
وسيلة النجاح في السياسة الدولية
المؤلف: jozef . s . nay
نقله الى العربية: د.محمد توفيق البجيرمي
تقديم: عدنان عباس سلطان
شبكة النبأ: لا استطيع ان افكر في
رصيد لبلدنا اثمن من صداقة قادة عالم المستقبل الذين تلقوا تعليمهم
هنا..هذا القول صرح به وزير الخارجية الامريكي كولن باول وكان بصدد
القوة الجذابة التي تتوازى مع القوة الصلبة في السياسة الدولية، ذلك
لان الطلبة الدوليين يعودون لاوطانهم في العادة بتقدير اكبر للقيم
والمؤسسات الامريكية فهم يشكلون خزانا رائعا للنوايا الحسنة تجاه البلد
الذي درسوا فيه، وفي كون الكثير منهم سينتهي به الامر الى تولي سلطة
القرار هناك، في بلده الأم.
مؤلف كتاب القوة الناعمة مساعد سابق لوزير الدفاع وهو على اطلاع
بالوسائل الصلبة والناعمة،
ولئن كانت اسرار القوة الصلبة حكرا على ملاك الاسلحة الفتاكة فان
اسرار الاسلحة الناعمة متاحة ومعروضة فهي تجعل الاخرين يعجبون بمثلك
وتغريهم مبادئك وتخلق لنفسك جاذبية بدرجة ما تعجز الاسلحة الدموية ان
تتحصل عليها وتستمر الى امد بعيد.
لقد كانت حرب الاسابيع الاربعة عرضا واضحا للقوة العسكرية التي
ازاحت صدام حسين من نظامه القوي الجبروت الا انها كانت باهضة الثمن
لتكاليف للقوة الناعمة أي القدرة على اجتذاب الآخرين.
ففي اعقاب الحرب اظهر استطلاع للراي اجراه مركز بيو للبحوث هبوطا
مفاجئاوحادا في شعبية الولايات الامريكية قياسا بمرحلة ما وراء الحرب
حتى في بلدان بعيدة عن الجو العربي مثل اسبانيا وايطاليا التيين قدمت
لهما الولايات المتحدة الامريكية دعما للجهد الحربي، كما هبطت مكانة
امريكا هبوطا عموديا في البلدان الاسلامية، وبكون امريكا تحتاج مساعدة
هذه البلدان على المدى الطويل، اتعقب الارهابيين وتعطيل تدفقهم وايقاف
الاموال الملوثة والاسلحة الخطرة كما نوهت الى ذلك صحيفة الفاينال
تايمز.
ولذا فمن اجل كسب السلام يتعين على الولايات المتحدة الامريكية ان
تظهر براعة كبير في ممارسة القوة الناعمة كما اظهرت ممارستها للقوة
الصلبة لكسب الحرب.
في حقبة قديمة قال نيقولو ماكيا فيللي للامراء في ايطاليا بان يكون
المرء مخوفا اهم بكثير من ان يكون محبوبا، لكن الامر في عالم اليوم ان
يكون المرء مالكا لهاتين الصفتين معا، فكسب القلوب والعقول مهما على
الدوام وتكمن الاهمية القصوى في عصر المعلومات الحديثة الآخذة بنشر
المعلومات بشكل واسع اكثر مما كانت عليه طوال العصور الماضية، ومع ذلك
ومع شديد الاسف يتفكر الزعماء وفق كيفيات القوة بصورة ادق مما يتفكروا
في كيفية دمج الابعاد الطرية في خططهم الاستراتيجية لإستخدام القوة
بنجاح.
الناس جميعا يعرفون القوة الصلبة والجبروت العسكري والاقتصادي غالبا
ما يجعل الاخرين يغيرون مواقفهم ويمكن ان تتركز القوة الصلبة على
المغريات او التهديدات والعصي ولكن ذلك لا يكون فعالا في الحصول على
النتائج التي تريدها، والطريقة غير المباشرة للحصول على ما تريد تسمى
احيانا الوجه الثاني للقوة فقد يتمكن بلد ما من الحصول على النتائج
التي يريدها في السياسة العالمية لان هناك بلدانا اخرى معجبة بمثله
وتريد ان تحذو حذوه وتتطلع الى مستواه من الازدهار والانفتاح ، تريد ان
تتبعه وبهذا المعنى فان من المهم ايضا وضع جدول الاعمال واجتذاب
الآخرين في السياسة العالمية وليس فقط الإرغام على التغيير من خلال
التهديد بالقوة العسكرية او العقوبات الاقتصادية، فالقوة الناعمة تجعل
من الآخرين يريدون ما تريد بدل الارغام.
ولطالما فهم السياسيون والزعماء القوة التي تاتي من الجاذبية.
في الديمقراطيات مضطرون الى الاعتماد اكثر على مزيج من الاغراء
والجاذبية، أي ان القوة الناعمة تكون العنصر الثابت في السياسة
الديمقراطية مثل الشخصية المحبوبة والثقافة والمؤسسات والقيم السياسية
والسياسات التي يراها الاخرون مشروعةاو ذات سلطة معنوية اخلاقية، فإذا
كان القائد يمثل قيما يريدها الآخرون اتباعها فستكون القيادة في تلك
الحالة اقل تكلفة من جميع الاحوال المتاحة.
يقول الصحفي الالماني جوزيف جوف بان قوة امريكا الناعمة اعظم حتى من
اصولها وموجوداتها الاقتصادية والعسكرية، ان ثقافة الولايات المتحدة
الرفيعة منها والمتواضعة تشجع الى الخارج بشدة، والتجارة احدى الطرق
التي تنتقل بها الثقافة والاتصالات وجه آخر للانتقال الثقافي فيما تشكل
الزيارات والتبادلات موردا كبيرا ايضا في هذا المضمار.
وفكرة القوة الناعمة التي فصل المؤلف جوزيف اس ناي فيها تفصيلا
رائعا وتناولها برصانة مقنعة واتي بامثال حقيقية انما هي ليست فكرة
حديثة وان كان المؤلف ابتدع تسميتها الا ان القوة الناعمة كانت مستعمله
من قبل البشر والدول بدرجات اقل كثيرا من استعمل القوة القاهرة او ما
يسميه المؤلف بالقوة الصلبة، فان هذه الفكرة فكرة دينية باشرتها
المسيحية التي تدعوا الى الفعل الحسن بواسطة المغريات والجاذبية
والقدوة الحسنة ومن خلال مدارات الآخرين ولعلنا نقف على افضل ما قيل في
استخدام الدين الاسلامي لهذه النزعة النورية هو ما كتبه الامام
الشيرازي في نظرية اللاعنف وهو يتطرق الى المدارات أي الى القوة
الناعمة ولزوم اعتمادها في المستوى الحكومي او العلاقات الاجتماعية
واقناع الآخرين بجدوى أي عمل خير من خلال جعل ذلك العمل ينطوي على
علاقة جذابة لدى الآخرين ويتم ذلك من ايجاد نموذج اخلاقي صادق وفتح
متنفس عقلي وعاطفي يغريهم بالانخراط في ذلك العمل، اما في العلاقات
الدولية فان التعامل الاخلاقي والمصلحة المتبادلة والاستعداد على
التعاون وجعل العلاقة علاقة شعبية هي اكثر الخطط الناعمة في التفكير
الاسلامي.
يحتوي كتاب جوزيف اس ناي القوة الناعمة على خمسة فصول:
1ـ الطبيعة المتغيرة للقوة
2ـ مصادر القوة الناعمة الامريكية
3ـ قوة الآخرين الناعمة
4ـ البراعة في استخدام القوة الناعمة
5ـ القوة الناعمة والسياسة الخارجية الامريكية
يعلق الجنرال برنت سكوكروفت على الكتاب قائلا:تحتاج الولايات
المتحدة الامريكية الى دعم البلدان والشعوب الاخرى اكثر من أي وقت مضى
ولا سيما المسلمين المعتدلين وفي كتاب القوة الناعمة يشرح جوزيف قضيتنا
بطريقة جلية كيف نستطيع ان نعرض قضيتنا بطريقة افضل ونجعل سياستنا اكثر
جاذبية للاخرين. |