باتفاق امريكا مع اوربا: هل اكتمل الحلف الغربي لمواجهة ايران؟

شبكة النبأ: أثار بوش قلق بعض الحلفاء الاوروبيين الشهر الماضي عندما قال ان تسلح ايران باسلحة نووية قد يؤدي الى حرب عالمية ثالثة، وبدت تداعيات هذا القول متفاوتة كل بحسب مجرى مصالحه مع هذا الطرح، ولكن المهم في الامر هو ان امريكا تُعد خلال الشهر الجاري وبالاتفاق مع بريطانيا والمانيا وفرنسا لتصعيد عقوباتي قد يكون نهاية المسار الدبلوماسي للأزمة النووية مع ايران، وعلى اساسه ستتحدد مجريات الوضع على الارض. 

واتفقت المانيا وفرنسا على ان سياسة مزدوجة من الحوار وفرض العقوبات هي افضل وسيلة للتعامل مع برنامج ايران النووي لكنهما قالا ان الوقت ليس في صالحهما في هذه القضية.

واكدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ايضا التزامهما بنظام جاليليو للملاحة عبر الاقمار الصناعية الذي تعتزم اوروبا نشره واضافا انهما يرغبان في التوصل الى اتفاق حول تمويل المشروع بحلول نهاية شهر نوفمبر تشرين الثاني.

والتقى الزعيمان واعضاء حكومتيهما في برلين بعد ايام من عقدهما محادثات منفصلة مع الرئيس الامريكي جورج بوش حيث ناقشا معه تشديد العقوبات على ايران. بحسب رويترز.

وعرض التلفزيون الفرنسي لقطات لشاب بدا انه يندفع نحو ساركوزي وميركل خلال جولتهما في العاصمة الالمانية في وقت مبكر. ولم يبد على اي من الزعيمين التأثر او الارتباك.

وقال متحدث باسم الشرطة ان رجلا في الخامسة والعشرين من عمره صاح في وجه ميركل احتجاجا على خطط المانية لاصلاح طريقة تخزين البيانات عن الافراد لكنه لم يقترب من اي من الزعيمين وتم ابعاده بسرعة.

وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مع ساركوزي بشأن الموقفين الالماني والفرنسي تجاه ايران، بالنسبة لقضية ايران هناك قدر كبير من الاتفاق.

واضاف ساركوزي، ربما كانت لدينا مشكلة هنا او هناك من حيث الدرجة في التحرك لكن بالنسبة للنقاط الاساسية لهذه السياسة فاننا على نفس الموجة اي لا اسلحة نووية لايران بل عقوبات وحوار.

وفي سبتمبر ايلول قال دبلوماسيون اوروبيون ان المانيا وفرنسا اختلفتا حول السرعة التي ينبغي للقوى العالمية ان تدفع بها من اجل جولة ثالثة من العقوبات اذا استمرت ايران في رفض تعليق برنامجها للتخصيب النووي.

لكن مع استمرار التحدي الايراني فان رفض المانيا للضغط من اجل فرض عقوبات اقتصادية اشد يبدو انه يضعف. وقال ساركوزي، الباب لا يزال مفتوحا لكن العقوبات تشتد لان الوقت لا يعمل لصالحنا.

ومن المتوقع ان تلتقي بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين في 19 نوفمبر تشرين الثاني لتقييم تقارير خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ومحمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران.

بوش وميركل يناقشان تشديد العقوبات

وأبلغت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الرئيس الامريكي جورج بوش أنها ستكون على استعداد لتأييد فرض مجموعة ثالثة من عقوبات الامم المتحدة على ايران اذا واصلت طهران رفض المطالب لها بوقف الانشطة النووية الحساسة. بحسب رويترز.

وقالت ايضا ميركل التي تزور مزرعة بوش في كروفورد بولاية تكساس أنها ستدرس احتمال تقليص العلاقات التجارية بين بلادها وايران اذا فشلت المساعي الاخرى في تأمين التعاون من طهران بشأن برنامجها النووي. واتفق بوش مع ميركل على أن الدبلوماسية هي افضل السبل لحل المواجهة مع ايران.

وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بوش، نحن متفقان في القول ان التهديد الذي يمثله برنامج ايران النووي هو بالفعل تهديد خطير.

وأضافت عبر مترجم، كلانا يتبنى وجهة النظر هذه لكننا...نرى أن هذه القضية يمكن حلها من خلال السبل الدبلوماسية..وأن الخطوة المقبلة كما هو واضح (اصدار) قرار.

وقالت انها ستنتظر تقارير بشأن الانشطة النووية الايرانية من مفاوض الاتحاد الاوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن العقوبات.

ومن المتوقع ان تلتقي بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين في 19 نوفمبر تشرين الثاني لتقييم تقارير خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي ومحمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت ميركل، اذا ظلت التقارير غير مرضية...فسيتعين علينا أن نجري محادثات ونتفق على عقوبات أخرى محتملة. واضافت انها ستتحدث مع الشركات الالمانية بشأن "تخفيضات محتملة اخرى في هذه العلاقات التجارية" مع ايران .

ضغوط اميركية على شركات المانية

من جهة اخرى افادت صحيفة فرانكفورتر راندشو ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على الشركات الالمانية كي تنسحب من السوق الايرانية.

وكتبت الصحيفة استنادا الى اتحاد شركات صناعية انه "قبل اشهر حاول ممثلون عن سفارة الولايات المتحدة في فرانكفورت (غرب) اقناع شركات مصنعة للالات بالانسحاب من السوق الايرانية". واضافت الصحيفة ان الشركات قاومت الضغوط. بحسب فرانس برس.

واستندت الصحيفة ايضا الى رئيس الجمعية البرلمانية الالمانية-الايرانية رولف موتزنيخ لتؤكد ان اميركيين كلفا زيارة الشركات تطرقا الى انعكاسات محتملة على التجارة مع الولايات المتحدة.

ويتوقع ان تتطرق المستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت خلال زيارتها الى الرئيس الاميركي جورج بوش في مزرعته بتكساس الى الملف النووي الايراني.

وشددت واشنطن عقوباتها الاقتصادية على طهران التي ترفض تعليق النشاطات النووية الحساسة وتواصل الضغط على الامم المتحدة لانزال عقوبات بالبرنامج النووي الايراني.

بريطانيا تهدد بعقوبات لإيران تشمل البترول والغاز

وفي سياق متصل  قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في كلمة أكد فيها أهمية واشنطن كحليف ان بريطانيا ستسعى لحظر استثمارات للطاقة وأخرى مالية في ايران اذا لم تراعي طهران المخاوف النووية.

وقال براون، سنقود جهودا لفرض عقوبات أشد في الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بما في ذلك استثمارات البترول والغاز والقطاع المالي، اذا لم ترد تقارير ايجابية هذا الشهر من منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف براون في أول كلمة رئيسية له عن السياسة الخارجية منذ توليه منصبه في يونيو حزيران "يجب ألا تشك ايران في جدية عزمنا."بحسب الـبي بي سي.

واتفقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن - بريطاينا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين- وكذلك ألمانيا في وقت سابق هذا الشهر على المضي قدما نحو جولة ثالثة من العقوبات ضد ايران.

ورفضت ايران وقف تخصيب اليورانيوم بعد قرارين سابقين من مجلس الامن يقضيان بفرض عقوبات عليها وهي ترفض مزاعم الغرب بسعيها لتصنيع قنبلة نووية قائلة ان برنامجها سلمي مخصص لتوليد الطاقة.

ولم تستبعد الولايات المتحدة العمل العسكري ضد ايران. وحث براون على التوصل الى حل دبلوماسي لكنه يقول أيضا أنه لا يستبعد أي شئ.

وفي كلمته أكد براون على أنه طالما أعجب بأمريكا. وأضاف،  أعتقد أن علاقاتنا مع أمريكا-- المؤسسة على قيم مشتركة-- تمثل أهم علاقاتنا الثنائية.

وسعى براون منذ توليه منصبه الى ابعاد نفسه عن الكثير من برامج بلير للسياسة الخارجية وأوضح أن بريطانيا تخطط للبدء بسحب قواتها من العراق في أسرع وقت ممكن-- وهي سياسات تردد أنها أغضبت بعض المستشارين السياسيين في البيت الابيض.

الاسرائيليون يحثون الاتحاد الاوروبي على التشدد مع ايران

من جهة اخرى  يجوب مسؤولون اسرائيليون رفيعو المستوى أوروبا هذ الاسبوع للتحذير من خطر برنامج ايران النووي المتسارع وحث حكومات الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات أشد دون انتظار الامم المتحدة.

وقال أحد المسؤولين في حديث لرويترز مشترطا عدم ذكر اسمه، نحن قلقون من أن الناس في أوروبا لا يدركون الخطر الايراني. هناك نقاش قليل بشأنه. بحسب فرانس برس.

وأضاف المسؤول أن المشرعين في الاتحاد الاوروبي يعون العواقب الاستراتيجية حال حيازة ايران قدرة نووية بينما يبدو الشعب الاوروبي ووسائل الاعلام في حال من الغفلة الى حد كبير.

وتقول اسرائيل التي يعتقد أنها تمتلك أسلحة نووية بأن ايران نووية ستجعل الشرق الاوسط والعالم أكثر خطرا ولا يمكن التنبؤ بمصيره بسبب طبيعة زعماء الجمهورية الاسلامية وتأييدهم لجماعات متشددة في لبنان والاراضي الفلسطينية والعراق.

ويحمل الاسرائيليون الذين يزورون بروكسل وبرلين وفيينا وروما خلال هذه الرحلة قائمة تتضمن اجراءات سياسية وتجارية يريدون من الدول الاوروبية تبنيها لزيادة الضغط على ايران لوقف تخصيب اليورانيوم.

وتتدرج الاجراءات من اعلان وحدة من قوات الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية مثلما فعلت الولايات المتحدة الى وقف ضمانات التصدير والتأمين على التجارة الخارجية في التجارة مع ايران وهي خطوة يناقشها الاتحاد الاوروبي.

ويقترح الاسرائيليون خطوات أخرى لضرب قوى رئيسية في طهران من بينها حظر جميع التعاملات مع مؤسسات الثورة الايرانية الاقتصادية التي تمول القيادة الدينية ومنع بيع قطع الغيار لمعامل التكرير الايرانية وحظر منح التأمين للسفن التجارية التي تدخل الموانئ الايرانية.

ويريد المسؤولون أيضا من الاوروبيين وقف بيع معدات انشاء الانفاق والتعدين التي يقولون أن ايران تستخدمها للتعمية وحماية منشآتها النووية العميقة تحت الارض.

الصين: فرض العقوبات لن يساعد على حل الأزمة الايرانية

من جهتها قالت الصين ان فرض العقوبات ليس هو السبيل لحل المواجهة الدولية المتفاقمة بشأن الطموحات النووية الايرانية وحثت طهران في الوقت نفسه على القبول بحلول وسط.

جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي سافر فيه وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي الى ايران لاجراء محادثات حول الازمة في الوقت الذي يزور فيه مسؤول كبير من وزارة الخزانة الامريكية الصين لمناقشة العقوبات الاقتصادية المقترح فرضها على ايران. بحسب رويترز.

وقال ليو جيان تشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي معتاد، نحث ايران على ان تستجيب للنداءات الدولية وان تتبنى موقفا مرنا. نأمل من خلال الحوار والتشاور ان نعزز التقدم للتوصل الى حل. ونعتقد ان العقوبات خاصة العقوبات التي تفرض من جانب واحد لا تفيد.

ولم يكشف ليو عن تفاصيل زيارة وزير الخارجية الصيني لايران وجاءت تصريحاته متوافقة مع نداءات صينية متكررة لحل وسط.

لكن تصريحاته أبرزت أمل الصين في تسوية للنزاع النووي من خلال التفاوض في الوقت الذي تدرس فيه قوى غربية كبرى سبل تشديد الضغوط الاقتصادية على طهران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 14 تشرين الثاني/2007 - 3/ذوالقعدة/1428