هل تشهد السياسة الخارجية الإيرانية انعطافة قريبة؟

شبكة النبأ: من المرجح ان تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها هذا الاسبوع ان ايران حسنت تعاونها مع تحقيق يجري منذ وقت طويل بشأن برنامجها النووي وذلك بعد ان سلمت الجمهورية الاسلامية وثيقة غاية في الاهمية توضح اسس ونوايا البرنامج النووي الايراني، لكن هذا قد لا يكون كافيا للاجابة على أي أسئلة مهمة بشأن طبيعة برنامجها والمدى الذي وصل اليه.

واذا ما اضفنا هذه الترشيحات الايجابية الى تقارير امريكية حديثة تشير الى تراجع تدفق الاسلحة عبر الحدود مع العراق وانكماش نشاط المجموعات المسلحة المتهمة بدعم ايراني فاننا سنجد بوادر تغيير ايجابي لدور الجمهورية الاسلامية في العراق وكذلك على الساحة الدولية.

وقال دبلوماسيون ان ايران سلمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثيقة حجبت طويلا توضح كيف يمكن صوغ معدن اليورانيوم من أجل صنع رؤوس حربية نووية ملبية بذلك مطلبا لمحققي الامم المتحدة وذلك قبل صدور تقرير هام للوكالة. بحسب رويترز.

ويعتمد توقيت فرض عقوبات دولية على ايران وشدة هذه العقوبات على تأويل القوى الدولية لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقرير مواز سيصدره الدبلوماسي الاول في الاتحاد الاوروبي بشأن حوار جرى في الاونة الاخيرة مع طهران.

ولا تنتاب الدبلوماسيين شكوك تذكر بأن خافيير سولانا منسق السياسات الامنية بالاتحاد الاوروبي سيؤكد أن ايران مازالت غير راغبة في تعليق تخصيب اليورانيوم.ويعتقد الغرب بأن ايران ستستغل تخصيب اليورانيوم في صنع قنابل نووية لا في توليد الطاقة الكهربائية مثلما تؤكد طهران.

واذا استمر رفض ايران لمطالب مجلس الامن بوقف تخصيب اليورانيوم فسيؤدي ذلك لاتخاذ خطوات باتجاه فرض عقوبات على نطاق أوسع بحسب ما تراه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وثيقة معدن اليورانيوم

وقال دبلوماسي رفيع قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مسؤولا نوويا ايرانيا رفيعا سلم وثيقة معدن اليورانيوم في اجتماع عقد في مقر الوكالة في فيينا الاسبوع الماضي.

وكان مفتشون للوكالة عثروا على الوثيقة مصادفة في عام 2005 اثناء فحص منشآت نووية ايرانية يفترض ان لها ابعادا عسكرية.وكانت ايران سمحت للمفتشين بفحص منشآتها من الزاوية العسكرية.وسمحت ايران للمفتشين بالاطلاع على الوثيقة لكنها لم تسمح باستنساخها لاغراض البحث.

وكانت ايران قالت انها حصلت على الوثيقة دونما طلب من شبكة التهريب النووية للعالم الباكستاني عبد القدير خان والتي ارست الاساس للبرنامج الايراني لكنها لم تفعل شيئا بها.ويقول خبراء الوكالة الدولية ان التعليمات التي تتضمنها الوثيقة قد يكون لها استخدامات غير السعي الى صنع اسلحة نووية.

وأبرز تسليم ايران وثيقة المعدن ما قال دبلوماسيون معتمدون لدى الوكالة الدولية انه بعض علامات على شفافية ايران مع وضع الوكالة الدولية اللمسات الاخيرة على تقريرها الذي سيصدر الاربعاء او اليوم الخميس.

وقال دبلوماسي غربي »ربما نشهد بعض التعاون الواضح من جانب ايران ولكن ليس من الواضح ان كان ذلك كافيا للمضي قدما في واقع الامر في «خطة العمل».«في اشارة الى أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران التي تعهدت بحلها الواحد تلو الآخر.

وثائق قديمة

وقال دبلوماسيون اشترطوا عدم الافصاح عن أسمائهم ان هناك مؤشرات على أن ايران سلمت وثائق كانت تحتفظ بها على مدى أعوام وأثارت شكوكا بشأن الجهود الرامية لتنفيذ أنشطة التخصيب لاغراض عسكرية.

وأضافوا انه ليس من الواضح ما اذا كانت ايران قد سمحت باجراء الوكالة لمقابلات مطلوبة منذ زمن بعيد مع عدد من المسؤولين النوويين الايرانيين الذين يعتقد بأن لهم صلات عسكرية.

كما أنه ليس من الواضح ما اذا كان قد سمح للوكالة بتنظيم زيارات لورش طورت جهاز الطرد المركزي المتطور المعروف باسم (بي 2).

وهاتان الخطوتان مهمتان لاغلاق ملف أجهزة الطرد المركزي.وتعمل ايران في تخصيب اليورانيوم باستخدام الطراز (بي 1) القديم.

وقال دبلوماسي رفيع في الاتحاد الاوروبي، يبدو أن الايرانيين أتاحوا الوصول (لبعض) المواقع والاشخاص لم يكونوا متاحين في السابق.ولكن مازال يتعين معرفة ما اذا كانت جميع الامور قد طرحت على الطاولة.

وقال دبلوماسي آسيوي رفيع، لقد حدث تقدم ولكن يبدو أنه لم يكن بالسرعة المأمولة.سنحتاج لقراءة ما بين السطور في هذا التقرير.

اتهامات بنشر التطرف

على صعيد آخر اتهمت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ايران بنشر »التطرف والعنف«في أنحاء الشرق الاوسط وقالت ان قيام دولة فلسطينية قوية سيساعد في التصدي لهذا الخطر.

وكانت رايس تتحدث لزعماء اليهود الامريكيين في مؤتمر عقد في ناشفيل بولاية تينيس وطمأنتهم الى التزام واشنطن بحماية اسرائيل من المخاطر التي تشكلها طهران وقالت ان نجاح المفاوضات من اجل اقامة دولة فلسطينية قد يساعد على مواجهة نفوذ ايران في المنطقة.

وقالت رايس وسط تصفيق الحضور في اجتماع الطوائف اليهودية المتحدة »كما فعلنا دوما سنتصدى لاي عمل يعرض للخطر أمن اسرائيل«.

وقالت رايس ان وجود دولة فلسطينية قوية مع ضمان أمن اسرائيل سيساعد في التصدي للمد المتزايد للتطرف في انحاء المنطقة والذي تحفز عليه أفعال ايران.

وقالت رايس، وجود دولة فلسطينية رشيدة يمكن ان يكون رادعا لذلك الخطر (التطرف). واضافت قولها، هذا يجعل حل الدولتين أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

وقالت رايس، بصعود نظام ايراني عدواني فاننا نرى ان التطرف العنيف يتطور بطرق جديدة وخطيرة، بطرق تجعله خطرا لا على شعب امة واحدة او عرق واحد او ديانة واحدة لكن على الجميع في الشرق الاوسط. واضافت ان، حكومة ايران تضع على نحو متزايد نفسها في رئاسة التطرف العنيف المتصاعد.

امريكا: لا تبرئة لإيران اذا جاء التقرير الدولي جيدا جزئيا

من جهتها أشارت الولايات المتحدة الى أن التعاون الجزئي الايراني مع محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون كافيا لمنع الخطوات نحو فرض مجموعة ثالثة من العقوبات ضد طهران.

وقال دبلوماسيون ان ايران في تحرك يهدف لابطاء الزخم نحو فرض عقوبات سلمت مخططا يظهر كيفية تطويع معدن اليورانيوم الى أشكال كروية تلائم الرؤوس الحربية النووية ملبية مطلبا رئيسيا في تحقيق الوكالة الدولية الذي بدأ قبل نحو أربع سنوات. بحسب رويترز.

غير أن هذه الوثيقة وحدها لا تجيب عن التساؤلات المعلقة بخصوص طبيعة البرنامج النووي الذي تقول طهران انه يهدف فقط لتوليد الكهرباء وليس لصنع اسلحة.

وقال جريجوري شولت مبعوث الولايات المتحدة الى الوكالة الدولية ان مجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة وأعضاء مجلس الامن الدولي لن يقنعهم "مشاهدة قدر اضافي ضئيل من المعلومات هنا.. (أو) قدر اضافي ضئيل هناك" من ايران في التقرير.

واضاف للصحفيين في مقر الوكالة الدولية في فيينا، التعاون الانتقائي ليس جيدا بدرجة كبيرة.. عندما نقرأ هذا التقرير ونقيم تعاون ايران.. فالمعيار الذي سنتطلع اليه هو الكشف الكامل.. وايضا التعليق الكامل لانشطتهم الحساسة الخاصة بالانتشار (النووي)." وسيناقش اجتماع لمجلس الوكالة التقرير الاسبوع القادم.

وقال دبلوماسيون ان ايران قدمت على ما يبدو وثائق للمساعدة في توضيح نشطاها لتطوير أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.

غير أن الدبلوماسيين الذين يراقبون التحقيق السري قالوا ان ايران ربما لم تسمح للوكالة الدولية بالوصول الى ورش أو مسؤولين يمثلون أهمية لاجراء مقابلات معهم للتأكد من أن النشاط لم تكن له غايات عسكرية.

وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الامريكية "كلمة السر هناك هي (التعاون) الجزئي. هناك قائمة طويلة جدا من الاسئلة."

وأضاف، الاجابة عن سؤال واحد مما مقداره صفحات عدة لا يرتقي -في حسابي الشخصي- الى مستوى التعاون الكامل الذي قال مجلس محافظي الوكالة أنه يتطلع اليه.

مفاوض ايراني نووي سابق "أعطى معلومات" لبريطانيا

وذكرت وكالة أنباء ايرانية أن وزير الاستخبارات الايراني اتهم مفاوضا نوويا سابقا بإمداد بريطانيا بمعلومات بما ينتهك المصالح الامنية للجمهورية الاسلامية.

وجاءت تصريحات وزير المخابرات الايراني غلام حسين محسني اجئي بعد يومين من تنديد الرئيس محمود احمدي نجاد بسياسيين ايرانيين يريدون وقف البلاد لانشطتها النووية ووصفهم بأنهم "خونة" وهدد "بفضحهم".

وانتقد بعض كبار رجال الدين واصلاحيون بارزون من بينهم الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني سياسة احمدي نجاد النووية المتشددة وحملوه مسؤولية العزلة الدولية المتزايدة لطهران بسبب طموحاتها النووية.

وتشتبه الولايات المتحدة وبعض من حلفائها الاوروبيين في أن ايران تسعى لتطوير اسلحة نووية وتدفع لفرض عقوبات أكثر صرامة من الامم المتحدة عليها. وتقول ايران ان برنامجها يهدف الى توليد الكهرباء لتتمكن من تصدير المزيد من النفط والغاز.

وكان المفاوض الايراني السابق حسين موسويان الذي يعتبر من المحافظين المعتدلين الذين لهم صلات بالمعسكر السياسي لرفسنجاني قد اعتقل "لاسباب أمنية" في مايو أيار لكن اطلق سراحه بعدها بأسبوع بكفالة. ولم توجه له بعد أي اتهامات رسمية.

ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عن محسني اجئي قوله "أعطى ( موسويان) معلومات لاجانب من بينهم السفارة البريطانية بما يتعارض مع مصالح البلاد وأمنها."

وأضاف وزير المخابرات الايراني، نقول ان موسويان ليس مذنبا اذا لم يوجه له القاضي اتهامات لكني أقول ان من وجهة نظر وزارة الاستخبارات فهو مذنب. ولم يتسن الوصول الى السفارة البريطانية في طهران للتعليق ولم يصدر عن موسويان رد فعل فوري.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 18 تشرين الثاني/2007 - 7/ذوالقعدة/1428