التلوث الصوتي وآثاره القسرية

عدنان عباس سلطان

 شبكة النبأ:  الصوت تلك الطاقة المادية التي تسري في الهواء وفي غيره من المواد والفراغات بموجات تضاغطية من اصل ميكانيكي او مولدات الكترونية او منابع فضائية كما هو الحال بالنسبة لما تشعه الكواكب كالشمس والكواكب وغيرها، يتسبب الصوت بتلوث البيئة عندما يخرج عن المقدار الاعتيادي  بكونه في الحالة المفرطة يؤدي الى حدوث خلل بيئي ينعكس على الحيوات الداخلة في نطاقه المبالغ فيه، من انسان او حيوان او نبات ولذا فان الامراض الناتجة عن الصوت او الضجيج بشكل عام يمكن التاكد منها من مقدار الذين يعانون والذين تسجلهم المستشفيات والمصحات سواء على السمع مباشرة او في المزاج النفسي او في نطاق الامراض العضوية كضغط الدم والضغط وامراض القلب.

فكثير من الجنود المتسرحين من الجيش يعانون من امراض السبب في اعظمها من التعرض الى الاصوات الحربية كالمدافع والراجمات والطائرات وانفجار القنابل.

فاختراق حاجز الصوت عبارة عن تحرك الاجسام الصلبة في الهواء بسرعة تفوق سرعة الصوت فتحدث ظاهرة الموجة الضاربة، التي ترتبط بالتغير المفاجئ في الضغط الجوي.

عند تحليق الطائرة يتحرك كل جزء من الموجة الضاربة الناشئة من هذا التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت باتجاه متعامد على خط جبهة الموجة على امتداد ما يسمى بالشعاع الصوتي وعند بلوغها سطح الارض تتسبب الموجة الضاربة بأثر جدار الصوت وفي تلك الحالة تستوعب هذه الموجة من قبل جميع الحيوات الموجودة في المحيط المؤثر على شكل قفزة ضغط.

احيانا يتأثر جهاز التوازن لدى الانسان والحيوان نتيجة الضغط المفرط فيشعر بالدوار او الغثيان، وفي احيان يموت الانسان بسبب الاصوات المفاجئة كصوت مدفع او انفجار سيارة مفخخة وقد سجلت كثير من وفيات اشخاص كانوا قريبا من انفجار سيارات مفخخة رغم انهم لم يتعرضوا للشظايا او الجروح الا انهم ماتوا من الصدمة اي بمعنى انهم ماتوا بسبب الصوت.

**يقول الإمام الشيرازي (قده) ان للاصوات العالية تاثير مباشر على الغدد الصماء وعلى الدورة الدموية وتحدث تغيرات في الانسجة وقد اشار القرآن الحكيم الى ما يفعله الصوت العالي:

( واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين.. ).

( فكّلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا..).

ان الصوت المرتفع يؤثر على الحالة النفسية والعصبية للمرأة الحامل وعلى الجنين في فترة تكوينه السمعي على الاخص وهو الشهر الرابع من مدة الحمل وقد يصاب بالهزال عند الولادة وقد يمنى بتشوهات خلقية وتدني الكفاءة الجسدية التي من الغالب ان تستمر معه وتجعله هدفا لامراض اخرى.

والتلوث بالصوت يؤثر ايضا على الحيوانات ويسبب لها اختلافات في الطبيعة الاعتيادية كادرار اللبن او الولادات العسيرة او المشوهة ايضا.

والغدد الصماء تكون العرضة الاولى لدى الانسان بكونها الجهاز المسؤول عن افراز الهرمونات التي تنظم التفاعلات والفعليات المتنوعة للجسم البشري من ضمنها تنظيم ضربات القلب وانقباض الاوعية الدموية، ويسبب ذلك بارتفاع الكورسترول ومن ثم الضغط وتصلب الشرايين والصداع المزمن.

ويتراوح سماع الانسان للاصوات بين 20 ذبذبة الى 20ـ 20000 ولا يمكن سماع  الاذن البشرية الاصوات الخارجة عن هذا النطاق الا باستخدام اجهزة خاصة تقوم بتحويل الاصوات ذات التردد العالي او الواطئ جدا الى النطاق المعتاد للسماع البشري.

الزجاج يتهشم في حالة تعرضه لاكثر من 1100 كيلو واط / ديسبل.

فيما تكون الـ 70 ديسبل مؤثرة بشكل كبير عند الانسان و90 موثرة في الاعضاء الجسدية وتترك آثارا غير مرئية لكنها تتوضح فيما بعد، وتترجم الى امراض عضوية.

في مجتمعاتنا لايولى امر التلوث بالصوت اي اهتمام يذكر، حتى على نطاق التنظيم المروري فلم يعد رجال المرور يمنعون المنبهات العالية او اجهزة التسجيل الريكوردر من السيارات وخصوصا في السيارات الصغيرة التي تتولى نقل الاشخاص في داخل نطاق المدينة وخطوط النقل الداخلية، وليس هناك اي تثقيف في هذا الاتجاه، فيما لا يتعامل المجتمع مع الاصوات كشئ يحدث الضرر والاذية للآخرين في السلوك اليومي او حفلات الزواج ونصب مكبرات الصوت المزعجة في الاحياء السكنية فيما ياخذ البعض في البرامج الدينية باستباحة الفضاء ليسمع صوته على نطاق الحي باكمله اي انه يتخذ الوسيلة غير الصحيحة من اجل الشئ الصحيح بمعنى الغاية تبرر الوسيلة فيما يقول الاسلام ان الغاية الصحيحة هي الوسيلة الصحيحة.

وكثير من الاشخاص يهتمون بتربية الكلاب او الحمير في داخل المدن ليستمر الضجيج ليل نهار بخط متصل لا فاصلة فيه.

الجار لا يبالي بمرتفعاته الصوتية في داخل المنزل، ولا يبالي ان كانت تزعج الجيران او السابلة، وفي اثناء الازدحام المروري يتم استعراض المنبهات بشكل صبياني واستفزازي غير مسؤول.

في الاسواق يكون الضجيج على مداه وخصوصا قد دخلت الى السوق ظاهرة استخدام المعلنات الالكترونية المبرمجة للاعلان عن البضاعة.

ويتشارك في هذا الاعلان المزعج والمثير والمضر اصحاب التسجيلات الصوتية وبمكبرات تصل احيانا الى اكثر من 150 واط الى 250 واط  وصوت بهذه القوة يكون مهيمنا على مسافة 250 الى 300 متر مربع اي انه لايسمح باي مؤثر صوتي عداه وهي المنطقة المشغولة والغير مشمولة بالنسبة للاصوات الاخرى skep zone

منطقة الترك المستلبة من قبل المكبر مفرط القوة.

المولدات الكهربائية تاخذ الحيز الواسع من هذا التلوث وخصوصا عند انقطاع التيار الكهربائي إضافة لما تفرزه من عوادم سامة في المدن المكتظة بالسكان وتقارب المحيط المعماري فان دخان المولدة لدى الجار يكون من القسري على الجار الآخر استنشاقه وتحمل صوت المولدة الكهربائية المعربد ولا يسع هذا الجار الا ان يقول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

...........................................................

المصادر:

كتاب البيئة - الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 3 تشرين الثاني/2007 - 22/شوال/1428