شبكة النبأ: تقترح المفوضية العليا
للاتحاد الأوروبي اعتماد نظام جديد للعمل بالبطاقة الزرقاء كوسيلة لجذب
المهاجرين المهرة للعمل في الدول الأعضاء في الاتحاد، وذلك على غرار
البطاقة الخضراء المعتمدة في الولايات المتحدة الأمريكية في هذا
المجال.
وستسمح البطاقة الجديدة للأشخاص المؤهلين بشكل مناسب ولعائلاتهم
ايضا بالعيش والعمل في دول الاتحاد.
وللحصول على البطاقة الزرقاء، ومدتها سنتان على الأقل، على المهاجر
المؤهل الحصول على عقد من احدى دول الاتحاد مدته سنتان يضمن له راتبا
يساوى ثلاثة اضعاف الحد الأدنى للأجور على الأقل.
مليون فرصة عمل في السنة
ويقول الاتحاد الاوربي انه سوف يحتاج حوالي 20 مليون من المهاجرين
المهرة على امتداد العشرين سنة المقبلة، فدول الاتحاد تعاني من نقص في
الخبرات في مجالي الهندسة وتكنولوجيا المعلومات على وجه الخصوص.
ويقول المراسلون ان الغرض الآخر من الاقتراح الجديد هو ردع الأشخاص
الحاصلين على افضل انواع التدريب والمهارات من الهجرة الى الولايات
المتحدة بحثا عن فرص عمل.
ويقول مارك مارديل، مراسل بي بي سي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ان
الخطة الجديدة أثارت جدلا واسعا، إذ ان بعض البلدان (الأوروبية)
ستعارضها بالتأكيد.
استنزاف العقول
كما يخشى النقاد من أن يُشجع سعي اوروبا إلى الحصول على الأفضل
(أفضل المهاجرين) وترك ما تبقى ممن هم اقل مهارة هجرة واستزاف الأدمغة
من الدول الأكثر فقرا.
ووفقا للاقتراحات الجديدة، التي يُتوقع ان يتم الكشف عنها بعد ظهر
اليوم الثلاثاء، ستُمكِّن البطاقة الزرقاء حامليها وأسرهم من العيش
والعمل والتنقل ضمن دول الاتحاد.
وحتًّى يصبح المهاجر مخوًّلا للحصول على البطاقة الزرقاء المذكورة،
سيتعيًّن على المتقدِّم إبراز شهادة دبلوم مُعترف بها، وإثبات الحيازة
على شهادة خبرة مهنيًّة لا تقلُّ عن ثلاث سنوات وان لا يكون بالإمكان
ملء الشاغر الذي يتم التقدُّم إليه من قبل أحد مواطني الاتحاد.
مغناطيس باستخدام البطاقة الزرقاء بإمكان المهاجر تجميع فترات
الإقامة، كالإقامة في بلد لمدة ثلاث سنوات وسنتين في بلد آخر بدلا من
اضطراره إلى الإقامة في بلد واحد لمدة خمس سنوات من أجل الحصول على
حقِّ الإقامة الدائمة.
وتقول المفوضية في بيان أصدرته في هذا السياق: حتى نحافظ على النمو
الاقتصادي والتطور في الاتحاد الأوروبي، فإنه من الأساسي لأوروبا ان
تصبح مغناطيسا لجذب الأشخاص ذوي الكفاءات والمهارات العالية.
ويضيف البيان قائلا: ولكي نقوم بذلك، يتعين على الاتحاد تقديم نفسه
كجبهة موحدة، بدل التركيز على السياسات المتباينة لكل دولة عضو في
الاتحاد في ما يخص موضوع الهجرة.
وستحتاج الخطة الجديدة لكي تصبح نافذة الى ان توافق عليها جميع
الدول الأعضاء بالاتحاد.
دول مُحجمة
وقد تُحجم كل من بريطانيا وأيرلندا والدنمارك عن المشاركة في الخطة
الجديدة، ولكن يتعين أن تشارك بقية الدول الأعضاء فيها.
ويقول وزراء بريطانيون بشكل رسمي إنهم يدرسون الخطة، لكن مراسل بي
بي سي يفيد بأن هؤلاء الوزراء غير مهتمين حقيقة بالفكرة، إذ أنهم
يفضلون تطوير ما يُعرف بنظام النقاط كبديل عنه.
ويتخذ بعض الساسة في كل من هولندا وألمانيا موقفا عدائيا من الخطة،
بينما أدانتها الحكومة النمساوية واعتبرتها "مغرقة في المركزية".
توتر السياسيين
سوف يحتاج الاتحاد حوالي 20 مليون من المهاجرين المهرة على امتداد
العشرين سنة المقبلة، وفي ظل ذلك هناك توتر حقيقي بين السياسيين في
جميع أرجاء أوروبا، أولئك السياسيين الذين يعرفون بأن ناخبيهم ينتابهم
الشعور بالقلق والتوجس بشأن المهاجرين والأعمال التي يقولون إنه لا
يمكن تسييرها بدون الاعتماد على خبرات الخريجين من الهند والصين.
وكان فرانكو فراتيني، مفوض الشؤون الداخلية في الاتحاد، قد كشف لأول
مرة أن الاتحاد سيسعى الى جذب المهاجرين من ذوي المهارات العالية عبر
تسهيل إجراءات السفر والتنقل ضمن الدول الأعضاء.
تجميع الإقامة
وقال فراتيني: باستخدام البطاقة الزرقاء بإمكان المهاجر تجميع فترات
الإقامة، كالإقامة في بلد لمدة ثلاث سنوات وسنتين في بلد آخر بدلا من
اضطراره إلى الإقامة في بلد واحد لمدة خمس سنوات من أجل الحصول على حق
الإقامة الدائمة.
وللحصول على البطاقة الزرقاء، ومدتها سنتان على الأقل، على المهاجر
المؤهل الحصول على عقد من إحدى دول الاتحاد مدته سنتان يضمن له راتبا
يساوى ثلاثة أضعاف الحدِّ الأدنى للأجور على الأقل.
وستجعل قضية ضرورة إقرار الخطة من قبل كل الدول الأعضاء في الاتحاد
أمر اعتماده بشكل نهائي شيئا صعبا لأن ذلك يمس بناحية في غاية الحساسية
وهي منح المهاجرين حقوقا بالعمل والضمان الاجتماعي مطابقة لتلك التي
يتمتع بها المواطنون. |