امريكا تصعد المواجهة بإستهداف قوة في قلب النظام الإيراني

شبكة النبأ: زادت العقوبات الامريكية الجديدة من المخاطر في مواجهة مع ايران باستهداف قوة عسكرية في قلب النظام الحاكم في ايران لكن من غير المرجح ان ترد طهران على هذه الخطوة حتى وان شددت من تصريحاتها.

ووصفت الولايات المتحدة الحرس الثوري الايراني بأنه ضالع في نشر اسلحة الدمار الشامل وقالت ان قوة القدس التابعة له داعمة للارهاب وفرضت عقوبات مالية جديدة على ايران. ورأى بعض الساسة الامريكيين في ذلك خطوة اقرب نحو الحرب.

وادانت ايران الخطوة باعتبارها غير قانونية وقالت ان تكتيكات واشنطن لن توقف برنامج طهران النووي السلمي الذي يأتي في قلب الخلاف بين العدوين اللدودين. وتقول واشنطن ان هدف طهران الحقيقي هو انتاج أسلحة ذرية وهو اتهام تنفيه ايران.

وقال محللون ايرانيون ان الخطوة التي أقدمت عليها واشنطن تؤدي الى تصعيد الخلاف باتهام الحرس الثوري وهو فرع مستقل عن الجيش تشكل لحراسة الثورة ويتلقي أوامره مباشرة من الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي أعلى سلطة في ايران. بحسب رويترز.

وقال حميد رضا جلايبور الاستاذ بجامعة طهران، اذا دخل أحد في مواجهة مع الحرس الثوري فان ذلك يعني أنه يرغب في مواجهة الجمهورية الاسلامية.

وأضاف محللون أن الحرس الثوري يحظى بمكانة خاصة بالنسبة لكثير من الايرانيين لانه كان القوة الرئيسية التي دافعت عن ايران في الحرب مع العراق في الثمانينات. وعندما بدأت واشنطن في مناقشة اتخاذ اجراءات ضد الحرس الثوري أعلن ايرانيون من مختلف ألوان الطيف السياسي معارضتهم.

لكن المحللين يقولون انه من المرجح أن ترد ايران بحذر رغم العلامات الاخرى على أن طهران تتبنى خطا متشددا مثل تغيير كبير المفاوضين النوويين هذا الشهر. والمفاوض الجديد حليف للرئيس الايراني المتشدد محمود أحمدي نجاد.

وقال محلل ايراني طلب عدم الكشف عن اسمه، سيكون هناك الكثير من التصريحات المتشددة. لكن لا اعتقد أنه سيكون هناك أي شيء عاجل سيقدم عليه الايرانيون غير اطلاق التصريحات. سينتظرون ليروا ما اذا كانت هذه (العقوبات) شيئا يمكن أن يؤلم بالفعل.

وبينما يشكو رؤساء الشركات من أن عقوبات الامم المتحدة والعقوبات الامريكية الحالية تضر بالاقتصاد تتمتع ايران بعائدات كبيرة غير متوقعة من النفط مما يعني أنها قادرة على التغلب على أي تأثير بشكل جزئي على الاقل.

كما عبر مسؤولون ايرانيون مرارا سرا وعلانية عن ثقتهم في أن واشنطن ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهة جديدة بينما تواجه صعوبات في العراق وأفغانستان رغم رفض الولايات المتحدة استبعاد تحرك عسكري في الخلاف النووي.

وبالاضافة الى ذلك فان ايران سترغب في معرفة ان كان التحرك الامريكي الاخير يوحد القوى العالمية ضد طهران أو يقسمها. وقالت روسيا والصين اللتين قاومتا تشديد عقوبات الامم المتحدة ضد ايران ان الخطوة الامريكية قد تجعل الخلاف مع ايران أسوأ.

لكن الحرس الثوري أصبح أكثر قابلية للتأثر بالعقوبات بسبب المصالح الاقتصادية الممتدة التي تتراوح بين أعمال المقاولات الى مشروعات النفط والغاز. كما يرى البعض أن للقوة نفوذا سياسيا متزايدا.

وقال المحلل الايراني، عندما تنشيء كيانا كبيرا يقوم بكل شيء فانك تزيد من قابليتك للتأثر اذا تعرض هذا الكيان لضغوط.

وربما أثرت مثل هذه المخاوف على اختيار قائد الحرس الثوري الايراني الجديد عندما أقيل يحيى رحيم صفوي في العاشر من سبتمبر أيلول بعد أن تولى هذا المنصب عشر سنوات.

عقوبات جديدة

وفي الاجمال فرضت واشنطن عقوبات على أكثر من 20 من الشركات والبنوك والافراد في ايران بالاضافة الى وزارة الدفاع في مسعى للضغط على طهران لتعليق أنشطتها النووية ووقف أنشطتها "الارهابية".

وقالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وإلى جانبها وزير الخزانة هنري بولسن، اعلن انا والوزير بولسن خطوات جديدة عديدة لزيادة التكاليف على ايران عن تصرفها غير المسؤول. بحسب رويترز.

وقالت رايس، سنكون منفتحين إزاء مناقشة اي موضوع. لكن اذا اختار حكام ايران المضي قدما على طريق للمواجهة فستعمل الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي لمقاومة تلك التهديدات.

وذكر مسؤول امريكي كبير انه بين البنوك الايرانية المتأثرة بنك ملي اكبر بنوك ايران وبنك ملت وبنك صادرات. وتحظر العقوبات فعليا على البنوك الدولية إنجاز اعمال معها.

وقال مسؤول امريكي كبير للصحفيين عبر دائرة تلفزيونية، القيام بأعمال مع النظام الايراني لا يستحق المخاطرة.

وهذه هي المرة الاولى التي تتخذ فيها الولايات المتحدة مثل هذه الاجراءات العقابية ضد جيش دولة أخرى. وتلقى مثل هذه الاجراءات معارضة من حلفاء مثل روسيا التي تعتقد أن الحوار هو السبيل الامثل للمضي قدما لا فرض مزيد من العقوبات أو اللجوء لعمل عسكري.

بنوك ايرانية تستهدفها العقوبات الامريكية

وشملت العقوبات الجديدة أكثر من 20 فردا وشركة في ايران من بينها بنوك كبرى لتصعيد الضغوط على طهران للتخلي عن برنامجها النووي ودعمها المزعوم للمتشددين. وفيما يلي قائمة بالبنوك التي استهدفتها العقوبات.. بحسب رويترز.

- بنك ملي ايران: أكبر البنوك الايرانية وتتهمه الولايات المتحدة بتقديم خدمات مصرفية لبرنامج ايران النووي وبرنامجها الخاص بالصواريخ ذاتية الدفع فضلا عن تقديم خدمات للحرس الثوري وقوة القدس.

- بنك ملت: قالت وزارة الخارجية الامريكية انه يقدم خدمات مصرفية لهيئة الطاقة الذرية في ايران وشركة نوفين للطاقة وكلاهما على صلة ببرنامج ايران النووي ووردا في قراري العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران.

- بنك صادرات ايران: قال مسؤولون أمريكيون انه يحول أموالا الى منظمات متشددة من بينها حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية ( حماس) وحركة الجهاد الاسلامي في الاراضي الفلسطينية. وتصنف وزارة الخارجية الامريكية المنظمات الثلاث ضمن الجماعات الارهابية.

بان يقول إنه "قلق جدا"

من جهة اخرى قال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة في تصريحات نشرت في ايطاليا انه يشعر بقلق من البرنامج النووي الايراني ولكنه يأمل بإمكان حل مواجهة مع المجتمع الدولي من خلال الحوار.

ويعتقد الغرب أن إيران تسعى الى صنع قنبلة ذرية في حين تقول إيران إن برنامجها النووي لأغراض سلمية.

وعينت إيران في الاسبوع الماضي مفاوضا جديدا ينظر اليه على نطاق واسع على انتهاجه خطا متشددا في المحادثات الدولية الرامية الى وقف توسيع العقوبات الحالية التي تفرضها الامم المتحدة على ايران.

وسئل بان عما إذا كان يشعر بقلق من البرنامج النووي الايراني فقال لصحيفة لا ستامبا، نعم انني قلق جدا من التقدم النووي الايراني. بحسب رويترز.

واضاف بان، اتعشم حتى مع التغيير في المفاوضين إمكان أن تتحرك الامور قدما الى الامام ومن المهم مواصلة التفاوض مع إيران.

وقال بان انه التقى مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لفترة وجيزة خلال الاجتماعات الاخيرة للجمعية العامة للامم المتحدة وانه مستعد للقائه بشكل خاص اذا دعت الحاجة لذلك.

وقال، قلت بإلحاح كبير خلال مناسبات كثيرة إن الخلافات يمكن ان تحل من خلال السلام ومن خلال الحوار والحرب او العمل العسكري امر غير مرغوب فيه بأي شكل.

جليلي: العقوبات الاميركية الجديدة لن يكون لها اي تاثير

 من جهته اعلن كبير المفاوضين في الملف النووي الايراني الجديد سعيد جليلي ان العقوبات الاميركية الجديدة ضد ايران لن يكون لها "اي تاثير" على سياسة ايران في المجال النووي كما ذكرت وكالة الانباء الطلابية.

وقال جليلي في مطار طهران لدى عودته من روما حيث التقى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، ان هذه العقوبات ليست جديدة. فمنذ 28 عاما نواجه عقوبات. ولن يكون لهذه العقوبات الجديدة كما سابقاتها اي تاثير على سياسة ايران. بحسب فرانس برس.

واضاف، ان كل ما تفعله تلك العقوبات هو ان تزيد في عزلة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.

وترفض ايران تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم رغم اتخاذ مجلس الامن الدولي قرارين بفرض عقوبات عليها.

وانتهت الجولة الثانية من المناقشات بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول هذا الموضوع في الحادي عشر من تشرين الاول/اكتوبر بعد سلسلة اولى في نهاية ايلول/سبتمبر. والتزمت ايران بالرد على سلسلة من الاسئلة العالقة حول حجم برنامجها النووي.

المعتدلون في ايران يعارضون أساليب أحمدي نجاد النووية

وفي نفس السياق عارض أكبر حزب اصلاحي في ايران وبشكل علني السياسة النووية المتشددة للرئيس محمود أحمدي نجاد بعد يوم من فرض واشنطن عقوبات جديدة على الجمهورية الاسلامية بسبب أنشطتها النووية المتنازع عليها.

وحذر حزب جبهة المشاركة الاسلامية الايرانية من تفاقم الازمة مع المجتمع الدولي داعيا الى مراجعة سياسة طهران النووية. بحسب فرانس برس.

وقال محسن ميردامادي الامين العام للحزب أمام جمهور من نحو 200 شخص خلال اجتماع للحزب، ينبغي للحكومة أن تتوقف عن سياسة المغامرة.

وانتقد ميردامادي لهجة احمدي نجاد الخطابية المعادية للغرب وقال ان عزلة طهران تزايدت منذ تولى السلطة عام 2005.

وقال أمام الحضور الذين كان من بينهم الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، هل مسموح لنا فرض ويلات عقوبات (الامم المتحدة) وغيرها من الاجراءات القاسية على أمتنا نتيجة تعظيمنا للذات غير المنطقي وغير الحقيقي.

وتابع، هل مسموح لنا أن نعرض صورة وحشية وتنطوي على المغامرة للامة الايرانية من خلال سلوكنا غير السوي ومن خلال الادلاء بخطب غير لائقة.

ويعتقد الاصلاحيون أنه ينبغي لايران استئناف تعليق تخصيب اليورانيوم وهي السياسة التي اتبعها الرئيس السابق.

ورغم الضغوط الدولية على ايران لتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يقول الغرب انه ستار لصنع أسلحة نووية الا أن أحمدي نجاد واصل التحدي ووصف قرارين للامم المتحدة فرضا عقوبات على ايران بأنهما "قصاصة ورق".

وقال ميردامادي لرويترز على هامش الاجتماع، تبنى أحمدي نجاد تكتيكات خاطئة تدفع البلاد نحو مواجهة خطيرة مع العالم.

الحرب "ستقوي الحكومة الايرانية" وتزيد القمع

وفي صعيد متصل دعت المحامية الايرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 شيرين عبادي في باريس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى عدم شن حرب على ايران معتبرة ان، اي تدخل عسكري من شأنه ان يقوي الحكومة الايرانية.

وقالت للصحافيين ردا على سؤال حول تشديد موقف باريس تجاه طهران، يجب ان تقولوا لساركوزي كي يهتم اكثر بمصالح فرنسا القومية التي هي ليست بالتأكيد من خلال شن هجوم عسكري على ايران او على اي بلد اخر.

وبعد ان اشارت الى ان الوضع يزداد تفاقما خصوصا في مجال حقوق النساء والفقر في هذا البلد الغني بالنفط اعتبرت المعارضة الايرانية مع ذلك بان اي تدخل عسكري من شأنه ان يقوي الحكومة الايرانية.

وقالت، ان اي حرب من شأنها ان تعزز الانتماء القومي وان تريح الحكومة الحالية التي ستستعمل عذر الامن القومي من اجل القمع. هذا ما جرى خلال الحرب الايرانية العراقية (1980-1988).

وقالت هذه القاضية السابقة، لا تسمحوا باسم الديموقراطية بان يرسل شبان فرنسيون الى الحرب.

وطالبت بفرض "عقوبات سياسية" على الزعماء الايرانيين وليس عقوبات اقتصادية تطال الشعب الايراني.

واضافت، ان الشعب يواصل كفاحه داخل البلاد ضد النظام والرقابة. واشارت الى شن حملة من اجل المساواة بين الرجال والنساء لجمع مليون توقيع، وهي ستتواصل بالرغم من اعتقال اربعين شخصا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 28 تشرين الاول/2007 - 16/شوال/1428