وعدم استقرار امني في البلد ولذلك نجدها تهاجم تجمعاً مدنياً وتفتك به بالمتفجرات، وتهاجم رتلاً أمريكيا وتهاجم تجمعاً للشرطة... وهكذا... وفعلاً بعملها التخريبي نجحت هذه المجموعات في إرباك المشروع الأمريكي وبالتالي تعويقه وعرقلته، بل وأجبرت كونداليزا رايس والإدارة الأمريكية على تغيير استراتيجيتها وأعلنت كونداليزا رايس في القاهرة في إحدى زياراتها أنها لاتصر على تطبيق الديمقراطية وان بلادها تدعم الرئيس مبارك، ومنذ ذلك الوقت غضت أمريكا الطرف عن الاجراءات القمعية التي يمارسها النظام بحق المعارضة المصرية (الاخوان المسلمون خصوصاً) بعدما كانت تنتقده على الدوام وتدعوه إلى الانفتاح على تلك المعارضة والقيام بعملية إصلاحات سياسية واسعة لنظامه.

بالطبع لا ننسى أن العامل الإيراني له دور كبير في تراجع أمريكا عن استراتيجيتها السابقة.

ما هي أسباب الاستتباب النسبي في الوضع الأمني في المناطق العراقية الساخنة؟

1. العناوين السابقة التي استعرضناها بصورة سريعة وضعتنا أما صورة المشهد العراقي الحالي.. فالأنظمة العربية أو بعضها بعبارة أدق حينما نجحت في تعويق مشروع الإدارة الأمريكية الخاص بتغيير أنظمتها انتقلت إلى مرحلة جديدة إذ وجدت الفرصة مهيأة لتوظيف هذا الإنجاز في إقناع الإدارة الأمريكية بتغيير سياستها واستراتيجيتها في العراق، فكما هو معروف أن الأنظمة العربية ومن منطلق طائفي منزعجة من وجود دور للشيعة في النظام السياسي العراقي الجديد حيث يكون فيه الأكثرية.. ولذلك كانت تحركاتهم المشبوهة في العراق وحضورهم المخابراتي وموقفهم السياسي والإعلامي المعادي للحالة السياسية في العراق لا ينطلق فقط من تعويق وعرقلة المشروع الأمريكي وإنما أيضا لإفشال التشكيل الجديد للنظام السياسي الشيعي في العراق وإعادة صياغته بمشكل يودي الي أعطاء دور أساسي للحركات السنيه المعارضه التي ذكرناها مطلع البحث ولمخابرات صدام في الجيش العراقي السابق من خلال سياسه فك الارتباط بين أمريكا والشيعة وهدف الطرقين هو عرقلة المشروع الإسلامي الشيعي المقاوم والذي كان سببا ً  في صد إسرائيل في لبنان وايضاً كان هذا المشروع الشيعي سبباً في إفشال مشروع أمريكا في العراق صادف هذا التوجه العربي مخطط أمريكي لكسب العرب ضد إيران من خلال بنا جبهه اطلق عليها بوش جبهه الاعتدات في 10من سنه 2006.

  لقد انعكست هذه السياسة الأمريكية العربية على الداخل العراقي  ولذلك بدأت أمريكا في أجراء اتصالات مع القيادات البعثية ومع قيادات الجيش العراقي السابق. وبالطبع أمريكا ليست كأي نظام عربي تغير سياستها بين ليلة وضحاها لأنها دولة مؤسسات ومخابرات أيضا فلابد أن يستغرق الأمر طويلاً.. خصوصاً وان أمريكا لا تريد أن تخسر الشيعة في هذا المرحلة، سيما وان العامل الشيعي مؤثر وله حضور فاعل في اغلب ملفات المنطقة لا اقل في هذه المرحلة.

أن أمريكا توصلت مع تلك الأنظمة إلى اتفاقات أولية هي تحريك القضية الفلسطينية والاهتمام بها. والتخلي تدريجياً عن الحالة السياسية الحالية في العراق وإيجاد صيغة جديدة بعد أن تتوفر لها الظروف السياسية والأمنية في المستقبل والتصدي لإيران ولحزب الله وحماس قدر المستطاع، لقاء التطبيع والاعتراف بالعدو في مؤتمر (انابوليس المقبل) ولقاء مواجهة  تنظيم القاعدة الذي تعتبره أمريكا خطراً فكرياً وامنياً على مصالحها إلى جانب المشروع الإسلامي ((الشيعي)) الذي يعزز مواقفه في المنطقة.

وبعد أن تبلورت هذه الاتفاقات بعد زيارات وتحركات متعددة ومتكررة لرايس في المنطقة ولوزير الدفاع روبرت غيتس أيضا ظهر مجلس صحوة الانبار، وأعلنت فكرة المؤتمر الدولي وتشدد الموقف الأمريكي من إيران، ومن التيار الصدري في العراق فضلاً عن التصعيد ضد حماس وحزب الله.

مع ظهور هذه الصحوات بدأت تتناقص السيارات المفخخة وبدأت القاعدة تفقد حواضنها السابقة.. ومع كل تقدم في هذا المجال تتقدم أمريكا من جهتها لإرضاء الطرف الأخر، فنقلت معركتها من الرمادي والفلوجة وبعقوبة إلى الديوانية بحملة قطرة الزيت ووثبة الأسد التي ادعت فيها القوات الأمريكية أنها ألقت القبض على 60 مطلوباً للعدالة من جيش المهدي في اليوم الأول من الحملة وأنها عثرت على معمل إيراني لإنتاج العبوات الناسفة مضادة للدروع في حي الوحدة والحملة مستمرة في البصرة وهكذا في الناصرية وكربلاء ومدينة الصدر - وحثت المخابرات الأمريكية والبعثية العناصر المندسة في التشكيلات الشيعية للقيام بإثارة المشاكل والخلافات ليخلق ذلك المبررات للعمل العسكري الأمريكي وتحقيق الهدف المشترك لأمريكا وللأنظمة باصطفاف قوات تيار شيعي هو التيار الصدري في الساحة العراقية وهذا ما حصل في كربلاء بشكل بارز.

اقترنت هذه الخطوات بضغط أمريكا أيضا على إخراج الآلاف من الشرطة والجيش العراقي بحجة أنهم ميليشيا ويون وطائفيون مقابل ضم (70) ألف مكانهم من جماعة الصحوات ومن جماعات البعث المسلحة التي أنظمت إلى تلك الاتفاقات واقترنت ايضاً مع إقرار مجلس رئاسة الوزراء لقانون المسائلة والعدالة بديلاً عن هيئة اجتثاث البعث واقترنت مع إطلاق صراح (7457) معتقلاً من السجون الأمريكية ورسل (100) قاضي ومدعيً عام لحسم ملفات المعتقلين سريعاً وشكل (27) هيئة قضاء و (16) هيئة جنائية يقابل ذلك التحسن في العلاقات الأمريكية السنية حملة ضد التيار وللأسف أن تحرك أميركا ضد التيار جاء بطريقة صورت أمريكا للشارع العراقي والشيعة خصوصاً وكأنَّ الأمر تم بمساعدة المجلس الأعلى الإسلامي وانه أي المجلس الأعلى يمارس دور الصحوة ضدهم من خلال اتفاقية مع أمريكا هكذا صورت وسائل الإعلام الأمريكية  وهذا ما ذهب إليه بهاء الاعرجي 26/8/ 1386 في شبكة أخبار العراق وتحدث بذلك لراديو سواْ يوم 27/8/1386 ورد عليه حميد الساعدي.

 وبهذا استطاعت القوات الأمريكية أن تحقق هدف التيار الصدري لإفراغ الساحة لمجيء البعث وهدف آخر هو إحداث فتنة تتفاعل بهدوء بين التيار والمجلس الأعلى سوف تبرز بشكل واضح في المستقبل.

واستمرت الحكومة الأمريكية وسفارتها في العراق والقوات المتواجدة في العراق إرسال الرسائل التطمينية إلى السنة  وآخر رسالة من أمريكا للأنظمة وللجماعات المسلحة التي تتعاون معها حالياً بالاستهتار بالحكومة العراقية وبالقضاء العراقي عندما عرقلت إعدام وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم.

على أي حال تحسن الوضع الأمني وبناء على ما تقدم هو :-

صار أمر انخفاض العنف في بغداد أمر واقعي وهذا ما صرحت به المصادر الأمريكية فالادميرال جريجوري سمث مسئول الاتصالات للجيش الأمريكي في العراق مع مسئول العلاقات العامة في السفارة الأمريكية ريكر أكدا بتاريخ 19/11/2007 انخفاض مستوى العمليات الإرهابية بنسبه (55%) وانخفاض عدد القتلى إلى 57%  وقال مازالت إيران تشكل مصدر قلق فما الذي حسنَّ الوضع الأمني في بغداد في الوقت الذي نجده متدهوراً في الوسط والجنوب والقوات الأمريكية تشن حملة (وثبة الأسد) وتشن حملة في شمال العراق الموصل وأطراف صلاح الدين وبعض أجزاء من ديالى باسم المطرقة خلالها كشفت (51) ملجأ سلاح للقاعدة. اعتقد أن الأسباب لابد أن تكون :-

1.  نتيجة التقارب بين الإدارة الأمريكية والأنظمة العربية التي هذا التعاون والاتفاق كما أكدنا انعكس على تلك المجموعات العراقية المسلحة السنية والتعاون مع قوات الاحتلال والتخلي عن المفخخات والقتل لقاء تعهد أمريكا بإعطائها دور أساسي في العملية السياسية وتضعيف أو تهميش الدور الشيعي في تلك العملية.

2.  لتقوية مجالس الصحوات وإظهارها بأنها العامل السياسي في استتباب الأمن – ومن شأن ذلك أن يخلق مناخات سياسية لإعادة النظر في التشكيلات والتوافقات السياسية والطائفية الحالية التي يرتكز عليها النظام السياسي حالياً والتي هي أيضا من أفكار الاحتلال الأمريكي.

3.  ليؤكد ذلك أي استتباب الأمن أن دخول ضباط الجيش وضباط الأمن والشرطة الصدامين الأجهزة الحكومية، نافعاً وفي صالح استتباب الوضع السياسي الأمر الذي يعزز فرص زج المزيد منهم في أجهزة الحكومة وبالتالي يحقق ذلك الاحتلال التدريجي أن تحل القوة العسكرية الصدامية محل العناصر العسكرية الحالية، وصولاً إلى سيطرة العناصر هذه على المرافق الحساسة لهذه الأجهزة الأمنية والعسكرية على الأمد البعيد. وهذا هو السبب الذي جعل ابرز القوى السياسية تصدر بياناً بتاريخ 7/10/2007 من قبل الجهاد والإصلاح والجيش الإسلامي وأنصار السنة وحماس حركة المقاومة بياناً أكدت فيه رغبتها بفتح باب الحوار مع القنوات الأمريكية. لذلك ضغطت أمريكا على رئاسة الوزراء لإلغاء هيئة اجتثاث البعث واستبداله بقانون المسائلة الذي سوف يسمح بدخول حتى فدائيي صداد في الدولة ولم يستثن إلا أعضاء الشعب ولقد أحالهم إلى التقاعد فعلاً.

4.  حاجة الحزب الجمهوري والإدارة الأمريكية تحديداً إلى تحسين الوضع الأمني داخلياً في مواجهة مد الديمقراطيين الانتخابي، ولاستقطاب وإرضاء المواطن الأمريكي، خصوصاً وأنها حققت اختراقات على صعيد خططها في العراق، فقانون النفط يمكن أن يمرر رغم تعثره، وهناك خمس قواعد عسكرية ضخمة لبقاء وإقامة القوات الأمريكية على المدى الطويل فضلاً عن 15 أخرى فرعية يجري بنائها وبعضها قد اكتمل فعلاً وذلك طبقاً لما ورد في تقرير واشنطن الأخير 16/11/2007 نقلاً عن دراسة قام بها في تموز الماضي مركز ((غلوبال ريسيرش)) هذه هي صورة الواقع السياسي كما أراها ومن الأدلة المؤكدة عليها احتضان الجامعة العربية في الأسبوع الماضي لرفد صحوة العشائر السنية، وترك الضاري والقاعدة مكشوف الظهر..

 ولكن ذلك لا يعني أن الأمور ستجري إلى النهاية بهذا الاتجاه لان الوضع معقد جداً فللمواجهة بين إيران وأمريكا تأثير على الوضع واللازمة اللبنانية، وما يجري في الأرض المحتلة تأثير أيضا وأكثر من ذلك تطورات الوضع الداخلي خصوصاً الوضع داخل الساحة الشيعية..

5. أما الحكومة العراقية تقول أن السبب في تحسن الوضع الآني هو زيادة عدد القوات العراقية وتدريبها وزيادة سلاحها. وهذا السبب لا يقنع أحد حتى أمريكا لا تريد أن تقول بهذا حتى لا يأتي الوقت الذي تفقد فيه القوات الأمريكية مبررات وجودها.

6.  وبعد نجاح هذه التجربة في المناطق السنية إلى درجة أن الفصائل الحاملة للسلاح والعشائر السنية تقاتل إلى جانب أمريكا بعد هذا النجاح سوف تقدم أمريكا لبناء صحوات في المناطق الشيعية وهي تحاول مع شيوخ عشائر الإمارة وبني مالك شيخ صباح في البصرة وتحاول هذا في الفرات ايضاً. إلا انه لم يظهر أمر بارز إلا أن المؤسف هو أن التيار والإعلام البعثي يرى أن وثبة الأسد على التيار في الديوانية والاعتقالات في الفرات الأوسط وإحالة وكيل وزير الصحة الصدري على القضاء في هذا الوقت هي صحوات من قبل الجهاز الحكومي عموماً ومن المجلس الأعلى ضد التيار خصوصاً.

ختاماً:- سبب تحسن الوضع الأمني هو مشروع سياسي أمريكي – عربي نفذته العشائر والفصائل السنية والبعثية من اجل إنقاذ أزمة أمريكا ضد القاعدة مقابل إعادة السنة إلى دور بارز في العراق ومن اجل بناء جبهة عربية أمريكية ضد إيران وبعبارة أدق أن الأمن في العراق مرتبط بمشروع كبير في المنطقة أبرزه إقناع أمريكا والدول العربية أن تكون سنداً لها في المنطقة ضد إيران وهذا انعكس على الوضع داخل العراق (أنها صفقة).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 21 تشرين الثاني/2007 - 10/ذوالقعدة/1428