الأرامل في كشمير أمل واهي وانتظار طويل

شبكة النبأ: مأساة الحروب وظلم الظلمة هو الجرح الأليم في العمق الانساني فالحروب تمر او انها تستمر او انها تهدأ لكن جروحها تتعمق في ضمير البشر ويحمل الناس جراحهم بما يشبه الصمت المنفعل حتى تنتهي حياته معذبا مغبونا سيئته الوحيدة انه قد خلق في الحياة الخالية من الرحمة!.

تكمن مأساة النساء انصاف الأرامل اللواتي رملتهن الحروب ثم تقولبن في المتعارفات الاجتماعية في كونها تعتمد الأمل الواهي المتبقي رغم انه امل يشكل الوهم فيه اكثر من 99 بالمائة لكن اعتماد الأمل كان من منطلق ان لا منفذ غير الوهم والانتظار والدعاء.  

فبينما يرفع الآذان للصلاة في أحد مساجد كشمير تصلي بيجوم رفيقة في غرفة متواضعة بمنزلها من اجل عودة شخص لم تره منذ نحو عشر سنوات.. انه زوجها المفقود.

تقول رفيقة، لست أرملة ولست مطلقة. انا متزوجة ولكن بلا زوج.. ليكن الله في عوني. أنا في مأزق.

ولدى رفيقة أربعة ابناء، كما نقلت رويترز، وهي واحدة من المئات من أنصاف الأرامل وهن زوجات اختفى أزواجهن بعد أن ألقت قوات الامن الهندية القبض عليهم، ويفترض ان عددا كبيرا من الرجال المختفين اختطفوا وعذبوا وقتلوا.

ويقول اتحاد أسر المختفين وهي مجموعة مستقلة في كشمير إن ما يصل الى عشرة الاف شخص فقدوا منذ اندلاع التمرد الانفصالي في عام 1989 اثر القاء قوات الامن القبض عليهم.

ويضيف الاتحاد ان نحو الفين من هؤلاء المختفين متزوجون وجميعهم تقريبا من الذكور وفي سن الشباب.

وتعاني النساء من مأزق حاليا فلا يستطعن طوي صفحة قديمة من حياتهن وبدء حياة جديدة بالزواج مرة اخرى ليطلق عليهن انصاف ارامل.

واتهمت القوات الهندية التي تقاتل ضد المتمردين منذ أكثر من 17 عاما بقتل مدنيين ابرياء ويدعون انهم من المتشددين الابرياء للحصول على مكافات وترقيات.

ويقول مسؤولون ان أعمال العنف تراجعت كثيرا منذ بدء الهند وباكستان عملية سلام حذرة في عام 2004. ولكن مازال القتلى يتساقطون في تبادل لاطلاق النار وانفجارات من ان لاخر من تدبير متشددين انفصاليين.

وتقول رفيقة ان قوات الامن ألقت القبض على زوجها مشتاق احمد خان في احدى الليالي في عام 1997 اثناء حملة ضد المتشددين الذي يقاتلون ضد حكم نيودلهي للمنطقة.

وتسرد رفيقة باكية تفاصيل محاولاتها البحث عن زوجها قائلة  ذهبت لكل معسكر لقوات الامن ومركز شرطة على أمل العثور على دليل ولكن بلا جدوى.

وتابعت هل هو حي ام ميت؟ ... لا يتوقف الالم.. معظم الوقت يحدثني قلبي انه لا يزال على قيد الحياة.. كيف يمكنني الزواج مرة اخرى.. لا اتمنى ان تقاسي اي امراة مثلنا.

وتنفي قوات الامن القبض عليهم ويقول مسؤولون ان معظم المفقودين عبروا الحدود الى كشمير الباكستانية للتدريب على استخدام السلاح.

ويقسم خط الهدنة شديد التسليح كشمير ويفصل بين الهند وباكستان ويطالب كل من البلدين بضم المنطقة ذات المناظر الخلابة اليه وخاضا حربين دموية نتيجة لذلك.

ومعظم انصاف الأرامل من عائلات مسلمة منخفضة الدخل ولا يسمح لهن شرعا بالزواج الا بعد سبع سنوات من اختفاء ازواجهن.

وتقول بارفينا اهانجر مؤسسة اتحاد اسر المختفين اجبر عدد كبير من هؤلاء النسوة.. على مغادرة منازل اسر الزوج وعادت بعضهن لاسرهن.. واخريات وحيدات يكافحن لاعادة بناء حياتهن حتى بعد سبع سنوات من الانتظار الطويل يتردد الرجال من الزواج منهن، يخشى كثيرون (من الرجال) ان يعود الازواج يوما ما.

ودون دليل على وفاة ازواجهن لا يحق لانصاف الارامل  الحصول على التعويض الحكومي الذي يمنح للارامل او المطالبة بممتلكات ازواجهن.

ويقول علماء النفس ان انصاف الارامل يعانين ازمات عاطفية.

وقال ابيناه سيد الطبيب بالمستشفى الوحيد للطب النفسي في كشمير، هناك ضغط كبير على انصاف الارامل للحفاظ على الروابط الزوجية بدون ازواج.. على عكس الارامل يواجهن موقفا صعبا لا يمكنهن تلبية رغباتهن الطبيعية.

وفي كل شهر يتجمع عشرات من انصاف الارامل والاسر في حديقة في سريناجار العاصمة الصيفية لكشمير للمطالبة بمعلومات عن اماكن احبائهن، وتحمل كثيرات صور ازواجهن المفقودين.

وتقدر السلطات الهندية عدد المفقودين بين الف وثلاثة الاف وتقول انها تنوي تقديم معونات للارامل وانصاف الارامل في كشمير.

وفي الاونة الاخيرة قالت سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الحاكم أن العنف في كشمير ترك جراحا غائرة.

وأضافت أمام حشد نسائي ضم الالاف في سريناجار عانت كشمير كثيرا في السنوات العشرين الماضية، خلف الوضع ندوبا خارجية ولكنه اصاب قلوبا وعقولا بجراح، مسؤوليتنا الاساسية جميعا ان نضمد هذه الجراح.

ولكن الجراح ربما لا تندمل ابدا دون معلومات عن مصير الازواج المفقودين.

وتقول نسيمة (30 عاما) وهي ايضا من انصاف الارامل: قررت ألا اتزوج مرة اخرى وان اتفرغ لتربية ابنائي. وهي قد اختفي زوجها محجاج الدين بعدما اعتقله الجيش في سريناجار في عام 1998، وتبكي متسائلة اين زوجي .. كيف حاله .. تطاردني هذه الاسئلة دائما..

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 30 تشرين الاول/2007 - 18/شوال/1428