ارتباط ادمان التلفزيون وقلة النوم بزيادة ضغط الدم والسمنة لدى الاطفال

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: تفيد الابحاث ان الاطفال بين سن عامين وخمسة اعوام الذين يتابعون مشاهد عنف بالتلفزيون لمدة ساعة في اليوم يزداد عندهم احتمال ان يتسموا بعدوانية شديدة في مرحلة لاحقة من طفولتهم ولكن هذا الاحتمال قد لم يثبت مع الفتيات.

وقال الدكتور ديميتري كريستاكيس معد الدراسة وهو بمعهد الابحاث التابع لمستشفى سياتل للاطفال، ان هذه الدراسة تقدم دليلا اخر على مدى اهمية التلفزيون ووسائل الاعلام خلال فترة نمو الاطفال.

وقال كريستاكيس في مقابلة تلفزيونية، من بين 184 طفلا ( شملتهم الدراسة) كان يعاني 25 طفلا من مشكلات خطيرة ترتبط بالعنف وكانوا يشاهدون مشاهد عنف بالتلفزيون لمدة ساعة واحدة على الاقل يوميا في المتوسط وأن احتمالات (تصنيفهم) بهذه المجموعة كانت ارجح ثلاث مرات عن اؤلئك الذين لم يشاهدوا مواد عنف.

وحلل كريستاكيس وفريقه البحثي عادات مشاهدة التلفزيون والفيديو لدى 330 طفلا تترواح اعمارهم بين عامين وخمسة اعوام ثم قاموا بتقييم سلوكهم بعد خمسة أعوام. ونشر الفريق نتائج البحث في دورية طب الاطفال لاحقا.

وقال كريستاكيس ان العديد من الآباء ليسوا على دراية بأن العروض وألعاب الفيديو التي يشاهدها اطفالهم تنطوي على عنف أو غير مناسبة لفئتهم العمرية. بحسب رويترز.

وقال ان، الاطفال في هذ العمر لا يستطيعون التمييز بين الخيال والواقع ويحتاجون لشرح. وتابع، يتعلم الاطفال من العنف بافلام الرسوم المتحركة أن العنف مرح وليس له عواقب. ولذلك عندما تدمر رأس شخص في فيلم رسوم متحركة وتعود فجأة (سليمة) ويضحك عليها الاطفال فانهم يعتقدون بالفعل انه ليست هناك عاقبة خطيرة من ضرب شخص ما في رأسه وهو بالطبع أمر غير صحيح في عالم الواقع.

وختم كريستاكيس قائلا، لم تثبت علاقة بين مشاهدة مواد عنف وسلوك شديد العدوانية بين 146 فتاة شملتهم الدراسة اعتدن على مشاهدة المزيد من العروض التعليمية والخالية من العنف عن الاطفال.

مشاهدة التلفزيون.. تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال

مشاهدة التلفزيون لا ترتبط فقط بالتسبب بالسمنة لدى الأطفال، بل لها أيضاً علاقة بزيادة احتمالات إصابتهم بارتفاع ضغط الدم. كان هذا من أهم نتائج دراسة الأطباء من أربعة مراكز للبحث في الولايات المتحدة حول علاقة ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ومشاهدة التلفزيون، التي ستُنشر لأول مرة ضمن عدد ديسمبر القادم من المجلة الأميركية للطب الوقائي.

وتتطابق هذه النتيجة مع دراسات سابقة ربطت بين زيادة عدد ساعات مشاهدة التلفزيون وبين أيضاً تعرض الطفل لدعايات أنواع المأكولات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات والمقرمشات من جهة، وارتفاع احتمالات إصابة الأطفال بالسمنة من جهة أخرى.

مشاهدة التلفزيون

* لكن وإن كان من الواضح تأثير دعايات أنواع الأطعمة غير المفيدة هذه على سمنة الأطفال، فإن مجرد مشاهدة الطفل للبرامج التلفزيونية لا يزال محل جدل بين الباحثين في حقيقة تسببه بالسمنة وفي حقيقة تسببه أيضاً بارتفاع ضغط الدم بين هؤلاء الأطفال.

ومن المعلوم أن السمنة ترفع من احتمالات الإصابة المبكرة بمجموعة من عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب. مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واضطرابات الكوليسترول والدهون. وهو ما أثبتت مجموعة من الدراسات الحديثة بدء انتشار الإصابات بها في الواقع بين مَن هم في أعمار مبكرة، مقارنة بما كان في السابق.

والبحث في علاقة مشاهدة التلفزيون بظهور السمنة لدى الأطفال مهم من النواحي الطبية والاجتماعية والتربوية اليوم، لأن سمنة الأطفال تعتبر مشكلة عالمية اليوم في كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية، وذات أهمية صحية باعتبار تداعياتها ومضاعفاتها المستقبلية. وعليه فإن وضوح معرفة وصحة ما هو حقيقي من الأسباب البيئية للسمنة، كاقتراح البعض أن ارتفاع عدد ساعات مشاهدة التلفزيون هو أحدها، ذو جدوى في إعطاء نصائح طبية مفيدة. وإلا فإن إطلاق النصائح بإبعاد الأطفال عن وسيلة ترفيهية ومعلوماتية كالتلفزيون، ستكون دونما أساس علمي، وستكون بالتالي بلا فائدة في تخفيف انتشار مشكلة سمنة الأطفال.

ضغط الدم

* وتكون فريق البحث في الدراسة من مجموعة أطباء من فرعي جامعة كاليفورنيا في كل من سان دييغو وسان فرانسيسكو، وجامعة جنوبي ألباما، ومستشفى رادي للأطفال في سان دييغو.

وشملت الدراسة شريحة بلغت حوالي 550 طفلا ومراهقا، ممن تراوحت أعمارهم ما بين 4 إلى 17 سنة، ويتابعون في عيادات الأطفال المتخصصة في معالجة زيادة الوزن في ما بين عام 2003 وعام 2005. وتم الطلب منهم ومن والديهم الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالسمنة وأسبابها لديهم وسلوكياتهم في الحياة اليومية. وتم تحليل المعلومات المتعلقة بالطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم ومقدار ضغط الدم وعدد ساعات مشاهدة التلفزيون يومياً. ولاحظ الباحثون أن ثمة ارتباطاً وثيقاً وطردياً بين عدد ساعات مشاهدة التلفزيون ومقدار وزن الجسم، وتحديداً بلوغ مراحل السمنة بالتعريف الطبي. كما لاحظوا أمراً آخر يتعلق بعدد ساعات مشاهدة التلفزيون، وهو أن احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم ترتفع مع السمنة حينما تزداد عدد ساعات مشاهدة التلفزيون.

لذا فإن الأطفال الذين يُشاهدون التلفزيون لمدة ما بين ساعتين إلى أربع ساعات يومياً عُرضة بمقدار ضعفين ونصف الضعف، ومَن يُشاهدونه أكثر من أربع ساعات عُرضة بمقدار 3.3 ضعف، وذلك للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالأطفال الذين يُشاهدونه أقل من ساعتين. أي أنه كلما زاد عدد ساعات مشاهدة التلفزيون، زادت احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

قلة ساعات النوم تؤدي الى زيادة الوزن ايضا!

وفي مفارقة قال باحثون ان عدم كفاية فترة النوم قد يؤثر سلبيا على عملية التمثيل الغذائي لدى الاطفال قبل سن المراهقة وعلى نشاطهم وعاداتهم في الاكل ويسبب لهم ايضا زيادة في الوزن.

وقال الباحثون بمركز النمو البشري والتنمية بجامعة ميشيجان ان الاطفال الذين تترواح اعمارهم بين تسعة و12 عاما الذين ينامون أقل من تسع ساعات خلال الليل اكثر عرضة للزيادة في الوزن عن نظرائهم الذين يستوفون هذا العدد من ساعات النوم. بحسب رويترز.

وقالت الدكتورة جولي لومنج المعد الرئيسي للبحث، ان العديد من الاطفال لا يأخذون قسطا كافيا من النوم وأن نقص فترة النوم لا تجعلهم فقط متقلبي المزاج أو تؤثر على انتباههم واستعدادهم لاستيعاب الدروس بالمدرسة ولكن قد تؤدي أيضا الى مخاطر أعلى وهي زيادة الوزن.

وتقول المؤسسة الوطنية للنوم انه يتعين على الاطفال خلال فترة الدراسة الابتدائية ان يناموا مابين عشرة و12 ساعة كل ليلة.

وفي بيان نشرته الكلية قالت لومنج ان الاطفال الذين يأخذون القسط المطلوب من النوم يكونون أكثر نشاطا واكثر استعدادا للخروج واللعب عن غيرهم ممن يلتفون حول التلفزيون. وأضافت أن الاطفال المرهقين قد يبحثون عن الطعام عندما يصبحون أكثر عصبية او متقلبي المزاج.

وقالت أن الاهم هو التأثير الذي يتركه النوم في افراز الهرمونات التي تنظم نقص الدهون والشهية وايضا الجلوكوز. وأوضحت ان قلة فترة النوم يمكن ان تتسبب في التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدرية وتسبب ايضا ضعفا في تقبل الجسم للجلوكوز الذي يمكن ان يؤثر بدوره على الوزن.

ونشر تقرير الدكتورة جولي لومنج في عدد شهر نوفمبر من دوررية "طب الاطفال" التي تصدرها الجمعية الامريكية لطب الاطفال.

واستندت نتائج الدراسة على تحليل لنماذج نوم وغيرها من بيانات من مسح حكومي شمل 785 طفلا تراوحت اعمارهم بين تسعة و12 عاما. وازداد وزن 18 في المئة منهم بمرور الوقت حتى وصولهم للصف الثالث.

وأوضحت الدراسة أن الاطفال في سن 12 الذين لم يعتادوا على النوم 12 ساعة يوميا كانوا اكثر عرضة لزيادة الوزن من نظرائهم الذين يأخذون قسطهم الكافي من النوم وبالنسبة لمن ينامون اقل ايضا في سن تسعة اعوام كانوا هم ايضا اكثر عرضة لزيادة الوزن بعد ثلاثة اعوام.

وكان تأثير عدم كفاية النوم متساويا بالنسبة للجنس والسلالة البشرية والوضع الاجتماعي والاقتصادي أو المساواة في المنزل والبيئة.

وخلصت الدراسة الى ان، النتائج تقدم ايضا دعما اضافيا لسياسات تقترح تأخير مواعيد بدء الدراسة بالمدارس. واوضحت في هذا الصدد، ان مواعيد بدء الدراسة المبكرة للغاية بالنسبة للمراهقين بالولايات المتحدة اثارت مخاوف بمجتمع طب الاطفال بسبب تأثيرها الشديد والواضح على مدة النوم وبالتالي أداء الاطفال الدراسي والسلوكي عموما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 18 تشرين الثاني/2007 - 7/ذوالقعدة/1428