
شبكة النبأ: عن المجلس الوطني للثقافة
والفنون والآداب في دولة الكويت صدر العدد الجديد من شهرية الثقافة
العالمية.. ونقرأ فيها:
(الحقيقة بشأن الهيدروجين) بقلم جيف وايز (أكد الرئيس الأمريكي جورج
بوش أثناء تقييمه لحال الاتحاد في العام 2003 أن الوقت قد حان لاتخاذ
خطوة حاسمة لحماية بيئتنا. وأعلن مبادرة بقيمة 1.2 بليون دولار أمريكي
للبدء بتطوير بنية تحتية وطنية للهيدروجين: شبكة تسهيلات من الساحل إلى
الساحل تنتج وتوزع الهيدروجين لتزويد مئات الملايين من المركبات
بالطاقة.
وقال الرئيس بوش مدعوماً بالتزام وطني: (سيتجاوز علماؤنا ومهندسونا
العقبات لنقل هذه السيارات من المختبر إلى معرض البعض، حتى يمكن لأول
سيارة يقودها طفل ولد اليوم أن تعمل بالهيدروجين وتكون خالية من
التلوث). ومع تبقي سنتين على المرحلة الأولى من الخطة والتي تبلغ
قيمتها 720 مليون دولار، نطرح السؤال المتكرر بالنسبة لكل مجلة معنية
بالمركبات الآلية: هل نحن قريبون من تحقيق ذلك؟
الإجابة الأكيدة: لا، فالوعود الاقتصادية هيدروجين مزدهر – لا يشمل
فقط السيارات والشاحنات، بل أيضاً الهواتف الخليوية وأجهزة الحاسوب
والبيوت وأحياء بأكملها – تعود إلى زمن طويل قبل مجيء الرئاسة الحالية،
والطريق للوفاء بهذه الوعود يمتد بعيداً وراء حدودها.
وتقدر وزارة الطاقة أن يستمر استهلاك البلاد من الوقود الحجري
(كالفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي) في الارتفاع – ليصل إلى نسبة 34%
بحلول العام 2030، وتصدر هذه الأنواع من الوقود أثناء احتراقها ملايين
الأطنان من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل يمنع مرور
الحرارة، ويعتقد أنها تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبقلم روي ف. باومايستر نقرأ (الغرور والعنف.. هل ينتج العنف عن كره
الذات أم عن حبها؟) إن وجهة النظر القائلة إن السلوك العدواني ينشأ من
الافتقار لحب الذات تعتبر من المسلمات البديهية منذ زمن طويل. لقد تم
إقناع المستشارين والاختصاصيين الاجتماعيين والمدرسين في جميع أرجاء
البلاد بأن تعزيز حب الذات عند الشباب هو الوسيلة الرئيسية لكبح جماح
السلوك العدواني لديهم ولتشجيعهم على أن يكونوا ناجحين اجتماعياً
ودراسياً. هناك مدارس كثيرة تحث الطلاب على سرد الأسباب الكامنة وراء
كونهم أناس رائعين أو على أداء الأغاني التي تمجد الذات، كما أن هناك
العديد من أولياء الأمور والمدرسين الذين يخشون توجيه الانتقاد للصغار
خشية أن يسبب ذلك أذى نفسياً خطيراً من شأنه أن يحول الطفل الواعد إلى
سفاح خطير أو إلى فاشل مثير للشفقة، ففي المسابقات الرياضية يحصل
الجميع (أي الفائز والخاسر) على الجوائز.
في الحقيقة لقد شكك العديد من الناس في أن تكون هذه التمارين
الهادفة لتحسين الشعور هي الطريق الأمثل لبناء حب الذات، لكن ما
الفرضية الأساسية التي تقوم عليها هذه النظرية؟ عندما بدأنا (أنا
وزملائي) بالنظر إلى هذه المسألة في أوائل التسعينيات وجدنا سلسلة من
المقالات التي تورد المقولة الشائعة إن الافتقار لحب الذات يؤدي إلى
العنف. لكننا عجزنا عن إيجاد أي كتاب أو حتى بحث يقدم عرضاً شكلياً
لتلك النظرية، أو يدعمها بأدلة من أرض الواقع، إذ كان الجميع يعرفها،
إنما من دون أن يقوم أحد بإثباتها.
وبقلم سوزان الدريدج نقرأ (ماذا تعني خربشاتك؟)
إن الخربشة عملية أقل وعياً من الكتابة، وتنزع نتائجها لأن تكون
أكثر تنوعاً وفردية؛ وتتراوح بين تلك البالغة الزخرفة (المنمقة)، إلى
التافهة فحسب، تبرز بعض الرموز مراراً وتكراراً – إن المنازل الصغيرة
والزهور، والطيور، والأسهم، والنجوم، والسيارات، والأرقام، والأسماء
شائعة على وجه الخصوص. لكن لماذا نقوم بالخربشة؟ ربما لا يعدو الأمر
كونه مجرد ضرب من التململ – أي إنه شيء تفعله عندما تشعر بالضجر أو في
انتظار وقوع أشياء أكثر إثارة.
إن تزيين أوراقك بالخربشات والشخبطات والرسوم الصغيرة قد يساعد
أيضاً في تنفيس التوتر، وإذا كان الأمر كذلك، فهي على الأقل عادة أكثر
إيجابية من بعض مزيلات التوتر الأخرى، مثل التدخين. وربما كان ذلك هو
سبب كون بعض جماعات الدعم توصي بالاحتفاظ بقلم ورقة بجانب الهاتف إذا
كنت بالفعل تنشرح عند إجراء مكالمة. وبالإضافة إلى ذلك، فهي عادة صديقة
للبيئة أكثر من مضغ العلكة، التي تلتصق بكل شيء – وكل إنسان – عندما
تتخلص منها.
يدعي عالم النفس الدكتور هو لو، وهو مدير برنامج علم النفس للتمكين،
والمعروف باسم Empsy Ltd أن الخربشات هي علامات، وشخبطات، وخطوط،
وأشكال غير ذات مغزى، اتجاهية وغير اتجاهية. وقد ظل يخربش منذ الطفولة،
ويستخدم الرسوم بصورة واسعة في عمله مع زبائنه، ويقول: إن الأشخاص
الذين يخربشون هم في كثير من الأحيان أولئك الذين يرتاحون كثيراً للقلم
والورق. يمكن النظر إلى الخربشة كنشاط إبداعي آت من الجانب الأيمن من
الدماغ.
ويكتب جيهوان هوانج (الاتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية في منظور
مقارن) إذا كان الاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية المتحديين الضعيفين
وفي حالة تراجع فلماذا يطبق كثير من الباحثين نظرية نوافذ الفرصة على
هاتين الدولتين؟ الجواب هو أنهم يبالغون في التأكيد على النوايا
العدوانية للدول الأضعف وكثيراً ما يتجاهلون توازن القوى بين الدول.
تعتمد حجج هؤلاء الباحثين بشكل صريح أو ضمني على الافتراضات
المتعلقة بالدول التي تسعى إلى تغيير الوضع القائم، وتشير إلى أن الدول
الأضعف قد تهاجم خصومها الأقوى إذا كانت لديها أهداف تغييرية، ويناقش
ميرشايمر بأن الاتحاد السوفيتي كان بشكل دائم تقريباً يبحث عن فرص
للتوسع من خلال إخضاع الدول الأخرى، وأنه عادة ما كان ينتهز الفرصة
عندما يرى أي ثغرة، وبدا أن الاتحاد السوفيتي كان يتصرف دوماً بشكل
عدواني، ويبرر ذلك بأنه يعزز انتشار الشيوعية، وكان مثل هذا المبدأ
الاستراتيجي السوفيتي يفسر على أنه تأكيد على العمل العدواني من أجل
تحقيق النصر وليس من أجل الردع، واعتبر عملا ينطوي على مغامرة أكثر
جرأة بتوظيفه وسائل عسكرية متعددة في منتصف الثمانينات.
جرى التأكيد على الطموح العدواني السوفيتي لأنه كان ينظر إليه على
أنه نتيجة لقرار حازم ينفذ بتصميم عنيد حتى ولو كان بكلفة اقتصادية
مؤلمة، إلا أن هذه الفكرة كثيراً ما انتقدت في الولايات المتحدة على
أنها نوع من الخرافة الخاطئة كما نوه جونسون (1983).
ونقرأ لإيمانويل مونييه (الاكتئاب.. ذلك المرض المزعج) (لقد دخل
الاكتئاب ضمن الأمراض المصرح التداول في شأنها بعد أن كان ذلك محظوراً
ولزمن طويل، وإذا ما تحدثنا بالأرقام نجد أن تناول مضادات الاكتئاب
antidepressifs قد تضاعف في فرنسا ست مرات خلال العشرين سنة الأخيرة.
على الرغم من قيام الأطباء بوصف مضادات الاكتئاب على نطاق واسع
لعلاج ما يسمى بحياء (سأم العيش) إلا أنه لا يوجد اتفاق في شأنها، لأن
هذا المرض يتحدى دوما الأطباء، فمتى يمكن ان نعتبر الاكتئاب مرضاً
حقيقياً؟ لا يزال الجدل قائماً حول هذا الموضوع.
وكما هو الحال دائماً في الطب النفسي تبقى الحدود غير واضحة بين ما
هو طبيعي وما هو مرضي. لقد بدأ البعض مثل الطبيب النفساني بوريس
سيرولنك يثور أمام تلك الوصفات الدوائية المتزايدة وضد الوعود بالسعادة
السهلة جداً، والحتمية للناس، وآخرين، مثل فيليب بيجانار، خبير المبحث
الدوائي الذي يتساءل ما إذا كان الاكتئاب ليس إلا من اختراع شركات
التسويق الدوائية التي تغالي بإغراق السوق بمواد لا تزال مجهولة
التأثيرات. لا نستطيع أن نجد للاكتئاب تعريفاً محدداً ودقيقاً وبالتالي
لن يكون إلا (الحالة التي يعالجها ما يسمى بمضادات الاكتئاب).. إنما
تبقى هناك حقيقة تكمن في مشكلة ما نسميهم (اكتئابيين) سواء أكنا مصيبين
أم مخطئين، فهناك تقريباً شخص واحد من أصل خمسة، يواجه في فترة ما من
حياته آلام ومتاعب هذا (المرض) إن هذا الرقم يدعو للقلق، وهو أقل من
التقديرات بكثير، طالما أن هؤلاء المرضى ينفرون من اعتبارهم مرضى من
هذا النوع.
وبقلم ديلان رايلي نقرأ (ألغاز الفاشية) هل كانت الفاشية ظاهرة
ثورية أم مضادة للثورة؟ هذا السؤال كان دائماً يمثل الحد الفاصل
والجوهري في مجاله الأدبي. إذا كانت الفاشية ظاهرة ثورية فهي تنتمي إلى
الشيوعية كأحد التنويعات للفكر الشمولي في السياسة، وبالتالي تقدم
مثالاً آخر على الكوارث التي أنجبتها ثورات القرن العشرين – ممثلة
بهتلر وستالين، كنموذجين توأمين للوحشية في هذا العصر. وعلى العكس من
هذا، إذا كانت الفاشية ظاهرة مناهضة للثورة، فإن موقعها في تاريخ
أوروبا سيبدو مختلفاً تمام الاختلاف.
إن نجاح الفاشية في هزيمة الاشتراكية، وليس باعتبارها تحذيراً ضد
مخاطر الأيديولوجيا الثورية، يمكن أن يتجلى باعتباره أساساً للعمل الذي
يرمي إلى نشر الرأسمالية ذات الطبيعة الديموقراطية – الليبرالية
لاحقاً، وذلك بعد انتهاء أي تهديد راديكالي موجه للنظام البرجوازي في
ألمانيا وإيطاليا بعد الحرب أو بعد حقبة فرانكو في إسبانيا. وهكذا، فإن
القراءات المتعددة للفاشية تعد جزءاً لا يتجزأ من القراءات البديلة
لتاريخ القرن العشرين بصفة عامة.
في الآونة الأخيرة نشر كتابان عن الفاشية أحدهما ألفه ميشيل مان،
والثاني كتبه روبرت باكستون، وكلاهما مفكر من طراز رفيع المستوى، ولهما
طريقتهما في معالجة هذا النمط بشكل حي، الكاتب ميشيل مان يعد من أكفأ
المؤلفين في تاريخ علم الاجتماع، ومعروف جيداً بكتابه (مصادر السلطة
الاجتماعية) الذي يغطي – حتى الآن – الحقب التاريخية من العصور الحجرية
حتى مرحلة بيل إيبوك وقدم أخيراً مراجعة نقدية لسياسة إدارة بوش
الخارجية، بعنوان: (الإمبراطورية غير المتجانسة) أما باكستون فأحد أندر
المؤرخين الأحياء الذين غيروا بشكل واضح طريقة فهم هذه البلاد لذاتها،
من خلال مؤلفه بعنوان (فرنسا فيشي: الحرس القديم والنظام الجديد)
1972)، الذي لا يبين فيه اتساع المساندة الاجتماعية لنظام (بيتان)
فحسب، بل إلى أي مدى متقنعاً بالشراكة مع الرايخ الثالث، وليس أكثر مما
كان مرغماً على تلك الشراكة رغبته، ويتوصل المؤلفان في كتابيهما إلى
نتائج شديدة التباين، فقد أصر مان على أن الفاشية كانت ظاهرة ثورية ذات
أيديولوجية قوية وقاعدة اجتماعية متماسكة، وتسعى لتحقيق مجموعة من
الأهداف التي تفضي في نهاية المطاف إلى خلق نظام غير منسجم مع
الرأسمالية، ويرى باكستون، عكس ذلك، أنها كانت حركة مناهضة للثورة وذات
خليط فكري انتهازي في جوهره، وهو يضيف أن الفاشية لم تصل إلى السلطة
إلا من خلال تحالفها مع المحافظين المثيرين للرعب.
وعن كرة القدم نقرأ بقلم مجموعة من المحررين (اللعبة الجميلة..
لماذا تهيمن كرة القدم على العالم؟) هناك العديد من الأمور الجميلة، في
أن تكون هاوياً أمريكياً، لكأس العالم لكرة القدم للرجال – ويأتي في
مقدمة هذه الأمور، أن الناس الذين نشأت بينهم لم يتجمعوا حول جهاز
التلفاز طوال أربع سنوات ولمدة شهر متصل، محتبس الأنفاس، لم تفز بلادك
أبداً من قبل. يمكنك اختيار أي فريق تفضله، ثم تهتف له مشجعاً من دون
خجل أو خوف من الانتقام. لم تتشرب بعد خصال التعصب المقيتة التي لا
يمكن الفكاك منها، في حال التحزب القبلي من جانب أبناء بلدك المصابين
بهوس كرة القدم، إنك أحد الهواة بأكثر المعاني تجريداً لكلمة هاو. لذلك
وبمناسبة إقامة بطولة كأس العالم في ألمانيا – وكأس العالم هو الحدث
الرياضي العالمي الحقيقي على ظهر كوكبنا (لا، فالأولمبياد، مع ما لها
من ضجة هائلة تصاحب الرياضة الاستعراضية لا تحظى بالاهتمام نفسه) يمكن
أن تتوقع قضاء الشهر كأنك في جنة).
هذا ما أفعله، فدنيا كأس العالم هي الدنيا التي أريد العيش فيها. لا
أستطيع مقاومة ما فيها من الأبهة ونبل المشاعر الشبيهة بما يحدث في
الأمم المتحدة، الاستعراض السياسي للخصائص القومية، افتضاح ما خفي من
النقائص والعيوب البشرية وجوانب العظمة المفاجئة، حقيقة أن شعوباً
بأكملها تنصرف عن العمل أو تستيقظ من نومها في الثالثة صباحاً لكي
تشاهد رجالاً يركلون كرة، هناك دول تضم بالفعل فرقاً متعددة الأعراق –
فرنسا، إنجلترا، والولايات المتحدة – في حين أن فرقاً أخرى تكون
بأكملها من ذوي البشرة الشقراء أو من الآسيويين أو ينتمي لاعبوها إلى
أمريكا اللاتينية. قد نجد بائع إطارات من سلوفاكيا، أو شرطياً
إيطالياً، أو عازف بيانو من ألمانيا – بعد أن اجتاز الاختبارات الرسمية
للياقة – سوف يتألق كحكم. هناك مشجعون يثيرون الحماس: (يو. إس. إيه!
يو.إس إيه! يو.إس.إيه!) (من دواعي السعادة أنهم قليلون) هناك أطفال
يمسكون بأيدي كل لاعب أثناء نزوله أرض الملعب. تسمع عزف الأناشيد
الوطنية، يطلي الرجال أنفسهم بألوان العلم الوطني لبلادهم ويصرخون
مولولين على الملأ عند هزيمة فريقهم. يصبح أحد المذيعيين (جوووووول ل
ل! جول!) على القناة الإسبانية التي تشاهدها. (إنها غالباً الوسيلة
الوحيدة التي تستطيع من خلالها رؤية المباراة حية على الهواء). هناك
شوطان متتاليان مدة كل منهما 45 دقيقة من دون إعلانات. |