كنا نمني النفس في العهود السابقة بالديمقراطية وحرية الرأي وان
تتكلم وتكتب ليصل صوتك او اعتراضك الى المسؤولين لأيجاد الحلول كما كنا
نسمع ونرى ونقرأ عبر وسائل الاعلام عنها في الدول المتقدمة والتي حرم
منها شعوب العالم الثالث.
كان حلم الفقراء والمستضعفين ان يروا تلك المفردة المبهمة تتحقق في
البلد.
لكننا اليوم وبعد ان شاهدنا الذي كنا نتمناه ويتمناه الجميع اصبحنا
نلعن اليوم الذي جاء به وبويلاته حيث تغيرت هذه المفردة المفقودة سابقا
فأصبحت الديمقراطية لها اخوات الدم.. قراطية والدي.. مقراطية.. فتنصب
وترفع وتحذف وتجر ما تشاء وحسب قوانينها
نعم ان قواعد الديمقراطية واخواتها في العراق هو حذف اللاصق من
افواهننا ولكن نصبه في الاذان.. أي انك قل واكتب ما تشاء ولكن لا يوجد
من يسمعك او يعير لك اهتماماً لان الاذان صماء حسب القواعد.
الدي.. مقراطية هي ان يعيش الشعب في واد والحكومة والمسؤولين في واد..
ان يكون المسؤول صاحب الامتياز في ثروات البلد ليكون ذو جاه ومال
وعقارات وارصدة في البنوك العالمية والشعب عليه ان يتقوت بالفتات الذي
يضمن له البقاء على قيد الحياة..
ان يخرج المواطن المسكين في مظاهرة لتحرقه اشعة الشمس ويلسعه البرد
بعد ان يبتل تحت المطر لكي يفوز بالظهور في احدى لقطات المصورة
بالتلفاز.. ان تصرخ لا احد يسمع.. ان تطلب لا احد ينفذ.
الدم.. قراطية هي ان ترى اللون الاحمر يلطخ كل الامكنة..
القتل بدم بارد..
اعتقالات حسب المزاج..
خراب ودمار..
ان تحذف قدسية الوطن ووحدة الشعب..
ان يجر الوطنيين والمخلصين الى السجون لأنهم خارجون على القانون..
ان تودع الامن والسلام.. ان تفقد الامل.. وحذار ان تعترض على هذه
الامور لأنك ستصبح الارهابي الذي يبحث عنه الدم..قراطيون فهذه السنن
والشرائع منزلة من (تل ابيب) ومزكاة من (البيت الابيض)..!
اذن الديمقراطية ومشتقاتها.. هي ان يصبح افراد الشعب بين معوق وعاطل
ومتسكع ومطارد.. زيادة في نسبة اليتامى والارامل والثكالى..
الغاء قوانين الامومة..!
سحق حقوق الانسان..!
الانسلاخ من الطبائع البشرية..!
ان تلعن اليوم الذي ولدت فيه..!
ان يطاردك الموت..!
ان تتمنى الموت..! |