هل يمكن أن يستمر تراجع العنف في بغداد؟

شبكة النبأ: يتنامى مع الشعور بالتفاؤل هذه الأيام سؤال كبير قد يفتح الباب امام العراقيين للعودة الى الوئام والسلام بعد ان انهكتهم الصراعات الطائفية وفرقهم الارهاب والأجندات الآتية من وراء الحدود، وهذا السؤال يتمحور حول رغبتهم في الاستمرار على نهج التهدئة والتوافق الحالي الذي ادى الى تغيرات دراماتيكية في الوضع على الارض بأغلب مناطق العاصمة بغداد والتي كانت تصنف ولفترة قريبة من المناطق الساخنة جدا.   

وقال ضابط امريكي كبير ان تراجع العنف في بغداد في الشهور القليلة الاخيرة يمثل اتجاها يمكن ان يستمر وسيسمح باستخدام عدد اقل من الجنود الامريكيين لحماية العاصمة العراقية.

وقال الميجر جنرال جوزيف فيل قائد القوات الامريكية في بغداد ان القاعدة في العراق لم يعد لها موطئ قدم في اي من احياء المدينة ذات السبعة ملايين نسمة. وتلقى على الجماعة المسؤولية عن أغلب التفجيرات الكبيرة للسيارات الملغومة التي اودت بحياة الالاف.

وقال فيل للصحفيين الاجانب دون ان يذكر نطاقا زمنيا محددا ان حوادث القتل التي ترتكبها فرق اعدام في بغداد انخفضت ايضا بنسبة 80 في المئة عن اعلى مستوى بلغته بينما تراجعت حوادث تفجير القنابل على جوانب الطرق بنسبة 70 في المئة. بحسب رويترز.

وأضاف، اعتقد أنه سيأتي بالتأكيد يوم سنحتاج فيه الى عدد اقل من جنود التحالف في بغداد.

وسئل متى سيحدث ذلك فقال، نحن بالفعل في مرحلة سنرى فيها مع مغادرة القوات الاضافية للمدينة انخفاضا طبيعيا في الاعداد وأنا أشعر بارتياح شديد لهذا مع الخفض التدريجي للقوات.

وارسل الرئيس الامريكي جورج بوش 30 الف جندي اضافي الى العراق في اوائل هذا العام في محاولة اخيرة للحيلولة دون تحول الوضع في العراق الى حرب اهلية طائفية ومنح الساسة العراقيين "متنفسا" للتوصل الى مصالحة.

ونشر اغلب الجنود الاضافيين في بغداد والمناطق المحيطة بها. وستغادر بعض هذه الوحدات المدينة في الاشهر القادمة بموجب خطة اقرها بوش في سبتمبر ايلول ستفضي الى خفض القوات الامريكية بما بين 20 و30 الف جندي بحلول اواسط العام القادم من زهاء 170 الف جندي حاليا.

وقال فيل ان تراجع العنف في بغداد من الممكن ان يستمر. واضاف، اعتقد انه ممكن الاستمرار وذلك يرجع في المقام الاول الى اننا نعمل مع القوات العراقية الان في كل زاوية من زوايا المدينة تقريبا.

وتابع، لكنني اقول ايضا ان بغداد مكان خطر وان القاعدة برغم انها في وضع يائس فهي لم تنته باي حال وستعود بقوة اذا سمحنا لها. وقال ان مستوى العنف يتراجع كل شهر منذ ان شهد تصاعد كبيرا في يونيو حزيران.

واضاف ان الوضع سيتطلب عددا اقل من جنود التحالف لكنه سيحتاج الى مزيد من قوات الامن العراقية لسد اي ثغرات.

وقال ان قوات الامن العراقية اصبحت "اكثر فعالية بكثير" وان المتطوعين الذين يتولون حراسة أحيائهم بالتنسيق مع قوات الامن العراقية كان لهم تأثير ايجابي.

ومن بين العوامل الاخرى التي ساعدت في تحسن الوضع الامني في بغداد الأمر الذي اصدره الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بتجميد انشطة ميليشيا جيش المهدي الموالية له. وقال فيل ان معظم افراد جيش المهدي في بغداد يلتزمون بهذا الامر.

ورفض فيل ما يتردد من ان العاصمة العراقية باتت مقسمة تماما بين احياء سنية وشيعية بينها انفصال كامل وهو عامل يعتبره البعض سببا لانخفاض العنف الطائفي.

وقال فيل، هناك بالتأكيد أجزاء من المدينة فيها فصل بين الطوائف لكن هناك اجزاء كثيرة متمازجة ويعيش فيها السنة والشيعة بل والمسيحيون في تآلف.

عام 2007، الأكثر دموية على الجيش الأمريكي في العراق

وفي سياق متصل  وضع مقتل خمسة جنود أمريكيين في العراقمؤخرا عام 2007، كأكثر الأعوام دموية على الجيش الأمريكي منذ غزو العراق عام 2003، في تناقض صارخ مع التراجع الحاد لخسائره البشرية خلال الشهور القليلة الماضية.

وكان الأدميرال غريغوري سميث، قد أعلن عن مقتل الجنود الخمس في انفجارين منفصلين. ويتزامن ارتفاع الحصيلة مع تدفق المزيد من القوات الأمريكية على العراق، والتي بلغت 35 ألف جندياً أضافياً،  فضلاً عن تصعيد العمليات العسكرية ضد العناصر المسلحة في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها.

وبلغت حصيلة قتلى الجيش الأمريكي خلال العام الحالي، وحتى اللحظة، 854 جندياً ، لتفوق بذلك حصيلة خسائر عام 2004 عندما فقد الجيش الأمريكي 849 جندياً. بحسب الـCNN.

وشهد النصف الأول من العام 2007، ارتفاعاً في حصيلة القتلى الأمريكيين، سقط منهم: 83 قتيلاً في يناير/كانون الثاني، و81 في فبراير/شباط، و81 في مارس/آذار، و104 في أبريل/نيسان، و26 في مايو/أيار و101 في يونيو/حزيران.

وبدأ التراجع منذ شهر يوليو/تموز حيث بلغت محصلة خسائر الجيش الأمريكي البشرية 79 جندياً، و84 في أغسطس/آب، و65 في سبتمبر/أيلول، و40 في أكتوبر/تشرين الأول، وعشرة، حتى الان في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وأشارت السلطات الأمريكية والعراقية مراراً، خلال الشهور القليلة الماضية، إلى تراجع الهجمات، والخسائر البشرية بين صفوف الجيش الأمريكي والمدنيين العراقيين.

وسقط 486 جندياً أمريكياً قتيلاً عام 2003، منذ بدء الحرب في 19-20 مارس/آذار من ذاك العام.

ووقع غالبية قتلى عام 2004 في عمليات عسكرية كبرى، منها مواجهات الفلوجة في نوفمبر/تشرين الثاني والقتال ضد مليشيات شيعية في مدينة النجف.

وبلغ عدد جنود الجيش الأمريكي الذين قتلوا عام 2005، 846 جندياً، و822 في عام 2006.

ويشار أن المحصلة الإجمالية لقتلى الجيش الأمريكي، ومنذ بدء الغزو عام 2003، تقف عند 3857 قتيلاً، حتى الان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 11 تشرين الثاني/2007 - 30/شوال/1428