التهديد التركي هل يكون درسا؟

بقلم صادق الخميس

هناك القصة المعروفة ان احد الحكماء جمع اولاده واعطى الى كبيرهم عودا من العيدان وقال له اكسره يا بني.. فما كان من الابن ان كسر ذلك العود بسهولة.. ثم اعطى له حزمة من الاعواد طالبا منه ان يكسرهن، فلم يفلح في ذلك رغم محاولته.. ثم تحولت تلك الحزمة بيد الابناء الباقين فلم يستطيعوا من كسر تلك العيدان.. فقال ذلك الاب الحكيم ( يا اولادي ان حالكم كحال تلك العيدان ان توحدتم لم يستطع احد من كسركم والاقتراب منكم وان تفرقتم تكسرتم وضاعت قواك).

وفي ذلك قال احد الشعراء..

تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا

وان تفرقت تكسرت احادا

وهكذا وعبر التاريخ هناك الكثير من الامثلة على ان التوحد هو رمز القوة والمنعة وكم من الامم ضاعت وتلاشت بسبب التفرقة والتناحر بين ابنائها وخير دليل على ذلك توحد المسلمين في بداية الدعوة الاسلامية وتحت راية الموحد العظيم وخير الخلائق النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ورغم قلتهم قهروا قوة مشركي قريش ثم تقدموا ليحطموا بقلة عددهم اكبر امبراطوريتين انذاك وهما الفارسية والرومانية وهزموهما شر هزيمة وجاء ذلك بتوحدهم وتراص صفوفهم.

ان سياسات الفرقاء اليوم الذين يهيمنون على مصير البلد ادت الى ايجاد التفرقة والتكتل جراء المصالح الشخصية والفئوية والحزبية والنظرة الضيقة للاحداث مما جعل العراق مطمعا ولقمة سائغة لمن هب ودب وساحة لتصفية الحسابات.

وما التهديدات الاخيرة للجارة تركيا بأجتياح شمال الوطن خير دليل على ما نقول فسياسة الاخوة الكرد والتي تفهم بالانفصالية وقرب اعلان دولتهم المرتقبة وعدم رفع رمز الوحدة وهو العلم العراقي على ربى كردستان وتناحر الكتل والاحزاب السياسية في الوسط والجنوب ادت الى لجوء البرلمان التركي الى التصريح بالموافقة بقيام عمل عسكري ضد العراق وقبلها مشروع بايدن السيء الصيت.

ان سياسة التناحر والتكتل هي التي جعلت من ارض العراق ساحة لتبفيذ خطط ومآرب الدوائر المعادية للعرب والاسلام وفي مقدمتها المحتل لأن العراق ارض الفتوحات ومنارة الايمان.. وبدلا من توجه فوهات البنادق الى الاعداء وجه وللاسف الشديد الى صدورنا واصبح العالم يرى اقتتال ابناء الشعب الواحد.

ان التهديدات التركية هو درسا لاذعا لكل القوى المطالبة بالتقسيم او المنوهة لها ولو انها احدثت ارباكا لتلك القوى واجلت مشروع التقسيم فيجب عليهم مراجعة انفسهم والرجوع الى ارادة الشعب ومطلبهم الجماهيري بالوحدة ونبذ الخلافات وان وحدة العراق من شماله الى جنوبه هي التي تردع كل من يريد النيل بأرضنا.

فهل سيعي اصحاب القرار ودعاة التقسيم بخطورة مواقفهم السالفة والتي ادت الى ما ادت اليه ويكون الدرس التركي درسا قاسيا اليهم ويتذكروا ان العراق خيمتنا التي نستظل تحتها وبوحدتنا واجتماعنا كصف واحد هي ستجعل العراق قويا شامخا وحصن منيعا للجميع.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 28 تشرين الاول/2007 - 16/شوال/1428