النفط ينتهي بعد عشرين عاماً!

عباس النوري

على القادة السياسيين التوصل لحل سلمي للأزمة السياسية العراقية بأسرع وقت لأن أبار النفط ستنشف بعد عشرين عاماً. والشروع في بناء دولة المؤسسات وليبدءوا بالتفكير في البحث حول مصادر أخرى للمال من أجل تغطية احتياجات الدولة الفتية.

 الأبحاث الأخيرة توصلت إلى أن مخزون النفط الاحتياطي العالمي في طريقه للجفاف. وقد صرح بذلك مختص بشؤون النفط ( شيل أليكليت – سويدي) شاهدت بعض المقاطع منه على شاشة التلفزيون السويدية. الدراسة تبين مستوى انخفاض إنتاج النفط العالمي خلال عشرين عاما القادمة.أن المخزون العالمي يصل لحده الأعلى عام 2010 ومن بعدها يبدأ بالهبوط بشكل سريع. وهو (السويدي) أحد أربع خبراء اقتصاديين، منتخب من قبل أو- أي-س –د منظمة التعاون للمواصلات في باريس. لدراسة كيفية تغذية وسائل المواصلات مستقبلا بالوقود… 

الدراسة بأرقام وبيانات، ويؤكد …من خلال التقرير الذي سوف ينشره في أواسط الشهر المقبل. بأن البشرية في التحول من الاعتماد على مصدر الطاقة …الوقود…النفط. ليس لدينا المقدرة من تلبية الاحتياج المتزايد للطاقة. ويعطي بعض الأمثل: الإنتاج الإجمالي 84و5 مليون برميل في اليوم. الحاجة حسب التقديرات في عام 2030 يصل إلى 115 مليون برميل. وأن أكبر منطقة نفطية أكتشف خلال العشرون عام الماضية لا تغطي إلا 4-5 أشهر من الاستهلاك العالمي. وفي ذات الوقت هناك إحصائيات صادرة عن منظمة الطاقة العالمية بأنه خلال العامين القادمين سيكون مستوى الإنتاج يصل للحد الأقصى، مع أن أسعار النفط وصلت لذروتها ونعيش حالة التضخم الاقتصادي… ويسترسل بالقول…إننا نضن بأن مستوى الإنتاج يستمر لفترة 5-6 سنوات على حاله وبعدها يبدأ بالانخفاض.

بعض من الحقائق عن كميات النفط فــي:

الكمية الموجودة من النفط الخام في جنوب ووسط أمريكا 104 مليار برميل

أوروبا والجزء الأوروبي الأسيوي: 144 مليار برميل.

الشرق الأوسط 743 مليار برميل.

آسيا والمحيط الهادئ: 41 مليار برميل.

أمريكا الشمالية: 60 مليار برميل.

أفريقيا: 117 مليار برميل.

وليس من الصعب أن يحسب مقدار الإنتاج اليوم والسنوي..والتزايد المستمر لكي يحسم معرفة بداية نهاية النفط.

لكنني أتسائل عن صادرات النفط العراقية إلى أين تذهب؟ وهل الذي سمعناه بأن 96% من مجمل الصادرات تتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان في الأمر بعض الصحة فأن الخبراء الأمريكان تعرفوا على حقيقة نهاية المخزون النفط العالمي، لذلك يخزنون النفط العراقي وغيره في مخازن ضخمة تحت الأرض (والمثل الشعبي العراقي القائل: الفلس الأحمر ينفع في اليوم الأسود…استفادوا منه وحوره إلى النفط الأسود يفيد في يوم لا نفط خام فيه).

أكثر دول العالم منشغلة للبحث عن مصادر طاقة جديدة لكي تعوض النفط، والجميع يعلم كيف أستخدم النفط سلاحاً. والدول الصناعية لا يمكنها الاستمرار في رفاهة شعوبها دون الحصول على مصادر طاقة تؤمن لها استمرار صناعاتها ووسائل المواصلات. وكثير من هذه الدول تستخدم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتنتج من الطبيعة وقود لكي تتكون لديها بدائل للنفط.

الحرب السياسية القائمة في العراق هو ناتج عن من الذي يفرض سيطرته على إنتاج وتصدير النفط… وهم غير مهتمين بالأجيال القادمة ومتطلباتهم. وإذا لم يجدوا حلاً للقضايا السياسية العالقة لكي تبدأ عملية البناء والتطور ثم البحث عن مصادر لتقوية ميزانية الدولة العراقية، فبعد عشرين عاماً سيكون العراق بلد مستهلك فاقد لأهم مقومات الدولة…كما كان في السابق، مع أنه كان ومازال بلد مستهلك غير منتج. إن عدم التزام السياسيين بالموقف الوطني سيؤدي لهلاك العراق اقتصادياً وبالتالي سيعم الفقر والجهل وتنشل مقومات الدولة. احترموا الأجيال القادمة ولا تستهلكوا جميع إمكانياتهم من ثروات الوطن.

الاستقرار السياسي يساعد الكثيرين في العمل من أجل الإنتاج، فلابد للصناعة أن تتطور ولا بد للدولة أن تضع خطط تطوير الزراعة والزراعة الصناعية …ولا بد أن تكون هناك توازن بين المجمل الاستهلاكي والإنتاجي…وهذه الخطط والدراسات عليها أن تكون بعيدة المدى..قبل نضوب النفط…وقبل قطع أوردة العراق وشرايينها. أن من أهم واجبات الحكومة العراقية أن تنظر للمستقبل البعيد كما هي منشغلة في الحاضر الغائب، وعليها وضع كل ما تقتضيه الضرورة الوطنية للبحوث والدراسات المستقبلية…عليها التعاون من اتحاد الصناعات العراقي والزراعي ومراكز التطوير والمنظمات الاقتصادية لكي يتكون هناك توجه وطني إنتاجي وتغيير الوجه والتربية الاستهلاكية لوجه إيجابية منتجه. أن الوضع المزري الذي يعاني منه الشعب العراقي خصوصا الفساد الإداري والمالي والإرهاب المنظم وغيره …أشغل الناس عن مهمته الحقيقية في الدفاع والحفاظ عن مصادر الثروات الطبيعية والتي يتلاعب بها بعض من أصبح لديه سلطة ليسرق دون رحمة الحاضر ولا يعير للمستقبل أهمية…لأن المهم بالنسبة لهؤلاء هو أن ينعموا اليوم..فغدا لناظره…وإنهم استفادوا من المقولة: قد يكون الغيبُ حلوٌ …إنما الحاضرُ أحلى.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10 تشرين الثاني/2007 - 29/شوال/1428